حمل مصحف وورد وبي دي اف.

الجمعة، 26 مايو 2023

ج1وج2. ج3وج4.كتاب الترغيب والترهيب

ج1وج2. كتاب الترغيب والترهيب من الحديث الشريف عبد العظيم بن عبد القوي المنذري أبو محمد

كتاب الترغيب والترهيب

الترغيب في الإخلاص والصدق والنية الصالحة

1 - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوا فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فقال رجل منهم اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا فنأى بي طلب شجر يوما فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين فكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر

زاد بعض الرواة والصبية يتضاغون عند قدمي فاستيقظا فشربا غبوقهما

اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة

فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج منها

قال النبي صلى الله عليه و سلم قال الآخر اللهم كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إلي فأردتها عن نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت لا يحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه

فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها

قال النبي صلى الله عليه و سلم وقال الثالث اللهم إني استأجرت أجراء وأعطيتهم أجرتهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال فجاءني بعد حين فقال لي يا عبد الله أد إلي أجري فقلت كل ما ترى من أجرك من الابل والبقر والغنم والرقيق

فقال يا عبد الله لا تستهزىء بي فقلت إني لا أستهزىء بك فأخذه كله فساقه فلم يترك منه شيئا اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه

فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون

وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم يمشون إذ أصابهم مطر فأووا إلى غار فانطبق عليهم فقال بعضهم لبعض إنه والله يا هؤلاء لا ينجيكم إلا الصدق فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه فقال أحدهم اللهم إن

 

كنت تعلم أنه كان لي أجير عمل لي على فرق من أرز فذهب وتركه وإني عمدت إلى ذلك الفرق فزرعته فصار من أمره إلى أن اشتريت منه بقرا وإنه أتاني يطلب أجره فقلت له اعمد إلى تلك البقر فإنها من ذلك الفرق

فساقها فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا فانساحت عنهم الصخرة

فذكر الحديث قريبا من الأول

رواه البخاري ومسلم والنسائي ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه باختصار ويأتي لفظه في بر الوالدين إن شاء الله تعالى

قوله وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا

الغبوق بفتح الغين المعجمة هو الذي يشرب بالعشي ومعناه كنت لا أقدم عليهما في شرب اللبن أهلا ولا غيرهم

يتضاغون بالضاد والغين المعجمتين أي يصيحون من الجوع

السنة العام المقحط الذي لم تنبت الأرض فيه شيئا سواء نزل غيث أم لم ينزل

تفض الخاتم هو بتشديد الضاد المعجمة وهو كناية عن الوطء

الفرق بفتح الفاء والراء مكيال معروف

فانساحت هو بالسين والحاء المهملتين أي تنحت الصخرة وزالت عن الغار

وعن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده لا شريك له وأقام الصلاة وآتى الزكاة فارقها والله عنه راض

رواه ابن ماجه والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين

وعن أبي فراس رجل من أسلم قال نادى رجل فقال يا رسول الله ما الإيمان قال الإخلاص

وفي لفظ آخر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سلوني عما شئتم فنادى رجل يا رسول الله ما الإسلام قال إقام الصلاة وإيتاء الزكاة

قال فما الإيمان قال الإخلاص

قال فما اليقين قال التصديق

رواه البيهقي وهو مرسل

وعن معاذ بن جبل أنه قال حين بعث إلى اليمن يا رسول الله أوصني

 

قال أخلص دينك يكفك العمل القليل رواه الحاكم من طريق عبيد الله بن زحر عن ابن أبي عمران وقال صحيح الإسناد كذا قال

 

وروي عن ثوبان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول طوبى للمخلصين أولئك مصابيح الهدى تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء

رواه البيهقي

وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال في حجة الوداع نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فرب حامل فقه ليس بفقيه

ثلاث لا يغل عليهن قلب امرىء مؤمن إخلاص العمل لله والمناصحة لائمة المسلمين ولزوم جماعتهم فإن دعاءهم محيط من ورائهم

رواه البزار بإسناد حسن ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث زيد بن ثابت ويأتي في سماع الحديث إن شاء الله تعالى

قال الحافظ عبد العظيم وقد روي هذا الحديث أيضا عن ابن مسعود ومعاذ بن جبل والنعمان بن بشير وجبير بن مطعم وأبي الدرداء وأبي قرصافة جندرة بن خيشنة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم

وبعض أسانيدهم صحيح

وعن مصعب بن سعد عن أبيه رضي الله عنه أنه ظن أن له فضلا على من دونه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم

رواه النسائي وغيره وهو في البخاري وغيره دون ذكر الإخلاص

وعن الضحاك بن قيس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله تبارك وتعالى يقول أنا خير شريك فمن أشرك معي شريكا فهو لشريكي يا أيها الناس أخلصوا أعمالكم فإن الله تبارك وتعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما خلص له ولا تقولوا هذه لله وللرحم فإنها للرحم وليس لله منها شيء ولا تقولوا هذه لله ولوجوهكم فإنها لوجوهكم وليس لله منها شيء

رواه البزار بإسناد لا بأس به والبيهقي

قال الحافظ لكن الضحاك بن قيس مختلف في صحبته

وعن أبي أمامة قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ما له فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا شيء له

فأعادها ثلاث مرار ويقول رسول الله صلى الله عليه و سلم لا شيء له ثم قال إن الله عز و جل لا يقبل من العمل إلا ما كان له

 

خالصا وابتغي وجهه

رواه أبو داود والنسائي بإسناد جيد وسيأتي أحاديث من هذا النوع في الجهاد إن شاء الله تعالى

10 - وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما ابتغي به وجه الله تعالى

رواه الطبراني بإسناد لا بأس به

11 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال يجاء بالدنيا يوم القيامة فيقال ميزوا ما كان منها لله عز و جل فيماز ويرمى سائره في النار

رواه البيهقي عن شهر بن حوشب عنه موقوفا

12 - ورواه أيضا عن شهر عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال إذا كان يوم القيامة جيء بالدنيا فيميز منها ما كان لله وما كان لغير الله رمي به في نار جهنم

موقوف أيضا

قال الحافظ وقد يقال إن مثل هذا لا يقال من قبل الرأي والاجتهاد فسبيله سبيل المرفوع

13 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أخلص لله أربعين يوما ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه

ذكره رزين العبدري في كتابه ولم أره في شيء من الأصول التي جمعها ولم أقف له على إسناد صحيح ولا حسن إنما ذكر في كتب الضعفاء كالكامل وغيره لكن رواه الحسين بن الحسين المروزي في زوائده في كتاب الزهد لعبد الله بن المبارك فقال حدثنا أبو معاوية أنبأنا حجاج عن مكحول عن النبي صلى الله عليه و سلم فذكره مرسلا وكذا رواه أبو الشيخ ابن حبان وغيره عن مكحول مرسلا والله أعلم

14 - وروي عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان وجعل قلبه سليما ولسانه صادقا ونفسه مطمئنة وخليقته مستقيمة وجعل أذنه مستمعة وعينه ناظرة فأما الأذن فقمع والعين مقرة بما يوعي القلب وقد أفلح من جعل قلبه واعيا

رواه أحمد والبيهقي وفي إسناد أحمد احتمال للتحسين

 

فصل

15 - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إنما الأعمال بالنية وفي رواية بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى

فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي

قال الحافظ وزعم بعض المتأخرين أن هذا الحديث بلغ مبلغ التواتر وليس كذلك فإنه انفرد به يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي ثم رواه عن الأنصاري خلق كثير نحو مائتي راو وقيل سبعمائة راو وقيل أكثر من ذلك وقد روي من طرق كثيرة غير طريق الأنصاري ولا يصح منها شيء

كذا قاله الحافظ علي بن المديني وغيره من الأئمة

وقال الخطابي لا أعلم في ذلك خلافا بين أهل الحديث والله أعلم

16 - وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم

قالت قلت يا رسول الله صلى الله عليه و سلم كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم قال يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم

رواه البخاري ومسلم وغيرهما

17 - وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنما يبعث الناس على نياتهم

رواه ابن ماجه بإسناد حسن ورواه أيضا من حديث جابر إلا أنه قال يحشر الناس

18 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رجعنا من غزوة تبوك مع النبي صلى الله عليه و سلم فقال إن أقواما خلفنا بالمدينة ما سلكنا شعبا ولا واديا إلا وهم معنا حبسهم

 

العذر

رواه البخاري وأبو داود ولفظه إن النبي صلى الله عليه و سلم قال لقد تركتم بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا أنفقتم من نفقة ولا قطعتم من واد إلا وهم معكم

قالوا يا رسول الله وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة قال حبسهم المرض

19 - وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم

رواه مسلم

20 - وعن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه

قال ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزا ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر أو كلمة نحوها وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال إنما الدنيا لاربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما يخبط في ماله بغير علم ولا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء

رواه أحمد والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن صحيح

ورواه ابن ماجه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل هذه الأمة كمثل أربعة نفر رجل آتاه الله مالا وعلما فهو يعمل بعلمه في ماله ينفقه في حقه ورجل آتاه الله علما ولم يؤته مالا وهو يقول لو كان لي مثل هذا عملت فيه بمثل الذي يعمل

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فهما في الأجر سواء ورجل آتاه الله مالا ولم يؤته علما فهو يخبط في ماله ينفقه في غير حقه ورجل لم يؤته الله علما ولا مالا وهو يقول لو كان لي مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فهما في الوزر سواء

 

وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فيما يروي عن ربه عز و جل إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة فإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن هو هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة زاد في رواية أو محاها ولا يهلك على الله إلا هالك

رواه البخاري ومسلم

22 - وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يقول الله عز و جل إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة فلا تكتبوها عليه حتى يعملها فإن عملها فاكتبوها بمثلها وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة وإن أراد أن يعمل حسنة فلم يعملها اكتبوها له حسنة فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائة

رواه البخاري واللفظ له ومسلم

23 - وفي رواية لمسلم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ومن هم بحسنة فعملها كتبت له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه وإن عملها كتبت

24 - وفي أخرى له قال عن محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قال الله عز و جل إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعملها فإذا عملها فأنا أكتبها له بعشر أمثالها وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يعملها فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها وإن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جراي

قوله من جراي بفتح الجيم وتشديد الراء أي من أجلي

25 - وعن معن بن يزيد رضي الله عنهما قال كان أبي يزيد أخرج دنانير يتصدق بها فوضعها عند رجل في المسجد فجئت فأخذتها فأتيته بها فقال والله ما إياك أردت فخاصمته إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لك ما نويت يا يزيد ولك ما أخذت يا معن

رواه البخاري

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قال رجل لأتصدقن الليلة بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على سارق فقال اللهم لك الحمد على سارق لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على زانية فقال اللهم لك الحمد على زانية لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد غني فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على غني فقال اللهم لك الحمد على سارق وزانية وغني فأتي فقيل له أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته

وأما الزانية فلعلها أن تستعف عن زناها وأما الغني فلعله أن يعتبر فينفق مما أعطاه الله

رواه البخاري واللفظ له ومسلم والنسائي قالا فيه فقيل له أما صدقتك فقد تقبلت ثم ذكر الحديث

27 - وعن أبي الدرداء يبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم قال من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عيناه حتى أصبح كتب له ما نوى وكان نومه صدقة عليه من ربه

رواه النسائي وابن ماجه بإسناد جيد ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي ذر أو أبي الدرداء على الشك

قال الحافظ عبد العظيم رحمه الله وستأتي أحاديث من هذا النوع متفرقة في أبواب متعددة من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى

2 - الترهيب من الرياء وما يقوله من خاف شيئا منه

28 - عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمته فعرفها قال فما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى استشهدت

قال كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال هو جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأالقرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها

قال فما عملت فيها قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك

 

القرآن

قال كذبت ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارىء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها

قال فما عملت فيها قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك

قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار

رواه مسلم والنسائي ورواه الترمذي وحسنه وابن حبان في صحيحه كلاهما بلفظ واحد

29 - وعن الوليد بن أبي الوليد أبي عثمان المديني أن عقبة بن مسلم حدثه أن شفيا الأصبحي حدثه أنه دخل المدينة فإذا هو برجل قد اجتمع عليه الناس فقال من هذا قالوا أبو هريرة قال فدنوت منه حتى قعدت بين يديه وهو يحدث الناس فلما سكت وخلا قلت له أسألك بحق وبحق لما حدثتني حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم وعقلته وعلمته فقال أبو هريرة أفعل لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه و سلم علقته وعلمته ثم نشغ أبو هريرة نشغة فمكثنا قليلا ثم أفاق فقال لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا وهو في هذا البيت ما معنا أحد غيري وغيره ثم نشغ أبو هريرة نشغة أخرى ثم أفاق ومسح عن وجهه فقال أفعل لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا وهو في هذا البيت ما معنا أحد غيري وغيره ثم نشغ أبو هريرة نشغة شديدة ثم مال خارا على وجهه فأسندته طويلا ثم أفاق فقال حدثني رسول الله صلى الله عليه و سلم أن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أمة جاثية فأول من يدعى به رجل جمع القرآن ورجل قتل في سبيل الله ورجل كثير المال فيقول الله عز و جل للقارىء ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي قال بلى يا رب قال فما علمت فيما علمت قال كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار فيقول الله عز و جل له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله تبارك وتعالى بل أردت أن يقال فلان قارىء وقد قيل ذلك ويؤتى بصاحب المال فيقول الله عز و جل ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما آتيتك قال كنت أصل الرحم وأتصدق فيقول الله له كذبت وتقول الملائكة كذبت ويقول الله تبارك وتعالى بل أردت أن يقال فلان جواد وقد قيل

 

ذلك ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقول الله له في ماذا قتلت فيقول أي رب أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت فيقول الله له كذبت وتقول الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل ذلك ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم على ركبتي فقال يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة قال الوليد أبو عثمان المديني وأخبرني عقبة أن شفيا هو الذي دخل على معاوية فأخبره بهذا قال أبو عثمان وحدثني العلاء بن أبي حكيم أنه كان سيافا لمعاوية قال فدخل عليه رجل فأخبره بهذا عن أبي هريرة فقال معاوية قد فعل بهؤلاء هذا فكيف بمن بقي من الناس ثم بكى معاوية بكاء شديدا حتى ظننا أنه هالك وقلنا قد جاء هذا الرجل بشر ثم أفاق معاوية ومسح عن وجهه وقال صدق الله ورسوله ا صلى الله عليه و سلم من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذي ليس لهم في الأخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ورواه ابن خزيمة في صحيحه نحو هذا لم يختلف إلا في حرف أو حرفين

قوله جريء هو بفتح الجيم وكسر الراء وبالمد أي شجاع نشغ بفتح النون والشين المعجمة وبعدها غين معجمة أي شهق حتى كاد يغشى عليه أسقا أو شوقا

30 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قلت يا رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبرني عن الجهاد والغزو فقال يا عبد الله بن عمرو إن قاتلت صابرا محتسبا بعثك الله صابرا محتسبا وإن قاتلت مرائيا مكاثرا بعثك الله مرائيا مكاثرا يا عبد الله بن عمرو على أي حال قاتلت أو قتلت بعثك الله على تلك الحال

رواه أبو داود

قال الحافظ وستأتي أحاديث من هذا النوع في باب مفرد في الجهاد إن شاء الله تعالى

31 - وعن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة والدين والتمكين في الأرض فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب

رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم والبيهقي وقال الحاكم صحيح

 

الإسناد وفي رواية للبيهقي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بشر هذه الأمة بالتيسير والسناء والرفعة بالدين والتمكين في البلاد والنصر فمن عمل منهم بعمل الآخرة للدنيا فليس له في الآخرة من نصيب

32 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رجل يا رسول الله إني أقف الموقف أريد وجه الله وأريد أن يرى موطني

فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى نزلت فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا الكهف 11

رواه الحاكم وقال صحيح على شرطيهما والبيهقي من طريقه ثم قال رواه عبدان عن ابن المبارك فأرسله لم يذكر فيه ابن عباس

33 - وعن أبي هند الداري أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول من قام مقام رياء وسمعة رايا الله به يوم القيامة وسمع

رواه أحمد بإسناد جيد والبيهقي والطبراني ولفظه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من رايا بالله لغير الله فقد برىء من الله

34 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من سمع الناس بعمله سمع الله به سامع خلقه وصغره وحقره

رواه الطبراني في الكبير بأسانيد أحدها صحيح والبيهقي

35 - وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم من سمع سمع الله به ومن يراء يراء الله به

رواه البخاري ومسلم

سمع بتشديد الميم ومعناه من أظهر عمله للناس رياء أظهر الله نيته الفاسدة في عمله يوم القيامة وفضحه على رؤوس الأشهاد

36 - وعن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من قام مقام رياء رايا الله به ومن قام مقام سمعة سمع الله به

رواه الطبراني بإسناد حسن

 

وعن معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما من عبد يقوم في الدنيا مقام سمعة ورياء إلا سمع الله به على رؤوس الخلائق يوم القيامة

رواه الطبراني بإسناد حسن

38 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال من رايا بشيء في الدنيا من عمله وكله الله إليه يوم القيامة وقال انظر هل يغني عنك شيئا

رواه البيهقي موقوفا

39 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من تزين بعمل الآخرة وهو لا يريدها ولا يطلبها لعن في السموات والأرض

رواه الطبراني في الأوسط

40 - وروي عن الجارود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من طلب الدنيا بعمل الآخرة طمس وجهه ومحق ذكره وأثبت اسمه في النار

رواه الطبراني في الكبير

41 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين يلبسون للناس جلود الضأن من اللين ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب يقول الله عز و جل أبي يغترون أم علي يجترئون فبي حلفت لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم حيران

رواه الترمذي من رواية يحيى بن عبيد سمعت أبي يقول سمعت أبا هريرة فذكره ورواه مختصرا من حديث ابن عمر وقال حديث حسن

42 - وروي عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تحبب إلى الناس بما يحبون وبارز الله بما يكرهون لقي الله وهو عليه غضبان

رواه الطبراني في الأوسط

43 - وروي عنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تعوذوا بالله من جب الحزن

قالوا يا

 

رسول الله وما جب الحزن قال واد في جهنم تتعوذ منه جهنم كل يوم مائة مرة ومائة قيل يا رسول الله ومن يدخله قال القراء المراؤون بأعمالهم

رواه الترمذي وقال حديث غريب وابن ماجه ولفظه تعوذوا بالله من جب الحزن

قالوا يا رسول الله وما جب الحزن قال واد في جهنم تتعوذ منه جهنم كل يوم أربعمائة مرة قيل يا رسول الله ومن يدخله قال أعد للقراء المرائين بأعمالهم وإن من أبغض القراء إلى الله عز و جل الذين يزورون الأمراء

وفي بعض النسخ الأمراء الجورة

ورواه الطبراني في الأوسط بنحوه إلا أنه قال يلقى فيه الغرارون

قيل يا رسول الله وما الغرارون قال المراؤون بأعمالهم في الدنيا

44 - ورواه أيضا عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن في جهنم لواديا تستعيذ جهنم من ذلك الوادي في كل يوم أربعمائة مرة أعد ذلك الوادي للمرائين من أمة محمد صلى الله عليه و سلم لحامل كتاب الله والمتصدق في غير ذات الله والحاج إلى بيت الله وللخارج في سبيل الله

قال الحافظ رفع حديث ابن عباس غريب ولعله موقوف والله أعلم

45 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أحسن الصلاة حيث يراه الناس وأساءها حيث يخلو فتلك استهانة استهان بها ربه تبارك وتعالى

رواه عبد الرزاق في كتابه وأبو يعلى كلاهما من رواية إبراهيم بن مسلم الهجري عن أبي الأحوص عنه

ورواه من هذه الطرق ابن جرير الطبري مرفوعا أيضا وموقوفا على ابن مسعود وهو أشبه

46 - وعن شداد بن أوس رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول من صام يرائي فقد أشرك ومن صلى يرائي فقد أشرك ومن تصدق يرائي فقد أشرك

رواه البيهقي من طريق عبد المجيد بن بهرام عن شهر بن حوشب وسيأتي أتم من هذا إن شاء الله تعالى

47 - وعن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن جده قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن نتذاكر المسيح الدجال فقال ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال فقلنا بلى يا رسول الله فقال الشرك الخفي أن يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل

رواه ابن ماجه والبيهقي

 

ربيح بضم الراء وفتح الباء الموحدة بعدها ياء آخر الحروف وحاء مهملة ويأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى

48 - وعن محمود بن لبيد قال خرج النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا أيها الناس إياكم وشرك السرائر قالوا يا رسول الله وما شرك السرائر قال يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الناس إليه فذلك شرك السرائر

رواه ابن خزيمة في صحيحه

49 - وعن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر رضي الله عنه خرج إلى المسجد فوجد معاذا عند قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم يبكي فقال ما يبكيك قال حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اليسير من الرياء شرك ومن عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء الذين إن غابوا لم يفتقدوا وإن حضروا لم يعرفوا قلوبهم مصابيح الهدى يخرجون من كل غبراء مظلمة

رواه ابن ماجه والحاكم والبيهقي في كتاب الزهد له وغيره قال الحاكم صحيح ولا علة له

50 - وعن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر

قالوا وما الشرك الأصغر يا رسول الله قال الرياء يقول الله عز و جل إذا جزى الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء

ورواه أحمد بإسناد جيد وابن أبي الدنيا والبيهقي في الزهد وغيره

قال الحافظ رحمه الله ومحمود بن لبيد رأى النبي صلى الله عليه و سلم ولم يصح له منه سماع فيما أرى

وقد خرج أبو بكر بن خزيمة حديث محمود المتقدم في صحيحه مع أنه لا يخرج فيه شيئا من المراسيل وذكر ابن أبي حاتم أن البخاري قال له صحبة

قال وقال أبي لا يعرف له صحبة ورجح ابن عبد البر أن له صحبة وقد رواه الطبراني بإسناد جيد عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج وقيل إن حديث محمود هو الصواب دون ذكر رافع بن خديج فيه والله أعلم

51 - وعن أبي سعيد بن أبي فضالة وكان من الصحابة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم

 

يقول إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ليوم لا ريب فيه نادى مناد من كان أشرك في عمله لله أحدا فليطلب ثوابه من عنده فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك

رواه الترمذي في التفسير من جامعه وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي

52 - وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قال الله عز و جل أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل لي عملا أشرك فيه غيري فأنا منه بريء وهو للذي أشرك

رواه ابن ماجه واللفظ له وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي

ورواة ابن ماجه ثقات

53 - وعن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم قال لما دخلت مسجد الجابية ألفينا عبادة بن الصامت فأخذ يميني بشماله وشمال أبي الدرداء بيمينه فخرج يمشي بيننا ونحن ننتجي والله أعلم بما نتناجى فقال عبادة بن الصامت لئن طال بكما عمر أحدكما أو كلاكما لتوشكان أن تريا الرجل من ثبج المسلمين يعني من وسط قراء القرآن على لسان محمد صلى الله عليه و سلم قد أعاده وأبداه فأحل حلاله وحرم حرامه ونزل عند منازله لا يحور منه إلا كما يحور رأس الحمار الميت

قال فبينما نحن كذلك إذ طلع علينا شداد بن أوس وعوف بن مالك رضي الله عنهما فجلسا إليه فقال شداد إن أخوف ما أخاف عليكم أيها الناس لما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من الشهوة الخفية والشرك فقال عبادة بن الصامت وأبو الدرداء اللهم غفرا أولم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد حدثنا أن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب فأما الشهوة الخفية فقد عرفناها هي شهوات الدنيا من نسائها وشهواتها فما هذا الشرك الذي تخوفنا به يا شداد فقال شداد أرأيتم لو رأيتم رجلا يصلي لرجل أو يصوم لرجل أو يتصدق له لقد أشرك قال عوف بن مالك عند ذلك أفلا يعمد الله إلى ما ابتغي به وجهه من ذلك العمل كله فيقبل ما خلص له ويدع ما أشرك به قال شداد عند ذلك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله عز و جل قال أنا خير قسيم لمن أشرك بي من أشرك بي شيئا فإن جسده وعمله وقليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به أنا عنه غني

رواه أحمد وشهر يأتي ذكره ورواه البيهقي ولفظه عن عبد الرحمن بن غنم أنه كان

 

في مسجد دمشق مع نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فيهم معاذ بن جبل فقال عبد الرحمن يا أيها الناس إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الخفي فقال معاذ بن جبل اللهم غفرا أوما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول حيث ودعنا إن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرتكم هذه ولكن يطاع فيما تحتقرون من أعمالكم فقد رضي بذلك فقال عبد الرحمن أنشدك الله يا معاذ أما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من صام رياء فقد أشرك ومن تصدق رياء فقد أشرك

فذكر الحديث وإسناده ليس بالقائم ورواه أحمد أيضا والحاكم من رواية عبد الواحد بن زيد عن عبادة بن نسي قال دخلت على شداد بن أوس في مصلاه وهو يبكي فقلت يا أبا عبد الرحمن ما الذي أبكاك قال حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم

قلت وما هو قال بينما أنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ رأيت بوجهه أمرا ساءني فقلت بأبي وأمي يا رسول الله ما الذي أرى بوجهك

قال أمرا أتخوفه على أمتي الشرك وشهوة خفية

قلت وتشرك أمتك من بعدك قال يا شداد إنهم لا يعبدون شمسا ولا وثنا ولا حجرا ولكن يراؤون الناس بأعمالهم

قلت يا رسول الله الرياء شرك هو قال نعم

قلت فما الشهوة الخفية قال يصبح أحدهم صائما فتعرض له شهوة من شهوات الدنيا فيفطر

قال الحاكم واللفظ له صحيح الإسناد

قلت كيف وعبد الواحد بن زيد الزاهد متروك ورواه ابن ماجه مختصرا من رواية رواد بن الجراح عن عامر بن عبد الله عن الحسن بن ذكوان عن عبادة بن نسي عن شداد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أخوف ما أخاف على أمتي الإشراك بالله أما إني لست أقول يعبدون شمسا ولا قمرا ولا وثنا ولكن أعمالا لغير الله وشهوة خفية

وعامر بن عبد الله لا يعرف ورواد يأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى وروى البيهقي عن يعلى بن شداد عن أبيه قال كنا نعد الرياء في زمن النبي صلى الله عليه و سلم الشرك الأصغر

54 - وعن القاسم بن مخيمرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يقبل الله عملا فيه مثقال حبة من خردل من رياء

رواه ابن جرير الطبري مرسلا

55 - وروي عن عدي بن حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يؤمر يوم القيامة بناس من الناس إلى الجنة حتى إذا دنوا منها واستنشقوا ريحها ونظروا إلى قصورها وما أعد الله

 

لاهلها فيها نودوا أن اصرفوهم عنها لا نصيب لهم فيها فيرجعون بحسرة ما رجع الأولون بمثلها فيقولون ربنا لو أدخلتنا النار قبل أن ترينا ما أريتنا من ثوابك وما أعددت فيها لاوليائك كان أهون علينا قال ذاك أردت بكم كنتم إذا خلوتم بارزتموني بالعظائم وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين تراؤون الناس بخلاف ما تعطوني من قلوبكم هبتم الناس ولم تهابوني وأجللتم الناس ولم تجلوني وتركتم للناس ولم تتركوني اليوم أذيقكم أليم العذاب مع ما حرمتم من الثواب

رواه الطبراني في الكبير والبيهقي

57 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كان آخر الزمان صارت أمتي ثلاث فرق فرقة يعبدون الله خالصا وفرقة يعبدون الله رياء وفرقة يعبدون الله ليستأكلوا به الناس فإذا جمعهم الله يوم القيامة قال للذي يستأكل الناس بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي فيقول وعزتك وجلالك أستأكل به الناس قال لم ينفعك ما جمعت انطلقوا به إلى النار ثم يقول للذي كان يعبده رياء بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي قال بعزتك وجلالك رياء الناس قال لم يصعد إلي منه شيء انطلقوا به إلى النار ثم يقول للذي كان يعبده خالصا بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي قال بعزتك وجلالك أنت أعلم بذلك من أردت به أردت به ذكرك ووجهك قال صدق عبدي انطلقوا به إلى الجنة

رواه الطبراني في الأوسط من رواية عبيد بن إسحاق العطار وبقية رواته ثقات والبيهقي عن مولى أنس ولم يسمه قال قال أنس قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكره باختصار

58 - وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يؤتى يوم القيامة بصحف مختمة فتنصب بين

 

يدي الله تعالى فيقول تبارك وتعالى ألقوا هذه واقبلوا هذه فتقول الملائكة وعزتك وجلالك ما رأينا إلا خيرا فيقول الله عز و جل إن هذا كان لغير وجهي وإني لا أقبل إلا ما ابتغي به وجهي

رواه البزار والطبراني بإسنادين رواة أحدهما رواة الصحيح والبيهقي

59 - وروي عن معاذ رضي الله عنه أن رجلا قال حدثني حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فبكى معاذ حتى ظننت أنه لا يسكت ثم سكت ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لي يا معاذ قلت له لبيك بأبي أنت وأمي

قال إني محدثك حديثا إن أنت حفظته نفعك وإن أنت ضيعته ولم تحفظه انقطعت حجتك عند الله يوم القيامة يا معاذ إن الله خلق سبعة أملاك قبل أن يخلق السموات والأرض ثم خلق السموات فجعل لكل سماء من السبعة ملكا بوابا عليها قد جللها عظما فتصعد الحفظة بعمل العبد من حين أصبح إلى أن أمسى له نور كنور الشمس حتى إذا صعدت به إلى السماء الدنيا ذكرته فكثرته فيقول الملك للحفظة اضربوا بهذا العمل وجه صاحبه أنا صاحب الغيبة أمرني ربي أن لا أدع عمل من اغتاب الناس يجاوزني إلى غيري قال ثم تأتي الحفظة بعمل صالح من أعمال العبد فتمر فتزكيه وتكثره حتى تبلغ به إلى السماء الثانية فيقول لهم الملك الموكل بالسماء الثانية قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه إنه أراد بعمله هذا عرض الدنيا أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري إنه كان يفتخر على الناس في مجالسهم قال وتصعد الحفظة بعمل العبد يبتهج نورا من صدقة وصيام وصلاة قد أعجب الحفظة فتجاوزوا به إلى السماء الثالثة فيقول لهم الملك الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه أنا ملك الكبر أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري إنه كان يتكبر على الناس في مجالسهم

قال وتصعد الحفظة بعمل العبد يزهر كما يزهر الكوكب الدري له دوي من تسبيح وصلاة وحج وعمرة حتى يجاوزوا به إلى السماء الرابعة فيقول لهم الملك الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه اضربوا ظهره وبطنه أنا صاحب العجب أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري إنه كان إذا عمل عملا أدخل العجب في عمله

قال وتصعد الحفظة بعمل العبد حتى يجاوزوا به إلى السماء الخامسة كأنه العروس المزفوفة إلى بعلها فيقول لهم الملك الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه واحملوه على عاتقه أنا ملك الحسد إنه كان يحسد الناس ممن يتعلم ويعمل بمثل عمله وكل من كان يأخذ فضلا من العبادة يحسدهم ويقع فيهم أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري قال وتصعد الحفظة بعمل العبد من صلاة وزكاة وحج وعمرة وصيام فيجاوزون به إلى السماء السادسة فيقول لهم الملك الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه إنه كان لا يرحم إنسانا قط من عباد الله أصابه بلاء أو ضر بل كان يشمت به أنا ملك الرحمة أمرني ربي أن لا أدع

 

عمله يجاوزني إلى غيري قال وتصعد الحفظة بعمل العبد إلى السماء السابعة من صوم وصلاة ونفقة واجتهاد وورع له دوي كدوي الرعد وضوء كضوء الشمس معه ثلاثة آلاف ملك فيجاوزون به إلى السماء السابعة فيقول لهم الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه واضربوا جوارحه اقفلوا على قلبه إني أحجب عن ربي كل عمل لم يرد به وجه ربي إنه أراد بعمله غير الله إنه أراد به رفعة عند الفقهاء وذكرا عند العلماء وصوتا في المدائن أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري وكل عمل لم يكن لله خالصا فهو رياء ولا يقبل الله عمل المرائي قال وتصعد الحفظة بعمل العبد من صلاة وزكاة وصيام وحج وعمرة وخلق حسن وصمت وذكر لله تعالى وتشيعه ملائكة السموات حتى يقطعوا به الحجب كلها إلى الله عز و جل فيقفون بين يديه ويشهدون له بالعمل الصالح المخلص لله قال فيقول الله لهم أنتم الحفظة على عمل عبدي وأنا الرقيب على نفسه إنه لم يردني بهذا العمل وأراد به غيري فعليه لعنتي فتقول الملائكة كلها عليه لعنتك ولعنتنا وتقول السموات كلها عليه لعنة الله ولعنتنا وتلعنه السموات السبع ومن فيهن

قال معاذ قلت يا رسول الله أنت رسول الله وأنا معاذ قال اقتد بي وإن كان في عملك تقصير يا معاذ حافظ على لسانك من الوقيعة في إخوانك من حملة القرآن واحمل ذنوبك عليك ولا تحملها عليهم ولا تزك نفسك بذمهم ولا ترفع نفسك عليهم ولا تدخل عمل الدنيا في عمل الآخرة ولا تتكبر في مجلسك لكي يحذر الناس من سوء خلقك ولا تناج رجلا وعندك آخر

ولا تتعظم على الناس فينقطع عنك خير الدنيا والآخرة ولا تمزق الناس فتمزقك كلاب النار يوم القيامة في النار قال الله تعالى والناشطات نشطا النازعات 2 أتدري ما هن يا معاذ

قلت ما هن بأبي أنت وأمي قال كلاب في النار تنشط اللحم والعظم

قلت بأبي أنت وأمي فمن يطيق هذه الخصال ومن ينجو منها قال يا معاذ إنه ليسير على من يسره الله عليه

قال فما رأيت أكثر تلاوة للقرآن من معاذ للحذر مما في هذا الحديث

رواه ابن المبارك في كتاب الزهد عن رجل لم يسمه عن معاذ ورواه

 

ابن حبان في غير الصحيح والحاكم وغيرهما وروي عن علي وغيره وبالجملة فآثار الوضع ظاهرة عليه في جميع طرقه وبجميع ألفاظه

فصل

60 - عن أبي علي رجل من بني كاهل قال خطبنا أبو موسى الأشعري فقال يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل فقام إليه عبد الله بن حزن وقيس بن المضارب

فقالا والله لنخرجن مما قلت أو لنأتين عمر مأذونا لنا أو غير مأذون

فقال بل أخرج مما قلت خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم فقال يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل

فقال له من شاء الله أن يقول وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله قال قولوا اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه

رواه أحمد والطبراني ورواته إلى أبي علي محتج بهم في الصحيح

وأبو علي وثقه ابن حبان ولم أر أحدا جرحه ورواه أبو يعلى بنحوه من حديث حذيفة إلا أنه قال فيه يقول كل يوم ثلاث مرات

3 - الترغيب في اتباع الكتاب والسنة

61 - عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه و سلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا

قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد

وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة

رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح

قوله عضوا عليها بالنواجذ أي اجتهدوا على السنة والزموها واحرصوا عليها كما

 

يلزم العاض على الشيء بنواجذه خوفا من ذهابه وتفلته والن بالنون والجيم والذال المعجمة هي الأنياب وقيل الأضراس

62 - وعن أبي شريح الخزاعي قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله قالوا بلى

قال إن هذا القرآن طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدا

رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد

63 - وروي عن جبير بن مطعم قال كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم بالجحفة فقال أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأني رسول الله وأن القرآن جاء من عند الله قلنا بلى

قال فأبشروا فإن هذا القرآن طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تهلكوا ولن تضلوا بعده أبدا

رواه البزار والطبراني في الكبير والصغير

64 - وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أكل طيبا وعمل في سنة وأمن الناس بوائقه دخل الجنة قالوا يا رسول الله إن هذا في أمتك اليوم كثير

قال وسيكون في قوم بعدي

رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وغيره والحاكم واللفظ له وقال صحيح الإسناد

65 - وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من تمسك بسنتي عند فساد أمتي فله أجر مائة شهيد

رواه البيهقي من رواية الحسن بن قتيبة ورواه الطبراني من حديث أبي هريرة بإسناد لا بأس به إلا أنه قال فله أجر شهيد

66 - وعنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خطب الناس في حجة الوداع فقال إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم ولكن رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم فاحذروا إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة نبيه الحديث

رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد

احتج البخاري بعكرمة واحتج مسلم بأبي أويس وله أصل في الصحيح

67 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال الاقتصاد في السنة أحسن من الاجتهاد في البدعة

رواه الحاكم موقوفا وقال إسناده صحيح على شرطهما

68 - وعن أبي أيوب الأنصاري قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو مرعوب فقال

 

وأطيعوني ما كنت بين أظهركم وعليكم بكتاب الله أحلوا حلاله وحرموا حرامه رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات 69 وعن عبد الله بن مسعود قال إن هذا القرآن شافع مشفع من اتبعه قاده إلى الجنة ومن تركه أو أعرض عنه أو كلمة نحوها زج في قفاه إلى النار

رواه البزار هكذا موقوفا على ابن مسعود ورواه مرفوعا من حديث جابر وإسناد المرفوع جيد

70 - وروي عن ابن عباس قال خطب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه إلا أن الله قد فرض فرائض وسن سننا وحد حدودا وأحل حلالا وحرم حراما وشرع الدين فجعله سهلا سمحا واسعا ولم يجعله ضيقا ألا إنه لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له ومن نكث ذمة الله طلبه ومن نكث ذمتي خاصمته ومن خاصمته فلجت عليه ومن نكث ذمتي لم ينل شفاعتي ولم يرد على الحوض

الحديث رواه الطبراني في الكبير

قوله فلجت عليه بالجيم أي ظهرت عليه بالحجة والبرهان وظفرت به

71 - وعن عابس بن ربيعة قال رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقبل الحجر يعني الأسود ويقول إني لأعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبلك ما قبلتك

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي

72 - وعن عروة بن عبد الله بن قشير قال حدثني معاوية بن قرة عن أبيه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في رهط من مزينة فبايعناه وإنه لمطلق الأزرار فأدخلت يدي في جنب قميصه فمسست الخاتم

قال عروة فما رأيت معاوية ولا ابنه قط في شتاء ولا صيف إلا مطلقي الأزرار

رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه واللفظ له وقال ابن ماجه إلا مطلقة أزرارهما

73 - وعن زيد بن أسلم قال رأيت ابن عمر يصلي محلولا أزراره فسألته عن ذلك

 

فقال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يفعله

رواه ابن خزيمة في صحيحه عن الوليد بن مسلم عن زيد ورواه البيهقي وغيره عن زهير بن محمد عن زيد

74 - وعن مجاهد قال كنا مع ابن عمر رحمه الله في سفر فمر بمكان فحاد عنه فسئل لم فعلت ذلك قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فعل هذا ففعلت

رواه أحمد والبزار بإسناد جيد

قوله حاد بالحاء والدال المهملتين أي تنحى عنه وأخذ يمينا أو شمالا

75 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يأتي شجرة بين مكة والمدينة فيقيل تحتها ويخبر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يفعل ذلك

رواه البزار بإسناد لا بأس به

76 - وعن ابن سيرين قال كنت مع ابن عمر رحمه الله بعرفات فلما كان حين راح رحت معه حتى أتى الإمام فصلى معه الأولى والعصر ثم وقف وأنا وأصحاب لي حتى أفاض الامام فأفضنا معه حتى انتهى إلى المضيق دون المأزمين فأناخ وأنخنا ونحن نحسب أنه يريد أن يصلي فقال غلامه الذي يمسك راحلته إنه ليس يريد الصلاة ولكنه ذكر أن النبي صلى الله عليه و سلم لما انتهى إلى هذا المكان قضى حاجته فهو يحب أن يقضي حاجته

رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح

قال الحافظ رحمه الله والآثار عن الصحابة رضي الله عنهم في اتباعهم له واقتفائهم سنته كثيرة جدا

والله الموفق لا رب غيره

4 - الترهيب من ترك السنة وارتكاب البدع والأهواء

77 - عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد

رواه البخاري ومسلم وأبو داود ولفظه من صنع أمرا على غير أمرنا فهو رد

وابن ماجه

 

وفي رواية لمسلم من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد

78 - وعن جابر رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم ويقول بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى

ويقول أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة

ثم يقول أنا أولى بكل مؤمن من نفسه من ترك مالا فلاهله ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي

رواه مسلم وابن ماجه وغيرهما

79 - وعن معاوية رضي الله عنه قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ألا إن من كان قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة وإن هذه الأمة ستفرق على ثلاث وسبعين ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة

رواه أحمد وأبو داود وزاد في رواية وإنه ليخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله

قوله الكلب بفتح الكاف واللام

قال الخطابي هو داء يعرض للإنسان من عضة الكلب الكلب قال وعلامة ذلك في الكلب أن تحمر عيناه ولا يزال يدخل ذنبه بين رجليه فإذا رأى إنسانا ساوره

80 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ستة لعنتهم ولعنهم الله وكل نبي مجاب الزائد في كتاب الله عز و جل والمكذب بقدر الله والمتسلط على أمتي بالجبروت ليذل من أعز الله ويعز من أذل الله والمستحل حرمة الله والمستحل من عترتي ما حرم الله والتارك السنة

رواه الطبراني في الكبير وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد ولا أعرف له علة

81 - وعن أبي برزة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إنما أخشى عليكم شهوات الغي

 

في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى

رواه أحمد والبزار والطبراني في معاجيمه الثلاثة وبعض أسانيدهم رواته ثقات

82 - وعن عمرو بن عوف رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إني أخاف على أمتي من ثلاث من زلة عالم ومن هوى متبع ومن حكم جائر

رواه البزار والطبراني من طريق كثير بن عبد الله وهو واه وقد حسنها الترمذي في مواضع وصححها في موضع فأنكر عليه واحتج بها ابن خزيمة في صحيحه

83 - وروي عن غضيف بن الحارث الثمالي قال بعث إلي عبد الملك بن مروان فقال يا أبا سليمان إنا قد جمعنا الناس على أمرين فقال وما هما قال رفع الأيدي على المنابر يوم الجمعة والقصص بعد الصبح والعصر فقال أما إنهما أمثل بدعتكم عندي ولست بمجيبكم إلى شيء منهما

قال لم قال لأن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة فتمسك بسنة خير من إحداث بدعة

رواه أحمد والبزار

84 - وروى عنه الطبراني أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من أمة ابتدعت بعد نبيها في دينها إلا أضاعت مثلها من السنة

85 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما تحت ظل السماء من إله يعبد أعظم عند الله من هوى متبع

رواه الطبراني في الكبير وابن أبي عاصم في كتاب السنة

86 - وعن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال وأما المهلكات فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه

رواه البزار والبيهقي وغيرهما ويأتي بتمامه في انتظار الصلاة إن شاء الله تعالى

87 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته

رواه الطبراني وإسناده حسن ورواه ابن

 

ماجه وابن عاصم في كتاب السنة من حديث ابن عباس

ولفظهما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أبى الله أن يقبل عمل صاحب بدعة حتى يدع بدعته

ورواه ابن ماجه أيضا من حديث حذيفة ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يقبل الله لصاحب بدعة صوما ولا صلاة ولا حجا ولا عمرة ولا جهادا ولا صرفا ولا عدلا يخرج من الاسلام كما يخرج الشعر من العجين

88 - وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إياكم والمحدثات فإن كل محدثة ضلالة

رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح وتقدم بتمامه بنحوه

89 - وروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن إبليس قال أهلكتهم بالذنوب فأهلكوني بالاستغفار فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء فهم يحسبون أنهم مهتدون فلا يستغفرون

رواه ابن أبي عاصم وغيره

90 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لكل عمل شرة ولكل شرة فترة فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك

رواه ابن أبي عاصم وابن حبان في صحيحه ورواه ابن حبان في صحيحه أيضا من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لكل عمل شرة ولكل شرة فترة فإن كان صاحبها ساد أو قارب فارجوه وإن أشير إليه بالأصابع فلا تعدوه

الشرة بكسر الشين المعجمة وتشديد الراء بعدها تاء تأنيث هي النشاط والهمة وشرة الشباب أوله وحدته

91 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من رغب عن سنتي فليس مني

رواه مسلم

92 - وعن عمرو بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لبلال بن الحارث

 

يوما اعلم يا بلال قال ما أعلم يا رسول الله قال اعلم أن من أحيا سنة من سنتي أميتت بعدي كان له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن ابتدع بدعة ضلالة لا يرضاها الله ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئا

رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده وقال الترمذي حديث حسن

قال الحافظ بل كثير بن عبد الله متروك رواه كما تقدم ولكن للحديث شواهد

93 - وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك

رواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة بإسناد حسن

94 - وعن عمرو بن زرارة قال وقف علي عبد الله يعني ابن مسعود وأنا أقص فقال يا عمرو لقد ابتدعت بدعة ضلالة أو إنك لأهدى من محمد وأصحابه فلقد رأيتهم تفرقوا عني حتى رأيت مكاني ما فيه أحد

رواه الطبراني في الكبير بإسنادين أحدهما صحيح

قال الحافظ عبد العظيم وتأتي أحاديث متفرقة من هذا النوع في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى

الترغيب في البداءة بالخير ليستن به والترهيب من البداءة بالشر خوف أن يستن به

95 - عن جرير رضي الله عنه قال كنا في صدر النهار عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاءه قوم غزاة مجتابي النمار والعباء متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم لما رأى ما بهم من الفاقة فدخل ثم خرج فأمر بلالا فأذن وأقام فصلى ثم خطب فقال يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة إلى آخر الآية إن الله كان عليكم رقيبا النساء 1

والآية التي في الحشر

 

اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد الحشر 81

تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره حتى قال ولو بشق تمرة

قال فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت قال ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم يتهلل كأنه مذهبة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء

رواه مسلم والنسائي وابن ماجه والترمذي باختصار القصة

قوله مجتابي هو بالجيم الساكنة ثم تاء مثناة وبعد الألف باء موحدة والنمار جمع نمرة وهي كساء من صوف مخطط أي لابسي النمار قد خرقوها في رؤوسهم والجوب القطع

وقوله تمعر هو بالعين المهملة المشددة أي تغير

وقوله كأنه مذهبة ضبطه بعض الحفاظ بدال مهملة وهاء مضمومة ونون وضبطه بعضهم بذال معجمة وبفتح الهاء وبعدها باء موحدة وهو الصحيح المشهور ومعناه على كلا التقديرين ظهر البشر في وجهه صلى الله عليه و سلم حتى استنار وأشرق من السرور والمذهبة صحيفة منقشة بالذهب أو ورقة من القرطاس مطلية بالذهب يصف حسنه وتلألؤه صلى الله عليه و سلم

96 - وعن حذيفة رضي الله عنه قال سأل رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمسك القوم ثم إن رجلا أعطاه فأعطى القوم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سن خيرا فاستن به كان له أجره ومثل أجور من تبعه غير منقص من أجورهم شيئا ومن سن شرا فاستن به كان عليه وزره ومثل أوزار من تبعه غير منتقص من أوزارهم شيئا

رواه أحمد والحاكم وقال صحيح الإسناد ورواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة

97 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ليس من نفس تقتل ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل

رواه البخاري ومسلم والترمذي

 

4 - وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من سن سنة حسنة فله أجرها ما عمل بها في حياته وبعد مماته حتى تترك ومن سن سنة سيئة فعليه إثمها حتى تترك ومن مات مرابطا جرى عليه عمل المرابط حتى يبعث يوم القيامة

رواه الطبراني في الكبير بإسناد لا بأس به

قال الحافظ وتقدم في الباب قبله حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لبلال بن الحارث اعلم يا بلال قال ما أعلم يا رسول الله قال إنه من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي كان له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن ابتدع بدعة ضلالة لا يرضاها الله ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئا

رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه

98 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن هذا الخير خزائن ولتلك الخزائن مفاتيح فطوبى لعبد جعله الله عز و جل مفتاحا للخير مغلاقا للشر وويل لعبد جعله الله مفتاحا للشر مغلاقا للخير

رواه ابن ماجه واللفظ له وابن أبي عاصم وفي سنده لين وهو في الترمذي بقصة

99 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من داع يدعو إلى شيء إلا وقف يوم القيامة لازما لدعوته ما دعا إليه وإن دعا رجل رجلا

رواه ابن ماجه ورواته ثقات

كتاب العلم الترغيب في العلم وطلبه وتعلمه وتعليمه وما جاء في فضل العلماء والمتعلمين

100 - عن معاوية رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين رواه البخاري ومسلم وابن ماجه ورواه أبو يعلى وزاد فيه ومن لم يفقهه لم يبال به

ورواه الطبراني في الكبير ولفظه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يا أيها الناس إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين و إنما يخشى الله من عباده العلماء فاطر 82

وفي إسناده راو لم يسم

101 - وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين وألهمه رشده

رواه البزار والطبراني في الكبير بإسناد لا بأس به

102 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل العبادة الفقه وأفضل الدين الورع

رواه الطبراني في معاجيمه الثلاثة وفي إسناده محمد بن أبي ليلى

103 - وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فضل العلم خير من فضل العبادة وخير دينكم الورع

رواه الطبراني في الأوسط والبزار بإسناد حسن

104 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قليل العلم خير من كثير العبادة وكفى بالمرء فقها إذا عبد الله وكفى بالمرء جهلا إذا أعجب برأيه

رواه الطبراني في الأوسط وفي إسناده إسحاق بن أسيد وفيه توثيق لين ورفع هذا الحديث غريب قال البيهقي ورويناه صحيحا من قول مطرف بن عبد الله بن الشخير ثم ذكره والله أعلم

فصل عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا حفتهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه

رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما

106 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر

رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي وقال الترمذي لا يعرف إلا من حديث عاصم بن رجاء بن حيوة وليس إسناده عندي بمتصل وإنما يروى عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن داود بن جميل عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه و سلم وهذا أصح

قال المملي رحمه الله ومن هذه الطريق رواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي في الشعب وغيرها وقد روي عن الأوزاعي عن كثير بن قيس عن يزيد بن سمرة عنه وعن الأوزاعي عن عبد السلام بن سليم عن يزيد بن سمرة عن كثير بن قيس عنه قال البخاري وهذا أصح وروي غير ذلك وقد اختلف في هذا الحديث

 

اختلافا كثيرا ذكرت بعضه في مختصر السنن وبسطته في غيره والله أعلم

107 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية وطلبه عبادة ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة وبذله لأهله قربة لانه معالم الحلال والحرام ومنار سبل أهل الجنة وهو الأنيس في الوحشة والصاحب في الغربة والمحدث في الخلوة والدليل على السراء والضراء والسلاح على الأعداء والزين عند الأخلاء يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة قائمة تقتص آثارهم ويقتدى بفعالهم وينتهى إلى رأيهم ترغب الملائكة في خلتهم وبأجنحتها تمسحهم ويستغفر لهم كل رطب ويابس وحيتان البحر وهوامه وسباع البر وأنعامه لأن العلم حياة القلوب من الجهل ومصابيح الأبصار من الظلم يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار والدرجات العلى في الدنيا والآخرة التفكر فيه يعدل الصيام ومدارسته تعدل القيام به توصل الأرحام وبه يعرف الحلال من الحرام وهو إمام العمل والعمل تابعه يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء

رواه ابن عبد البر النمري في كتاب العلم من رواية موسى بن محمد بن عطاء القرشي حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن الحسن عنه وقال هو حديث حسن ولكن ليس له إسناد قوي وقد رويناه من طرق شتى موقوفا كذا قال رحمه الله ورفعه غريب جدا والله أعلم

108 - وعن صفوان بن عسال المرادي رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه و سلم وهو في المسجد متكىء على برد له أحمر فقلت له يا رسول الله إني جئت أطلب العلم فقال مرحبا بطالب العلم إن طالب العلم تحفه الملائكة بأجنحتها ثم يركب بعضهم بعضا حتى يبلغوا السماء الدنيا من محبتهم لما يطلب

رواه أحمد والطبراني بإسناد جيد واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد وروى ابن ماجه نحوه باختصار ويأتي لفظه إن شاء الله تعالى

109 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم طلب العلم فريضة على كل مسلم وواضع العلم عند أهله كمقلد الخنازير الجوهر واللؤلؤ والذهب

رواه ابن ماجه وغيره

 

وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من جاءه أجله وهو يطلب العلم لقي الله ولم يكن بينه وبين النبيين إلا درجة النبوة

رواه الطبراني في الأوسط

111 - وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من طلب علما فأدركه كتب الله له كفلين من الأجر ومن طلب علما فلم يدركه كتب الله له كفلا من الأجر

رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات وفيهم كلام

112 - وروي عن سخبرة رضي الله عنه قال مر رجلان على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يذكر فقال اجلسا فإنكما على خير فلما قام رسول الله صلى الله عليه و سلم وتفرق عنه أصحابه قاما فقالا يا رسول الله إنك قلت لنا اجلسا فإنكما على خير ألنا خاصة أم للناس عامة قال ما من عبد يطلب العلم إلا كان كفارة ما تقدم

رواه الترمذي مختصرا والطبراني في الكبير واللفظ له

سخبرة بالسين المهملة المفتوحة والخاء المعجمة الساكنة وباء موحدة وراء بعدها تاء تأنيث في صحبته اختلاف والله أعلم

113 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سبع يجرى للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته من علم علما أو كرى نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخلا أو بنى مسجدا أو ورث مصحفا أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته

رواه البزار وأبو نعيم في الحلية وقال هذا حديث غريب من حديث قتادة تفرد به أبو نعيم عن العزرمي ورواه البيهقي ثم قال محمد بن عبد الله العزرمي ضعيف غير أنه قد تقدمه ما يشهد لبعضه وهما يعني هذا الحديث والحديث الذي ذكره قبله لا يخالفان الحديث الصحيح فقد قال فيه إلا من صدقة جارية

وهو يجمع ما وردا به من الزيادة والنقصان انتهى

قال الحافظ عبد العظيم وقد رواه ابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه بنحوه من حديث أبي هريرة ويأتي إن شاء الله تعالى

114 - وعن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما اكتسب مكتسب مثل فضل علم يهدي صاحبه إلى هدى أو يرده عن ردى وما استقام دينه حتى يستقيم عمله

رواه الطبراني في الكبير واللفظ له والصغير إلا أنه قال فيه حتى يستقيم عقله

وإسنادهما متقارب

 

وروي عن أبي ذر و أبي هريرة رضي الله عنهما أنهما قالا لباب يتعلمه الرجل أحب إني من ألف ركعة تطوعا وقالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا جاء الموت لطالب العلم وهو على هذه الحالة مات وهو شهيد

رواه البزار والطبراني في الأوسط إلا أنه قال خير له من ألف ركعة

116 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا ذر لأن تغدو فتعلم آية من كتاب الله خير لك من أن تصلي مائة ركعة ولأن تغدو فتعلم بابا من العلم عمل به أو لم يعمل به خير لك من أن تصلي ألف ركعة

رواه ابن ماجه بإسناد حسن

117 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالما ومتعلما

رواه الترمذي وابن ماجه والبيهقي وقال الترمذي حديث حسن

118 - وروي عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من تعلم بابا من العلم ليعلم الناس أعطي ثواب سبعين صديقا

رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس وفيه نكارة

119 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من رجل تعلم كلمة أو كلمتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا مما فرض الله عز و جل فيتعلمهن ويعلمهن إلا دخل الجنة

قال أبو هريرة فما نسيت حديثا بعد إذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه و سلم

رواه أبو نعيم وإسناده حسن لو صح سماع الحسن من أبي هريرة

120 - وعنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال أفضل الصدقة أن يتعلم المرء المسلم علما ثم يعلمه أخاه المسلم

رواه ابن ماجه بإسناد حسن من طريق الحسن أيضا عن أبي هريرة

121 - وعن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها

 

رواه البخاري ومسلم الحسد يطلق ويراد به تمني زوال النعمة عن المحسود وهذا حرام ويطلق ويراد به الغبطة وهو تمني مثل ما له وهذا لا بأس به وهو المراد هنا

122 - وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء وأنبتت الكلأ والعشب الكثير فكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا وأصاب طائفة أخرى منها إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله تعالى ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به

رواه البخاري ومسلم

123 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره وولدا صالحا تركه أو مصحفا ورثه أو مسجدا بناه أو بيتا لابن السبيل بناه أو نهرا أجراه أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته

رواه ابن ماجه بإسناد حسن والبيهقي ورواه ابن خزيمة في صحيحه مثله إلا أنه قال أو نهرا كراه وقال يعني حفره ولم يذكر المصحف

124 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له

رواه مسلم وغيره

125 - وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خير ما يخلف الرجل من بعده ثلاث ولد صالح يدعو له وصدقة تجري يبلغه أجرها وعلم يعمل به من بعده

رواه ابن ماجه بإسناد صحيح

126 - وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم علماء هذه الأمة رجلان رجل آتاه الله علما فبذله للناس ولم يأخذ عليه طمعا ولم يشتر به ثمنا فذلك تستغفر له حيتان

 

البحر ودواب البر والطير في جو السماء ورجل آتاه الله علما فبخل به عن عباد الله وأخذ عليه طمعا وشرى به ثمنا فذلك يلجم يوم القيامة بلجام من نار وينادي مناد هذا الذي آتاه الله علما فبخل به عن عباد الله وأخذ عليه طمعا واشترى به ثمنا وكذلك حتى يفرغ الحساب

رواه الطبراني في الأوسط وفي إسناده عبد الله بن خداش وثقه ابن حبان وحده فيما أعلم

127 - وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عليكم بهذا العلم قبل أن يقبض وقبضه أن يرفع وجمع بين إصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام هكذا ثم قال العالم والمتعلم شريكان في الخير ولا خير في سائر الناس

رواه ابن ماجه من طريق علي بن يزيد عن القاسم عنه

قوله ولا خير في سائر الناس أي في بقية الناس بعد العالم والمتعلم وهو قريب المعنى من قوله الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالما ومتعلما

وتقدم

128 - وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة

رواه أحمد عن أبي حفص صاحب أنس عنه ولم أعرفه وفيه رشدين أيضا

129 - وعن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من علم علما فله أجر من عمل به لا ينقص من أجر العامل شيء

رواه ابن ماجه وسهل يأتي الكلام عليه

130 - وعن أبي أمامة قال ذكر لرسول الله صلى الله عليه و سلم رجلان أحدهما عابد والآخر عالم فقال عليه أفضل الصلاة والسلام فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ورواه البزار من حديث عائشة مختصرا قال معلم الخير يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر

 

وعن ثعلبة بن الحكم الصحابي قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الله عز و جل للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لفصل عباده إني لم أجعل علمي وحلمي فيكم إلا وأنا أريد أن أغفر لكم على ما كان فيكم ولا أبالي

رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات

قال الحافظ رحمه الله وانظر إلى قوله سبحانه وتعالى علمي وحلمي وأمعن النظر فيه يتضح لك بإضافته إليه عز و جل أنه ليس المراد به علم أكثر أهل الزمان المجرد عن العمل به والإخلاص

132 - وروي عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يبعث الله العباد يوم القيامة ثم يميز العلماء فيقول يا معشر العلماء إني لم أضع علمي فيكم لأعذبكم اذهبوا فقد غفرت لكم

رواه الطبراني في الكبير

133 - وروي عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يجاء بالعالم والعابد فيقال للعابد ادخل الجنة ويقال للعالم قف حتى تشفع للناس

رواه الأصبهاني وغيره

134 - وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يبعث العالم والعابد فيقال للعابد ادخل الجنة ويقال للعالم اثبت حتى تشفع بما أحسنت أدبهم

رواه البيهقي وغيره

135 - وروي عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فضل العالم على العابد سبعون درجة ما بين كل درجتين حضر الفرس سبعين عاما وذلك لان الشيطان يبدع البدعة للناس فيبصرها العالم فينهى عنها والعابد مقبل على عبادة ربه لا يتوجه لها ولا يعرفها

رواه الأصبهاني وعجز الحديث يشبه المدرج

حضر الفرس يعني عدوه

136 - وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد

رواه الترمذي وابن ماجه والبيهقي من رواية روح بن جناح تفرد به عن مجاهد عنه

 

وروي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما عبد الله بشيء أفضل من فقه في دين ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد ولكل شيء عماد وعماد هذا الدين الفقه

وقال أبو هريرة لأن أجلس ساعة فأفقه أحب إلي من أن أحيي ليلة القدر

رواه الدارقطني والبيهقي إلا أنه قال أحب إلي من أن أحيي ليلة إلى الصباح وقال المحفوظ هذا اللفظ من قول الزهري

138 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه مر بسوق المدينة فوقف عليها فقال يا أهل السوق ما أعجزكم قالوا وما ذاك يا أبا هريرة قال ذاك ميراث رسول الله صلى الله عليه و سلم يقسم وأنتم ها هنا ألا تذهبون فتأخذون نصيبكم منه قالوا وأين هو قال في المسجد فخرجوا سراعا ووقف أبو هريرة لهم حتى رجعوا فقال لهم ما لكم فقالوا يا أبا هريرة قد أتينا المسجد فدخلنا فيه فلم نر فيه شيئا يقسم فقال لهم أبو هريرة وما رأيتم في المسجد أحدا قالوا بلى رأينا قوما يصلون وقوما يقرؤون القرآن وقوما يتذاكرون الحلال والحرام فقال لهم أبو هريرة ويحكم فذاك ميراث محمد صلى الله عليه و سلم

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن

فصل

139 - وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم العلم علمان علم في القلب فذاك العلم النافع وعلم على اللسان فذاك حجة الله على ابن آدم

رواه الحافظ أبو بكر الخطيب في تاريخه بإسناد حسن ورواه ابن عبد البر النمري في كتاب العلم عن الحسن مرسلا بإسناد صحيح

140 - وروي عن حرج أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم العلم علمان فعلم ثابت في القلب فذاك العلم النافع وعلم في اللسان فذاك حجة الله على عباده

رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس والأصبهاني في كتابه ورواه البيهقي عن الفضيل بن عياض من قوله غير مرفوع

141 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلا العلماء بالله تعالى فإذا نطقوا به لا ينكره إلا أهل الغرة بالله عز و جل

 

رواه أبو منصور الديلمي في المسند وأبو عبد الرحمن السلمي في الأربعين التي له في التصوف

2 - الترغيب في الرحلة في طلب العلم

142 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة

رواه مسلم وغيره وتقدم بتمامه في الباب قبله

143 - وعن زر بن حبيش قال أتيت صفوان بن عسال المرادي رضي الله عنه قال ما جاء بك قلت أنبط العلم قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من خارج من بيته في طلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع

رواه الترمذي وصححه وابن ماجه واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد

قوله أنبط العلم أي أطلبه وأستخرجه

144 - وعن قبيصة بن المخارق رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا قبيصة ما جاء بك قلت كبرت سني ورق عظمي فأتيتك لتعلمني ما ينفعني الله تعالى به فقال يا قبيصة ما مررت بحجر ولا شجر ولا مدر إلا استغفر لك يا قبيصة إذا صليت الصبح فقل ثلاثا سبحان الله العظيم وبحمده تعاف من العمى والجذام والفلج يا قبيصة قل اللهم إني أسألك مما عندك وأفض علي من فضلك وانشر علي من بركاتك

رواه أحمد وفي إسناده راو لم يسم

145 - وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلمه كان له كأجر حاج تاما حجته

رواه الطبراني في الكبير بإسناد لا بأس به

146 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من جاء

 

مسجدي هذا لم يأته إلا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو بمنزلة المجاهدين في سبيل الله ومن جاء بغير ذلك فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره

رواه ابن ماجه والبيهقي وليس في إسناده من ترك ولا أجمع على ضعفه

147 - وروي عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما انتعل عبد قط ولا تخفف ولا لبس ثوبا في طلب علم إلا غفر الله له ذنوبه حيث يخطو عتبة داره

رواه الطبراني في الأوسط

قوله تخفف أي لبس خفه

148 - وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع

رواه الترمذي وقال حديث حسن

149 - وعن أبي الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من غدا يريد العلم يتعلمه لله فتح الله له بابا إلى الجنة وفرشت له الملائكة أكنافها وصلت عليه ملائكة السموات وحيتان البحر وللعالم من الفضل على العابد كالقمر ليلة البدر على أصغر كوكب في السماء والعلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكنهم ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظه

وموت العالم مصيبة لا تجبر وثلمة لا تسد وهو نجم طمس موت قبيلة أيسر من موت عالم

رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وليس عندهم موت العالم إلى آخره ورواه البيهقي واللفظ له من رواية الوليد بن مسلم

حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن عثمان بن أيمن عنه وسيأتي في الباب بعده حديث أبي الردين إن شاء الله تعالى

 

الترغيب في سماع الحديث وتبليغه ونسخه والترهيب من الكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم

150 - عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع

رواه أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال رحم الله امرأ

وقال الترمذي حديث حسن صحيح

قوله نضر هو بتشديد الضاد المعجمة وتخفيفها حكاه الخطابي ومعناه الدعاء له بالنضارة وهي النعمة والبهجة والحسن فيكون تقديره جمله الله وزينه وقيل غير ذلك

151 - وعن زيد بن ثابت قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه غيره فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من وراءهم ومن كانت الدنيا نيته فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ومن كانت الآخرة نيته جمع الله أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة

رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي بتقديم وتأخير وروى صدره إلى قوله ليس بفقيه

رواه أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه بزيادة عليهما

152 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بمسجد الخيف من منى فقال نضر الله امرأ سمع مقالتي فحفظها ووعاها وبلغها من لم يسمعها ثم ذهب بها إلى من لم يسمعها ألا فرب حامل فقه لا فقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه

الحديث

رواه الطبراني في الأوسط

153 - وعن جبير بن مطعم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم بالخيف خيف منى يقول نضر الله عبدا سمع مقالتي فحفظها ووعاها وبلغها من لم يسمعها فرب حامل فقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه

ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن إخلاص العمل لله

 

والنصيحة لائمة المسلمين ولزوم جماعتهم فإن دعوتهم تحفظ من وراءهم

رواه أحمد وابن ماجه والطبراني في الكبير مختصرا ومطولا إلا أنه قال تحيط بياء بعد الحاء رووه كلهم عن محمد بن إسحاق عن عبد السلام عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه وله عند أحمد طريق عن صالح بن كيسان عن الزهري وإسناد هذه حسن

154 - وروي عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه و سلم اللهم ارحم خلفائي

قلنا يا رسول الله ومن خلفاؤك قال الذين يأتون من بعدي يروون أحاديثي ويعلمونها الناس

رواه الطبراني في الأوسط

155 - وعن أبي الردين قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من قوم يجتمعون على كتاب الله يتعاطونه بينهم إلا كانوا أضيافا لله وإلا حفتهم الملائكة حتى يقوموا أو يخوضوا في حديث غيره وما من عالم يخرج في طلب علم مخافة أن يموت أو انتساخه مخافة أن يدرس إلا كان كالغازي الرائح في سبيل الله ومن يبطىء به عمله لم يسرع به نسبه

رواه الطبراني في الكبير من رواية إسماعيل بن عياش

156 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له

رواه مسلم وغيره وتقدم هو وما ينتظم في سلكه ويأتي له نظائر في نشر العلم وغيره إن شاء الله تعالى

قال الحافظ وناسخ العلم النافع له أجره وأجر من قرأه أو نسخه أو عمل به من بعده ما بقي خطه والعمل به لهذا الحديث وأمثاله وناسخ غير النافع مما يوجب الإثم عليه وزره ووزر من قرأه أو نسخه أو عمل به من بعده ما بقي خطه والعمل به لما تقدم من الأحاديث من سن سنة حسنة أو سيئة

والله أعلم

157 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى علي في كتاب لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام اسمي في ذلك الكتاب

رواه الطبراني وغيره وروي من كلام جعفر بن محمد موقوفا عليه وهو أشبه

 

وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار

رواه البخاري ومسلم وغيرهما وهذا الحديث قد روي عن غير واحد من الصحابة في الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها حتى بلغ مبلغ التواتر والله أعلم

160 - وعن المغيرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن كذبا علي ليس ككذب على أحد فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار

رواه مسلم وغيره

4 - الترغيب في مجالسة العلماء

161 - عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا

قالوا يا رسول الله وما رياض الجنة قال مجالس العلم

رواه الطبراني في الكبير وفيه راو لم يسم

162 - عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لقمان قال لابنه يا بني عليك بمجالسة العلماء واسمع كلام الحكماء فإن الله ليحيي القلب الميت بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل المطر

رواه الطبراني في الكبير من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم وقد حسنها الترمذي لغير هذا المتن ولعله موقوف والله أعلم

163 - وعن ابن عباس قال قيل يا رسول الله أي جلسائنا خير قال من ذكركم الله رؤيته وزاد في علمكم منطقه وذكركم بالآخرة عمله

رواه أبو يعلى ورواته رواة الصحيح إلا مبارك بن حسان

 

الترغيب في إكرام العلماء وإجلالهم وتوقيرهم والترهيب من إضاعتهم وعدم المبالاة بهم

164 - عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد يعني في القبر ثم يقول أيهما أكثر أخذا للقرآن فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد

رواه البخاري

165 - وعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط

رواه أبو داود

166 - وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال البركة مع أكابركم

رواه الطبراني في الأوسط والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

167 - وعنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ليس منا من لم يوقر الكبير ويرحم الصغير ويأمر بالمعروف وينه عن المنكر

رواه أحمد والترمذي وابن حبان في صحيحه

168 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم قال ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا

رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

169 - وعن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا

رواه أحمد بإسناد حسن والطبراني والحاكم إلا أنه قال ليس منا

170 - وعن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويجل كبيرنا

رواه الطبراني من رواية ابن شهاب عن واثلة ولم يسمع منه

171 - وعن عمرو بن شعيب عن جده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ليس منا من لم يرحم

 

صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا

رواه الترمذي وأبو داود إلا أنه قال ويعرف حق كبيرنا

172 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والوقار وتواضعوا لمن تعلمون منه

رواه الطبراني في الأوسط

173 - وعن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اللهم لا يدركني زمان أو قال لا تدركوا زمانا لا يتبع فيه العليم ولا يستحيى فيه من الحليم قلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب

رواه أحمد وفي إسناده ابن لهيعة

174 - وعن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاث لا يستخف بهم إلا منافق ذو الشيبة في الإسلام وذو العلم وإمام مقسط

رواه الطبراني في الكبير من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم وقد حسنها الترمذي لغير هذا المتن

175 - وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال لقد سمعت حديثا منذ زمان إذا كنت في قوم عشرين رجلا أو أقل أو أكثر فتصفحت وجوههم فلم تر فيهم رجلا يهاب في الله عز و جل فاعلم أن الأمر قد رق

رواه أحمد والطبراني في الكبير وإسناده حسن

176 - وروي عن أبي مالك الأشعري أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول لا أخاف على أمتي إلا ثلاث خلال أن يكثر لهم من الدنيا فيتحاسدوا وأن يفتح لهم الكتاب يأخذه المؤمن يبتغي تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب آل عمران 7 وأن يروا ذا علم فيضيعوه ولا يبالوا عليه

رواه الطبراني في الكبير

6 - الترهيب من تعلم العلم لغير وجه الله تعالى

177 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله تعالى لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة

يعني ريحها

رواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال

 

صحيح على شرط البخاري ومسلم وتقدم حديث أبي هريرة في أول باب الرياء وفيه رجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها

قال فما عملت فيها قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن

قال كذبت ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارىء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار

الحديث رواه مسلم وغيره

178 - وروي عن كعب بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء ويصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار

رواه الترمذي واللفظ له وابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وغيره والحاكم شاهدا والبيهقي وقال الترمذي حديث غريب

179 - وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولا تماروا به السفهاء ولا تخيروا به المجالس فمن فعل ذلك فالنار النار

رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي كلهم من رواية يحيى بن أيوب الغافقي عن ابن جريح عن أبي الزبير عنه ويحيى هذا ثقة احتج به الشيخان وغيرهما ولا يلتفت إلى من شذ فيه ورواه ابن ماجه أيضا بنحوه من حديث حذيفة

180 - وروي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم من طلب العلم ليباهي به العلماء ويماري به السفهاء أو ليصرف وجوه الناس إليه فهو في النار

رواه ابن ماجه

181 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تعلم العلم ليباهي به العلماء ويماري به السفهاء ويصرف به وجوه الناس أدخله الله جهنم

رواه ابن ماجه أيضا

182 - وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من تعلم علما لغير الله أو أراد به غير الله

 

فليتبوأ مقعده من النار

رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما عن خالد بن دريك عن ابن عمر ولم يسمع منه ورجال إسنادهما ثقات

183 - وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن ناسا من أمتي سيتفقهون في الدين يقرؤون القرآن يقولون نأتي الأمراء فنصيب من دنياهم ونعتز لهم بديننا ولا يكون ذلك كما لا يجتنى من القتاد إلا الشوك كذلك لا يجتنى من قربهم إلا قال ابن الصباح كأنه يعني الخطايا

رواه ابن ماجه ورواته ثقات

184 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تعلم صرف الكلام ليسبي به قلوب الرجال أو الناس لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا

رواه أبو داود

قال الحافظ يشبه أن يكون فيه انقطاع فإن الضحاك بن شرحبيل ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكروا له رواية عن الصحابة والله أعلم

186 - وعن علي رضي الله عنه أنه ذكر فتنا تكون في آخر الزمان فقال له عمر متى ذلك يا علي قال إذا تفقه لغير الدين وتعلم العلم لغير العمل والتمست الدنيا بعمل الآخرة

رواه عبد الرزاق أيضا في كتابه موقوفا وتقدم حديث ابن عباس المرفوع وفيه ورجل آتاه الله علما فبخل به عن عباد الله وأخذ عليه طمعا وشرى به ثمنا فذلك يلجم يوم القيامة بلجام من نار وينادي مناد هذا الذي آتاه الله علما فبخل به عن عباد الله وأخذ عليه طمعا واشترى به ثمنا وكذلك حتى يفرغ الحساب

 

الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير

188 - وعن قتادة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خير ما يخلف الرجل من بعده ثلاث ولد صالح يدعو له وصدقة تجري يبلغه أجرها وعلم يعمل به من بعده

رواه ابن ماجه بإسناد صحيح وتقدم حديث أبي هريرة إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له

رواه مسلم

189 - وروي عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما تصدق الناس بصدقة مثل علم ينشر

رواه الطبراني في الكبير وغيره

190 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نعم العطية كلمة حق تسمعها ثم تحملها إلى أخ لك مسلم فتعلمها إياه

رواه الطبراني في الكبير ويشبه أن يكون موقوفا

191 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أخبركم عن الأجود الأجود الله الأجود الأجود وأنا أجود ولد آدم وأجودكم من بعدي رجل علم علما فنشر علمه يبعث يوم القيامة أمة وحده ورجل جاد بنفسه لله عز و جل حتى يقتل

رواه أبو يعلى والبيهقي

192 - وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من رجل ينعش لسانه حقا يعمل به بعده إلا

 

جرى له أجره إلى يوم القيامة ثم وفاه الله ثوابه يوم القيامة

رواه أحمد بإسناد فيه نظر ولكن الأصول تعضده

قوله ينعش أي يقول ويذكر

7 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت رجل مات مرابطا في سبيل الله ورجل علم علما فأجره يجري عليه ما عمل به ورجل أجرى صدقة فأجرها له ما جرت ورجل ترك ولدا صالحا يدعو له

رواه الإمام أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط وهو صحيح مفرقا من حديث غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم

فصل

193 - وعن أبي مسعود البدري أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم ليستحمله فقال إنه قد أبدع بي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ائت فلانا فأتاه فحمله

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من دل على خير فله مثل أجر فاعله أو قال عامله

رواه مسلم وأبو داود والترمذي

قوله أبدع بي هو بضم الهمزة وكسر الدال يعني ظلعت ركابي يقال أبدع به إذا كلت ركابه أو عطبت وبقي منقطعا به

194 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال أتى رجل النبي صلى الله عليه و سلم فسأله فقال ما عندي ما أعطيكه ولكن ائت فلانا فأتى الرجل فأعطاه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من دل على خير فله مثل أجر فاعله أو عامله

رواه ابن حبان في صحيحه ورواه البزار مختصرا الدال على الخير كفاعله

ورواه الطبراني في الكبير والأوسط من حديث سهل بن سعد

195 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الدال على الخير كفاعله والله

 

يحب إغاثة اللهفان

رواه البزار من رواية زياد بن عبد الله النميري وقد وثق وله شواهد

196 - وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا

رواه مسلم وغيره وتقدم هو وغيره في باب البداءة بالخير

197 - وعن علي رضي الله عنه في قوله تعالى قوا أنفسكم وأهليكم نارا التحريم 6 قال علموا أهليكم الخير

رواه الحاكم موقوفا وقال صحيح على شرطهما

8 - الترهيب من كتم العلم

198 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار

رواه أبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي ورواه الحاكم بنحوه وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

وفي رواية لابن ماجه قال ما من رجل يحفظ علما فيكتمه إلا أتى يوم القيامة ملجوما بلجام من نار

199 - وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من كتم علما ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار

رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح لا غبار عليه

200 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سئل عن علم فكتمه جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار ومن قال في القرآن بغير ما يعلم جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار

رواه أبو يعلى ورواته ثقات محتج بهم في الصحيح ورواه الطبراني في الكبير والأوسط بسند جيد بالشطر الأول فقط

 

وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كتم علما مما ينفع الله به الناس في أمر الدين ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار

رواه ابن ماجه

قال الحافظ وقد روي هذا الحديث دون قوله ما ينفع الله به عن جماعة من الصحابة غير من ذكر منهم جابر بن عبد الله وأنس بن مالك وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن مسعود وعمرو بن عبسة وعلي بن طلق وغيرهم

202 - وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا لعن آخر هذه الأمة أولها فمن كتم حديثا فقد كتم ما أنزل الله

رواه ابن ماجه وفيه انقطاع والله أعلم

203 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال مثل الذي يتعلم العلم ثم لا يحدث به كمثل الذي يكنز الكنز ثم لا ينفق منه

رواه الطبراني في الأوسط وفي إسناده ابن لهيعة

204 - وعن علقمة بن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن جده قال خطب رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم فأثنى على طوائف من المسلمين خيرا ثم قال ما بال أقوام لا يفقهون جيرانهم ولا يعلمونهم ولا يعظونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم وما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون ولا يتعظون

والله ليعلمن قوم جيرانهم ويفقهونهم ويعظونهم ويأمرونهم وينهونهم وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتفقهون ويتعظون أو لأعاجلنهم العقوبة ثم نزل فقال قوم من ترونه عنى بهؤلاء قال الأشعريين هم قوم فقهاء ولهم جيران جفاة من أهل المياه والأعراب فبلغ ذلك الأشعريين فأتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا يا رسول الله ذكرت قوما بخير وذكرتنا بشر فما بالنا فقال ليعلمن قوم جيرانهم وليعظنهم وليأمرنهم ولينهونهم وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتعظون ويتفقهون أو لأعاجلنهم العقوبة في الدنيا فقالوا يا رسول الله أنفطن

 

غيرنا فأعاد قوله عليهم فأعادوا قولهم أنفطن غيرنا فقال ذلك أيضا فقالوا أمهلنا سنة فأمهلهم سنة ليفقهوهم ويعلموهم ويعظوهم ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه الآية لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم المائدة 87 الآية

رواه الطبراني في الكبير عن بكير بن معروف عن علقمة

205 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال تناصحوا في العلم فإن خيانة أحدكم في علمه أشد من خيانته في ماله وإن الله مسائلكم

رواه الطبراني في الكبير أيضا ورواته ثقات إلا أبا سعيد البقال واسمه سعيد بن المرزبان فيه خلاف يأتي

الترهيب من أن يعلم ولا يعمل بعلمه ويقول ولا يفعله

206 - عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها

رواه مسلم والترمذي والنسائي وهو قطعة من حديث

207 - وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه فيدورها كما يدور الحمار برحاه فتجتمع أهل النار عليه فيقولون يا فلان ما شأنك ألست كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن الشر وآتيه

قال وإني سمعته يقول يعني النبي صلى الله عليه و سلم مررت ليلة أسري بي بأقوام تقرض شفاههم بمقاريض من نار قلت من هؤلاء يا جبريل قال خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون

رواه البخاري ومسلم واللفظ له ورواه ابن أبي الدنيا وابن حبان والبيهقي من حديث أنس وزاد ابن أبي الدنيا والبيهقي في رواية لهما ويقرؤون كتاب الله ولا يعملون به

قال الحافظ وسيأتي أحاديث نحوه في باب من أمر بمعروف أو نهى عن منكر وخالف قوله فعله

 

وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الزبانية أسرع إلى فسقة القراء منهم إلى عبدة الأوثان فيقولون يبدأ بنا قبل عبدة الأوثان فيقال لهم ليس من يعلم كمن لا يعلم

رواه الطبراني وأبو نعيم وقال غريب من حديث أبي طوالة تفرد به العمري عنه يعني عبد الله بن عمر بن عبد العزيز الزاهد

قال الحافظ رحمه الله ولهذا الحديث مع غرابته شواهد وهو حديث أبي هريرة الصحيح إن أول من يدعو الله يوم القيامة رجل جمع القرآن ليقال قارىء

وفي آخره أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة

وتقدم لفظ الحديث بتمامه في الرياء

209 - وروي عن صهيب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما آمن بالقرآن من استحل محارمه

رواه الترمذي وقال هذا حديث غريب ليس إسناده بالقوي

210 - وعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيم أفناه وعن علمه فيم فعل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ورواه البيهقي وغيره من حديث معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما تزال قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه

211 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن خمس عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وما عمل فيما علم

رواه الترمذي أيضا والبيهقي وقال الترمذي حديث غريب لا نعرفه من حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم إلا من حديث حسين بن قيس

قال الحافظ حسين هذا هو حنش وقد وثقه حصين بن نمير وضعفه غيره وهذا الحديث حسن في المتابعات إذا أضيف إلى ما قبله والله أعلم

 

وروي عن الوليد بن عقبة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أناسا من أهل الجنة ينطلقون إلى أناس من أهل النار فيقولون بم دخلتم النار فوالله ما دخلنا الجنة إلا بما تعلمنا منكم فيقولون إنا كنا نقول ولا نفعل

رواه الطبراني في الكبير

213 - وعن مالك بن دينار عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من عبد يخطب خطبة إلا الله عز و جل سائله عنها

أظنه قال ما أراد بها

قال جعفر كان مالك بن دينار إذا حدث بهذا الحديث بكى حتى ينقطع ثم يقول تحسبون أن عيني تقر بكلامي عليكم وأنا أعلم أن الله عز و جل سائلي عنه يوم القيامة ما أردت به

رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي مرسلا بإسناد جيد

214 - وعن لقمان يعني ابن عامر قال كان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول إنما أخشى من ربي يوم القيامة أن يدعوني على رؤوس الخلائق فيقول لي يا عويمر فأقول لبيك رب فيقول ما عملت فيما علمت رواه البيهقي

215 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال تعرضت أو تصديت لرسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يطوف بالبيت فقلت يا رسول الله أي الناس شر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم غفرا سل عن الخير ولا تسأل عن الشر شرار الناس شرار العلماء في الناس

رواه البزار وفيه الجليل بن مرة وهو حديث غريب

11 - وروي عن أبي برزة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه مثل الفتيلة تضيء على الناس وتحرق نفسها

رواه البزار

216 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رب حامل فقه غير فقيه ومن لم ينفعه علمه ضره جهله اقرإ القرآن ما نهاك فإن لم ينهك فلست تقرؤه

رواه الطبراني في الكبير وفيه شهر بن حوشب

217 - وعن جندب بن عبد الله الأزدي رضي الله عنه صاحب النبي صلى الله عليه و سلم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه

الحديث رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن إن شاء الله تعالى

218 - وعن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل بنيان وبال على صاحبه إلا

 

ما كان هكذا وأشار بكفه وكل علم وبال على صاحبه إلا من عمل به

رواه الطبراني في الكبير أيضا وفيه هانىء بن المتوكل تكلم فيه ابن حبان

219 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه رواه الطبراني في الصغير والبيهقي

220 - وروي عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى حي من قيس أعلمهم شرائع الإسلام فإذا قوم كأنهم الإبل الوحشية طامحة أبصارهم ليس لهم هم إلا شاة أو بعير فانصرفت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا عمار ما عملت فقصصت عليه قصة القوم وأخبرته بما فيهم من السهوة فقال يا عمار ألا أخبرك بأعجب منهم قوم علموا ما جهل أولئك ثم سهوا كسهوهم

رواه البزار والطبراني في الكبير

221 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إني لا أتخوف على أمتي مؤمنا ولا مشركا فأما المؤمن فيحجزه إيمانه وأما المشرك فيقمعه كفره ولكن أتخوف عليكم منافقا عالم اللسان يقول ما تعرفون ويعمل ما تنكرون

رواه الطبراني في الصغير والأوسط من رواية الحارث وهو الأعور وقد وثقه ابن حبان وغيره

222 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي كل منافق عليم اللسان

رواه الطبراني في الكبير والبزار ورواته محتج بهم في الصحيح ورواه أحمد من حديث عمر بن الخطاب

223 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الرجل لا يكون مؤمنا حتى يكون قلبه مع لسانه سواء ويكون لسانه مع قلبه سواء ولا يخالف قوله عمله ويأمن جاره بوائقه

رواه الأصبهاني بإسناد فيه نظر

224 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال إني لأحسب الرجل ينسى العلم كما تعلمه للخطيئة يعملها

رواه الطبراني موقوفا من رواية القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله عن جده عبد الله ولم يسمع منه ورواته ثقات

225 - وعن منصور بن زاذان قال نبئت أن بعض من يلقى في النار تتأذى أهل النار بريحه فيقال له ويلك ما كنت تعمل ما يكفينا ما نحن فيه من الشر حتى ابتلينا بك وبنتن ريحك فيقول كنت عالما فلم أنتفع بعلمي

رواه أحمد والبيهقي

 

الترهيب من الدعوى في العلم والقرآن

226 - عن أبي بن كعب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال قام موسى صلى الله عليه و سلم خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم فقال أنا أعلم فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه فأوحى الله إليه أن عبدا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك

قال يا رب كيف به فقيل له احمل حوتا في مكتل فإذا فقدته فهو ثم

فذكر الحديث في اجتماعه بالخضر إلى أن قال فانطلقا يمشيان على ساحل البحر ليس لهما سفينة فمرت بهما سفينة فكلموهم أن يحملوهما فعرف الخضر فحملوهما بغير نول فجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر نقرة أو نقرتين في البحر فقال الخضر يا موسى ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كنقرة هذا العصفور في هذا البحر

فذكر الحديث بطوله

وفي رواية بينما موسى يمشي في ملأ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل فقال له هل تعلم أحدا أعلم منك قال موسى لا فأوحى الله إلى موسى بل عبدنا الخضر فسأل موسى السبيل إليه

الحديث رواه البخاري ومسلم وغيرهما

227 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يظهر الإسلام حتى تختلف التجار في البحر وحتى تخوض الخيل في سبيل الله ثم يظهر قوم يقرؤون القرآن يقولون من أقرأ منا من أعلم منا من أفقه منا ثم قال لاصحابه هل في أولئك من خير وقالوا الله ورسوله أعلم

قال أولئك منكم من هذه الأمة وأولئك هم وقود النار

رواه الطبراني في الأوسط والبزار بإسناد لا بأس به ورواه أبو يعلى والبزار والطبراني أيضا من حديث العباس بن عبد المطلب

228 - وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قام ليلة بمكة من الليل فقال اللهم هل بلغت ثلاث مرات فقام عمر بن الخطاب وكان أواها فقال اللهم نعم وحرضت وجهدت ونصحت فقال ليظهرن الإيمان حتى يرد الكفر إلى

 

مواطنه ولتخاضن البحار بالإس وليأتين على الناس زمان يتعلمون فيه القرآن يتعلمونه ويقرؤونه ثم يقولون قد قرأنا وعلمنا فمن ذا الذي هو خير منا فهل في أولئك من خير قالوا يا رسول الله من أولئك قال أولئك منكم وأولئك هم وقود النار

رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن إن شاء الله تعالى

229 - وعن مجاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما لا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من قال إني عالم فهو جاهل

رواه الطبراني عن ليث هو ابن أبي سليم عنه وقال لا يروى عن النبي صلى الله عليه و سلم إلا بهذا الإسناد

قال الحافظ وستأتي أحاديث تنتظم في سلك هذا الباب في الباب بعده إن شاء الله تعالى

الترهيب من المراء والجدال والمخاصمة والمحاججة والقهر والغلبة والترغيب في تركه للمحق والمبطل

230 - عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ترك المراء وهو مبطل بني له بيت في ربض الجنة ومن تركه وهو محق بني له في وسطها ومن حسن خلقه بني له في أعلاها

رواه أبو داود والترمذي واللفظ له وابن ماجه والبيهقي وقال الترمذي حديث حسن ورواه الطبراني في الأوسط من حديث ابن عمر ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وهو محق وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وهو مازح وببيت في أعلى الجنة لمن حسنت سريرته

ربض الجنة هو بفتح الراء والباء الموحدة وبالضاد المعجمة وهو ما حولها

231 - وروي عن أبي الدرداء وأبي أمامة و واثلة بن الأسقع و أنس بن مالك رضي الله عنهم قالوا خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما ونحن نتمارى في شيء من أمر الدين فغضب غضبا شديدا لم يغضب مثله ثم انتهرنا فقال مهلا يا أمة محمد إنما هلك من كان قبلكم

 

بهذا ذروا المراء لقلة خيره ذروا المراء فإن المؤمن لا يماري ذروا المراء فإن المماري قد تمت خسارته ذروا المراء فكفى إثما أن لا تزال مماريا ذروا المراء فإن المماري لا أشفع له يوم القيامة ذروا المراء فأنا زعيم بثلاثة أبيات في الجنة في رباضها ووسطها وأعلاها لمن ترك المراء وهو صادق ذروا المراء فإن أول ما نهاني عنه ربي بعد عبادة الأوثان المراء

الحديث رواه الطبراني في الكبير

232 - وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا زعيم ببيت في ربض الجنة وببيت في وسط الجنة وببيت في أعلى الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا وترك الكذب وإن كان مازحا وحسن خلقه

رواه البزار والطبراني في معاجيمه الثلاثة وفيه سويد بن إبراهيم أبو حاتم

233 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كنا جلوسا عند باب رسول الله صلى الله عليه و سلم نتذاكر ينزع هذا بآية وينزع هذا بآية فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم كما يفقأ في وجهه حب الرمان فقال يا هؤلاء بهذا بعثتم أم بهذا أمرتم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض

رواه الطبراني في الكبير وفيه سويد أيضا

234 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل

ثم قرأ ما ضربوه لك إلا جدلا الزخرف 85

رواه الترمذي وابن ماجه وابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وغيره وقال الترمذي حديث حسن صحيح

235 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم

رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي

الألد بتشديد الدال المهملة هو الشديد الخصومة الخصم بكسر الصاد المهملة هو الذي يحج من يخاصمه

 

وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال كفى بك إثما أن لا تزال مخاصما

رواه الترمذي وقال حديث غريب

237 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال المراء في القرآن كفر

رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه ورواه الطبراني وغيره من حديث زيد بن ثابت

238 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم أن عيسى عليه السلام قال إنما الأمور ثلاثة أمر تبين لك رشده فاتبعه وأمر تبين غية فاجنتنبه وأمر اختلف فيه فرده إلى عالم رواه الطبراني في الكبير بإسناد لا بأس به

كتاب الطهارة الترهيب من التخلي على طرق الناس أو ظلهم أو مواردهم والترغيب في الانحراف عن استقبال القبلة واستدبارها

239 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اتقوا اللاعنين

قالوا وما اللاعنان يا رسول الله قال الذي يتخلى في طرق الناس أو في ظلهم

رواه مسلم وأبو داود وغيرهما

قوله اللاعنين يريد الأمرين الجالبين اللعن وذلك أن من فعلهما لعن وشتم فلما كانا سببا لذلك أضيف الفعل إليهما فكانا كأنهما اللاعنان

240 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اتقوا الملاعن الثلاث البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل

رواه أبو داود وابن ماجه كلاهما عن أبي سعيد الحميري عن معاذ وقال أبو داود هو مرسل يعني أن أبا سعيد لم يدرك معاذا

الملاعن مواضع اللعن

قال الخطابي والمراد هنا بالظل هو الظل الذي اتخذه الناس مقيلا ومنزلا ينزلونه وليس كل ظل يحرم قضاء الحاجة تحته فقد قضى النبي صلى الله عليه و سلم حاجته تحت حايش من النخل وهو لا محالة له ظل انتهى

241 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول اتقوا الملاعن الثلاث قيل ما الملاعن الثلاث يا رسول الله قال أن يقعد أحدكم في ظل يستظل به أو في طريق أو نقع ماء

رواه أحمد

242 - وعن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من آذى المسلمين في

 

طرقهم وجبت عليه لعنتهم

رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن

243 - وعن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال قال رجل لابي هريرة أفتيتنا في كل شيء يوشك أن تفتينا في الخراء فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من سل سخيمته على طريق من طرق المسلمين فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين

رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي وغيرهما ورواته ثقات إلا محمد بن عمرو الأنصاري

قوله يوشك بكسر الشين المعجمة وفتحها لغية

معناه يكاد ويسرع والخراء والسخيمة الغائط

244 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إياكم والتعريس على جواد الطريق والصلاة عليها فإنها مأوى الحيات والسباع وقضاء الحاجة عليها فإنها الملاعن

رواه ابن ماجه ورواته ثقات

245 - وعن مكحول رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يبال بأبواب المساجد

رواه أبو داود في مراسيله

246 - وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لم يستقبل القبلة ولم يستدبرها في الغائط كتب له حسنة ومحي عنه سيئة

رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح

قال الحافظ وقد جاء النهي عن استقبال القبلة واستدبارها في الخلاء في غير ما حديث صحيح مشهور تغني شهرته عن ذكره لكونه نهيا مجردا والله سبحانه وتعالى أعلم

2 - الترهيب من البول في الماء والمغتسل والجحر

247 - عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه نهى أن يبال في الماء الراكد

رواه مسلم وابن ماجه والنسائي

248 - وعنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يبال في الماء الجاري

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد

 

وعن بكر بن ماعز قال سمعت عبد الله بن يزيد يحدث عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا ينقع بول في طست في البيت فإن الملائكة لا تدخل بيتا فيه بول منتقع ولا تبولن في مغتسلك

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن والحاكم وقال صحيح الإسناد

250 - وعن حميد بن عبد الرحمن قال لقيت رجلا صحب النبي صلى الله عليه و سلم كما صحبه أبو هريرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يمتشط أحدنا كل يوم أو يبول في مغتسله

رواه أبو داود والنسائي في أول حديث

251 - وعن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى أن يبول الرجل في مستحمه وقال إن عامة الوسواس منه

رواه أحمد والنسائي وابن ماجه والترمذي واللفظ له وقال حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث أشعث بن عبد الله ويقال له أشعث الأعمى

قال الحافظ إسناده صحيح متصل وأشعث بن عبد الله ثقة صدوق وكذلك بقية رواته والله أعلم

252 - وعن قتادة عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يبال في الجحر

قالوا لقتادة ما يكره من البول في الجحر قال يقال إنها مساكن الجن

رواه أحمد وأبو داود والنسائي

3 - الترهيب من الكلام على الخلاء

253 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يتناجى اثنان على غائطهما ينظر كل واحد منهما إلى عورة صاحبه فإن الله يمقت على ذلك

رواه أبو داود وابن ماجه واللفظ له وابن خزيمة في صحيحه ولفظه كلفظ أبي داود قال سمعت

 

رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يخرج الرجلان يضربان الغائط كاشفين عن عوراتهما يتحدثان فإن الله عز و جل يمقت على ذلك

رووه كلهم من رواية هلال بن عياض أو عياض بن هلال عن أبي سعيد وعياض هذا روى له أصحاب السنن ولا أعرفه بجرح ولا عدالة وهو في عداد المجهولين

قوله يضربان الغائط قال أبو عمرو صاحب ثعلب يقال ضربت الأرض إذا أتيت الخلاء وضربت في الأرض إذا سافرت

254 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يخرج اثنان من الغائط فيجلسان يتحدثان كاشفين عن عوراتهما فإن الله عز و جل يمقت على ذلك

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد لين

الترهيب من إصابة البول الثوب وغيره وعدم الاستبراء منه

255 - عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر بقبرين فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير بلى إنه كبير

أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله

رواه البخاري وهذا أحد ألفاظه ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه

256 - وفي رواية للبخاري وابن خزيمة في صحيحه أن النبي صلى الله عليه و سلم مر بحائط من حيطان مكة أو المدينة فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما فقال النبي صلى الله عليه و سلم إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة

الحديث وبوب البخاري عليه باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله

قال الخطابي قوله وما يعذبان في كبير معناه أنهما لم يعذبا في أمر كان يكبر

 

عليهما أو يشق فعله لو أرادا أن يفعلاه وهو التنزه من البول وترك النميمة ولم يرد أن المعصية في هاتين الخصلتين ليست بكبيرة في حق الدين وأن الذنب فيهما هين سهل

قال الحافظ عبد العظيم ولخوف توهم مثل هذا استدرك فقال صلى الله عليه و سلم بلى إنه كبير

والله أعلم

257 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عامة عذاب القبر في البول فاستنزهوا من البول

رواه البزار والطبراني في الكبير والحاكم والدارقطني كلهم من رواية أبي يحيى القتات عن مجاهد عنه وقال الدارقطني إسناده لا بأس به والقتات مختلف في توثيقه

258 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر من البول

رواه الدارقطني وقال المحفوظ مرسل

259 - وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال بينما النبي صلى الله عليه و سلم يمشي بيني وبين رجل آخر إذ أتى على قبرين فقال إن صاحبي هذين القبرين يعذبان فائتياني بجريدة

قال أبو بكرة فاستبقت أنا وصاحبي فأتيته بجريدة فشقها نصفين فوضع في هذا القبر واحدة وفي ذا القبر واحدة وقال لعله يخفف عنهما ما دامتا رطبتين إنهما يعذبان بغير كبير الغيبة والبول

رواه أحمد والطبراني في الأوسط واللفظ له وابن ماجه مختصرا من رواية بحر بن مرار عن جده أبي بكرة ولم يدركه

260 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أكثر عذاب القبر من البول

رواه أحمد وابن ماجه واللفظ له والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين ولا أعلم له علة

قال الحافظ وهو كما قال

261 - وعن أمامة رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه و سلم في يوم شديد الحر نحو بقيع الغرقد

 

قال وكان الناس يمشون خلفه قال فلما سمع صوت النعال وقر ذلك في نفسه فجلس حتى قدمهم أمامه فلما مر ببقيع الغرقد إذا بقبرين قد دفنوا فيهما رجلين

قال فوقف النبي صلى الله عليه و سلم فقال من دفنتم هاهنا اليوم

قالوا فلان وفلان

قالوا يا نبي الله وما ذاك قال أما أحدهما فكان لا يتنزه من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة وأخذ جريدة رطبة فشقها ثم جعلها على القبرين قالوا يا نبي الله لم فعلت هذا قال ليخففن عنهما

قالوا يا رسول الله حتى متى هما يعذبان قال غيب لا يعلمه إلا الله ولولا تمرغ قلوبكم وتزيدكم في الحديث لسمعتم ما أسمع

رواه أحمد واللفظ له وابن ماجه كلاهما من طريق علي بن يزيد الالهاني عن القاسم عنه

262 - وعن عبد الرحمن بن حسنة رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم في يده الدرقة فوضعها ثم جلس فبال إليها فقال بعضهم انظروا إليه يبول كما تبول المرأة فسمعه النبي صلى الله عليه و سلم فقال ويحك ما علمت ما أصاب صاحب بني إسرائيل كانوا إذا أصابهم البول قرضوه بالمقاريض فنهاهم فعذب في قبره

رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه

263 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا نمشي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فمررنا على قبرين فقام فقمنا معه فجعل لونه يتغير حتى رعد كم قميصه فقلنا ما لك يا رسول الله فقال أما تسمعون ما أسمع فقلنا وما ذاك يا نبي الله قال هذان رجلان يعذبان في قبورهما عذابا شديدا في ذنب هين قلنا فيم ذلك قال كان أحدهما لا يستنزه من البول وكان الآخر يؤذي الناس بلسانه ويمشي بينهم بالنميمة فدعا بجريدتين من جرائد النخل فجعل في كل قبر واحدة قلنا وهل ينفعهم ذلك قال نعم يخفف عنهما ما دامتا رطبتين

رواه ابن حبان في صحيحه

قوله في ذنب هين يعني هين عندهما وفي ظنهما أو هين عليهما اجتنابه لا إنه هين في نفس الأمر لأن النميمة محرمة اتفاقا

264 - وعن شفي بن ماتع الأصبحي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال أربعة

 

يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى يسعون بين الحميم والجحيم يدعون بالويل والثبور يقول أهل النار بعضهم لبعض ما بال هؤلاء قد آذونا على ما بنا من الأذى قال فرجل مغلق عليه تابوت من جمر ورجل يجر أمعاءه ورجل يسيل فوه قيحا ودما ورجل يأكل لحمه

قال فيقال لصاحب التابوت ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى فيقول إن الأبعد مات وفي عنقه أموال الناس ما يجد لها قضاء أو وفاء ثم يقال للذي يجر أمعاءه ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى فيقول إن الأبعد كان لا يبالي أين أصاب البول منه لا يغسله

وذكر بقية الحديث

رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وكتاب ذم الغيبة والطبراني في الكبير بإسناد لين وأبو نعيم وقال شفي بن ماتع مختلف فيه

فقيل له صحبة ويأتي الحديث بتمامه في الغيبة إن شاء الله تعالى

265 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال اتقوا البول فإنه أول ما يحاسب به العبد في القبر

رواه الطبراني في الكبير أيضا بإسناد لا بأس به

الترهيب من دخول الرجال الحمام بغير أزر ومن دخول النساء بأزر وغيرها إلا نفساء أو مريضة وما جاء في النهي عن ذلك

266 - عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام

رواه النسائي والترمذي وحسنه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

267 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ستفتح عليكم أرض العجم وستجدون فيها بيوتا يقال لها الحمامات فلا يدخلنها الرجال إلا بالأزر وامنعوها النساء إلا مريضة أو نفساء

رواه ابن ماجه وأبو داود وفي إسناده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم

 

وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن دخول الحمامات ثم رخص للرجال أن يدخلوها في المآزر

رواه أبو داود ولم يضعفه واللفظ له والترمذي وابن ماجه ولم يرخص للنساء

قال الحافظ رحمه الله رووه كلهم من حديث أبي عذرة عن عائشة وقد سئل أبو زرعة الرازي عن أبي عذرة هل يسمى فقال لا أعلم أحدا سماه وقال أبو بكر بن حازم لا يعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه وأبو عذرة غير مشهور وقال الترمذي إسناده ليس بذاك القائم

269 - وعنها رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الحمام حرام على نساء أمتي

رواه الحاكم وقال هذا حديث صحيح الإسناد

270 - وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر من نسائكم فلا يدخل الحمام

قال فنهيت بذلك إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في خلافته فكتب إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن سل محمد بن ثابت عن حديثه فإنه رضي فسأله ثم كتب إلى عمر فمنع النساء عن الحمام

رواه ابن حبان في صحيحه واللفظ له والحاكم وقال صحيح الإسناد ورواه الطبراني في الكبير والأوسط من رواية عبد الله بن صالح كاتب الليث وليس عنده ذكر عمر بن عبد العزيز

271 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم احذروا بيتا يقال له الحمام

قالوا يا رسول الله إنه ينقي الوسخ قال فاستتروا

رواه البزار وقال رواه الناس عن طاوس مرسلا

قال الحافظ ورواته كلهم محتج بهم في الصحيح ورواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ولفظه اتقوا بيتا يقال له الحمام

قالوا يا رسول الله إنه يذهب الدرن

 

وينفع المريض قال فمن دخله فليستتر

ورواه الطبراني في الكبير بنحو الحاكم وقال في أوله شر البيوت الحمام ترفع فيه الأصوات وتكشف فيه العورات

الدرن بفتح الدال والراء هو الوسخ

272 - وعن قاص الأجناد بالقسطنطينية أنه حدث أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يا أيها الناس إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعدن على مائدة يدار عليها الخمر ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بإزار ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام

رواه أحمد

وقاص الأجناد لا أعرفه وروي آخره أيضا عن أبي هريرة وفيه أبو خيرة لا أعرفه أيضا

الحليلة بفتح الحاء المهملة هي الزوجة

273 - وعن أبي المليح الهذلي رضي الله عنه أن نساء من أهل حمص أو من أهل الشأم دخلن على عائشة رضي الله عنها فقالت أنتن اللاتي تدخلن نساءكن الحمامات سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت زوجها إلا هتكت الستر بينها وبين ربها

رواه الترمذي واللفظ له وقال حديث حسن وأبو داود وابن ماجه والحاكم وقال صحيح على شرطهما

وروى أحمد وأبو يعلى والطبراني والحاكم أيضا من طريق دراج أبي السمح عن السائب أن نساء دخلن على أم سلمة رضي الله عنها فسألتهن من أنتن قلن من أهل حمص

قالت من أصحاب الحمامات قلن وبها باس

قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها خرق الله عنها ستره

274 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليسع إلى الجمعة

ومن استغنى عنها بلهو أو تجارة استغنى الله عنه والله غني حميد

رواه الطبراني في الأوسط واللفظ له والبزار دون ذكر الجمعة وفيه علي بن يزيد الألهاني

 

وعن عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الحمام فقال إنه سيكون بعدي حمامات ولا خير في الحمامات للنساء فقالت يا رسول الله إنها تدخله بإزار فقال لا وإن دخلته بإزار ودرع وخمار وما من امرأة تنزع خمارها في غير بيت زوجها إلا كشفت الستر فيما بينها وبين ربها

رواه الطبراني في الأوسط من رواية عبد الله بن لهيعة

276 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يشرب الخمر من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يشرب عليها الخمر من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينه وبينها محرم

رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن أبي سليمان المدني

277 - وروي عن المقدام بن معديكرب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنكم ستفتحون أفقا فيها بيوت يقال لها الحمامات حرام على أمتي دخولها

فقالوا يا رسول الله إنها تذهب الوصب وتنقي الدرن قال فإنها حلال لذكور أمتي في الأزر حرام على إناث أمتي

رواه الطبراني

الأفق بضم الألف وسكون الفاء وبضمها أيضا هي الناحية والوصب المرض

6 - الترهيب من تأخير الغسل لغير عذر

278 - عن عمار بن ياسر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة لا تقربهم الملائكة جيفة الكافر والمتضمخ بالخلوق والجنب إلا أن يتوضأ

رواه أبو داود عن الحسن بن أبي الحسن عن عمار ولم يسمع منه ورواه هو وغيره عن عطاء الخراساني عن يحيى بن يعمر عن عمار قال قدمت على أهلي ليلا وقد تشققت يداي فخلقوني بزعفران فغدوت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فسلمت عليه فلم يرد علي السلام ولم يرحب بي وقال اذهب فاغسل عنك هذا

 

فغسلته ثم جئت فسلمت عليه فرد علي ورحب بي وقال إن الملائكة لا تحضر جنازة الكافر بخير ولا المتضمخ بزعفران ولا الجنب

قال ورخص للجنب إذا نام أو أكل أو شرب أن يتوضأ

قال الحافظ رحمه الله المراد بالملائكة هنا هم الذين ينزلون بالرحمة والبركة دون الحفظة فإنهم لا يفارقونه على حال من الأحوال ثم قيل هذا في حق كل من أخر الغسل لغير عذر ولعذر إذا أمكنه الوضوء فلم يتوضأ وقيل هو الذي يؤخره تهاونا وكسلا ويتخذ ذلك عادة والله أعلم

279 - وعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة ولا كلب ولا جنب

رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه

280 - وعن البزار بإسناد صحيح عن ابن عباس قال ثلاثة لا تقربهم الملائكة الجنب والسكران والمتضمخ بالخلوق

7 - الترغيب في الوضوء وإسباغه

281 - عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم في سؤال جبرائيل إياه عن الإسلام فقال الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج وتعتمر وتغتسل من الجنابة وأن تتم الوضوء وتصوم رمضان

قال فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم قال نعم قال صدقت

رواه ابن خزيمة في صحيحه هكذا وهو في الصحيحين وغيرهما بنحوه بغير هذا السياق

282 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل

رواه البخاري ومسلم وقد قيل إن قوله من استطاع إلى آخره إنما هو مدرج

 

من كلام أبي هريرة موقوف عليه ذكره غير واحد من الحفاظ والله أعلم

283 - ولمسلم عن أبي حازم قال كنت خلف أبي هريرة وهو يتوضأ للصلاة فكان يمد يده حتى يبلغ إبطه فقلت له يا أبا هريرة ما هذا الوضوء فقال يا بني فروخ أنتم هاهنا لو علمت أنكم هاهنا ما توضأت هذا الوضوء سمعت خليلي رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول تبلغ الحلية من المؤمن حيث الوضوء

ورواه ابن خزيمة في صحيحه بنحو هذا إلا أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الحلية تبلغ مواضع الطهور

الحلية ما يحلى به أهل الجنة من الأساور ونحوها

284 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتى المقبرة فقال السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم عن قريب لاحقون وددت أنا قد رأينا إخواننا

قالوا أولسنا إخوانك يا رسول الله قال أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد

قالوا كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله قال أرأيت لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم ألا يعرف خيله قالوا بلى يا رسول الله

قال فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض

رواه مسلم وغيره

285 - وعن زر عن عبد الله رضي الله عنه أنهم قالوا يا رسول الله كيف تعرف من لم تر من أمتك قال غر محجلون بلق من آثار الوضوء

رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه ورواه أحمد والطبراني بإسناد جيد نحوه من حديث أبي أمامة

286 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا أول من يؤذن له بالسجود يوم القيامة وأنا أول من يرفع رأسه فأنظر بين يدي فأعرف أمتي من بين الأمم ومن خلفي مثل ذلك وعن يميني مثل ذلك وعن شمالي مثل ذلك

فقال رجل كيف تعرف أمتك يا رسول الله من بين الأمم فيما بين نوح إلى أمتك قال هم غر محجلون من أثر الوضوء ليس لاحد كذلك غيرهم وأعرفهم أنهم يؤتون كتبهم بأيمانهم وأعرفهم تسعى بين أيديهم ذريتهم

رواه أحمد وفي إسناده ابن لهيعة وهو حديث حسن في المتابعات

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كانت بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب

رواه مالك ومسلم والترمذي وليس عند مالك والترمذي غسل الرجلين

288 - وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره

وفي رواية أن عثمان توضأ ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم توضأ مثل وضوئي هذا ثم قال من توضأ هكذا غفر له ما تقدم من ذنبه وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة

رواه مسلم والنسائي مختصرا ولفظه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من امرىء يتوضأ فيحسن وضوءه إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة الأخرى حتى يصليها

وإسناده على شرط الشيخين ورواه ابن خزيمة في صحيحه مختصرا بنحو رواية النسائي ورواه ابن ماجه أيضا باختصار وزاد في آخره وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا يغتر أحد

وفي لفظ النسائي قال من أتم الوضوء كما أمره الله فالصلوات الخمس كفارات لما بينهن

289 - وعنه رضي الله عنه أنه توضأ فأحسن الوضوء ثم قال من توضأ مثل وضوئي هذا ثم أتى المسجد فركع ركعتين ثم جلس غفر له ما تقدم من ذنبه قال وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تغتروا

رواه البخاري وغيره

290 - وعنه رضي الله عنه أيضا أنه دعا بماء فتوضأ ثم ضحك فقال لاصحابه ألا تسألوني ما أضحكني فقالوا ما أضحكك يا أمير المؤمنين قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم توضأ كما توضأت ثم ضحك فقال ألا تسألوني ما أضحكك فقالوا ما أضحكك يا رسول الله فقال إن العبد إذا دعا بوضوء فغسل وجهه حط الله عنه كل خطيئة أصابها

 

بوجهه فإذا غسل ذراعيه كان كذلك وإذا طهر قدميه كان كذلك

رواه أحمد بإسناد جيد وأبو يعلى ورواه البزار بإسناد صحيح وزاد فيه فإذا مسح رأسه كان كذلك

291 - وعن حمران رضي الله تعالى عنه قال دعا عثمان رضي الله عنه بوضوء وهو يريد الخروج إلى الصلاة في ليلة باردة فجئته بماء فغسل وجهه ويديه فقلت حسبك الله والليلة شديدة البرد فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يسبغ عبد الوضوء إلا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر

رواه البزار بإسناد حسن

292 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الخصلة الصالحة تكون في الرجل فيصلح الله بها عمله كله وطهور الرجل لصلاته يكفر الله بطهوره ذنوبه وتبقى صلاته له نافلة

رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط من رواية بشار بن الحكم

293 - وعن عبد الله الصنابحي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا توضأ العبد فمضمض خرجت الخطايا من فيه فإذا استنثر خرجت الخطايا من أنفه فإذا غسل وجهه خرجت الخطايا من وجهه حتى تخرج من تحت أشفار عينيه فإذا غسل يديه خرجت الخطايا من يديه حتى تخرج من تحت أظفار يديه فإذا مسح برأسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج من أذنيه فإذا غسل رجليه خرجت الخطايا من رجليه حتى تخرج من تحت أظفار رجليه ثم كان مشيه إلى المسجد وصلاته نافلة

رواه مالك والنسائي وابن ماجه والحاكم وقال صحيح على شرطهما ولا علة له والصنابحي صحابي مشهور

294 - وعن عمرو بن عنبسة السلمي رضي الله عنه قال كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة وأنهم ليسوا على شيء وهم يعبدون الأوثان فسمعت برجل في مكة يخبر أخبارا فقعدت على راحلتي فقدمت عليه فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث إلى أن قال فقلت يا نبي الله فالوضوء حدثني عنه فقال ما منكم رجل يقرب وضوءه فيمضمض ويستنشق فيستنثر إلا خرت خطايا وجهه من فيه وخياشيمه ثم إذا غسل وجهه

 

كما أمره الله إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء ثم يغسل رجليه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء فإن هو قام وصلى فحمد الله تعالى وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل وفرغ قلبه لله تعالى إلا انصرف من خطيئته كيوم ولدته أمه

رواه مسلم

295 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أيما رجل قام إلى وضوئه يريد الصلاة ثم غسل كفيه نزلت كل خطيئة من كفيه مع أول قطرة فإذا مضمض واستنشق واستنثر نزلت خطيئته من لسانه وشفتيه مع أول قطرة فإذا غسل وجهه نزلت كل خطيئة من سمعه وبصره مع أول قطرة فإذا غسل يديه إلى المرفقين ورجليه إلى الكعبين سلم من كل ذنب كهيئته يوم ولدته أمه

قال فإذا قام إلى الصلاة رفع الله درجته وإن قعد قعد سالما

رواه أحمد وغيره من طريق عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب وقد حسنها الترمذي لغير هذا المتن وهو إسناد حسن في المتابعات لا بأس به

296 - وفي رواية له أيضا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من توضأ فأسبغ الوضوء غسل يديه ووجهه ومسح على رأسه وأذنيه وغسل رجليه ثم قام إلى صلاة مفروضة غفر له في ذلك اليوم ما مشت إليه رجله وقبضت عليه يداه وسمعت إليه أذناه ونظرت إليه عيناه وحدث به نفسه من سوء

قال والله لقد سمعته من نبي الله صلى الله عليه و سلم ما لا أحصيه

297 - ورواه أيضا بنحوه من طريق صحيح وزاد فيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الوضوء يكفر ما قبله ثم تصير الصلاة نافلة

298 - وفي أخرى له قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا توضأ الرجل المسلم خرجت ذنوبه من سمعه وبصره ويديه ورجليه فإن قعد قعد مغفورا له

وإسناد هذه حسن

299 - وفي أخرى له أيضا إذا توضأ المسلم فغسل يديه كفر عنه ما عملت ليداه فإذا

 

غسل وجهه كفر عنه ما نظرت إليه عيناه وإذا مسح برأسه كفر به ما سمعت أذناه فإذا غسل رجليه كفر عنه ما مشت إليه قدماه ثم يقوم إلى الصلاة فهي فضيلة

وإسناد هذه حسن أيضا

300 - وفي رواية للطبراني في الكبير قال أبو أمامة لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا سبع مرات ما حدثت به

قال إذا توضأ الرجل كما أمر ذهب الإثم من سمعه وبصره ويديه ورجليه وإسناده حسن أيضا

301 - وعن ثعلبة بن عباد عن أبيه رضي الله عنه قال ما أدري كم حدثنيه رسول الله صلى الله عليه و سلم أزواجا أو أفرادا قال ما من عبد يتوضأ فيحسن الوضوء فيغسل وجهه حتى يسيل الماء على ذقنه ثم يغسل ذراعيه حتى يسيل الماء على مرفقيه ثم غسل رجليه حتى يسيل الماء من كعبيه ثم يقوم فيصلي إلا غفر له ما سلف من ذنبه

رواه الطبراني في الكبير بإسناد لين

الذقن بفتح الذال المعجمة والقاف أيضا وهو مجتمع اللحيين من أسفلهما

302 - وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها

رواه مسلم والترمذي وابن ماجه إلا أنه قال إسباغ الوضوء شطر الإيمان ورواه النسائي دون قوله كل الناس يغدو إلى آخره

قال الحافظ عبد العظيم وقد أفردت لهذا الحديث وطرقه وحكمه وفوائده جزءا مفردا

303 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من مسلم يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقوم في صلاته فيعلم ما يقول إلا انفتل وهو كيوم ولدته أمه

 

الحديث

رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة والحاكم واللفظ له وقال صحيح الإسناد

304 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إسباغ الوضوء في المكاره وإعمال الأقدام إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة يغسل الخطايا غسلا

رواه أبو يعلى والبزار بإسناد صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

305 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات

قالوا بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط

رواه مالك ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه بمعناه ورواه ابن ماجه أيضا وابن حبان في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري إلا أنهما قالا فيه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا ويزيد به في الحسنات ويكفر به الذنوب قالوا بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء على المكروهات وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط

رواه ابن حبان في صحيحه عن شرحبيل بن سعد عنه

306 - وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من أسبغ الوضوء في البرد الشديد كان له من الأجر كفلان

رواه الطبراني في الأوسط

307 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أتاني الليلة آت من ربي قال يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى قلت نعم في الكفارات والدرجات ونقل الأقدام للجماعات وإسباغ الوضوء في السبرات وانتظار الصلاة بعد الصلاة ومن حافظ عليهن عاش بخير ومات بخير وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه

 

رواه الترمذي في حديث يأتي بتمامه إن شاء الله تعالى في صلاة الجماعة وقال حديث حسن

السبرات جمع سبرة وهي شدة البرد

308 - وعن أبي بن كعب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من توضأ واحدة فتلك وظيفة الوضوء التي لا بد منها ومن توضأ اثنين فله كفلان من الأجر ومن توضأ ثلاثا فذلك وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي

رواه الإمام أحمد وابن ماجه وفي إسنادهما زيد العمي وقد وثق وبقية رواة أحمد رواة الصحيح ورواه ابن ماجه أطول منه من حديث ابن عمر بإسناد ضعيف

309 - وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من أتم الوضوء كما أمره الله فالصلوات المكتوبات كفارات لما بينهن رواه النسائي وابن ماجه بإسناد صحيح

310 - وعن أبي أيوب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من توضأ كما أمر وصلى كما أمر غفر له ما تقدم من عمل

رواه النسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال غفر له ما تقدم من ذنبه

8 - الترغيب في المحافظة على الوضوء وتجديده

311 - عن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن

رواه ابن ماجه بإسناد صحيح والحاكم وقال صحيح على شرطهما ولا علة له سوى وهم أبي بلال الأشعري ورواه ابن حبان في صحيحه من غير طريق أبي بلال وقال في أوله سددوا وقاربوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة

الحديث ورواه ابن ماجه أيضا من حديث ليث هو ابن أبي سليم عن مجاهد عن عبد الله بن عمر من حديث أبي حفص الدمشقي وهو مجهول عن أبي أمامة يرفعه

 

وعن ربيعة الجرشي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال استقيموا ونعما إن استقمتم وحافظوا على الوضوء فإن خير أعمالكم الصلاة وتحفظوا من الأرض فإنها أمكم وإنه ليس أحد عامل عليها خيرا أو شرا إلا وهي مخبرة به

رواه الطبراني في الكبير من رواية ابن لهيعة

قال المملي الحافظ عبد العظيم وربيعة الجرشي مختلف في صحبته وروى عن عائشة وسعد وغيرهما قتل يوم مرج راهط

313 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم عند كل صلاة بوضوء ومع كل وضوء بسواك

رواه أحمد بإسناد حسن

314 - وعن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما قال أصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فدعا بلالا فقال يا بلال بم سبقتني إلى الجنة إني دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك أمامي فقال بلال يا رسول الله ما أذنت قط إلا صليت ركعتين ولا أصابني حدث قط إلا توضأت عنده فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لهذا

رواه ابن خزيمة في صحيحه

315 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من توضأ على طهر كتب له عشر حسنات

رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه

قال الحافظ وأما الحديث الذي يروى عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال الوضوء على الوضوء نور على نور

فلا يحضرني له أصل من حديث النبي صلى الله عليه و سلم ولعله من كلام بعض السلف والله أعلم

9 - الترهيب من ترك التسمية على الوضوء عامدا

316 - قال الإمام أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله ثبت لنا أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا وضوء لمن لم يسم الله

كذا قال

317 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا صلاة لمن لا وضوء

 

له ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه

رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والطبراني والحاكم وقال صحيح الإسناد

قال الحافظ عبد العظيم وليس كما قال فإنهم رووه عن يعقوب بن سلمة الليثي عن أبيه عن أبي هريرة وقد قال البخاري وغيره لا يعرف لسلمة سماع من أبي هريرة ولا ليعقوب سماع من أبيه انتهى وأبو سلمة أيضا لا يعرف ما روي عنه غير ابنه يعقوب فأين شرط الصحة

318 - وعن رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب عن جدته عن أبيها قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه

رواه الترمذي واللفظ له وابن ماجه والبيهقي وقال الترمذي قال محمد بن إسماعيل يعني البخاري أحسن شيء في هذا الباب حديث رباح بن عبد الرحمن عن جدته عن أبيها قال الترمذي وأبوها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل

قال الحافظ وفي الباب أحاديث كثيرة لا يسلم شيء منها عن مقال

وقد ذهب الحسن وإسحاق بن راهويه وأهل الظاهر إلى وجوب التسمية في الوضوء حتى إنه إذا تعمد تركها أعاد الوضوء وهو رواية عن الإمام أحمد ولا شك أن الأحاديث التي وردت فيها وإن كان لا يسلم شيء منها عن مقال فإنها تتعاضد بكثرة طرقها وتكتسب قوة والله أعلم

 

الترغيب في السواك وما جاء في فضله

319 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة

رواه البخاري واللفظ له ومسلم إلا أنه قال عند كل صلاة

والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال مع الوضوء عند كل صلاة ورواه أحمد وابن خزيمة في صحيحه وعندهما لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء

320 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن

321 - وعن زينب بنت جحش رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة كما يتوضؤون

رواه أحمد بإسناد جيد ورواه البزار والطبراني في الكبير من حديث العباس بن عبد المطلب ولفظه لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك عند كل صلاة كما فرضت عليهم الوضوء

ورواه أبو يعلى بنحوه وزاد فيه وقالت عائشة رضي الله عنها وما زال النبي صلى الله عليه و سلم يذكر السواك حتى خشيت أن ينزل فيه قرآن

322 - وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال السواك مطهرة للفم مرضاة للرب

رواه النسائي وابن خزيمة في صحيحيهما ورواه البخاري معلقا مجزوما وتعليقاته المجزومة صحيحة ورواه الطبراني في الأوسط والكبير من حديث ابن عباس وزاد فيه ومجلاة للبصر

323 - وعن أبي أيوب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أربع من سنن

 

المرسلين الختان والتعطر والسواك والنكاح

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

324 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال عليكم بالسواك فإنه مطيبة للفم مرضاة للرب تبارك وتعالى

رواه أحمد من رواية ابن لهيعة

325 - وعن شريح بن هانىء قال قلت لعائشة رضي الله عنها بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه و سلم إذا دخل بيته قالت بالسواك

رواه مسلم وغيره

326 - وعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخرج من بيته لشيء من الصلاة حتى يستاك

رواه الطبراني بإسناد لا بأس به

327 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي بالليل ركعتين ركعتين ثم ينصرف فيستاك

رواه ابن ماجه والنسائي ورواته ثقات

328 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال تسوكوا فإن السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ما جاءني جبريل إلا أوصاني بالسواك حتى لقد خشيت أن يفرض علي وعلى أمتي ولولا أني أخاف أن أشق على أمتي لفرضته عليهم وإني لأستاك حتى خشيت أن أحفي مقادم فمي

رواه ابن ماجه من طريق علي بن يزيد عن القاسم عنه

329 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لقد أمرت بالسواك حتى ظننت أنه ينزل علي فيه قرآن أو وحي

رواه أبو يعلى وأحمد ولفظه قال لقد أمرت بالسواك حتى خشيت أن يوحى إلي فيه شيء

ورواته ثقات

330 - وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرت بالسواك

 

حتى خشيت أن يكتب علي

رواه أحمد والطبراني وفيه ليث بن أبي سليم

331 - وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما زال جبريل يوصيني بالسواك حتى خفت على أضراسي

رواه الطبراني بإسناد لين

332 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لزمت السواك حتى خشيت أن يدرد في

رواه الطبراني في الأوسط ورواته رواة الصحيح ورواه البزار من حديث أنس ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لقد أمرت بالسواك حتى خشيت أن أدرد

الدرد سقوط الأسنان

333 - وعن علي رضي الله عنه أنه أمر بالسواك وقال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي قام الملك خلفه فيستمع لقراءته فيدنو منه أو كلمة نحوها حتى يضع فاه على فيه فما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك فطهروا أفواهكم للقرآن

رواه البزار بإسناد جيد لا بأس به وروى ابن ماجه بعضه موقوفا ولعله أشبه

334 - وعن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم عن النبي صلى الله عليه و سلم قال فضل الصلاة بالسواك على الصلاة بغير سواك سبعون ضعفا

رواه أحمد والبزار وأبو يعلى وابن خزيمة في صحيحه وقال في القلب من هذا الخبر شيء فإني أخاف أن يكون محمد بن إسحاق لم يسمعه من ابن شهاب ورواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم كذا قال ومحمد بن إسحاق إنما أخرج له مسلم في المتابعات

335 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لأن أصلي ركعتين بسواك أحب إلي من أن أصلي سبعين ركعة بغير سواك

رواه أبو نعيم في كتاب السواك بإسناد جيد

336 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ركعتان بالسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك

رواه أبو نعيم أيضا بإسناد حسن

 

الترغيب في تخليل الأصابع والترهيب من تركه وترك الإسباغ إذا أخل بشيء من القدر الواجب

337 - عن أبي أيوب يعني الأنصاري رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال حبذا المتخللون من أمتي

قال وما المتخللون يا رسول الله قال المتخللون في الوضوء والمتخللون من الطعام

أما تخليل الوضوء فالمضمضة والاستنشاق وبين الأصابع وأما تخليل الطعام فمن الطعام إنه ليس شيء أشد على الملكين من أن يريا بين أسنان صاحبهما طعاما وهو قائم يصلي

رواه الطبراني في الكبير ورواه أيضا هو والإمام أحمد كلاهما مختصرا عن أبي أيوب وعطاء قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حبذا المتخللون من أمتي في الوضوء والطعام

ورواه في الأوسط من حديث أنس

ومدار طرقه كلها على واصل بن عبد الرحمن الرقاشي وقد وثقه شعبة وغيره

338 - وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تخللوا فإنه نظافة والنظافة تدعو إلى الإيمان والإيمان مع صاحبه في الجنة

رواه الطبراني في الأوسط هكذا مرفوعا ووقفه في الكبير على ابن مسعود بإسناد حسن وهو الأشبه

339 - وروي عن واثلة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من لم يخلل أصابعه بالماء خللها الله بالنار يوم القيامة

رواه الطبراني في الكبير

340 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لتنتهكن الأصابع بالطهور أو لتنتهكنها النار

رواه الطبراني في الأوسط مرفوعا ووقفه في الكبير على ابن مسعود بإسناد والله أعلم

341 - وفي رواية له في الكبير موقوفة قال خللوا الأصابع الخمس لا يحشوها الله نارا

قوله لتنتهكن أي لتبالغن في غسلها أو لتبالغن النار في إحراقها والنهك المبالغة في كل شيء

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم رأى رجلا لم يغسل عقبيه فقال ويل للأعقاب من النار

343 - وفي رواية أن أبا هريرة رأى قوما يتوضؤون من الطهرة فقال أسبغوا الوضوء فإني سمعت أبا القاسم صلى الله عليه و سلم قال ويل للأعقاب من النار أو ويل للعراقيب من النار

رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه مختصرا

344 - وروى الترمذي منه ويل للأعقاب من النار ثم قال وقد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار

قال الحافظ وهذا الحديث الذي أشار إليه الترمذي رواه الطبراني في الكبير وابن خزيمة في صحيحه من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي مرفوعا ورواه أحمد موقوفا عليه

345 - وعن أبي الهيثم قال رآني رسول الله صلى الله عليه و سلم أتوضأ فقال بطن القدم يا أبا الهيثم

رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة

346 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رأى قوما وأعقابهم تلوح فقال ويل للأعقاب من النار أسبغوا الوضوء

رواه مسلم وأبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه ورواه البخاري بنحوه

348 - وفي رواية فتردد في آية فلما انصرف قال إنه لبس علينا القرآن إن أقواما

 

منكم يصلون معنا لا يحسنون الوضوء فمن شهد الصلاة معنا فليحسن الوضوء

رواه أحمد هكذا ورجال الروايتين محتج بهم في الصحيح ورواه النسائي عن أبي روح عن رجل

349 - وعن رفاعة بن رافع أنه كان جالسا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إنها لا تتم صلاة لاحد حتى يسبغ الوضوء كما أمر الله يغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح برأسه ورجليه إلى الكعبين

رواه ابن ماجه بإسناد جيد

12 - الترغيب في كلمات يقولهن بعد الوضوء

350 - روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء

رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه وقالا فيحسن الوضوء

وزاد أبو داود ثم يرفع طرفه إلى السماء ثم يقول فذكره ورواه الترمذي كأبي داود وزاد اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين

الحديث وتكلم فيه

351 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ سورة الكهف كانت له نورا يوم القيامة من مقامه إلى مكة ومن قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يضره ومن توضأ فقال سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق

ثم جعل في طابع فلم يكسر إلى يوم القيامة

رواه الطبراني في الأوسط ورواته رواة الصحيح واللفظ له ورواه النسائي وقال في آخره ختم عليها بخاتم فوضعت تحت العرش فلم تكسر إلى يوم القيامة

وصوب وقفه على أبي سعيد

 

وروي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من توضأ فغسل يديه ثم مضمض ثلاثا واستنشق ثلاثا وغسل وجهه ثلاثا ويديه إلى المرفقين ثلاثا ومسح رأسه ثم غسل رجليه ثم لم يتكلم حتى يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله غفر له ما بين الوضوءين

رواه أبو يعلى والدارقطني

13 - الترغيب في ركعتين بعد الوضوء

353 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لبلال يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام إني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة

قال ما عملت عملا أرجى عندي من أني لم أتطهر طهورا في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي

رواه البخاري ومسلم

الدف بالضم صوت النعل حال المشي

354 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة

رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه في حديث

356 - وعن حمران مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه رأى عثمان بن عفان رضي

 

الله عنه دعا بوضوء فأفرغ على يديه من إنائه فغسلهما ثلاث مرات ثم أدخل يمينه في الوضوء ثم تمضمض واستنشق واستنثر ثم غسل وجهه ثلاثا ويديه إلى المرفقين ثلاثا ثم مسح برأسه ثم غسل رجليه ثلاثا ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يتوضأ نحو وضوئي هذا ثم قال من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه

رواه البخاري ومسلم وغيرهما

357 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من توضأ فأحسن الوضوء ثم قام فصلى ركعتين أو أربعا يشك سهل يحسن الركوع والخشوع ثم استغفر الله غفر له

رواه أحمد بإسناد حسن

كتاب الصلاة الترغيب في الأذان وما جاء في فضله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا

رواه البخاري ومسلم

قوله لاستهموا أي لاقترعوا والتهجير هو التبكير إلى الصلاة

359 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لو يعلم الناس ما في التأذين لتضاربوا عليه بالسيوف

رواه أحمد وفي إسناده ابن لهيعة

360 - وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال له إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت للصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة

قال أبو سعيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم

ورواه مالك والبخاري والنسائي وابن ماجه وزاد ولا حجر ولا شجر إلا شهد له وابن خزيمة في صحيحه ولفظه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يسمع صوته شجر ولا مدر ولا حجر ولا جن ولا إنس إلا شهد له

361 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يغفر للمؤذن منتهى

 

أذانه ويستغفر له كل رطب ويابس سمعه

رواه أحمد بإسناد صحيح والطبراني في الكبير والبزار إلا أنه قال ويجيبه كل رطب ويابس

362 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم فال المؤذن يغفر له مدى صوته ويصدقه كل رطب ويابس

رواه أحمد واللفظ له وأبو داود وابن خزيمة في صحيحه وعندهما ويشهد له كل رطب ويابس

والنسائي وزاد فيه وله مثل أجر من صلى معه

وابن ماجه وعنده يغفر له مد صوته ويستغفر له كل رطب ويابس وشاهد الصلاة تكتب له خمس وعشرون حسنة ويكفر عنه ما بينهما

قال الخطابي رحمه الله مدى الشيء غايته والمعنى أنه يستكمل مغفرة الله تعالى إذا استوفى وسعه في رفع الصوت فيبلغ الغاية من المغفرة إذا بلغ الغاية من الصوت

قال الحافظ رحمه الله ويشهد لهذا القول رواية من قال يغفر له مد صوته

بتشديد الدال أي بقدر مدة صوته

قال الخطابي رحمه الله وفيه وجه آخر وهو أنه كلام تمثيل وتشبيه يريد أن الكلام الذي ينتهي إليه الصوت لو يقدر أن يكون ما بين أقصاه وبين مقامه الذي هو فيه ذنوب تملأ تلك المسافة غفرها الله انتهى

363 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم والمؤذن يغفر له مدى صوته وصدقه من سمعه من رطب ويابس وله أجر من صلى معه

رواه أحمد والنسائي بإسناد حسن جيد ورواه الطبراني عن أبي أمامة ولفظه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المؤذن يغفر له مد صوته وأجره مثل أجر من صلى معه

364 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يد الرحمن فوق رأس

 

المؤذن وإنه ليغفر له مدى صوته أين بلغ

رواه الطبراني في الأوسط

365 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين

رواه أبو داود والترمذي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما إلا أنهما قالا فأرشد الله الأئمة وغفر للمؤذنين

ولابن خزيمة رواية كرواية أبي داود

366 - وفي أخرى له قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المؤذنون أمناء والأئمة ضمناء اللهم اغفر للمؤذنين وسدد الأئمة

ثلاث مرات

ورواه أحمد من حديث أبي أمامة بإسناد حسن

367 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن فأرشد الله الأئمة وعفا عن المؤذنين

رواه ابن حبان في صحيحه

368 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين فإذا قضي الأذان أقبل فإذا ثوب أدبر فإذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول اذكر كذا اذكر كذا لما لم يكن يذكر من قبل حتى يظل الرجل ما يدري كم صلى

رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي

قال الخطابي رحمه الله التثويب هنا الإقامة والعامة لا تعرف التثويب إلا قول المؤذن في صلاة الفجر الصلاة خير من النوم ومعنى التثويب الإعلام بالشيء والإنذار بوقوعه وإنما سميت الإقامة تثويبا لأنه إعلام بإقامة الصلاة والأذان إعلام بوقت الصلاة

369 - وعن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة ذهب حتى يكون مكان الروحاء

قال الراوي والروحاء من المدينة على ستة وثلاثين ميلا

رواه مسلم

370 - وعن معاوية رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول المؤذنون أطول

 

الناس أعناقا يوم القيامة

رواه مسلم ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه

371 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو أقسمت لبررت إن أحب عباد الله إلى الله لرعاة الشمس والقمر

يعني المؤذنين وإنهم ليعرفون يوم القيامة بطول أعناقهم

رواه الطبراني في الأوسط

372 - وعن ابن أبي أوفى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن خيار عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والنجوم لذكر الله

رواه الطبراني واللفظ له والبزار والحاكم وقال صحيح الإسناد ثم رواه موقوفا وقال هذا لا يفسد الأول لأن ابن عيينة حافظ وكذلك ابن المبارك انتهى

ورواه أبو حفص بن شاهين وقال تفرد به ابن عيينة عن مسعر وحدث به غيره وهو حديث غريب صحيح

373 - وروي عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن المؤذنين والملبين يخرجون من قبورهم يؤذن المؤذن ويلبي الملبي

رواه الطبراني في الأوسط

374 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة على كثبان المسك

وأراه قال يوم القيامة

زاد في رواية يغبطهم الأولون والآخرون عبد أدى حق الله وحق مواليه ورجل أم قوما وهم به راضون ورجل ينادي بالصلوات الخمس في كل يوم وليلة

رواه أحمد والترمذي من رواية سفيان عن أبي اليقظان عن زاذان عنه وقال حديث حسن غريب

قال الحافظ وأبو اليقظان واه وقد روى عنه الثقات واسمه عثمان بن قيس قاله الترمذي وقيل عثمان بن عمير وقيل عثمان بن أبي حميد وقيل غير ذلك ورواه الطبراني في الأوسط والصغير بإسناد لا بأس به

375 - ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا يهولهم الفزع الأكبر ولا ينالهم الحساب هم على كثب من مسك حتى يفرغ من حساب الخلائق رجل قرأ القرآن ابتغاء

 

وجه الله وأم به قوما وهم به راضون وداع يدعو إلى الصلاة ابتغاء وجه الله وعبد أحسن فيما بينه وبين ربه وفيما بينه وبين مواليه

ورواه في الكبير

376 - ولفظه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا مرة ومرة ومرة حتى عد سبع مرات لما حدثت به سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ثلاثة على كثبان المسك يوم القيامة لا يهولهم الفزع ولا يفزعون حين يفزع الناس رجل علم القرآن فقام به يطلب به وجه الله وما عنده ورجل نادى في كل يوم وليلة خمس صلوات يطلب وجه الله وما عنده ومملوك لم يمنعه رق الدنيا من طاعة ربه

377 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمع النبي صلى الله عليه و سلم رجلا وهو في مسير له يقول الله أكبر الله أكبر

فقال نبي الله صلى الله عليه و سلم على الفطرة

فقال أشهد أن لا إله إلا الله قال خرج من النار فاستبق القوم إلى الرجل

فإذا راعي غنم حضرته الصلاة فقام يؤذن

رواه ابن خزيمة في صحيحه وهو في مسلم بنحوه

378 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقام بلال ينادي

فلما سكت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال مثل هذا يقينا دخل الجنة

رواه النسائي وابن حبان في صحيحه

379 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال علمني أو دلني على عمل يدخلني الجنة قال كن مؤذنا قال لا أستطيع قال كن إماما قال لا أستطيع فقال فقم بإزاء الإمام

رواه البخاري في تاريخه والطبراني في الأوسط

380 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المؤذن المحتسب كالشهيد المتشحط في دمه يتمنى على الله ما يشتهي بين الأذان والإقامة

رواه الطبراني في الأوسط ورواه في الكبير

381 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المؤذن المحتسب كالشهيد المتشحط في دمه إذا مات لم يدود في قبره وفيهما إبراهيم بن رستم وقد وثق

 

وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أذن في قرية أمنها الله عز و جل من عذابه ذلك اليوم

رواه الطبراني في معاجيمه الثلاثة

383 - ورواه في الكبير من حديث معقل بن يسار ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيما قوم نودي فيهم بالأذان صباحا إلا كانوا في أمان الله حتى يمسوا وأيما قوم نودي فيهم بالأذان مساء إلا كانوا في أمان الله حتى يصبحوا

384 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يعجب ربك من راعي غنم على رأس شظية للجبل يؤذن بالصلاة ويصلي

فيقول الله عز و جل انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم الصلاة يخاف مني قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة

رواه أبو داود والنسائي

الشظية بفتح الشين وكسر الظاء معجمتين وبعدهما ياء مثناة تحت مشددة وتاء تأنيث هي القطعة تنقطع من الجبل ولم تنفصل منه

385 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من أذن اثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة وكتب له بتأذينه في كل يوم ستون حسنة وبكل إقامة ثلاثون حسنة

رواه ابن ماجه والدارقطني والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري

قال الحافظ وهو كما قال فإن عبد الله بن صالح كاتب الليث وإن كان فيه كلام فقد روى عنه البخاري في الصحيح

386 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أذن محتسبا سبع سنين كتب له براءة من النار

ورواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث غريب

387 - وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كان الرجل بأرض قي فحانت الصلاة فليتوضأ فإن لم يجد ماء فليتيمم فإن أقام صلى معه ملكاه وإن

 

أذن وأقام صلى خلفه من جنود الله ما لا يرى طرفاه

رواه عبد الرزاق في كتابه عن ابن التميمي عن أبيه عن أبي عثمان النهدي عنه

القي بكسر القاف وتشديد الياء هي الأرض القفر

2 - الترغيب في إجابة المؤذن وبماذا يجيبه وما يقول بعد الأذان

388 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول المؤذن

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه

389 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة

رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي

390 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم الله أكبر الله أكبر ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله

قال أشهد أن لا إله إلا الله ثم قال أشهد أن محمدا رسول الله قال أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال حي على الصلاة قال لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال الله أكبر الله أكبر قال الله أكبر الله أكبر ثم قال لا إله إلا الله

قال لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة

رواه مسلم وأبو داود والنسائي

 

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة

رواه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ورواه البيهقي في سننه الكبرى وزاد في آخره إنك لا تخلف الميعاد

392 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قال حين يسمع المؤذن وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه و سلم رسولا غفر الله له ذنوبه

رواه مسلم والترمذي واللفظ له والنسائي وابن ماجه وأبو داود ولم يقل ذنوبه وقال مسلم غفر له ذنبه

393 - وعن هلال بن يساف رضي الله عنه أنه سمع معاوية يحدث أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من سمع المؤذن فقال مثل ما يقول فله مثل أجره

رواه الطبراني في الكبير من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين لكن متنه حسن وشواهده كثيرة

394 - وروي عن ميمونة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قام بين صف الرجال والنساء فقال يا معشر النساء إذا سمعتم أذان هذا الحبشي وإقامته فقلن كما يقول فإن لكن بكل حرف ألف ألف درجة

قال عمر رضي الله عنه هذا للنساء فما للرجال قال ضعفان يا عمر

رواه الطبراني في الكبير وفيه نكارة

395 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقام بلال ينادي فلما سكت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال مثل ما قال هذا يقينا دخل الجنة

رواه النسائي

 

وابن ماجه في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد ورواه أبو يعلى عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك

ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم عرس ذات ليلة فأذن بلال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال مثل مقالته وشهد مثل شهادته فله الجنة

عرس المسافر بتشديد الراء إذا نزل آخر الليل ليستريح

396 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قال حين ينادي المنادي اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة النافعة صل على محمد وارض عني رضى لا سخط بعده استجاب الله له دعوته

رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وسيأتي في باب الدعاء بين الأذان والإقامة حديث أبي أمامة إن شاء الله تعالى

397 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا قال يا رسول الله إن المؤذنين يفضلوننا

فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه

رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه

398 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول إذا سمع المؤذن اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة صل على محمد وأعطه سؤله يوم القيامة وكان يسمعها من حوله ويحب أن يقولوا مثل ذلك إذا سمعوا المؤذن قال ومن قال مثل ذلك إذا سمع المؤذن وجبت له شفاعة محمد صلى الله عليه و سلم يوم القيامة

رواه الطبراني في الكبير والأوسط

ولفظه كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا سمع النداء قال اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة صل على عبدك ورسولك واجعلنا في شفاعته يوم القيامة

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال هذا عند النداء جعله الله في شفاعتي يوم القيامة

وفي إسنادهما صدقة بن عبد الله السمين

399 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سلوا الله لي الوسيلة فإنه لم يسألها لي عبد في الدنيا إلا كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة

 

رواه الطبراني في الأوسط من رواية الوليد بن عبد الملك الحراني عن موسى بن أعين والوليد مستقيم الحديث فيما رواه عن الثقات وابن أعين ثقة مشهور

400 - ورواه في الكبير أيضا ولفظه قال من سمع النداء فقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله اللهم صل على محمد وبلغه درجة الوسيلة عندك واجعلنا في شفاعته يوم القيامة وجبت له الشفاعة

وفيه إسحاق بن عبد الله بن كيسان وهو لين الحديث

401 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا سمع المؤذن يتشهد قال وأنا وأنا

رواه أبو داود واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد

3 - الترغيب في الإقامة

402 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين فإذا قضي الأذان أقبل فإذا ثوب أدبر الحديث تقدم والمراد بالتثويب هنا الإقامة

403 - وعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا ثوب بالصلاة فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء

رواه أحمد من رواية ابن لهيعة

404 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ساعتان لا ترد على داع دعوته حين تقام الصلاة وفي الصف في سبيل الله

رواه ابن حبان في صحيحه

4 - الترهيب من الخروج من المسجد بعد الأذان لغير عذر

405 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال خرج رجل بعدما أذن المؤذن فقال أما هذا فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه و سلم ثم قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا كنتم في المسجد فنودي

 

بالصلاة فلا يخرج أحدكم حتى يصلي

رواه أحمد واللفظ له وإسناده صحيح ورواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه دون قوله أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم الخ

406 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يسمع النداء في مسجدي هذا ثم يخرج منه إلا لحاجة ثم لا يرجع إليه إلا منافق

رواه الطبراني في الأوسط ورواته محتج بهم في الصحيح

407 - وروي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أدركه الأذان في المسجد ثم خرج لم يخرج لحاجة وهو لا يريد الرجعة فهو منافق

رواه ابن ماجه

408 - وعن سعيد بن المسيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يخرج من المسجد أحد بعد النداء إلا منافق إلا لعذر أخرجته حاجة وهو يريد الرجوع

رواه أبو داود في مراسيله

5 - الترغيب في الدعاء بين الأذان والإقامة

409 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد

رواه أبو داود والترمذي واللفظ له والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وزاد فادعوا وزاد الترمذي في رواية قالوا فماذا نقول يا رسول الله قال سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة

410 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء وقلما ترد على داع دعوته عند حضور النداء والصف في سبيل الله

 

وفي لفظ قال ثنتان لا تردان أو قال ما يردان الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعض بعضا

رواه أبو داود وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما إلا أنه قال في هذه عند حضور الصلاة

411 - وفي رواية له ساعتان لا ترد على داع دعوته حين تقام الصلاة وفي الصف في سبيل الله

ورواه الحاكم وصححه ورواه مالك موقوفا

قوله يلحم هو بالحاء المهملة أي حين ينشب بعضهم ببعض في الحرب

412 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا نادى المنادي فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء فمن نزل به كرب أو شدة فليتحين المنادي فإذا كبر كبر وإذا تشهد تشهد وإذا قال حي على الصلاة قال حي على الصلاة وإذا قال حي على الفلاح قال حي على الفلاح ثم يقول اللهم رب هذه الدعوة التامة الصادقة المستجابة المستجاب لها دعوة الحق وكلمة التقوى أحينا عليها وأمتنا عليها وابعثنا عليها واجعلنا من خيار أهلها أحياء وأمواتا ثم يسأل الله حاجته

رواه الحاكم من رواية عفير بن معدان وهو واه وقال صحيح الإسناد

قوله فليتحين المنادي أي ينتظر بدعوته حين يؤذن المؤذن فيجيبه ثم يسأل الله تعالى حاجته

413 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا قال يا رسول الله إن المؤذنين يفضلوننا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه

رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه وقالا تعط بغير هاء

الترغيب في بناء المساجد في الأمكنة المحتاجة إليها

414 - وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال عند قول الناس فيه حين بنى مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم إنكم أكثرتم علي وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من بنى مسجدا

 

يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتا في الجنة وفي رواية بنى الله له مثله في الجنة

رواه البخاري ومسلم وغيرهما

415 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من بنى لله مسجدا قدر مفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة

رواه البزار واللفظ له والطبراني في الصغير وابن حبان في صحيحه

416 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من بنى لله مسجدا يذكر فيه بنى الله له بيتا في الجنة

رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه

417 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من حفر بئر ماء لم يشرب منه كبد حرى من جن ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة ومن بنى لله مسجدا كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة

رواه ابن خزيمة في صحيحه وروى ابن ماجه منه ذكر المسجد فقط بإسناد صحيح ورواه أحمد والبزار عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم إلا أنهما قالا كمفحص قطاة لبيضها

مفحص القطاة بفتح الميم والحاء المهملة وهو مجثمها

418 - وروي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من بنى لله مسجدا صغيرا كان أو كبيرا بنى الله له بيتا في الجنة

رواه الترمذي

419 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا أوسع منه

رواه أحمد بإسناد لين

 

وروي عن بشر بن حيان قال جاء واثلة بن الأسقع ونحن نبني مسجدا قال فوقف علينا فسلم ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من بنى مسجدا يصلى فيه بنى الله عز و جل له في الجنة أفضل منه

رواه أحمد والطبراني

421 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من بنى بيتا يعبد الله فيه من مال حلال بنى الله له بيتا في الجنة من در وياقوت

رواه الطبراني في الأوسط والبزار دون قوله من در وياقوت

422 - وروي عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من بنى مسجدا لا يريد به رياء ولا سمعة بنى الله له بيتا في الجنة

رواه الطبراني في الأوسط

423 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره أو ولدا صالحا تركه أو مصحفا ورثه أو مسجدا بناه أو بيتا لابن السبيل بناه أو نهرا أجراه أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته

رواه ابن ماجه واللفظ له وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي وإسناد ابن ماجه حسن والله أعلم

7 - الترغيب في تنظيف المساجد وتطهيرها وما جاء في تجميرها

424 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد ففقدها رسول الله صلى الله عليه و سلم فسأل عنها بعد أيام فقيل له إنها ماتت فقال فهلا آذنتموني فأتى قبرها فصلى عليها

رواه البخاري ومسلم وابن ماجه بإسناد صحيح واللفظ له وابن خزيمة في صحيحه إلا أنه قال إن امرأة كانت تلقط الخرق والعيدان من المسجد

425 - ورواه ابن ماجه أيضا وابن خزيمة عن أبي سعيد رضي الله عنه قال كانت سوداء

 

تقم المسجد فتوفيت ليلا فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبر بها فقال ألا آذنتموني فخرج بأصحابه فوقف على قبرها فكبر عليها والناس خلفه ودعا لها ثم انصرف

426 - وروى الطبراني في الكبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة كانت تلقط القذى من المسجد فتوفيت فلم يؤذن النبي صلى الله عليه و سلم بدفنها

فقال النبي صلى الله عليه و سلم إذا مات لكم ميت فآذنوني وصلى عليها وقال إني رأيتها في الجنة تلقط القذى من المسجد

427 - وروى أبو الشيخ الأصبهاني عن عبيد الله بن مرزوق قال كانت امرأة بالمدينة تقم المسجد فماتت فلم يعلم بها النبي صلى الله عليه و سلم فمر على قبرها فقال ما هذا القبر فقالوا قبر أم محجن

قال التي كانت تقم المسجد قالوا نعم

فصف الناس فصلى عليها ثم قال أي العمل وجدت أفضل قالوا يا رسول الله أتسمع قال ما أنتم بأسمع منها فذكر أنها أجابته قم المسجد وهذا مرسل

قم المسجد بالقاف وتشديد الميم هو كنسه

428 - وروي عن أبي قرصافة أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول ابنوا المساجد وأخرجوا القمامة منها فمن بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة فقال رجل يا رسول الله وهذه المساجد التي تبنى في الطريق قال نعم وإخراج القمامة منها مهور الحور العين

رواه الطبراني في الكبير

القمامة بالضم الكناسة واسم أبي قرصافة بكسر القاف جندرة بن خيشنة

429 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها

رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه كلهم من رواية المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أنس وقال الترمذي حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه قال وذاكرت به محمد بن إسماعيل يعني البخاري فلم يعرفه واستغربه وقال محمد لا أعرف للمطلب بن عبد الله سماعا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم إلا قوله حدثني من شهد خطبة النبي صلى الله عليه و سلم وسمعت عبد الله بن

 

عبد الرحمن يقول لا نعرف للمطلب سماعا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال عبد الله وأنكر علي بن المديني أن يكون المطلب سمع من أنس

قال الحافظ عبد العظيم قال أبو زرعة المطلب ثقة أرجو أن يكون سمع من عائشة ومع هذا ففي إسناده عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد وفي توثيقه خلاف يأتي في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى

430 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أخرج أذى من المسجد بنى الله له بيتا في الجنة

رواه ابن ماجه وفي إسناده احتمال للتحسين

431 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نتخذ المساجد في ديارنا وأمرنا أن ننظفها

رواه أحمد والترمذي وقال حديث صحيح

432 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب

رواه أحمد والترمذي وقال حديث صحيح إلي وأبو داود وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه ورواه الترمذي مسندا ومرسلا وقال في المرسل هذا أصح

433 - وروي عن واثلة بن الأسقع أن النبي صلى الله عليه و سلم قال جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم وشراءكم وبيعكم وخصوماتكم ورفع أصواتكم وإقامة حدودكم وسل سيوفكم واتخذوا على أبوابها المطاهر وجمروها في الجمع

رواه ابن ماجه ورواه الطبراني في الكبير عن أبي الدرداء وأبي أمامة وواثلة ورواه في الكبير أيضا بتقديم وتأخير من رواية مكحول عن معاذ ولم يسمع منه

جمروها أي بخروها وزنا ومعنى

 

الترهيب من البصاق في المسجد وإلى القبلة ومن إنشاد الضالة فيه وغير ذلك مما يذكر هنا

434 - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب يوما إذ رأى نخامة في قبلة المسجد فتغيظ على الناس ثم حكها قال وأحسبه قال فدعا بزعفران فلطخه به وقال إن الله عز و جل قبل وجه أحدكم إذا صلى فلا يبصق بين يديه

رواه البخاري ومسلم وأبو داود واللفظ له

435 - وروى ابن ماجه عن القاسم بن مهران وهو مجهول عن أبي رافع عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رأى نخامة في قبلة المسجد فأقبل على الناس فقال ما بال أحدكم يقوم مستقبل ربه فيتنخع أمامه أيحب أحدكم أن يستقبل فيتنخع في وجهه إذا بصق أحدكم فليبصق عن شماله أو ليتفل هكذا في ثوبه ثم أراني إسماعيل يعني ابن علية يبصق في ثوبه ثم يدلكه

436 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يعجبه العراجين أن يمسكها بيده فدخل المسجد ذات يوم وفي يده واحد منها فرأى نخامات في قبلة المسجد فحتهن حتى أنقاهن ثم أقبل على الناس مغضبا فقال أيحب أحدكم أن يستقبله رجل فيبصق في وجهه إن أحدكم إذا قام إلى الصلاة فإنما يستقبل ربه والملك عن يمينه فلا يبصق بين يديه ولا عن يمينه

الحديث

رواه ابن خزيمة في صحيحه

437 - وفي رواية له بنحوه إلا أنه قال فيه فإن الله عز و جل بين أيديكم في صلاتكم فلا توجهوا شيئا من الأذى بين أيديكم

الحديث وبوب عليه ابن خزيمة باب الزجر عن توجيه جميع ما يقع عليه اسم أذى تلقاء القبلة في الصلاة

438 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال أتانا رسول الله صلى الله عليه و سلم في مسجدنا وفي يده عرجون فرأى في قبلة المسجد نخامة فأقبل عليها فحتها بالعرجون ثم قال أيكم يحب أن يعرض الله عنه إن أحدكم إذا قام يصلي فإن الله تعالى

 

قبل وجهه فلا يبصقن قبل وجهه ولا عن يمينه وليبصق عن يساره تحت رجله اليسرى فإن عجلت به بادرة فليتفل بثوبه هكذا ووضعه على فيه ثم دلكه

الحديث رواه أبو داود وغيره

439 - وعن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة وتفلته بين عينيه

رواه أبو داود وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما ورواه الطبراني في الكبير من حديث أبي أمامة ولفظه قال من بصق في قبلة ولم يوارها جاءت يوم القيامة أحمى ما تكون حتى تقع بين عينيه

تفل بالتاء المثناة فوق أي بصق بوزنه ومعناه

440 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يبعث صاحب النخامة في القبلة يوم القيامة وهي في وجهه

رواه البزار وابن خزيمة في صحيحه وهذا لفظه وابن حبان في صحيحه

441 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال البصاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي

442 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم التفل في المسجد سيئة ودفنه حسنة

رواه أحمد بإسناد لا بأس به

443 - وعن أبي سهلة السائب بن خلاد من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أن رجلا أم قوما فبصق في القبلة ورسول الله صلى الله عليه و سلم ينظر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم حين فرغ لا يصلي لكم هذا فأراد بعد ذلك أن يصلي لهم فمنعوه وأخبروه بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال نعم وحسبت أنه قال إنك آذيت الله ورسوله

رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه

 

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا يصلي بالناس الظهر فتفل في القبلة وهو يصلي للناس فلما كانت صلاة العصر أرسل إلى آخر فأشفق الرجل الأول فجاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أأنزل في شيء قال لا ولكنك تفلت بين يديك وأنت قائم تؤم الناس فآذيت الله والملائكة

رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد

445 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن العبد إذا قام في الصلاة فتحت له الجنان وكشفت له الحجب بينه وبين ربه واستقبله الحور العين ما لم يمتخط أو يتنخع

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده نظر

446 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل لا ردها الله عليك فإن المساجد لم تبن لهذا

رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه وغيرهم

447 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا لا أربح الله تجارتك وإذا رأيتم من ينشد ضالة فقولوا لا ردها الله عليك

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والنسائي وابن خزيمة والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ورواه ابن حبان في صحيحه بنحوه بالشطر الأول

448 - وعن بريدة رضي الله عنه أن رجلا نشد في المسجد فقال من دعا إلى الجمل الأحمر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا وجدت إنما بنيت المساجد لما بنيت له

رواه مسلم والنسائي وابن ماجه

449 - وعن ابن سيرين رضي الله عنه أو غيره قال سمع ابن مسعود رجلا ينشد ضالة في المسجد فأسكته وانتهره وقال قد نهينا عن هذا

رواه الطبراني في الكبير وابن سيرين لم يسمع من ابن مسعود وتقدم حديث واثلة في الباب قبله

 

جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم وشراءكم وبيعكم

الحديث

450 - وعن مولى لابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال بينا أنا مع أبي سعيد وهو مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ دخلنا المسجد فإذا رجل جالس في وسط المسجد محتبيا مشبكا أصابعه بعضها في بعض فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم يفطن الرجل لإشارة رسول الله صلى الله عليه و سلم فالتفت إلى أبي سعيد فقال إذا كان أحدكم في المسجد فلا يشبكن فإن التشبيك من الشيطان وإن أحدكم لا يزال في صلاة ما كان في المسجد حتى يخرج منه

رواه أحمد بإسناد حسن

451 - وعن أبي هريرة خ رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا توضأ أحدكم في بيته ثم أتى المسجد كان في الصلاة حتى يرجع فلا يقل هكذا وشبك بين أصابعه

رواه ابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما وفيما قاله نظر

452 - وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إذا توضأ أحدكم ثم خرج عامدا إلى الصلاة فلا يشبكن بين يديه فإنه في صلاة

رواه أحمد وأبو داود بإسناد جيد والترمذي واللفظ له من رواية سعيد المقبري عن رجل عن كعب بن عجرة وابن ماجه من رواية سعيد المقبري أيضا عن كعب وأسقط الرجل المبهم

453 - وفي رواية لأحمد رضي الله عنه قال دخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم في المسجد وقد شبكت بين أصابع فقال لي يا كعب إذا كنت في المسجد فلا تشبكن بين أصابعك فأنت في صلاة ما انتظرت الصلاة

ورواه ابن حبان في صحيحه بنحو هذه

454 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال خصال لا ينبغين في المسجد لا يتخذ طريقا ولا يشهر فيه سلاح ولا ينبض فيه بقوس ولا ينثر فيه نبل ولا يمر فيه بلحم نيء ولا يضرب فيه حد ولا يقتص فيه من أحد ولا يتخذ سوقا

رواه ابن ماجه وروى منه الطبراني في الكبير ولا تتخذوا المساجد طرقا إلا لذكر أو صلاة

وإسناد الطبراني لا بأس به

 

قوله ولا ينبض فيه بقوس يقال أنبض القوس بالضاد المعجمة إذا حرك وترها لترن

نيء بكسر النون وهمزة بعد الياء ممدودا هو الذي لم يطبخ وقيل لم ينضج

455 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أبو بدر أراه رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الحصاة تناشد الذي يخرجها من المسجد

رواه أبو داود بإسناد جيد وقد سئل الدارقطني عن هذا الحديث فذكر أنه روي موقوفا على أبي هريرة وقال رفعه وهم من أبي بدر والله أعلم

456 - وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سيكون في آخر الزمان قوم يكون حديثهم في مساجدهم ليس لله فيهم حاجة

رواه ابن حبان في صحيحه

9 - الترغيب في المشي إلى المساجد سيما في الظلم وما جاء في فضلها

457 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسا وعشرين درجة وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى الصلاة لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحط عنه بها خطيئة فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه اللهم صل عليه اللهم ارحمه ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة

وفي رواية اللهم اغفر له اللهم تب عليه ما لم يؤذ فيه ما لم يحدث فيه

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه باختصار

ومالك في الموطأ ولفظه

 

من توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج عامدا إلى الصلاة فإنه في صلاة ما كان يعمد إلى الصلاة وإنه يكتب له بإحدى خطوتيه حسنة ويمحى عنه بالأخرى سيئة فإذا سمع أحدكم الإقامة فلا يسع فإن أعظمكم أجرا أبعدكم دارا

قالوا لم يا أبا هريرة قال من أجل كثرة الخطا

458 - ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من حين يخرج أحدكم من منزله إلى مسجدي فرجل تكتب له حسنة ورجل تحط عنه سيئة حتى يرجع ورواه النسائي والحاكم بنحو ابن حبان وليس عندهما حتى يرجع وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم وتقدم في الباب قبله حديث أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا توضأ أحدكم في بيته ثم أتى المسجد كان في صلاة حتى يرجع

الحديث

459 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال إذا تطهر الرجل ثم أتى المسجد يرعى الصلاة كتب له كاتباه أو كاتبه بكل خطوة يخطوها إلى المسجد عشر حسنات والقاعد يرعى الصلاة كالقانت ويكتب من المصلين من حين يخرج من بيته حتى يرجع إليه

رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط وبعض طرقه صحيح وابن خزيمة في صحيحه ورواه ابن حبان في صحيحه مفرقا في موضعين

القنوت يطلق بإزاء معان منها السكوت والدعاء والطاعة والتواضع وإدامة الحج وإدامة الغزو والقيام في الصلاة وهو المراد في هذا الحديث والله أعلم

460 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من راح إلى مسجد الجماعة فخطوة تمحو سيئة وخطوة تكتب له حسنة ذاهبا وراجعا

رواه أحمد بإسناد حسن والطبراني وابن حبان في صحيحه

461 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم على كل ميسم من الإنسان صلاة كل يوم

فقال رجل من القوم هذا من أشد ما أوتينا به

قال أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صلاة وحلمك على الضعيف صلاة وإنحاؤك القذر عن

 

الطريق صلاة وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة صلاة

رواه ابن خزيمة في صحيحه

462 - وعن عثمان رضي الله عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من توضأ فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى صلاة مكتوبة فصلاها مع الإمام غفر له ذنبه

رواه ابن خزيمة أيضا

463 - وعن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال حضر رجلا من الأنصار الموت فقال إني محدثكم حديثا ما أحدثكموه إلا احتسابا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إذا توضأ أحدكم فأحسن الوضوء ثم خرج إلى الصلاة لم يرفع قدمه اليمنى إلا كتب الله عز و جل له حسنة ولم يضع قدمه اليسرى إلا حط الله عز و جل عنه سيئة فليقرب أحدكم أو ليبعد فإن أتى المسجد فصلى في جماعة غفر له فإن أتى المسجد وقد صلوا بعضا وبقي بعض صلى ما أدرك وأتم ما بقي كان كذلك فإن أتى المسجد وقد صلوا فأتم الصلاة كان كذلك

رواه أبو داود

464 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أتاني الليلة آت من ربي فذكر الحديث إلى أن قال قال لي يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى قلت نعم في الدرجات والكفارات ونقل الأقدام إلى الجماعة وإسباغ الوضوء في السبرات وانتظار الصلاة بعد الصلاة ومن حافظ عليهن عاش بخير ومات بخير وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه

الحديث رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب ويأتي بتمامه إن شاء الله تعالى

465 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يتوضأ أحدكم فيحسن وضوءه فيسبغه ثم يأتي المسجد لا يريد إلا الصلاة إلا تبشش الله إليه كما يتبشش أهل الغائب بطلعته

رواه ابن خزيمة في صحيحه

466 - وعن جابر رضي الله عنه قال خلت البقاع حول المسجد فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا قرب المسجد فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال لهم بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد قالوا نعم يا رسول الله قد أردنا ذلك فقال يا بني سلم دياركم تكتب آثاركم

 

دياركم تكتب آثاركم فقالوا ما يسرنا أنا كنا تحولنا

رواه مسلم وغيره

وفي رواية له بمعناه وفي آخره إن لكم بكل خطوة درجة

467 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت الأنصار بعيدة منازلهم من المسجد فأرادوا أن يتقربوا فنزلت ونكتب ما قدموا وآثارهم يس 21 فثبتوا

رواه ابن ماجه بإسناد جيد

468 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الأبعد فالأبعد من المسجد أعظم أجرا

رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والحاكم وقال حديث صحيح مدني الإسناد

469 - وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن نريد الصلاة فكان يقارب الخطا فقال أتدرون لم أقارب الخطا قلت الله ورسوله أعلم

قال لا يزال العبد في صلاة ما دام في طلب الصلاة

وفي رواية إنما فعلت لتكثر خطاي في طلب الصلاة

رواه الطبراني في الكبير مرفوعا وموقوفا على زيد وهو الصحيح

470 - وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرا من الذي يصليها ثم ينام

رواه البخاري ومسلم وغيرهما

471 - وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال كان رجل من الأنصار لا أعلم أحدا أبعد من المسجد منه كانت لا تخطئه صلاة فقيل له لو اشتريت حمارا تركبه في الظلماء وفي الرمضاء فقال ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قد جمع الله لك ذلك كله

 

وفي رواية فتوجعت له فقلت له يا فلان لو أنك اشتريت حمارا يقيك الرمضاء وهوام الأرض قال أما والله ما أحب أن بيتي مطنب ببيت محمد صلى الله عليه و سلم قال فحملت به حملا حتى أتيت نبي الله صلى الله عليه و سلم فأخبرته فدعاه فقال له مثل ذلك وذكر أنه يرجو أجر الأثر فقال النبي صلى الله عليه و سلم لك ما احتسبت

رواه مسلم وغيره ورواه ابن ماجه بنحو الثانية

الرمضاء ممدودا هي الأرض الشديدة الحرارة من وقع الشمس

472 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين الاثنين صدقة وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة وتميط الأذى عن الطريق صدقة

رواه البخاري ومسلم

السلامى بضم السين وتخفيف اللام والميم مقصور هو واحد السلاميات وهي مفاصل الأصابع

قال أبو عبيد هو في الأصل عظم يكون في فرسن البعير فكان المعنى على كل عظم من عظام ابن آدم صدقة

تعدل بين الاثنين أي تصلح بينهما بالعدل

تميط الأذى عن الطريق أي تنحيه وتبعده عنها

473 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلى يا رسول الله

قال إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط

رواه مالك ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه

ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال كفارات الخطايا إسباغ الوضوء على المكاره وإعمال الأقدام إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة

 

ورواه ابن ماجه أيضا من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه إلا أنه قال ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلى يا رسول الله فذكره

475 - ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث جابر وعنده ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويكفر به الذنوب

476 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إسباغ الوضوء في المكاره وإعمال الأقدام إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة تغسل الخطايا غسلا

رواه أبو يعلى والبزار بإسناد صحيح

477 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح

رواه البخاري ومسلم وغيرهما

478 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الغدو والرواح إلى المسجد من الجهاد في سبيل الله

رواه الطبراني في الكبير من طريق القاسم عن أبي أمامة

479 - وعن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة

رواه أبو داود والترمذي وقال حديث غريب

قال الحافظ عبد العظيم رحمه الله ورجال إسناده ثقات ورواه ابن ماجه بلفظ من حديث أنس

480 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله ليضيء للذين يتخللون إلى المساجد في الظلم بنور ساطع يوم القيامة

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن

481 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من مشى في ظلمة الليل

 

إلى المسجد لقي الله عز و جل بنور يوم القيامة

رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن وابن حبان في صحيحه

ولفظه قال من مشى في ظلمة الليل إلى المساجد آتاه الله نورا يوم القيامة

482 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال بشر المدلجين إلى المساجد في الظلم بمنابر من النور يوم القيامة يفزع الناس ولا يفزعون

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده نظر

483 - وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليبشر المشاؤون في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة

رواه ابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه واللفظ له والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين كذا قال

قال الحافظ وقد روي هذا الحديث عن ابن عباس وابن عمر وأبي سعيد الخدري وزيد بن حارثة وعائشة وغيرهم

484 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المشاؤون إلى المساجد في الظلم أولئك الخواضون في رحمة الله تعالى

رواه ابن ماجه وفي إسناده إسماعيل بن رافع تكلم فيه الناس وقال الترمذي ضعفه بعض أهل العلم وسمعت محمدا يعني البخاري يقول هو ثقة مقارب الحديث

485 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحج المحرم ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر وصلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين

رواه أبو داود من طريق القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة

تسبيح الضحى يريد صلاة الضحى وكل صلاة يتطوع بها فهي تسبيح وسبحة

قوله لا ينصبه أي لا يتعبه ولابن عجة إلا ذلك

 

والنصب بفتح النون والصاد المهملة جميعا هو التعب

486 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة كلهم ضامن على الله إن عاش رزق وكفي وإن مات أدخله الله الجنة من دخل بيته فسلم فهو ضامن على الله ومن خرج إلى المسجد فهو ضامن على الله ومن خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله

رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه ويأتي أحاديث من هذا النوع في الجهاد وغيره إن شاء الله تعالى

487 - وعن سلمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من توضأ في بيته فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد فهو زائر الله وحق على المزور أن يكرم الزائر رواه الطبراني في الكبير بإسنادين أحدهما جيد وروى البيهقي نحوه موقوفا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم بإسناد صحيح

488 - وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من خرج من بيته إلى الصلاة فقال اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة وخرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك فأسألك أن تعيذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت أقبل الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك

رواه ابن ماجه

قال المملي رضي الله عنه ويأتي باب فيما يقوله إذا خرج إلى المسجد إن شاء الله تعالى

قال الهروي إذا قيل فعل فلان ذلك أشرا وبطرا فالمعنى أنه لج في البطر

وقال الجوهري الأشر والبطر بمعنى واحد

489 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أحب البلاد إلى الله تعالى مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسواقها

رواه مسلم

 

وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله أي البلدان أحب إلى الله وأي البلدان أبغض إلى الله قال لا أدري حتى أسأل جبريل عليه السلام فأتاه فأخبره جبريل أن أحسن البقاع إلى الله المساجد وأبغض البقاع إلى الله الأسواق

رواه أحمد والبزار واللفظ له وأبو يعلى والحاكم وقال صحيح الإسناد

491 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم أي البقاع خير وأي البقاع شر قال لا أدري حتى أسأل جبريل عليه السلام فسأل جبريل فقال لا أدري حتى أسأل ميكائيل فجاءه فقال خير البقاع المساجد وشر البقاع الأسواق

رواه الطبراني في الكبير وابن حبان في صحيحه

492 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لجبريل أي البقاع خير قال لا أدري

قال فاسأل عن ذلك ربك عز و جل

قال فبكى جبريل عليه السلام وقال يا محمد ولنا أن نسأله هو الذي يخبرنا بما يشاء فعرج إلى السماء ثم أتاه فقال خير البقاع بيوت الله في الأرض

قال فأي البقاع شر فعرج إلى السماء ثم أتاه فقال شر البقاع الأسوا

رواه الطبراني في الأوسط

10 - الترغيب في لزوم المساجد والجلوس فيها

493 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل والشاب نشأ في عبادة الله عز و جل ورجل قلبه معلق بالمساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه

رواه البخاري ومسلم وغيرهما

 

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان

قال الله عز و جل إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر التوبة 81

رواه الترمذي واللفظ له وقال حديث حسن غريب وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم كلهم من طريق دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد وقال الحاكم صحيح الإسناد

495 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما توطن رجل المساجد للصلاة والذكر إلا تبشبش الله تعالى إليه كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم

رواه ابن أبي شيبة وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين

وفي رواية لابن خزيمة قال ما من رجل كان توطن المساجد فشغله أمر أو علة ثم عاد إلى ما كان إلا يتبشبش الله إليه كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم

496 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ست مجالس المؤمن ضامن على الله تعالى ما كان في شيء منها في مسجد جماعة وعند مريض أو في جنازة أو في بيته أو عند إمام مقسط يعزره ويوقره أو في مشهد جهاد

رواه الطبراني في الكبير والبزار وليس إسناده بذاك لكن روي من حديث معاذ بإسناد صحيح ويأتي في الجهاد وغيره إن شاء الله تعالى

497 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن عمار بيوت الله هم أهل الله عز و جل

رواه الطبراني في الأوسط

498 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ألف المسجد ألفه الله

رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة

499 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم يأخذ الشاة القاصية والناحية فإياكم والشعاب وعليكم بالجماعة

 

والعامة والمسجد

رواه أحمد من رواية العلاء بن زياد عن معاذ ولم يسمع منه

500 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن للمساجد أوتادا الملائكة جلساؤهم إن غابوا يفتقدوهم وإن مرضوا عادوهم وإن كانوا في حاجة أعانوهم ثم قال جليس المسجد على ثلاث خصال أخ مستفاد أو كلمة حكمة أو رحمة منتظرة

رواه أحمد من رواية ابن لهيعة ورواه الحاكم من حديث عبد الله بن سلام دون قوله جليس المسجد إلى آخره فإنه ليس في أصلي وقال صحيح على شرطهما

501 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول المسجد بيت كل تقي وتكفل الله لمن كان المسجد بيته بالروح والرحمة والجواز على الصراط إلى رضوان الله إلى الجنة

رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار وقال إسناده حسن وهو كما قال رحمه الله تعالى وفي الباب أحاديث غير ما ذكرنا تأتي في انتظار الصلاة إن شاء الله تعالى

11 - الترهيب من إتيان المسجد لمن أكل بصلا أو ثوما أو كراثا أو فجلا ونحو ذلك مما له رائحة كريهة

502 - عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من أكل من هذه الشجرة يعني الثوم فلا يقربن مسجدنا

رواه البخاري ومسلم وفي رواية لمسلم فلا يقربن مساجدنا وفي رواية لهما فلا يأتين المساجد وفي رواية لابي داود من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن المساجد

503 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنا ولا يصلين معنا

رواه البخاري ومسلم ورواه الطبراني ولفظه قال إياكم وهاتين

 

البقلتين المنتنتين أن تأكلوهما وتدخلوا مساجدنا فإن كنتم لا بد آكلوهما اقتلوهما بالنار قتلا

504 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم من أكل بصلا أو ثوما فليعتزلنا أو فليعتزل مساجدنا وليقعد في بيته

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي

وفي رواية لمسلم من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم

وفي رواية نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أكل البصل والكراث فغلبتنا الحاجة فأكلنا منها فقال من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الناس

رواه الطبراني في الأوسط والصغير ولفظه قال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أكل من هذه الخضراوات الثوم والبصل والكراث والفجل فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم

ورواته ثقات إلا يحيى بن راشد البصري

505 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه ذكر عند رسول الله صلى الله عليه و سلم الثوم والبصل والكراث

وقيل يا رسول الله وأشد ذلك كله الثوم أفتحرمه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كلوه من أكله منكم فلا يقرب هذا المسجد حتى يذهب ريحه منه

رواه ابن خزيمة في صحيحه

506 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه خطب يوم الجمعة فقال في خطبته ثم إنكم أيها الناس تأكلون شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين البصل والثوم لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع فمن أكلهما فليمتهما طبخا

رواه مسلم والنسائي وابن ماجه

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أكل من هذه الشجرة الثوم فلا يؤذينا بها في مسجدنا هذا

رواه مسلم والنسائي وابن ماجه واللفظ له

508 - وعن أبي ثعلبة رضي الله عنه أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم خيبر فوجدوا في جنانها بصلا وثوما فأكلوا منه وهم جياع فلما راح الناس إلى المسجد إذا ريح المسجد بصل وثوم فقال النبي صلى الله عليه و سلم من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربنا

فذكر الحديث بطوله

رواه الطبراني بإسناد حسن وهو في مسلم من حديث أبي سعيد الخدري بنحوه ليس فيه ذكر البصل

509 - وعن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة وتفله بين عينيه ومن أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا ثلاثا

رواه ابن خزيمة في صحيحه

ترغيب النساء في الصلاة في بيوتهن ولزومها وترهيبهن من الخروج منها

510 - عن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي رضي الله عنهما أنها جاءت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله إني أحب الصلاة معك قال قد علمت أنك تحبين الصلاة معي وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي

قال فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه وكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز و جل

رواه أحمد وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما

 

وبوب عليه ابن خزيمة باب اختيار صلاة المرأة في حجرتها على صلاتها في دارها وصلاتها في مسجد قومها على صلاتها في مسجد النبي صلى الله عليه و سلم وإن كانت صلاة في مسجد النبي صلى الله عليه و سلم تعدل ألف صلاة في غيره من المساجد والدليل على أن قول النبي صلى الله عليه و سلم صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إنما أراد به صلاة الرجال دون صلاة النساء

هذا كلامه

511 - وعن أم سلمة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال خير مساجد النساء قعر بيوتهن

رواه أحمد والطبراني في الكبير وفي إسناده ابن لهيعة ورواه ابن خزيمة في صحيحه والحاكم من طريق دراج أبي السمح عن السائب مولى أم سلمة عنها وقال ابن خزيمة لا أعرف السائب مولى أم سلمة بعدالة ولا جرح وقال الحاكم صحيح الإسناد

512 - وعنها رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة المرأة في بيتها خير من صلاتها في حجرتها وصلاتها في حجرتها خير من صلاتها في دارها وصلاتها في دارها خير من صلاتها في مسجد قومها

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد

513 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن

رواه أبو داود

514 - وعنه رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال المرأة عورة وإنها إذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان وإنها لا تكون أقرب إلى الله منها في قعر بيتها

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح

515 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها

رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه وتردد في سماع قتادة هذا الخبر من مورق

والمخدع بكسر الميم وإسكان الخاء المعجمة وفتح الدال المهملة هو الخزانة في البيت

 

وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما بلفظه وزاد وأقرب ما تكون من وجه ربها وهي في قعر بيتها

518 - ورواه ابن خزيمة في صحيحه من رواية إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن أحب صلاة المرأة إلى الله في أشد مكان في بيتها ظلمة

519 - وفي رواية عند الطبراني قال النساء عورة وإن المرأة لتخرج من بيتها وما بها بأس فيستشرفها الشيطان فيقول إنك لا تمرين بأحد إلا أعجبته وإن المرأة لتلبس ثيابها فيقال أين تريدين فتقول أعود مريضا أو أشهد جنازة أو أصلي في مسجد وما عبدت امرأة ربها مثل أن تعبده في بيتها

وإسناد هذه حسن

قوله فيستشرفها الشيطان أي ينتصب ويرفع بصره إليها ويهم بها لأنها قد تعاطت سببا من أسباب تسلطه عليها وهو خروجها من بيتها

520 - وعن أبي عمرو الشيباني أنه رأى عبد الله يخرج النساء من المسجد يوم الجمعة ويقول اخرجن إلى بيوتكن خير لكن

رواه الطبراني في الكبير بإسناد لا بأس به

13 - الترغيب في الصلوات الخمس والمحافظة عليها والإيمان بوجوبها فيه حديث ابن عمر وغيره

521 - عن النبي صلى الله عليه و سلم قال بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت

رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن غير واحد من الصحابة

 

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه فقال يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت

الحديث رواه البخاري ومسلم وهو مروي عن غير واحد من الصحابة في الصحاح وغيرها

523 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء قالوا لا يبقى من درنه شيء

قال فكذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا

رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي ورواه ابن ماجه من حديث عثمان

الدرن بفتح الدال المهملة والراء جميعا هو الوسخ

524 - وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر

رواه مسلم والترمذي وغيرهما

525 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول الصلوات الخمس كفارة لما بينها ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أرأيت لو أن رجلا كان يعتمل وكان بين منزله وبين معتمله خمسة أنهار فإذا أتى معتمله عمل فيه ما شاء الله فأصابه الوسخ أو العرق فكلما مر بنهر اغتسل ما كان ذلك يبقي من درنه فكذلك الصلاة كلما عمل خطيئة فدعا واستغفر غفر له ما كان قبلها

رواه البزار والطبراني في الأوسط والكبير بإسناد لا بأس به وشواهده كثيرة

 

وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات

رواه مسلم

والغمر بفتح الغين المعجمة وإسكان الميم بعدهما راء هو الكثير

527 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تحترقون تحترقون فإذا صليتم الصبح غسلتها ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم الظهر غسلتها ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العصر غسلتها ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم المغرب غسلتها ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العشاء غسلتها ثم تنامون فلا يكتب عليكم حتى تستيقظوا

رواه الطبراني في الصغير والأوسط وإسناده حسن ورواه في الكبير موقوفا عليه وهو أشبه ورواته محتج بهم في الصحيح

528 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لله ملكا ينادي عند كل صلاة يا بني آدم قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها فأطفئوها

رواه الطبراني في الأوسط والصغير وقال تفرد به يحيى بن زهير القرشي

قال المملي رضي الله عنه ورجاله كلهم محتج بهم في الصحيح سراة

529 - وروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال يبعث مناد عند حضرة كل صلاة فيقول يا بني آدم قوموا فأطفئوا ما أوقدتم على أنفسكم فيقومون فيتطهرون ويصلون الظهر فيغفر لهم ما بينهما فإذا حضرت العصر فمثل ذلك فإذا حضرت المغرب فمثل ذلك فإذا حضرت العتمة فمثل ذلك فينامون فمدلج في خير ومدلج في شر

رواه الطبراني في الكبير

530 - وعن طارق بن شهاب أنه بات عند سلمان الفارسي رضي الله عنه لينظر ما اجتهاده

قال فقام يصلي من آخر الليل فكأنه لم ير الذي كان يظن فذكر ذلك له فقال سلمان حافظوا على هذه الصلوات الخمس فإنهن كفارات لهذه الجراحات ما لم تصب المقتلة

رواه الطبراني في الكبير موقوفا هكذا بإسناد لا بأس به ويأتي بتمامه إن شاء الله تعالى

 

وعن عمر بن مرة الجهني رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الصلوات الخمس وأديت الزكاة وصمت رمضان وقمته فممن أنا قال من الصديقين والشهداء

رواه البزار وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما واللفظ لابن حبان

532 - وعن أبي مسلم التغلبي قال دخلت على أبي أمامة رضي الله عنه وهو في المسجد فقلت يا أبا أمامة إن رجلا حدثني عنك أنك سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من توضأ فأسبغ الوضوء فغسل يديه ووجهه ومسح على رأسه وأذنيه ثم قام إلى صلاة مفروضة غفر الله له في ذلك اليوم ما مشت إليه رجلاه وقبضت عليه يداه وسمعت إليه أذناه ونظرت إليه عيناه وحدث به نفسه من سوء

فقال والله قد سمعته من النبي صلى الله عليه و سلم أمرا

رواه أحمد والغالب على سنده الحسن وتقدم له شواهد في الوضوء والله أعلم

533 - وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المسلم يصلي وخطاياه مرفوعة على رأسه كلما سجد تحات عنه فيفرغ من صلاته وقد تحاتت عنه خطاياه

رواه الطبراني في الكبير والصغير وفيه أشعث بن أشعث السعداني لم أقف على ترجمته

534 - وعن أبي عثمان قال كنت مع سلمان رضي الله عنه تحت شجرة فأخذ غصنا منها يابسا فهزه حتى تحات ورقه ثم قال يا أبا عثمان ألا تسألني لم أفعل هذا

قلت ولم تفعله قال هكذا فعل بي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا معه تحت شجرة وأخذ منها غصنا يابسا فهزه حتى تحات ورقه

فقال يا سلمان ألا تسألني لم أفعل هذا

قلت ولم تفعله قال إن المسلم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى الصلوات الخمس تحاتت خطاياه كما تحات هذا الورق وقال أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين هود 411

رواه أحمد والنسائي والطبراني ورواة أحمد محتج بهم في الصحيح إلا علي بن زيد

 

وعن أبي هريرة و أبي سعيد رضي الله عنهما قالا خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فقال والذي نفسي بيده ثلاث مرات ثم أكب فأكب كل رجل منا يبكي لا ندري على ماذا حلف ثم رفع رأسه وفي وجهه البشرى وكانت أحب إلينا من حمر النعم

قال ما من رجل يصلي الصلوات الخمس ويصوم رمضان ويخرج الزكاة ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يوم القيامة حتى إنها لتصطفق ثم تلا إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما النساء 13

وقال الحاكم صحيح الإسناد

536 - وعن عثمان رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم عند انصرافنا من صلاتنا أراه قال العصر

فقال ما أدري أحدثكم أو أسكت قال فقلنا يا رسول الله إن خيرا فحدثنا وإن كان غير ذلك فالله ورسوله أعلم

قال ما من مسلم يتطهر فيتم الطهارة التي كتب الله عليه فيصلي هذه الصلوات الخمس إلا كانت كفارات لما بينها

وفي رواية أن عثمان رضي الله عنه قال والله لأحدثكم حديثا لولا آية في كتاب الله ما حدثتكموه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يتوضأ رجل فيحسن وضوءه ثم يصلي الصلاة إلا غفر الله له ما بينها وبين الصلاة التي تليها

رواه البخاري ومسلم

537 - وفي رواية لمسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة فصلاها مع الناس أو مع الجماعة أو في المسجد غفر له ذنوبه

538 - وفي رواية أيضا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من امرىء مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة وذلك الدهر كله

539 - وعن أبي أيوب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم يقول إن كل صلاة تحط ما بين يديها من خطيئة

رواه أحمد بإسناد حسن

 

وعن الحارث مولى عثمان قال جلس عثمان رضي الله عنه يوما وجلسنا معه فجاء المؤذن فدعا بماء في إناء أظنه يكون فيه مد فتوضأ ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يتوضأ وضوئي هذا ثم قال من توضأ وضوئي هذا ثم قام يصلي صلاة الظهر غفر له ما كان بينها وبين الصبح ثم صلى العصر غفر له ما كان بينها وبين الظهر ثم صلى المغرب غفر له ما كان بينها وبين العصر ثم صلى العشاء غفر له ما كان بينها وبين المغرب ثم لعله يبيت يتمرغ ليلته ثم إن قام فتوضأ فصلى الصبح غفر له ما بينها وبين صلاة العشاء وهن الحسنات يذهبن السيئات

قالوا هذه الحسنات فما الباقيات يا عثمان قال هي لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله

رواه أحمد بإسناد حسن وأبو يعلى والبزار

541 - وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبكم الله من ذمته بشيء فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم

رواه مسلم واللفظ له وأبو داود والترمذي وغيرهم

ويأتي في باب صلاة الصبح والعصر إن شاء الله تعالى

542 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون

رواه مالك والبخاري ومسلم والنسائي

543 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أول ما افترض الله على الناس من دينهم الصلاة وآخر ما يبقى الصلاة وأول ما يحاسب به الصلاة ويقول الله انظروا في صلاة عبدي فإن كانت تامة كتبت تامة وإن كانت ناقصة يقول

 

انظروا هل لعبدي من تطوع فإن وجد له تطوع تمت الفريضة من التطوع ثم قال انظروا هل زكاته تامة فإن كانت تامة كتبت تامة وإن كانت ناقصة قال انظروا هل له صدقة فإن كانت له صدقة تمت له زكاته

رواه أبو يعلى

544 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خمس من جاء بهن مع إيمان دخل الجنة من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن وصام رمضان وحج البيت إن استطاع إليه سبيلا وآتى الزكاة طيبة بها نفسه وأدى الأمانة

قيل يا رسول الله وما أداء الأمانة قال الغسل من الجنابة إن الله لم يأمن ابن آدم على شيء من دينه غيرها

رواه الطبراني بإسناد جيد

545 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول خمس صلوات كتبهن الله على العباد فمن جاء بهن ولم يضيع منهن شيئا استخفافا بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة

رواه مالك وأبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه

546 - وفي رواية لابي داود سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول خمس صلوات افترضهن الله من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن وأتم ركوعهن وسجودهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له ومن لم يفعل فليس على الله عهد إن شاء غفر له وإن شاء عذبه

547 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال كان رجلان أخوان فهلك أحدهما قبل صاحبه بأربعين ليلة فذكرت فضيلة الأول منهما عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألم يكن الآخر مسلما قالوا بلى وكان لا بأس به فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وما يدريكم ما بلغت

 

به صلاته إنما مثل الصلاة كمثل نهر عذب غمر بباب أحدكم يقتحم فيه كل يوم خمس مرات فما ترون في ذلك يبقي من درنه فإنكم لا تدرون ما بلغت به صلاته

رواه مالك واللفظ له وأحمد بإسناد حسن والنسائي وابن خزيمة في صحيحه إلا أنه قال عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال سمعت سعدا وناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يقولون كان رجلان أخوان في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان أحدهما أفضل من الآخر فتوفي الذي هو أفضلهما ثم عمر الآخر بعد أربعين ليلة ثم توفي فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ألم يكن يصلي قالوا بلى يا رسول الله وكان لا بأس به فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وماذا يدريكم ما بلغت به صلاته

الحديث

548 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رجلان من بلي حي من قضاعة أسلما مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستشهد أحدهما وأخر الآخر سنة

قال طلحة بن عبيد الله فرأيت المؤخر منهما أدخل الجنة قبل الشهيد فتعجبت لذلك فأصبحت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم أو ذكر لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أليس قد صام بعده رمضان وصلى ستة آلاف ركعة وكذا وكذا ركعة صلاة سنة

رواه أحمد بإسناد حسن ورواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي كلهم عن طلحة بنحوه أطول منه وزاد ابن ماجه وابن حبان في آخره فلما بينهما أبعد من السماء والأرض

549 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاث أحلف عليهن لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له وأسهم الإسلام ثلاثة الصلاة والصوم والزكاة ولا يتولى الله عبدا في الدنيا فيوليه غيره يوم القيامة ولا يحب رجل قوما إلا جعله الله معهم والرابعة لو حلفت عليها رجوت أن لا إثم لا يستر الله عبدا في الدنيا إلا ستره يوم القيامة

رواه أحمد بإسناد جيد ورواه الطبراني في الكبير من حديث ابن مسعود

550 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال مفتاح الجنة الصلاة

رواه الدارمي وفي إسناده أبو يحيى القتات

551 - وعن عبد الله بن قرط رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أول ما

 

يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله

رواه الطبراني في الأوسط ولا بأس بإسناده إن شاء الله

552 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة ينظر في صلاته فإن صلحت فقد أفلح وإن فسدت خاب وخسر

رواه في الأوسط أيضا

553 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا إيمان لمن لا أمانة له ولا صلاة لمن لا طهور له ولا دين لمن لا صلاة له إنما موضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد

رواه الطبراني في الأوسط والصغير وقال تفرد به الحسين بن الحكم الحبري

553 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا إيمان لمن لا أمانة له ولا صلاة لمن لا طهور له ولا دين لمن لا صلاة له إنما موضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد

رواه الطبراني في الأوسط والصغير وقال تفرد به الحسين بن الحكم الحبري

554 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال لمن حوله من أمته اكفلوا لي بست أكفل لكم بالجنة

قالوا وما هي يا رسول الله قال الصلاة والزكاة والأمانة والفرج والبطن واللسان

رواه الطبراني في الأوسط وقال لا يروى عن النبي صلى الله عليه و سلم إلا بهذا الإسناد

قال الحافظ ولا بأس بإسناده

555 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فسأله عن أفضل الأعمال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم الصلاة

قال ثم مه قال ثم الصلاة

قال ثم مه قال ثم الصلاة ثلاث مرات

قال ثم مه قال الجهاد في سبيل الله فذكر الحديث

رواه أحمد وابن حبان في صحيحه واللفظ له

556 - وعن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن

رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما ولا علة له سوى وهم أبي بلال ورواه ابن حبان في صحيحه من غير طريق أبي بلال بنحوه وتقدم هو وغيره في المحافظة على الوضوء ورواه الطبراني في الأوسط من حديث سلمة بن الأكوع وقال فيه واعلموا أن أفضل أعمالكم الصلاة

 

وعن حنظلة الكاتب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من حافظ على الصلوات الخمس ركوعهن وسجودهن ومواقيتهن وعلم أنهن حق من عند الله دخل الجنة أو قال وجبت له الجنة أو قال حرم على النار

رواه أحمد بإسناد جيد ورواته رواة الصحيح

558 - وعن عثمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من علم أن الصلاة حق مكتوب واجب دخل الجنة

رواه أبو يعلى وعبد الله ابن الإمام أحمد على المسند والحاكم وصححه وليس عنده ولا عند عبد الله لفظة مكتوب

قال الحافظ رضي الله تعالى عنه وستأتي أحاديث أخر تنتظم في سلك هذا الباب في الزكاة والحج وغيرهما إن شاء الله تعالى

14 - الترغيب في الصلاة مطلقا وفضل الركوع والسجود والخشوع

559 - عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك

رواه مسلم وغيره وتقدم

560 - وعن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج في الشتاء والورق يتهافت فأخذ بغصن من شجرة

قال فجعل ذلك الورق يتهافت فقال يا أبا ذر

قلت لبيك يا رسول الله قال إن العبد المسلم ليصلي الصلاة يريد بها وجه الله فتهافت عنه ذنوبه كما تهافت هذا الورق عن هذه الشجرة

رواه أحمد بإسناد حسن

561 - وعن معدان بن أبي طلحة رضي الله عنه قال لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة أو قال قلت بأحب الأعمال إلى الله

 

فسكت ثم سألته فسكت ثم سألته الثالثة فقال سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال عليك بكثرة السجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط بها عنك خطيئة

رواه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه

562 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من عبد يسجد لله سجدة إلا كتب الله له بها حسنة ومحا عنه بها سيئة ورفع له بها درجة فاستكثروا من السجود

رواه ابن ماجه بإسناد صحيح

563 - وعن ا بي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أقرب ما يكون العبد من ربه عز و جل وهو ساجد فأكثروا الدعاء

رواه مسلم

564 - وعن ربيعة بن كعب رضي الله عنه قال كنت أخدم النبي صلى الله عليه و سلم نهاري فإذا كان الليل آويت إلى باب رسول الله صلى الله عليه و سلم فبت عنده فلا أزال أسمعه يقول سبحان الله سبحان الله سبحان ربي حتى أمل أو تغلبني عيني فأنام فقال يوما يا ربيعة سلني فأعطيك فقلت أنظرني حتى أنظر وتذكرت أن الدنيا فانية منقطعة فقلت يا رسول الله أسألك أن تدعو الله أن ينجيني من النار ويدخلني الجنة فسكت رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال من أمرك بهذا قلت ما أمرني به أحد ولكني علمت أن الدنيا منقطعة فانية وأنت من الله بالمكان الذي أنت منه فأحببت أن تدعو الله لي قال إني فاعل فأعني على نفسك بكثرة السجود

رواه الطبراني في الكبير من رواية ابن إسحاق واللفظ له ورواه مسلم وأبو داود مختصرا ولفظ مسلم قال كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فآتيه بوضوئه وحاجته فقال لي سلني

فقلت أسألك مرافقتك في الجنة

قال أو غير ذلك قلت هو ذاك قال فأعني على نفسك بكثرة السجود

 

وعن أبي فاطمة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أخبرني بعمل أستقيم عليه وأعمله قال عليك بالسجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة

رواه ابن ماجه بإسناد جيد ورواه أحمد مختصرا

ولفظه قال قال لي نبي الله صلى الله عليه و سلم يا أبا فاطمة إن أردت أن تلقاني فأكثر السجود

566 - وعن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من حالة يكون العبد عليها أحب إلى الله من أن يراه ساجدا يعفر وجهه في التراب

رواه الطبراني في الأوسط وقال تفرد به عثمان

قال الحافظ عثمان هذا هو ابن القاسم ذكره ابن حبان في الثقات

567 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الصلاة خير موضوع فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر

رواه الطبراني في الأوسط

569 - وعن مطرف رضي الله عنه قال قعدت إلى نفر من قريش فجاء رجل فجعل يصلي ويرفع ويسجد ولا يقعد فقلت والله ما أرى هذا يدري ينصرف على شفع أو على وتر فقالوا ألا تقوم إليه فتقول له قال فقمت فقلت له يا عبد الله أراك تدري تنصرف على شفع أو على وتر قال ولكن الله يدري وسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من سجد لله سجدة كتب الله له بها حسنة وحط عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة فقلت من أنت فقال أبو ذر فرجعت إلى أصحابي فقلت جزاكم الله من جلساء شرا أمرتموني أن أعلم رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم

وفي رواية فرأيته يطيل القيام ويكثر الركوع والسجود فذكرت ذلك له فقال ما آلوت أن أحسن إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من ركع ركعة أو سجد سجدة رفع

 

الله له بها درجة وحط عنه بها خطيئة

رواه أحمد والبزار بنحوه وهو بمجموع طرقه حسن أو صحيح

ما آلوت أي قصرت

570 - وعن يوسف بن عبد الله بن سلام قال أتيت أبا الدرداء رضي الله عنه في مرضه الذي قبض فيه فقال يا ابن أخي ما علمت إلى هذه البلدة أو ما جاء بك قال قلت لا إلا صلة ما كان بينك وبين والدي عبد الله بن سلام فقال بئس ساعة الكذب هذه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من توضأ فأحسن الوضوء ثم قام فصلى ركعتين أو أربعا يشك سهل يحسن فيهن الركوع والخشوع ثم يستغفر الله غفر له

رواه أحمد بإسناد حسن

571 - وعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من توضأ فأحسن وضوءه ثم صلى ركعتين لا يسهو فيهما غفر له ما تقدم من ذنبه

رواه أبو داود

وفي رواية عنده ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه وبوجهه عليهما إلا وجبت له الجنة

572 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنهما قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم خدام أنفسنا نتناوب الرعاية رعاية إبلنا فكانت علي رعاية الإبل فروحتها بالعشي فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب الناس فسمعته يوما يقول ما منكم من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يقوم فيركع ركعتين يقبل عليهما بقلبه ووجهه فقد أوجب فقلت بخ بخ ما أجود هذه

رواه مسلم وأبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه وهو بعض حديث ورواه الحاكم إلا أنه قال ما من مسلم يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقوم في صلاته فيعلم ما يقول إلا انفتل وهو كيوم ولدته أمه

الحديث وقال صحيح الإسناد

 

أوجب أي أتى بما يوجب له الجنة

573 - وعن عاصم بن سفيان الثقفي رضي الله عنه أنهم غزوا غزوة السلاسل ففاتهم الغزو فرابطوا ثم رجعوا إلى معاوية وعنده أبو أيوب وعقبة بن عامر فقال عاصم يا أبا أيوب فاتنا الغزو العام وقد أخبرنا أنه من صلى في المساجد الأربعة غفر له ذنبه فقال يا بن أخي ألا أدلك على أيسر من ذلك إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من توضأ كما أمر وصلى كما أمر غفر له ما قدم من عمل كذلك يا عقبة قال نعم

رواه النسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وتقدم في الوضوء حديث عمرو بن عبسة وفي آخره فإن هو قام فحمد الله وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل وفرغ قلبه لله تعالى إلا انصرف من خطيئته كيوم ولدته أمه

رواه مسلم وتقدم في الباب قبله حديث عثمان وفيه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من امرىء مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة وكذلك الدهر كله

رواه مسلم وتقدم أيضا حديث عبادة سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول خمس صلوات افترضهن الله من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن وأتم ركوعهن وسجودهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له

ويأتي في الباب بعده حديث أنس إن شاء الله تعالى

15 - الترغيب في الصلاة في أول وقتها

574 - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم أي العمل أحب إلى الله تعالى قال الصلاة على وقتها قلت ثم أي قال بر الوالدين

قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل الله قال حدثني بهن رسول الله صلى الله عليه و سلم ولو استزدته لزادني

رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي

 

وروي عن رجل من بني عبد القيس يقال له عياض أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول عليكم بذكر ربكم وصلوا صلاتكم في أول وقتكم فإن الله يضاعف لكم

رواه الطبراني في الكبير

576 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الوقت الأول من الصلاة رضوان الله والآخر عفو الله

رواه الترمذي والدارقطني

578 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال فضل أول الوقت على آخره كفضل الآخرة على الدنيا رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس

579 - وعن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي العمل أفضل قال شعبة قال أفضل العمل الصلاة لوقتها وبر الوالدين والجهاد

رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح

580 - وعن أم فروة رضي الله عنها وكانت ممن بايع النبي صلى الله عليه و سلم قالت سئل النبي صلى الله عليه و سلم أي الأعمال أفضل قال الصلاة لأول وقتها

رواه أبو داود والترمذي وقال لا يروى إلا من حديث عبد الله بن عمر العمري

وليس بالقوي عند أهل الحديث

واضطربوا في هذا الحديث

قال الحافظ رضي الله عنه عبد الله هذا صدوق حسن الحديث فيه لين

قال أحمد صالح الحديث لا بأس به وقال ابن معين يكتب حديثه وقال ابن عدي صدوق لا بأس به وضعفه أبو حاتم وابن المديني

وأم فروة هذه هي أخت أبي بكر الصديق لأبيه ومن قال فيها أم فروة الأنصارية فقد وهم

581 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم

 

يقول خمس صلوات افترضهن الله عز و جل من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن وأتم ركوعهن وسجودهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له ومن لم يفعل فليس له على الله عهد إن شاء غفر له وإن شاء عذبه

رواه مالك وأبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه

582 - وروي عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن سبعة نفر أربعة من موالينا وثلاثة من غربنا مسندي ظهورنا إلى مسجده فقال ما أجلسكم قلنا جلسنا ننتظر الصلاة قال فأرم قليلا ثم أقبل علينا فقال هل تدرون ما يقول ربكم قلنا لا قال فإن ربكم يقول من صلى الصلاة لوقتها وحافظ عليها ولم يضيعها استخفافا بحقها فله علي عهد أن أدخله الجنة ومن لم يصلها لوقتها ولم يحافظ عليها وضيعها استخفافا بحقها فلا عهد له علي إن شئت عذبته وإن شئت غفرت له

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وأحمد بنحوه

أرم هو بفتح الراء وتشديد الميم أي سكت

583 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم مر على أصحابه يوما فقال لهم هل تدرون ما يقول ربكم تبارك وتعالى قالوا الله ورسوله أعلم قالها ثلاثا قال وعزتي وجلالي لا يصليها أحد لوقتها إلا أدخلته الجنة ومن صلاها بغير وقتها إن شئت رحمته وإن شئت عذبته

رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن إن شاء الله تعالى

584 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى الصلوات لوقتها وأسبغ لها وضوءها وأتم لها قيامها وخشوعها وركوعها وسجودها خرجت وهي بيضاء مسفرة تقول حفظك الله كما حفظتني ومن صلاها لغير وقتها ولم يسبغ لها وضوءها ولم يتم لها خشوعها ولا ركوعها ولا سجودها خرجت وهي سوداء مظلمة تقول ضيعك الله كما ضيعتني حتى إذا كانت حيث شاء الله لفت كما يلف الثوب الخلق ثم ضرب بها وجهه

رواه الطبراني في الأوسط وتقدم في باب الصلوات الخمس حديث أبي الدرداء وغيره

 

الترغيب في صلاة الجماعة وما جاء فيمن خرج يريد الجماعة فوجد الناس قد صلوا

585 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الرجل في جماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسا وعشرين ضعفا وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحط عنه بها خطيئة فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه ما لم يحدث اللهم صل عليه اللهم ارحمه ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة

رواه البخاري واللفظ له ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه

586 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة

رواه مالك والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي

587 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله تعالى شرع لنبيكم صلى الله عليه و سلم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به يهادي بين الرجلين حتى يقام في الصف

وفي رواية لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق قد علم نفاقه أو مريض إن كان الرجل ليمشي بين رجلين حتى يأتي الصلاة وقال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم علمنا سنن

 

الهدى وإن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه

رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه

قوله يهادي بين الرجلين يعني يرفد من جانبه ويؤخذ بعضده يمشى به إلى المسجد

588 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فضل صلاة الرجل في الجماعة على صلاته وحده بضع وعشرون درجة

وفي رواية كلها مثل صلاته في بيته

رواه أحمد بإسناد حسن وأبو يعلى والبزار والطبراني وابن خزيمة في صحيحه بنحوه

589 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله تبارك وتعالى ليعجب من الصلاة في الجمع

رواه أحمد بإسناد حسن وكذلك رواه الطبراني من حديث ابن عمر بإسناد حسن

590 - وعن عثمان رضي الله عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من توضأ فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى صلاة مكتوبة فصلاها مع الإمام غفر له ذنبه

رواه ابن خزيمة في صحيحه

591 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أتاني الليلة آت من ربي

وفي رواية رأيت ربي في أحسن صورة فقال لي يا محمد

قلت لبيك رب وسعديك

قال هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى قلت لا أعلم فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي أو قال في نحري فعلمت ما في السموات وما في الأرض أو قال ما بين المشرق والمغرب

قال يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى قلت نعم

في الدرجات والكفارات ونقل الأقدام إلى الجماعات

وإسباغ

 

الوضوء في السبرات وانتظار الصلاة ومن حافظ عليهن عاش بخير ومات بخير وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه

قال يا محمد قلت لبيك وسعديك فقال إذا صليت قل اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون

قال والدرجات إفشاء السلام وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

الملأ الأعلى هم الملائكة المقربون

والسبرات بفتح السين المهملة وسكون الباء الموحدة جمع سبرة وهي شدة البرد

592 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لو يعلم هذا المتخلف عن الصلاة في الجماعة ما لهذا الماشي إليها لأتاها ولو حبوا على يديه ورجليه

رواه الطبراني في حديث يأتي بتمامه في ترك الجماعة إن شاء الله تعالى

593 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق

رواه الترمذي وقال لا أعلم أحدا رفعه إلا ما روى مسلم بن قتيبة عن طعمة بن عمرو

قال المملي رضي الله عنه ومسلم وطعمة وبقية رواته ثقات وقد تكلمنا على هذا الحديث في غير هذا الكتاب

594 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يقول من صلى في مسجد جماعة أربعين ليلة لا تفوته الركعة الأولى من صلاة العشاء كتب الله له بها عتقا من النار

رواه ابن ماجه واللفظ له والترمذي وقال نحو حديث أنس يعني المتقدم ولم يذكر لفظه وقال هذا الحديث مرسل

يعني أن عمارة بن غزية الراوي عن أنس لم يدرك

 

أنسا وذكره رزين العبدري في جامعه ولم أره في شيء من الأصول التي جمعها والله أعلم

595 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من توضأ فأحسن وضوءه ثم راح فوجد الناس قد صلوا أعطاه الله مثل أجر من صلاها وحضرها لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا

رواه أبو داود والنسائي والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم وتقدم في باب المشي إلى المساجد حديث سعيد بن المسيب عن رجل من الأنصار قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول فذكر الحديث وفيه فإن أتى المسجد فصلى في جماعة غفر له فإن أتى المسجد وقد صلوا بعضا وبقي بعض صلى ما أدرك وأتم ما بقي كان كذلك فإن أتى المسجد وقد صلوا فأتم الصلاة كان كذلك

17 - الترغيب في كثرة الجماعة

596 - عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما الصبح فقال أشاهد فلان قالوا لا

قال أشاهد فلان قالوا لا

قال إن هاتين الصلاتين أثقل الصلوات على المنافقين ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموها ولو حبوا على الركب وإن الصف الأول على مثل صف الملائكة ولو علمتم ما فضيلته لابتدرتموه وإن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل وكل ما كثر فهو أحب إلى الله عز و جل

رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقد جزم يحيى بن معين والذهلي بصحة هذا الحديث

597 - وعن قباث بن أشيم الليثي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الرجلين يؤم أحدهما صاحبه أزكى عند الله من صلاة أربعة تترى وصلاة أربعة أزكى عند الله من صلاة ثمانية تترى وصلاة ثمانية يؤمهم أحدهم أزكى عند الله من صلاة مائة تترى

رواه البزار والطبراني بإسناد لا بأس به

 

الترغيب في الصلاة في الفلاة قال الحافظ رحمه الله وقد ذهب بعض العلماء إلى تفضيلها على الصلاة في الجماعة

598 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الصلاة في الجماعة تعدل خمسا وعشرين صلاة فإذا صلاها في فلاة فأتم ركوعها وسجودها بلغت خمسين صلاة

رواه أبو داود وقال قال عبد الواحد بن زياد في هذا الحديث صلاة الرجل في الفلاة تضاعف على صلاته في الجماعة

رواه الحاكم بلفظه وقال صحيح على شرطهما وصدر الحديث عند البخاري وغيره ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته وحده بخمس وعشرين درجة فإن صلاها بأرض قي فأتم ركوعها وسجودها تكتب صلاته بخمسين درجة

القي بكسر القاف وتشديد الياء هو الفلاة كما هو مفسر في رواية أبي داود

599 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من بقعة يذكر الله عليها بصلاة أو بذكر إلا استشرفت بذلك إلى منتهاها إلى سبع أرضين وفخرت على ما حولها من البقاع وما من عبد يقوم بفلاة من الأرض يريد الصلاة إلا تزخرفت له الأرض

رواه أبو يعلى

600 - وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كان الرجل بأرض قي فحانت الصلاة فليتوضأ فإن لم يجد ماء فليتيمم فإن أقام صلى معه ملكاه وإن أذن وأقام صلى خلفه من جنود الله ما لا يرى طرفاه

رواه عبد الرازق عن ابن التيمي عن أبيه عن أبي عثمان النهدي عن سلمان

وتقدم حديث عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه و سلم يعجب ربك من راعي غنم في رأس شظية يؤذن بالصلاة ويصلي فيقول الله عز و جل انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم الصلاة

 

يخاف مني قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة

رواه أبو داود والنسائي وتقدم في الأذان

الترغيب في صلاة العشاء والصبح خاصة في جماعة والترهيب من التأخر عنهما

601 - عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله

رواه مالك ومسلم واللفظ له وأبو داود ولفظه من صلى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة ومن صلى العشاء والفجر في جماعة كان كقيام ليلة

ورواه الترمذي كرواية أبي داود وقال حديث حسن صحيح قال ابن خزيمة في صحيحه باب فضل صلاة العشاء والفجر في جماعة وبيان أن صلاة الفجر في الجماعة أفضل من صلاة العشاء في الجماعة وأن فضلها في الجماعة ضعفا فضل العشاء في الجماعة

ثم ذكره بنحو لفظ مسلم ولفظ أبي داود والترمذي يدافع ما ذهب إليه والله أعلم

602 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار

رواه البخاري ومسلم

603 - وفي رواية لمسلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم فقد ناسا في بعض الصلوات فقال لقد

 

هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس ثم أخالف إلى رجال يتخلفون عنها فآمر بهم فيحرقوا عليهم بحزم الحطب بيوتهم ولو علم أحدهم أنه يجد عظما سمينا لشهدها يعني صلاة العشاء وفي بعض روايات الإمام أحمد لهذا الحديث لولا ما في البيوت من النساء والذرية أقمت صلاة العشاء وأمرت فتياني يحرقون ما في البيوت بالنار

604 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا به الظن

رواه الطبراني وابن خزيمة في صحيحه

605 - وعن رجل من النخع قال سمعت أبا الدرداء رضي الله عنه حين حضرته الوفاة قال أحدثكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك واعدد نفسك في الموتى وإياك ودعوة المظلوم فإنها تستجاب ومن استطاع منكم أن يشهد الصلاتين العشاء والصبح ولو حبوا فليفعل

رواه الطبراني في الكبير

وسمى الرجل المبهم جابرا ولا يحضرني حاله

6 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى العشاء في جماعة فقد أخذ بحظه من ليلة القدر

رواه الطبراني في الكبير

606 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يقول من صلى في مسجد جماعة أربعين ليلة لا تفوته الركعة الأولى من صلاة العشاء كتب الله له بها عتقا من النار

رواه ابن ماجه من رواية إسماعيل عن عمارة بن غزية عن أنس بن مالك عن عمر وأشار إليه الترمذي ولم يذكر لفظه وقال هو حديث مرسل يعني أن عمارة بن غزية وهو المازني المدني لم يدرك أنسا

607 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من توضأ ثم أتى المسجد فصلى ركعتين قبل الفجر ثم جلس حتى يصلي الفجر كتبت صلاته يومئذ في صلاة الأبرار وكتب في وفد الرحمن

رواه الطبراني عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة

 

وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما الصبح فقال أشاهد فلان قالوا لا

قال أشاهد فلان قالوا لا

قال إن هاتين الصلاتين أثقل الصلوات على المنافقين ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حبوا على الركب

الحديث رواه أحمد وأبو داود وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وتقدم بتمامه في كثرة الجماعة

609 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله تعالى

رواه ابن ماجه بإسناد صحيح

610 - ورواه أيضا من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه وزاد فيه فلا تخفروا الله في عهده فمن قتله طلبه الله حتى يكبه في النار على وجهه

رواه مسلم من حديث جندب وتقدم في الصلوات الخمس

يقال أخفرت الرجل بالخاء المعجمة إذا نقضت عهده

611 - وروي عن سلمان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من غدا إلى صلاة الصبح غدا براية الإيمان ومن غدا إلى السوق غدا براية الشيطان

رواه ابن ماجه

612 - وروي عن ميتم رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بلغني أن الملك يغدو برايته مع أول من يغدو إلى المسجد فلا يزال بها معه حتى يرجع فيدخل بها منزله وإن الشيطان يغدو برايته إلى السوق مع أول من يغدو فلا يزال بها معه حتى يرجع فيدخلها منزله

رواه ابن أبي عاصم وأبو نعيم في معرفة الصحابة وغيرها

613 - وعن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد سليمان بن أبي حثمة في صلاة الصبح وإن عمر غدا إلى السوق ومسكن سليمان بين

 

المسجد والسوق فمر على الشفاء أم سليمان فقال لها لم أر سليمان في الصبح فقالت له إنه بات يصلي فغلبته عيناه

قال عمر له لان أشهد صلاة الصبح في جماعة أحب إلي من أن أقوم ليلة

رواه مالك

614 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من مشى في ظلمة الليل إلى المساجد لقي الله عز و جل بنور يوم القيامة

رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن ولابن حبان في صحيحه نحوه

615 - وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة

رواه ابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه والحاكم واللفظ له وقال صحيح على شرط الشيخين وتقدم مع غيره

20 - الترهيب من ترك حضور الجماعة لغير عذر

616 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سمع النداء فلم يمنعه من اتباعه عذر

قالوا وما العذر قال خوف أو مرض لم تقبل منه الصلاة التي صلى

رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه وابن ماجه بنحوه

617 - وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر

رواه القاسم بن أصبغ في كتابه وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما

618 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية

رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن

 

حبان في صحيحيهما والحاكم وزاد رزين في جامعه وإن ذئب الإنسان الشيطان إذا خلا به أكله

وتقدم حديث ابن مسعود رضي الله عنه وفيه ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم الحديث رواه مسلم وأبو داود وغيرهما

619 - وفي رواية لابي داود ولو تركتم سنة نبيكم لكفرتم

وتقدم حديث أبي أمامة في المعنى مرفوعا

620 - وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال الجفاء كل الجفاء والكفر والنفاق من سمع منادي الله ينادي إلى الصلاة فلا يجيبه

رواه أحمد والطبراني من رواية زبان بن فائد

621 - وفي رواية للطبراني قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بحسب المؤمن من الشقاء والخيبة أن يسمع المؤذن يثوب بالصلاة فلا يجيبه

التثويب هاهنا اسم لإقامة الصلاة

622 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لقد هممت أن آمر فتيتي فيجمعوا لي حزما من حطب ثم آتي قوما يصلون في بيوتهم ليست بهم علة فأحرقها عليهم فقيل ليزيد هو ابن الأصم الجمعة عنى أو غيرها

قال صمت أذناي إن لم أكن سمعت أبا هريرة يأثره عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يذكر جمعة ولا غيرها

رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه والترمذي مختصرا

623 - وعن عمرو بن أم مكتوم رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أنا ضرير شاسع الدار ولي قائد لا يلايمني فهل تجد لي رخصة أن أصلي في بيتي قال أتسمع النداء

 

قال نعم

قال ما أجد لك رخصة

رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه والحاكم

624 - وفي رواية لاحمد عنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتى المسجد فرأى في القوم رقة فقال إني لأهم أن أجعل للناس إماما ثم أخرج فلا أقدر على إنسان يتخلف عن الصلاة في بيته إلا أحرقته عليه فقال ابن أم مكتوم يا رسول الله إن بيني وبين المسجد نخلا وشجرا ولا أقدر على قائد كل ساعة أيسعني أن أصلي في بيتي

قال أتسمع الإقامة قال نعم

قال فائتها

وإسناد هذه جيد

قوله شاسع الدار هو بالشين المعجمة أولا والسين والعين المهملتين بعد الألف أي بعيد الدار ولا يلايمني أي لا يوافقني وفي نسخ أبي داود لا يلاومني بالواو وليس بصواب قاله الخطابي وغيره

قال الحافظ أبو بكر بن المنذر روينا عن غير واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أنهم قالوا من سمع النداء ثم لم يجب من غير عذر فلا صلاة له منهم ابن مسعود وأبو موسى الأشعري

وقد روي ذلك عن النبي صلى الله عليه و سلم ومن كان يرى أن حضور الجماعات فرض عطاء وأحمد بن حنبل وأبو ثور وقال الشافعي رضي الله عنه لا أرخص لمن قدر على صلاة الجماعة في ترك إتيانها إلا من عذر انتهى

وقال الخطابي بعد ذكر حديث ابن أم مكتوم وفي هذا دليل على أن حضور الجماعة واجب ولو كان ذلك ندبا لكان أولى من يسعه التخلف عنها أهل الضرورة والضعف ومن كان في مثل حال ابن أم مكتوم وكان عطاء بن أبي رباح يقول ليس لأحد من خلق الله في الحضر وبالقرية رخصة إذا سمع النداء في أن يدع الصلاة

وقال الأوزاعي لا طاعة للوالد في ترك الجمعة والجماعات انتهى

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله عليه و سلم رجل أعمى فقال يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يرخص له يصلي في بيته فرخص له فلما ولى دعاه فقال هل تسمع النداء بالصلاة قال نعم

قال فأجب

رواه مسلم والنسائي وغيرهما

626 - وعن أبي الشعثاء المحاربي رضي الله عنه قال كنا قعودا في المسجد فأذن المؤذن فقام رجل من المسجد يمشي فأتبعه أبو هريرة بصره حتى خرج من المسجد فقال أبو هريرة أما هذا فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه و سلم

رواه مسلم وغيره وتقدم

627 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال أقبل ابن أم مكتوم وهو أعمى وهو الذي أنزل فيه عبس وتولى أن جاءه الأعمى عبس 1 2 وكان رجلا من قريش إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله بأبي وأمي أنا كما تراني قد دبرت سني ورق عظمي وذهب بصري ولي قائد لا يلايمني قياده إياي فهل تجد لي رخصة أصلي في بيتي الصلوات فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هل تسمع المؤذن في البيت الذي أنت فيه قال نعم يا رسول الله

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أجد لك رخصة ولو يعلم هذا المتخلف عن الصلاة في الجماعة ما لهذا الماشي إليها لأتاها ولو حبوا على يديه ورجليه

رواه الطبراني في الكبير من طريق علي بن يزيد الالهاني عن القاسم عن أبي أمامة

628 - وعن جابر رضي الله عنه قال أتى ابن أم مكتوم النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إن منزلي شاسع وأنا مكفوف البصر وأنا أسمع الأذان قال فإن سمعت الأذان فأجب ولو حبوا أو زحفا

رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الأوسط وابن حبان في صحيحه ولم يقل أو زحفا

629 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن رجل يصوم النهار ويقوم الليل ولا يشهد الجماعة ولا الجمعة فقال هذا في النار

رواه الترمذي موقوفا

 

وعنه أيضا رضي الله عنه قال من سمع حي على الفلاح فلم يجب فقد ترك سنة محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن

631 - وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لينتهين رجال عن ترك الجماعة أو لأحرقن بيوتهم

رواه ابن ماجه من رواية الزبرقان بن عمرو الضمري عن أسامة ولم يسمع منه

632 - وعن ابن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سمع النداء فارغا صحيحا فلم يجب فلا صلاة له

رواه الحاكم من رواية أبي بكر بن عياش عن أبي حصين عن ابن بريدة وقال صحيح الإسناد

قال الحافظ رضي الله عنه الصحيح وقفه

21 - الترغيب في صلاة النافلة في البيوت

633 - عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي

634 - وعن جابر هو ابن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبا من صلاته فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا

رواه مسلم وغيره ورواه ابن خزيمة في صحيحه من حديث أبي سعيد

635 - وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت

رواه البخاري ومسلم

 

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم أيما أفضل الصلاة في بيتي أو الصلاة في المسجد قال ألا ترى إلى بيتي ما أقربه من المسجد فلأن أصلي في بيتي أحب إلي من أن أصلي في المسجد إلا أن تكون صلاة مكتوبة

رواه أحمد وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه

637 - وعن أبي موسى رضي الله عنه قال خرج نفر من أهل العراق إلى عمر فلما قدموا عليه سألوه عن صلاة الرجل في بيته فقال عمر سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أما صلاة الرجل في بيته فنور فنوروا بيوتكم

رواه ابن خزيمة في صحيحه

638 - وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال صلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة

رواه النسائي بإسناد جيد وابن خزيمة في صحيحه

639 - وعن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أراه رفعه قال فضل صلاة الرجل في بيته على صلاته حيث يراه الناس كفضل الفريضة على التطوع

رواه البيهقي وإسناده جيد إن شاء الله تعالى

640 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أكرموا بيوتكم ببعض صلاتكم

رواه ابن خزيمة في صحيحه

22 - الترغيب في انتظار الصلاة بعد الصلاة

641 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة

رواه البخاري في أثناء حديث ومسلم

 

وللبخاري إن أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه والملائكة تقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه ما لم يقم من مصلاه أو يحدث

643 - وفي رواية لمسلم وأبو داود قال لا يزال العبد في صلاة ما كان في مصلاه ينتظر الصلاة والملائكة تقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه حتى ينصرف أو يحدث

قيل وما يحدث قال يفسو أو يضرط

ورواه مالك موقوفا عن نعيم بن عبد الله المجمر أنه سمع أبا هريرة يقول إذا صلى أحدكم ثم جلس في مصلاه لم تزل الملائكة تصلي عليه اللهم اغفر له اللهم ارحمه فإن قام من مصلاه فجلس في المسجد ينتظر الصلاة لم يزل في صلاة حتى يصلي

644 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخر ليلة صلاة العشاء إلى شطر الليل ثم أقبل بوجهه بعدما صلى فقال صلى الناس ورقدوا ولم تزالوا في صلاة منذ انتظرتموها

رواه البخاري

645 - وعن أنس رضي الله عنه أن هذه الآية تتجافى جنوبهم عن المضاجع السجدة 61 نزلت في انتظار الصلاة التي تدعى العتمة

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب

646 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال صلينا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم المغرب فرجع من رجع وعقب من عقب فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم مسرعا قد حفزه النفس قد حسر عن ركبتيه قال أبشروا هذا ربكم قد فتح بابا من أبواب السماء يباهي بكم الملائكة يقول انظروا إلى عبادي قد قضوا فريضة وهم ينتظرون أخرى

رواه ابن ماجه عن أبي أيوب عنه ورواته ثقات وأبو أيوب هو المراغي العتكي ثقة ما أراه سمع عبد الله والله أعلم

 

حفزه النفس هو بفتح الحاء المهملة والفاء وبعدهما زاي أي ساقه وتعبه من شدة سعيه

وحسر هو بفتح الحاء والسين المهملتين أي كشف عن ركبتيه

647 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال وصلاة في إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين

رواه أبو داود وتقدم بتمامه

649 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إسباغ الوضوء في المكاره وإعمال الأقدام إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة يغسل الخطايا غسلا

رواه أبو يعلى والبزار بإسناد صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

650 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن العبد إذا جلس في مصلاه بعد الصلاة صلت عليه الملائكة وصلاتهم عليه اللهم اغفر له وإن جلس ينتظر الصلاة صلت عليه وصلاتهم عليه اللهم اغفر له اللهم ارحمه

رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب

651 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال منتظر الصلاة بعد الصلاة كفارس اشتد به فرسه في سبيل الله على كشحه وهو في الرباط الأكبر

رواه أحمد والطبراني في الأوسط وإسناد أحمد صالح

 

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أتاني الليلة آت من ربي وفي رواية ربي في أحسن صورة فقال لي يا محمد قلت لبيك ربي وسعديك قال هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى قلت لا أعلم فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي أو قال في نحري فعلمت ما في السموات وما في الأرض أو قال ما بين المشرق والمغرب قال يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى قلت نعم في الدرجات والكفارات ونقل الأقدام إلى الجماعات وإسباغ الوضوء في السبرات وانتظار الصلاة بعد الصلاة ومن حافظ عليهن عاش بخير ومات بخير وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه

الحديث رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب وتقدم بتمامه

653 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا ويزيد به في الحسنات قالوا بلى يا رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إسباغ الوضوء أو الطهور في المكاره وكثرة الخطا إلى المسجد والصلاة بعد الصلاة وما من أحد يخرج من بيته متطهرا حتى يأتي المسجد فيصلي فيه مع المسلمين أو مع الإمام ثم ينتظر الصلاة التي بعدها إلا قالت الملائكة اللهم اغفر له اللهم ارحمه

الحديث رواه ابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحه واللفظ له والدارمي في مسنده

654 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال ثلاث كفارات وثلاث درجات وثلاث منجيات وثلاث مهلكات

فأما الكفارات فإسباغ الوضوء في السبرات وانتظار الصلاة بعد الصلاة ونقل الأقدام إلى الجماعات

وأما الدرجات فإطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام

وأما المنجيات فالعدل في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى وخشية الله في السر والعلانية

وأما المهلكات فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه

رواه البزار واللفظ له والبيهقي وغيرهما وهو مروي عن جماعة من الصحابة وأسانيده وإن كان لا يسلم شيء منها من مقال فهو بمجموعها حسن إن شاء الله تعالى

 

السبرات جمع سبرة وهي شدة البرد

655 - وعن داود بن صالح قال قال لي أبو سلمة يا ابن أخي تدري في أي شيء نزلت اصبروا وصابروا ورابطوا آل عمران 002 قلت لا قال سمعت أبا هريرة يقول لم يكن في زمان النبي صلى الله عليه و سلم غزو يرابط فيه ولكن انتظار الصلاة بعد الصلاة

رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد

656 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال القاعد على الصلاة كالقانت ويكتب من المصلين من حين يخرج من بيته حتى يرجع إليه

رواه ابن حبان في صحيحه ورواه أحمد وغيره أطول منه إلا أنه قال والقاعد يرعى الصلاة كالقانت

وتقدم بتمامه في المشي إلى المساجد

قوله القاعد على الصلاة كالقانت أي أجره كأجر المصلي قائما ما دام قاعدا ينتظر الصلاة لأن المراد بالقنوت هنا القيام في الصلاة

657 - وعن امرأة من المبايعات رضي الله عنها أنها قالت جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه أصحابه من بني سلمة فقربنا إليه طعاما فأكل ثم قربنا إليه وضوءا فتوضأ ثم أقبل على أصحابه فقال ألا أخبركم بمكفرات الخطايا قالوا بلى قال إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة

رواه أحمد وفيه رجل لم يسم وبقية إسناده محتج بهم في الصحيح

23 - الترغيب في المحافظة على الصبح والعصر

658 - عن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من صلى البردين دخل الجنة

رواه البخاري ومسلم

البردان هما الصبح والعصر

659 - وعن أبي زهيرة عمارة بن رويبة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم

 

يقول لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها يعني الفجر والعصر

رواه مسلم

660 - وعن أبي مالك الأشجعي عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى الصبح فهو في ذمة الله وحسابه على الله

رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورواته رواة الصحيح إلا الهيثم بن يمان وتكلم فيه فللحديث شواهد

أبو مالك هو سعد بن طارق

661 - وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم

رواه مسلم وغيره

662 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى الغداة فأصيبت ذمته فقد استبيح حمى الله وأخفرت ذمته وأنا طالب بذمته

رواه أبو يعلى

663 - وعن أبي بصرة الغفاري رضي الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم العصر بالمخمص وقال إن هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم فضيعوها ومن حافظ عليها كان له أجره مرتين الحديث

رواه مسلم والنسائي

المخمص بضم الميم وفتح الخاء المعجمة والميم جميعا وقيل بفتح الميم وسكون الخاء وكسر الميم بعدها وفي آخره صاد مهملة اسم طريق

664 - وعن أبي بكر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله فمن أخفر ذمة الله كبه الله في النار لوجهه

رواه ابن ماجه والطبراني في الكبير واللفظ له ورجال إسناده رجال الصحيح

 

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من صلى الصبح فهو في ذمة الله تبارك وتعالى فلا تخفروا الله تبارك وتعالى في ذمته فإنه من أخفر ذمته طلبه الله تبارك وتعالى حتى يكبه على وجهه

رواه أحمد والبزار ورواه الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه

وفي أول قصة وهو أن الحجاج أمر سالم بن عبد الله بقتل رجل فقال له سالم أصليت الصبح فقال الرجل نعم

فقال له انطلق فقال له الحجاج ما منعك من قتله فقال سالم حدثني أبي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من صلى الصبح كان في جوار الله يومه فكرهت أن أقتل رجلا أجاره الله فقال الحجاج لابن عمر أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ابن عمر نعم

قال الحافظ وفي الأولى ابن لهيعة وفي الثانية يحيى بن عبد الحميد الحماني

666 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون

رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن خزيمة في صحيحه ولفظه في إحدى رواياته قال تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر وصلاة العصر فيجتمعون في صلاة الفجر فتصعد ملائكة الليل وتثبت ملائكة النهار ويجتمعون في صلاة العصر فتصعد ملائكة النهار وتبيت ملائكة الليل فيسألهم ربهم كيف تركتم عبادي فيقولون أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون فاغفر لهم يوم الدين

24 - الترغيب في جلوس المرء في مصلاه بعد صلاة الصبح وصلاة العصر

667 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى الصبح في

 

جماعة ثم قعد يذكر اللهحتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تامة تامة تامة

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

668 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأن أقعد أصلي مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة

رواه أبو داود وأبو يعلى

قال في الموضعين أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل دية كل واحد منهم اثنا عشر ألفا

رواه ابن أبي الدنيا بالشطر الأول إلا أنه قال أحب إلي مما طلعت عليه الشمس

669 - وعن سهل بن معاذ عن أبيه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قعد في مصلاه حين ينصرف من صلاة الصبح حتى يسبح ركعتي الضحى لا يقول إلا خيرا غفر له خطاياه وإن كانت أكثر من زبد البحر

رواه أحمد وأبو داود وأبو يعلى وأظنه قال من صلى صلاة الفجر ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس وجبت له الجنة

قال الحافظ رواه الثلاثة من طريق زبان بن فائد عن سهل وقد حسنت وصححها بعضهم

670 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال من صلى الفجر ثم ذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين أو أربع ركعات لم تمس جلده النار وأخذ الحسن بجلده فمده

رواه البيهقي

671 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لأن أقعد أذكر الله تعالى وأكبره وأحمده وأسبحه وأهلله حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق رقبتين من ولد إسماعيل ومن بعد العصر حتى تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربع رقبات من ولد إسماعيل

رواه أحمد بإسناد حسن

 

وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى صلاة الغداة في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم قام فصلى ركعتين انقلب بأجر حجة وعمرة

رواه الطبراني وإسناده جيد

673 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صلى الفجر لم يقم من مجلسه حتى تمكنه الصلاة وقال من صلى الصبح ثم جلس في مجلسه حتى تمكنه الصلاة كان بمنزلة عمرة وحجة متقبلتين

رواه الطبراني في الأوسط ورواته ثقات إلا الفضل بن الموفق ففيه كلام

674 - وعن عبد الله بن غابر أن أمامة وعتبة بن عبد رضي الله عنهما حدثاه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من صلى صلاة الصبح في جماعة ثم ثبت حتى يسبح لله سبحة الضحى كان له كأجر حاج ومعتمر تاما له حجه وعمرته

رواه الطبراني وبعض رواته مختلف فيه وللحديث شواهد كثيرة

675 - وروي عن عمرة رضي الله عنها قالت سمعت أم المؤمنين تعني عائشة رضي الله عنها تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من صلى الفجر أو قال الغداة فقعد في مقعده فلم يلغ بشيء من أمر الدنيا ويذكر الله حتى يصلي الضحى أربع ركعات خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه لا ذنب له

رواه أبو يعلى واللفظ له والطبراني

676 - وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم بعث بعثا قبل نجد فغنموا غنائم كثيرة وأسرعوا الرجعة فقال رجل منا لم يخرج ما رأينا بعثا أسرع رجعة ولا أفضل غنيمة من هذا البعث فقال النبي صلى الله عليه و سلم ألا أدلكم على قوم أفضل غنيمة وأسرع رجعة قوم شهدوا صلاة الصبح ثم جلسوا يذكرون الله حتى طلعت الشمس أولئك أسرع رجعة وأفضل غنيمة

رواه الترمذي في الدعوات من جامعه ورواه البزار وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة بنحوه وذكر البزار فيه أن القائل ما رأينا هو أبو بكر رضي الله عنه وقال في آخره فقال النبي صلى الله عليه و سلم يا أبا بكر ألا أدلك على ما هو أسرع إيابا وأفضل مغنما من صلى الغداة في جماعة ثم ذكر الله حتى تطلع الشمس

 

وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسنا

رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي والطبراني ولفظه كان إذا صلى الصبح جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس

وابن خزيمة في صحيحه ولفظه قال عن سماك أنه سأل جابر بن سمرة كيف كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصنع إذا صلى الصبح قال كان يقعد في مصلاه إذا صلى الصبح حتى تطلع الشمس

الترغيب في أذكار يقولها بعد الصبح والعصر والمغرب

678 - عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قال في دبر صلاة الفجر وهو ثان رجليه قبل أن يتكلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكان يومه ذلك كله في حرز من كل مكروه وحرس من الشيطان ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله تعالى

رواه الترمذي واللفظ له وقال حديث حسن غريب صحيح والنسائي وزاد فيه بيده الخير وزاد فيه أيضا وكان له بكل واحدة قالها عتق رقبة مؤمنة

ورواه النسائي أيضا من حديث معاذ وزاد فيه من قالهن حين ينصرف من صلاة العصر أعطي مثل ذلك في ليلته

679 - وعن الحارث بن مسلم التميمي رضي الله عنه قال قال لي النبي صلى الله عليه و سلم إذا صليت الصبح فقل قبل أن تتكلم اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إن مت من يومك كتب الله لك جوارا من النار وإذا صليت المغرب فقل قبل أن تتكلم اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إن مت من ليلتك كتب الله لك جوارا من النار

رواه النسائي وهذا لفظه وأبو داود عن الحارث بن مسلم عن أبيه مسلم بن الحارث

 

قال الحافظ وهو الصواب لأن الحارث بن مسلم تابعي قاله أبو زرعة وأبو حاتم الرازي

680 - وعن عمارة بن شبيب السبائي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات على إثر المغرب بعث الله له مسلحة يحفظونه من الشيطان حتى يصبح وكتب الله له بها عشر حسنات موجبات ومحا عنه عشر سيئات موبقات وكانت له بعدل عشر رقبات مؤمنات

رواه النسائي والترمذي وقال حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد ولا نعرف لعمارة سماعا من النبي صلى الله عليه و سلم

681 - وعن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قال إذا أصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

عشر مرات كتب الله له بهن عشر حسنات ومحا بهن عشر سيئات ورفع له بهن عشر درجات وكن له عدل عتاقة أربع رقاب وكن له حرسا حتى يمسي ومن قالهن إذا صلى المغرب دبر صلاته فمثل ذلك حتى يصبح

رواه أحمد والنسائي وابن حبان في صحيحه وهذا لفظه

وفي رواية له وكن له عدل عشر رقاب

682 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال حين ينصرف من صلاة الغداة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير عشر مرات أعطي بهن سبعا كتب الله له بهن عشر حسنات ومحا عنه بهن عشر سيئات ورفع له بهن عشر درجات وكن له عدل عشر نسمات وكن له حفظا من الشيطان وحرزا من المكروه ولم يلحقه في ذلك اليوم ذنب إلا الشرك بالله ومن قالهن حين ينصرف من صلاة المغرب أعطي مثل ذلك ليلته

رواه ابن أبي الدنيا والطبراني بإسناد حسن واللفظ له

 

العدل بالكسر وفتحه لغة هو المثل وقال بعضهم العدل بالكسر ما عادل الشيء من جنسه وبالفتح ما عادله من غير جنسه

683 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال دبر صلاة الغداة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير مائة مرة قبل أن يثني رجليه كان يومئذ من أفضل أهل الأرض عملا إلا من قال مثل ما قال أو زاد على ما قال

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد ورواه فيه وفي الكبير أيضا من حديث أبي الدرداء ولفظه من قال بعد صلاة الصبح وهو ثان رجليه قبل أن يتكلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير عشر مرات

كتب الله له بكل مرة عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكن له في يومه ذلك حرزا من كل مكروه وحرسا من الشيطان الرجيم وكان له بكل مرة عتق رقبة من ولد إسماعيل ثمن كل رقبة اثنا عشر ألفا ولم يلحقه يومئذ ذنب إلا الشرك بالله ومن قال ذلك بعد صلاة المغرب كان له مثل ذلك

684 - وعن عبد الرحمن بن غنم رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال من قال قبل أن ينصرف ويثني رجليه من صلاة المغرب والصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب الله له بكل واحدة عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكانت له حرزا من كل مكروه وحرزا من الشيطان الرجيم ولم يحل للذنب أن يدركه إلا الشرك وكان من أفضل الناس عملا إلا رجلا يفضله يقول أفضل مما قال

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير شهر بن حوشب وعبد الرحمن بن غنم مختلف في صحبته وقد روي هذا الحديث عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم

685 - وروي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من قال بعد صلاة الفجر ثلاث مرات وبعد العصر ثلاث مرات أستغفر الله الذي لا إله إلا هو

 

الحي القيوم وأتوب إليه كفرت عنه ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر

رواه ابن السني في كتابه

قال الحافظ وأما ما يقوله دبر الصلوات إذا أصبح وإذا أمسى فلكل منهما باب يأتي إن شاء الله تعالى وتقدم في باب الرحلة في طلب العلم حديث قبيصة وفيه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له يا قبيصة إذا صليت الصبح فقل ثلاثا سبحان الله العظيم وبحمده تعافى من العمى والجذام والفلج

رواه أحمد

26 - الترهيب من فوات العصر بغير عذر

686 - عن بريدة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله

رواه البخاري والنسائي وابن ماجه ولفظه قال بكروا بالصلاة في يوم الغيم فإنه من فاتته صلاة العصر حبط عمله

687 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ترك صلاة العصر متعمدا فقد حبط عمله

رواه أحمد بإسناد صحيح

688 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله

رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه وزاد في آخره قال مالك تفسيره ذهاب الوقت

689 - وعن نوفل بن معاوية رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله

 

وفي رواية قال نوفل صلاة من فاتته فكأنما وتر أهله وماله

قال ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه و سلم هي العصر

رواه النسائي

الترغيب في الإمامة مع الإتمام والإحسان والترهيب منها عند عدمهما

690 - عن أبي علي المصري قال سافرنا مع عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه فحضرتنا الصلاة فأردنا أن يتقدمنا

فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أم قوما فإن أتم فله التمام ولهم التمام وإن لم يتم فلهم التمام وعليه الإثم

رواه أحمد واللفظ له وأبو داود وابن ماجه والحاكم وصححه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما ولفظهما من أم الناس فأصاب الوقت وأتم الصلاة فله ولهم ومن انتقص من ذلك شيئا فعليه ولا عليهم

قال الحافظ هو عندهم من رواية عبد الرحمن بن حرملة عن أبي علي المصري وعبد الرحمن يأتي الكلام عليه

691 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أم قوما فليتق الله وليعلم أنه ضامن مسؤول لما ضمن وإن أحسن كان له من الأجر مثل أجر من صلى خلفه من غير أن ينقص من أجورهم شيئا وما كان من نقص فهو عليه

رواه الطبراني في الأوسط من رواية معارك بن عباد

692 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يصلون لكم فإن أصابوا فلكم وإن أخطؤوا فلكم وعليهم

رواه البخاري وغيره وابن حبان في صحيحه ولفظه

 

سيأتي أو سيكون أقوام يصلون الصلاة فإن أتموا فلكم وإن انتقصوا فعليهم ولكم

693 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة على كثبان المسك أراه قال يوم القيامة عبد أدى حق الله وحق مواليه ورجل أم قوما وهم به راضون ورجل ينادي بالصلوات الخمس في كل يوم وليلة

رواه أحمد والترمذي وقال حديث حسن ورواه الطبراني في الصغير والأوسط بإسناد لا بأس به ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا يهولهم الفزع الأكبر ولا ينالهم الحساب وهم على كثيب من مسك حتى يفرغ من حساب الخلائق رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله وأم به قوما وهم به راضون الحديث وفي الباب أحاديث الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن وغيرها وتقدم في الأذان

1 - الترهيب من إمامة الرجل القوم وهم له كارهون

694 - عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول ثلاثة لا يقبل

 

الله منهم صلاة من تقدم قوما وهم له كارهون ورجل يأتي الصلاة دبارا والدبار أن يأتيها بعد أن تفوته ورجل اعتبد محررارواه أبو داود وابن ماجه كلاهما من رواية عبد الرحمن بن زياد الإفريقي

695 - وعن طلحة بن عبد الله رضي الله عنهما أنه صلى بقوم فلما انصرف قال إني نسيت أن أستأمركم قبل أن أتقدم أرضيتم بصلاتي قالوا نعم ومن يكره ذلك يا حواري رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أيما رجل أم قوما وهم له كارهون لم تجاوز صلاته أذنيه

رواه الطبراني في الكبير من رواية سليمان بن أيوب وهو الطلحي الكوفي قيل فيه له مناكير

696 - وعن عطاء بن دينار الهذلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاة ولا تصعد إلى السماء ولا تجاوز رؤوسهم رجل أم قوما وهم له كارهون ورجل صلى على جنازة ولم يؤمر وامرأة دعاها زوجها من الليل فأبت عليه

رواه ابن خزيمة في صحيحه هكذا مرسلا وروي له سند آخر إلى أنس يرفعه

697 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة لا ترتفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا رجل أم قوما وهم له كارهون وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط وأخوان متصارمان

رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاة إمام قوم وهم له كارهون وامرأة باتت وزوجها عليها غضبان وأخوان متصارمان

698 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم العبد الآبق حتى يرجع وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط وإمام قوم وهم له كارهون

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

2 - الترغيب في الصف الأول وما جاء في تسوية الصفوف والتراص فيها وفضل ميامنها ومن صلى في الصف المؤخر مخافة إيذاء غيره لو تقدم

699 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا

رواه البخاري ومسلم

وفي رواية لمسلم لو تعلمون ما في الصف المقدم لكانت قرعة

 

وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها

رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه

وروي عن جماعة من الصحابة منهم ابن عباس وعمر بن الخطاب وأنس بن مالك وأبو سعيد وأبو أمامة وجابر بن عبد الله وغيرهم

701 - وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يستغفر للصف المقدم ثلاثا وللثاني مرة

رواه ابن ماجه والنسائي وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما ولم يخرجا للعرباض وابن حبان في صحيحه ولفظه كان يصلي على الصف المقدم ثلاثا وعلى الثاني واحدة

ولفظ النسائي كابن حبان إلا أنه قال كان يصلي على الصف الأول مرتين

702 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول

قالوا يا رسول الله وعلى الثاني

قال إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول

قالوا يا رسول الله وعلى الثاني قال وعلى الثاني

وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم سووا صفوفكم وحاذوا بين مناكبكم ولينوا في أيدي إخوانكم وسدوا الخلل فإن الشيطان يدخل فيما بينكم بمنزلة الحذف يعني أولاد الضأن الصغار رواه أحمد بإسناد لا بأس به والطبراني وغيره

الحذف بالحاء المهملة والذال المعجمة مفتوحتين وبعدهما فاء

703 - وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول أو الصفوف الأول

رواه أحمد بإسناد جيد

 

وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتي ناحية الصف ويسوي بين صدور القوم ومناكبهم ويقول لا تختلفوا فتختلف قلوبكم إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول

رواه ابن خزيمة في صحيحه

705 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة

رواه البخاري ومسلم وابن ماجه وغيرهم

وفي رواية للبخاري فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة

ورواه أبو داود ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال رصوا صفوفكم وقاربوا بينها وحاذوا بالأعناق فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الحذف

رواه النسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما نحو رواية أبي داود

الخلل بفتح الخاء المعجمة واللام أيضا هو ما يكون بين الاثنين من الاتساع عند عدم التراص

706 - وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم استووا تستو قلوبكم وتماسوا تزاحموا

قال شريح تماسوا يعني تزاحموا أوفى الصلاة

وقال غيره تماسوا تواصلوا

رواه الطبراني في الأوسط

707 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أقيموا الصفوف وحاذوا بين المناكب وسدوا الخلل ولينوا بأيدي إخوانكم ولا تذروا فرجات الشيطان ومن وصل صفا وصله الله ومن قطع صفا قطعه الله

رواه أحمد وأبو داود وعند النسائي وابن خزيمة آخره

 

الفرجات جمع فرجة وهي المكان الخالي بين الاثنين

708 - وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها فقلنا يا رسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربها قال يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف

رواه أبو مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه

709 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال خياركم ألينكم مناكب في الصلاة

رواه أبو داود

710 - وعن أنس رضي الله عنه قال أقيمت الصلاة فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم بوجهه فقال أقيموا صفوفكم وتراصوا فإني أراكم من وراء ظهري

رواه البخاري ومسلم بنحوه

وفي رواية للبخاري فكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه

711 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال أحسنوا إقامة الصفوف في الصلاة

رواه أحمد ورواته رواة الصحيح

712 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف

رواه أبو داود وابن ماجه بإسناد حسن

713 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم أحببنا أن نكون عن يمينه يقبل علينا بوجهه فسمعته يقول رب قني عذابك يوم تبعث عبادك

رواه مسلم

 

وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ترك الصف الأول مخافة أن يؤذي أحدا أضعف الله له أجر الصف الأول

رواه الطبراني في الأوسط

3 - الترغيب في وصل الصفوف وسد الفرج

715 - عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف

رواه أحمد وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم زاد ابن ماجه ومن سد فرجة رفعه الله بها درجة

716 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتي الصف من ناحية إلى ناحية فيمسح مناكبنا أو صدورنا ويقول لا تختلفوا فتختلف قلوبكم

قال وكان يقول إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف الأول

رواه ابن خزيمة في صحيحه

717 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من وصل صفا وصله الله ومن قطع صفا قطعه الله

رواه النسائي وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ورواه أحمد وأبو داود في آخر حديث تقدم قريبا

718 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خياركم ألينكم مناكب في الصلاة وما من خطوة أعظم أجرا من خطوة مشاها رجل إلى فرجة في الصف فسدها

رواه البزار بإسناد حسن وابن حبان في صحيحه كلاهما بالشطر الأول ورواه بتمامه الطبراني في الأوسط

719 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سد فرجة رفعه الله بها درجة وبنى له بيتا في الجنة

رواه الطبراني في الأوسط من رواية مسلم بن خالد الزنجي وتقدم عند ابن ماجه في أول الباب دون قوله وبنى له بيتا في الجنة

ورواه الأصبهاني بالزيادة أيضا من حديث أبي هريرة وفي إسناده عصمة بن محمد

قال أبو حاتم ليس بقوي وقال غيره متروك

 

وعن أبي جحيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من سد فرجة في الصف غفر له

رواه البزار بإسناد حسن واسم أبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي

721 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف ولا يصل عبد صفا إلا رفعه الله به درجة وذرت عليه الملائكة من البر

رواه الطبراني في الأوسط ولا بأس بإسناده

722 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف الأول وما من خطوة أحب إلى الله من خطوة يمشيها العبد يصل بها صفا

رواه أبو داود في حديث وابن خزيمة بدون ذكر الخطوة وتقدم

723 - وعن معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال خطوتان إحداهما أحب الخطا إلى الله والأخرى أبغض الخطا إلى الله فأما التي يحبها الله عز و جل فرجل نظر إلى خلل في الصف فسده وأما التي يبغضها الله فإذا أراد الرجل أن يقوم مد رجله اليمنى ووضع يده عليها وأثبت اليسرى ثم قام

رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

724 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قيل للنبي صلى الله عليه و سلم إن ميسرة المسجد قد تعطلت فقال النبي صلى الله عليه و سلم من عمر ميسرة المسجد كتب له كفلان من الأجر

رواه ابن خزيمة وغيره

725 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من عمر جانب المسجد الأيسر لقلة أهله فله أجران

رواه الطبراني في الكبير من رواية بقية بن الوليد

الترهيب من تأخر الرجال إلى أواخر صفوفهم وتقدم النساء إلى أوائل صفوفهن ومن اعوجاج الصفوف

726 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها

رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وتقدم

 

وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رأى في أصحابه تأخرا فقال لهم تقدموا فائتموا بي وليأتم بكم من بعدكم لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله

رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه

728 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يزال قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله في النار

رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه وابن حبان إلا أنهما قالا حتى يخلفهم الله في النار

729 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ليلني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم

رواه مسلم وغيره

730 - وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه

وفي رواية لهم خلا البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القداح حاى رآنا أنا قد عقلنا عنه ثم خرج يوما فقام حتى كاد يكبر فرى رجلا باديا صدره من الصف فقال عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم

وفي رواية لأبي داود وابن حبان في صحيحه أقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم على الناس بوجهه فقال أقيموا صفوفكم أو لخالفن الله بين قلوبكم قال فرأيت الرجل يلزق منكبه بمنكب صاحبه وركبته بركبة صاحبه وكعبه بكعبه

 

القداح بكسر القاف جمع قدح وهو خشب السهم إذا بري قبل أن يجعل فيه النصل والريش

731 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتخلل الصف من ناحية إلى ناحية يمسح صدورنا ومناكبنا ويقول لا تختلفوا فتختلف قلوبكم وكان يقول إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول

رواه أبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحه ولفظه كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتينا فيمسح عواتقنا وصدورنا ويقول لا تختلف صفوفكم فتختلف قلوبكم إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول

وفي رواية لابن خزيمة لا تختلف صدوركم فتختلف قلوبكم

732 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لتسون الصفوف أو لتطمسن الوجوه أو لتغمضن أبصاركم أو لتخطفن أبصاركم

رواه أحمد والطبراني من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن زيد وقد مشاه بعضهم

5 - الترغيب في التأمين خلف الإمام وفي الدعاء وما يقوله في الاعتدال والاستفتاح

733 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين الفاتحة 7 فقولوا آمين

فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه

رواه مالك والبخاري واللفظ له ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه

آمين فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه

وفي رواية لابن ماجه والنسائي إذا أمن القارىء فأمنوا الحديث

وفي رواية للنسائي وإذا قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا

 

وفي رواية البخاري إذا قال أحدكم آمين وقالت الملائكة في السماء آمين

فإنه من وافق كلامه كلام الملائكة غفر لمن في المسجد

آمين تمد وتقصر وتشديد الممدود لغية وقيل هو اسم من أسماء الله تعالى وقيل معناها اللهم استجب أو كذلك فافعل أو كذلك فليكن

734 - وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين

رواه ابن ماجه بإسناد صحيح وابن خزيمة في صحيحه وأحمد ولفظه إن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكرت عنده اليهود فقال إنهم لم يحسدونا على شيء كما حسدونا على الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها وعلى قولنا خلف الإمام آمين

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن ولفظه قال إن اليهود قد سئموا دينهم وهم قوم حسد ولم يحسدوا المسلمين على أفضل من ثلاث رد السلام وإقامة الصفوف وقولهم خلف إمامهم في المكتوبة آمين

735 - وعن أنس رضي الله عنه قال كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم جلوسا فقال إن الله قد أعطاني خصالا ثلاثة أعطاني صلاة في الصفوف وأعطاني التحية إنها لتحية أهل الجنة وأعطاني التأمين ولم يعطه أحدا من النبيين قبلي إلا أن يكون الله قد أعطاه هارون يدعو موسى ويؤمن هارون

رواه ابن خزيمة في صحيحه من رواية زربي مولى آل المهلب وتردد في ثبوته

وسلم إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال الذين

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه خلفه آمين

التقت من أهل السماء وأهل الأرض آمين غفر الله للعبد ما تقدم من ذنبه قال ومثل الذي لا يقول آمين كمثل رجل غزا مع قوم فاقترعوا فخرج سهامهم ولم يخرج سهمه فقال ما لسهمي لم يخرج قال إنك لم تقل آمين

رواه أبو يعلى من رواية ليث بن أبي سليم

737 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين يجبكم الله

رواه الطبراني في الكبير ورواه مسلم وأبو داود والنسائي في حديث طويل عن أبي موسى الأشعري قال فيه إذا صليتم فأقيموا صفوفكم وليؤمكم أحدكم فإذا كبر فكبروا وإذا قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين يجبكم

738 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على آمين فأكثروا من قول آمين

رواه ابن ماجه

739 - وعن أبي مصبح المقرائي قال كنا نجلس إلى أبي زهير النميري رضي الله عنه وكان من الصحابة يحدث أحسن الحديث فإذا دعا الرجل منا بدعاء قال اختمه بآمين فإن آمين مثل الطابع على الصحيفة

قال أبو زهير النميري أخبركم عن ذلك خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات ليلة نمشي فأتينا على رجل قد ألح في المسألة فوقف النبي صلى الله عليه و سلم يستمع منه فقال النبي صلى الله عليه و سلم أوجب إن ختم فقال رجل من القوم بأي شيء يختم فقال بآمين فإنه إن ختم بآمين فقد أوجب فانصرف الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه و سلم فأتى الرجل فقال اختم يا فلان بآمين وأبشر

رواه أبو داود

مصبح بضم الميم وكسر الباء الموحدة بعدها حاء مهملة

 

============

 

ج2. كتاب : الترغيب والترهيب من الحديث الشريف عبد العظيم بن عبد القوي المنذري أبو محمد

 

 

والمقرائي بضم الميم وقيل بفتحها والضم أشهر وبسكون القاف وبعدها راء ممدودة نسبة إلى قرية بدمشق

740 - وعن حبيب بن سلمة الفهري رضي الله عنه وكان مجاب الدعوة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم ويؤمن بعضهم إلا أجابهم الله

رواه الحاكم

741 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ قال رجل من القوم الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من القائل كلمة كذا وكذا

فقال رجل من القوم أنا يا رسول الله فقال عجبت لها فتحت لها أبواب السماء

قال ابن عمر فما تركتهن منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ذلك

رواه مسلم

742 - وعن ر فاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنه قال كنا نصلي وراء النبي صلى الله عليه و سلم فلما رفع رأسه من الركعة قال سمع الله لمن حمده

قال رجل من ورائه ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما انصرف قال من المتكلم قال أنا

قال رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول

رواه مالك والبخاري وأبو داود والنسائي

743 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي

 

وفي رواية للبخاري ومسلم فقولوا ربنا ولك الحمد بالواو

الترهيب من رفع المأموم رأسه قبل الإمام في الركوع والسجود

744 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه من ركوع أو سجود قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار أو يجعل الله صورته صورة حمار

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يؤمن أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس كلب

ورواه في الكبير موقوفا على عبد الله بن مسعود بأسانيد أحدها جيد ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة أيضا عن النبي صلى الله عليه و سلم ولفظه أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس كلب

قال الخطابي اختلف الناس فيمن فعل ذلك فروي عن ابن عمر أنه قال لا صلاة لمن فعل ذلك وأما عامة أهل العلم فإنهم قالوا قد أساء وصلاته تجزئه غير أن أكثرهم يأمرون بأن يعود إلى السجود ويمكث في سجوده بعد أن يرفع الإمام رأسه بقدر ما كان ترك

انتهى

745 - وعنه أيضا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الذي يخفض ويرفع قبل الإمام إنما ناصيته بيد شيطان

رواه البزار والطبراني بإسناد حسن ورواه مالك في الموطأ فوقفه عليه ولم يرفعه

الترهيب من عدم إتمام الركوع والسجود وإقامة الصلب بينهما وما جاء في الخشوع

746 - عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تجزىء

 

صلاة الرجل حتى يقيم ظهره في الركوع والسجود

رواه أحمد وأبو داود واللفظ له والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما ورواه الطبراني والبيهقي وقالا إسناده صحيح ثابت وقال الترمذي حديث حسن صحيح

747 - وعن عبد الرحمن بن شبل رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن نقرة الغراب وافتراش السبع وأن يوطن الرجل المكان في المسجد كما يوطن البعير

رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما

748 - وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته

قالوا يا رسول الله كيف يسرق من الصلاة قال لا يتم ركوعها ولا سجودها أو قال لا يقيم صلبه في الركوع والسجود

رواه أحمد والطبراني وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد

749 - وعن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أسرق الناس الذي يسرق صلاته

قيل يا رسول الله كيف يسرق صلاته قال لا يتم ركوعها ولا سجودها وأبخل الناس من بخل بالسلام

رواه الطبراني في معاجيمه الثلاثة بإسناد جيد

750 - وعن علي بن شيبان رضي الله عنه قال خرجنا حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فبايعناه وصلينا خلفه فلمح بمؤخر عينه رجلا لا يقيم صلاته يعني صلبه في الركوع فلما قضى النبي صلى الله عليه و سلم صلاته قال يا معشر المسلمين لا صلاة لمن لا يقيم صلبه في الركوع والسجود

رواه أحمد وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما

751 - وعن طلق بن علي الحنفي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا ينظر الله إلى صلاة عبد لا يقيم فيها صلبه بين ركوعها وسجودها

رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات

 

وعن أبي عبد الله الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رأى رجلا لا يتم ركوعه وينقر في سجوده وهو يصلي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو مات هذا على حاله هذه مات على غير ملة محمد صلى الله عليه و سلم

ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل الذي لا يتم ركوعه وينقر في سجوده مثل الجائع يأكل التمرة والتمرتين لا تغنيان عنه شيئا

قال أبو صالح قلت لابي عبد الله من حدث بهذا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أمراء الأجناد عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وشرحبيل بن حسنة سمعوه من رسول الله صلى الله عليه و سلم

رواه الطبراني في الكبير وأبو يعلى بإسناد حسن وابن خزيمة في صحيحه

753 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الرجل ليصلي ستين سنة وما تقبل له صلاة لعله يتم الركوع ولا يتم السجود ويتم السجود ولا يتم الركوع

رواه أبو القاسم الأصبهاني وينظر سنده

754 - وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما لاصحابه وأنا حاضر لو كان لاحدكم هذه السارية لكره أن تجدع كيف يعمد أحدكم فيجدع صلاته التي هي لله فأتموا صلاتكم فإن الله لا يقبل إلا تاما

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن

الجدع قطع بعض الشيء

755 - وعن بلال رضي الله عنه أنه أبصر رجلا لا يتم الركوع ولا السجود فقال لو مات هذا لمات على غير ملة محمد صلى الله عليه و سلم

رواه الطبراني ورواته ثقات

756 - وروي عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن للصلاة المكتوبة عند الله وزنا من انتقص منها شيئا حوسب به فيها على ما انتقص

رواه الأصبهاني

757 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا ينظر الله إلى عبد لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده

رواه أحمد بإسناد جيد

758 - وروي عن علي رضي الله عنه قال نهاني رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أقرأ وأنا راكع وقال يا علي مثل الذي لا يقيم صلبه في صلاته كمثل حبلى حملت فلما دنا نفاسها

 

أسقطت فلا هي ذات حمل ولا هي ذات ولد

رواه أبو يعلى والأصبهاني وزاد مثل المصلي كمثل التاجر لا يخلص له ربحه حتى يخلص له رأس ماله كذلك المصلي لا تقبل نافلته حتى يؤدي الفريضة

759 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته

قال وكيف يسرق صلاته قال لا يتم ركوعها ولا سجودها

رواه الطبراني في الأوسط وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه

760 - وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من مصل إلا وملك عن يمينه وملك عن يساره فإن أتمها عرجا بها وإن لم يتمها ضربا بها على وجهه

رواه الأصبهاني

761 - وعن النعمان بن مرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما ترون في الشارب والزاني والسارق وذلك قبل أن تنزل فيهم الحدود قالوا الله ورسوله أعلم قال هن فواحش وفيهن عقوبة وأسوأ السرقة الذي يسرق صلاته

قالوا وكيف يسرق صلاته قال لا يتم ركوعها ولا سجودها

رواه مالك وتقدم في باب الصلاة على وقتها حديث أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم وفيه ومن صلاها لغير وقتها ولم يسبغ لها وضوءها ولم يتم لها خشوعها ولا ركوعها ولا سجودها خرجت وهي سوداء مظلمة تقول ضيعك الله كما ضيعتني حتى إذا كانت حيث شاء الله لفت كما يلف الثوب الخلق ثم ضرب بها وجهه

رواه الطبراني

762 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه و سلم جالس في ناحية المسجد فصلى ثم جاء فسلم عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم وعليك السلام ارجع فصل فإنك لم تصل فصلى ثم جاء فسلم فقال وعليك السلام ارجع فصل فإنك لم تصل فصلى ثم جاء فسلم فقال وعليك السلام ارجع فصل فإنك لم تصل

فقال في الثانية أو في التي تليها علمني يا رسول الله فقال إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن

 

راكعا ثم ارفع حتى تستوي قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها

وفي رواية ثم ارفع حتى تستوي قائما يعني من السجدة الثانية

رواه البخاري ومسلم وقال في حديثه فقال الرجل والذي بعثك بالحق ما أحسن غير هذا فعلمني ولم يذكر غير سجدة واحدة

رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه

وفي رواية لابي داود فإذا فعلت ذلك فقد تمت صلاتك وإن انتقصت من هذا فإنما انتقصته من صلاتك

763 - وعن رفاعة بن رافع رضي الله عنه قال كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ جاء رجل فدخل المسجد فصلى فذكر الحديث إلى أن قال فيه فقال الرجل لا أدري ما عبت علي فقال النبي صلى الله عليه و سلم إنه لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله ويغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح رأسه ورجليه إلى الكعبين ثم يكبر الله ويحمده ويمجده ويقرأ من القرآن ما أذن الله له فيه وتيسر ثم يكبر ويركع فيضع كفيه على ركبتيه حتى تطمئن مفاصله وتسترخي ثم يقول سمع الله لمن حمده ويستوي قائما حتى يأخذ كل عظم مأخذه ويقيم صلبه ثم يكبر فيسجد ويمكن جبهته من الأرض حتى تطمئن مفاصله وتسترخي ثم يكبر فيرفع رأسه ويستوي قاعدا على مقعدته ويقيم صلبه

فوصف الصلاة هكذا حتى فرغ ثم قال لا تتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك

رواه النسائي وهذا لفظه والترمذي وقال حديث حسن وقال في آخره فإذا فعلت ذلك فقد تمت صلاتك وإن انتقصت منها شيئا انتقصت من صلاتك

قال أبو عمر بن عبد البر النمري هذا حديث ثابت

764 - وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن

 

الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها

رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه بنحوه

765 - وعن أبي اليسر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال منكم من يصلي الصلاة كاملة ومنكم من يصلي النصف والثلث والربع والخمس

حتى بلغ العشر

رواه النسائي بإسناد حسن واسم أبي اليسر بالياء المثناة تحت والسين المهملة مفتوحتين كعب بن عمر السلمي شهد بدرا

766 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الصلاة ثلاثة أثلاث الطهور ثلث والركوع ثلث والسجود ثلث

فمن أداها بحقها قبلت منه وقبل منه سائر عمله ومن ردت عليه صلاته رد عليه سائر عمله

رواه البزار وقال لا نعلمه مرفوعا إلا من حديث المغيرة بن مسلم

قال الحافظ وإسناده حسن

767 - وعن حريث بن قبيصة رضي الله عنه قال قدمت المدينة وقلت اللهم ارزقني جليسا صالحا

قال فجلست إلى أبي هريرة فقلت إني سألت الله أن يرزقني جليسا صالحا فحدثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم لعل الله أن ينفعني به فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر وإن انتقص من فريضته

قال الله تعالى انظروا هل لعبدي من تطوع يكمل به ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك

رواه الترمذي وغيره وقال حديث حسن غريب

768 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما ثم انصرف فقال يا فلان ألا تحسن صلاتك ألا ينظر المصلي إذا صلى كيف يصلي فإنما يصلي لنفسه إني لأبصر من ورائي كما أبصر من بين يدي

رواه مسلم والنسائي وابن خزيمة في صحيحه ولفظه قال

 

صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم الظهر فلما سلم نادى رجلا كان في آخر الصفوف فقال يا فلان ألا تتقي الله

ألا تنظر كيف تصلي إن أحدكم إذا قام يصلي إنما يقوم يناجي ربه فلينظر كيف يناجيه إنكم ترون أني لا أراكم إني والله لأرى من خلف ظهري كما أرى من بين يدي

769 - وعن عثمان بن أبي دهرشن رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يقبل الله من عبد عملا حتى يشهد قلبه مع بدنه

رواه محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة هكذا مرسلا ووصله أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس بأبي بن كعب والمرسل أصح

770 - وعن الفضل بن العباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الصلاة مثنى مثنى تشهد في كل ركعتين وتخشع وتضرع وتمسكن وتقنع يديك تقول ترفعهما إلى ربك مستقبلا ببطونهما وجهك وتقول يا رب يا رب من لم يفعل ذلك فهي كذا وكذا

رواه الترمذي والنسائي وابن خزيمة في صحيحه وتردد في ثبوته رووه كلهم عن ليث بن سعد حدثنا عبد ربه بن سعيد عن عمران بن أبي أنس عن عبد الله بن نافع ابن العمياء عن ربيعة بن الحارث عن الفضل وقال الترمذي قال غير ابن المبارك في هذا الحديث من لم يفعل ذلك فهي خداج وقال سمعت محمد بن إسماعيل يعني البخاري يقول روى شعبة هذا الحديث عن عبد ربه فأخطأ في مواضع قال وحديث ليث بن سعد أصح من حديث شعبة

قال الحافظ وعبد الله بن نافع ابن العمياء لم يرو عنه غير عمران بن أبي أنس وعمران ثقة ورواه أبو داود وابن ماجه من طريق شعبة عن عبد ربه عن ابن أبي أنس عن عبد الله بن نافع ابن العمياء عن عبد الله بن الحارث عن المطلب بن أبي وداعة

ولفظ ابن ماجه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الصلاة مثنى مثنى وتشهد في كل ركعتين وتبأس وتمسكن وتقنع وتقول اللهم اغفر لي فمن لم يفعل ذلك فهي خداج

قال الخطابي أصحاب الحديث يغلطون شعبة في هذا الحديث ثم حكى قول

 

البخاري المتقدم وقال قال يعقوب بن سفيان في هذا الحديث مثل قول البخاري وخطأ شعبة وصوب ليث بن سعد وكذلك قال محمد بن إسحاق بن خزيمة قال وقوله تبأس معناه إظهار البؤس والفاقة وتمسكن من المسكنة وقيل معناه السكون والوقار والميم مزيدة فيها وإقناع اليدين رفعهما في الدعاء والمسألة والخداج معناه هاهنا الناقص في الأجر والفضيلة

انتهى

771 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الله عز و جل إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي ولم يستطل على خلقي ولم يبت مصرا على معصيتي وقطع النهار في ذكري ورحم المسكين وابن السبيل والأرملة ورحم المصاب ذلك نوره كنور الشمس أكلؤه بعزتي وأستحفظه ملائكتي أجعل له في الظلمة نورا وفي الجهالة حلما ومثله في خلقي كمثل الفردوس في الجنة

رواه البزار من رواية عبد الله بن واقد الحراني وبقية رواته ثقات

772 - وروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن العبد إذا صلى فلم يتم صلاته خشوعها ولا ركوعها وأكثر الالتفات لم تقبل منه ومن جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه وإن كان على الله كريما

رواه الطبراني

773 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع حتى لا ترى فيها خاشعا

رواه الطبراني بإسناد حسن ورواه ابن حبان في صحيحه في آخر حديث موقوفا على شداد بن أوس ورفعه الطبراني أيضا والموقوف أشبه

774 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا قال مثل الصلاة المكتوبة كمثل الميزان من أوفى استوفى

رواه البيهقي هكذا ورواه غيره عن الحسن مرسلا وهو الصواب

775 - وعن مطرف عن أبيه رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي وفي صدره أزيز كأزيز الرحى من البكاء

رواه أبو داود والنسائي ولفظه

 

رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل يعني يبكي

ورواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما نحو رواية النسائي إلا أن ابن خزيمة قال ولصدره أزيز كأزيز الرحى

بزايين هو صوتها والمرجل بكسر الميم وفتح الجيم هو القدر يعني أن لجوفه حنينا كصوت غليان القدر

776 - وعن علي رضي الله عنه قال ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح

رواه ابن خزيمة في صحيحه

777 - وعن عبد الله بن أبي بكر أن أبا طلحة الأنصاري رضي الله عنه كان يصلي في حائط له فطار دبسي فطفق يتردد يلتمس مخرجا فلا يجد فأعجبه ذلك فجعل يتبعه بصره ساعة ثم رجع إلى صلاته فإذا هو لا يدري كم صلى فقال لقد أصابني في مالي هذا فتنة فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر له الذي أصابه في صلاته وقال يا رسول الله هو صدقة فضعه حيث شئت

رواه مالك وعبد الله بن أبي بكر لم يدرك القصة ورواه من طريق آخر فلم يذكر فيه أبا طلحة ولا رسول الله صلى الله عليه و سلم ولفظه أن رجلا من الأنصار كان يصلي في حائط له بالقف واد من أودية المدينة في زمان الثمر والنخل قد ذللت وهي مطوقة بثمرها فنظر إليها فأعجبته ثم رجع إلى صلاته فإذا هو لا يدري كم صلى فقال لقد أصابني في مالي هذا فتنة فجاء عثمان رضي الله عنه وهو يومئذ خليفة فذكر ذلك له وقال هو صدقة فاجعله في سبيل الخير فباعه بخمسين ألفا فسمى ذلك المال الخمسين

الحائط هو البستان

والدبسي بضم الدال المهملة وسكون الباء الموحدة وكسر السين المهملة بعدها ياء مشددة هو طائر صغير قيل هو ذكر اليمام

778 - وعن الأعمش قال كان عبد الله يعني ابن مسعود إذا صلى كأنه ثوب ملقى

رواه الطبراني في الكبير والأعمش لم يدرك ابن مسعود

 

وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من مسلم يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقوم في صلاته فيعلم ما يقول إلا انفتل وهو كيوم ولدته أمه

رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد وهو في مسلم وغيره بنحوه وتقدم

8 - الترهيب من رفع البصر إلى السماء في الصلاة

780 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم فاشتد قوله في ذلك حتى قال لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم

رواه البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجه

781 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا ترفعوا أبصاركم إلى السماء فتلتمع يعني في الصلاة

رواه ابن ماجه والطبراني في الكبير ورواتهما رواة الصحيح وابن حبان في صحيحه

782 - وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لينتهين أقوام عن رفعهم أبصارهم إلى السماء عند الدعاء في الصلاة أو لتخطفن أبصارهم

رواه مسلم والنسائي

783 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا كان أحدكم في الصلاة فلا يرفع بصره إلى السماء لا يلتمع

رواه الطبراني في الأوسط من رواية ابن لهيعة ورواه النسائي عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم حدثه ولم يسمعه

يلتمع بصره بضم الياء المثناة تحت أي يذهب به

784 - وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لينتهين أقوام يرفعون

 

أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم

رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه ولأبي داود دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم المسجد فرأى فيه ناسا يصلون رافعي أيديهم إلى السماء فقال لينتهين رجال يشخصون أبصارهم في الصلاة أو لا ترجع إليهم أبصارهم

9 - الترهيب من الالتفات في الصلاة وغيره مما يذكر

785 - عن الحارث الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها وإنه كاد أن يبطىء بها

قال عيسى إن الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها

فإما أن تأمرهم وإما أن آمرهم فقال يحيى أخشى إن سبقتني بها أن يخسف بي أو أعذب فجمع الناس في بيت المقدس فامتلأ وقعدوا على الشرف فقال إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن

أولاهن أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق فقال هذه داري وهذا عملي فاعمل وأد إلي فكان يعمل ويؤدي إلى غير سيده فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك وإن الله أمركم بالصلاة فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت وأمركم بالصيام فإن مثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة فيها مسك فكلهم يعجب أو يعجبه ريحها وإن ريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وأمركم بالصدقة فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه وقدموه ليضربوا عنقه فقال أنا أفدي نفسي منكم بالقليل والكثير ففدى نفسه منهم وأمركم أن تذكروا الله فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في إثره سراعا حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم كذلك لعبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله قال النبي صلى الله عليه و سلم وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن

 

يراجع ومن ادعى دعوى الجاهلية فإنه من جثاء جهنم فقال رجل يا رسول الله وإن صلى وصام فقال وإن صلى وصام فادعوا الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله

رواه الترمذي وهذا لفظه وقال حديث حسن صحيح والنسائي ببعضه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري ومسلم

قال الحافظ وليس للحارث في الكتب الستة سوى هذا

والربقة بكسر الراء وفتحها وسكون الباء الموحدة واحدة الربق وهي عرى في حبل تشد به البهم وتستعار لغيره

وقوله من جثاء جهنم بضم الجيم بعدها ثاء مثلثة أي من جماعات جهنم

786 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن التلفت في الصلاة فقال اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد

رواه البخاري والنسائي وأبو داود وابن خزيمة

787 - وعن أبي الأحوص عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يزال الله مقبلا على العبد في صلاته ما لم يلتفت فإذا صرف وجهه انصرف عنه

رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وصححه

قال المملي الحافظ عبد العظيم رضي الله عنه وأبو الأحوص هذا لا يعرف اسمه لم يرو عنه غير الزهري وقد صحح له الترمذي وابن حبان وغيرهما

788 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أوصاني خليلي صلى الله عليه و سلم بثلاث ونهاني عن ثلاث نهاني عن نقرة كنقرة الديك وإقعاء كإقعاء الكلب والتفات كالتفات الثعلب

رواه أحمد وأبو يعلى وإسناد أحمد حسن ورواه ابن أبي شيبة وقال كإقعاء القرد مكان الكلب

 

الإقعاء بكسر الهمزة

قال أبو عبيد هو أن يلزق الرجل أليتيه بالأرض وينصب ساقيه ويضع يديه بالأرض كما يقعي الكلب

قال وفسره الفقهاء بأن يضع أليتيه على عقبيه بين السجدتين

قال والقول هو الأول

789 - وروي عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قام الرجل في الصلاة أقبل الله عليه بوجهه فإذا التفت قال يا ابن آدم إلى من تلتفت إلى من هو خير لك مني أقبل إلي فإذا التفت الثانية قال مثل ذلك فإذا التفت الثالثة صرف الله تبارك وتعالى وجهه عنه

رواه البزار

790 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن العبد إذا قام إلى الصلاة أحسبه قال فإنما هو بين يدي الرحمن تبارك وتعالى فإذا التفت يقول الله تبارك وتعالى إلى من تلتفت إلى خير مني أقبل يا ابن آدم إلي فأنا خير ممن تلتفت إليه

رواه البزار أيضا

791 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا بني إياك والالتفات في الصلاة فإن الالتفات في الصلاة هلكة

الحديث

رواه الترمذي من رواية علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أنس وقال حديث حسن وفي بعض النسخ صحيح

قال المملي وعلي بن زيد بن جدعان يأتي الكلام عليه ورواية سعيد عن أنس غير مشهورة

792 - وروي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين فدعا ربه إلا كانت دعوته مستجابة معجلة أو مؤخرة

إياكم والالتفات في الصلاة فإنه لا صلاة لملتفت فإن غلبتم في التطوع فلا تغلبوا في الفريضة

رواه الطبراني في الكبير

وفي رواية له أيضا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من قام في الصلاة فالتفت رد الله عليه صلاته

793 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال لا يزال الله مقبلا على العبد بوجهه ما لم

 

يلتفت أو يحدث

رواه الطبراني في الكبير موقوفا عن أبي قلابة عن ابن مسعود ولم يسمع منه

794 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا قام أحدكم إلى الصلاة فليقبل عليها حتى يفرغ منها وإياكم والالتفات في الصلاة فإن أحدكم يناجي ربه ما دام في الصلاة

رواه الطبراني في الأوسط

795 - وعن أم سلمة بنت أبي أمية رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم أنها قالت كان الناس في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قام المصلي يصلي لم يعد بصر أحدهم موضع قدميه فتوفي رسول الله صلى الله عليه و سلم فكان الناس إذا قام أحدهم يصلي لم يعد بصر أحدهم موضع جبينه فتوفي أبو بكر رضي الله عنه فكان عمر رضي الله عنه فكان الناس إذا قام أحدهم يصلي لم يعد بصر أحدهم موضع القبلة ثم توفي عمر رضي الله عنه فكان عثمان بن عفان رضي الله عنه وكانت الفتنة فتلفت الناس يمينا وشمالا

رواه ابن ماجه بإسناد حسن إلا أن موسى بن عبد الله بن أبي أمية المخزومي لم يخرج له من أصحاب الكتب الستة غير ابن ماجه ولا يحضرني فيه جرح ولا تعديل والله أعلم

الترهيب من مسح الحصى وغيره في موضع السجود والنفخ فيه لغير ضرورة

796 - عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا قام أحدكم في الصلاة فلا يمسح الحصى فإن الرحمة تواجهه

رواه الترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما ولفظ ابن خزيمة إذا قام أحدكم في الصلاة فإن الرحمة تواجهه فلا تحركوا الحصى

رووه كلهم من رواية أبي الأحوص عنه

 

وعن معيقيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تمسح الحصى وأنت تصلي فإن كنت لا بد فاعلا فواحدة تسوية الحصى

رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجه

798 - وعن جابر رضي الله عنه قال سألت النبي صلى الله عليه و سلم عن مسح الحصى في الصلاة فقال واحدة ولأن تمسك عنها خير لك من مائة ناقة كلها سود الحدق

رواه ابن خزيمة في صحيحه

799 - وعن أبي صالح مولى طلحة رضي الله عنه قال كنت عند أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم فأتى ذو قرابتها شاب ذو جمة فقام يصلي فلما أراد أن يسجد نفخ فقالت لا تفعل فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول لغلام لنا أسود يا رباح ترب وجهك

رواه ابن حبان في صحيحه

ورواه الترمذي من رواية ميمون أبي حمزة عن أبي صالح عن أم سلمة قالت رأى النبي صلى الله عليه و سلم غلاما لنا يقال له أفلح إذا سجد نفخ فقال يا أفلح ترب وجهك

وتقدم في الترغيب في الصلاة حديث حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من حالة يكون العبد فيها أحب إلى الله من أن يراه ساجدا يعفر وجهه في التراب

رواه الطبراني

11 - الترهيب من وضع اليد على الخاصرة في الصلاة

800 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال نهي عن الخصر في الصلاة

رواه البخاري ومسلم والترمذي ولفظهما أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى أن يصلي الرجل مختصرا

والنسائي نحوه وأبو داود وقام يعني يضع يده على خاصرته

 

وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الاختصار في الصلاة راحة أهل النار

رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحه

12 - الترهيب من المرور بين يدي المصلي

802 - عن أبي الجهم عبد الله بن الحارث بن الصمة الأنصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خير له من أن يمر بين يديه

قال أبو النضر لا أدري

قال أربعين يوما أو شهرا أو سنة

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه

ورواه البزار ولفظه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان لأن يقوم أربعين خريفا خير له من أن يمر بين يديه ورجاله رجال الصحيح

قال الترمذي وقد روي عن أنس أنه قال لأن يقف أحدكم مائة عام خير له من أن يمر بين يدي أخيه وهو يصلي

804 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفع في نحره فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان

وفي لفظ آخر إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه وليدرأه ما استطاع فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان

رواه البخاري ومسلم واللفظ له وأبو داود نحوه

 

قوله وليدرأه بدال مهملة أي فليدفعه بوزنه ومعناه

805 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه فإن أبى فليقاتله فإن معه القرين

رواه ابن ماجه بإسناد صحيح وابن خزيمة في صحيحه

806 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال لأن يكون الرجل رمادا يذرى به خير له من أن يمر بين يدي رجل متعمدا وهو يصلي

رواه ابن عبد البر في التمهيد موقوفا

الترهيب من ترك الصلاة تعمدا وإخراجها عن وقتها تهاونا

807 - عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة

رواه أحمد ومسلم وقال بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة

وأبو داود والنسائي ولفظه ليس بين العبد وبين الكفر إلا ترك الصلاة

والترمذي ولفظه قال بين الكفر والإيمان ترك الصلاة

وابن ماجه ولفظه قال بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة

808 - وعن بريدة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر

رواه أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح ولا نعرف له علة

 

وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال أوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه و سلم بسبع خصال فقال لا تشركوا بالله شيئا وإن قطعتم أو حرقتم أو صلبتم ولا تتركوا الصلاة متعمدين فمن تركها متعمدا فقد خرج من الملة ولا تركبوا المعصية فإنها سخط الله ولا تشربوا الخمر فإنها رأس الخطايا كلها

الحديث

ورواه الطبراني ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة بإسنادين لا بأس بهما

810 - وعن عبد الله بن شقيق العقيلي رضي الله عنه قال كان أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة

رواه الترمذي

811 - وعن ثوبان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بين العبد وبين الكفر والإيمان الصلاة فإذا تركها فقد أشرك

رواه هبة الله الطبري بإسناد صحيح

812 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا سهم في الإسلام لمن لا صلاة له ولا صلاة لمن لا وضوء له

رواه البزار

813 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا إيمان لمن لا أمانة له ولا صلاة لمن لا طهور له ولا دين لمن لا صلاة له إنما موضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد

رواه الطبراني في الأوسط والصغير وقال تفرد به الحسين بن الحكم الحبري

814 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال أوصاني خليلي صلى الله عليه و سلم أن لا تشرك بالله شيئا وإن قطعت وإن حرقت ولا تترك صلاة مكتوبة متعمدا فمن تركها متعمدا فقد برئت منه الذمة ولا تشرب الخمر فإنه مفتاح كل شر

رواه ابن ماجه والبيهقي عن شهر عن أم الدرداء عنه

815 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما قام بصري قيل نداويك وتدع الصلاة أياما قال لا إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من ترك الصلاة لقي الله وهو عليه غضبان

رواه البزار والطبراني في الكبير وإسناده حسن

قامت العين إذا ذهب بصرها والحدقة صحيحة

 

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ترك الصلاة متعمدا فقد كفر جهارا

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد لا بأس به ورواه محمد بن نصر في كتاب الصلاة ولفظه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بين العبد والكفر أو الشرك ترك الصلاة فإذا ترك الصلاة فقد كفر

ورواه ابن ماجه عن يزيد الرقاشي عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ليس بين العبد والشرك إلا ترك الصلاة فإذا تركها فقد أشرك

817 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال حماد بن زيد ولا أعلمه إلا قد رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال عرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة عليهن أسس الإسلام من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم شهادة أن لا إله إلا الله والصلاة المكتوبة وصوم رمضان

رواه أبو يعلى بإسناد حسن ورواه سعيد بن زيد أخو حماد بن زيد عن عمرو بن مالك النكري عن أبي الجوزاء عن ابن عباس مرفوعا وقال فيه من ترك منهن واحدة فهو بالله كافر ولا يقبل منه صرف ولا عدل وقد حل دمه وماله

818 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل فقال يا رسول الله علمني عملا إذا أنا عملته دخلت الجنة

قال لا تشرك بالله شيئا وإن عذبت وحرقت أطع والديك وإن أخرجاك من مالك ومن كل شيء هو لك لا تترك الصلاة متعمدا فإن من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله

الحديث رواه الطبراني في الأوسط ولا بأس بإسناده في المتابعات

819 - وعنه رضي الله عنه قال أوصاني رسول الله صلى الله عليه و سلم بعشر كلمات قال لا تشرك بالله شيئا وإن قتلت وحرقت ولا تعص والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك ولا تتركن صلاة مكتوبة متعمدا فإن من ترك صلاة مكتوبة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ولا تشربن خمرا فإنه رأس كل فاحشة وإياك والمعصية فإن بالمعصية حل سخط الله وإياك والفرار من الزحف وإن هلك الناس وإن أصاب الناس موت فاثبت وأنفق على

 

أهلك من طولك ولا ترفع عنهم عصاك أدبا وأخفهم في الله

رواه أحمد والطبراني في الكبير وإسناد أحمد صحيح لو سلم من الانقطاع فإن عبد الرحمن بن جبير بن نفير لم يسمع من معاذ

820 - وعن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال بكروا بالصلاة في يوم الغيم فإنه من ترك الصلاة فقد كفر

رواه ابن حبان في صحيحه

821 - وعن أميمة رضي الله عنها مولاة رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت كنت أصب على رسول الله صلى الله عليه و سلم وضوءه فدخل رجل فقال أوصني فقال لا تشرك بالله شيئا وإن قطعت وحرقت بالنار ولا تعص والديك وإن أمراك أن تتخلى من أهلك ودنياك فتخله ولا تشربن خمرا فإنها مفتاح كل شر ولا تتركن صلاة متعمدا فمن فعل ذلك فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله

الحديث رواه الطبراني وفي إسناده يزيد بن سنان الرهاوي

822 - وعن زياد بن نعيم الحضرمي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أربع فرضهن الله في الإسلام فمن أتى بثلاث لم يغنين عنه شيئا حتى يأتي بهن جميعا الصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت

رواه أحمد وهو مرسل

823 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها فأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة

رواه ابن حبان في صحيحه

824 - وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ترك الصلاة متعمدا أحبط الله عمله وبرئت منه ذمة الله حتى يراجع لله عز و جل توبة

رواه الأصبهاني

825 - وعن أم أيمن رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تترك الصلاة متعمدا فإنه من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله

رواه أحمد والبيهقي ورجال أحمد رجال الصحيح إلا أن مكحولا لم يسمع من أم أيمن

 

وعن علي رضي الله عنه قال من لم يصل فهو كافر

رواه أبو بكر بن أبي شيبة في كتاب الإيمان والبخاري في تاريخه موقوفا

827 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال من ترك الصلاة فقد كفر

رواه محمد بن نصر المروزي وابن عبد البر موقوفا

828 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال من ترك الصلاة فلا دين له

رواه محمد بن نصر أيضا موقوفا

829 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال من لم يصل فهو كافر

رواه ابن عبد البر موقوفا

830 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال لا إيمان لمن لا صلاة له ولا صلاة لمن لا وضوء له

رواه ابن عبد البر وغيره موقوفا

وقال ابن أبي شيبة قال النبي صلى الله عليه و سلم من ترك الصلاة فقد كفر

وقال محمد بن نصر المروزي سمعت إسحاق يقول صح عن النبي صلى الله عليه و سلم أن تارك الصلاة كافر وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي صلى الله عليه و سلم أن تارك الصلاة عمدا من غير عذر حتى يذهب وقتها كافر

831 - وروي عن حماد بن زيد عن أيوب رضي الله عنه قال ترك الصلاة كفر لا يختلف فيه

832 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه ذكر الصلاة يوما فقال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف

رواه أحمد بإسناد جيد والطبراني في الكبير والأوسط وابن حبان في صحيحه

833 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال سألت النبي صلى الله عليه و سلم عن قول

 

الله عز و جل الذين هم عن صلاتهم ساهون الماعون 5 قال هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها

رواه البزار من رواية عكرمة بن إبراهيم وقال رواه الحفاظ موقوفا ولم يرفعه غيره

قال الحافظ رضي الله عنه وعكرمة هذا هو الأزدي مجمع على ضعفه والصواب وقفه

834 - وعن مصعب بن سعد رضي الله عنه قال قلت لابي يا أبتاه أرأيت قوله تبارك وتعالى الذين هم عن صلاتهم ساهون

أينا لا يسهو أينا لا يحدث نفسه قال ليس ذاك إنما هو إضاعة الوقت يلهو حتى يضيع الوقت

رواه أبو يعلى بإسناد حسن

835 - وعن نوفل بن معاوية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من فاتته صلاة فكأنما وتر أهله وماله

رواه ابن حبان في صحيحه

836 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من جمع بين صلاتين من غير عذر فقد أتى بابا من أبواب الكبائر

رواه الحاكم وقال حنش هو ابن قيس ثقة

قال الحافظ بل واه بمرة لا نعلم أحدا وثقه غير حصين بن نمير

837 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم مما يكثر أن يقول لاصحابه هل رأى أحد منكم من رؤيا فيقص عليه ما شاء الله أن يقص وإنه قال لنا ذات غداة إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما ابتعثاني وإنهما قالا لي انطلق وإني انطلقت معهما وإنا أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان

ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى

قال قلت لهما سبحان الله ما هذا قالا لي انطلق انطلق فأتينا على رجل مستلق على قفاه وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه

قال وربما قال أبو رجاء فيشق

قال ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول

قال فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل في المرة الأولى

قال قلت سبحان الله ما هذا قالا لي انطلق

 

فانطلقنا فأتينا على مثل التنور قال فأحسب أنه كان يقول فإذا فيه لغط وأصوات

قال فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا قال قلت ما هؤلاء قالا لي انطلق انطلق قال فانطلقنا فأتينا على نهر حسبت أنه كان يقول أحمر مثل الدم وإذا في النهر رجل سابح يسبح وإذا على شط النهر رجل عنده قد جمع حجارة كثيرة وإذا ذلك السابح يسبح ما سبح ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر فاه فيلقمه حجرا فينطلق فيسبح ثم يرجع إليه كلما رجع إليه فغر فاه فألقمه حجرا قلت لهما ما هذان قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا على رجل كريه المرآة كأكره ما أنت راء رجلا مرآة وإذا عنده نار يحشها ويسعى حولها

قال قلت لهما ما هذا قال قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا على روضة معتمة فيها من كل نور الربيع وإذا بين ظهري الروضة رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولا في السماء وإذا حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم

قال قلت ما هذا ما هؤلاء قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا على دوحة عظيمة لم أر دوحة قط أعظم ولا أحسن منها

قال قالا لي ارق فيها فارتقينا فيها إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة

فأتينا باب المدينة فاستفتحنا ففتح لنا فدخلناها فتلقانا رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء وشطر منهم كأقبح ما أنت راء

قال قالا لي اذهبوا فقعوا في ذلك النهر

قال وإذا نهر معترض يجري كأن ماءه المحض في البياض فذهبوا فوقعوا فيه ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم فصاروا في أحسن صورة

قال قالا لي هذه جنة عدن وهذا منزلك

قال فسما بصري صعدا فإذا قصر مثل الربابة البيضاء

قال قالا لي هذا منزلك

قال قلت لهما بارك الله فيكما فذراني فأدخله قالا أما الآن فلا وأنت داخله

قال قلت لهما فإني رأيت منذ الليلة عجبا فما هذا الذي رأيت قال قالا لي إنا سنخبرك أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجر فإنه آكل الربا وأما الرجل الكريه المرآة الذي عند النار يحشها ويسعى حولها فإنه مالك خازن جهنم وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه

 

إبراهيم وأما الولدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة

قال فقال بعض المسلمين يا رسول الله وأولاد المشركين فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وأولاد المشركين وأما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن وشطر منهم قبيح فإنهم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا تجاوز الله عنهم

رواه البخاري وذكرته بتمامه لأحيل عليه فيما يأتي إن شاء الله تعالى

838 - وقد روى البزار من حديث الربيع بن أنس عن أبي العالية أو غيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ثم أتى يعني النبي صلى الله عليه و سلم على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخرة كلما رضخت عادت كما كانت ولا يفتر عنهم من ذلك شيء

قال يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء الذين تثاقلت رؤوسهم عن الصلاة المكتوبة

فذكر الحديث في قصة الإسراء وفرض الصلاة

قوله يثلغ رأسه أي يشدخ

قوله فيتدهده أي فيتدحرج

والكلوب بفتح الكاف وضمها وتشديد اللام هو حديدة معوجة الرأس

وقوله يشرشر شدقه هو بشينين معجمتين الأولى منهما مفتوحة والثانية مكسورة وراءين الأولى منهما ساكنة ومعناه يقطعه ويشقه واللفظ محركا هو الصخب والجلبة والصياح

وقوله ضوضوا بفتح الضاضين المعجمتين وسكون الواوين وهو الصياح مع الانضمام والفزع

وقوله فغر فاه بفتح الفاء والغين المعجمة معا بعدهما راء أي فتحه

وقوله يحشها هو بالحاء المهملة المضمومة والشين المعجمة أي يوقدها

وقوله معتمة أي طويلة النبات

يقال أعتم النبت إذا طال

والنور بفتح النون هو الزهر

 

والمحض بفتح الميم وسكون الحاء المهملة هو الخالص من كل شيء

وقوله فسما بصري صعدا بضم الصاد والعين المهملتين أي ارتفع بصري إلى فوق

والربابة هنا هي السحابة البيضاء

قال أبو محمد بن حزم وقد جاء عن عمر وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم أن من ترك صلاة فرض واحدة متعمدا حتى يخرج وقتها فهو كافر مرتد ولا نعلم لهؤلاء من الصحابة مخالفا

قال الحافظ عبد العظيم قد ذهب جماعة من الصحابة ومن بعدهم إلى تكفير من ترك الصلاة متعمدا لتركها حتى يخرج جميع وقتها منهم عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس ومعاذ بن جبل وجابر بن عبد الله وأبو الدرداء رضي الله عنهم ومن غير الصحابة أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وعبد الله بن المبارك والنخعي والحكم بن عتيبة وأيوب السختياني وأبو داود الطيالسي وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وغيرهم رحمهم الله تعالى

كتاب النوافل الترغيب في المحافظة على ثنتي عشرة ركعة من السنة في اليوم والليلة

839 - عن أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى في كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله تعالى له بيتا في الجنة أو إلا بني له بيت في الجنة

رواه مسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وداود أربعا قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل صلاة الغداة

ورواه بالزيادة ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم إلا أنهم زادوا وركعتين قبل العصر ولم يذكروا ركعتين بعد العشاء

وهو كذلك عند النسائي في رواية ورواه ابن ماجه فقال وركعتين قبل الظهر وركعتين أظنه قبل العصر

ووافق الترمذي على الباقي

840 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ثابر عن ثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة دخل الجنة أربعا قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر

رواه النسائي وهذا لفظه

 

والترمذي وابن ماجه

كلهم من رواية المغيرة بن زياد عن عطاء عن عائشة وقال النسائي هذا خطأ ولعله أراد عنبسة بن أبي سفيان فصحف ثم رواه النسائي عن ابن جريج عن عطاء عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة وقال عطاء بن أبي رباح لم يسمعه من عنبسة انتهى

ثابر بالثاء المثلثة وبعد الألف باء موحدة ثم راء أي لازم وواظب

2 - الترغيب في المحافظة على ركعتين قبل الصبح

841 - وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها

رواه مسلم والترمذي

وفي رواية لمسلم لهما أحب إلي من الدنيا جميعا

842 - وعنها رضي الله عنها قالت لم يكن النبي صلى الله عليه و سلم على شيء من النوافل أشد تعاهدا منه على ركعتي الفجر

رواه البخاري ومسلم أبو داود والنسائي وابن خزيمة في صحيحه

وفي رواية لابن خزيمة قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى شيء من الخير أسرع منه إلى الركعتين قبل الفجر ولا إلى غنيمة

843 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رجل يا رسول الله دلني على عمل ينفعني الله به قال عليك بركعتي الفجر فإن فيها فضيلة

رواه الطبراني في الكبير

وفي رواية له أيضا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا تدعوا الركعتين قبل صلاة الفجر فإن فيهما الرغائب

وروى أحمد منه وركعتي الفجر حافظوا عليهما فإن فيهما الرغائب

844 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال أوصاني خليلي صلى الله عليه و سلم بثلاث بصوم ثلاثة أيام

 

من كل شهر والوتر قبل النوم وركعتي الفجر

رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد وهو عند أبي داود وغيره خلا قوله وركعتي الفجر وذكر مكانهما ركعتي الضحى ويأتي إن شاء الله تعالى

845 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قل هو الله أحد الإخلاص 1 تعدل ثلث القرآن و قل يا أيها الكافرون الكافرون 1 تعدل ربع القرآن وكان يقرؤهما في ركعتي الفجر وقال هاتان الركعتان فيهما رغب الدر

رواه أبو يعلى بإسناد حسن والطبراني في الكبير واللفظ له

846 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تدعوا ركعتي الفجر ولو طردتكم الخيل

رواه أبو داود

3 - الترغيب في الصلاة قبل الظهر وبعدها

847 - عن أم حبيبة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من يحافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار

رواه أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي من رواية القاسم أبي عبد الرحمن صاحب أبي أمامة عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة وقال الترمذي حديث حسن صحيح غريب والقاسم بن عبد الرحمن شامي ثقة انتهى

وفي رواية للنسائي فتمس وجهه النار أبدا

ورواه ابن خزيمة في صحيحه عن سليمان بن موسى عن محمد بن أبي سفيان عن أخته أم حبيبة

قال الحافظ رضي الله عنه ورواه أبو داود والنسائي وابن خزيمة في صحيحه أيضا وغيرهم من رواية مكحول عن عنبسة ومكحول لم يسمع من عنبسة

قال أبو زرعة وأبو مسهر والنسائي وغيرهم ورواه الترمذي أيضا وحسنه وابن ماجه كلاهما من رواية محمد بن عبد الله الشعيثي عن أبيه عن عنبسة ويأتي الكلام على محمد

 

وروي عن أبي أيوب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أربع قبل الظهر ليس فيهن تسليم تفتح لهن أبواب السماء

رواه أبو داود واللفظ له وابن ماجه وفي إسنادهما احتمال للتحسين ورواه الطبراني في الكبير والأوسط ولفظه قال لما نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم علي رأيته يديم أربعا قبل الظهر وقال إنه إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء فلا يغلق منها باب حتى تصلى الظهر فأنا أحب أن يرفع لي في تلك الساعة خير

849 - وعن قابوس رضي الله عنه عن أبيه قال أرسل أبي إلى عائشة رضي الله عنها أي صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم كان أحب إليه أن يواظب عليها قالت كان يصلي أربعا قبل الظهر يطيل فيهن القيام ويحسن فيهن الركوع والسجود

رواه ابن ماجه

وقابوس هو ابن أبي ظبيان وثق وصحح له الترمذي وابن خزيمة والحاكم وغيرهم لكن المرسل إلى عائشة مبهم والله أعلم

850 - وعن عبد الله بن السائب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يصلي أربعا بعد أن تزول الشمس قبل الظهر وقال إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء فأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح

رواه أحمد والترمذي وقال حديث حسن غريب

851 - وروي عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يستحب أن يصلي بعد نصف النهار فقالت عائشة رضي الله عنها يا رسول الله إني أراك تستحب الصلاة هذه الساعة قال تفتح فيها أبواب السماء وينظر الله تبارك وتعالى بالرحمة إلى خلقه وهي صلاة كان يحافظ عليها آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى صلوات الله عليهم

رواه البزار

852 - وروي عن البراء بن عازب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من صلى قبل الظهر أربع ركعات كأنما تهجد بهن من ليلته ومن صلاهن بعد العشاء كمثلهن من ليلة القدر

رواه الطبراني في الأوسط

 

وعن بشير بن سلمان عن عمرو بن الأنصاري رضي الله عنه عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من صلى قبل الظهر أربعا كان كعدل رقبة من بني إسماعيل

رواه الطبراني في الكبير ورواته إلى بشير ثقات

854 - وعن عبد الرحمن بن حميد رضي الله عنه عن أبيه عن جده رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال صلاة الهجير مثل صلاة الليل

قال الراوي فسألت عبد الرحمن بن حميد عن الهجير فقال إذا زالت الشمس

رواه الطبراني في الكبير وفي سنده لين وجد عبد الرحمن هذا هو عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

855 - وعن الأسود و مرة و مسروق رضي الله عنهم قالوا قال عبد الله ليس شيء يعدل صلاة الليل من صلاة النهار إلا أربعا قبل الظهر وفضلهن على صلاة النهار كفضل صلاة الجماعة على صلاة الوحدة

رواه الطبراني في الكبير وهو موقوف لا بأس به

856 - وروي عن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أربع قبل الظهر وبعد الزوال تحسب بمثلهن في السحر وما من شيء إلا وهو يسبح الله في تلك الساعة

ثم قرأ يتفيؤوا ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون النحل 84

رواه الترمذي في التفسير من جامعه وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث علي بن عاصم

4 - الترغيب في الصلاة قبل العصر

857 - عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا

رواه أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما

858 - وعن أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من حافظ على أربع ركعات قبل العصر بنى الله له بيتا في الجنة

رواه أبو يعلى وفي إسناده محمد بن سعد المؤذن لا يدرى من هو

 

وروي عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من صلى أربع ركعات قبل العصر حرم الله بدنه على النار

الحديث رواه الطبراني في الكبير

860 - وروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال جئت ورسول الله صلى الله عليه و سلم قاعد في أناس من أصحابه فيهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأدركت من آخر الحديث ورسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من صلى أربع ركعات قبل العصر لم تمسه النار

رواه الطبراني في الأوسط

861 - وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تزال أمتي يصلون هذه الأربع ركعات قبل العصر حتى تمشي على الأرض مغفورا لها مغفرة حقا

رواه الطبراني في الأوسط وهو غريب

5 - الترغيب في الصلاة بين المغرب والعشاء

862 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى بعد المغرب ست ركعات لم يتكلم فيما بينهن بسوء عدلن بعبادة ثنتي عشرة سنة

رواه ابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه والترمذي كلهم من حديث عمر بن خثعم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عنه وقال الترمذي حديث غريب

863 - وروي عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من صلى بعد المغرب عشرين ركعة بنى الله له بيتا في الجنة انتهى

وهذا الحديث الذي أشار إليه الترمذي رواه ابن ماجه من رواية يعقوب بن الوليد المدائني عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ويعقوب كذبه أحمد وغيره

864 - وعن محمد بن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال رأيت عمار بن ياسر يصلي بعد المغرب ست ركعات وقال رأيت حبيبي رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي بعد المغرب ست ركعات وقال من صلى بعد المغرب ست ركعات غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر

 

حديث غريب

رواه الطبراني في الثلاثة وقال تفرد به صالح بن قطن البخاري

قال الحافظ وصالح هذا لا يحضرني الآن فيه جرح ولا تعديل

865 - وعن الأسود بن يزيد رضي الله عنه قال قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه نعم ساعة الغفلة يعني الصلاة فيما بين المغرب والعشاء

رواه الطبراني في الكبير من رواية جابر الجعفي ولم يرفعه

866 - وعن مكحول رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم قال من صلى بعد المغرب قبل أن يتكلم ركعتين

وفي رواية أربع ركعات رفعت صلاته في عليين

ذكره رزين ولم أره في الأصول

867 - وعن أنس رضي الله عنه في قوله تعالى تتجافى جنوبهم عن المضاجع السجدة 61 نزلت في انتظار الصلاة التي تدعى العتمة

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب وأبو داود إلا أنه قال كانوا يتنفلون ما بين المغرب والعشاء يصلون وكان الحسن يقول قيام الليل

868 - وعن حذيفة رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فصليت معه المغرب فصلى إلى العشاء

رواه النسائي بإسناد جيد

الترغيب في الصلاة بعد العشاء

869 - روي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أربع قبل الظهر كأربع بعد العشاء وأربع بعد العشاء كعدلهن من ليلة القدر رواه الطبراني في الأوسط وتقدم حديث البراء

من صلى قبل الظهر أربع ركعات كأنما تهجد من ليلته ومن صلاهن بعد العشاء كمثلهن من ليلة القدر

 

وفي الكبير من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من صلى العشاء الآخرة في جماعة وصلى أربع ركعات قبل أن يخرج من المسجد كان كعدل ليلة القدر

وفي الباب أحاديث أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا صلى العشاء ورجع إلى بيته صلى أربع ركعات أضربت عن ذكرها لأنها ليست من شرط كتابنا

الترغيب في صلاة الوتر وما جاء فيمن لم يوتر

870 - عن علي رضي الله عنه قال الوتر ليس بحتم كصلاة المكتوبة ولكن سن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن

رواه أبو داود والترمذي واللفظ له والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن

871 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة محضورة وذلك أفضل

رواه مسلم والترمذي وابن ماجه وغيرهم

872 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أهل القرآن أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر

رواه أبو داود ورواه ابن خزيمة في صحيحه مختصرا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه إن الله وتر يحب الوتر

873 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من صلى الضحى وصام ثلاثة أيام من الشهر ولم يترك الوتر في سفر ولا حضر كتب له أجر شهيد

رواه الطبراني في الكبير وفيه نكارة

874 - وعن خارجة بن حذافة رضي الله عنه قال خرج علينا يوما رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال

 

قد أمدكم الله بصلاة هي خير لكم من حمر النعم وهي الوتر فجعلها لكم فيما بين العشاء الآخرة إلى طلوع الفجر

رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن أبي حبيب

انتهى

وقال البخاري لا يعرف لإسناده يعني لإسناد هذا الحديث سماع بعضهم من بعض

875 - وعن أبي تميم الجيشاني رضي الله عنه قال سمعت عمرو بن العاص رضي الله عنه يقول أخبرني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله عز و جل زادكم صلاة فصلوها فيما بين العشاء إلى الصبح الوتر الوتر ألا وإنه أبو بصرة الغفاري

رواه أحمد والطبراني وأحد إسنادي أحمد رواته رواة الصحيح وهذا الحديث قد روي من حديث معاذ بن جبل وعبد الله بن عمرو وابن عباس وعقبة بن عامر الجهني وعمرو بن العاص وغيرهم

876 - وعن بريدة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الوتر حق فمن لم يوتر فليس منا الوتر حق فمن لم يوتر فليس منا الوتر حق فمن لم يوتر فليس منا ثلاثا

رواه أحمد وأبو داود واللفظ له وفي إسناده عبيد الله بن عبد الله أبو المنيب العتكي ورواه الحاكم وقال صحيح الإسناد

8 - الترغيب في أن ينام الإنسان طاهرا ناويا للقيام

877 - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من بات طاهرا بات في شعاره ملك فلا يستيقظ إلا قال الملك اللهم اغفر لعبدك فلان فإنه بات طاهرا

رواه ابن حبان في صحيحه

الشعار بكسر الشين المعجمة هو ما يلي بدن الإنسان من ثوب وغيره

878 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من مسلم يبيت طاهرا فيتعار من الليل فيسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه رواه أبو داود

 

من رواية عاصم بن بهدلة عن شهر عن أبي ظبية عن معاذ

ورواه النسائي وابن ماجه

وذكر أن ثابتا البناني رواه أيضا عن شهر عن أبي ظبية

قال الحافظ وأبو ظبية بفتح الظاء المعجمة وسكون الباء الموحدة شامي ثقة

879 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال طهروا هذه الأجساد طهركم الله فإنه ليس من عبد يبيت طاهرا إلا بات معه في شعاره ملك لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهرا

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد

880 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أوى إلى فراشه طاهرا يذكر الله حتى يدركه النعاس لم ينقلب ساعة من ليل يسأل الله خيرا من خير الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه

رواه الترمذي عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة وقال حديث حسن

881 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما من امرىء تكون له صلاة بليل فيغلبه عليها نوم إلا كتب الله له أجر صلاته وكان نومه عليه صدقة

رواه مالك وأبو داود والنسائي وفي إسناده رجل لم يسم وسماه النسائي في رواية له الأسود بن يزيد وهو ثقة ثبت وبقية إسناده ثقات ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب التهجد بإسناد جيد رواته محتج بهم في الصحيح

882 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم قال من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عينه حتى أصبح كتب له ما نوى وكان نومه صدقة عليه من ربه

رواه النسائي ابن ماجه بإسناد جيد وابن خزيمة في صحيحه ورواه النسائي أيضا وابن خزيمة عن أبي الدرداء وأبي ذر موقوفا

قال الدارقطني وهو المحفوظ وقال ابن خزيمة هذا خبر لا أعلم أحدا أسنده غير حسين بن علي عن زائدة وقد اختلف الرواة في إسناد هذا الخبر

 

وعن أبي ذر أو أبي الدرداء شك شعبة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من عبد يحدث نفسه بقيام ساعة من الليل فينام عنها إلا كان نومه صدقة تصدق الله بها عليه وكتب له أجر ما نوى

رواه ابن حبان في صحيحه مرفوعا ورواه ابن خزيمة في صحيحه موقوفا لم يرفعه

9 - الترغيب في كلمات يقولهن حين يأوي إلى فراشه وما جاء فيمن نام ولم يذكر الله تعالى

884 - عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل اللهم إني أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك

آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة واجعلهن آخر ما تتكلم به قال فرددتها على النبي صلى الله عليه و سلم فلما بلغت آمنت بكتابك الذي أنزلت قلت ورسولك قال لا ونبيك الذي أرسلت

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه

وفي رواية للبخاري والترمذي فإنك إن مت من ليلتك مت على الفطرة وإن أصبحت أصبت خيرا أوى غير ممدود

885 - وعن رافع بن خديج رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا اضطجع أحدكم على جنبه الأيمن ثم قال اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وألجأت ظهري إليك وفوضت أمري إليك لا منجا منك ولا ملجأ إلا إليك أؤمن بكتابك وبرسولك فإن مات من ليلته دخل الجنة

رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن غريب

 

وعن علي رضي الله عنه أنه قال لابن أعبد ألا أحدثك عني وعن فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم وكانت من أحب أهله إليه وكانت عندي قلت بلى

قال إنها جرت بالرحى حتى أثرت في يدها واستقت بالقربة حتى أثرت في نحرها وكنست البيت حتى اغبرت ثيابها فأتى النبي صلى الله عليه و سلم خدم فقلت لو أتيت أباك فسألته خادما فأتته فوجدت عنده حدثاء فرجعت فأتاها من الغد فقال ما كان حاجتك

فسكتت فقلت أنا أحدثك يا رسول الله جرت بالرحى حتى أثرت في يدها وحملت بالقربة حتى أثرت في نحرها فلما أن جاء الخدم أمرتها أن تأتيك فتستخدمك خادما يقيها حر ما هي فيه قال اتقي الله يا فاطمة وأدي فريضة ربك واعملي عمل أهلك وإذا أخذت مضجعك فسبحي ثلاثا وثلاثين واحمدي ثلاثا وثلاثين وكبري أربعا وثلاثين فتلك مائة فهو خير لك من خادم قالت رضيت عن الله وعن رسوله

زاد في رواية ولم يخدمها

رواه البخاري ومسلم وأبو داود واللفظ له والترمذي مختصرا

وقال وفي الحديث قصة ولم يذكرها

887 - وعن فروة بن نوفل عن أبيه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لنوفل اقرأ قل يا أيها الكافرون الكافرون 1 ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك

رواه أبو داود واللفظ له والترمذي والنسائي متصلا ومرسلا وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد

888 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال خصلتان أو خلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة هما يسير ومن يعمل بهما قليل يسبح في دبر كل صلاة عشرا ويحمد عشرا ويكبر عشرا فذلك خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة في الميزان ويكبر أربعا وثلاثين إذا أخذ مضجعه ويحمد ثلاثا وثلاثين ويسبح ثلاثا وثلاثين فذلك مائة باللسان وألف في الميزان

فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يعقدها

قالوا يا رسول الله كيف هما يسير ومن يعمل بهما قليل قال يأتي أحدكم

 

يعني الشيطان في منامه فينومه قبل أن يقوله ويأتيه في صلاته فيذكره حاجة قبل أن يقولها

رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وقال حديث حسن صحيح والنسائي وابن حبان في صحيحه وزاد بعد قوله وألف وخمسمائة في الميزان قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمسمائة سيئة

889 - وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد ويقول إن فيهن آية خير من ألف آية

رواه أبو داود والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن غريب والنسائي وقال قال معاوية يعني ابن صالح إن بعض أهل العلم كانوا يجعلون المسبحات ستا سورة الحديد والحشر والحواريين وسورة الجمعة والتغابن وسبح اسم ربك الأعلى

890 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من قال حين يأوي إلى فراشه لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر غفرت له ذنوبه أو خطاياه شك مسعر وإن كانت مثل زبد البحر

رواه النسائي وابن حبان في صحيحه واللفظ له وعند النسائي سبحان الله وبحمده وقال في آخره غفرت له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر

891 - وعن شداد بن أوس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من مسلم يأخذ مضجعه فيقرأ سورة من كتاب الله إلا وكل الله له به ملكا فلا يقربه شيء يؤذيه حتى يهب من نومه متى هب

رواه الترمذي ورواه أحمد إلا أنه قال بعث الله له ملكا يحفظه من كل شيء يؤذيه حتى يهب متى هب

ورواة أحمد رواة الصحيح

هب انتبه من نومه

 

وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا أوى الرجل إلى فراشه ابتدره ملك وشيطان فيقول الملك اختم بخير ويقول الشيطان اختم بشر فإن ذكر الله ثم نام بات الملك يكلؤه

وإذا استيقظ قال الملك افتح بخير وقال الشيطان افتح بشر فإن قال الحمد لله الذي رد علي نفسي ولم يمتها في منامها الحمد لله الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا فاطر 14 إلى آخر الآية الحمد لله الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه فإن وقع عن سريره فمات دخل الجنة

رواه أبو يعلى بإسناد صحيح والحاكم وزاد في آخره الحمد لله الذي يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير

وقال صحيح على شرط مسلم

يكلؤه أي يحرسه ويحفظه

893 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا وضعت جنبك على الفراش وقرأت فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد فقد أمنت من كل شيء إلا الموت

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح إلا غسان بن عبيد

894 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من أراد أن ينام على فراشه فنام على يمينه ثم قرأ قل هو الله أحد الإخلاص 1 مائة مرة فإذا كان يوم القيامة يقول له الرب يا عبدي ادخل على يمينك الجنة

رواه الترمذي وقال حديث غريب

895 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من قال حين يأوي إلى فراشه أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر وإن كانت عدد ورق الشجر وإن كانت عدد رمل عالج وإن كانت عدد أيام الدنيا

رواه الترمذي من طريق الوصافي عن عطية عن أبي سعيد وقال حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عبيد الله بن الوليد الوصافي

قال المملي عبيد الله هذا واه لكن تابعه عليه عصام بن قدامة وهو ثقة خرجه البخاري في تاريخه من طريقه بنحوه وعطية هذا هو العوفي يأتي الكلام عليه

896 - وعن أبي عبد الرحمن الحبلي رضي الله عنه قال أخرج إلينا عبد الله بن عمرو

 

رضي الله عنهما قرطاسا وقال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلمنا يقول اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة

أنت رب كل شيء وإله كل شيء أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من الشيطان وشركه وأعوذ بك أن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم

قال أبو عبد الرحمن كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلمه عبد الله بن عمرو ويقول ذلك حين يريد أن ينام

رواه أحمد بإسناد حسن

897 - وروي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال إذا أوى إلى فراشه الحمد لله الذي علا فقهر وبطن فخبر وملك فقدر الحمد لله الذي يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير

خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه رواه الطبراني في الأوسط والحاكم ومن طريقه البيهقي في الشعب وغيره

898 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال إذا أوى إلى فراشه الحمد لله الذي كفاني وأواني والحمد لله الذي أطعمني وسقاني والحمد لله الذي من علي فأفضل

فقد حمد الله بجميع محامد الخلق كلهم

رواه البيهقي ولا يحضرني إسناده الآن

899 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال وكلني رسول الله صلى الله عليه و سلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إني محتاج وعلي دين وعيال ولي حاجة شديدة فخليت عنه فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه و سلم يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة قال قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله

قال أما إنه قد كذبك وسيعود فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم إنه سيعود فرصدته فجاء يحثو الطعام وذكر الحديث إلى أن قال فأخذته يعني في الثالثة فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهذا آخر ثلاث مرات تزعم أنك لا تعود ثم تعود

قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها

قلت ما هن قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي الله لا إله إلا هو الحي القيوم البقرة 552 حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ما فعل أسيرك البارحة قلت

قال ما هي قلت قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية الله لا إله إلا هو الحي القيوم وقال لن يزال يا رسول الله زعم أنه

 

يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح وكانوا أحرص شيء على الخير فقال النبي صلى الله عليه و سلم أما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة قال لا قال ذاك الشيطان

رواه البخاري وابن خزيمة وغيرهما ورواه الترمذي وغيره من حديث أبي أيوب بنحوه وفي بعض طرقه عنده قال أرسلني وأعلمك آية من كتاب الله لا تضعها على مال ولا ولد فيقربك شيطان أبدا

قلت وما هي قال لا أستطيع أن أتكلم بها آية الكرسي

قال الحافظ رحمه الله وفي الباب أحاديث كثيرة من فعل النبي صلى الله عليه و سلم ليست من شرط كتابنا أضربنا عن ذكرها

900 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من اضطجع مضجعا لم يذكر الله فيه كان عليه ترة يوم القيامة ومن قعد مقعدا لم يذكر الله فيه كان عليه ترة يوم القيامة

رواه أبو داود وروى النسائي منه ذكر الاضطجاع فقط

الترة بكسر التاء المثناة فوق مخففا هو النقص وقيل التبعة

10 - الترغيب في كلمات يقولهن إذا استيقظ من الليل

901 - عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من تعار من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له فإن توضأ ثم صلى قبلت صلاته

رواه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه

 

تعار بتشديد الراء أي استيقظ

902 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله تعالى إذا رد إلى العبد المؤمن نفسه من الليل فسبحه ومجده واستغفره فدعاه تقبل منه

رواه ابن أبي الدنيا

903 - وروي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قال حين يتحرك من الليل بسم الله عشر مرات وسبحان الله عشرا آمنت بالله وكفرت بالطاغوت عشرا وقي كل ذنب يتخوفه ولم ينبغ لذنب أن يدركه إلى مثلها

رواه الطبراني في الأوسط وفي الباب أحاديث كثيرة من فعله صلى الله عليه و سلم ليست صريحة في الترغيب لم أذكرها

11 - الترغيب في قيام الليل

904 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله تعالى انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان

رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وقال فيصبح نشيطا طيب النفس قد أصاب خيرا وإن لم يفعل أصبح كسلا خبيث النفس لم يصب خيرا

رواه ابن خزيمة في صحيحه نحوه وزاد في آخره فحلوا عقد الشيطان ولو بركعتين

قافية الرأس مؤخره ومنه سمي آخر بيت الشعر قافية

905 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من ذكر ولا أنثى إلا على رأسه جرير معقود حين يرقد بالليل فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة وإذا قام توضأ وصلى انحلت العقد وأصبح خفيفا طيب النفس قد أصاب خيرا

رواه ابن خزيمة في

 

صحيحه وقال الجرير الحبل

رواه ابن حبان في صحيحه ويأتي لفظه

906 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل

رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة في صحيحه

907 - وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال أول ما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة انجفل الناس إليه فكنت فيمن جاءه فلما تأملت وجهه واستبنته عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب

قال فكان أول ما سمعت من كلامه أن قال أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن ماجه والحاكم وقالا صحيح على شرط الشيخين

انجفل الناس بالجيم أي أسرعوا ومضوا كلهم

استبنته أي تحققته وتبينته

908 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها فقال أبو مالك الأشعري لمن هي يا رسول الله قال لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وبات قائما والناس نيام

رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن والحاكم وقال صحيح على شرطهما

909 - وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام

رواه ابن حبان في صحيحه وتقدم حديث ابن عباس في صلاة الجماعة وفيه والدرجات إفشاء السلام وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام

رواه الترمذي وحسنه

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني أنبئني عن كل شيء قال كل شيء خلق من الماء فقلت أخبرني بشيء إذا عملته دخلت الجنة قال أطعم الطعام وأفش السلام وصل الأرحام وصل بالليل والناس نيام تدخل الجنة بسلام

رواه أحمد وابن أبي الدنيا في كتاب التهجد وابن حبان في صحيحه واللفظ له والحاكم وصححه

911 - وروي عن علي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن في الجنة لشجرة يخرج من أعلاها حلل ومن أسفلها خيل من ذهب مسرجة ملجمة من در وياقوت لا تروث ولا تبول لها أجنحة خطوها مد البصر فيركبها أهل الجنة فتطير بهم حيث شاؤوا فيقول الذين أسفل منهم درجة يا رب بما بلغ عبادك هذه الكرامة كلها قال فيقال لهم كانوا يصلون بالليل وكنتم تنامون وكانوا يصومون وكنتم تأكلون وكانوا ينفقون وكنتم تبخلون وكانوا يقاتلون وكنتم تجبنون

رواه ابن أبي الدنيا

912 - وروي عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يحشر الناس في صعيد واحد يوم القيامة فينادي مناد فيقول أين الذين كانوا تتجافى جنوبهم عن المضاجع فيقومون وهم قليل فيدخلون الجنة بغير حساب ثم يؤمر بسائر الناس إلى الحساب

رواه البيهقي

913 - وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال قام النبي صلى الله عليه و سلم حتى تورمت قدماه فقيل له قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر

قال أفلا أكون عبدا شكورا

رواه البخاري ومسلم والنسائي

وفي رواية لهما وللترمذي قال إن كان النبي صلى الله عليه و سلم ليقوم أو ليصلي حتى ترم قدماه أو ساقاه فيقال له فيقول أفلا أكون عبدا شكورا

914 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقوم حتى ترم قدماه

 

فقيل له أي رسول الله أتصنع هذا وقد جاءك من الله أن قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر

قال أفلا أكون عبدا شكورا

رواه ابن خزيمة في صحيحه

915 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فقلت له لم تصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا

رواه البخاري ومسلم

916 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أحب الصلاة إلى الله صلاة داود وأحب الصيام إلى الله صيام داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ويصوم يوما ويفطر يوما

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وذكر الترمذي منه الصوم فقط

917 - وعن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة

رواه مسلم

918 - وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال عليكم بقيام

 

الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم

رواه الترمذي في كتاب الدعاء من جامعه وابن أبي الدنيا في كتاب التهجد وابن خزيمة في صحيحه والحاكم كلهم من رواية عبد الله بن صالح كاتب الليث رحمه الله

وقال الحاكم صحيح على شرط البخاري

919 - وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ومقربة لكم إلى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم ومطردة للداء عن الجسد

رواه الطبراني في الكبير من رواية عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون ورواه الترمذي في الدعوات من جامعه من رواية بكر بن خنيس عن محمد بن سعيد الشامي عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني وعن بلال رضي الله عنه وعبد الرحمن بن سليمان أصلح حالا من محمد بن سعيد

920 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء

رواه أبو داود وهذا لفظه والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم وعند بعضهم رش ورشت بدل نضح ونضحت

وهو بمعناه

921 - وروى الطبراني في الكبير عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من رجل يستيقظ من الليل فيوقظ امرأته فإن غلبها النوم نضح في وجهها الماء فيقومان في بيتهما فيذكران الله عز و جل ساعة من الليل إلا غفر لهما

922 - وعن أبي هريرة و أبي سعيد رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا أو صلى ركعتين جميعا كتبا في الذاكرين والذاكرات

رواه أبو داود وقال رواه ابن كثير موقوفا على أبي سعيد ولم يذكر أبا هريرة

ورواه النسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وألفاظهم متقاربة من استيقظ من الليل وأيقظ أهله فصليا ركعتين

زاد النسائي جميعا كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات

قال الحافظ صحيح على شرط الشيخين

923 - وعن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فضل صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية

رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن

 

وروي عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نصلي من الليل ما قل أو كثر ونجعل آخر ذلك وترا

رواه الطبراني والبزار

925 - وروي عن أنس رضي الله عنه يرفعه قال صلاة في مسجدي تعدل بعشرة آلاف صلاة وصلاة في المسجد الحرام تعدل بمائة ألف صلاة والصلاة بأرض الرباط تعدل بألفي ألف صلاة وأكثر من ذلك كله الركعتان يصليهما العبد في جوف الليل لا يريد بهما إلا ما عند الله عز و جل

رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب

926 - وعن إياس بن معاوية المزني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا بد من صلاة بليل ولو حلب شاة وما كان بعد صلاة العشاء فهو من الليل

رواه الطبراني ورواته ثقات إلا محمد بن إسحاق

927 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال فذكرت قيام الليل فقال بعضهم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال نصفه ثلثه ربعه فواق حلب ناقة فواق حلب شاة

رواه أبو يعلى ورجاله محتج بهم في الصحيح وهو بعض حديث

فواق الناقة بضم الفاء وهو هنا قدر ما بين رفع يديك عن الضرع وقت الحلب وضمهما

928 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بصلاة الليل ورغب فيها حتى قال عليكم بصلاة الليل ولو ركعة رواه الطبراني في الكبير والأوسط

929 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنهما قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا محمد عش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزي به وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن

930 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل

رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي

931 - وروي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى منكم من الليل فليجهر بقراءته فإن الملائكة تصلي بصلاته وتستمع لقراءته وإن مؤمني

 

الجن الذين يكونون في الهواء وجيرانه في مسكنه يصلون بصلاته ويستمعون قراءته وإنه يطرد بقراءته عن داره وعن الدور التي حوله فساق الجن ومردة الشياطين وإن البيت الذي يقرأ فيه القرآن عليه خيمة من نور يهتدي بها أهل السماء كما يهتدى بالكوكب الدري في لجج البحار وفي الأرض القفر

فإذا مات صاحب القرآن رفعت تلك الخيمة فتنظر الملائكة من السماء فلا يرون ذلك النور فتلقاه الملائكة من سماء إلى سماء فتصلي الملائكة على روحه في الأرواح ثم تستقبل الملائكة الحافظين الذين كانوا معه ثم تستغفر له الملائكة إلى يوم يبعث وما من رجل تعلم كتاب الله ثم صلى ساعة من ليل إلا أوصت به تلك الليلة الماضية الليلة المستأنفة أن تنبهه لساعته وأن تكون عليه خفيفة فإذا مات وكان أهله في جهازه جاء القرآن في صورة حسنة جميلة فوقف عند رأسه حتى يدرج في أكفانه فيكون القرآن على صدره دون الكفن فإذا وضع في قبره وسوي وتفرق عنه أصحابه أتاه منكر ونكير عليهما السلام فيجلسانه في قبره فيجيء القرآن حتى يكون بينه وبينهما فيقولان له إليك حتى نسأله فيقول لا ورب الكعبة إنه لصاحبي وخليلي ولست أخذله على حال فإن كنتما أمرتما بشيء فامضيا لما أمرتما ودعاني مكاني فإني لست أفارقه حتى أدخله الجنة ثم ينظر القرآن إلى صاحبه فيقول أنا القرآن الذي كنت تجهر بي وتخفيني وتحبني فأنا حبيبك ومن أحببته أحبه الله ليس عليك بعد مسألة منكر ونكير هم ولا حزن فيسأله منكر ونكير ويصعدان ويبقى هو والقرآن فيقول لأفرشنك فراشا لينا ولأدثرنك دثارا حسنا جميلا بما أسهرت ليلك وأنصبت نهارك

قال فيصعد القرآن إلى السماء أسرع من الطرف فيسأل الله ذلك له فيعطيه ذلك فيجيء القرآن فينزل به ألف ألف ملك من مقربي السماء السادسة فيجيء القرآن فيحييه فيقول هل استوحشت ما زدت منذ فارقتك أن كلمت الله تبارك وتعالى حتى أخذت لك فراشا ودثارا ومصباحا وقد جئتك به فقم حتى تفرشك الملائكة عليهم السلام

قال فتنهضه الملائكة إنهاضا لطيفا ثم يفسح له في قبره مسيرة أربعمائة عام ثم يوضع له فراش بطانته من حرير أخضر حشوه المسك الأذفر ويوضع له مرافق عند رجليه ورأسه من السندس والإستبرق ويسرج له سراجان من نور الجنة عند رأسه ورجليه يزهران إلى يوم القيامة ثم تضجعه الملائكة على شقه الأيمن مستقبل القبلة ثم يؤتى بياسمين الجنة وتصعد عنه ويبقى هو والقرآن فيأخذ القرآن الياسمين فيضعه على أنفه غضا فيستنشقه حتى يبعث ويرجع القرآن إلى أهله فيخبرهم كل

 

يوم وليلة ويتعاهده كما يتعاهد الوالد الشفيق ولده بالخير فإن تعلم أحد من ولده القرآن بشره بذلك وإن كان عقبه عقب سوء دعا لهم بالصلاح والإقبال أو كما ذكر

رواه البزار وقال خالد بن معدان لم يسمع من معاذ

ومعناه أنه يجيء ثواب القرآن كما قال إن اللقمة تجيء يوم القيامة مثل أحد وإنما يجيء ثوابها

انتهى

قال الحافظ في إسناده من لا يعرف حاله وفي متنه غرابة كثيرة بل نكارة ظاهرة وقد تكلم فيه العقيلي وغيره ورواه ابن أبي الدنيا وغيره عن عبادة بن الصامت موقوفا عليه ولعله أشبه

932 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من بات ليلة في خفة من الطعام والشراب يصلي تراكضت حوله الحور العين حتى يصبح

رواه الطبراني في الكبير

933 - وعن عمرو بن عنبسة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن

رواه الترمذي واللفظ له وابن خزيمة في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح غريب

934 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما خيب الله امرأ قام في جوف الليل فافتتح سورة البقرة وآل عمران

رواه الطبراني في الأوسط وفي إسناده بقية

935 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله عز و جل فإما أن يقتل وإما أن ينصره الله عز و جل ويكفيه فيقول انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه والذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن فيقوم من الليل فيقول يذر شهوته ويذكرني ولو شاء رقد والذي إذا كان في سفر وكان معه ركب فسهروا ثم هجعوا فقام من السحر في ضراء وسراء

رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن

 

وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال عجب ربنا تعالى من رجلين رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين أهله وحبه إلى صلاته فيقول الله جل وعلا انظروا إلى عبدي ثار عن فراشه ووطائه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي

ورجل غزا في سبيل الله وانهزم أصحابه وعلم ما عليه في الانهزام وما له في الرجوع فرجع حتى يهريق دمه فيقول الله انظروا إلى عبدي رجع رجاء فيما عندي وشفقة مما عندي حتى يهريق دمه

رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وابن حبان في صحيحه ورواه الطبراني موقوفا بإسناد حسن ولفظه إن الله ليضحك إلى رجلين رجل قام في ليلة باردة من فراشه ولحافه ودثاره فتوضأ ثم قام إلى الصلاة فيقول الله عز و جل لملائكته ما حمل عبدي هذا على ما صنع فيقولون ربنا رجاء ما عندك وشفقة مما عندك فيقول فإني قد أعطيته ما رجا وآمنته مما يخاف

وذكر بقيته

937 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الرجل من أمتي يقوم من الليل يعالج نفسه إلى الطهور وعليه عقد فإذا وضأ يديه انحلت عقدة وإذا وضأ وجهه انحلت عقدة وإذا مسح رأسه انحلت عقدة وإذا وضأ رجليه انحلت عقدة فيقول الله عز و جل للذين وراء الحجاب انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه يسألني ما سألني عبدي هذا فهو له

رواه أحمد وابن حبان في صحيحه واللفظ له

938 - وعن أبي عبيدة رضي الله عنه قال قال عبد الله إنه مكتوب في التوراة لقد أعد الله للذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر ولا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل

قال ونحن نقرؤها فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين السجدة 71 الآية

رواه الحاكم وصححه

قال الحافظ أبو عبيدة لم يسمع من عبد الله بن مسعود وقيل سمع

939 - وعن عبد الله بن أبي قيس رضي الله عنه قال قالت عائشة رضي الله عنها لا

 

تدع قيام الليل فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان لا يدعه وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعدا

رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه

940 - وعن طارق بن شهاب أنه بات عند سلمان رضي الله عنه لينظر ما اجتهاده

قال فقام يصلي من آخر الليل فكأنه لم ير الذي كان يظن فذكر ذلك له فقال سلمان حافظوا على هذه الصلوات الخمس

فإنهن كفارات لهذه الجراحات ما لم تصب المقتلة فإذا صلى الناس العشاء صدروا عن ثلاث منازل

منهم من عليه ولا له ومنهم من له ولا عليه ومنهم من لا له ولا عليه

فرجل اغتنم ظلمة الليل وغفلة الناس فركب فرسه في المعاصي فذلك عليه ولا له

ومن له ولا عليه فرجل اغتنم ظلمة الليل وغفلة الناس فقام يصلي فذلك له ولا عليه

ومن لا له ولا عليه فرجل صلى ثم نام فلا له ولا عليه

إياك والحقحقة وعليك بالقصد وداومه

رواه الطبراني في الكبير موقوفا بإسناد لا بأس به ورفعه جماعة

الحقحقة بحاءين مهملتين مفتوحتين وقافين الأولى ساكنة والثانية مفتوحة هو أشد السير وقيل هو أن يجتهد في السير ويلح فيه حتى تعطب راحلته أو تقف وقيل غير ذلك

941 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لنا ليس في الدنيا حسد إلا في اثنتين الرجل يغبط الرجل أن يعطيه الله المال الكثير فينفق منه فيكثر النفقة يقول الآخر لو كان لي مال لأنفقت مثل ما ينفق هذا وأحسن فهو يحسده ورجل يقرأ القرآن فيقوم الليل وعنده رجل إلى جنبه لا يعلم القران فهو يحسده على قيامه وعلى ما علمه الله عز و جل من القرآن فيقول لو علمني الله مثل هذا لقمت مثل ما يقوم

رواه الطبراني في الكبير وفي سنده لين

الحسد يطلق ويراد به تمني زوال النعمة عن المحسود وهذا حرام بالاتفاق ويطلق ويراد به الغبطة وهو تمني حالة كحالة المغبط من غير تمني زوالها عنه وهو المراد في هذا الحديث وفي نظائره فإن كانت الحالة التي عليها المغبط محمودة فهو تمن محمود وإن كانت مذمومة فهو تمن مذموم يأثم عليه المتمني

 

وعن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار

ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار

رواه مسلم وغيره

943 - وعن يزيد بن الأخنس وكانت له صحبة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تنافس إلا في اثنتين رجل أعطاه الله قرآنا فهو يقوم به آناء الليل والنهار فيقول رجل لو أن الله أعطاني ما أعطى فلانا فأقوم به كما يقوم ورجل أعطاه الله مالا فهو ينفق منه ويتصدق فيقول رجل مثل ذلك

رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات مشهورون ورواه أبو يعلى من حديث أبي سعيد نحوه بإسناد جيد

944 - وعن فضالة بن عبيد و تميم الداري رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من قرأ عشر آيات في ليلة كتب له قنطار والقنطار خير من الدنيا وما فيها فإذا كان يوم القيامة يقول ربك عز و جل اقرأ وارق بكل آية درجة حتى ينتهي إلى آخر آية معه يقول الله عز و جل للعبد اقبض فيقول العبد بيده يا رب أنت أعلم يقول بهذه الخلد وبهذه النعيم

رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسناد حسن وفيه إسماعيل بن عياش عن الشاميين وروايته عنهم مقبولة عند الأكثرين

945 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين

رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه كلاهما من رواية أبي سرية عن أبي حجيرة عن عبد الله بن عمرو وقال ابن خزيمة إن صح الخبر فإني لا أعرف أبا سرية بعدالة ولا جرح ورواه ابن حبان في صحيحه من هذه الطريق أيضا إلا أنه قال ومن قام بمائتي آية كتب من المقنطرين

قوله من المقنطرين أي ممن كتب له قنطار من الأجر

قال الحافظ من سورة تبارك الذي بيده الملك إلى آخر القرآن ألف آية والله أعلم

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال القنطار اثنا عشر ألف أوقية الأوقية خير مما بين السماء والأرض

رواه ابن حبان في صحيحه

947 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين ومن قرأ مائة آية كتب له قنوت ليلة ومن قرأ مائتي آية كتب من القانتين ومن قرأ أربعمائة آية كتب من العابدين ومن قرأ خمسمائة آية كتب من الحافظين ومن قرأ ستمائة آية كتب من الخاشعين ومن قرأ ثمانمائة آية كتب من المخبتين ومن قرأ ألف آية أصبح له قنطار والقنطار ألف ومائتا أوقية والأوقية خير مما بين السماء والأرض أو قال خير مما طلعت عليه الشمس ومن قرأ ألفي آية كان من الموجبين

رواه الطبراني

الموجب الذي أتى بفعل يوجب له الجنة ويطلق أيضا على من أتى بفعل يوجب له النار

948 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات لم يكن من الغافلين ومن قرأ في ليلة مائة آية لم يكتب من الغافلين أو كتب من القانتين

رواه ابن خزيمة في صحيحه والحاكم ولفظه وهو رواية لابن خزيمة أيضا قال من صلى في ليلة بمائة آية لم يكتب من الغافلين ومن صلى في ليلة بمائتي آية كتب من القانتين المخلصين

وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم

وفي رواية له قال فيها على شرط مسلم أيضا من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين

12 - الترهيب من صلاة الإنسان وقراءته حال النعاس

949 - عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال

 

إذا نعس أحدكم في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه

رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه والنسائي ولفظه إذا نعس أحدكم وهو يصلي فلينصرف فلعله يدعو على نفسه وهو لا يدري

950 - وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا نعس أحدكم في الصلاة فلينم حتى يعلم ما يقرؤه

رواه البخاري والنسائي إلا أنه قال إذا نعس أحدكم في صلاته فلينصرف وليرقد

951 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدر ما يقول فليضطجع

رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه رحمهم الله تعالى

الترهيب من نوم الإنسان إلى الصباح وترك قيام شيء من الليل

952 - عن ابن مسعود رضي الله عنه قال ذكر عند النبي صلى الله عليه و سلم رجل نام ليلة حتى أصبح قال ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه أو قال في أذنه

رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه وقال في أذنيه على التثنية من غير شك ورواه أحمد بإسناد صحيح عن أبي هريرة وقال في أذنه على الإفراد من غير شك وزاد في آخره

قال الحسن إن بوله والله ثقيل

953 - وروى الطبراني في الأوسط حديث ابن مسعود رضي الله عنه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد العبد الصلاة من الليل أتاه ملك فقال له قم فقد أصبحت فصل واذكر ربك فيأتيه الشيطان فيقول عليك ليل طويل وسوف تقوم فإن قام فصلى أصبح

 

نشيطا خفيف الجسم قرير العين وإن هو أطاع الشيطان حتى أصبح بال في أذنه

954 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل

رواه البخاري ومسلم والنسائي وغيرهم

955 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان

رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وعنده فيصبح نشيطا طيب النفس قد أصاب خيرا وإن لم يفعل أصبح كسلان خبيث النفس لم يصب خيرا وتقدم في الباب قبله

956 - وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت أم سليمان بن داود لسليمان يا بني لا تكثر النوم بالليل فإن كثرة النوم بالليل تترك الرجل فقيرا يوم القيامة

رواه ابن ماجه والبيهقي وفي إسناده احتمال للتحسين

957 - وعنه رضي الله عنه أيضا أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من مسلم ذكر ولا أنثى ينام إلا وعليه جرير معقود فإن هو توضأ وقام إلى الصلاة أصبح نشيطا قد أصاب خيرا وقد انحلت عقده كلها وإن استيقظ ولم يذكر الله أصبح وعقده عليه وأصبح ثقيلا كسلان ولم يصب خيرا

رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما واللفظ لابن حبان وتقدم لفظ ابن خزيمة

958 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله يبغض كل

 

جعظري جواظ صخاب في الأسواق جيفة بالليل حمار بالنهار عالم بأمر الدنيا جاهل بأمر الآخرة

رواه ابن حبان في صحيحه والأصبهاني وقال أهل اللغة الجعظري الشديد الغليظ والجواظ الأكول والصخاب الصياح انتهى

الترغيب في آيات وأذكار يقولها إذا أصبح وإذا أمسى

959 - عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه رضي الله عنه أنه قال خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه و سلم ليصلي بنا فأدركناه فقال قل فلم أقل شيئا ثم قال قل فلم أقل شيئا ثم قال قل

قلت يا رسول الله ما أقول قال قل هو الله أحد والمعوذتين حين تصبح وحين تمسي ثلاث مرات تكفيك من كل شيء

رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وقال حسن صحيح غريب ورواه النسائي مسندا ومرسلا

960 - وعن معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من قال حين يصبح ثلاث مرات أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدا ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة

رواه الترمذي من رواية خالد بن طهمان وقال حديث غريب وفي بعض النسخ حسن غريب

961 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال من قال حين يصبح فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون الروم 61 91 أدرك ما فاته في يومه ذلك ومن قالهن حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته

رواه أبو داود ولم يضعفه وتكلم فيه البخاري في تاريخه

 

وعن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال سيد الاستغفار اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت

من قالها موقنا بها حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنة ومن قالها موقنا بها حتى يصبح فمات من يومه دخل الجنة

رواه البخاري والنسائي والترمذي

وعنده لا يقولها أحد حين يمسي فيأتي عليه قدر قبل أن يصبح إلا وجبت له الجنة ولا يقولها حين يصبح فيأتي عليه قدر قبل أن يمسي إلا وجبت له الجنة

وليس لشداد في البخاري غير هذا الحديث ورواه أبو داود وابن حبان والحاكم من حديث بريدة رضي الله عنه

أبوء بباء موحدة مضمومة وهمزة بعد الواو ممدودا معناه أقر وأعترف

963 - وروي عن حذيفة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ليس منا من حلف بالأمانة وليس منا من خان امرأ مسلما في أهله وخادمه

ومن قال حين يمسي وحين يصبح اللهم إني أشهدك بأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك أبوء بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب غيرك فإن قالها من يومه ذلك حين يصبح فمات من يومه ذلك قبل أن يمسي مات شهيدا وإن قالها حين يمسي فمات من ليلته مات شهيدا

رواه أبو القاسم الأصبهاني وغيره

964 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة قال أما لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك

رواه مالك ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي وحسنه ولفظه

 

من قال حين يمسي ثلاث مرات أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضره حمة تلك الليلة

قال سهيل فكان أهلنا تعلموها فكانوا يقولونها كل ليلة فلدغت جارية منهم فلم تجد لها وجعا

رواه ابن حبان في صحيحه بنحو الترمذي

الحمة بضم الحاء المهملة وتخفيف الميم هو السم وقيل لدغة كل ذي سم وقيل غير ذلك

965 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه

رواه مسلم واللفظ له والترمذي والنسائي وأبو داود وعنده سبحان الله العظيم وبحمده ورواه ابن أبي الدنيا والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ولفظه من قال إذا أصبح مائة مرة وإذا أمسى مائة مرة سبحان الله وبحمده غفرت ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر

966 - وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه

رواه البخاري ومسلم

967 - وعن أبان بن عثمان قال سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر

 

مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء وكان أبان قد أصابه طرف فالج فجعل الرجل ينظر إليه فقال أبان ما تنظر أما إن الحديث كما حدثتك ولكني لم أقله يومئذ ليمضي الله قدره

رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن غريب صحيح وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد

968 - وعن أم الدرداء عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال من قال إذا أصبح وإذا أمسى حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله ما أهمه صادقا كان أو كاذبا

رواه أبو داود هكذا موقوفا ورفعه ابن السني وغيره وقد يقال إن مثل هذا لا يقال من قبل الرأي والاجتهاد فسبيله سبيل المرفوع

969 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قال حين يصبح أو يمسي اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك أعتق الله ربعه من النار فمن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار ومن قالها ثلاثا أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار فإن قالها أربعا أعتقه الله من النار

رواه أبو داود واللفظ له والترمذي بنحوه وقال حديث حسن والنسائي وزاد فيه بعد إلا أنت وحدك لا شريك لك

رواه الطبراني في الأوسط

ولم يقل أعتق الله إلى آخره وقال إلا غفر الله له ما أصاب من ذنب في يومه ذلك فإن قالها إذا أمسى غفر الله له ما أصاب في ليلته تلك

وهو كذلك عند الترمذي

970 - وعن أبي عياش رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قال إذا أصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل وكتب له عشر حسنات وحط عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي فإن قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى

 

يصبح

قال حماد فرأى رجل رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما يرى النائم فقال يا رسول الله إن أبا عياش يحدث عنك بكذا وكذا

قال صدق أبو عياش

رواه أبو داود وهذا لفظه والنسائي وابن ماجه وابن السني وزاد يحيي ويميت وهو حي لا يموت وهو على كل شيء قدير

واتفقوا كلهم على المنام

أبو عياش بالياء المثناة تحت والشين المعجمة ويقال ابن أبي عياش ذكره الخطيب ويقال ابن عياش الزرقي الأنصاري ذكره أبو أحمد والحاكم واسمه زيد بن الصامت وقيل زيد بن النعمان وقيل غير ذلك وليس له في الأصول الستة غير هذا الحديث فيما أعلم وحديث آخر في قصر الصلاة رواه أبو داود

العدل بالكسر وفتحه لغة هو المثل وقيل بالكسر ما عادل الشيء من جنسه وبالفتح ما عادله من غير جنسه

971 - وعن أبي سلام رضي الله عنه وهو ممطور الحبشي أنه كان في مسجد حمص فمر به رجل فقالوا هذا خادم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقام إليه فقال حدثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يتداوله بينك وبينه الدجال فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من قال إذا أصبح وإذا أمسى رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه و سلم رسولا إلا كان حقا على الله أن يرضيه

رواه أبو داود واللفظ له والترمذي من رواية أبي سعد سعيد بن المرزبان عن أبي سلمة عن ثوبان وقال حديث حسن غريب وفي بعض النسخ حسن صحيح وهو بعيد وعنده وبمحمد نبيا فينبغي أن يجمع بينهما فيقال وبمحمد نبيا ورسولا

ورواه ابن ماجه عن سابق عن أبي سلام رضي الله عنه خادم النبي صلى الله عليه و سلم ورواه أحمد والحاكم فقالا عن أبي سلام سابق بن ناجية وعند أحمد أنه يقول ذلك ثلاث مرات حين يمسي وحين يصبح وهو في مسلم من حديث أبي سعيد من غير ذكر الصباح

 

والمساء وقال في آخره وجبت له الجنة صحح ابن عبد البر النمري في الاستيعاب رواية ابن ماجه وقال رواه وكيع عن مسعر عن أبي عقيل عن أبي سلامة عن سابق فأخطأ فيه وكذا في سلام أبي سلامة فأخطأ فيه

قال ولا يصح سابق في الصحابة

972 - وعن المنيذر رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان يكون بإفريقية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من قال إذا أصبح رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا فأنا الزعيم لآخذن بيده حتى أدخله الجنة

رواه الطبراني بإسناد حسن

973 - وعن عبد الله بن غنام البياضي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قال حين يصبح اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر فقد أدى شكر يومه ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته

رواه أبو داود والنسائي واللفظ له ورواه ابن حبان في صحيحه عن ابن عباس بلفظ دون ذكر المساء ولعله سقط من أصلي

974 - وعن عمرو بن شعيب رضي الله عنه عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سبح الله مائة بالغداة ومائة بالعشي كان كمن حج مائة حجة ومن حمد الله مائة بالغداة ومائة بالعشي كان كمن حمل على مائة فرس في سبيل الله أو قال غزا مائة غزوة في سبيل الله ومن هلل الله مائة بالغداة ومائة بالعشي كان كمن أعتق مائة رقبة من ولد إسماعيل عليه السلام ومن كبر الله مائة بالغداة ومائة بالعشي لم يأت في ذلك اليوم أحد بأكثر مما أتى به إلا من قال مثل ما قال أو زاد على ما قال

رواه الترمذي من رواية أبي سفيان الحميري واسمه سعيد بن يحيى عن الضحاك بن حمرة عن عمرو بن شعيب وقال حديث حسن غريب

قال الحافظ وأبو سفيان والضحاك وعمرو بن شعيب يأتي الكلام عليهم ورواه النسائي ولفظه من قال سبحان الله مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من مائة

 

بدنة ومن قال الحمد لله مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من مائة فرس يحمل عليها في سبيل الله ومن قال الله أكبر مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من عتق مائة رقبة ومن قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها لم يجىء يوم القيامة أحد بعمل أفضل من عمله إلا من قال مثل قوله أو زاد عليه

975 - وعن عبد الحميد مولى بني هاشم رضي الله عنه أن أمه حدثته وكانت تخدم بعض بنات النبي صلى الله عليه و سلم أن ابنة النبي صلى الله عليه و سلم حدثتها أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يعلمها

فيقول قولي حين تصبحين سبحان الله وبحمده لا قوة إلا بالله ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما فإنه من قالهن حين يصبح حفظ حتى يمسي ومن قالهن حين يمسي حفظ حتى يصبح

رواه أبو داود والنسائي وأم عبد الحميد لا أعرفها

976 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم يدع هؤلاء الكلمات حين يمسي وحين يصبح اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة

اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي

اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي

اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي

قال وكيع وهو ابن الجراح يعني الخسف

رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه والحاكم وقال صحيح الإسناد

977 - وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه قال وهو في أرض الروم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قال غدوة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

عشر مرات كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات وكن له قدر عشر رقاب وأجاره الله من الشيطان ومن قالها عشية مثل ذلك

 

رواه أحمد والنسائي واللفظ له وابن حبان في صحيحه وتقدم لفظه فيما يقول بعد الصبح والعصر والمغرب

وزاد أحمد في روايته بعد قوله وله الحمد يحيي ويميت وقال كتب الله له بكل واحدة قالها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفعه الله بها عشر درجات وكن له كعشر رقاب وكن له مسلحة من أول النهار إلى آخره ولم يعمل يومئذ عملا يقهرهن فإن قالها حين يمسي فمثل ذلك

ورواه الطبراني بنحو أحمد وإسنادهما جيد

المسلحة بفتح الميم واللام وبالسين والحاء المهملتين القوم إذا كانوا ذوي سلاح

978 - وروي عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يدع رجل منكم أن يعمل لله كل يوم ألفي حسنة حين يصبح يقول سبحان الله وبحمده مائة مرة فإنها ألفا حسنة والله إن شاء الله لن يعمل في يومه من الذنوب مثل ذلك ويكون ما عمل من خير سوى ذلك وافرا

رواه الطبراني واللفظ له وأحمد وعنده ألف حسنة

979 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ الدخان كلها وأول حم غافر إلى وإليه المصير غافر 3 وآية الكرسي حين يمسي حفظ بها حتى يصبح ومن قرأها حين يصبح حفظ بها حتى يمسي

رواه الترمذي وقال حديث غريب وقد تكلم بعضهم في عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مليكة من قبل حفظه

980 - وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من استفتح أول نهاره بخير وختمه بخير

قال الله عز و جل لملائكته لا تكتبوا عليه ما بين ذلك من الذنوب

رواه الطبراني وإسناده حسن إن شاء الله

981 - وروي عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال حين يصبح ثلاث مرات اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت أنت ربي وأنا عبدك آمنت بك مخلصا لك ديني إني أصبحت على عهدك ووعدك ما استطعت أتوب إليك من شر عملي

 

وأستغفرك لذنوبي التي لا يغفرها إلا أنت فإن مات في ذلك اليوم دخل الجنة وإن قال حين يمسي اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت أنت ربي وأنا عبدك آمنت بك مخلصا لك ديني إني أمسيت على عهدك ووعدك ما استطعت أتوب إليك من شر عملي وأستغفرك لذنوبي التي لا يغفرها إلا أنت فمات في تلك الليلة دخل الجنة ثم كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحلف ما لا يحلف على غيره يقول والله ما قالها عبد في يوم فيموت في ذلك اليوم إلا دخل الجنة وإن قالها حين يمسي فتوفي في تلك الليلة دخل الجنة

رواه الطبراني في الكبير والأوسط واللفظ له

982 - ورواه ابن أبي عاصم من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يحلف ثلاث مرات لا يستثني إنه ما من عبد يقول هؤلاء الكلمات بعد صلاة الصبح فيموت من يومه إلا دخل الجنة وإن قالها حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنة فذكره باختصار إلا أنه قال أتوب إليك من سيىء عملي

وهو أقرب من قوله شر عملي

ولعله تصحيف والله سبحانه أعلم

983 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال إذا أصبح سبحان الله وبحمده ألف مرة فقد اشترى نفسه من الله وكان آخر يومه عتيق الله

رواه الطبراني في الأوسط والخرائطي والأصبهاني وغيرهم

984 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لفاطمة رضي الله عنها ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين

رواه النسائي والبزار بإسناد صحيح والحاكم وقال صحيح على شرطهما

985 - وعن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه كان له جرن من تمر فكان ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم فسلم عليه فرد عليه السلام فقال ما أنت جني أم إنسي قال جني

قال فناولني يدك فناوله يده فإذا يده يد كلب وشعره شعر كلب

قال هذا خلق الجن قال قد علمت الجن أن ما فيهم رجل أشد مني قال فما جاء بك قال بلغنا أنك تحب الصدقة فجئنا نصيب من طعامك

قال فما ينجينا منكم

 

قال هذه الآية التي في سورة البقرة الله لا إله إلا هو الحي القيوم البقرة 552 من قالها حين يمسي أجير منها حتى يصبح ومن قالها حين يصبح أجير منا حتى يمسي فلما أصبح أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك له فقال صدق الخبيث

رواه النسائي والطبراني بإسناد جيد واللفظ له

الجرن بضم الجيم وسكون الراء هو البيدر وكذلك الجرين

986 - وعن الحسن رضي الله عنه قال قال سمرة بن جندب ألا أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم مرارا ومن أبي بكر مرارا ومن عمر مرارا قلت بلى

قال من قال إذا أصبح وإذا أمسى اللهم أنت خلقتني وأنت تهديني وأنت تطعمني وأنت تسقيني وأنت تميتني وأنت تحييني لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه

قال فلقيت عبد الله بن سليم فقلت ألا أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم مرارا ومن أبي بكر مرارا ومن عمر مرارا قال بلى فحدثته بهذا الحديث فقال بأبي وأمي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم هؤلاء الكلمات كان الله عز و جل قد أعطاهن موسى عليه السلام فكان يدعو بهن في كل يوم سبع مرات فلا يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن

987 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى علي حين يصبح عشرا وحين يمسي عشرا أدركته شفاعتي يوم القيامة

رواه الطبراني بإسنادين أحدهما جيد

988 - وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم علمه دعاء وأمره أن يتعاهده ويتعاهد به أهله في كل يوم

قال قل حين تصبح لبيك اللهم لبيك لبيك وسعديك والخير في يديك ومنك وإليك اللهم ما قلت من قول أو حلفت من حلف أو نذرت من نذر فمشيئتك بين يديه ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن ولا حول ولا قوة إلا بك إنك على كل شيء قدير

اللهم ما صليت من صلاة فعلى من صليت وما لعنت من لعن فعلى من لعنت إنك وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين

اللهم إني أسألك الرضا بعد القضا وبرد العيش بعد الموت ولذة النظر إلى وجهك وشوقا إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة

وأعوذ بك اللهم أن أظلم أو أظلم أو

 

أعتدي أو يعتدى علي أو أكسب خطيئة أو ذنبا لا تغفره

اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة ذا الجلال والإكرام فإني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا وأشهدك وكفى بالله شهيدا إني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك لك الملك ولك الحمد وأنت على كل شيء قدير وأشهد أن محمدا عبدك ورسولك وأشهد أن وعدك حق ولقاءك حق والجنة حق والساعة آتية لا ريب فيها وأنك تبعث من في القبور وأنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضعيف وعورة وذنب وخطيئة وإني لا أثق إلا برحمتك فاغفر لي ذنوبي كلها إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت وتب علي إنك التواب الرحيم

رواه أحمد والطبراني والحاكم وقال صحيح الإسناد وروى ابن أبي عاصم منه إلى قوله بعد القضاء

989 - وروي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن مقاليد السموات والأرض فقال النبي صلى الله عليه و سلم ما سألني عنها أحد تفسيرها لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله وبحمده أستغفر الله لا حول ولا قوة إلا بالله الأول الآخر الظاهر الباطن بيده الخير يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير يا عثمان من قالها إذا أصبح عشر مرات أعطاه الله بها ست خصال

أما واحدة فيحرس من إبليس وجنوده وأما الثانية فيعطى قنطارا في الجنة وأما الثالثة فترفع له درجة في الجنة وأما الرابعة فيزوج من الحور العين وأما الخامسة فله فيها من الأجر كمن قرأ القرآن والتوراة والإنجيل وأما السادسة يا عثمان له كمن حج واعتمر فقبل الله حجه وعمرته وإن مات من يومه ختم له بطابع الشهداء

رواه ابن أبي عاصم وأبو يعلى وابن السني وهو أصلحهم إسنادا وغيرهم وفيه نكارة وقد قيل فيه موضوع وليس ببعيد والله أعلم

990 - وروي عن أبان المحاربي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما من عبد مسلم يقول إذا أصبح وإذا أمسى ربي الله لا أشرك به شيئا وأشهد أن لا إله إلا الله إلا غفر له ذنوبه حتى يمسي وكذلك إن قالها إذا أصبح

رواه البزار وغيره

991 - وعن وهيب بن الورد رضي الله عنه قال خرج رجل إلى الجبانة بعد ساعة من الليل قال فسمعت حسا وأصواتا شديدة وجيء بسرير حتى وضع وجاء شيء حتى جلس

 

عليه

قال واجتمعت إليه جنوده ثم صرخ فقال من لي بعروة بن الزبير فلم يجبه أحد حتى قال ما شاء الله من الأصوات فقال واحد أنا أكفيكه قال فتوجه نحو المدينة وأنا أنظر إليه فمكث ما شاء الله ثم أوشك الرجعة فقال لا سبيل لي إلى عروة

قال ويلك لم قال وجدته يقول كلمات إذا أصبح وإذا أمسى فلا يخلص إليه معهن

قال الرجل فلما أصبحت قلت لاهلي جهزوني فأتيت المدينة فسألت عنه حتى دللت عليه فإذا هو شيخ كبير فقلت شيئا تقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت فأبى أن يخبرني فأخبرته بما رأيت وما سمعت فقال ما أدري غير أني أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت آمنت بالله العظيم وكفرت بالجبت والطاغوت واستمسكت بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم إذا أصبحت ثلاث مرات وإذا أمسيت ثلاث مرات

رواه ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان

أوشك أي أسرع بوزنه ومعناه

992 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من حافظين يرفعان إلى الله عز و جل ما حفظا من ليل أو نهار فيجد الله في أول الصحيفة وفي آخرها خيرا إلا قال للملائكة أشهدكم أني قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة

رواه الترمذي والبيهقي من رواية تمام بن نجيح عن الحسن عنه

15 - الترغيب في قضاء الإنسان ورده إذا فاته من الليل

993 - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل

رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه

 

الترغيب في صلاة الضحى 1 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أوصاني خليلي صلى الله عليه و سلم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أرقد

رواه البخاري ومسلم وأبو داود ورواه الترمذي والنسائي نحوه وابن خزيمة ولفظه قال أوصاني خليلي صلى الله عليه و سلم بثلاث لست بتاركهن أن لا أنام إلا على وتر وأن لا أدع ركعتي الضحى فإنها صلاة الأوابين وصيام ثلاثة أيام من كل شهر

994 - وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزىء من ذلك ركعتين يركعهما من الضحى

رواه مسلم

995 - وعن بريدة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في الإنسان ستون وثلثمائة مفصل فعليه أن يتصدق عن كل مفصل منها صدقة

قالوا فمن يطيق ذلك يا رسول الله قال النخاعة في المسجد تدفنها والشيء تنحيه عن الطريق فإن لم تقدر فركعتا الضحى تجزىء عنك

رواه أحمد واللفظ له وأبو داود وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما

996 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من حافظ على شفعة الضحى غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر

رواه ابن ماجه والترمذي وقال وقد روى غير واحد من الأئمة هذا الحديث عن نهاس بن قهم انتهى وأشار إليه ابن خزيمة في صحيحه بغير إسناد

شفعة الضحى بضم الشين المعجمة وقد تفتح أي ركعتا الضحى

 

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال أوصاني حبيبي صلى الله عليه و سلم بثلاث لن أدعهن ما عشت بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى وأن لا أنام إلا على وتر

رواه مسلم وأبو داود والنسائي

998 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصرا في الجنة من ذهب

رواه ابن ماجه والترمذي بإسناد واحد عن شيخ واحد وقال الترمذي حديث غريب

999 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سرية فغنموا وأسرعوا الرجعة فتحدث الناس بقرب مغزاهم وكثرة غنيمتهم وسرعة رجعتهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أدلكم على أقرب منهم مغزى وأكثر غنيمة وأوشك رجعة من توضأ ثم غدا إلى المسجد لسبحة الضحى فهو أقرب منهم مغزى وأكثر غنيمة وأوشك رجعة

رواه أحمد من رواية ابن لهيعة والطبراني بإسناد جيد

1000 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثا فأعظموا الغنيمة وأسرعوا الكرة فقال رجل يا رسول الله ما رأينا بعثا قط أسرع كرة ولا أعظم غنيمة من هذا البعث فقال ألا أخبركم بأسرع كرة منهم وأعظم غنيمة رجل توضأ فأحسن الوضوء ثم عمد إلى المسجد فصلى فيه الغداة ثم عقب بصلاة الضحوة فقد أسرع الكرة وأعظم الغنيمة

رواه أبو يعلى ورجال إسناده رجال الصحيح والبزار وابن حبان في صحيحه وبين البزار في روايته أن الرجل أبو بكر رضي الله عنه وقد روى هذا الحديث الترمذي في الدعوات من جامعه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتقدم

1001 - وعن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله عز و جل يقول يا ابن آدم اكفني أول النهار بأربع ركعات أكفك بهن آخر يومك

رواه أحمد وأبو يعلى ورجال أحدهما رجال الصحيح

 

وعن أبي الدرداء و أبي ذر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الله تبارك وتعالى أنه قال يا ابن آدم لا تعجزني من أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

قال الحافظ في إسناده إسماعيل بن عياش ولكنه إسناد شامي ورواه أحمد عن أبي الدرداء وحده ورواته كلهم ثقات ورواه أبو داود من حديث نعيم بن همار

1003 - وعن أبي مرة الطائفي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول قال الله عز و جل ابن آدم صل لي أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره

رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح

1004 - وروي عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك فجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما يحدث أصحابه فقال من قام إذا استقبلته الشمس فتوضأ فأحسن وضوءه ثم قام فصلى ركعتين غفرت له خطاياه وكان كما ولدته أمه

رواه أبو يعلى

1005 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر وصلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين

رواه أبو داود وتقدم

1006 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى الضحى ركعتين لم يكتب من الغافلين ومن صلى أربعا كتب من العابدين ومن صلى ستا كفي ذلك اليوم ومن صلى ثمانيا كتبه الله من القانتين ومن صلى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له بيتا في الجنة وما من يوم ولا ليلة إلا لله من يمن به على عباده وصدقة وما من الله على أحد من عباده أفضل من أن يلهمه ذكره

رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات وفي

 

موسى بن يعقوب الزمعي خلاف وقد روي عن جماعة من الصحابة ومن طرق وهذا أحسن أسانيده فيما أعلم

ورواه البزار من طريق حسين بن عطاء عن زيد بن أسلم عن ابن عمر قال قلت لابي ذر يا عماه أوصني

قال سألتني كما سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إن صليت الضحى ركعتين لم تكتب من الغافلين

فذكر الحديث ثم قال لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه و سلم إلا من هذا الوجه

كذا قال رحمه الله تعالى

1007 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا طلعت الشمس من مطلعها كهيئتها لصلاة العصر حين تغرب من مغربها فصلى رجل ركعتين وأربع سجدات فإن له أجر ذلك اليوم وحسبته قال وكفر عنه خطيئته وإثمه وأحسبه قال وإن مات من يومه دخل الجنة

رواه الطبراني وإسناده مقارب وليس في رواته من ترك حديثه ولا أجمع على ضعفه

1008 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب

قال وهي صلاة الأوابين

رواه الطبراني وابن خزيمة في صحيحه وقال لم يتابع إسماعيل بن عبد الله يعني ابن زرارة الرقي على اتصال هذا الخبر ورواه الدراوردي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة مرسلا ورواه حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة قوله

1009 - وروي عنه رضي الله عنه أيضا عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن في الجنة بابا يقال له الضحى فإذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الذين كانوا يديمون صلاة الضحى هذا بابكم فادخلوه برحمة الله

رواه الطبراني في الأوسط

17 - الترغيب في صلاة التسبيح

1010 - عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم للعباس بن عبد المطلب يا عباس يا عماه ألا أعطيك ألا أمنحك ألا أحبوك ألا أفعل بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره وقديمه وحديثه وخطأه وعمده وصغيره وكبيره وسره وعلانيته عشر خصال أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة

 

بفاتحة الكتاب وسورة فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة فقل وأنت قائم سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة ثم تركع فتقول وأنت راكع عشرا ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا ثم تهوي ساجدا فتقول وأنت ساجد عشرا ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا ثم تسجد فتقولها عشرا ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا فذلك خمس وسبعون في كل ركعة تفعل ذلك في أربع ركعات وإن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل فإن لم تستطع ففي كل جمعة مرة فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة فإن لم تفعل ففي عمرك مرة

رواه أبو داود وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه وقال إن صح الخبر فإن في القلب من هذا الإسناد شيئا فذكره ثم قال ورواه إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة مرسلا لم يذكر ابن عباس

قال الحافظ ورواه الطبراني وقال في آخره فلو كانت ذنوبك مثل زبد البحر أو رمل عالج غفر الله لك

قال الحافظ وقد روي هذا الحديث من طرق كثيرة وعن جماعة من الصحابة وأمثلها حديث عكرمة هذا وقد صححه جماعة منهم الحافظ أبو بكر الآجري وشيخنا أبو محمد عبد الرحيم المصري وشيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي رحمهم الله تعالى

وقال أبو بكر بن أبي داود سمعت أبي يقول ليس في صلاة التسبيح حديث صحيح غير هذا وقال مسلم بن الحجاج رحمه الله تعالى لا يروى في هذا الحديث إسناد أحسن من هذا يعني إسناد حديث عكرمة عن ابن عباس وقال الحاكم قد صحت الرواية عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم علم ابن عمه هذه الصلاة ثم قال حدثنا أحمد بن داود بمصر حدثنا إسحاق بن كامل حدثنا إدريس بن يحيى عن حيوة بن شريح عن يزيد بن أبي حبيب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم جعفر بن أبي طالب إلى بلاد الحبشة فلما قدم اعتنقه وقبل بين عينيه ثم قال ألا أهب لك ألا أسرك ألا أمنحك فذكر الحديث ثم قال هذا إسناد صحيح لا غبار عليه

 

قال المملي رضي الله عنه وشيخه أحمد بن داود بن عبد الغفار أبو صالح الحراني ثم المصري تكلم فيه غير واحد من الأئمة وكذبه الدارقطني

1011 - وروي عن أبي رافع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم للعباس يا عم ألا أحبوك ألا أنفعك ألا أصلك قال بلى يا رسول الله قال فصل أربع ركعات تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة فإذا انقضت القراءة فقل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة قبل أن تركع ثم اركع فقلها عشرا ثم ارفع رأسك فقلها عشرا ثم اسجد فقلها عشرا ثم ارفع رأسك فقلها عشرا ثم اسجد فقلها عشرا ثم ارفع رأسك فقلها عشرا قبل أن تقوم فذلك خمس وسبعون في كل ركعة وهي ثلاثمائة في أربع ركعات فلو كانت ذنوبك مثل رمل عالج غفرها الله لك

قال يا رسول الله ومن لم يستطع يقولها في كل يوم قال قلها في كل جمعة فإن لم تستطع فقلها في شهر حتى قال فقلها في سنة

رواه ابن ماجه والترمذي والدارقطني والبيهقي وقال كان عبد الله بن المبارك يفعلها وتداولها الصالحون بعضهم من بعض وفيه تقوية للحديث المرفوع انتهى

وقال الترمذي حديث غريب من حديث أبي رافع ثم قال وقد رأى ابن المبارك وغير واحد من أهل العلم صلاة التسبيح وذكروا الفضل فيه

حدثنا أحمد بن عبدة الضبي حدثنا أبو وهب قال سألت عبد الله بن المبارك عن الصلاة التي يسبح فيها قال يكبر ثم يقول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ثم يقول خمس عشرة مرة سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ثم يتعوذ ويقرأ بسم الله الرحمن الرحيم وفاتحة الكتاب وسورة ثم يقول عشر مرات سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ثم يركع فيقولها عشرا ثم يرفع رأسه فيقولها عشرا ثم يسجد فيقولها عشرا ثم يرفع رأسه فيقولها عشرا ثم يسجد الثانية فيقولها عشرا يصلي أربع ركعات على هذا فذلك خمس وسبعون تسبيحة في كل ركعة يبدأ في كل ركعة بخمس عشرة تسبيحة ثم يقرأ ثم يسبح عشرا فإن صلى ليلا فأحب أن يسلم في كل

 

ركعتين وإن صلى نهارا فإن شاء سلم وإن شاء لم يسلم

قال أبو وهب وأخبرني عبد العزيز هو ابن أبي رزمة عن عبد الله أنه قال يبدأ في الركوع بسبحان ربي العظيم وفي السجود بسبحان ربي الأعلى ثلاثا ثم يسبح التسبيحات

قال أحمد بن عبدة وحدثنا وهب بن زمعة قال أخبرني عبد العزيز وهو ابن أبي رزمة

قال قلت لعبد الله بن المبارك إن سها فيها أيسبح في سجدتي السهو عشرا عشرا قال لا

إنما هي ثلثمائة تسبيحة

انتهى ما ذكره الترمذي

قال المملي الحافظ رضي الله عنه وهذا الذي ذكره عن عبد الله بن المبارك من صفتها موافق لما في حديث ابن عباس وأبي رافع إلا أنه قال يسبح قبل القراءة خمس عشرة وبعدها عشرا ولم يذكر في جلسة الاستراحة تسبيحا وفي حديثيهما أنه يسبح بعد القراءة خمس عشرة مرة ولم يذكرا قبلها تسبيحا ويسبح أيضا بعد الرفع في جلسة الاستراحة قبل أن يقوم عشرا

1012 - وروى البيهقي من حديث أبي حباب الكلبي عن أبي الجوزاء عن ابن عمرو رضي الله عنهما قال قال لي النبي صلى الله عليه و سلم ألا أحبوك ألا أعطيك فذكر الحديث بالصفة التي رواها الترمذي عن ابن المبارك ثم قال وهذا يوافق ما رويناه عن ابن المبارك ورواه قتيبة عن سعيد عن يحيى بن سليم عن عمران بن مسلم عن أبي الجوزاء قال نزل علي عبد الله بن عمرو بن العاص فذكر الحديث وخالفه في رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم ولم يذكر التسبيحات في ابتداء القراءة إنما ذكرها بعدها ثم ذكر جلسة الإستراحة كما ذكرها سائر الرواة انتهى

قال الحافظ جمهور الرواة على الصفة المذكورة في حديث ابن عباس وأبي رافع والعمل بها أولى إذ لا يصح رفع غيرها والله أعلم

1013 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له يا غلام ألا أحبوك ألا أنحلك ألا أعطيك قال قلت بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله فظننت أنه سيقطع لي قطعة من مال فقال لي أربع ركعات تصليهن

فذكر الحديث كما تقدم وقال في آخره

 

فإذا فرغت قلت بعد التشهد وقبل السلام اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدى وأعمال أهل اليقين ومناصحة أهل التوبة وعزم أهل الصبر وجد أهل الخشية وطلب أهل الرغبة وتعبد أهل الورع وعرفان أهل العلم حتى أخافك اللهم إني أسألك مخافة تحجزني عن معاصيك حتى أعمل بطاعتك عملا أستحق به رضاك وحتى أناصحك بالتوبة خوفا منك وحتى أخلص لك النصيحة حبا لك وحتى أتوكل عليك في الأمور حسن ظن بك سبحان خالق النور فإذا فعلت ذلك يا ابن عباس غفر الله لك ذنوبك كلها صغيرها وكبيرها وقديمها وحديثها وسرها وعلانيتها وعمدها وخطأها

رواه الطبراني في الأوسط ورواه فيه أيضا عن أبي الجوزاء قال قال لي ابن عباس يا أبا الجوزاء ألا أحبوك ألا أعلمك ألا أعطيك قلت بلى فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من صلى أربع ركعات فذكر نحوه باختصار وإسناده واه وقد وقع في صلاة التسبيح كلام طويل وخلاف منتشر ذكرته في غير هذا الكتاب مبسوطا وهذا كتاب ترغيب وترهيب وفيما ذكرته كفاية

1014 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن أم سليم غدت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت علمني كلمات أقولهن في صلاتي فقال كبري الله عشرا وسبحيه عشرا واحمديه عشرا ثم سلي ما شئت يقول نعم نعم

رواه أحمد والترمذي وقال حديث حسن غريب والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

18 - الترغيب في صلاة التوبة

1015 - عن أبي بكر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ثم يستغفر الله إلا غفر الله له ثم قرأ هذه الآية والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله آل عمران 531

إلى آخر

 

الآية

رواه الترمذي وقال حديث حسن وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي وقالا ثم يصلي ركعتين وذكره ابن خزيمة في صحيحه بغير إسناد وذكر فيه الركعتين

1016 - وعن الحسن يعني البصري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أذنب عبد ذنبا ثم توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى براز من الأرض فصلى فيه ركعتين واستغفر الله من ذلك الذنب إلا غفره الله له

رواه البيهقي مرسلا

قوله البراز بكسر الباء وبعدها راء ثم ألف ثم زاي هو الأرض الفضاء

1017 - وعن عبد الله بن بريدة رضي الله عنه عن أبيه قال أصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فدعا بلالا فقال يا بلال بم سبقتني إلى الجنة إني دخلت الجنة البارحة فسمعت خشخشتك أمامي فقال يا رسول الله ما أذنبت قط إلا صليت ركعتين وما أصابني حدث قط إلا توضأت عندها وصليت ركعتين

رواه ابن خزيمة في صحيحه

وفي رواية ما أذنبت والله أعلم

19 - الترغيب في صلاة الحاجة ودعائها

1018 - عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه أن أعمى أتى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله ادع الله أن يكشف لي عن بصري قال أو أدعك قال يا رسول الله إنه قد شق علي ذهاب بصري

قال فانطلق فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيي محمد صلى الله عليه و سلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه إلى ربي بك أن يكشف لي عن بصري اللهم شفعه في وشفعني في نفسي

فرجع وقد كشف الله عن بصره

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب والنسائي واللفظ له وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري ومسلم وليس عند الترمذي ثم صل ركعتين إنما قال فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ثم يدعو بهذا الدعاء فذكره بنحوه

ورواه في الدعوات ورواه الطبراني وذكر في أوله قصة

 

وهو أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة له وكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته فلقي عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه فقال له عثمان بن حنيف ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه و سلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي حاجتي وتذكر حاجتك ورح إلي حتى أروح معك فانطلق الرجل فصنع ما قال له ثم أتى باب عثمان فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة وقال ما حاجتك فذكر حاجته فقضاها له ثم قال ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة وقال ما كانت لك من حاجة فائتنا ثم إن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له جزاك الله خيرا ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في فقال عثمان بن حنيف والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه و سلم وأتاه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال له النبي صلى الله عليه و سلم أو تصبر فقال يا رسول الله إنه ليس لي قائد وقد شق علي فقال له النبي صلى الله عليه و سلم ائت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم ادع بهذه الدعوات فقال عثمان بن حنيف فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضر قط

قال الطبراني بعد ذكر طرقه والحديث صحيح

الطنفسة مثلثة الطاء والفاء أيضا وقد تفتح الطاء وتكسر الفاء اسم للبساط وتطلق على حصير من سعف يكون عرضه ذراعا

1019 - وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كانت له إلى الله حاجة أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ وليحسن الوضوء وليصل ركعتين ثم ليثن على الله وليصل على النبي صلى الله عليه و سلم ثم ليقل لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين

رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما من رواية فايد بن عبد الرحمن بن أبي الورقاء عنه وزاد ابن ماجه بعد قوله

 

يا أرحم الراحمين ثم يسأل من أمر الدنيا والآخرة ما شاء فإنه يقدر

ورواه الحاكم باختصار ثم قال أخرجته شاهدا وفايد مستقيم الحديث وزاد بعد قوله وعزائم مغفرتك والعصمة من كل ذنب

قال الحافظ فايد متروك روى عنه الثقات وقال ابن عدي مع ضعفه يكتب حديثه

1020 - ورواه الأصبهاني من حديث أنس رضي الله عنه ولفظه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال يا علي ألا أعلمك دعاء إذا أصابك غم أو هم تدعو به ربك فيستجاب لك بإذن الله ويفرج عنك توضأ وصل ركعتين واحمد الله وأثن عليه وصل على نبيك واستغفر لنفسك وللمؤمنين والمؤمنات ثم قل اللهم أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون لا إله إلا الله العلي العظيم لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين اللهم كاشف الغم مفرج الهم مجيب دعوة المضطرين إذا دعوك رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما فارحمني في حاجتي هذه بقضائها ونجاحها رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك

1021 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال اثنتي عشرة ركعة تصليهن من ليل أو نهار وتتشهد بين كل ركعتين فإذا تشهدت في آخر صلاتك فأثن على الله عز و جل وصل على النبي صلى الله عليه و سلم واقرأ وأنت ساجد فاتحة الكتاب سبع مرات وآية الكرسي سبع مرات وقل لا إله إلا الله لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات ثم قل اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك واسمك الأعظم وجدك الأعلى وكلماتك التامة ثم سل حاجتك ثم ارفع رأسك ثم سلم يمينا وشمالا ولا تعلموها السفهاء فإنهم يدعون بها فيستجابون

رواه الحاكم وقال قال أحمد بن حرب قد جربته فوجدته حقا وقال إبراهيم بن علي الدبيلي قد جربته فوجدته حقا وقال الحاكم قال لنا أبو زكريا قد جربته فوجدته حقا

قال الحاكم قد جربته فوجدته حقا

تفرد به عامر بن خداش وهو ثقة مأمون انتهى

قال الحافظ أما عامر بن خداش هذا هو النيسابوري

قال شيخنا الحافظ أبو الحسن كان صاحب مناكير وقد تفرد به عن عمر بن هارون البلخي وهو متروك متهم أثنى

 

عليه ابن مهدي وحده فيما أعلم والاعتماد في مثل هذا على التجربة لا على الإسناد والله أعلم

1022 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم جاءني جبريل عليه السلام بدعوات فقال إذا نزل بك أمر من أمر دنياك فقدمهن ثم سل حاجتك يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا صريخ المستصرخين يا غياث المستغيثين يا كاشف السوء يا أرحم الراحمين يا مجيب دعوة المضطرين يا إله العالمين بك أنزل حاجتي وأنت أعلم بها فاقضها

رواه الأصبهاني وفي إسناده إسماعيل بن عياش

وله شواهد كثيرة

20 - الترغيب في صلاة الاستخارة وما جاء في تركها

1023 - عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سعادة ابن آدم استخارته الله عز و جل

رواه أحمد وأبو يعلى والحاكم وزاد ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله

وقال صحيح الإسناد كذا قال ورواه الترمذي ولفظه من سعادة ابن آدم كثرة استخارة الله تعالى ورضاه بما قضى الله له ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله تعالى وسخطه بما قضى الله له

وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد وليس بالقوي عند أهل الحديث ورواه البزار ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من سعادة المرء استخارته ربه ورضاه بما قضى ومن شقاء المرء تركه الاستخارة وسخطه بعد القضاء

ورواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب والأصبهاني بنحو البزار

1024 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك

 

وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به

قال ويسمي حاجته

رواه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه

كتاب الجمعة الترغيب في صلاة الجمعة والسعي إليها وما جاء في فضل يومها وساعتها

1025 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام ومن مس الحصا فقد لغا

رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه

لغا قيل معناه خاب من الأجر وقيل أخطأ وقيل صارت جمعته ظهرا وقيل غير ذلك

1026 - وعنه رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر

رواه مسلم وغيره

1027 - وروى الطبراني في الكبير من حديث أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الجمعة كفارة لما بينها وبين الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام وذلك بأن الله عز و جل قال من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها الأنعام 61

1028 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة من عاد مريضا وشهد جنازة وصام يوما وراح إلى الجمعة وأعتق رقبة

رواه ابن حبان في صحيحه

1029 - وعن يزيد بن أبي مريم رضي الله عنه قال لحقني عباية بن رفاعة بن رافع رضي الله عنه وأنا أمشي إلى الجمعة فقال أبشر فإن خطاك هذه في سبيل الله سمعت أبا

 

عبس يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من اغبرت قدماه في سبيل الله فهما حرام على النار

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ورواه البخاري

وعنده قال عباية أدركني أبو عبس وأنا ذاهب إلى الجمعة فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار

وفي رواية ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار وليس عنده قول عباية ليزيد

1030 - وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيب إن كان عنده ولبس من أحسن ثيابه ثم خرج حتى يأتي المسجد فيركع ما بدا له ولم يؤذ أحدا ثم أنصت حتى يصلي كان كفارة لما بينها وبين الجمعة الأخرى

رواه أحمد وابن خزيمة في صحيحه ورواة أحمد ثقات

1031 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من اغتسل يوم الجمعة ثم لبس من أحسن ثيابه ومس طيبا إن كان عنده ثم مشى إلى الجمعة وعليه السكينة ولم يتخط أحدا ولم يؤذه ثم ركع ما قضى له ثم انتظر حتى ينصرف الإمام غفر له ما بين الجمعتين

رواه أحمد والطبراني من رواية حرب عن أبي الدرداء ولم يسمع منه

1032 - وعن عطاء الخراساني رضي الله عنه قال كان نبيشة الهذلي رضي الله عنه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم إن المسلم إذا اغتسل يوم الجمعة ثم أقبل إلى المسجد لا يؤذي أحدا فإن لم يجد الإمام خرج صلى ما بدا له وإن وجد الإمام قد خرج جلس فاستمع وأنصت حتى يقضي الإمام جمعته وكلامه إن لم يغفر له في جمعته تلك ذنوبه كلها أن يكون كفارة الجمعة التي تليها

رواه أحمد وعطاء لم يسمع من نبيشة فيما أعلم

1033 - وعن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يغتسل رجل يوم

 

الجمعة ويتطهر ما استطاع من الطهور ويدهن من دهنه ويمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى

رواه البخاري والنسائي

وفي رواية للنسائي ما من رجل يتطهر يوم الجمعة كما أمر ثم يخرج من بيته حتى يأتي الجمعة وينصت حتى يقضي صلاته إلا كان كفارة لما قبله من الجمعة

ورواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن نحو رواية النسائي وقال في آخره إلا كان كفارة لما بينه وبين الجمعة الأخرى ما اجتنبت المقتلة وذلك الدهر كله

1034 - وروي عن عتيق أبي بكر الصديق وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من اغتسل يوم الجمعة كفرت عنه ذنوبه وخطاياه فإذا أخذ في المشي كتب له بكل خطوة عشرون حسنة فإذا انصرف من الصلاة أجيز بعمل مائتي سنة

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفي الأوسط أيضا عن أبي بكر رضي الله عنه وحده وقال فيه كان له بكل خطوة عمل عشرين سنة

1035 - وعن أوس بن أوس الثقفي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من غسل يوم الجمعة واغتسل وبكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها

رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال حديث حسن والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وصححه ورواه الطبراني في الأوسط من حديث ابن عباس

قال الخطابي قوله عليه الصلاة و السلام غسل واغتسل وبكر وابتكر

اختلف الناس في معناه فمنهم من ذهب إلى أنه من الكلام المتظاهر الذي يراد به التوكيد ولم تقع المخالفة بين المعنيين لاختلاف اللفظين وقال ألا تراه يقول في هذا

 

الحديث ومشى ولم يركب ومعناهما واحد وإلى هذا ذهب الأثرم صاحب أحمد

وقال بعضهم قوله غسل معناه غسل الرأس خاصة وذلك لأن العرب لهم لمم وشعور وفي غسلها مؤنة فأراد غسل الرأس من أجل ذلك وإلى هذا ذهب مكحول وقوله واغتسل معناه غسل سائر الجسد وزعم بعضهم أن قوله غسل معناه أصاب أهله قبل خروجه إلى الجمعة ليكون أملك لنفسه وأحفظ في طريقه لبصره وقوله وبكر وابتكر

زعم بعضهم أن معنى بكر أدرك باكورة الخطبة وهي أولها ومعنى ابتكر قدم في الوقت وقال ابن الأنباري معنى بكر تصدق قبل خروجه

وتأول في ذلك ما روي في الحديث من قوله صلى الله عليه و سلم باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها

وقال الحافظ أبو بكر بن خزيمة من قال في الخبر غسل واغتسل

يعني بالتشديد معناه جامع فأوجب الغسل على زوجته أو أمته واغتسل ومن قال غسل واغتسل

يعني بالتخفيف أراد غسل رأسه واغتسل فضل سائر الجسد لخبر طاوس عن ابن عباس ثم روى بإسناده الصحيح إلى طاوس

قال قلت لابن عباس زعموا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اغتسلوا يوم الجمعة واغسلوا رؤوسكم وإن لم تكونوا جنبا ومسوا من الطيب

قال ابن عباس أما الطيب فلا أدري وأما الغسل فنعم

1036 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من غسل واغتسل ودنا وابتكر واقترب واستمع كان له بكل خطوة يخطوها قيام سنة وصيامها

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

1037 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال عرضت الجمعة على رسول الله صلى الله عليه و سلم جاءه بها جبريل عليه السلام في كفه كالمرآة البيضاء في وسطها كالنكتة السوداء فقال ما هذا يا جبريل قال هذه الجمعة يعرضها عليك ربك لتكون لك عيدا ولقومك من بعدك ولكم فيها خير تكون أنت الأول وتكون اليهود والنصارى من بعدك وفيها ساعة لا يدعو أحد ربه فيها بخير هو له قسم إلا أعطاه أو يتعوذ من شر إلا دفع عنه ما هو أعظم منه

 

ونحن ندعوه في الآخرة يوم المزيد

الحديث

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد

1038 - وعن أبي لبابة بن عبد المنذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر وفيه خمس خلال خلق الله فيه آدم وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض وفيه توفى الله آدم وفيه ساعة لا يسأل الله فيها العبد شيئا إلا أعطاه إياه ما لم يسأل حراما وفيه تقوم الساعة ما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة

رواه أحمد وابن ماجه بلفظ واحد وفي إسنادهما عبد الله بن محمد بن عقيل وهو ممن احتج به أحمد وغيره ورواه أحمد أيضا والبزار من طريق عبد الله أيضا من حديث سعد بن عبادة

وبقية رواته ثقات مشهورون

1039 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق الله آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها

رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة في صحيحه ولفظه قال ما طلعت الشمس ولا غربت على يوم خير من يوم الجمعة هدانا الله له وضل الناس عنه فالناس لنا فيه تبع فهو لنا واليهود يوم السبت والنصارى يوم الأحد إن فيه لساعة لا يوافقها مؤمن يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه

فذكر الحديث

1040 - وعن أوس بن أوس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق الله آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا من الصلاة علي فيه فإن صلاتكم يوم الجمعة معروضة علي قالوا وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت أي بليت فقال إن الله عز و جل وعلا حرم على الأرض أن تأكل أجسامنا

رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه واللفظ له

 

وهو أتم وله علة دقيقة امتاز إليها البخاري وغيره ليس هذا موضعها وقد جمعت طرقه في جزء

أرمت بفتح الراء وسكون الميم أي صرت رميما وروي أرمت بضم الهمزة وسكون الميم

1041 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تطلع الشمس ولا تغرب على أفضل من يوم الجمعة وما من دابة إلا وهي تفزع يوم الجمعة إلا هذين الثقلين الجن والإنس

رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما ورواه أبو داود وغيره أطول من هذا وقال في آخره وما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس شفقا من الساعة إلا الإنس والجن

مصيخة معناه مستمعة مصغية تتوقع قيام الساعة

1042 - وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تحشر الأيام على هيئتها وتحشر الجمعة زهراء منيرة أهلها يحفون بها كالعروس تهدى إلى خدرها تضيء لهم يمشون في ضوئها ألوانهم كالثلج بياضا وريحهم كالمسك يخوضون في جبال الكافور ينظر إليهم الثقلان لا يطرقون تعجبا حتى يدخلون الجنة لا يخالطهم أحد إلا المؤذنون المحتسبون

رواه الطبراني وابن خزيمة في صحيحه وقال إن صح هذا الخبر فإن في النفس من هذا الإسناد شيئا

قال الحافظ إسناده حسن وفي متنه غرابة

1043 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال إن الله تبارك وتعالى ليس بتارك أحدا من المسلمين يوم الجمعة إلا غفر له

رواه الطبراني في الأوسط مرفوعا فيما أرى بإسناد حسن

1044 - وعن أبي هريرة و حذيفة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أضل الله تبارك وتعالى عن الجمعة من كان قبلنا كان لليهود يوم السبت والأحد للنصارى فهم لنا تبع إلى يوم القيامة نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضى لهم قبل الخلائق

رواه ابن ماجه والبزار ورجالهما رجال الصحيح إلا أن البزار قال

 

نحن الآخرون في الدنيا الأولون يوم القيامة المغفور لهم قبل الخلائق وهو في مسلم بنحو اللفظ الأول من حديث حذيفة وحده

1045 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن يوم الجمعة وليلة الجمعة أربعة وعشرون ساعة ليس فيها ساعة إلا ولله فيها ستمائة ألف عتيق من النار

قال فخرجنا من عنده فدخلنا على الحسن فذكرنا له حديث ثابت فقال سمعته وزاد فيه كلهم قد استوجبوا النار

رواه أبو يعلى والبيهقي باختصار ولفظه لله في كل جمعة ستمائة ألف عتيق من النار

1046 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر يوم الجمعة فقال فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه وأشار بيده يقللها

رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه

وأما تعيين الساعة فقد ورد فيه أحاديث كثيرة صحيحة واختلف العلماء فيها اختلافا كثيرا بسطته في غير هذا الكتاب وأذكر هنا نبذة من الأحاديث الدالة لبعض الأقوال

1047 - وعن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال لي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أسمعت أباك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في شأن ساعة الجمعة قال قلت نعم سمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة

رواه مسلم وأبو داود وقال يعني على المنبر وإلى هذا القول ذهب طوائف من أهل العلم

1048 - وعن عمرو بن عوف المزني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن في الجمعة ساعة لا يسأل الله العبد فيها شيئا إلا آتاه الله إياه

قالوا يا رسول الله أية ساعة هي قال هي حين تقام الصلاة إلى الانصراف منها

رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما من طريق

 

كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده وقال الترمذي حديث حسن غريب

قال الحافظ كثير بن عبد الله واه بمرة وقد حسن له الترمذي هذا وغيره وصحح له حديثا في الصلح فانتقد له الحفاظ تصحيحه له بل وتحسينه والله أعلم

1049 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال التمسوا الساعة التي ترجى في يوم الجمعة بعد صلاة العصر إلى غيبوبة الشمس

رواه الترمذي وقال حديث غريب ورواه الطبراني من رواية ابن لهيعة وزاد في آخره وهي قدر هذا يعني قبضة وإسناده أصلح من إسناد الترمذي

1050 - وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال قلت ورسول الله صلى الله عليه و سلم جالس إنا لنجد في كتاب الله تعالى في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يصلي يسأل الله بها شيئا إلا قضى الله له حاجته

قال عبد الله فأشار إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أو بعض ساعة فقلت صدقت أو بعض ساعة

قلت أي ساعة هي قال آخر ساعات النهار

قلت إنها ليست ساعة صلاة قال بلى إن العبد إذا صلى ثم جلس لم يجلسه إلا الصلاة فهو في صلاة

رواه ابن ماجه وإسناده على شرط الصحيح

1051 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قيل للنبي صلى الله عليه و سلم أي شيء يوم الجمعة

قال لأن فيها طبعت طينة أبيك آدم وفيها الصعقة وفيها البعثة وفيها البطشة وفي آخر ثلاث ساعات منها ساعة من دعا الله فيها استجيب له

رواه أحمد من رواية علي بن أبي طلحة عن أبي هريرة ولم يسمع منه ورجاله محتج بهم في الصحيح

1052 - وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة آخر ساعة من يوم الجمعة قبل غروب الشمس أغفل ما يكون الناس

رواه الأصبهاني

1053 - وعن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة

 

لا يوجد عبد مسلم يسأل الله عز و جل شيئا إلا آتاه إياه فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر

رواه أبو داود والنسائي واللفظ له والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم وهو كما قال الترمذي

ورأى بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وغيرهم أن الساعة التي ترجى بعد العصر إلى أن تغرب الشمس وبه يقول أحمد وإسحاق وقال أحمد أكثر الحديث في الساعة التي ترجى فيها إجابة الدعوة أنها بعد صلاة العصر

قال وترجى بعد الزوال ثم روى حديث عمرو بن عوف المتقدم وقال الحافظ أبو بكر بن المنذر اختلفوا في وقت الساعة التي يستجاب فيها الدعاء من يوم الجمعة فروينا عن أبي هريرة قال هي من بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ومن بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس وقال الحسن البصري وأبو العالية هي عند زوال الشمس وفيه قول ثالث وهو أنه إذا أذن المؤذن لصلاة الجمعة روي ذلك عن عائشة وروينا عن الحسن البصري أنه قال هي إذا قعد الإمام على المنبر حتى يفرغ وقال أبو بردة هي الساعة التي اختار الله فيها الصلاة وقال أبو السوار العدوي كانوا يرون الدعاء مستجابا ما بين أن تزول الشمس إلى أن يدخل في الصلاة وفيه قول سابع وهو أنها ما بين أن تزيغ الشمس يشير إلى ذراع وروينا هذا القول عن أبي ذر وفيه قول ثامن وهو أنها ما بين العصر إلى أن تغرب الشمس كذا قال أبو هريرة وبه قال طاوس وعبد الله بن سلام رضي الله عنهم والله أعلم

22 - الترغيب في الغسل يوم الجمعة وقد تقدم ذكر الغسل في الباب قبله في حديث نبيشة الهذلي وسلمان الفارسي وأوس بن أوس وعبد الله بن عمرو وتقدم أيضا حديث أبي بكر وعمران بن حصين قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من اغتسل يوم الجمعة كفرت عنه ذنوبه وخطاياه

الحديث

1054 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الغسل يوم الجمعة ليسل الخطايا من أصول الشعر استلالا

رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات

 

وعن عبد الله بن أبي قتادة رضي الله عنه قال دخل علي أبي وأنا أغتسل يوم الجمعة فقال غسلك هذا من جنابة أو للجمعة قلت من جنابة

قال أعد غسلا آخر إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من اغتسل يوم الجمعة كان في طهارة إلى الجمعة الأخرى

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده قريب من الحسن وابن خزيمة في صحيحه وقال هذا حديث غريب لم يروه غير هارون يعني ابن مسلم صاحب الحنا ورواه الحاكم بلفظ الطبراني وقال صحيح على شرطهما ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه من اغتسل يوم الجمعة لم يزل طاهرا إلى الجمعة الأخرى

1056 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كان يوم الجمعة فاغتسل الرجل وغسل رأسه ثم تطيب من أطيب طيبه ولبس من صالح ثيابه ثم خرج إلى الصلاة ولم يفرق بين اثنين ثم استمع الإمام غفر له من الجمعة إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام

رواه ابن خزيمة في صحيحه

قال الحافظ وفي هذا الحديث دليل على ما ذهب إليه مكحول ومن تابعه في تفسير قوله غسل واغتسل

والله أعلم

1057 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم وسواك ويمس من الطيب ما قدر عليه

رواه مسلم وغيره

1058 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين فمن جاء الجمعة فليغتسل وإن كان عنده طيب فليمس منه وعليكم بالسواك

رواه ابن ماجه بإسناد حسن وستأتي أحاديث تدل لهذا الباب فيما يأتي من الأبواب إن شاء الله تعالى

 

الترغيب في التبكير إلى الجمعة وما جاء فيمن يتأخر عن التبكير من غير عذر

1059 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر

رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه

1060 - وفي رواية البخاري ومسلم وابن ماجه إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على باب المسجد يكتبون الأول فالأول ومثل المهجر كمثل الذي يهدي بدنة ثم كالذي يهدي بقرة ثم كبشا ثم دجاجة ثم بيضة فإذا خرج الإمام طووا صحفهم يستمعون الذكر

ورواه ابن خزيمة في صحيحه بنحو هذه

1061 - وفي رواية له أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال المستعجل إلى الجمعة كالمهدي بدنة والذي يليه كالمهدي بقرة والذي يليه كالمهدي شاة والذي يليه كالمهدي طيرا

وفي أخرى له قال على كل باب من أبواب المساجد يوم الجمعة ملكان يكتبان الأول فالأول كرجل قدم بدنة وكرجل قدم بقرة وكرجل قدم شاة وكرجل قدم طيرا وكرجل قدم بيضة فإذا قعد الإمام طويت الصحف

المهجر هو المبكر الآتي في أول ساعة

1062 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ضرب مثل يوم الجمعة ثم التبكير كأجر البقرة كأجر الشاة حتى ذكر الدجاجة

رواه ابن ماجه بإسناد حسن

 

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تقعد الملائكة يوم الجمعة على أبواب المساجد معهم الصحف يكتبون الناس فإذا خرج الإمام طويت الصحف قلت يا أبا أمامة ليس لمن جاء بعد خروج الإمام جمعة قال بلى ولكن ليس ممن يكتب في الصحف

رواه أحمد والطبراني في الكبير وفي إسناده مبارك بن فضالة

1064 - وفي رواية لاحمد رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول تقعد الملائكة على أبواب المساجد فيكتبون الأول والثاني والثالث حتى إذا خرج الإمام رفعت الصحف

ورواة هذا ثقات

1065 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال إذا كان يوم الجمعة خرجت الشياطين يريثون الناس إلى أسواقهم وتقعد الملائكة على أبواب المساجد يكتبون الناس على قدر منازلهم السابق والمصلي والذي يليه حتى يخرج الإمام فمن دنا من الإمام فأنصت واستمع ولم يلغ كان له كفلان من الأجر ومن نأى فاستمع وأنصت ولم يلغ كان له كفل من الأجر ومن دنا من الإمام فلغا ولم ينصت ولم يستمع كان عليه كفلان من الوزر ومن قال صه فقد تكلم ومن تكلم فلا جمعة له ثم قال هكذا سمعت نبيكم صلى الله عليه و سلم يقول

رواه أحمد وهذا لفظه

وأبو داود ولفظه إذا كان يوم الجمعة غدت الشياطين براياتها إلى الأسواق فيرمون الناس بالترابيث أو الربايث ويثبطونهم عن الجمعة وتغدو الملائكة فيجلسون على أبواب المساجد ويكتبون الرجل من ساعة والرجل من ساعتين حتى يخرج الإمام فإذا جلس مجلسا يستمكن فيه من الاستماع والنظر فأنصت ولم يلغ كان له كفلان من الأجر فإن نأى حيث لا يسمع فأنصت ولم يلغ كان له كفل من الأجر فإن جلس مجلسا لا يستمكن فيه من الاستماع والنظر فلغا ولم ينصت كان له كفلان من وزر فإن جلس مجلسا يستمكن فيه من الاستماع والنظر ولغا ولم ينصت كان له كفل من وزر قال ومن قال لصاحبه يوم الجمعة أنصت فقد لغا ومن لغا ليس له في جمعته شيء

ثم قال في آخر ذلك سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ذلك

 

قال الحافظ وفي إسنادهما راو لم يسم

الربايث بالراء والباء الموحدة ثم ألف وياء مثناة تحت بعدها ثاء مثلثة جمع ربيثة وهي الأمر الذي يحبس المرء عن مقصده ويثبطه عنه ومعناه أن الشياطين تشغلهم وتقعدهم عن السعي إلى الجمعة إلى أن تمضي الأوقات الفاضلة

قال الخطابي الترابيث ليس بشيء إنما هو الربايث وقوله فيرمون الناس إنما هو فيريثون الناس

قال وكذلك روي لنا في غير هذا الحديث

قال الحافظ يشير إلى لفظ رواية أحمد المذكورة

وقوله صه بسكون الهاء وتكسر منونة وهي كلمة زجر للمتكلم أي اسكت

والكفل بكسر الكاف هو النصيب من الأجر أو الوزر

1066 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال إذا كان يوم الجمعة قعدت الملائكة على أبواب المساجد فيكتبون من جاء من الناس على منازلهم فرجل قدم جزورا ورجل قدم بقرة ورجل قدم شاة ورجل قدم دجاجة ورجل قدم بيضة

قال فإذا أذن المؤذن وجلس الإمام على المنبر طويت الصحف ودخلوا المسجد يستمعون الذكر

رواه أحمد بإسناد حسن ورواه النسائي بنحوه من حديث أبي هريرة

1067 - وعن عمرو بن شعيب رضي الله عنه عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال تبعث الملائكة على أبواب المساجد يوم الجمعة يكتبون مجيء الناس فإذا خرج الإمام طويت الصحف ورفعت الأقلام فتقول الملائكة بعضهم لبعض ما حبس فلانا فتقول الملائكة اللهم إن كان ضالا فاهده وإن كان مريضا فاشفه وإن كان عائلا فأغنه

رواه ابن خزيمة في صحيحه

العائل الفقير

1068 - وعن أبي عبيدة رضي الله عنه قال قال عبد الله سارعوا إلى الجمعة فإن الله يبرز إلى أهل الجنة في كل يوم جمعة في كثيب كافور فيكونون منه في القرب على قدر تسارعهم فيحدث الله عز و جل لهم من الكرامة شيئا لم يكونوا رأوه قبل ذلك ثم يرجعون إلى أهليهم فيحدثونهم بما أحدث الله لهم

قال ثم دخل عبد الله المسجد فإذا هو برجلين

 

يوم الجمعة قد سبقاه فقال عبد الله رجلان وأنا الثالث إن شاء الله أن يبارك في الثالث

رواه الطبراني في الكبير

وأبو عبيدة اسمه عامر ولم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وقيل سمع منه

1069 - وعن علقمة رضي الله عنه قال خرجت مع عبد الله بن مسعود يوم الجمعة فوجد ثلاثة قد سبقوه فقال رابع أربعة وما رابع أربعة من الله ببعيد إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الناس يجلسون يوم القيامة من الله عز و جل على قدر رواحهم إلى الجمعات الأول ثم الثاني ثم الثالث ثم الرابع وما رابع أربعة من الله ببعيد

رواه ابن ماجه وابن أبي عاصم وإسنادهما حسن

قال الحافظ رحمه الله وتقدم حديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من غسل واغتسل ودنا وابتكر واقترب واستمع كان له بكل خطوة يخطوها قيام سنة وصيامها وكذلك تقدم حديث أوس بن أوس نحوه

1070 - وروي عن سمرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم احضروا الجمعة وادنوا من الإمام فإن الرجل ليكون من أهل الجنة فيتأخر عن الجمعة فيؤخر عن الجنة وإنه لمن أهلها

رواه الطبراني والأصبهاني وغيرهما

2 - الترهيب من تخطي الرقاب يوم الجمعة

1071 - عن عبد الله بن بسر رضي الله عنهما قال جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه و سلم يخطب فقال النبي صلى الله عليه و سلم اجلس فقد آذيت وآنيت

رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وليس عند أبي داود والنسائي وآنيت وعند ابن خزيمة فقد آذيت وأوذيت ورواه ابن ماجه من حديث جابر بن عبد الله

 

آنيت بمد الهمزة وبعدها نون ثم ياء مثناة تحت أي أخرت المجيء وآذيت بتخطيك رقاب الناس

1072 - وروي عن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تخطى رقاب الناس يوم القيامة اتخذ جسرا إلى جهنم

رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث غريب والعمل عليه عند أهل العلم

1073 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب إذ جاء رجل يتخطى رقاب الناس حتى جلس قريبا من النبي صلى الله عليه و سلم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاته قال ما منعك يا فلان أن تجمع معنا قال يا رسول الله قد حرصت أن أضع نفسي بالمكان الذي ترى قال قد رأيتك تتخطى رقاب الناس وتؤذيهم من آذى مسلما فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله عز و جل

رواه الطبراني في الصغير والأوسط

1074 - وروي عن الأرقم بن أبي الأرقم رضي الله عنه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الذي يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة ويفرق بين الاثنين بعد خروج الإمام كجار قصبه في النار

رواه أحمد والطبراني في الكبير

الترهيب من الكلام والإمام يخطب والترغيب في الإنصات

1075 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة

قوله لغوت قيل معناه خبت من الأجر وقيل تكلمت وقيل أخطأت وقيل بطلت فضيلة جمعتك وقيل صارت جمعتك ظهرا وقيل غير ذلك

 

وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا تكلمت يوم الجمعة فقد لغوت وألغيت يعني والإمام يخطب

رواه ابن خزيمة في صحيحه

1077 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فهو كمثل الحمار يحمل أسفارا والذي يقول له أنصت ليس له جمعة

رواه أحمد والبزار والطبراني

1078 - وعن أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قرأ يوم الجمعة تبارك وهو قائم يذكر بأيام الله وأبو ذر يغمز أبي بن كعب فقال متى أنزلت هذه السورة إني لم أسمعها إلى الآن فأشار إليه أن اسكت فلما انصرفوا قال سألتك متى أنزلت هذه السورة فلم تخبرني فقال أبي ليس لك من صلاتك اليوم إلا ما لغوت فذهب أبو ذر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وأخبره بالذي قال أبي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم صدق أبي

رواه ابن ماجه بإسناد حسن

ورواه ابن خزيمة في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال دخلت المسجد يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه و سلم يخطب فجلست قريبا من أبي بن كعب فقرأ النبي صلى الله عليه و سلم سورة براءة فقلت لابي متى نزلت هذه السورة قال فتجهمني ولم يكلمني ثم مكثت ساعة ثم سألته فتجهمني ولم يكلمني ثم مكثت ساعة ثم سألته فتجهمني ولم يكلمني فلما صلى النبي صلى الله عليه و سلم قلت لابي سألتك فتجهمتني ولم تكلمني قال أبي ما لك من صلاتك إلا ما لغوت فذهبت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقلت يا نبي الله كنت بجنب أبي وأنت تقرأ براءة فسألته متى نزلت هذه السورة فتجهمني ولم يكلمني ثم قال ما لك من صلاتك إلا ما لغوت قال النبي صلى الله عليه و سلم صدق أبي

قوله فتجهمني معناه قطب وجهه وعبس ونظر إلي نظر المغضب المنكر

1079 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال جلس رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما على المنبر فخطب الناس وتلا آية وإلى جنبي أبي بن كعب فقلت له يا أبي ومتى أنزلت هذه الآية

 

قال فأبى أن يكلمني ثم سألته فأبى أن يكلمني حتى نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أبي ما لك من جمعتك إلا ما لغيت فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم جئته فأخبرته فقلت أي رسول الله إنك تلوت آية وإلى جنبي أبي بن كعب فقلت له متى أنزلت هذه الآية فأبى أن يكلمني حتى إذا نزلت زعم أبي أنه ليس لي من جمعتي إلا ما لغيت فقال صدق أبي إذا سمعت إمامك يتكلم فأنصت حتى يفرغ

رواه أحمد من رواية حرب بن قيس عن أبي الدرداء ولم يسمع منه

1080 - وروي عن جابر رضي الله عنه قال قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لرجل لا جمعة لك فقال النبي صلى الله عليه و سلم لم يا سعد قال لانه كان يتكلم وأنت تخطب فقال النبي صلى الله عليه و سلم صدق سعد

رواه أبو يعلى والبزار

1081 - وعن جابر أيضا رضي الله عنه قال دخل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه المسجد والنبي صلى الله عليه و سلم يخطب فجلس إلى جنب أبي بن كعب فسأله عن شيء أو كلمه بشيء فلم يرد عليه أبي فظن ابن مسعود أنها موجدة فلما انفتل النبي صلى الله عليه و سلم من صلاته

قال ابن مسعود يا أبي ما منعك أن ترد علي قال إنك لم تحضر معنا الجمعة

قال لم قال تكلمت والنبي صلى الله عليه و سلم يخطب فقام ابن مسعود فدخل على النبي صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك له فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم صدق أبي صدق أبي أطع أبيا

رواه أبو يعلى بإسناد جيد وابن حبان في صحيحه

1082 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كفى لغوا أن تقول لصاحبك أنصت إذا خرج الإمام في الجمعة

رواه الطبراني في الكبير موقوفا بإسناد صحيح وتقدم في حديث علي المرفوع

ومن قال يوم الجمعة لصاحبه أنصت فقد لغا ومن لغا فليس له في جمعته تلك شيء

1083 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيب امرأته إن كان لها ولبس من صالح ثيابه ثم لم

 

يتخط رقاب الناس ولم يلغ عند الموعظة كان كفارة لما بينهما ومن لغا وتخطى رقاب الناس كانت له ظهرا

رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو ورواه ابن خزيمة في صحيحه من حديث أبي هريرة بنحوه وتقدم

1084 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يحضر الجمعة ثلاثة نفر فرجل حضرها بلغو فذلك حظه منها ورجل حضرها بدعاء فهو رجل دعا الله إن شاء أعطاه وإن شاء منعه ورجل حضرها بإنصات وسكوت ولم يتخط رقبة مسلم ولم يؤذ أحدا فهي كفارة إلى الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام وذلك أن الله يقول من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها الأنعام 061

رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه وتقدم في حديث علي

فمن دنا من الإمام فأنصت واستمع ولم يلغ كان له كفلان من الأجر الحديث

4 - الترهيب من ترك الجمعة لغير عذر

1085 - عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لقوم يتخلفون عن الجمعة لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم

رواه مسلم والحاكم بإسناد على شرطهما وتقدم في باب الحمام حديث أبي سعيد وفيه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليسع إلى الجمعة ومن استغنى عنها بلهو أو تجارة استغنى الله عنه والله غني حميد

رواه الطبراني

1086 - وعن أبي هريرة و ابن عمر رضي الله عنهم أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول على أعواد منبره لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين

رواه مسلم وابن ماجه وغيرهما

 

قوله ودعهم الجمعات هو بفتح الواو وسكون الدال أي تركهم الجمعات

ورواه ابن خزيمة بلفظ تركهم من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري

1087 - وعن أبي الجعد الضمري وكانت له صحبة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من ترك ثلاث جمع تهاونا بها طبع الله على قلبه

رواه أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

وفي رواية لابن خزيمة وابن حبان من ترك الجمعة ثلاثا من غير عذر فهو منافق

وفي رواية ذكرها رزين وليست في الأصول فقد برىء من الله

أبو الجعد اسمه أدرع وقيل جنادة وذكر الكرابيسي أن اسمه عمر بن أبي بكر

وقال الترمذي سألت محمدا يعني البخاري عن اسم أبي الجعد فلم يعرفه

1088 - وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من ترك الجمعة ثلاث مرات من غير ضرورة طبع الله على قلبه

رواه أحمد بإسناد حسن والحاكم وقال صحيح الإسناد

1089 - وعن أسامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ترك ثلاث جمعات من غير عذر كتب من المنافقين

رواه الطبراني في الكبير من رواية جابر الجعفي وله شواهد

1090 - وعن كعب بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لينتهين أقوام يسمعون النداء يوم الجمعة ثم لا يأتونها أو ليطبعن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين

رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن

1091 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا هل عسى أحدكم أن يتخذ الصبة من الغنم على رأس ميل أو ميلين فيتعذر عليه الكلأ فيرتفع ثم تجيء الجمعة

 

فلا يجيء ولا يشهدها وتجيء الجمعة فلا يشهدها حتى يطبع على قلبه

رواه ابن ماجه بإسناد حسن وابن خزيمة في صحيحه

الصبة بضم الصاد المهملة وتشديد الباء الموحدة هي السرية إما من الخيل أو الإبل أو الغنم

ما بين العشرين إلى الثلاثين تضاف إلى ما كانت منه وقيل هي ما بين العشرة إلى الأربعين

1092 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قام رسول الله صلى الله عليه و سلم خطيبا يوم الجمعة فقال عسى رجل تحضره الجمعة وهو على قدر ميل من المدينة فلا يحضر الجمعة ثم قال في الثانية عسى رجل تحضره الجمعة وهو على قدر ميلين من المدينة فلا يحضرها وقال في الثالثة عسى يكون على قدر ثلاثة أميال من المدينة فلا يحضر الجمعة ويطبع الله على قلبه

رواه أبو يعلى بإسناد لين

وروى ابن ماجه عنه بإسناد جيد مرفوعا من ترك الجمعة ثلاثا من غير ضرورة طبع الله على قلبه

1093 - وروي عن جابر رضي الله عنه أيضا قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا أيها الناس توبوا إلى الله قبل أن تموتوا وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له وكثرة الصدقة في السر والعلانية ترزقوا وتنصروا وتجبروا واعلموا أن الله افترض عليكم الجمعة في مقامي هذا في يومي هذا في شهري هذا من عامي هذا إلى يوم القيامة فمن تركها في حياتي أو بعدي وله إمام عادل أو جائر استخفافا بها وجحودا بها فلا جمع الله له شمله ولا بارك له في أمره ألا ولا صلاة له ألا ولا زكاة له ألا ولا حج له ألا ولا صوم له ألا ولا بر له حتى يتوب فمن تاب تاب الله عليه

رواه ابن ماجه ورواه الطبراني في الأوسط من حديث أبي سعيد الخدري أخصر منه

1094 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال من ترك الجمعة ثلاث جمع متواليات فقد نبذ الإسلام وراء ظهره

رواه أبو يعلى موقوفا بإسناد صحيح

 

وعن حارثة بن النعمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يتخذ أحدكم السائمة فيشهد الصلاة في جماعة فتتعذر عليه سائمته فيقول لو طلبت لسائمتي مكانا هو أكلأ من هذا فيتحول ولا يشهد إلا الجمعة فتتعذر عليه سائمته فيقول لو طلبت لسائمتي مكانا هو أكلأ من هذا فيتحول ولا يشهد الجمعة ولا الجماعة فيطبع الله على قلبه

رواه أحمد من رواية عمر بن عبد الله مولى غفرة وهو ثقة عنده وتقدم حديث أبي هريرة عند ابن ماجه وابن خزيمة بمعناه

قوله أكلأ من هذا أي أكثر كلأ

والكلأ بفتح الكاف واللام وفي آخره همزة غير ممدودة هو العشب الرطب واليابس

1096 - وعن محمد بن عبد الرحمن بن زرارة رضي الله عنه قال سمعت عمر ولم أر رجلا منا به شبيها قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سمع النداء يوم الجمعة فلم يأتها ثم سمعه فلم يأتها ثم سمعه ولم يأتها طبع الله على قلبه وجعل قلبه قلب منافق

رواه البيهقي

وروى الترمذي عن ابن عباس أنه سئل عن رجل يصوم النهار ويقوم الليل ولا يشهد الجماعة ولا الجمعة

قال هو في النار

5 - الترغيب في قراءة سورة الكهف وما يذكر معها ليلة الجمعة ويوم الجمعة

1097 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين

رواه النسائي والبيهقي مرفوعا والحاكم مرفوعا وموقوفا أيضا وقال صحيح الإسناد ورواه الدارمي في مسنده موقوفا على أبي سعيد ولفظه قال من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق

وفي

 

أسانيدهم كلها إلا الحاكم أبو هاشم يحيى بن دينار الروماني والأكثرون على توثيقه وبقية الإسناد ثقات وفي إسناد الحاكم الذي صححه نعيم بن حماد ويأتي الكلام عليه وعلى أبي هاشم

1098 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضيء له يوم القيامة وغفر له ما بين الجمعتين

رواه أبو بكر بن مردويه في تفسيره بإسناد لا بأس به

1099 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ حم الدخان ليلة الجمعة غفر له

وفي رواية من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك

رواه الترمذي والأصبهاني ولفظه من صلى بسورة الدخان في ليلة بات يستغفر له سبعون ألف ملك

ورواه الطبراني والأصبهاني أيضا من حديث أبي أمامة ولفظهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة بنى الله له بها بيتا في الجنة

1100 - وروي عنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ سورة يس في ليلة الجمعة غفر له

رواه الأصبهاني

1101 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلى عليه الله وملائكته حتى تغيب الشمس

رواه الطبراني في الأوسط والكبير

كتاب الصدقات الترغيب في أداء الزكاة وتأكيد وجوبها عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة

وحج البيت وصوم رمضان

رواه البخاري ومسلم وغيرهما

1103 - وعن أبي هريرة و أبي سعيد رضي الله عنهما قالا خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال والذي نفسي بيده ثلاث مرات ثم أكب فأكب كل رجل منا يبكي لا يدري على ماذا حلف ثم رفع رأسه وفي وجهه البشرى فكانت أحب إلينا من حمر النعم

قال ما من عبد يصلي الصلوات الخمس ويصوم رمضان ويخرج الزكاة ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة وقيل له ادخل بسلام

رواه النسائي واللفظ له وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح الإسناد

1104 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أتى رجل من تميم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إني ذو مال كثير وذو أهل ومال وحاضرة فأخبرني كيف أصنع وكيف أنفق فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم تخرج الزكاة من مالك فإنها طهرة تطهرك وتصل أقرباءك وتعرف حق المسكين والجار والسائل

الحديث رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

 

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خمس من جاء بهن مع إيمان دخل الجنة من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن وصام رمضان وحج البيت إن استطاع إليه سبيلا وأعطى الزكاة طيبة بها نفسه

الحديث رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد وتقدم

1106 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت

الحديث رواه أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه ويأتي بتمامه في الصمت إن شاء الله تعالى

1107 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الزكاة قنطرة الإسلام

رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه ابن لهيعة والبيهقي وفيه بقية بن الوليد

1108 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاث أحلف عليهن لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له وأسهم الإسلام ثلاثة الصلاة والصوم والزكاة ولا يتولى الله عبدا في الدنيا فيوليه غيره يوم القيامة

الحديث رواه أحمد بإسناد جيد

1109 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال لمن حوله من أمته اكفلوا لي بست أكفل لكم بالجنة

قلت ما هي يا رسول الله قال الصلاة والزكاة والأمانة والفرج والبطن واللسان

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد لا بأس به وله شواهد كثيرة

1110 - وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الإسلام ثمانية أسهم الإسلام سهم والصلاة سهم والزكاة سهم والصوم سهم وحج البيت سهم والأمر بالمعروف سهم والنهي عن المنكر سهم والجهاد في سبيل الله سهم وقد خاب من لا سهم له

 

رواه البزار مرفوعا وفيه يزيد بن عطاء اليشكري ورواه أبو يعلى من حديث علي مرفوعا أيضا وروي موقوفا على حذيفة وهو أصح قاله الدارقطني وغيره

1111 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رجل يا رسول الله أرأيت إن أدى الرجل زكاة ماله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أدى زكاة ماله فقد ذهب عنه شره

رواه الطبراني في الأوسط واللفظ له وابن خزيمة في صحيحه والحاكم مختصرا إذا أديت زكاة مالك فقد أذهبت عنك شره

وقال صحيح على شرط مسلم

1112 - وعن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء والتضرع

رواه أبو داود في المراسيل ورواه الطبراني والبيهقي وغيرهما عن جماعة من الصحابة مرفوعا متصلا والمرسل أشبه

1113 - وروي عن علقمة رضي الله عنه أنهم أتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فقال لنا النبي صلى الله عليه و سلم إن تمام إسلامكم أن تؤدوا زكاة أموالكم

رواه البزار

1114 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال كل مال وإن كان تحت سبع أرضين تؤدى زكاته فليس بكنز وكل مال لا تؤدى زكاته وإن كان ظاهرا فهو كنز

رواه الطبراني في الأوسط مرفوعا ورواه غيره موقوفا على ابن عمرو وهو الصحيح

1115 - وعن سمرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وحجوا واعتمروا واستقيموا يستقم بكم

رواه الطبراني في الثلاثة وإسناده جيد إن شاء الله تعالى عمران القطان صدوق

1116 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أقام الصلاة وآتى الزكاة وحج البيت وصام رمضان وقرى الضيف دخل الجنة

رواه الطبراني في الكبير وله شواهد

1117 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من كان يؤمن بالله ورسوله فليؤد زكاة ماله ومن كان يؤمن بالله ورسوله فليقل حقا أو ليسكت ومن كان يؤمن بالله ورسوله فليكرم ضيفه

رواه الطبراني في الكبير

1118 - وعن أبي أيوب رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه و سلم أخبرني بعمل يدخلني

 

الجنة قال تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم

رواه البخاري ومسلم

1119 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان

قال والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا ولا أنقص منه فلما ولى قال النبي صلى الله عليه و سلم من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا

رواه البخاري ومسلم

1120 - وعن عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه قال جاء رجل من قضاعة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إني شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الصلوات الخمس وصمت رمضان وقمته وآتيت الزكاة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء

رواه البزار بإسناد حسن وابن خزيمة في صحيحه وابن حبان وتقدم لفظه في الصلاة

1121 - وعن عبد الله بن معاوية الغاضري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث من فعلهن فقد طعم طعم الإيمان من عبد الله وحده وعلم أن لا إله إلا الله وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه رافدة عليه كل عام ولم يعط الهرمة ولا الدرنة ولا المريضة ولا الشرط اللئيمة ولكن من وسط أموالكم فإن الله لم يسألكم خيره ولم يأمركم بشره

رواه أبو داود

قوله رافدة عليه من الرفد وهو الإعانة

ومعناه أنه يعطي الزكاة ونفسه تعينه على أدائها بطيبها وعدم حديثها له بالمنع

والشرط بفتح الشين المعجمة والراء وهي الرذيلة من المال كالمسنة والعجفاء ونحوهما

والدرنة الجرباء

 

وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال بايعت رسول الله صلى الله عليه و سلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم

رواه البخاري ومسلم وغيرهما

1123 - وعن عبيد بن عمير الليثي رضي الله عنه عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع إن أولياء الله المصلون ومن يقيم الصلوات الخمس التي كتبهن الله عليه ويصوم رمضان ويحتسب صومه ويؤتي الزكاة محتسبا طيبة بها نفسه ويجتنب الكبائر التي نهى الله عنها فقال رجل من أصحابه يا رسول الله وكم الكبائر قال تسع أعظمهن الإشراك بالله وقتل المؤمن بغير حق والفرار من الزحف وقذف المحصنة والسحر وأكل مال اليتيم وأكل الربا وعقوق الوالدين المسلمين واستحلال البيت العتيق الحرام قبلتكم أحياء وأمواتا لا يموت رجل لم يعمل هؤلاء الكبائر ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة إلا رافق محمدا صلى الله عليه و سلم في بحبوحة جنة أبوابها مصاريع الذهب

رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات وفي بعضهم كلام وعند أبي داود بعضه

بحبوحة الجنة بضم الباءين الموحدتين وبحاءين مهملتين هو وسطها

1124 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا أديت الزكاة فقد قضيت ما عليك ومن جمع مالا حراما ثم تصدق به لم يكن له فيه أجر وكان إصره عليه

رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح الإسناد

1125 - وعن زر بن حبيش أن ابن مسعود رضي الله عنه كان عنده غلام يقرأ في المصحف وعنده أصحابه فجاء رجل يقال له حضرمة فقال يا أبا عبد الرحمن أي درجات الإسلام أفضل قال الصلاة

قال ثم أي قال الزكاة

رواه الطبراني في الكبير بإسناد لا بأس به

قال المملي وتقدم في كتاب الصلاة أحاديث تدل لهذا الباب وتأتي أحاديث أخر في كتاب الصوم والحج إن شاء الله تعالى

 

الترهيب من منع الزكاة وما جاء في زكاة الحلي

1126 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفايح من نار فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار

قيل يا رسول الله فالإبل قال ولا صاحب إبل لا يؤدي منها حقها ومن حقها حلبها يوم وردها إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر أوفر ما كانت لا يفقد منها فصيلا واحدا تطؤه بأخفافها وتعضه بأفواهها كلما مر عليه أولاها رد عليه أخراها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار

قيل يا رسول الله فالبقر والغنم قال ولا صاحب بقر ولا غنم لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر أوفر ما كانت لا يفقد منها شيئا ليس منها عقصاء ولا جلحاء ولا عضباء تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها كلما مر عليه أولها رد عليه آخرها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار

قيل يا رسول الله فالخيل قال الخيل ثلاثة هي لرجل وزر وهي لرجل ستر وهي لرجل أجر فأما التي هي له وزر فرجل ربطها رياء وفخرا ونواء لاهل الإسلام فهي له وزر وأما التي هي له ستر فرجل ربطها في سبيل الله ثم لم ينس حق الله في ظهورها ولا رقابها فهي له ستر وأما التي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله لاهل الإسلام في مرج أو روضة فما أكلت من ذلك المرج أو الروضة من شيء إلا كتب له عدد ما أكلت حسنات وكتب له عدد أرواثها وأبوالها حسنات ولا تقطع طولها فاستنت شرفا أو شرفين إلا كتب له عدد آثارها وأرواثها حسنات ولا مر بها صاحبها على نهر فشربت منه ولا يريد أن يسقيها إلا كتب الله تعالى له عدد ما شربت حسنات

قيل يا رسول الله فالحمر قال ما أنزل علي في الحمر إلا هذه الآية الفاذة الجامعة فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره الزلزلة 7 8

رواه البخاري ومسلم واللفظ له والنسائي مختصرا

 

وفي رواية للنسائي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا جاء يوم القيامة شجاعا من نار فيكوى بها جبهته وجنبه وظهره في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين الناس

1128 - وعن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من صاحب إبل لا يفعل فيها حقها إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت وقعد لها بقاع قرقر تستن عليه بقوائمها وأخفافها

ولا صاحب بقر لا يفعل فيها حقها إلا جاءت يوم القيامة أوفر ما كانت وقعد لها بقاع قرقر فتنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها ليس فيها جماء ولا منكسر قرنها ولا صاحب كنز لا يفعل فيه حقه إلا جاء كنزه يوم القيامة شجاعا أقرع يتبعه فاتحا فاه فإذا أتاه فر منه فيناديه خذ كنزك الذي خبأته فأنا عنه غني فإذا رأى أن لا بد له منه سلك يده في فيه فيقضمها قضم الفحل

رواه مسلم

القاع المكان المستوي من الأرض

والقرقر بقافين مفتوحتين وراءين مهملتين هو الأملس

والظلف للبقر والغنم بمنزلة الحافر للفرس

والعقصاء هي الملتوية القرن

والجلحاء هي التي ليس لها قرن

والعضباء بالضاد المعجمة هي المكسورة القرن

والطول بكسر الطاء وفتح الواو وهو حبل تشد به قائمة الدابة وترسلها ترعى أو تمسك طرفه وترسلها

واستنت بتشديد النون

أي جرت بقوة

شرفا بفتح الشين المعجمة والراء أي شوطا

وقيل نحو ميل

والنواء بكسر النون وبالمد هو المعاداة

والشجاع بضم الشين المعجمة وكسرها هو الحية وقيل الذكر خاصة وقيل نوع من الحيات

 

والأقرع منه الذي ذهب شعر رأسه من طول عمره

1129 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما من أحد لا يؤدي زكاة ماله إلا مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع حتى يطوق به عنقه ثم قرأ علينا النبي صلى الله عليه و سلم مصداقه من كتاب الله ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله آل عمران 81 الآية

رواه ابن ماجه واللفظ له والنسائي بإسناد صحيح وابن خزيمة في صحيحه

1130 - وعن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله فرض على أغنياء المسلمين في أموالهم بقدر الذي يسع فقراءهم ولن يجهد الفقراء إذا جاعوا وعروا إلا بما يصنع أغنياؤهم ألا وإن الله يحاسبهم حسابا شديدا ويعذبهم عذابا أليما

رواه الطبراني في الأوسط والصغير وقال تفرد به ثابت بن محمد الزاهد

قال الحافظ وثابت ثقة صدوق روى عنه البخاري وغيره وبقية رواته لا بأس بهم وروي موقوفا على علي رضي الله عنه وهو أشبه

1131 - وعن مسروق رضي الله عنه قال قال عبد الله آكل الربا وموكله وشاهداه إذا علماه والواشمة والمؤتشمة ولاوي الصدقة والمرتد أعرابيا بعد الهجرة ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه و سلم يوم القيامة

رواه ابن خزيمة في صحيحه واللفظ له ورواه أحمد وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه عن الحارث الأعور عن ابن مسعود رضي الله عنه

لاوي الصدقة هو المماطل بها الممتنع من أدائها

1132 - وروى الأصبهاني عن علي رضي الله عنه قال لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم آكل الربا وموكله وشاهده وكاتبه والواشمة والمستوشمة ومانع الصدقة والمحلل والمحلل له

1133 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ويل للأغنياء من الفقراء يوم القيامة يقولون ربنا ظلمونا حقوقنا التي فرضت لنا عليهم فيقول الله عز و جل وعزتي وجلالي لأدنينكم ولأباعدنهم

ثم تلا رسول الله صلى الله عليه و سلم والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم

 

المعارج 42 52

رواه الطبراني في الصغير والأوسط وأبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب كلاهما من رواية الحارث بن النعمان

قال أبو حاتم ليس بقوي وقال البخاري منكر الحديث

1134 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عرض علي أول ثلاثة يدخلون الجنة وأول ثلاثة يدخلون النار فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة فالشهيد وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده وعفيف متعفف ذو عيال وأما أول ثلاثة يدخلون النار فأمير مسلط وذو ثروة من مال لا يؤدي حق الله في ماله وفقير فخور

رواه ابن خزيمة في صحيحه وابن حبان مفرقا في موضعين

1135 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال أمرنا بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ومن لم يزك فلا صلاة له

رواه الطبراني في الكبير موقوفا هكذا بأسانيد أحدهما صحيح والأصبهاني

وفي رواية للأصبهاني قال من أقام الصلاة ولم يؤت الزكاة فليس بمسلم ينفعه عمله

1136 - وعن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من ترك بعده كنزا مثل له يوم القيامة شجاع أقرع له زبيبتان يتبعه فيقول من أنت فيقول أنا كنزك الذي خلفت فلا يزال يتبعه حتى يلقمه يده فيقضمها ثم يتبعه سائر جسده

رواه البزار وقال إسناده حسن والطبراني وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما

1137 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الذي لا يؤدي زكاة ماله يخيل إليه ماله يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان قال فيلزمه أو يطوقه يقول أنا كنزك

أنا كنزك

رواه النسائي بإسناد صحيح

الزبيبتان هما الزبدتان في الشدقين وقيل هم النكتتان السوداوان فوق عينيه

والشجاع تقدم

1138 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه يعني شدقيه ثم يقول أنا مالك أنا كنزك ثم تلا هذه الآية ولا يحسبن الذين يبخلون قال من آتاه الله مالا فلم يؤد

 

زكاته مثل له يوم القيامة شجاعا آل عمران 081 الآية

رواه البخاري والنسائي ومسلم

1139 - وعن عمارة بن حزم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أربع فرضهن الله في الإسلام فمن جاء بثلاث لم يغنين عنه شيئا حتى يأتي بهن جميعا الصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت

رواه أحمد وفي إسناده ابن لهيعة ورواه أيضا عن نعيم بن زياد الحضرمي مرسلا

1140 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتي بفرس يجعل كل خطوة معه أقصى بصره فسار وسار معه جبريل عليه السلام فأتى على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم كلما حصدوا عاد كما كان فقال يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء المجاهدون في سبيل الله تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه ثم أتى على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر كلما رضخت عادت كما كانت ولا يفتر عنهم من ذلك شيء

قال يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء الذين تثاقلت رؤوسهم عن الصلاة ثم أتى على قوم على أدبارهم رقاع وعلى أقبالهم رقاع يسرحون كما تسرح الأنعام إلى الضريع والزقوم ورضف جهنم

قال ما هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم وما ظلمهم الله وما الله بظلام للعبيد

الحديث بطوله في قصة الإسراء وفرض الصلاة

رواه البزار عن الربيع بن أنس عن أبي العالية أو غيره عن أبي هريرة

1141 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت من عمر بن الخطاب رضي الله عنه حديثا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ما سمعته منه وكنت أكثرهم لزوما لرسول الله صلى الله عليه و سلم قال عمر قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما تلف مال في بر ولا بحر إلا بحبس الزكاة

رواه الطبراني في الأوسط وهو حديث غريب

 

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مانع الزكاة يوم القيامة في النار

رواه الطبراني في الصغير عن سعد بن سنان ويقال فيه سنان بن سعد عن أنس

1143 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما خالطت الصدقة أو قال الزكاة مالا إلا أفسدته

رواه البزار والبيهقي

وقال الحافظ وهذا الحديث يحتمل معنيين أحدهما أن الصدقة ما تركت في مال ولم تخرج منه إلا أهلكته

ويشهد لهذا حديث عمر المتقدم ما تلف مال في بر ولا بحر إلا بحبس الزكاة

والثاني أن الرجل يأخذ الزكاة وهو غني عنها فيضعها مع ماله فتهلكه

وبهذا فسره الإمام أحمد والله أعلم

1144 - وروي عن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ظهرت لهم الصلاة فقبلوها وخفيت لهم الزكاة فأكلوها أولئك هم المنافقون

رواه البزار

1145 - وعن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما منع قوم الزكاة إلا ابتلاهم الله بالسنين

رواه الطبراني في الأوسط ورواته ثقات والحاكم والبيهقي في حديث إلا أنهما قالا ولا منع قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر

وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم

ورواه ابن ماجه والبزار والبيهقي من حديث ابن عمر ولفظ البيهقي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يا معشر المهاجرين خصال خمس إن ابتليتم بهن ونزلن بكم أعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ولا نقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط عليهم عدو من غيرهم فيأخذ بعض ما في أيديهم وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جعل بأسهم بينهم

1146 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خمس بخمس

 

قيل يا رسول الله ما خمس بخمس قال ما نقض قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الموت ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر ولا طففوا المكيال إلا حبس عنهم النبات وأخذوا بالسنين

رواه الطبراني في الكبير وسنده قريب من الحسن وله شواهد

السنين جمع سنة وهي العام المقحط الذي لم تنبت الأرض فيه شيئا سواء وقع قطر أو لم يقع

1147 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال لا يكوى رجل بكنز فيمس درهم درهما ولا دينارا يوسع جلده حتى يوضع كل دينار ودرهم على حدته

رواه الطبراني في الكبير موقوفا بإسناد صحيح

1148 - وعنه رضي الله عنه قال من كسب طيبا خبثه منع الزكاة ومن كسب خبيثا لم تطيبه الزكاة

رواه الطبراني في الكبير موقوفا بإسناد منقطع

1149 - وعن الأحنف بن قيس رضي الله عنه قال جلست إلى ملإ من قريش فجاء رجل خشن الشعر والثياب والهيئة حتى قام عليهم فسلم ثم قال بشر الكانزين برضف يحمى عليه في نار جهنم ثم يوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغض كتفه ويوضع على نغض كتفه حتى يخرج من حلمة ثديه فيتزلزل ثم ولى فجلس إلى سارية وتبعته وجلست إليه وأنا لا أدري من هو فقلت لا أرى القوم إلا قد كرهوا الذي قلت

قال إنهم لا يعقلون شيئا

قال لي خليلي

قلت من خليلك قال النبي صلى الله عليه و سلم أتبصر أحدا قال فنظرت إلى الشمس ما بقي من النهار وأنا أرى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يرسلني في حاجة له قلت نعم

قال ما أحب أن لي مثل أحد ذهبا أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير وإن هؤلاء لا يعقلون إنما يجمعون الدنيا لا والله لا أسألهم دنيا ولا أستفتيهم عن دين حتى ألقى الله عز و جل

رواه البخاري ومسلم

1150 - وفي رواية لمسلم أنه قال بشر الكانزين بكي في ظهورهم يخرج من

 

جنوبهم وبكي من قبل أقفائهم حتى يخرج من جباههم

قال ثم تنحى فقعد

قال قلت من هذا قالوا هذا أبو ذر

قال فقمت إليه فقلت ما شيء سمعتك تقول قبيل قال ما قلت إلا شيئا قد سمعته من نبيهم صلى الله عليه و سلم قال قلت ما تقول في هذا العطاء قال خذه فإن فيه اليوم معونة فإذا كان ثمنا لدينك فدعه

الرضف بفتح الراء وسكون الضاد المعجمة هو الحجارة المحماة

والنغض بضم النون وسكون الغين المعجمة بعدها ضاد معجمة وهو غضروف الكتف

فصل

1151 - روي عن عمرو بن شعيب رضي الله عنه عن أبيه عن جده أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه و سلم ومعها ابنة لها وفي يد ابنتها مسكتان غليظتان من ذهب فقال لها أتعطين زكاة هذا قالت لا

قال أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة سوارين من نار قال فحذفتهما فألقتهما إلى النبي صلى الله عليه و سلم وقالت هما لله ولرسوله

رواه أحمد وأبو داود واللفظ له والترمذي والدارقطني ولفظ الترمذي والدارقطني نحوه أن امرأتين أتتا رسول الله صلى الله عليه و سلم وفي أيديهما سواران من ذهب فقال لهما أتؤديان زكاته قالتا لا

فقال لهما رسول الله صلى الله عليه و سلم أتحبان أن يسوركما الله بسوارين من نار قالتا لا

قال فأديا زكاته

ورواه النسائي مرسلا ومتصلا ورجح المرسل

المسكة محركة واحدة المسك وهو أسورة من ذبل أو قرن أو عاج فإذا كانت من غير ذلك أضيفت إليه

قال الخطابي في قوله صلى الله عليه و سلم أيسرك أن يسورك الله بهما سوارين من نار إنما هو تأويل قوله عز و جل يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم التوبة 53 انتهى

 

وعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم رضي الله عنها قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم فرأى في يدي فتخات من ورق فقال ما هذا يا عائشة فقلت صنعتهن أتزين لك يا رسول الله

قال أتؤدين زكاتهن قلت لا أو ما شاء الله

قال هي حسبك من النار

رواه أبو داود والدارقطني وفي إسنادهما يحيى بن أيوب الغافقي وقد احتج به الشيخان وغيرهما ولا اعتبار بما ذكره الدارقطني من أن محمد بن عطاء مجهول فإنه محمد بن عمر بن عطاء نسب إلى جده وهو ثقة ثبت

روى له أصحاب السنن واحتج به الشيخان في صحيحيهما

الفتخات بالخاء المعجمة جمع فتخة وهي حلقة لا لها تجعلها المرأة في أصابع رجليها وربما وضعتها في يدها وقال بعضهم هي خواتم كبار كان النساء يتختمن بها

قال الخطابي والغالب أن الفتخات لا تبلغ بانفرادها نصابا وإنما معناه أن تضم إلى بقية ما عندها من الحلي فتؤدي زكاتها فيه

1153 - وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت دخلت أنا وخالتي على النبي صلى الله عليه و سلم وعلينا أسورة من ذهب فقال لنا أتعطيان زكاته قالت فقلنا لا فقال أما تخافان أن يسوركما الله أسورة من نار أديا زكاته

رواه أحمد بإسناد حسن

1154 - وعن محمد بن زياد رضي الله عنه قال سمعت أبا أمامة وهو يسأل عن حلية السيوف أمن الكنوز هي قال نعم من الكنوز فقال رجل هذا شيخ أحمق قد ذهب عقله فقال أبو أمامة أما إني ما أحدثكم إلا ما سمعت

رواه الطبراني

وفي إسناده بقية بن الوليد

1155 - وعن ثوبان رضي الله عنه قال جاءت هند بنت هبيرة رضي الله عنها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وفي يدها فتخ من ذهب أي خواتيم ضخام فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يضرب يدها فدخلت على فاطمة رضي الله عنها تشكو إليها الذي صنع بها رسول الله صلى الله عليه و سلم فانتزعت فاطمة

 

سلسلة في عنقها من ذهب قالت هذه أهداها أبو حسن فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا فاطمة أيغرك أن يقول الناس ابنة رسول الله صلى الله عليه و سلم وفي يدك سلسلة من نار ثم خرج ولم يقعد فأرسلت فاطمة رضي الله عنها بالسلسلة إلى السوق فباعتها واشترت بثمنها غلاما وقال مرة عبدا وذكر كلمة معناها فأعتقته فحدث بذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال الحمد لله الذي أنجى فاطمة من النار

رواه النسائي بإسناد صحيح

1156 - وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أيما امرأة تقلدت قلادة من ذهب قلدت في عنقها مثلها من النار يوم القيامة وأيما امرأة جعلت في أذنها خرصا من ذهب جعل في أذنها مثله من النار يوم القيامة

رواه أبو داود والنسائي بإسناد جيد

1157 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أحب أن يحلق جبينه حلقة من نار فليحلقه حلقة من ذهب ومن أحب أن يطوق جبينه طوقا من نار فليطوقه طوقا من ذهب ومن أحب أن يسور جبينه بسوار من نار فليسوره بسوار من ذهب ولكن عليكم بالفضة فالعبوا بها

رواه أبو داود بإسناد صحيح

قال المملي رحمه الله وهذه الأحاديث التي ورد فيها الوعيد على تحلي النساء بالذهب تحتمل وجوها من التأويل

أحدها أن ذلك منسوخ فإنه قد ثبت إباحة تحلي النساء بالذهب

الثاني أن هذا في حق من لا يؤدي زكاته دون من أداها ويدل على هذا حديث عمرو بن شعيب وعائشة وأسماء

وقد اختلف العلماء في ذلك فروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أوجب في الحلي الزكاة وهو مذهب عبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمرو وسعيد بن المسيب وعطاء وسعيد بن جبير وعبد الله بن شداد وميمون بن مهران وابن سيرين ومجاهد وجابر بن زيد والزهري وسفيان الثوري وأبي حنيفة وأصحابه واختاره ابن المنذر

وممن أسقط الزكاة فيه عبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله وأسماء ابنة أبي بكر وعائشة والشعبي والقاسم بن

 

محمد ومالك وأحمد وإسحاق وأبو عبيدة

قال المنذر وقد كان الشافعي قال بهذا إذا هو بالعراق ثم وقف عنه بمصر وقال هذا مما أستخير الله تعالى فيه

وقال الخطابي الظاهر من الآيات يشهد لقول من أوجبها والأثر يؤيده ومن أسقطها ذهب إلى النظر ومعه طرف من الأثر والاحتياط أداؤها والله أعلم

الثالث أنه في حق من تزينت به وأظهرته ويدل لهذا ما رواه النسائي وأبو داود عن ربعي بن خراش عن امرأته عن أخت لحذيفة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يا معشر النساء ما لكن في الفضة ما تحلين به أما إنه ليس منكن امرأة تتحلى ذهبا وتظهره إلا عذبت به وأخت حذيفة اسمها فاطمة

وفي بعض طرقه عند النسائي عن ربعي عن امرأة عن أخت لحذيفة رضي الله عنها وكان له أخوات قد أدركن النبي صلى الله عليه و سلم وقال النسائي باب الكراهة للنساء في إظهار حلي الذهب ثم صدره بحديث عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يمنع أهله الحلية والحرير ويقول إن كنتم تحبون حلية الجنة وحريرها فلا تلبسوهما في الدنيا وهذا الحديث رواه الحاكم أيضا وقال صحيح على شرطهما ثم رأى النسائي في الباب حديث ثوبان المذكور وحديث أسماء

1158 - وروي أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنت قاعدا عند النبي صلى الله عليه و سلم فأتته امرأة فقالت يا رسول الله سوارين من ذهب قال سوارين من نار

قالت يا رسول الله طوق من ذهب قال طوق من نار

قالت قرطين من ذهب قال قرطين من نار قال وكان عليها سوار من ذهب فرمت به

الرابع من الاحتمالات أنه إنما منع منه في حديث الأسورة والفتخات لما رأى من غلظه فإنه مظنة الفخر والخيلاء وبقية الأحاديث محمولة على هذا وفي هذا الاحتمال شيء ويدل عليه ما رواه النسائي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن لبس الذهب إلا مقطعا وروى أبو داود والنسائي أيضا عن أبي قلابة عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن ركوب النمار وعن لبس الذهب إلا مقطعا وأبو قلابة لم يسمع من معاوية ولكن روى النسائي أيضا عن قتادة عن أبي قتادة عن أبي شيخ أنه سمع معاوية فذكر نحوه وهذا متصل وأبو شيخ ثقة مشهور

وفي الترمذي والنسائي وصحيح ابن حبان عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال

 

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم وعليه خاتم من حديد فقال ما لي أرى عليك حلية أهل النار فذكر الحديث إلى أن قال من أي شيء أتخذه قال من ورق لا تتمه مثقالا

والله أعلم

الترغيب في العمل على الصدقة بالتقوى والترهيب من التعدي فيها والخيانة واستحباب ترك العمل لمن لا يثق بنفسه وما جاء في المكاسين والعشارين والعرفاء

1159 - عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول العامل على الصدقة بالحق لوجه الله تعالى كالغازي في سبيل الله عز و جل حتى يرجع إلى أهله

رواه أحمد واللفظ له وأبو داود والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن ورواه الطبراني في الكبير عن عبد الرحمن بن عوف ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم العامل إذا استعمل فأخذ الحق وأعطى الحق لم يزل كالمجاهد في سبيل الله حتى يرجع إلى بيته

1160 - وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال إن الخازن المسلم الأمين الذي ينقل ما أمر به فيعطيه كاملا موفرا طيبة به نفسه فيدفعه إلى الذي أمر به أحد المتصدقين

رواه البخاري ومسلم وأبو داود

1161 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال خير الكسب كسب العامل إذا نصح

رواه أحمد ورواته ثقات

 

وعن مسعود بن قبيصة أو قبيصة بن مسعود رضي الله عنه قال صلى هذا الحي من محارب الصبح فلما صلوا قال شاب منهم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إنه ستفتح عليكم مشارق الأرض ومغاربها وإن عمالها في النار إلا من اتقى الله عز و جل وأدى الأمانة

رواه أحمد

وفي إسناده شقيق بن حبان وهو مجهول ومسعود لا أعرفه

1163 - وعن سعد بن عبادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له قم على صدقة بني فلان وانظر أن تأتي يوم القيامة ببكر تحمله على عاتقك أو كاهلك له رغاء يوم القيامة

قال يا رسول الله اصرفها عني فصرفها عنه

رواه أحمد والبزار والطبراني ورواة أحمد ثقات إلا أن سعيد بن المسيب لم يدرك سعدا ورواه البزار أيضا عن ابن عمر رضي الله عنهما قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سعد بن عبادة فذكر نحوه ورواته محتج بهم في الصحيح

البكر بفتح الباء الموحدة وسكون الكاف هو الفتي من الإبل والأنثى بكرة

1164 - وعن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من استعملناه على عمل فرزقناه رزقا فما أخذ بعد ذلك فهو غلول

رواه أبو داود

1165 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثه على الصدقة فقال يا أبا الوليد اتق الله لا تأتي يوم القيامة ببعير تحمله له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة لها ثغاء

قال يا رسول الله إن ذلك لكذلك قال إي والذي نفسي بيده

قال فوالذي بعثك بالحق لا أعمل لك على شيء أبدا

رواه الطبراني في الكبير وإسناده صحيح

الرغاء بضم الراء وبالغين المعجمة والمد صوت البعير

والخوار بضم الخاء المعجمة صوت البقر

والثغاء بضم الثاء المثلثة وبالغين المعجمة ممدودا هو صوت الغنم

8 - وعن عدي بن عميرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من

 

استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطا فما فوقه كان غلولا يأتي به يوم القيامة فقام إليه رجل أسود من الأنصار كأني أنظر إليه فقال يا رسول الله اقبل عني عملك

قال وما لك قال سمعتك تقول كذا وكذا

قال وأنا أقول الآن من استعملناه منكم على عمل فليجىء بقليله وكثيره فما أوتي منه أخذ وما نهي عنه انتهى

رواه مسلم وأبو داود وغيرهما

1166 - وعن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال استعمل النبي صلى الله عليه و سلم رجلا من الأزد يقال له ابن اللتبية على الصدقة فلما قدم قال هذا لكم وهذا أهدي إلي

قال فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله فيأتي فيقول هذا لكم وهذا هدية أهديت لي أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته إن كان صادقا والله لا يأخذ أحد منكم شيئا بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة فلا أعرفن أحدا منكم لقي الله يحمل بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر ثم رفع يديه حتى رئي بياض إبطيه يقول اللهم هل بلغت

رواه البخاري ومسلم وأبو داود

اللتبية بضم اللام وسكون التاء المثناة فوق وكسر الباء الموحدة بعدها ياء مثناة تحت مشددة ثم هاء تأنيث نسبة إلى حي يقال لهم بنو لتب

بضم اللام وسكون التاء واسم ابن اللتبية عبد الله

وقوله وتيعر هو بمثناة فوق مفتوحة ثم مثناة تحت ساكنة ثم عين مهملة مفتوحة وقد تكسر أي تصيح واليعار صوت الشاة

1167 - وعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم ساعيا ثم قال انطلق أبا مسعود لا ألفينك تجيء يوم القيامة على ظهرك بعير من إبل الصدقة له رغاء قد غللته

قال فقلت إذا لا أنطلق قال إذا لا أكرهك

رواه أبو داود

 

وعن أبي رافع رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صلى العصر ذهب إلى بني عبد الأشهل فيتحدث عندهم حتى ينحدر للمغرب

قال أبو رافع فبينما النبي صلى الله عليه و سلم مسرع إلى المغرب مررنا بالبقيع فقال أفا لك أفا لك فكبر ذلك في ذرعي فاستأخرت وظننت أنه يريدني فقال ما لك امش فقلت أأحدثت حدثا قال وما لك قلت أففت بي قال لا ولكن هذا فلان بعثته ساعيا على بني فلان فغل نمرة فدرع على مثلها من النار

رواه النسائي وابن خزيمة في صحيحه

النمرة بكسر الميم كساء من صوف مخطط

1169 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إني ممسك بحجزكم عن النار هلم عن النار هلم عن النار وتغلبونني تقاحمون فيه تقاحم الفراش أو الجنادب فأوشك أن أرسل بحجزكم وأنا فرطكم على الحوض فتردون علي معا وأشتاتا فأعرفكم بسيماكم وأسمائكم كما يعرف الرجل الغريبة من الإبل في إبله ويذهب بكم ذات الشمال وأناشد فيكم رب العالمين فأقول أي رب قومي أي رب أمتي فيقول يا محمد إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنهم كانوا يمشون بعدك القهقرى على أعقابهم فلا أعرفن أحدكم يوم القيامة يحمل شاة لها ثغاء فينادي يا محمد يا محمد فأقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك فلا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل بعيرا له رغاء فينادي يا محمد يا محمد فأقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك فلا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل فرسا له حمحمة فينادي يا محمد يا محمد فأقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك فلا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل سقاء من أدم ينادي يا محمد يا محمد فأقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك

رواه أبو يعلى والبزار إلا أنه قال قشعا مكان سقاء وإسنادهما جيد إن شاء الله

الفرط بالتحريك هو الذي يتقدم القوم إلى المنزل ليهيىء مصالحهم

والحجز بضم الحاء المهملة وفتح الجيم بعدهما زاي جمع حجزة بسكون الجيم وهو معقد الإزار وموضع التكة من السراويل

 

والحمحمة بحاءين مهملتين مفتوحتين هو صوت الفرس وتقدم تفسير الثغاء والرغاء

والقشع مثلثة القاف وبفتح الشين المعجمة هو هنا القربة اليابسة وقيل بيت من أدم وقيل هو النطع وهو محتمل الثلاثة غير أنه بالقربة أمس

1170 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المعتدي في الصدقة كمانعها

رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه كلهم من رواية سعد بن سنان عن أنس وقال الترمذي حديث غريب وقد تكلم أحمد بن حنبل في سعد بن سنان ثم قال وقوله المعتدي في الصدقة كمانعها يقول على المعتدي من الإثم كما على المانع إذا منع

قال الحافظ وسعد بن سنان وثق كما سيأتي

1171 - وعن جابر بن عتيك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال سيأتيكم ركب مبغضون فإذا جاؤوكم فرحبوا بهم وخلوا بينهم وبين ما يبتغون فإن عدلوا فلانفسهم وإن ظلموا فعليهم وأرضوهم فإن تمام زكاتكم رضاهم وليدعوا لكم

رواه أبو داود

فصل

1172 - عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يدخل صاحب مكس الجنة

قال يزيد بن هارون يعني العشار

رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه والحاكم كلهم من رواية محمد بن إسحاق وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم كذا قال ومسلم إنما خرج لمحمد بن إسحاق في المتابعات

قال البغوي يريد

 

بصاحب المكس الذي يأخذ من التجار إذا مروا عليه مكسا باسم العشر

قال الحافظ أما الآن فإنهم يأخذون مكسا باسم العشر ومكوسا أخر ليس لها اسم بل شيء يأخذونه حراما وسحتا ويأكلونه في بطونهم نارا حجتهم فيه داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد

1173 - وعن الحسن رضي الله عنه قال مر عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه على كلاب بن أمية وهو جالس على مجلس العاشر بالبصرة فقال ما يجلسك هاهنا قال استعملني على هذا المكان يعني زيادا فقال له عثمان ألا أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال بلى فقال عثمان سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول كان لداود نبي الله عليه السلام ساعة يوقظ فيها أهله يقول يا آل داود قوموا فصلوا فإن هذه ساعة يستجيب الله فيها الدعاء إلا لساحر أو عاشر فركب كلاب بن أمية سفينة فأتى زيادا فاستعفاه فأعفاه

رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ولفظه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد هل من داع فيستجاب له هل من سائل فيعطى هل من مكروب فيفرج عنه فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله عز و جل له إلا زانية تسعى بفرجها أو عشارا

1174 - وفي رواية له في الكبير أيضا سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله تعالى يدنو من خلقه فيغفر لمن يستغفر إلا لبغي بفرجها أو عشار

وإسناد أحمد فيه علي بن يزيد وبقية رواته محتج بهم في الصحيح واختلف في سماع الحسن بن عثمان رضي الله عنه

1175 - وعن أبي الخير رضي الله عنه قال عرض مسلمة بن مخلد وكان أميرا على مصر على رويفع بن ثابت رضي الله عنه أن يوليه العشور فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن صاحب المكس في النار

رواه أحمد من رواية ابن لهيعة والطبراني بنحوه وزاد يعني العاشر

1176 - وروي عن أم سلمة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم في الصحراء

 

فإذا مناد يناديه يا رسول الله فالتفت فلم ير أحدا ثم التفت فإذا ظبية موثقة فقالت ادن مني يا رسول الله فدنا منها فقال ما حاجتك قالت إن لي خشفين في هذا الجبل فحلني حتى أذهب فأرضعهما ثم أرجع إليك

قال وتفعلين قالت عذبني الله عذاب العشار إن لم أفعل فأطلقها فذهبت فأرضعت خشفيها ثم رجعت فأوثقها وانتبه الأعرابي فقال ألك حاجة يا رسول الله قال نعم تطلق هذه فأطلقها فخرجت تعدو وهي تقول أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله

رواه الطبراني

1177 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ويل للأمراء ويل للعرفاء ويل للأمناء ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم معلقة بالثريا يتذبذبون بين السماء والأرض ولم يكونوا عملوا على شيء

رواه أحمد من طرق رواة بعضها ثقات

1178 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ويل للأمراء ويل للعرفاء ويل للأمناء ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم معلقة بالثريا يدلون بين السماء والأرض وإنهم لم يلوا عملا رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم واللفظ له وقال صحيح الإسناد

1179 - وروي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن في النار حجرا يقال له ويل يصعد عليه العرفاء وينزلون

رواه البزار

1180 - وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم مرت به جنازة فقال طوبى له إن لم يكن عريفا

رواه أبو يعلى وإسناده حسن إن شاء الله تعالى

1181 - وعن المقدام بن معديكرب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ضرب على منكبيه ثم قال أفلحت يا قديم إن مت ولم تكن أميرا ولا كاتبا ولا عريفا

رواه أبو داود

1182 - وعن مودود بن الحارث بن يزيد بن كريب بن يزيد بن سيف بن حارثة اليربوعي عن أبيه عن جده رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إن رجلا من بني تميم

 

ذهب بمالي كله فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس عندي ما أعطيكه ثم قال هل لك أن تعرف على قومك أو ألا أعرفك على قومك قلت لا

قال أما إن العريف يدفع في النار دفعا

رواه الطبراني ومودود لا أعرفه

1183 - وعن غالب القطان عن رجل عن أبيه عن جده رضي الله عنه أن قوما كانوا على منهل من المناهل فلما بلغهم الإسلام جعل صاحب الماء لقومه مائة من الإبل على أن يسلموا فأسلموا وقسم الإبل بينهم وبدا له أن يرتجعها فأرسل ابنه إلى النبي صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث وفي آخره ثم قال إن أبي شيخ كبير وهو عريف الماء وإنه يسألك أن تجعل لي العرافة بعده

قال إن العرافة حق ولا بد للناس من عرافة ولكن العرفاء في النار

رواه أبو داود ولم يسم الرجل ولا أباه ولا جده

1184 - وعن أبي سعيد و أبي هريرة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليأتين عليكم أمراء يقربون شرار الناس ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفا ولا شرطيا ولا جابيا ولا خازنا

رواه ابن حبان في صحيحه

الترهيب من المسألة وتحريمها مع الغنى وما جاء في ذم الطمع والترغيب في التعفف والقناعة والأكل من كسب يده

1185 - عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله تعالى وليس في وجهه مزعة لحم

رواه البخاري ومسلم والنسائي

المزعة بضم الميم وسكون الزاء وبالعين المهملة هي القطعة

1186 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إنما المسائل كدوح يكدح بها الرجل وجهه فمن شاء أبقى على وجهه ومن شاء ترك إلا أن يسأل ذا سلطان أو في أمر لا يجد منه بدا

رواه أبو داود والنسائي والترمذي

 

وعنده المسألة كد يكد بها الرجل وجهه

الحديث وقال حديث حسن صحيح ورواه ابن حبان في صحيحه بلفظ كد في رواية وكدوح في أخرى

الكدوح بضم الكاف آثار الخموش

1187 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول المسألة كلوح في وجه صاحبها يوم القيامة فمن شاء استبقى على وجهه

الحديث

رواه أحمد ورواته كلهم ثقات مشهورون

1188 - وعن مسعود بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يزال العبد يسأل وهو غني حتى يخلق وجهه فما يكون له عند الله وجه

رواه البزار والطبراني في الكبير وفي إسناده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى

1189 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سأل الناس في غير فاقة نزلت به أو عيال لا يطيقهم جاء يوم القيامة بوجه ليس عليه لحم

1190 - وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من فتح على نفسه باب مسألة من غير فاقة نزلت به أو عيال لا يطيقهم فتح الله عليه باب فاقة من حيث لا يحتسب

رواه البيهقي وهو حديث جيد في الشواهد

1191 - وعن عائذ بن عمرو رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم يسأله فأعطاه فلما وضع رجله على أسكفة الباب

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو يعلمون ما في المسألة ما مشى أحد إلى أحد يسأله

رواه النسائي

ورواه الطبراني في الكبير من طريق قابوس عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما

قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو يعلم صاحب المسألة ما له فيها لم يسأل

1192 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مسألة الغني شين في وجهه يوم القيامة

رواه أحمد بإسناد جيد والطبراني والبزار وزاد ومسألة

 

الغني نار إن أعطي قليلا فقليل وإن أعطي كثيرا فكثير

1193 - وعن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من سأل مسألة وهو عنها غني كانت شيئا في وجهه يوم القيامة

رواه أحمد والبزار والطبراني ورواة أحمد محتج بهم في الصحيح

1194 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من سأل وهو غني عن المسألة يحشر يوم القيامة وهي خموش في وجهه

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد لا بأس به

1195 - وعن مسعود بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه أتي برجل يصلي عليه فقال كم ترك قالوا دينارين أو ثلاثة

قال ترك كيتين أو ثلاث كيات فلقيت عبد الله بن القاسم مولى أبي بكر فذكرت ذلك له فقال له ذاك رجل كان يسأل الناس تكثرا

رواه البيهقي من رواية يحيى بن عبد الحميد الحماني

1196 - وعن حبشي بن جنادة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من سأل من غير فقر فكأنما يأكل الجمر

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي ولفظه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الذي يسأل من غير حاجة كمثل الذي يلتقط الجمر

ورواه الترمذي من رواية مجالد عن عامر عن حبشي أطول من هذا ولفظه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع وهو واقف بعرفة أتاه أعرابي فأخذ بطرف ردائه فسأله إياه فأعطاه وذهب فعند ذلك حرمت المسألة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن المسألة لا تحل لغني ولا لذي مرة سوي إلا لذي فقر مدقع أو غرم مقطع ومن سأل الناس ليثري به ماله كان خموشا في وجهه يوم القيامة ورضفا يأكله من جهنم فمن شاء فليقلل ومن شاء فليكثر

قال الترمذي حديث غريب زاد فيه رزين وإني لأعطي الرجل العطية فينطلق بها تحت إبطه وما هي إلا النار فقال له عمر ولم تعطي يا رسول الله ما هو نار فقال أبى الله لي البخل وأبوا إلا مسألتي

قالوا

 

وما الغنى الذي لا تنبغي معه المسألة قال قدر ما يغديه أو يعشيه وهذه الزيادة لها شواهد كثيرة لكني لم أقف عليها في شيء من نسخ الترمذي

المرة بكسر الميم وتشديد الراء هي الشدة والقوة

والسوي بفتح السين المهملة وتشديد الياء هو التام الخلق السالم من موانع الاكتساب

يثري بالثاء المثلثة أي ما يزيد ماله به

والرضف يأتي وكذا بقية الغريب

1197 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سأل الناس تكثرا فإنما يسأل جمرا فليستقل أو ليستكثر

رواه مسلم وابن ماجه

1198 - وعن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سأل الناس عن ظهر غنى استكثر بها من رضف جهنم

قالوا وما ظهر غنى قال عشاء ليلة

رواه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند والطبراني في الأوسط وإسناده جيد

1199 - وعن سهل ابن الحنظلية رضي الله عنه قال قدم عيينة بن حصن والأقرع بن حابس رضي الله عنهما على رسول الله صلى الله عليه و سلم فسألاه فأمر معاوية فكتب لهما ما سألا فأما الأقرع فأخذ كتابه فلفه في عمامته وانطلق وأما عيينة فأخذ كتابه وأتى به رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا محمد أتراني حاملا إلى قومي كتابا لا أدري ما فيه كصحيفة المتلمس فأخبر معاوية بقوله رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سأل وعنده ما يغنيه فإنما يستكثر من النار

قال النفيلي وهو أحد رواته قالوا وما الغنى الذي لا تنبغي معه المسألة قال قدر ما يغديه ويعشيه

رواه أحمد واللفظ له وابن حبان في صحيحه وقال فيه من سأل شيئا وعنده ما يغنيه فإنما يستكثر من جمر جهنم

قالوا يا رسول الله وما يغنيه قال ما يغديه أو يعشيه كذا عنده أو يعشيه بألف

ورواه ابن خزيمة باختصار إلا أنه قال

 

قيل يا رسول الله وما الغنى الذي لا تنبغي معه المسألة قال أن يكون له شبع يوم وليلة أو ليلة ويوم

قوله كصحيفة المتلمس هذا مثل تضربه العرب لمن حمل شيئا لا يدري هل يعود عليه بنفع أو ضر

وأصله أن المتلمس واسمه عبد المسيح قدم هو وطرفة العبدي على الملك عمرو بن المنذر فأقاما عنده فنقم عليهما أمرا فكتب إلى بعض عماله يأمره بقتلهما وقال لهما إني قد كتبت لكما بصلة فاجتازا بالحيرة فأعطى المتلمس صحيفته صبيا فقرأها فإذا فيها الأمر بقتله فألقاها وقال لطرفة افعل مثل فعلي فأبى عليه ومضى إلى عامل الملك فقرأها وقتله

قال الخطابي اختلف الناس في تأويله يعني حديث سهل فقال بعضهم من وجد غداء يومه وعشاءه لم تحل له المسألة على ظاهر الحديث وقال بعضهم إنما هو فيمن وجد غداء وعشاء على دائم الأوقات فإذا كان عنده ما يكفيه لقوته المدة الطويلة حرمت عليه المسألة وقال آخرون هذا منسوخ بالأحاديث التي تقدم ذكرها يعني الأحاديث التي فيها تقدير الغنى بملك خمسين درهما أو قيمتها أو بملك أوقية أو قيمتها

قال الحافظ رضي الله عنه ادعاء النسخ مشترك بينهما ولا أعلم مرجحا لأحدهما على الآخر

وقد كان الشافعي رحمه الله يقول قد يكون الرجل بالدرهم غنيا مع كسبه ولا يغنيه الألف مع ضعفه في نفسه وكثرة عياله وقد ذهب سفيان الثوري وابن المبارك والحسن بن صالح وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه إلى أن من له خمسون درهما أو قيمتها من الذهب لا يدفع إليه شيء من الزكاة

وكان الحسن البصري وأبو عبيدة يقولان من له أربعون درهما فهو غني وقال أصحاب الرأي يجوز دفعها إلى من يملك دون النصاب وإن كان صحيحا مكتسبا مع قولهم من كان له قوت يومه لا يحل له السؤال استدلالا بهذا الحديث وغيره والله أعلم

1200 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سأل الناس ليثري ماله فإنما هي رضف من النار ملهبة فمن شاء فليقل ومن شاء فليكثر

رواه ابن حبان في صحيحه

الرضف بفتح الراء وسكون الضاد المعجمة بعدها فاء الحجارة المحماة

 

وروي عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال جاء مال من البحرين فدعا النبي صلى الله عليه و سلم العباس رضي الله عنه فحفن له ثم قال أزيدك قال نعم فحفن له ثم قال أزيدك قال نعم فحفن له ثم قال أزيدك قال نعم

قال أبق لمن بعدك ثم دعاني فحفن لي فقلت يا رسول الله خير لي أو شر لي قال لا

بل شر لك فرددت عليه ما أعطاني ثم قلت لا والذي نفسي بيده لا أقبل من أحد عطية بعدك

قال محمد بن سيرين قال حكيم فقلت يا رسول الله ادع الله أن يبارك لي

قال اللهم بارك له في صفقة يده

رواه الطبراني في الكبير

1202 - وعن أسلم قال قال لي عبد الله بن الأرقم أدللني على بعير من العطايا أستحمل عليه أمير المؤمنين

قلت نعم جمل من إبل الصدقة فقال عبد الله بن الأرقم أتحب لو أن رجلا بادنا في يوم حار غسل ما تحت إزاره ورفغيه ثم أعطاكه فشربته

قال فغضبت وقلت يغفر الله لك لم تقول مثل هذا لي قال فإنما الصدقة أوساخ الناس يغسلونها عنهم

رواه مالك

البادن السمين

والرفغ بضم الراء وفتحها وبالغين المعجمة هو الإبط وقيل وسخ الثوب والأرفاغ المغابن التي يجتمع فيها العرق والوسخ من البدن

1203 - وعن علي رضي الله عنه قال قلت للعباس سل النبي صلى الله عليه و سلم يستعملك على الصدقة فسأله قال ما كنت لاستعملك على غسالة ذنوب الناس

رواه ابن خزيمة في صحيحه

1204 - وعن أبي عبد الرحمن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم تسعة أو ثمانية أو سبعة فقال ألا تبايعون رسول الله صلى الله عليه و سلم وكنا حديث عهد ببيعة فقلنا قد بايعناك يا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال قال ألا تبايعون رسول الله صلى الله عليه و سلم فبسطنا أيدينا وقلنا قد بايعناك يا رسول الله فعلام نبايعك قال أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا والصلوات الخمس وتطيعوا وأسر كلمة خفية ولا تسألوا الناس

 

فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم فما يسأل أحدا يناوله إياه

رواه مسلم والترمذي والنسائي باختصار

1205 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال بايعني رسول الله صلى الله عليه و سلم خمسا وأوثقني سبعا وأشهد الله علي سبعا أن لا أخاف في الله لومة لائم قال أبو المثنى قال أبو ذر فدعاني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال هل لك إلى البيعة ولك الجنة قلت نعم وبسطت يدي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يشترط علي أن لا أسأل الناس شيئا قلت نعم

قال ولا سوطك إن سقط منك حتى تنزل فتأخذه

وفي رواية أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ستة أيام ثم اعقل يا أبا ذر ما يقال لك بعد فلما كان اليوم السابع قال أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته وإذا أسأت فأحسن ولا تسألن أحدا شيئا وإن سقط سوطك ولا تقبضن أمانة

رواه أحمد ورواته ثقات

1206 - وعن ابن أبي مليكة قال ربما سقط الخطام من يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه فيضرب بذراع ناقته فينيخها فيأخذه

قال فقالوا له أفلا أمرتنا فنناولكه قال إن حبي صلى الله عليه و سلم أمرني أن لا أسأل الناس شيئا

رواه أحمد وابن أبي مليكة لم يدرك أبا بكر رضي الله عنه

الخطام بكسر الخاء المعجمة هو ما يوضع على أنف الناقة وفمها لتقاد به

1207 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من يبايع فقال ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم بايعنا يا رسول الله

قال على أن لا تسأل أحدا شيئا فقال ثوبان فما له يا رسول الله قال الجنة فبايعه ثوبان

قال أبو أمامة فلقد رأيته بمكة في أجمع ما يكون من الناس يسقط سوطه وهو راكب فربما وقع على عاتق رجل فيأخذه الرجل فيناوله فما يأخذه حتى يكون هو ينزل فيأخذه

رواه الطبراني في الكبير من طريق علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة

 

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال أوصاني خليلي صلى الله عليه و سلم بسبع بحب المساكين وأن أدنو منهم وأن أنظر إلى من هو أسفل مني ولا أنظر إلى من هو فوقي وأن أصل رحمي وإن جفاني وأن أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله وأن أتكلم بمر الحق ولا تأخذني في الله لومة لائم وأن لا أسأل الناس شيئا

رواه أحمد والطبراني من رواية الشعبي عن أبي ذر ولم يسمع منه

1209 - وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال يا حكيم هذا المال خضر حلو فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى

قال حكيم فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا فكان أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيما ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئا ثم إن عمر رضي الله عنه دعاه ليعطيه فأبى أن يقبله فقال يا معشر المسلمين أشهدكم على حكيم أني أعرض عليه حقه الذي قسم الله له في هذا الفيء فيأبى أن يأخذه ولم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد النبي صلى الله عليه و سلم حتى توفي رضي الله عنه

رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي باختصار

يرزأ براء ثم زاي ثم همزة معناه لم يأخذ من أحد شيئا

وإشراف النفس بكسر الهمزة وبالشين المعجمة وآخره فاء هو تطلعها وطمعها وشرهها

وسخاوة النفس ضد ذلك

1210 - وعن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من يكفل لي أن لا يسأل الناس شيئا أتكفل له بالجنة فقلت أنا فكان لا يسأل أحدا شيئا

رواه أحمد والنسائي

 

وابن ماجه وأبو داود بإسناد صحيح

وعند ابن ماجه قال لا تسأل الناس شيئا

قال فكان ثوبان يقع سوطه وهو راكب فلا يقول لاحد ناولنيه حتى ينزل فيأخذه

1211 - وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاث والذي نفسي بيده إن كنت لحالفا عليهن لا ينقص مال من صدقة فتصدقوا ولا يعفو عبد عن مظلمة إلا زاده الله بها عزا يوم القيامة ولا يفتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر

رواه أحمد وفي إسناده رجل لم يسم وأبو يعلى والبزار وتقدم في الإخلاص من حديث أبي كبشة الأنماري مطولا رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح

ورواه الطبراني في الصغير من حديث أم سلمة وقال في حديثه ولا عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله بها عزا فاعفوا يعزكم الله

والباقي بنحوه

1212 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال عمر رضي الله عنه يا رسول الله لقد سمعت فلانا وفلانا يحسنان الثناء يذكران أنك أعطيتهما دينارين

قال فقال النبي صلى الله عليه و سلم والله لكن فلانا ما هو كذلك لقد أعطيته ما بين عشرة إلى مائة فما يقول ذلك أما والله إن أحدكم ليخرج مسألته من عندي يتأبطها يعني تكون تحت إبطه نارا فقال قال عمر رضي الله عنه يا رسول الله لم تعطيها إياهم قال فما أصنع يأبون إلا ذلك ويأبى الله لي البخل

رواه أحمد وأبو يعلى ورجال أحمد رجال الصحيح

وفي رواية جيدة لابي يعلى وإن أحدكم ليخرج بصدقته من عندي متأبطها وإنما هي له نار

قلت يا رسول الله كيف تعطيه وقد علمت أنها له نار قال فما أصنع يأبون إلا مسألتي ويأبى الله عز و جل لي البخل

1213 - وعن أبي بشر قبيصة بن المخارق رضي الله عنه قال تحملت حمالة فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم أسأله فيها فقال أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها ثم قال يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لاحد ثلاثة رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما

 

من عيش أو قال سدادا من عيش ورجل أصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجى من قومه لقد أصابت فلانا فاقة فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال سدادا من عيش فما سواهن من المسألة يا قبيصة سحت يأكلها صاحبها سحتا

رواه مسلم وأبو داود والنسائي

الحمالة بفتح الحاء المهملة هو الدية يتحملها قوم من قوم وقيل هو ما يتحمله المصلح بين فئتين في ماله ليرتفع بينهم القتال ونحوه

والجائحة الآفة تصيب الإنسان في ماله

والقوام بفتح القاف وكسرها أفصح هو ما يقوم به حال الإنسان من مال وغيره

والسداد بكسر السين المهملة هو ما يسد حاجة المعون ويكفيه

والفاقة الفقر والاحتياج

والحجى بكسر الحاء المهملة مقصورا هو العقل

1214 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك

رواه البزار والطبراني بإسناد جيد والبيهقي

1215 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يؤمن عبد حتى يأمن جاره بوائقه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت إن الله يحب الغني الحليم المتعفف ويبغض البذي الفاجر السائل الملح

رواه البزار

1216 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عرض علي أول ثلاثة يدخلون الجنة وأول ثلاثة يدخلون النار فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة فالشهيد وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده وعفيف متعفف ذو عيال

رواه ابن خزيمة في صحيحه وتقدم بتمامه في منع الزكاة

 

وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه رضي الله عنه قال كانت لي عند رسول الله صلى الله عليه و سلم عدة فلما فتحت قريظة جئت لينجز إلي ما وعدني فسمعته يقول من يستغن يغنيه الله ومن يقنع يقنعه الله فقلت في نفسي لا جرم لا أسأله شيئا

رواه البزار وأبو سلمة لم يسمع من أبيه قاله ابن معين وغيره

1218 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال وهو على المنبر وذكر الصدقة والتعفف عن المسألة اليد العليا خير من اليد السفلى والعليا هي المنفقة والسفلى هي السائلة

رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وقال أبو داود اختلف على أيوب عن نافع في هذا الحديث

قال عبد الوارث اليد العليا المتعففة

وقال أكثرهم عن حماد بن يزيد عن أيوب المنفقة وقال واحد عن حماد المتعففة

قال الخطابي رواية من قال المتعففة أشبه وأصح في المعنى وذلك أن ابن عمر ذكر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر هذا الكلام وهو يذكر الصدقة والتعفف عنها فعطف الكلام جزم على سببه الذي خرج عليه وعلى ما يطابقه في معناه أولى وقد يتوهم كثير من الناس أن معنى العليا أن يد المعطي مستعلية فوق يد الآخذ يجعلونه من علو الشيء إلى فوق وليس ذلك عندي بالوجه وإنما هو من علا المجد والكرم يريد التعفف عن المسألة والترفع عنها انتهى كلامه وهو حسن

1219 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الأيدي ثلاثة فيد الله العليا ويد المعطي التي تليها ويد السائل السفلى إلى يوم القيامة فاستعف عن السؤال وعن المسألة ما استطعت فإن أعطيت شيئا أو قال خيرا فلير عليك وابدأ بمن تعول وارضخ من الفضل ولا تلام على الكفاف

رواه أبو يعلى والغالب على رواته التوثيق ورواه الحاكم وصحح إسناده

1220 - وعن مالك بن نضلة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الأيدي ثلاثة فيد الله العليا ويد المعطي التي تليها ويد السائل السفلى فأعط الفضل ولا تعجز عن نفسك

رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه واللفظ له

 

وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ومن يستعف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله

رواه البخاري واللفظ له ومسلم

1222 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن أناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم حتى إذا نفد ما عنده قال ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم ومن استعف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله وما أعطى الله أحدا عطاء هو خير له وأوسع من الصبر

رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي

1223 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا محمد عش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزي به وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن

1224 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي

العرض بفتح العين المهملة والراء هو كل ما يقتنى من المال وغيره

1225 - وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها

رواه مسلم وغيره

 

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا ذر أترى كثرة المال هو الغنى قلت نعم يا رسول الله قال أفترى قلة المال هو الفقر قلت نعم يا رسول الله

قال إنما الغنى غنى القلب والفقر فقر القلب

رواه ابن حبان في صحيحه في حديث يأتي إن شاء الله تعالى

1227 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ليس المسكين الذي ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه ولا يقوم فيسأل الناس

رواه البخاري ومسلم

1228 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه

رواه مسلم والترمذي وغيرهما

1229 - وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول طوبى لمن هدي للإسلام وكان عيشه كفافا وقنع

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

الكفاف من الرزق ما كفا عن السؤال مع القناعة لا يزيد على قدر الحاجة

1230 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يا ابن آدم إنك أن تبذل الفضل خير لك وأن تمسكه شر لك ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلى

رواه مسلم والترمذي وغيرهما

1231 - وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إياكم والطمع فإنه هو الفقر وإياكم وما يعتذر منه

رواه الطبراني في الأوسط

1232 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله عليه و سلم رجل فقال يا رسول الله أوصني وأوجز فقال النبي صلى الله عليه و سلم عليك بالإياس مما في أيدي الناس وإياك

 

والطمع فإنه فقر حاضر وإياك وما يعتذر منه

رواه الحاكم والبيهقي في كتاب الزهد واللفظ له وقال الحاكم صحيح الإسناد كذا قال

1233 - وروي عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم القناعة كنز لا يفنى

رواه البيهقي في كتاب الزهد ورفعه غريب

1234 - وعن عبد الله بن محصن الخطمي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

في سربه بكسر السين المهملة أي في نفسه

1235 - وعن أنس رضي الله عنه أن رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه و سلم فسأله فقال أما في بيتك شيء قال بلى

حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه وقعب نشرب فيه من الماء

قال ائتني بهما فأتاه بهما فأخذهما رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده وقال من يشتري هذين

قال رجل أنا آخذهما بدرهم

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من يزيد على درهم مرتين أو ثلاثا قال رجل أنا آخذهما بدرهمين فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين فأعطاهما الأنصاري وقال اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك واشتر بالآخر قدوما فائتني به فأتاه به فشد فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم عودا بيده ثم قال اذهب فاحتطب وبع ولا أرينك خمسة عشر يوما ففعل فجاء وقد أصاب عشرة دراهم فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة إن المسألة لا تصلح إلا لثلاث لذي فقر مدقع أو لذي غرم مفظع أو لذي دم موجع

رواه أبو داود والبيهقي بطوله واللفظ لأبي داود وأخرج الترمذي والنسائي منه قصة بيع القدح فقط وقال الترمذي حديث حسن

الحلس بكسر الحاء المهملة وسكون اللام وبالسين المهملة هو كساء غليظ يكون على ظهر البعير وسمي به غيره مما يداس ويمتهن من الأكسية ونحوها

 

الفقر المدقع بضم الميم وسكون الدال المهملة وكسر القاف هو الشديد الملصق صاحبه بالدقعة وهي الأرض التي لا نبات بها

والغرم بضم الغين المعجمة وسكون الراء هو ما يلزم أداؤه تكلفا لا في مقابلة عوض

والمفظع بضم الياء وسكون الفاء وكسر الظاء المعجمة هو الشديد الشنيع

وذو الدم الموجع هو الذي يتحمل دية عن قريبه أو حميمه أو نسيبه القاتل يدفعها إلى أولياء المقتول ولو لم يفعل قتل قريبه أو حميمه الذي يتوجع لقتله

1236 - وعن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لان يأخذ أحدكم أحبله فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أم منعوه

رواه البخاري وابن ماجه وغيرهما

1237 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه

رواه مالك والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي

1238 - وعن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده

رواه البخاري

5 - ترغيب من نزلت به

 

فاقة أو حاجة أن ينزلها بالله تعالى

1239 - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل

رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح ثابت والحاكم وقال صحيح الإسناد إلا أنه قال فيه أرسل الله له بالغنى إما بموت عاجل أو غنى آجل

يوشك أي يسرع وزنا ومعنى

1240 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من جاع أو احتاج فكتمه الناس وأفضى به إلى الله تعالى كان حقا على الله أن يفتح له قوت سنة من حلال

رواه الطبراني في الصغير والأوسط

6 - الترهيب من أخذ ما دفع من غير طيب نفس المعطي

1241 - عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن هذا المال خضرة حلوة فمن أعطيناه منها شيئا بطيب نفس منا وحسن طعمة منه من غير شره نفس بورك له فيه ومن أعطيناه منها شيئا بغير طيب نفس منا وحسن طعمة منه وشره نفس كان غير مبارك له فيه

رواه ابن حبان في صحيحه وروى أحمد والبزار منه الشطر الأخير بنحوه بإسناد حسن

الشره بشين معجمة محركا هو الحرص

1242 - وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تلحفوا في المسألة فوالله لا يسألني أحد منكم شيئا فتخرج له مسألته مني شيئا وأنا له كاره فيبارك له فيما أعطيته

رواه مسلم والنسائي والحاكم وقال صحيح على شرطهما

1243 - وفي رواية لمسلم قال وسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إنما أنا خازن فمن أعطيته عن طيب نفس فمبارك له فيه ومن أعطيته عن مسألة وشره نفس كان كالذي يأكل ولا يشبع

 

لا تلحفوا أي لا تلحوا في المسألة

1244 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تلحفوا في المسألة فإنه من يستخرج منا شيئا بها لم يبارك له فيه

رواه أبو يعلى ورواته محتج بهم في الصحيح

1245 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما

قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الرجل يأتيني فيسألني فأعطيه فينطلق وما يحمل في حضنه إلا النار

رواه ابن حبان في صحيحه

1246 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم يقسم ذهبا إذ أتاه رجل فقال يا رسول الله أعطني فأعطاه ثم قال زدني فزاده ثلاث مرات ثم ولى مدبرا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتيني الرجل فيسألني فأعطيه ثم يسألني فأعطيه ثلاث مرات ثم ولى مدبرا وقد جعل في ثوبه نارا إذا انقلب إلى أهله

رواه ابن حبان في صحيحه

1247 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه دخل على النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله رأيت فلانا يشكر يذكر أنك أعطيته دينارين فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لكن فلانا قد أعطيته ما بين العشرة إلى المائة فما شكره وما يقوله إن أحدكم ليخرج من عندي بحاجته متأبطها وما هي إلا النار

قال قلت يا رسول الله لم تعطهم قال يأبون إلا أن يسألوني ويأبى الله لي البخل

رواه ابن حبان في صحيحه ورواه أحمد وأبو يعلى من حديث أبي سعيد وتقدم

متأبطها أي جاعلها تحت إبطه

ترغيب من جاءه شيء من غير مسألة ولا إشراف نفس في قبوله سيما إن كان محتاجا والنهي عن رده وإن كان غنيا عنه

1248 - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعطيني العطاء فأقول أعطه من هو إليه أفقر مني

قال فقال خذه إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه فتموله فإن شئت كله وإن شئت تصدق به وما لا فلا تتبعه

 

نفسك

قال سالم بن عبد الله فلاجل ذلك كان عبد الله لا يسأل أحدا شيئا ولا يرد شيئا أعطيه

رواه البخاري ومسلم والنسائي

1249 - وعن عطاء بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أرسل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعطاء فرده عمر فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم لم رددته فقال يا رسول الله أليس أخبرتنا أن خيرا لاحدنا أن لا يأخذ من أحد شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنما ذلك عن المسألة فأما ما كان عن غير مسألة فإنما هو رزق يرزقكه الله فقال عمر رضي الله عنه أما والذي نفسي بيده لا أسأل أحدا شيئا ولا يأتيني شيء من غير مسألة إلا أخذته

رواه مالك هكذا مرسلا

رواه البيهقي عن زيد بن أسلم عن أبيه

قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول فذكر بنحوه

1250 - وعن المطلب بن عبد الله بن حنطب أن عبد الله بن عامر بعث إلى عائشة رضي الله عنهما بنفقة وكسوة فقالت للرسول أي بني لا أقبل من أحد شيئا فلما خرج الرسول قالت ردوه علي فردوه قالت إني ذكرت شيئا قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يا عائشة من أعطاك عطاء من غير مسألة فاقبليه فإنما هو رزق عرضه الله إليك

رواه أحمد والبيهقي ورواة أحمد ثقات لكن قد قال الترمذي قال محمد يعني البخاري لا أعرف للمطلب بن عبد الله سماعا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم إلا قوله حدثني من شهد خطبة النبي صلى الله عليه و سلم وسمعت عبد الله بن عبد الرحمن يقول لا نعرف للمطلب سماعا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم

قال المملي رضي الله عنه قد روي عن أبي هريرة وأما عائشة فقال أبو حاتم المطلب لم يدرك عائشة وقال أبو زرعة ثقة أرجو أن يكون سمع من عائشة فإن كان المطلب سمع من عائشة فالإسناد متصل وإلا فالرسول إليها لم يسم والله أعلم

1251 - وعن واصل بن الحطاب رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله قد قلت لي إن خيرا لك أن لا تسأل أحدا من الناس شيئا

قال إنما ذاك أن تسأل

وما آتاك الله من غير

 

مسألة فإنما هو رزق رزقكه الله

رواه الطبراني وأبو يعلى بإسناد لا بأس به

1252 - وعن خالد بن علي الجهني رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من بلغه عن أخيه معروف من غير مسألة ولا إشراف نفس فليقبله ولا يرده فإنما هو رزق ساقه الله عز و جل إليه

رواه أحمد بإسناد صحيح وأبو يعلى والطبراني وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد

1253 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من آتاه الله شيئا من هذا المال من غير أن يسأله فليقبله فإنما هو رزق ساقه الله إليه

ورواته محتج بهم في الصحيح

1254 - وعن عابد بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من عرض له من هذا الرزق شيء من غير مسألة ولا إشراف نفس فليتوسع به في رزقه فإن كان غنيا فليوجهه إلى من هو أحوج إليه منه

رواه أحمد والطبراني والبيهقي وإسناد أحمد جيد قوي

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل رحمه الله سألت أبي ما الاستشراف قال تقول في نفسك سيبعث إلي فلان سيصلني فلان

1255 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما المعطي من سعة بأفضل من الآخذ إذا كان محتاجا

رواه الطبراني في الكبير

1256 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم ما الذي يعطي بسعة بأعظم أجرا من الذي يقبل إذا كان محتاجا

رواه الطبراني في الأوسط وابن حبان في الضعفاء

ترهيب السائل أن يسأل بوجه الله غير الجنة وترهيب المسؤول بوجه الله أن يمنع

1257 - عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ملعون من سأل بوجه الله وملعون من سئل بوجه الله ثم منع سائله ما لم يسأل هجرا

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا شيخه يحيى بن عثمان بن صالح وهو ثقة وفيه كلام

 

هجرا بضم الهاء وسكون الجيم أي ما لم يسأل أمرا قبيحا لا يليق

ويحتمل أنه أراد ما لم يسأل سؤالا قبيحا بكلام قبيح

1258 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سأل بالله فأعطوه ومن دعاكم فأجيبوه ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه

رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين

1259 - وروي عن أبي عبيدة مولى رفاعة عن رافع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ملعون من سأل بوجه الله وملعون من سئل بوجه الله فمنع سائله

رواه الطبراني

1260 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ألا أخبركم بشر الناس رجل يسأل بالله ولا يعطي

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب والنسائي وابن حبان في صحيحه في آخر حديث يأتي في الجهاد إن شاء الله تعالى

1261 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أخبركم بشر البرية قالوا بلى يا رسول الله قال الذي يسأل بالله ولا يعطي

رواه أحمد

1262 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ألا أحدثكم عن الخضر قالوا بلى يا رسول الله

قال بينما هو ذات يوم يمشي في سوق بني إسرائيل أبصره رجل مكاتب فقال تصدق علي بارك الله فيك فقال الخضر آمنت بالله ما شاء الله من أمر يكون ما عندي شيء أعطيكه فقال المسكين أسألك بوجه الله لما تصدقت علي فإني نظرت السماحة في وجهك ورجوت البركة عندك فقال الخضر آمنت بالله ما عندي شيء أعطيكه إلا أن تأخذني فتبيعني فقال المسكين وهل يستقيم هذا قال نعم أقول لقد سألتني بأمر عظيم أما إني لا أخيبك بوجه ربي بعني ,

قال فقدمه إلى السوق فباعه بأربعمائة درهم فمكث عند المشتري زمانا لا يستعمله في شيء فقال إنما اشتريت

 

التماس خير عندي فأوصني بعمل

قال أكره أن أشق عليك إنك شيخ كبير ضعيف قال ليس يشق علي

قال قم فانقل هذه الحجارة وكان لا ينقلها دون ستة نفر في يوم فخرج الرجل لبعض حاجته ثم انصرف وقد نقل الحجارة في ساعة

قال أحسنت وأجملت وأطقت ما لم أرك تطيقه

قال ثم عرض للرجل سفر فقال إني أحسبك أمينا فاخلفني في أهلي ومالي خلافة حسنة

قال وأوصني بعمل

قال إني أكره أن أشق عليك قال ليس يشق علي

قال فاضرب من اللبن لبيتي حتى أقدم عليك

قال فمر الرجل لسفره قال فرجع الرجل وقد شيد بناءه قال أسألك بوجه الله ما سببك وما أمرك قال سألتني بوجه الله ووجه الله أوقعني في هذه العبودية فقال الخضر سأخبرك من أنا أنا الخضر الذي سمعت به سألني مسكين صدقة فلم يكن عندي شيء أعطيه فسألني بوجه الله فأمكنته من رقبتي فباعني وأخبرك أنه من سئل بوجه الله فرد سائله وهو يقدر وقف يوم القيامة جلدة ولا لحم له يتقعقع فقال الرجل آمنت بالله شققت عليك يا نبي الله ولم أعلم

قال لا بأس أحسنت وأتقنت فقال الرجل بأبي أنت وأمي يا نبي الله احكم في أهلي بما شئت أو اختر فأخلي سبيلك

قال أحب أن تخلي سبيلي فأعبد ربي فخلى سبيله فقال الخضر الحمد لله الذي أوثقني في العبودية ثم نجاني منها

رواه الطبراني في الكبير وغير الطبراني وحسن بعض مشايخنا إسناده وفيه بعد والله أعلم

 

الترغيب في الصدقة والحث عليها وما جاء في جهد المقل ومن تصدق بما لا يجب

1263 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل

رواه البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه

1264 - وفي رواية لابن خزيمة إن العبد إذا تصدق من طيب تقبلها الله منه وأخذها بيمينه فرباها كما يربي أحدكم مهره أو فصيله وإن الرجل ليتصدق باللقمة فتربو في يد الله أو قال في كف الله حتى تكون مثل الجبل فتصدقوا

1265 - وفي رواية صحيحة للترمذي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها لاحدكم كما يربي أحدكم مهره حتى إن اللقمة لتصير مثل أحد وتصديق ذلك في كتاب الله ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات التوبة 401 ويمحق الله الربا ويربي الصدقات البقرة 672

ورواه مالك بنحو رواية الترمذي هذه عن سعيد بن يسار مرسلا لم يذكر أبا هريرة

1266 - وعن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله ليربي لاحدكم التمرة واللقمة كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتى تكون مثل أحد

رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه واللفظ له

 

الفلو بفتح الفاء وضم اللام وتشديد الواو هو المهر أول ما يولد

والفصيل ولد الناقة إلى أن يفصل عن أمه

1267 - وروي عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن العبد ليتصدق بالكسرة تربو عند الله عز و جل حتى تكون مثل أحد

رواه الطبراني في الكبير

1268 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله عز و جل ليدخل باللقمة الخبز وقبضة التمر ومثله مما ينتفع به المسكين ثلاثة الجنة رب البيت الآمر به والزوجة تصلحه والخادم الذي يناول المسكين فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم الحمد لله الذي لم ينس خدمنا

رواه الحاكم والطبراني في الأوسط واللفظ له في حديث يأتي بتمامه إن شاء الله

القبضة بفتح القاف وضمها وإسكان الباء وبالصاد المهملة هو ما يتناوله الآخذ برؤوس أنامله الثلاث

1269 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز و جل

رواه مسلم والترمذي ورواه مالك مرسلا

1270 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما يرفعه قال ما نقصت صدقة من مال وما مد عبد يده بصدقة إلا ألقيت في يد الله قبل أن تقع في يد السائل ولا فتح عبد باب مسألة له عنها غنى إلا فتح الله له باب فقر

رواه الطبراني

1271 - وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا أيها الناس توبوا إلى الله قبل أن تموتوا وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له وكثرة الصدقة في السر والعلانية ترزقوا وتنصروا وتجبروا

رواه ابن ماجه في حديث تقدم في الجمعة

1272 - وروي عن عائشة رضي الله عنها أنهم ذبحوا شاة فقال النبي صلى الله عليه و سلم ما بقي

 

منها قالت ما بقي منها إلا كتفها

قال بقي كلها غير كتفها

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ومعناه أنهم تصدقوا بها إلا كتفها

1273 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول العبد مالي مالي وإنما له من ماله ثلاث ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو أعطى فاقتنى ما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس

رواه مسلم

1274 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله قالوا يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه

قال فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر

رواه البخاري والنسائي

1275 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بينا رجل في فلاة من الأرض فسمع صوتا في سحابة اسق حديقة فلان فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقة يحول الماء بمسحاته فقال له يا عبد الله ما اسمك قال فلان للاسم الذي سمع في السحابة فقال له يا عبد الله لم سألتني عن اسمي

قال سمعت في السحاب الذي هذا ماؤه يقول اسق حديقة فلان لاسمك فما تصنع فيها قال أما إذ قلت هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه وآكل أنا وعيالي ثلثه وأرد ثلثه

رواه مسلم

الحديقة البستان إذا كان عليه حائط

الحرة بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء الأرض التي بها حجارة سود

والشرجة بفتح الشين المعجمة وإسكان الراء بعدها جيم وتاء تأنيث مسيل الماء إلى الأرض السهلة

والمسحاة بالسين والحاء المهملتين هي المجرفة من الحديد

1276 - وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما منكم

 

من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة

وفي رواية من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل

رواه البخاري ومسلم

1277 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليق أحدكم وجهه النار ولو بشق تمرة

رواه أحمد بإسناد صحيح

1278 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان

رواه أحمد بإسناد حسن

1279 - وروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم على أعواد المنبر يقول اتقوا النار ولو بشق تمرة فإنها تقيم العوج وتدفع ميتة السوء وتقع من الجائع موقعها من الشبعان

رواه أبو يعلى والبزار وقد روي هذا الحديث عن أنس وأبي هريرة وأبي أمامة والنعمان بن بشير وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم

1280 - وعن جابر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لكعب بن عجرة يا كعب بن عجرة الصلاة قربان والصيام جنة والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار يا كعب بن عجرة الناس غاديان فبائع نفسه فموثق رقبته ومبتاع نفسه في عتق رقبته

رواه أبو يعلى بإسناد صحيح

1281 - وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا كعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم ودم نبتا على سحت النار أولى به

يا كعب بن عجرة الناس غاديان فغاد في فكاك نفسه فمعتقها وغاد فموثقها

يا كعب بن عجرة الصلاة قربان والصوم جنة والصدقة تطفىء الخطيئة كما يذهب الجليد على الصفا

رواه ابن حبان في صحيحه

 

وعن معاذ بن جبل قال كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في سفر فذكر الحديث إلى أن قال فيه ثم قال يعني النبي صلى الله عليه و سلم ألا أدلك على أبواب الخير

قلت بلى يا رسول الله

قال الصوم جنة والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ويأتي بتمامه في الصمت وهو عند ابن حبان من حديث جابر في حديث يأتي في كتاب القضاء إن شاء الله تعالى

1283 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الصدقة لتطفىء غضب الرب وتدفع ميتة السوء

رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن غريب وروى ابن المبارك في كتاب البر شطره الأخير ولفظه إن الله ليدرأ بالصدقة سبعين بابا من ميتة السوء

يدرأ بالدال المهملة أي يدفع وزنه ومعناه

1284 - وعن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزا ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر أو كلمة نحوها وأحدثكم حديثا فاحفظوه

قال إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما يخبط في ماله بغير علم ولا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء

رواه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي حديث حسن صحيح

1285 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد قد اضطرت أيديهما إلى ثديهما وتراقيهما

 

فجعل المتصدق كلما تصدق بصدقة انبسطت عنه حتى تغشى أنامله وتعفو أثره وجعل البخيل كلما هم بصدقة قلصت وأخذت كل حلقة بمكانها

قال أبو هريرة فأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بأصبعيه هكذا في جيبه يوسعها ولا تتوسع

رواه البخاري ومسلم والنسائي ولفظه مثل المنفق المتصدق والبخيل كمثل رجلين عليهما جبتان أو جنتان من حديد من لدن ثديهما إلى تراقيهما فإذا أراد المنفق أن ينفق اتسعت عليه الدرع أو مرت حتى تجن بنانه وتعفو أثره فإذا أراد البخيل أن ينفق قلصت ولزمت كل حلقة موضعها حتى أخذت بترقوته أو برقبته

يقول أبو هريرة رضي الله عنه أشهد أنه رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم يوسعها ولا تتسع

الجنة بضم الجيم وتشديد النون كل ما وقى الإنسان ويضاف إلى ما يكون منه

التراقي جمع ترقوة بفتح التاء وضمها لحن وهو العظم الذي يكون بين ثغرة نحر الإنسان وعاتقه

وقلصت بفتح القاف واللام أي انجمعت وتشمرت وهو ضد استرخت وانبسطت

والجيب هو الخرق الذي يخرج الإنسان منه رأسه في الثوب ونحوه

1286 - وعن مالك رحمه الله أنه بلغه عن عائشة رضي الله عنها أن مسكينا سألها وهي صائمة وليس في بيتها إلا رغيف فقالت لمولاة لها أعطيها إياه فقالت ليس لك ما تفطرين عليه فقالت أعطيها إياه

قالت ففعلت فلما أمسينا أهدى لها أهل بيت أو إنسان ما كان يهدي لها شاة وكفنها فدعتها عائشة فقالت كلي من هذا خير من قرصك

1287 - قال مالك وبلغني أن مسكينا استطعم عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وبين

 

يديها عنب فقالت لإنسان خذ حبة فأعطه إياها فجعل ينظر إليها ويعجب فقالت عائشة رضي الله عنها أتعجب كم ترى في هذه الحبة من مثقال ذرة ذكره في الموطأ هكذا بلاغا بغير سند

قوله وكفنها أي ما يسترها من طعام وغيره

1288 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قال رجل لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على سارق فقال اللهم لك الحمد على سارق لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على زانية

قال اللهم لك الحمد على زانية لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد غني فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على غني

قال اللهم لك الحمد على سارق وزانية وغني فأتي فقيل له أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته وأما الزانية فلعلها أن تستعف عن زناها وأما الغني فلعله أن يعتبر فينفق مما أعطاه الله

رواه البخاري واللفظ له ومسلم والنسائي وقالا فيه فأتي فقيل له أما صدقتك فقد تقبلت ثم ذكر الحديث

1289 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول كل امرىء في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس

قال يزيد فكان أبو الخير مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو بكعكة أو بصلة

رواه أحمد وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

1290 - وفي رواية لابن خزيمة أيضا عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن أبي عبد الله اليزني أنه كان أول أهل مصر يروح إلى المسجد وما رأيته داخلا المسجد قط إلا وفي كمه صدقة إما فلوس وإما خبز وإما قمح

قال حتى ربما رأيت البصل يحمله قال فأقول يا أبا الخير إن هذا ينتن ثيابك قال فيقول يا ابن أبي حبيب أما إني لم أجد في البيت شيئا أتصدق به غيره إنه حدثني رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ظل المؤمن يوم القيامة صدقته

1291 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الصدقة لتطفىء عن أهلها حر

 

القبور وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته

رواه الطبراني في الكبير والبيهقي وفيه ابن لهيعة

1292 - وعن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما يروي عن ربه عز و جل أنه يقول يا ابن آدم أفرغ من كنزك عندي ولا حرق ولا غرق ولا سرق أوفيكه أحوج ما تكون إليه

رواه الطبراني والبيهقي وقال هذا مرسل وقد روينا عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال إن الله إذا استودع شيئا حفظه

1293 - وروي عن ميمونة بنت سعد أنها قالت يا رسول الله أفتنا عن الصدقة فقال إنها حجاب من النار لمن احتسبها يبتغي بها وجه الله عز و جل

رواه الطبراني

1294 - وعن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يخرج رجل شيئا من الصدقة حتى يفك عنها لحيي سبعين شيطانا

رواه أحمد والبزار والطبراني وابن خزيمة في صحيحه وتردد في سماع الأعمش من بريدة والحاكم والبيهقي وقال الحاكم صحيح على شرطهما ورواه البيهقي أيضا عن أبي ذر موقوفا عليه قال ما خرجت صدقة حتى يفك عنها لحيا سبعين شيطانا كلهم ينهى عنها

1295 - وعن أنس رضي الله عنه قال كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل وكان أحب أمواله إليه بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب

قال أنس فلما نزلت هذه الآية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون آل عمران 29

قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إن الله تبارك وتعالى يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وإن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله

قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بخ ذلك مال رابح ذلك مال رابح

رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي مختصرا

 

بيرحاء بكسر الباء وفتحها ممدودا اسم لحديقة نخل كانت لأبي طلحة رضي الله عنه وقال بعض مشايخنا صوابه بيرحى بفتح الباء الموحدة والراء مقصورا وإنما صحفه الناس

وقوله رابح روي بالباء الموحدة وبالياء المثناة تحت

1296 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ما تقول في الصلاة قال تمام العمل

قلت يا رسول الله تركت أفضل عمل في نفسي أو خيره قال ما هو قلت الصوم

قال خير وليس هناك

قلت يا رسول الله وأي الصدقة وذكر كلمة

قلت فإن لم أقدر قال بفضل طعامك

قلت فإن لم أفعل قال بشق تمرة

قلت فإن لم أفعل قال بكلمة طيبة

قلت فإن لم أفعل قال دع الناس من الشر فإنها صدقة تصدق بها على نفسك

قلت فإن لم أفعل قال تريد أن لا تدع فيك من الخير شيئا

رواه البزار واللفظ له وابن حبان في صحيحه أطول منه بنحوه والحاكم ويأتي لفظه إن شاء الله

1297 - وروى البيهقي ولفظه في إحدى رواياته قال سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم ماذا ينجي العبد من النار قال الإيمان بالله

قلت يا نبي الله مع الإيمان عمل قال أن ترضخ مما خولك الله وترضخ مما رزقك الله

قلت يا نبي الله فإن كان فقيرا لا يجد ما يرضخ قال يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر

قلت إن كان لا يستطيع أن يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر قال فليعن الأخرق

قلت يا رسول الله أرأيت إن كان لا يحسن أن يصنع قال فليعن مظلوما

قلت يا نبي الله أرأيت إن كان ضعيفا لا يستطيع أن يعين مظلوما قال ما تريد أن تترك لصاحبك من خير ليمسك أذاه عن الناس

قلت يا رسول الله أرأيت إن فعل هذا يدخله الجنة قال ما من عبد مؤمن يصيب خصلة من هذه الخصال إلا أخذت بيده حتى تدخله الجنة

1298 - وروي عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الصدقة تسد سبعين بابا من السوء

رواه الطبراني في الكبير

1299 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطى الصدقة

رواه البيهقي مرفوعا وموقوفا على أنس ولعله أشبه

 

وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تصدقوا فإن الصدقة فكاككم من النار

رواه البيهقي من طريق الحارث بن عمير عن حميد عنه

1301 - وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها

رواه الطبراني وذكره رزين في جامعه وليس في شيء من الأصول

1302 - وعن الحارث الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله أوحى إلى يحيى بن زكريا عليهما الصلاة والسلام بخمس كلمات أن يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فذكر الحديث إلى أن قال فيه وآمركم بالصدقة ومثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه وقربوه ليضربوا عنقه فجعل يقول هل لكم أن أفدي نفسي منكم وجعل يعطي القليل والكثير حتى فدى نفسه

الحديث رواه الترمذي وصححه وابن خزيمة واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما وتقدم بتمامه في الالتفات في الصلاة

1303 - وعن رافع بن مكيث وكان ممن شهد الحديبية رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال حسن الملكة نماء وسوء الخلق شؤم والبر زيادة في العمر والصدقة تطفىء الخطيئة وتقي ميتة السوء

رواه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم وروى أبو داود بعضه

1304 - وعن عمرو بن عوف رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن صدقة المسلم تزيد في العمر وتمنع ميتة السوء ويذهب الله بها الكبر والفخر

رواه الطبراني من طريق كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده عمرو بن عوف وقد حسنها الترمذي وصححها ابن خزيمة لغير هذا المتن

1305 - وعن عمر رضي الله عنه قال ذكر لي أن الأعمال تباهى فتقول الصدقة أنا أفضلكم

رواه ابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما

1306 - وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم وبيده عصا وقد علق رجل قنو حشف فجعل يطعن في ذلك القنو فقال لو شاء رب هذه الصدقة تصدق

 

بأطيب من هذا إن رب هذه الصدقة يأكل حشفا يوم القيامة

رواه النسائي واللفظ له وأبو داود وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما في حديث

1307 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من جمع مالا حراما ثم تصدق به لم يكن له فيه أجر وكان إصره عليه رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم كلهم من رواية دراج عن ابن حجيرة عنه

1308 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال خير الصدقة ما أبقت غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول تقول امرأتك أنفق علي أو طلقني

ويقول مملوكك أنفق علي أو بعني ويقول ولدك إلى من تكلنا رواه ابن خزيمة في صحيحه ولعل قوله تقول امرأتك إلى آخره من كلام أبي هريرة مدرج

1309 - وعنه رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله أي الصدقة أفضل قال جهد المقل وابدأ بمن تعول

رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

1310 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سبق درهم مائة ألف درهم فقال رجل وكيف ذاك يا رسول الله قال رجل له مال كثير أخذ من عرضه مائة ألف درهم تصدق بها ورجل ليس له إلا درهمان فأخذ أحدهما فتصدق به

رواه النسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحه واللفظ له والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

قوله من عرضه بضم العين المهملة وبالضاد المعجمة أي من جانبه

1311 - وعن أم بجيد رضي الله عنها أنها قالت يا رسول الله إن المسكين ليقوم على بابي فما أجد له شيئا أعطيه إياه فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لم تجدي إلا ظلفا محرقا فادفعيه إليه في يده

رواه الترمذي وابن خزيمة

 

وزاد في رواية لا تردي سائلك ولو بظلف محرق

وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح

الظلف بكسر الظاء المعجمة للبقر والغنم بمنزلة الحافر للفرس

1312 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تعبد عابد من بني إسرائيل فعبد الله في صومعة ستين عاما فأمطرت الأرض فاخضرت فأشرف الراهب من صومعته فقال لو نزلت فذكرت الله فازددت خيرا فنزل ومعه رغيف أو رغيفان فبينما هو في الأرض لقيته امرأة فلم يزل يكلمها وتكلمه حتى غشيها ثم أغمي عليه فنزل الغدير يستحم فجاء سائل فأومأ إليه أن يأخذ الرغيفين ثم مات فوزنت عبادة ستين سنة بتلك الزنية فرجحت الزنية بحسناته ثم وضع الرغيف أو الرغيفان مع حسناته فرجحت حسناته فغفر له

رواه ابن حبان في صحيحه ورواه البيهقي عن ابن مسعود موقوفا عليه ولفظه إن راهبا عبد الله في صومعته ستين سنة فجاءت امرأة فنزلت إلى جنبه فنزل إليها فواقعها ست ليال ثم سقط في يده فهرب فأتى مسجدا فأوى فيه ثلاثا لا يطعم شيئا فأتي برغيف فكسره فأعطى رجلا عن يمينه نصفه وأعطى آخر عن يساره نصفه فبعث الله إليه ملك الموت فقبض روحه فوضعت الستون في كفة ووضعت الستة في كفة فرجحت يعني الستة ثم وضع الرغيف فرجح يعني رجح الرغيف الستة

1313 - وعن المغيرة بن عبد الله الجعفي قال جلسنا إلى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم يقال له خصفة بن خصفة فجعل ينظر إلى رجل سمين فقلت له ما تنظر إليه فقال ذكرت حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم سمعته يقول هل تدرون ما الشديد قلنا الرجل يصرع الرجل

قال إن الشديد كل الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب تدرون ما الرقوب قلنا الرجل الذي لا يولد له

قال إن الرقوب الرجل الذي له الولد لم يقدم منهم شيئا ثم قال تدرون ما الصعلوك قال قلنا الرجل الذي لا مال له قال إن الصعلوك كل الصعلوك الذي له المال لم يقدم منه شيئا

رواه البيهقي وينظر سنده

قال الحافظ ويأتي إن شاء الله تعالى في كتاب الملبس باب في الصدقة على الفقير بما يلبسه

 

الترغيب في صدقة السر

1314 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل وشاب نشأ في عبادة الله عز و جل ورجل قلبه معلق بالمساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه

رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة هكذا ورويناه أيضا ومالك والترمذي عن أبي هريرة أو أبي سعيد على الشك

1315 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لما خلق الله الأرض جعلت تميد وتكفأ فأرساها بالجبال فاستقرت فعجبت الملائكة من شدة الجبال فقالت يا ربنا هل خلقت خلقا أشد من الجبال قال نعم الحديد قالوا فهل خلقت خلقا أشد من الحديد قال النار

قالوا فهل خلقت خلقا أشد من النار قال الماء

قالوا فهل خلقت خلقا أشد من الماء قال الريح قالوا فهل خلقت خلقا أشد من الريح قال ابن آدم إذا تصدق بصدقة بيمينه فأخفاها من شماله رواه الترمذي واللفظ له والبيهقي وغيرهما وقال الترمذي حديث غريب

1316 - وعن معاوية بن حيدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى

رواه الطبراني في الكبير وفيه صدقة بن عبد الله السمين ولا بأس به في الشواهد

1317 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صنائع المعروف تقي مصارع السوء وصدقة السر تطفىء غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر

رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن

 

وروي عن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صنائع المعروف تقي مصارع السوء والصدقة خفيا تطفىء غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر وكل معروف صدقة وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة وأول من يدخل الجنة أهل المعروف

رواه الطبراني في الأوسط

1319 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن أبا ذر قال يا رسول الله ما الصدقة قال أضعاف مضاعفة وعند الله المزيد ثم قرأ من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة البقرة 542 قيل يا رسول الله أي الصدقة أفضل قال سر إلى فقير أو جهد من مقل ثم قرأ إن تبدوا الصدقات فنعما هي البقرة 172 الآية

رواه أحمد مطولا والطبراني واللفظ له وفي إسنادهما علي بن يزيد

1320 - وعن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله فأما الذين يحبهم فرجل أتى قوما فسألهم بالله ولم يسألهم بقرابة بينهم وبينه فمنعوه فتخلف رجل بأعقابهم فأعطاه سرا لا يعلم بعطيته إلا الله والذي أعطاه وقوم ساروا ليلتهم حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما يعدل به فوضعوا رؤوسهم فقام يتملقني ويتلو آياتي ورجل كان في سرية فلقي العدو فهزموا فأقبل بصدره حتى يقتل أو يفتح له

والثلاثة الذين يبغضهم الله الشيخ الزاني والفقير المختال والغني الظلوم

رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه واللفظ لهما إلا أن ابن خزيمة لم يقل فمنعوه

والنسائي والترمذي ذكره في باب كلام الحور العين وصححه وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال في آخره ويبغض الشيخ الزاني والبخيل والمتكبر

والحاكم وقال صحيح الإسناد

3 - الترغيب في الصدقة على الزوج والأقارب وتقديمهم على غيرهم

1321 - عن زينب الثقفية امرأة عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما قالت قال رسول

 

الله صلى الله عليه و سلم تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن قالت فرجعت إلى عبد الله بن مسعود فقلت إنك رجل خفيف ذات اليد وإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أمرنا بالصدقة فائته فاسأله فإن كان ذلك يجزىء عني وإلا صرفتها إلى غيركم فقال عبد الله بل ائته أنت فانطلقت فإذا امرأة من الأنصار بباب رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل حاجتها حاجتي وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد ألقيت عليه المهابة فخرج علينا بلال رضي الله عنه فقلنا له ائت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره أن امرأتين بالباب يسألانك أتجزىء الصدقة عنهما على أزواجهما وعلى أيتام في حجورهما ولا تخبره من نحن

قالت فدخل بلال على رسول الله صلى الله عليه و سلم فسأله فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم من هما فقال امرأة من الأنصار وزينب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الزيانب قال امرأة عبد الله بن مسعود فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لهما أجران أجر القرابة وأجر الصدقة

رواه البخاري ومسلم واللفظ له

1322 - وعن سلمان بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذوي الرحم ثنتان صدقة وصلة

رواه النسائي والترمذي وحسنه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح الإسناد ولفظ ابن خزيمة قال الصدقة على المسكين صدقة وعلى القريب صدقتان صدقة وصلة

1323 - وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الصدقات أيها أفضل قال على ذي الرحم الكاشح

رواه أحمد والطبراني وإسناد أحمد حسن

الكاشح بالشين المعجمة هو الذي يضمر عداوته في كشحه وهو خصره يعني أن أفضل الصدقة

 

على ذي الرحم القاطع المضمر العداوة في باطنه

1324 - وعن أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال أفضل الصدقة الصدقة على ذي الرحم الكاشح

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

1325 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الصدقة على ذي قرابة يضعف أجرها مرتين

رواه الطبراني في الكبير من طريق عبد الله بن زحر

الترهيب من أن يسأل الإنسان مولاه أو قريبه من فضل ماله فيبخل عليه أو يصرف صدقته إلى الأجانب وأقرباؤه محتاجون

1326 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم والذي بعثني بالحق لا يعذب الله يوم القيامة من رحم اليتيم ولان له في الكلام ورحم يتمه وضعفه ولم يتطاول على جاره بفضل ما آتاه الله

وقال يا أمة محمد والذي بعثني بالحق لا يقبل الله صدقة من رجل وله قرابة محتاجون إلى صلته

ويصرفها إلى غيرهم والذي نفسي بيده لا ينظر الله إليه يوم القيامة

رواه الطبراني ورواته ثقات وعبد الله بن عامر الأسلمي قال أبو حاتم ليس بالمتروك

1327 - وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله من أبر قال أمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك ثم الأقرب فالأقرب

وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يسأل رجل مولاه من فضل هو عنده فيمنعه إياه إلا دعي له يوم القيامة فضله الذي منعه شجاعا أقرع

رواه أبو داود واللفظ له والنسائي والترمذي وقال حديث حسن

قال أبو داود الأقرع الذي ذهب شعر رأسه من السم

1328 - وعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من ذي رحم يأتي ذا رحمه فيسأله فضلا أعطاه الله إياه فيبخل عليه إلا أخرج الله له من جهنم حية يقال لها شجاع يتلمظ فيطوق به

رواه الطبراني في الأوسط والكبير بإسناد جيد

التلمظ تطعم ما يبقى في الفم من آثار الطعام

1329 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيما رجل أتاه

 

ابن عمه يسأله من فضله فمنعه منعه الله فضله يوم القيامة

رواه الطبراني في الصغير والأوسط وهو غريب

الترغيب في القرض وما جاء في فضله

1330 - عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من منح منيحة لبن أو ورق أو هدى زقاقا كان له مثل عتق رقبة

رواه أحمد والترمذي واللفظ له وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح ومعنى قوله منح منيحة ورق

إنما يعني به قرض الدرهم وقوله أو هدى زقاقا إنما يعني به هداية الطريق وهو إرشاد السبيل انتهى

1331 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال كل قرض صدقة

رواه الطبراني بإسناد حسن والبيهقي

1332 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال دخل رجل الجنة فرأى مكتوبا على بابها الصدقة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر

رواه الطبراني والبيهقي كلاهما من رواية عتبة بن حميد

ورواه ابن ماجه والبيهقي أيضا كلاهما عن خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رأيت ليلة أسري بي على باب الجنة مكتوبا الصدقة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر

الحديث وعتبة بن حميد عندي أصلح حالا من خالد

1333 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من مسلم يقرض مسلما قرضا مرة إلا كان كصدقتها مرتين

رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي مرفوعا وموقوفا

1334 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من يسر على معسر

 

يسر الله عليه في الدنيا والآخرة

رواه ابن حبان في صحيحه ورواه مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه في حديث يأتي إن شاء الله تعالى

1 - الترغيب في التيسير على المعسر وإنظاره والوضع عنه

1335 - عن أبي قتادة رضي الله عنه أنه طلب غريما له فتوارى عنه ثم وجده فقال إني معسر قال آلله قال آلله

قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه

رواه مسلم وغيره ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد صحيح وقال فيه من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة وأن يظله تحت عرشه فلينظر معسرا

1336 - وعن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم فقالوا عملت من الخير شيئا قال لا

قالوا تذكر

قال كنت أداين الناس فآمر فتياني أن ينظروا المعسر ويتجوزوا عن الموسر قال قال الله تجاوزوا عنه

رواه البخاري ومسلم واللفظ له

1337 - وفي رواية لمسلم وابن ماجه عن حذيفة أيضا عن النبي صلى الله عليه و سلم أن رجلا مات فدخل الجنة فقيل له ما كنت تعمل قال فإما ذكر وإما ذكر فقال كنت أبايع الناس فكنت أنظر المعسر وأتجوز في السكة أو في النقد فغفر له

1338 - وفي رواية للبخاري ومسلم عنه أيضا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن رجلا ممن كان قبلكم أتاه الملك ليقبض روحه فقال هل عملت من خير قال ما أعلم

قيل له انظر قال ما أعلم شيئا غير أني كنت أبايع الناس في الدنيا فأنظر الموسر

 

وأتجاوز عن المعسر فأدخله الله الجنة فقال أبو مسعود وأنا سمعته يقول ذلك

1339 - وعنه رضي الله عنه قال أتي الله بعبد من عباده آتاه الله مالا فقال له ماذا عملت في الدنيا قال ولا يكتمون الله حديثا النساء 24 قال يا رب آتيتني مالا فكنت أبايع الناس وكان من خلقي الجواز فكنت أيسر على الموسر وأنظر المعسر فقال الله تعالى أنا أحق بذلك منك تجاوزوا عن عبدي

فقال عقبة بن عامر وأبو مسعود الأنصاري هكذا سمعناه من في رسول الله صلى الله عليه و سلم رواه مسلم هكذا موقوفا على حذيفة ومرفوعا عن عقبة وأبي مسعود

1340 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال كان رجل يداين الناس وكان يقول لفتاه إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه لعل الله عز و جل يتجاوز عنا فلقي الله فتجاوز عنه

رواه البخاري ومسلم والنسائي ولفظه إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن رجلا لم يعمل خيرا قط وكان يداين الناس فيقول لرسوله خذ ما تيسر واترك ما عسر وتجاوز لعل الله يتجاوز عنا فلما هلك

قال الله له هل عملت خيرا قط قال لا إلا أنه كان لي غلام وكنت أداين الناس فإذا بعثته يتقاضى

قلت له خذ ما تيسر واترك ما عسر وتجاوز لعل الله يتجاوز عنا

قال الله تعالى قد تجاوزت عنك

1341 - وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء إلا أنه كان يخالط الناس وكان موسرا وكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر

قال الله تعالى نحن أحق بذلك تجاوزوا عنه

رواه مسلم والترمذي

1342 - وعن بريدة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أنظر معسرا

 

فله كل يوم مثله صدقة

ثم سمعته يقول من أنظر معسرا فله كل يوم مثليه صدقة فقلت يا رسول الله سمعتك تقول من أنظر معسرا فله كل يوم مثله صدقة ثم سمعتك تقول من أنظر معسرا فله كل يوم مثليه صدقة قال له كل يوم مثله صدقة قبل أن يحل الدين فإذا حل فأنظره فله بكل يوم مثليه صدقة

رواه الحاكم ورواته محتج بهم في الصحيح

ورواه أحمد أيضا وابن ماجه والحاكم مختصرا من أنظر معسرا فله كل يوم صدقة قبل أن يحل الدين فإذا حل الدين فأنظره بعد ذلك فله كل يوم مثليه صدقة

وقال الحاكم صحيح على شرطهما

1343 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر في الدنيا يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر على مسلم في الدنيا ستر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه

رواه مسلم وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه مختصرا والحاكم وقال صحيح على شرطهما

1344 - وروي عن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من فرج عن مسلم كربة جعل الله تعالى له يوم القيامة شعبتين من نور على الصراط يستضيء بضوءيهما عالم لا يحصيهم إلا رب العزة

رواه الطبراني في الأوسط وهو غريب

1345 - وعنه رضي الله عنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أنظر معسرا أو وضع له أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ومعنى وضع له أي ترك له شيئا مما له عليه

 

وعن أبي اليسر رضي الله عنه قال أبصرت عيناي هاتان ووضع أصبعيه على عينيه وسمعت أذناي هاتان ووضع أصبعيه في أذنيه ووعاه قلبي هذا وأشار إلى نياط قلبه رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أنظر معسرا أو وضع له أظله الله في ظله

رواه ابن ماجه والحاكم واللفظ له وقال صحيح على شرط مسلم ورواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن ولفظه قال أشهد على رسول الله صلى الله عليه و سلم لسمعته يقول إن أول الناس يستظل في ظل الله يوم القيامة لرجل أنظر معسرا حتى يجد شيئا أو تصدق عليه بما يطلبه يقول مالي عليك صدقة ابتغاء وجه الله ويخرق صحيفته

قوله ويخرق صحيفته أي يقطع العهدة التي عليه

1347 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أراد أن تستجاب دعوته وأن تكشف كربته فليفرج عن معسر

رواه ابن أبي الدنيا في كتاب اصطناع المعروف

1348 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أنظر معسرا إلى ميسرته أنظره الله بذنبه إلى توبته

رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الكبير والأوسط

1349 - وعنه رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المسجد وهو يقول هكذا وأومأ أبو عبد الرحمن بيده إلى الأرض من أنظر معسرا أو وضع له وقاه الله من فيح جهنم

رواه أحمد بإسناد جيد وابن أبي الدنيا في اصطناع المعروف ولفظه قال دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم المسجد وهو يقول أيكم يسره أن يقيه الله عز و جل من فيح جهنم قلنا يا رسول الله كلنا يسره

قال من أنظر معسرا أو وضع له وقاه الله عز و جل من فيح جهنم

1350 - وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من نفس عن

 

غريمه أو محى عنه كان في ظل العرش يوم القيامة

رواه البغوي في شرح السنة وقال هذا حديث حسن وتقدم في أول الباب بنحوه

1351 - وروي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أظل الله عبدا في ظله يوم لا ظل إلا ظله أنظر معسرا أو ترك لغارم

رواه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند

1352 - وروي عن أسعد بن زرارة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سره أن يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله فلييسر على معسر أو ليضع عنه

رواه الطبراني في الكبير وله شواهد

1353 - وروي عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أنظر معسرا أو تصدق عليه أظله الله في ظله يوم القيامة

رواه الطبراني في الأوسط

الترغيب في الإنفاق في وجوه الخير كرما والترهيب من الإمساك والادخار شحا

1354 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا

رواه البخاري ومسلم وابن حبان في صحيحه ولفظه إن ملكا بباب من أبواب الجنة يقول من يقرض اليوم يجز غدا وملك بباب آخر يقول اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا

ورواه الطبراني مثل ابن حبان إلا أنه قال بباب من أبواب السماء

1355 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قال الله تعالى يا عبدي أنفق أنفق عليك

وقال يد الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما بيده وكان عرشه على الماء وبيده الميزان يخفض ويرفع

رواه البخاري ومسلم

 

لا يغيضها بفتح أوله أي لا ينقصها

1356 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا ابن آدم إنك إن تبذل الفضل خير لك وإن تمسكه شر لك ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلى

رواه مسلم والترمذي

الكفاف بفتح الكاف ما كف عن الحاجة إلى الناس مع القناعة لا يزيد على قدر الحاجة

والفضل ما زاد على قدر الحاجة

1357 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما طلعت شمس قط إلا وبجنبيها ملكان يناديان اللهم من أنفق فأعقبه خلفا ومن أمسك فأعقبه تلفا

رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم بنحوه وقال صحيح الإسناد والبيهقي من طريق الحاكم ولفظه في إحدى رواياته قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من يوم طلعت شمسه إلا وبجنبيها ملكان يناديان نداء يسمعه خلق الله كلهم غير الثقلين يا أيها الناس هلموا إلى ربكم إن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى ولا آبت الشمس إلا وكان بجنبيها ملكان يناديان نداء يسمعه خلق الله كلهم غير الثقلين اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا وأنزل الله في ذلك قرآنا في قول الملكين يا أيها الناس هلموا إلى ربكم في سورة يونس والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم يونس 52 وأنزل في قولهما اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى إلى قوله للعسرى الليل 1 01

1358 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد من ثديهما إلى تراقيهما فأما المنفق فلا ينفق إلا سبغت أو وفرت على جلده حتى تخفي بنانه وتعفو أثره وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئا إلا لزمت كل حلقة مكانها فهو يوسعها فلا تتسع

رواه البخاري ومسلم

 

الجنة بضم الجيم ما أجن المرء وستره والمراد به ههنا الدرع ومعنى الحديث أن المنفق كلما أنفق طالت عليه وسبغت حتى تستر بنان رجليه ويديه والبخيل كلما أراد أن ينفق لزمت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع شبه صلى الله عليه و سلم نعم الله تعالى ورزقه بالجنة وفي رواية بالجبة فالمنفق كلما أنفق اتسعت عليه النعم وسبغت ووفرت حتى تستره سترا كاملا شاملا

والبخيل كلما أراد أن ينفق منعه الشح والحرص وخوف النقص فهو بمنعه يطلب أن يزيد ما عنده وأن تتسع عليه النعم فلا تتسع ولا تستر منه ما يروم ستره والله سبحانه أعلم

1359 - وعن قيس بن سلع الأنصاري رضي الله عنه أن إخوته شكوه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا إنه يبذر ماله وينبسط فيه

قلت يا رسول الله آخذ نصيبي من التمرة فأنفقه في سبيل الله وعلى من صحبني فضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم صدره وقال أنفق ينفق الله عليك ثلاث مرات فلما كان بعد ذلك خرجت في سبيل الله ومعي راحلة وأنا أكثر أهل بيتي اليوم وأيسره

رواه الطبراني في الأوسط وقال تفرد به سعيد بن زياد أبو عاصم

1360 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الأخلاء ثلاثة فأما خليل فيقول أنا معك حتى تأتي قبرك وأما خليل فيقول لك ما أعطيت وما أمسكت فليس لك فذلك مالك وأما خليل فيقول أنا معك حيث دخلت وحيث خرجت فذلك عمله فيقول والله لقد كنت من أهون الثلاثة علي

رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما ولا علة له

1361 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله

قالوا يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه قال فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر

رواه البخاري والنسائي

1362 - وعنه رضي الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه و سلم على بلال وعنده صبر من تمر فقال ما هذا يا بلال قال أعد ذلك لأضيافك

قال أما تخشى أن يكون لك دخان في نار ==الاتي ج3وج4. بمشيئة الله=ج3وج4.=

ج3وج4.كتاب الترغيب والترهيب من الحديث الشريف عبد العظيم بن عبد القوي المنذري أبو محمد

جهنم أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا

رواه البزار بإسناد حسن والطبراني في الكبير وقال أما تخشى أن يفور له بخار في نار جهنم

1363 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم عاد بلالا فأخرج له صبرا من تمر فقال ما هذا يا بلال قال ادخرته لك يا رسول الله

قال أما تخشى أن يجعل لك بخار في نار جهنم أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا

رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط بإسناد حسن

1364 - وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم لا توكي فيوكأ عليك

وفي رواية أنفقي أو انفحي أو انضحي ولا تحصي فيحصي الله عليك ولا توعي فيوعي الله عليك

رواه البخاري ومسلم وأبو داود

انفحي بالحاء المهملة وانضحي وأنفقي الثلاثة معنى واحد وقوله لا توكي قال الخطابي لا تدخري والإيكاء شد رأس الوعاء بالوكاء وهو الرباط الذي يربط به يقول لا تمنعي ما في يدك فتنقطع مادة بركة الرزق عنك انتهى

1365 - وعن بلال رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يا بلال مت فقيرا ولا تمت غنيا

قلت وكيف لي بذلك قال ما رزقت فلا تخبأ وما سئلت فلا تمنع فقلت يا رسول الله وكيف لي بذلك قال هو ذاك أو النار

رواه الطبراني في الكبير وأبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب والحاكم وقال صحيح الإسناد وعنده قال لي الق الله فقيرا ولا تلقه غنيا

والباقي بنحوه

1366 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها

وفي رواية لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل

 

وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار

رواه البخاري ومسلم والمراد بالحسد هنا الغبطة وهو تمني مثل ما للمغبط وهذا لا بأس به وله نيته فإن تمنى زوالها عنه فذلك حرام وهو الحسد المذموم

1367 - وعن طلحة بن يحيى عن جدته سعدى قالت دخلت يوما على طلحة تعني ابن عبيد الله فرأيت منه ثقلا فقلت له ما لك لعله رابك منا شيء فنعتبك قال لا ولنعم حليلة المرء المسلم أنت ولكن اجتمع عندي مال ولا أدري كيف أصنع به

قالت وما يغمك منه ادع قومك فاقسمه بينهم فقال يا غلام علي بقومي فسألت الخازن كم قسم قال أربعمائة ألف

رواه الطبراني بإسناد حسن

1368 - وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نشر الله عبدين من عباده أكثر لهما من المال والولد فقال لأحدهما أي فلان ابن فلان قال لبيك رب وسعديك

قال ألم أكثر لك من المال والولد قال بلى أي رب

قال وكيف صنعت فيما آتيتك قال تركته لولدي مخافة العيلة

قال أما إنك لو تعلم العلم لضحكت قليلا ولبكيت كثيرا أما إن الذي تخوفت عليهم قد أنزلت بهم ويقول للآخر أي فلان ابن فلان فيقول لبيك أي رب وسعديك قال له ألم أكثر لك من المال والولد قال بلى

أي رب

قال فكيف صنعت فيما آتيتك فقال أنفقت في طاعتك ووثقت لولدي من بعدي بحسن طولك

قال أما إنك لو تعلم العلم لضحكت كثيرا ولبكيت قليلا أما إن الذي قد وثقت به أنزلت بهم

رواه الطبراني في الصغير والأوسط

العيلة بفتح العين المهملة وسكون الياء هو الفقر

والطول بفتح الطاء هو الفضل والقدرة والغنى

1369 - وعن مالك الدار أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخذ أربعمائة دينار فجعلها في صرة فقال للغلام اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجراح ثم تله في البيت ساعة حتى تنظر ما يصنع فذهب بها الغلام إليه فقال يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض

 

حاجتك فقال وصله الله ورحمه ثم قال تعالي يا جارية اذهبي بهذه السبعة إلى فلان وبهذه الخمسة إلى فلان وبهذه الخمسة إلى فلان حتى أنفذها ورجع الغلام إلى عمر فأخبره فوجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل فقال اذهب بها إلى معاذ بن جبل وتله في البيت حتى تنظر ما يصنع فذهب بها إليه فقال يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك فقال رحمه الله ووصله تعالي يا جارية اذهبي إلى بيت فلان بكذا اذهبي إلى بيت فلان بكذا اذهبي إلى بيت فلان بكذا فاطلعت امرأة معاذ وقالت نحن والله مساكين فأعطنا فلم يبق في الخرقة إلا ديناران فدحى بهما إليها ورجع الغلام إلى عمر فأخبره فسر بذلك فقال إنهم إخوة بعضهم من بعض

رواه الطبراني في الكبير ورواته إلى مالك الدار ثقات مشهورون ومالك الدار لا أعرفه

تله هو بفتح التاء المثناة فوق واللام أيضا وتشديد الهاء أي تشاغل

فدحى بهما بالحاء المهملة أي رمى بهما

1370 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال كانت عند رسول الله صلى الله عليه و سلم سبعة دنانير وضعها عند عائشة فلما كان عند مرضه قال يا عائشة ابعثي بالذهب إلى علي ثم أغمي عليه

وشغل عائشة ما به حتى قال ذلك مرارا كل ذلك يغمى على رسول الله صلى الله عليه و سلم ويشغل عائشة ما به فبعث إلى علي فتصدق بها وأمسى رسول الله صلى الله عليه و سلم في حديد الموت ليلة الاثنين فأرسلت عائشة بمصباح لها إلى امرأة من نسائها فقالت أهدي لنا في مصباحنا من عكتك السمن فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمسى في حديد الموت

رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات محتج بهم في الصحيح ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث عائشة بمعناه

1371 - وعن عبد الله بن الصامت قال كنت مع أبي ذر رضي الله عنه فخرج عطاؤه ومعه جارية له

قال فجعلت تقضي حوائجه ففضل معها سبعة فأمرها أن تشتري به فلوسا

قال قلت لو أخرته للحاجة تنوبك أو للضيف ينزل بك

قال إن خليلي عهد إلي أن أيما ذهب أو فضة أوكىء عليه فهو جمر على صاحبه حتى يفرغه في سبيل الله عز و جل

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

 

ورواه أحمد أيضا والطبراني باختصار القصة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أوكى على ذهب أو فضة ولم ينفقه في سبيل الله كان جمرا يوم القيامة يكوى به

هذا لفظ الطبراني ورجاله أيضا رجال الصحيح

1372 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أهديت للنبي صلى الله عليه و سلم ثلاث طوائر فأطعم خادمه طائرا

فلما كان من الغد أتته بها فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم ألم أنهك أن ترفعي شيئا لغد

فإن الله يأتي برزق غد

رواه أبو يعلى والبيهقي ورواة أبي يعلى ثقات

1373 - وعن أنس أيضا رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يدخر شيئا لغد

رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي كلاهما من رواية جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت عنه

1374 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول إني لألج هذه الغرفة ما ألجها إلا خشية أن يكون فيها مال فأتوفى ولم أنفقه

رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن

لألج أي لأدخل

والغرفة بضم الغين المعجمة هي العلية

1375 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما أحب أن لي أحدا ذهبا أبقى صبح ثالثة وعندي منه شيء إلا شيئا أعده لدين

رواه البزار من رواية عطية عن أبي سعيد وهو إسناد حسن وله شواهد كثيرة

1376 - وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال قال لي أبو ذر يا ابن أخي كنت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم آخذا بيده فقال لي يا أبا ذر ما أحب أن لي أحدا ذهبا وفضة أنفقه في سبيل الله أموت يوم أموت أدع منه قيراطا

قلت يا رسول الله قنطارا

قال يا أبا ذر أذهب إلى الأقل وتذهب إلى الأكثر أريد الآخرة وتريد الدنيا قيراطا فأعادها علي ثلاث مرات

رواه البزار بإسناد حسن

1377 - وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم التفت إلى أحد فقال والذي نفسي بيده ما يسرني أن أحدا تحول لآل محمد ذهبا أنفقه في سبيل الله أموت يوم أموت أدع منه دينارين إلا دينارين أعدهما للدين إن كان

رواه أحمد وأبو يعلى وإسناد أحمد جيد قوي

 

وعن قيس بن أبي حازم قال دخلت على سعيد بن مسعود نعوده فقال ما أدري ما يقولون ولكن ليت ما في تابوتي هذا جمر فلما مات نظروا فإذا فيه ألف أو ألفان

رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن

1379 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رجلا توفي على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم يوجد له كفن فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال انظروا إلى داخلة إزاره فأصيب دينار أو ديناران فقال كيتان

وفي رواية توفي رجل من أهل الصفة فوجد في مئزره دينار فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كية ثم توفي آخر فوجد في مئزره ديناران فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كيتان

رواه أحمد والطبراني من طرق ورواة بعضها ثقات أثبات غير شهر بن حوشب

1380 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال توفي رجل من أهل الصفة فوجدوا في شملته دينارين فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال كيتان

رواه أحمد وابن حبان في صحيحه

قال الحافظ وإنما كان كذلك لأنه ادخر مع تلبسه بالفقر ظاهرا ومشاركته الفقراء فيما يأتيهم من الصدقة والله أعلم

1381 - وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه و سلم فأتي بجنازة ثم أتي بأخرى فقال هل ترك من دين قالوا لا

قال فهل ترك شيئا قالوا نعم ثلاثة دنانير فقال بأصابعه ثلاث كيات الحديث

رواه أحمد بإسناد حسن جيد واللفظ له والبخاري بنحوه وابن حبان في صحيحه

1382 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابيا غزا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم خيبر فأصابه من سهمه ديناران فأخذهما الأعرابي فجعلهما في عباءة فخيط عليهما ولف عليهما فمات الأعرابي فوجد الديناران فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال كيتان

رواه أحمد وإسناده حسن لا بأس به في المتابعات

 

ترغيب المرأة في الصدقة من مال زوجها إذا أذن وترهيبها منها ما لم يأذن

1383 - عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها بما أنفقت ولزوجها أجره بما اكتسب وللخادم مثل ذلك لا ينقص بعضهم من أجر بعض شيئا

رواه البخاري ومسلم واللفظ له وأبو داود وابن ماجه والترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه وعند بعضهم إذا تصدقت بدل أنفقت

1384 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه

رواه البخاري ومسلم وأبو داود

1385 - وفي رواية لابي داود أن أبا هريرة رضي الله عنه سئل عن المرأة هل تتصدق من بيت زوجها قال لا إلا من قوتها والأجر بينهما ولا يحل لها أن تتصدق من مال زوجها إلا بإذنه

زاد رزين العبدري في جامعه فإن أذن لها فالأجر بينهما فإن فعلت بغير إذنه فالأجر له والإثم عليها

1386 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يجوز لامرأة عطية إلا بإذن زوجها

رواه أبو داود والنسائي من طريق عمرو بن شعيب

1387 - وعن أسماء رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله ما لي مال إلا ما أدخل علي الزبير أفأتصدق قال تصدقي ولا توعي فيوعى عليك

وفي رواية أنها جاءت النبي صلى الله عليه و سلم فقالت يا نبي الله ليس لي شيء إلا ما أدخل علي الزبير فهل علي جناح أن أرضخ مما يدخل علي قال ارضخي ما استطعت ولا توعي

 

فيوعي الله عليك

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي

1388 - وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا تصدقت المرأة من بيت زوجها كان لها أجرها ولزوجها مثل ذلك لا ينقص كل واحد منهما من أجر صاحبه شيئا له بما كسب ولها بما أنفقت

رواه الترمذي وقال حديث حسن

1389 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في خطبته عام حجة الوداع لا تنفق امرأة شيئا من بيت زوجها إلا بإذن زوجها

قيل يا رسول الله ولا الطعام قال ذلك أفضل أموالنا

رواه الترمذي وقال حديث حسن

الترغيب في إطعام الطعام وسقي الماء والترهيب من منعه

1390 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف

رواه البخاري ومسلم والنسائي

1391 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني أنبئني عن كل شيء قال كل شيء خلق من الماء

فقلت أخبرني بشيء إذا عملته دخلت الجنة قال أطعم الطعام وأفش السلام وصل الأرحام وصل بالليل والناس نيام تدخل الجنة بسلام

رواه أحمد وابن حبان في صحيحه واللفظ له والحاكم وقال صحيح الإسناد

 

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اعبدوا الرحمن وأطعموا الطعام وأفشوا السلام تدخلوا الجنة بسلام

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح

1393 - وعنه أيضا رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها فقال أبو مالك الأشعري لمن هي يا رسول الله قال هي لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وبات قائما والناس نيام

رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن والحاكم وقال صحيح على شرطهما

1394 - وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام

رواه ابن حبان في صحيحه

1395 - وعن حمزة بن صهيب عن أبيه رضي الله عنه قال قال عمر لصهيب فيك سرف في الطعام فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول خياركم من أطعم الطعام

رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب وفي إسناده عبد الله بن محمد بن عقيل ومن لا يحضرني الآن حاله

1396 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الكفارات إطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام

رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد

قال المملي رضي الله عنه كيف وعبد الله بن أبي حميد متروك

1397 - وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال أول ما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المدينة انجفل الناس إليه فكنت فيمن جاءه فلما تأملت وجهه واستثبته علمت أن وجهه ليس بوجه كذاب

قال وكان أول ما سمعت من كلامه أن قال أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن ماجه والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين

 

انجفل الناس بالجيم أي أسرعوا ومضوا كلهم

استثبته أي تحققته وتبينته وتقدمت أحاديث من هذا الباب في الوضوء والصلاة وغيرهما ويأتي أحاديث أخر في السلام وطلاقة الوجه إن شاء الله تعالى

1398 - وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من موجبات الرحمة إطعام المسلم المسكين

رواه الحاكم وصححه والبيهقي متصلا ومرسلا من طريقه أيضا إلا أنه قال إن من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان وقال قال عبد الوهاب يعني الجائع

ورواه أبو الشيخ في كتاب الثواب إلا أنه قال إن من موجبات الجنة إطعام المسلم السغبان

السغبان بالسين المهملة والغين المعجمة بعدهما باء موحدة

1399 - وعن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله ليربي لاحدكم التمرة واللقمة كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتى يكون مثل أحد

رواه ابن حبان في صحيحه وتقدم هو وحديث أبي برزة أيضا إن العبد ليتصدق بالكسرة تربو عند الله عز و جل حتى تكون مثل أحد

1400 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله عز و جل ليدخل بلقمة الخبز وقبصة التمر ومثله مما ينفع المسكين ثلاثة الجنة الآمر به والزوجة المصلحة له والخادم الذي يناول المسكين

وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم الحمد لله الذي لم ينس خدمنا

رواه الطبراني في الأوسط والحاكم وتقدم

القبصة بفتح القاف وضمها وبالصاد المهملة هي ما يتناوله الآخذ برؤوس أصابعه الثلاث

1401 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تعبد عابد من بني إسرائيل فعبد الله في صومعته ستين عاما وأمطرت الأرض فاخضرت فأشرف الراهب من صومعته فقال لو نزلت فذكرت الله فازددت خيرا فنزل ومعه رغيف أو رغيفان فبينما هو في الأرض لقيته امرأة فلم يزل يكلمها وتكلمه حتى غشيها ثم أغمي عليه فنزل الغدير يستحم فجاء سائل فأومأ إليه أن يأخذ الرغيفين ثم مات فوزنت عبادة ستين سنة بتلك

 

الزنية فرجحت الزنية بحسناته ثم وضع الرغيف أو الرغيفان مع حسناته فرجحت حسناته فغفر له

رواه ابن حبان في صحيحه

1402 - وعن البراء بن عازب قال جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله علمني عملا يدخلني الجنة قال إن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة أعتق النسمة وفك الرقبة فإن لم تطق ذلك فأطعم الجائع واسق الظمآن

الحديث

رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والبيهقي ويأتي بتمامه في العتق إن شاء الله تعالى

1403 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أطعم أخاه حتى يشبعه وسقاه من الماء حتى يرويه باعده الله من النار سبع خنادق ما بين كل خندقين مسيرة خمسمائة عام

رواه الطبراني في الكبير وأبو الشيخ ابن حبان في الثواب والحاكم والبيهقي وقال الحاكم صحيح الإسناد

1404 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل الصدقة أن تشبع كبدا جائعا

رواه أبو الشيخ في الثواب والبيهقي واللفظ له والأصبهاني كلهم من رواية زربي مؤذن هشام عن أنس ولفظ أبي الشيخ والأصبهاني قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من عمل أفضل من إشباع كبد جائع

1405 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله يوم القيامة من ثمار الجنة وأيما مؤمن سقى مؤمنا على ظمإ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم وأيما مؤمن كسا مؤمنا على عري كساه الله يوم القيامة من حلل الجنة

رواه الترمذي واللفظ له وأبو داود

ويأتي لفظه وقال الترمذي حديث غريب وقد روي موقوفا على أبي سعيد وهو أصح وأشبه ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب اصطناع المعروف موقوفا على ابن مسعود ولفظه قال يحشر الناس يوم القيامة أعرى ما كانوا قط وأجوع ما كانوا قط وأظمأ ما كانوا قط وأنصب ما كانوا قط فمن كسا لله عز و جل كساه الله عز و جل ومن أطعم لله عز

 

وجل أطعمه الله عز و جل ومن سقى لله عز و جل سقاه الله عز و جل ومن عمل لله أغناه الله ومن عفا لله عز و جل أعفاه الله عز و جل

وروي مرفوعا بهذا اللفظ

1406 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله عز و جل يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده

يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني

قال يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين قال أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي

يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني

قال يا رب وكيف أسقيك وأنت رب العالمين

قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي

رواه مسلم

1407 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أصبح منكم اليوم صائما فقال أبو بكر رضي الله عنه أنا فقال من أطعم منكم اليوم مسكينا فقال أبو بكر أنا

قال من تبع منكم اليوم جنازة قال أبو بكر أنا فقال من عاد منكم اليوم مريضا قال أبو بكر أنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما اجتمعت هذه الخصال قط في رجل إلا دخل الجنة

رواه ابن خزيمة في صحيحه

1408 - وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الأعمال أفضل قال إدخالك السرور على مؤمن أشبعت جوعته أو كسوت عورته أو قضيت له حاجة

رواه الطبراني في الأوسط ورواه أبو الشيخ في الثواب من حديث ابن عمر بنحوه

وفي رواية له أحب الأعمال إلى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تطرد عنه جوعا أو تقضي عنه دينا

1409 - وروي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من أطعم مؤمنا حتى يشبعه من سغب أدخله الله بابا من أبواب الجنة لا يدخله إلا من كان مثله

رواه الطبراني في الكبير

 

السغب بفتح السين المهملة والغين المعجمة جميعا هو الجوع

1410 - وروي عن جعفر العبدي و الحسن قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله عز و جل يباهي ملائكته بالذين يطعمون الطعام من عبيده

رواه أبو الشيخ في الثواب مرسلا

1411 - وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث من كن فيه نشر الله عليه كنفه وأدخله جنته رفق بالضعيف وشفقة على الوالدين وإحسان إلى المملوك

وثلاث من كن فيه أظله الله عز و جل تحت عرشه يوم لا ظل إلا ظله الوضوء في المكاره والمشي إلى المساجد في الظلم وإطعام الجائع

رواه الترمذي بالثلاث الأول فقط وقال حديث غريب

رواه الشيخ في الثواب وأبو القاسم الأصبهاني بتمامه

1412 - وعن علي رضي الله عنه قال لأن أجمع نفرا من إخواني على صاع أو صاعين من طعام أحب إلي من أن أدخل سوقكم فأشتري رقبة فأعتقها

رواه أبو الشيخ في الثواب موقوفا عليه وفي إسناده ليث بن أبي سليم

1413 - وروي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لأن أطعم أخا لي في الله لقمة أحب إلي من أن أتصدق على مسكين بدرهم ولأن أعطي أخا لي في الله درهما أحب إلي من أن أتصدق على مسكين بمائة درهم

رواه أبو الشيخ أيضا فيه ولعله موقوف كالذي قبله

1414 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال رجلان سلكا مفازة عابد والآخر به رهق فعطش العابد حتى سقط فجعل صاحبه ينظر إليه وهو صريع فقال والله إن مات هذا العبد الصالح عطشا ومعي ماء لا أصيب من الله خيرا أبدا ولئن سقيته مائي لأموتن فتوكل على الله وعزم فرش عليه من مائه وسقاه فضله فقام فقطع المفازة فيوقف الذي به رهق للحساب فيؤمر به إلى النار فتسوقه الملائكة فيرى العابد فيقول يا فلان أما تعرفني فيقول ومن أنت فيقول أنا فلان الذي آثرتك على نفسي يوم المفازة فيقول بلى أعرفك فيقول للملائكة قفوا فيقفون فيجيء حتى يقف فيدعو ربه عز و جل

 

فيقول يا رب قد عرفت يده عندي وكيف آثرني على نفسه

يا رب هبه لي فيقول هو لك فيجيء فيأخذ بيد أخيه فيدخله الجنة فقلت لأبي ظلال أحدثك أنس عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال نعم

رواه الطبراني في الأوسط وأبو ظلال اسمه هلال بن سويد أو ابن أبي سويد وثقه البخاري وابن حبان لا غيره ورواه البيهقي في الشعب عن أبي ظلال أيضا عن أنس بنحوه ثم قال وهذا الإسناد إن كان غير قوي فله شاهد من حديث أنس ثم روي بإسناده من طريق علي بن أبي سارة وهو متروك

1415 - وعن ثابت البناني عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أن رجلا من أهل الجنة يشرف يوم القيامة على أهل النار فيناديه رجل من أهل النار فيقول يا فلان هل تعرفني فيقول لا والله ما أعرفك من أنت فيقول أنا الذي مررت بي في الدنيا فاستسقيتني شربة من ماء فسقيتك قال قد عرفت قال فاشفع لي بها عند ربك

قال فيسأل الله تعالى جل ذكره فيقول إني أشرفت على النار فناداني رجل من أهلها فقال لي هل تعرفني قلت لا والله ما أعرفك من أنت قال أنا الذي مررت بي في الدنيا فاستسقيتني شربة من ماء فسقيتك فاشفع لي عند ربك فشفعني فيه فيشفعه الله فيأمر به فيخرج من النار

رواه ابن ماجه ولفظه قال يصف الناس يوم القيامة صفوفا ثم يمر أهل الجنة فيمر الرجل على الرجل من أهل النار فيقول يا فلان أما تذكر يوم استسقيت فسقيتك شربة

قال فيشفع له ويمر الرجل على الرجل فيقول أما تذكر يوم ناولتك طهورا فيشفع له ويمر الرجل على الرجل فيقول يا فلان أما تذكر يوم بعثتني لحاجة كذا وكذا فذهبت لك فيشفع له

رواه الأصبهاني بنحو ابن ماجه

قوله به رهق بفتح الراء والهاء بعدهما قاف أي غشيان للمحارم وارتكاب للطغيان والمفاسد

1416 - وعن كدير الضبي أن رجلا أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال أخبرني بعمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار فقال النبي صلى الله عليه و سلم أو هما أعملتاك قال نعم قال تقول

 

العدل وتعطي الفضل

قال والله لا أستطيع أن أقول العدل كل ساعة وما أستطيع أن أعطي الفضل

قال فتطعم الطعام وتفشي السلام قال هذه أيضا شديدة

قال فهل لك إبل قال نعم

قال فانظر إلى بعير من إبلك وسقاء ثم اعمد إلى أهل بيت لا يشربون الماء إلا غبا فاسقهم فلعلك لا يهلك بعيرك ولا ينخرق سقاؤك حتى تجب لك الجنة

قال فانطلق الأعرابي يكبر فما انخرق سقاؤه ولا هلك بعيره حتى قتل شهيدا

رواه الطبراني والبيهقي ورواه الطبراني إلى كدير رواة الصحيح ورواه ابن خزيمة في صحيحه باختصار وقال لست أقف على سماع أبي إسحاق هذا الخبر من كدير

قال الحافظ قد سمعه أبو إسحاق من كدير ولكن الحديث مرسل

وقد توهم ابن خزيمة أن لكدير صحبة فأخرج حديثه في صحيحه وإنما هو تابعي شيعي تكلم فيه البخاري والنسائي وقواه أبو حاتم وغيره وقد عده جماعة من الصحابة وهما منهم ولا يصح والله أعلم

أعملتاك أي بعثتاك واستعملتاك وحملتاك على الإتيان والسؤال وقوله لا يشربون الماء إلا غبا

بكسر الغين المعجمة وتشديد الباء الموحدة أي يوما دون يوم

1417 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال أتى النبي صلى الله عليه و سلم رجل فقال ما عمل إن عملت به دخلت الجنة قال أنت ببلد يجلب به الماء قال نعم

قال فاشتر بها سقاء جديدا ثم اسق فيها حتى تخرقها فإنك لن تخرقها حتى تبلغ بها عمل الجنة

رواه الطبراني في الكبير ورواة إسناده ثقات إلا يحيى الحماني

1418 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إني أنزع في حوضي حتى إذا ملأته لإبلي ورد علي البعير لغيري فسقيته فهل في ذلك من أجر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن في كل ذات كبد

 

أجرا

رواه أحمد ورواته ثقات مشهورون

1419 - وعن محمود بن الربيع أن سراقة بن جعشم

قال يا رسول الله الضالة ترد على حوضي فهل لي فيها من أجر إن سقيتها

قال اسقها فإن في كل ذات كبد حراء أجرا

رواه ابن حبان في صحيحه ورواه ابن ماجه والبيهقي كلاهما عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم عن أبيه عن عمه سراقة بن جعشم رضي الله عنه

1420 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه الحر فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان مني فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له

قالوا يا رسول الله إن لنا في البهائم أجرا فقال في كل كبد رطبة أجر

رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال فشكر الله له فأدخله الجنة

1421 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سبع تجري للعبد بعد موته وهو في قبره من علم علما أو كرى نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخلا أو بنى مسجدا أو ورث مصحفا أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته

رواه البزار وأبو نعيم في الحلية وقال هذا حديث غريب من حديث قتادة تفرد به أبو نعيم عن العزرمي

قال الحافظ تقدم أن ابن ماجه رواه من حديث أبي هريرة بإسناد حسن لكن لم يذكر ابن ماجه غرس النخل ولا حفر البئر وذكر موضعهما الصدقة وبيت ابن السبيل

ورواه ابن خزيمة في صحيحه لم يذكر فيه المصحف وقال أو نهرا أكراه

يعني حفره

1422 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ليس صدقة أعظم أجرا من ماء

رواه البيهقي

1423 - وعن أنس رضي الله عنه أن سعدا أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إن أمي توفيت ولم توص أفينفعها أن أتصدق عنها قال نعم وعليك بالماء

رواه الطبراني في الأوسط ورواته محتج بهم في الصحيح

1424 - وعن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله إن أمي ماتت فأي

 

الصدقة أفضل قال الماء فحفر بئرا وقال هذه لأم سعد

رواه أبو داود واللفظ له وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه إلا أنه قال إن صح الخبر وابن حبان في صحيحه ولفظه قلت يا رسول الله أي الصدقة أفضل قال سقي الماء

والحاكم بنحو ابن حبان وقال صحيح على شرطهما

قال المملي الحافظ رحمه الله بل هو منقطع الإسناد عند الكل فإنهم كلهم رووه عن سعيد بن المسيب عن سعد ولم يدركه فإن سعدا توفي بالشام سنة خمس عشرة وقيل سنة أربع عشرة ومولد سعيد بن المسيب سنة خمس عشرة ورواه أبو داود أيضا والنسائي وغيرهما عن الحسن البصري عن سعد ولم يدركه أيضا فإن مولد الحسن سنة إحدى وعشرين ورواه أبو داود أيضا وغيره عن أبي إسحاق السبيعي عن رجل عن سعد والله أعلم

1425 - وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من حفر ماء لم تشرب منه كبد حرى من جن ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة

رواه البخاري في تاريخه وابن خزيمة في صحيحه

1426 - وعن علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت ابن المبارك وسأله رجل يا أبا عبد الرحمن قرحة خرجت في ركبتي منذ سبع سنين وقد عالجت بأنواع العلاج وسألت الأطباء فلم أنتفع به

قال اذهب فانظر موضعا يحتاج الناس الماء فاحفر هناك بئرا فإني أرجو أن تنبع هناك عين ويمسك عنك الدم ففعل الرجل فبرأ

رواه البيهقي وقال وفي هذا المعنى حكاية شيخنا الحاكم أبي عبد الله رحمه الله فإنه قرح وجهه وعالجه بأنواع المعالجة فلم يذهب وبقي فيه قريبا من سنة فسأل الأستاذ الإمام أبا عثمان الصابوني أن يدعو له في مجلسه يوم الجمعة فدعا له وأكثر الناس التأمين فلما كان يوم الجمعة الأخرى ألقت امرأة في المجلس رقعة بأنها عادت إلى بيتها واجتهدت في الدعاء للحاكم أبي عبد الله تلك الليلة فرأت في منامها رسول الله صلى الله عليه و سلم كأنه يقول لها قولي لأبي عبد الله يوسع الماء على المسلمين فجئت بالرقعة إلى الحاكم فأمر

 

بسقاية بنيت على باب داره وحين فرغوا من بنائها أمر بصب الماء فيها وطرح الجمد في الماء وأخذ الناس في الشرب فما مر عليه أسبوع حتى ظهر الشفاء وزالت تلك القروح وعاد وجهه إلى أحسن ما كان وعاش بعد ذلك سنين

فصل

1427 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم رجل على فضل ماء بفلاة يمنعه ابن السبيل

زاد في رواية يقول الله له اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك الحديث

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه ويأتي بتمامه إن شاء الله تعالى

1428 - وعن امرأة يقال لها بهيسة عن أبيها قالت استأذن أبي النبي صلى الله عليه و سلم فدخل بينه وبين قميصه فجعل يقبل ويلتزم ثم قال يا نبي الله ما الشيء الذي لا يحل منعه قال الماء

قال يا نبي الله ما الشيء الذي لا يحل منعه قال الملح

قال يا نبي الله ما الشيء الذي لا يحل منعه قال أن تفعل الخير خير لك

رواه أبو داود

1430 - وروي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت يا رسول الله ما الشيء الذي لا يحل منعه قال الماء والملح والنار

قالت قلت يا رسول الله هذا الماء وقد عرفناه فما بال الملح والنار قال يا حميراء من أعطى نارا فكأنما تصدق بجميع ما

 

أنضجت تلك النار ومن أعطى ملحا فكأنما تصدق بجميع ما طيبت تلك الملح ومن سقى مسلما شربة من ماء حيث يوجد الماء فكأنما أعتق رقبة ومن سقى مسلما شربة من ماء حيث لا يوجد الماء فكأنما أحياها

رواه ابن ماجه

1431 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المسلمون شركاء في ثلاث في الماء والكلإ والنار وثمنه حرام

قال أبو سعيد يعني الماء الجاري

رواه ابن ماجه أيضا

الكلأ بفتح الكاف واللام بعدهما همزة غير ممدود هو العشب رطبه ويابسه

5 - الترغيب في شكر المعروف ومكافأة فاعله والدعاء له وما جاء فيمن لم يشكر ما أولي إليه

1432 - عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سألكم بالله فأعطوه ومن استجار بالله فأجيروه ومن أتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه

رواه أبو داود والنسائي واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما ورواه الطبراني في الأوسط مختصرا قال من اصطنع إليكم معروفا فجازوه فإن عجزتم عن مجازاته فادعوا له حتى تعلموا أن قد شكرتم فإن الله شاكر يحب الشاكرين

1433 - وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من أعطي عطاء فوجد فليجز به فإن لم يجد فليثن فإن من أثنى فقد شكر ومن كتم فقد كفر ومن تحلى بما لم يعط كان كلابس ثوبي زور

رواه الترمذي عن أبي الزبير عنه وقال حديث حسن غريب ورواه

 

أبو داود عن رجل عن جابر وقال هو شرحبيل بن سعد ورواه ابن حبان في صحيحه عن شرحبيل عنه ولفظه من أولي معروفا فلم يجد له جزاء إلا الثناء فقد شكره ومن كتمه فقد كفره ومن تحلى بباطل فهو كلابس ثوبي زور

قال الحافظ وشرحبيل بن سعد تأتي ترجمته

وفي رواية جيدة لأبي داود من أبلي فذكره فقد شكره ومن كتمه فقد كفره

قوله من أبلي أي من أنعم عليه والإبلاء الإنعام

1434 - وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء

وفي رواية من أولي معروفا أو أسدي إليه معروف فقال للذي أسداه جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

قال الحافظ وقد أسقط من بعض نسخ الترمذي ورواه الطبراني في الصغير مختصرا إذا قال الرجل جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء

1435 - وعن الأشعث بن قيس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أشكر الناس لله تبارك وتعالى أشكرهم للناس

وفي رواية لا يشكر الله من لا يشكر الناس

رواه أحمد ورواته ثقات ورواه الطبراني من حديث أسامة بن زيد بنحو الأولى

1436 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أتي إليه معروف فليكافىء به ومن لم يستطع فليذكره فإن من ذكره فقد شكره ومن تشبع بما لم يعط فهو كلابس ثوبي زور

رواه أحمد ورواته ثقات إلا صالح بن أبي الأخضر

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يشكر الله من لا يشكر الناس

رواه أبو داود والترمذي وقال صحيح

قال الحافظ روي هذا الحديث برفع الله وبرفع الناس وروي أيضا بنصبهما وبرفع الله ونصب الناس وعكسه أربع روايات

1438 - وروي عن طلحة يعني ابن عبيد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أولي معروفا فليذكره فمن ذكره فقد شكره ومن كتمه فقد كفره

رواه الطبراني ورواه ابن أبي الدنيا من حديث عائشة رضي الله عنها

1439 - وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله والتحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر والجماعة رحمة والفرقة عذاب

رواه عبد الله بن أحمد في زوائده بإسناد لا بأس به ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب اصطناع المعروف باختصار

1440 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال المهاجرون يا رسول الله ذهب الأنصار بالأجر كله ما رأينا قوما أحسن بذلا لكثير ولا أحسن مواساة في قليل منهم ولقد كفونا المؤنة

قال أليس تثنون عليهم به وتدعون لهم قالوا بلى قال فذاك بذاك

رواه أبو داود والنسائي واللفظ له

كتاب الصوم الترغيب في الصوم مطلقا وما جاء في فضله وفضل دعاء الصائم 1441 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الله عز و جل كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه

رواه البخاري واللفظ له ومسلم

1442 - وفي رواية للبخاري يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها

1443 - وفي رواية لمسلم كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف

قال الله تعالى إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك

1444 - وفي أخرى له أيضا و لابن خزيمة وإذا لقي الله عز و جل فجزاه فرح

 

الحديث

ورواه مالك وأبو داود والترمذي والنسائي بمعناه مع اختلاف بينهم في الألفاظ

1445 - وفي رواية للترمذي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن ربكم يقول كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والصوم لي وأنا أجزي به والصوم جنة من النار ولخلوف الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وإن جهل على أحدكم جاهل وهو صائم فليقل إني صائم إني صائم

1446 - وفي رواية لابن خزيمة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يعني قال الله عز و جل كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي به الصيام جنة والذي نفس محمد بيده لخلوف الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك

للصائم فرحتان إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه

1447 - وفي أخرى له قال كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف

قال الله إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي به يدع الطعام من أجلي ويدع الشراب من أجلي ويدع لذته من أجلي ويدع زوجته من أجلي ولخلوف الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وللصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه

الرفث بفتح الراء والفاء يطلق ويراد به الجماع ويطلق ويراد به الفحش ويطلق ويراد به خطاب الرجل والمرأة فيما يتعلق بالجماع

وقال كثير من العلماء إن المراد به في هذا الحديث الفحش ورديء الكلام

والجنة بضم الجيم هو ما يجنك

أي يسترك ويقيك مما تخاف ومعنى الحديث إن الصوم يستر صاحبه ويحفظه من الوقوع في المعاصي

والخلوف بفتح الخاء المعجمة وضم اللام هو تغير رائحة الفم من الصوم

وسئل سفيان بن عيينة عن قوله تعالى كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي فقال إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عز و جل عبده ويؤدي ما عليه من المظالم من سائر عمله حتى لا يبقى إلا الصوم فيتحمل الله

 

ما بقي عليه من المظالم ويدخله بالصوم الجنة هذا كلامه وهو غريب

وفي معنى هذه اللفظة أوجه كثيرة ليس هذا موضع استيفائها

وتقدم حديث الحارث الأشعري فيه وآمركم بالصيام ومثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة مسك كلهم يحب أن يجد ريحها وإن الصيام أطيب عند الله من ريح المسك

الحديث رواه الترمذي وصححه إلا أنه قال وإن ريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك

وابن خزيمة في صحيحه واللفظ له وابن حبان والحاكم وتقدم بتمامه في الالتفات في الصلاة

1448 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الأعمال عند الله عز و جل سبع عملان موجبان وعملان بأمثالهما وعمل بعشر أمثاله وعمل بسبعمائة وعمل لا يعلم ثواب عامله إلا الله عز و جل فأما الموجبان فمن لقي الله يعبده مخلصا لا يشرك به شيئا وجبت له الجنة ومن لقي الله قد أشرك به وجبت له النار ومن عمل سيئة جزي بها ومن أراد أن يعمل حسنة فلم يعملها جزي مثلها ومن عمل حسنة جزي عشرا ومن أنفق ماله في سبيل الله ضعفت له نفقته الدرهم بسبعمائة والدينار بسبعمائة والصيام لله عز و جل لا يعلم ثواب عامله إلا الله عز و جل

رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي وهو في صحيح ابن حبان من حديث حريم بن فاتك بنحوه لم يذكر فيه الصوم

1449 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد

رواه البخاري ومسلم والنسائي والترمذي

وزاد ومن دخله لم يظمأ أبدا

وابن خزيمة في صحيحه إلا أنه قال فإذا دخل أحدهم أغلق من دخل شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا

1450 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اغزوا تغنموا

 

وصوموا تصحوا وسافروا تستغنوا

رواه الطبراني في الأوسط ورواته ثقات

1451 - وروي عن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال الصيام جنة وحصن حصين من النار

رواه أحمد بإسناد حسن والبيهقي

1452 - وعن جابر رضي الله عنه عن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال الصيام جنة يستجن بها العبد من النار

رواه أحمد بإسناد حسن والبيهقي

1453 - وعن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الصيام جنة من النار كجنة أحدكم من القتال وصيام حسن ثلاثة أيام من كل شهر

رواه ابن خزيمة في صحيحه

1454 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له ألا أدلك على أبواب الخير

قلت بلى يا رسول الله

قال الصوم جنة والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار

رواه الترمذي في حديث وصححه ويأتي بتمامه في الصمت إن شاء الله وتقدم حديث كعب بن عجرة وغيره بمعناه

1455 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه

ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال فيشفعان

رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله محتج بهم في الصحيح ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب الجوع وغيره بإسناد حسن والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

1456 - وعن سلمة بن قيصر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من صام يوما ابتغاء وجه الله باعده الله من جهنم كبعد غراب طار وهو فرخ حتى مات هرما

رواه أبو يعلى والبيهقي ورواه الطبراني فسماه سلامة بزيادة ألف وفي إسناده عبد الله بن لهيعة ورواه

 

أحمد والبزار من حديث أبي هريرة وفي إسناده رجل لم يسم

1457 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو أن رجلا صام يوما تطوعا ثم أعطي ملء الأرض ذهبا لم يستوف ثوابه دون يوم الحساب

رواه أبو يعلى والطبراني ورواته ثقات إلا ليث بن أبي سليم

1458 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث أبا موسى على سرية في البحر فبينما هم كذلك قد رفعوا الشراع في ليلة مظلمة إذا هاتف فوقهم يهتف يا أهل السفينة قفوا أخبركم بقضاء قضاه الله على نفسه فقال أبو موسى أخبرنا إن كنت مخبرا

قال إن الله تبارك وتعالى قضى على نفسه أنه من أعطش نفسه له في يوم صائف سقاه الله يوم العطش

رواه البزار بإسناد حسن إن شاء الله ورواه ابن أبي الدنيا من حديث لقيط عن أبي بردة عن أبي موسى بنحوه إلا أنه قال فيه قال إن الله تعالى قضى على نفسه أنه من عطش نفسه لله في يوم حار كان حقا على الله عز و جل أن يرويه يوم القيامة

قال وكان أبو موسى يتوخى اليوم الشديد الحر الذي يكاد الإنسان ينسلخ فيه حرا فيصومه

الشراع بكسر الشين المعجمة هو قلع السفينة الذي يصفقه الريح فتمشي

1459 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لكل شيء زكاة وزكاة الجسد الصوم والصيام نصف الصبر

رواه ابن ماجه

1460 - وعن حذيفة رضي الله عنه قال أسندت النبي صلى الله عليه و سلم إلى صدري فقال من قال لا إله إلا الله ختم له بها دخل الجنة ومن صام يوما ابتغاء وجه الله ختم له به دخل الجنة ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة

رواه أحمد بإسناد لا بأس به والأصبهاني ولفظه يا حذيفة من ختم له بصيام يوم يريد به وجه الله عز و جل أدخله الله الجنة

 

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله مرني بعمل قال عليك بالصوم فإنه لا عدل له

قلت يا رسول الله مرني بعمل قال عليك بالصوم فإنه لا عدل له

قلت يا رسول الله مرني بعمل قال عليك بالصوم فإنه لا مثل له

رواه النسائي وابن خزيمة في صحيحه هكذا بالتكرار وبدونه وللحاكم وصححه

1462 - وفي رواية للنسائي قال أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله مرني بأمر ينفعني الله به قال عليك بالصيام فإنه لا مثل له

ورواه ابن حبان في صحيحه في حديث قال قلت يا رسول الله دلني على عمل أدخل به الجنة قال عليك بالصوم فإنه لا مثل له

قال فكان أبو أمامة لا يرى في بيته الدخان نهارا إلا إذا نزل بهم ضيف

1463 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله تعالى إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا

رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي

1464 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض

رواه الطبراني في الأوسط والصغير بإسناد حسن

1465 - وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صام يوما في سبيل الله بعدت منه النار مسيرة مائة عام

رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسناد لا بأس به

1466 - وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صام يوما في سبيل الله في غير رمضان بعد من النار مائة عام سير المضمر الجواد

رواه أبو يعلى من طريق زبان بن فائد

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من صام يوما في سبيل الله زحزح الله وجهه عن النار بذلك اليوم سبعين خريفا

رواه النسائي بإسناد حسن والترمذي من رواية ابن لهيعة وقال حديث غريب ورواه ابن ماجه من رواية عبد الله بن عبد العزيز الليثي وبقية الإسناد ثقات

1468 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض

رواه الترمذي من رواية الوليد بن جميل عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة وقال حديث غريب ورواه الطبراني إلا أنه قال من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار مسيرة مائة عام ركض الفرس الجواد المضمر

وقد ذهب طوائف من العلماء إلى أن هذه الأحاديث جاءت في فضل الصوم في الجهاد

وبوب على هذا الترمذي وغيره وذهبت طائفة إلى أن كل الصوم في سبيل الله إذا كان خالصا لوجه الله تعالى ويأتي باب في الصوم في الجهاد إن شاء الله تعالى

فصل

1469 - عن عبد الله يعني ابن أبي مليكة عن عبد الله يعني ابن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد قال وسمعت عبد الله يقول عند فطره اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي

زاد في رواية ذنوبي

رواه البيهقي عن إسحاق بن عبيد الله عنه وإسحاق هذا مدني لا يعرف والله أعلم

1470 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا ترد دعوتهم

 

الصائم حين يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين

رواه أحمد في حديث والترمذي وحسنه واللفظ له وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما إلا أنهم قالوا حتى يفطر

ورواه البزار مختصرا ثلاث حق على الله أن لا يرد لهم دعوة الصائم حتى يفطر والمظلوم حتى ينتصر والمسافر حتى يرجع

2 - الترغيب في صيام رمضان احتسابا وقيام ليله سيما ليلة القدر وما جاء في فضله

1471 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه مختصرا

1472 - وفي رواية للنسائي أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه

قال وفي حديث قتيبة وما تأخر

قال الحافظ انفرد بهذه الزيادة قتيبة بن سعيد عن سفيان وهو ثقة ثبت وإسناده على شرط الصحيح ورواه أحمد بالزيادة بعد ذكر الصوم بإسناد حسن إلا أن حمادا شك في وصله أو إرساله

 

قال الخطابي قوله إيمانا واحتسابا أي نية وعزيمة وهو أن يصومه على التصديق والرغبة في ثوابه طيبة به نفسه غير كاره له ولا مستثقل لصيامه ولا مستطيل لأيامه لكن يغتنم طول أيامه لعظم الثواب

وقال البغوي قوله احتسابا أي طلبا لوجه الله تعالى وثوابه يقال فلان يحتسب الأخبار ويتحسبها أي يتطلبها

1473 - وعنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة ثم يقول من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي

1474 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما ينبغي له أن يتحفظ كفر ما قبله

رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي

1475 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من أدرك شهر رمضان بمكة فصامه وقام منه ما تيسر كتب الله له مائة ألف شهر رمضان فيما سواه وكتب له بكل يوم عتق رقبة وبكل ليلة عتق رقبة وكل يوم حملان فرس في سبيل الله وفي كل يوم حسنة وفي كل ليلة حسنة

رواه ابن ماجه ولا يحضرني الآن سنده

1476 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطهن أمة قبلهم خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وتستغفر لهم الحيتان حتى يفطروا ويزين الله عز و جل كل يوم جنته ثم يقول يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة ويصيروا إليك وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصوا فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره ويغفر لهم في آخر ليلة

قيل يا رسول الله صلى الله عليه و سلم أهي ليلة القدر قال لا ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى

 

عمله

رواه أحمد والبزار والبيهقي ورواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب إلا أن عنده وتستغفر لهم الملائكة

بدل الحيتان

1477 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أعطيت أمتي في شهر رمضان خمسا لم يعطهن نبي قبلي

أما واحدة فإنه إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله عز و جل إليهم ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبدا

وأما الثانية فإن خلوف أفواههم حين يمسون أطيب عند الله من ريح المسك

وأما الثالثة فإن الملائكة تستغفر لهم في كل يوم وليلة

وأما الرابعة فإن الله عز و جل يأمر جنته فيقول لها استعدي وتزيني لعبادي أوشك أن يستريحوا من تعب الدنيا إلى داري وكرامتي

وأما الخامسة فإنه إذا كان آخر ليلة غفر الله لهم جميعا

فقال رجل من القوم أهي ليلة القدر فقال لا ألم تر إلى العمال يعملون فإذا فرغوا من أعمالهم وفوا أجورهم

رواه البيهقي وإسناده مقارب أصلح مما قبله

1478 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر

رواه مسلم

قال الحافظ وتقدم أحاديث كثيرة في كتاب الصلاة وكتاب الزكاة تدل على فضل صوم رمضان فلم نعدها لكثرتها فمن أراد شيئا من ذلك فليراجع مظانه

1479 - وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم احضروا المنبر فحضرنا فلما ارتقى درجة قال آمين فلما ارتقى الدرجة الثانية قال آمين فلما ارتقى الدرجة الثالثة قال آمين فلما نزل قلنا يا رسول الله لقد سمعنا منك اليوم شيئا ما كنا نسمعه قال إن جبريل عليه السلام عرض لي فقال بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له قلت آمين فلما رقيت الثانية قال بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين فلما رقيت الثالثة قال بعد من أدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة قلت آمين

رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد

 

وعن الحسن بن مالك بن الحويرث عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال صعد رسول الله صلى الله عليه و سلم المنبر فلما رقي عتبة

قال آمين ثم رقي أخرى فقال آمين ثم رقي عتبة ثالثة فقال آمين ثم قال أتاني جبريل عليه السلام فقال يا محمد من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله فقلت آمين قال ومن أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار فأبعده الله فقلت آمين

قال ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله فقلت آمين

رواه ابن حبان في صحيحه

1481 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم صعد المنبر فقال آمين

آمين

آمين

قيل يا رسول الله إنك صعدت المنبر فقلت آمين آمين آمين فقال إن جبريل عليه السلام أتاني فقال من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين

الحديث رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحه واللفظ له

1482 - وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كان أول ليلة من رمضان فتحت أبواب السماء فلا يغلق منها باب حتى يكون آخر ليلة من رمضان وليس عبد مؤمن يصلي في ليلة فيها إلا كتب الله له ألفا وخمسمائة حسنة بكل سجدة وبنى له بيتا في الجنة من ياقوتة حمراء لها ستون ألف باب لكل باب قصر من ذهب موشح بياقوتة حمراء فإذا صام أول يوم من رمضان غفر له ما تقدم من ذنبه إلى مثل ذلك اليوم من شهر رمضان واستغفر له كل يوم سبعون ألف ملك من صلاة الغداة إلى أن توارى بالحجاب وكان له بكل سجدة يسجدها في شهر رمضان بليل أو نهار شجرة يسير الراكب في ظلها خمسمائة عام

رواه البيهقي وقال قد روينا في الأحاديث المشهورة ما يدل على هذا أو لبعض معناه كذا قال رحمه الله

1483 - وعن سلمان رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في آخر يوم من شعبان قال يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزاد في رزق المؤمن فيه من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره

 

شيء

قالوا يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة أو على شربة ماء أو مذقة لبن وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار من خفف عن مملوكه فيه غفر الله له وأعتقه من النار واستكثروا فيه من أربع خصال خصلتين ترضون بهما ربكم وخصلتين لا غناء بكم عنهما

فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه وأما الخصلتان اللتان لا غناء بكم عنهما

فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار ومن سقى صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة

رواه ابن خزيمة في صحيحه ثم قال صح الخبر ورواه من طريق البيهقي ورواه أبو الشيخ ابن حبان في الثواب باختصار عنهما

1484 - وفي رواية لابي الشيخ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من فطر صائما في شهر رمضان من كسب حلال صلت عليه الملائكة ليالي رمضان كلها وصافحه جبرائيل عليه السلام ليلة القدر ومن صافحه جبرائيل عليه السلام يرق قلبه وتكثر دموعه

قال فقلت يا رسول الله أفرأيت من لم يكن عنده قال فقبضة من طعام

قلت أفرأيت إن لم يكن عنده لقمة خبز قال فمذقة من لبن

قال أفرأيت إن لم تكن عنده قال فشربة من ماء

قال الحافظ وفي أسانيدهم علي بن زيد بن جدعان ورواه ابن خزيمة أيضا والبيهقي باختصار عنه من حديث أبي هريرة وفي إسناده كثير بن زيد

1485 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أظلكم شهركم هذا بمحلوف رسول الله صلى الله عليه و سلم ما مر بالمسلمين شهر خير لهم منه ولا مر بالمنافقين شهر شر لهم منه بمحلوف رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله ليكتب أجره ونوافله قبل أن يدخله ويكتب إصره وشقاءه قبل أن يدخله وذلك أن المؤمن يعد فيه القوت من النفقة للعبادة ويعد فيه المنافق اتباع غفلات المؤمنين واتباع عوراتهم فغنم يغنمه المؤمن وقال بندار في حديثه فهو غنم للمؤمنين يغتنمه الفاجر

رواه ابن خزيمة في صحيحه وغيره

1486 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين

رواه البخاري ومسلم

 

وفي رواية لمسلم فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين

رواه الترمذي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي كلهم من رواية أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة ولفظهم قال إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وقال ابن خزيمة الشياطين مردة الجن بغير واو وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة

قال الترمذي حديث غريب ورواه النسائي والحاكم بنحو هذا اللفظ وقال الحاكم صحيح على شرطهما

صفدت بضم الصاد وتشديد الفاء أي شدت بالأغلال

1488 - وروي عن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله إلى خلقه وإذا نظر الله إلى عبد لم يعذبه أبدا ولله في كل يوم ألف ألف عتيق من النار فإذا كانت ليلة تسع وعشرين أعتق الله فيها مثل جميع ما أعتق في الشهر كله فإذا كانت ليلة الفطر ارتجت الملائكة وتجلى الجبار تعالى بنوره مع أنه لا يصفه الواصفون فيقول للملائكة وهم في عيدهم من الغد يا معشر الملائكة يوحى إليهم ما جزاء الأجير إذا وفى عمله تقول الملائكة يوفى أجره فيقول الله تعالى أشهدكم أني قد غفرت لهم

رواه الأصبهاني

1489 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم

رواه النسائي والبيهقي كلاهما عن أبي قلابة عن أبي هريرة ولم يسمع منه فيما أعلم

قال الحليمي وتصفيد الشياطين في شهر رمضان يحتمل أن يكون المراد به أيامه

 

خاصة وأراد الشياطين التي مسترقة السمع ألا تراه قال مردة الشياطين لأن شهر رمضان كان وقتا لنزول القرآن إلى السماء الدنيا وكانت الحراسة قد وقعت بالشهب كما قال تعالى وحفظا من كل شيطان مارد الصافات 7

فزيدوا التصفيد في شهر رمضان مبالغة في الحفظ والله أعلم ويحتمل أن يكون المراد أيامه وبعده

والمعنى أن الشياطين لا يخلصون فيه من إفساد الناس إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره لاشتغال المسلمين بالصيام الذي فيه قمع الشهوات وبقراءة القرآن وسائر العبادات

1490 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يوما وحضر رمضان أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء ينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه ويباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز و جل

رواه الطبراني ورواته ثقات إلا أن محمد بن قيس لا يحضرني فيه جرح ولا تعديل

1491 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم

رواه ابن ماجه وإسناده حسن إن شاء الله تعالى

1492 - وروى الطبراني في الأوسط عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول هذا رمضان قد جاء تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتغل فيه الشياطين بعدا لمن أدرك رمضان فلم يغفر له إذا لم يغفر له فمتى

1493 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الجنة لتنجد وتزين من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان فإذا كانت أول ليلة من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش يقال لها المثيرة فتصفق ورق أشجار الجنان وحلق المصاريع فيسمع لذلك طنين لم يسمع السامعون أحسن منه فتبرز الحور العين حتى يقفن بين شرف الجنة فينادين هل من خاطب إلى الله فيزوجه ثم يقلن الحور العين يا رضوان الجنة ما هذه الليلة فيجيبهن بالتلبية ثم يقول هذه أول ليلة من شهر رمضان فتحت

 

أبواب الجنة للصائمين من أمة محمد صلى الله عليه و سلم قال ويقول الله عز و جل يا رضوان افتح أبواب الجنان ويا مالك أغلق أبواب الجحيم عن الصائمين من أمة أحمد صلى الله عليه و سلم ويا جبرائيل اهبط إلى الأرض فاصفد مردة الشياطين وغلهم بالأغلال ثم اقذفهم في البحار حتى لا يفسدوا على أمة محمد حبيبي صلى الله عليه و سلم صيامهم

قال ويقول الله عز و جل في كل ليلة من شهر رمضان لمناد ينادي ثلاث مرات هل من سائل فأعطيه سؤله هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر له من يقرض المليء غير العدوم والوفي غير الظلوم

قال ولله عز و جل في كل يوم من شهر رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار كلهم قد استوجبوا النار فإذا كان آخر يوم من شهر رمضان أعتق الله في ذلك اليوم بقدر ما أعتق من أول الشهر إلى آخره وإذا كانت ليلة القدر يأمر الله عز و جل جبرائيل عليه السلام فيهبط في كبكبة من الملائكة ومعهم لواء أخضر فيركزوا اللواء على ظهر الكعبة وله مائة جناح منها جناحان لا ينشرهما إلا في تلك الليلة فينشرهما في تلك الليلة فيجاوزان المشرق إلى المغرب فيحث جبرائيل عليه السلام الملائكة في هذه الليلة فيسلمون على كل قائم وقاعد ومصل وذاكر ويصافحونهم ويؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر فإذا طلع الفجر ينادي جبرائيل عليه السلام معاشر الملائكة الرحيل الرحيل فيقولون يا جبرائيل فما صنع الله في حوائج المؤمنين من أمة أحمد صلى الله عليه و سلم فيقول نظر الله إليهم في هذه الليلة فعفا عنهم وغفر لهم إلا أربعة فقلنا يا رسول الله من هم قال رجل مدمن خمر وعاق لوالديه وقاطع رحم ومشاحن

قلنا يا رسول الله ما المشاحن قال هو المصارم فإذا كانت ليلة الفطر سميت تلك الليلة ليلة الجائزة فإذا كانت غداة الفطر بعث الله عز و جل الملائكة في كل بلاد فيهبطون إلى الأرض فيقومون على أفواه السكك فينادون بصوت يسمع من خلق الله عز و جل إلا الجن والإنس فيقولون يا أمة محمد اخرجوا إلى رب كريم يعطي الجزيل ويعفو عن العظيم فإذا برزوا إلى مصلاهم يقول الله عز و جل للملائكة ما جزاء الأجير إذا عمل عمله قال فتقول الملائكة إلهنا وسيدنا جزاؤه أن توفيه أجره

قال فيقول فإني أشهدكم يا ملائكتي أني قد جعلت ثوابهم من صيامهم شهر رمضان وقيامهم رضاي ومغفرتي ويقول يا عبادي سلوني فوعزتي وجلالي لا تسألوني اليوم شيئا في جمعكم لآخرتكم إلا أعطيتكم ولا لدنياكم إلا نظرت لكم فوعزتي لأسترن عليكم عثراتكم ما راقبتموني وعزتي وجلالي لا أخزيكم ولا أفضحكم بين أصحاب

 

الحدود وانصرفوا مغفورا لكم قد أرضيتموني ورضيت عنكم فتفرح الملائكة وتستبشر بما يعطي الله عز و جل هذه الأمة إذا أفطروا من شهر رمضان

رواه الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب والبيهقي واللفظ له وليس في إسناده من أجمع على ضعفه

1494 - وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن شهر رمضان شهر أمتي يمرض مريضهم فيعودونه فإذا صام مسلم لم يكذب ولم يغتب وفطره طيب سعى إلى العتمات محافظا على فرائضه خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها

رواه أبو الشيخ أيضا

1495 - وعن أبي مسعود الغفاري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم وأهل رمضان فقال لو يعلم العباد ما رمضان لتمنت أمتي أن تكون السنة كلها رمضان فقال رجل من خزاعة يا نبي الله حدثنا فقال إن الجنة لتزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول فإذا كان أول يوم من رمضان هبت ريح من تحت العرش فصفقت ورق أشجار الجنة فتنظر الحور العين إلى ذلك فيقلن يا ربنا اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجا تقر أعيننا بهم وتقر أعينهم بنا قال فما من عبد يصوم يوما من رمضان إلا زوج زوجة من الحور العين في خيمة من درة كما نعت الله عز و جل حور مقصورات في الخيام الرحمن 27

على كل امرأة منهن سبعون حلة ليس منها حلة على لون الأخرى وتعطى سبعين لونا من الطيب ليس منه لون على ريح الآخر لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها وسبعون ألف وصيف مع كل وصيف صحفة من ذهب فيها لون طعام يجد لآخر لقمة منها لذة لم يجده لاوله ولكل امرأة منهن سبعون سريرا من ياقوتة حمراء على كل سرير سبعون فراشا بطائنها من إستبرق فوق كل فراش سبعون أريكة ويعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر موشحا بالدر عليه سواران من ذهب هذا بكل يوم صامه من رمضان سوى ما عمل من الحسنات

رواه ابن خزيمة في صحيحه والبيهقي من طريقه وأبو الشيخ في الثواب وقال ابن خزيمة وفي القلب من جرير بن أيوب شيء

قال الحافظ جرير بن أيوب البجلي واه والله أعلم

الأريكة اسم لسرير عليه فراش وبشخانة وقال أبو إسحاق الأرائك الفرش في الحجال يعني البشخانات وفي الحديث ما يفهم أن الأريكة اسم للبشخانة فوق الفراش والسرير والله أعلم

 

وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لله عز و جل عند كل فطر عتقاء

رواه أحمد بإسناد لا بأس به والطبراني والبيهقي وقال هذا حديث غريب في رواية الأكابر عن الأصاغر وهو رواية الأعمش عن الحسين بن واقد

1498 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين

رواه أحمد في حديث والترمذي وحسنه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والبزار ولفظه ثلاثة حق على الله أن لا يرد لهم دعوة الصائم حتى يفطر والمظلوم حتى ينتصر والمسافر حتى يرجع

1499 - وعن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لله عز و جل في كل ليلة من رمضان ستمائة ألف عتيق من النار فإذا كان آخر ليلة أعتق الله بعدد من مضى

رواه البيهقي وقال هكذا جاء مرسلا

1500 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنده عن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال إذا كان أول ليلة من شهر رمضان فتحت أبواب الجنان فلم يغلق منها باب واحد الشهر كله وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب الشهر كله وغلت عتاة الجن ونادى مناد من السماء كل ليلة إلى انفجار الصبح يا باغي الخير يمم وأبشر ويا باغي الشر أقصر وأبصر هل من مستغفر يغفر له هل من تائب يتوب الله عليه هل من داع يستجاب له هل من سائل يعطى سؤاله ولله عز و جل عند كل فطر من شهر رممضان كل ليلة عتقا من النار ستون ألف فإذا كان يوم الفطر أعتق الله مثل ما أعتق في جميع الشهر ثلاثين مرة ستين ألف ستين ألف رواه

 

البيهقي وهو حديث حسن لا بأس به في المتابعات في إسناده ناشب بن عمرو الشيبان وثق وتكلم فيه الدارقطني

1501 - وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ذاكر الله في رمضان مغفور له وسائل الله فيه لا يخيب

رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي والأصبهاني

1502 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ماذا يستقبلكم وتستقبلون ثلاث مرات فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله وحي نزل قال لا

قال عدو حضر قال لا

قال فماذا قال إن الله يغفر في أول ليلة من شهر رمضان لكل أهل هذه القبلة

وأشار بيده إليها فجعل رجل بين يديه يهز رأسه ويقول بخ بخ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا فلان ضاق به صدرك

قال لا ولكن ذكرت المنافق فقال إن المنافقين هم الكافرون وليس للكافرين في ذلك شيء

رواه ابن خزيمة في صحيحه والبيهقي وقال ابن خزيمة إن صح الخبر فإني لا أعرف خلفا أبا الربيع بعدالة ولا جرح ولا عمرو بن حمزة القيسي الذي دونه

قال الحافظ قد ذكرهما ابن أبي حاتم ولم يذكر فيهما جرحا والله أعلم

1503 - وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر رمضان يفضله على الشهور فقال من قام رمضان إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه

رواه النسائي وقال هذا خطأ والصواب أنه عن أبي هريرة

1504 - وفي رواية له قال إن الله فرض صيام رمضان وسننت لكم قيامه فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه

1505 - وعن عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الصلوات الخمس وأديت الزكاة وصمت رمضان وقمته فممن أنا قال من الصديقين والشهداء

رواه البزار وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما واللفظ لابن حبان

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه

الحديث أخرجاه في الصحيحين

وتقدم في رواية لمسلم قال من يقم ليلة القدر فيوافقها وأراه قال إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه

1507 - وروى أحمد من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل عن عمرو بن عبد الرحمن عن عبادة بن الصامت قال أخبرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ليلة القدر

قال هي في شهر رمضان في العشر الأواخر ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو سبع وعشرين أو تسع وعشرين أو آخر ليلة من رمضان

من قامها احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر

وما تقدمت هذه الزيادة في حديث أبي هريرة في أول الباب

1508 - وعن مالك رحمه الله أنه سمع من يثق به من أهل العلم يقول إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أري أعمار الناس قبله أو ما شاء الله من ذلك فكأنه تقاصر أعمار أمته أن يبلغوا من العمل مثل الذي بلغ غيرهم فأعطاه الله ليلة القدر خيرا من ألف شهر

ذكره في الموطأ هكذا

3 - الترهيب من إفطار شيء من رمضان من غير عذر

1509 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أفطر يوما من رمضان من غير رخصة ولا مرض لم يقضه صوم الدهر كله وإن صامه

رواه الترمذي واللفظ له وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي كلهم من رواية ابن المطوس وقيل أبي المطوس عن أبيه عن أبي هريرة وذكره البخاري تعليقا غير مجزوم فقال ويذكر عن أبي هريرة رفعه

 

من أفطر يوما من رمضان من غير عذر ولا مرض لم يقضه صوم الدهر وإن صامه

وقال الترمذي لا نعرفه إلا من هذا الوجه وسمعت محمدا يعني البخاري يقول أبو المطوس اسمه يزيد بن المطوس ولا أعرف له غير هذا الحديث انتهى

وقال البخاري أيضا لا أدري سمع أبوه من أبي هريرة أم لا وقال ابن حبان لا يجوز الاحتجاج بما انفرد به والله أعلم

1510 - وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بينا أنا نائم أتاني رجلان فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلا وعرا فقالا اصعد فقلت إني لا أطيقه فقالا إنا سنسهله لك فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة

قلت ما هذه الأصوات قالوا هذا عواء أهل النار ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة أشداقهم تسيل أشداقهم دما قال قلت من هؤلاء قالا الذين يفطرون قبل تحلة صومهم

الحديث رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما

وقوله قبل تحلة صومهم معناه يفطرون قبل وقت الإفطار

1511 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال حماد بن زيد ولا أعلمه إلا قد رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال عرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة عليهن أسس الإسلام من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم شهادة أن لا إله إلا الله والصلاة المكتوبة وصوم رمضان رواه أبو يعلى بإسناد حسن

وفي رواية من ترك منهن واحدة فهو بالله كافر ولا يقبل منه صرف ولا عدل وقد حل دمه وماله

قال الحافظ وتقدمت أحاديث تدل لهذا الباب في ترك الصلاة وغيره

4 - الترغيب في صوم ست من شوال

1512 - عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر

رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والطبراني

 

وزاد قال قلت بكل يوم عشرة قال نعم

ورواته رواة الصحيح

1513 - وعن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها الأنعام 061 رواه ابن ماجه والنسائي ولفظه جعل الله الحسنة بعشر أمثالها فشهر بعشرة أشهر وصيام ستة أيام بعد الفطر تمام السنة

وابن خزيمة في صحيحه ولفظه وهو رواية النسائي قال صيام شهر رمضان بعشرة أشهر وصيام ستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة

وابن حبان في صحيحه ولفظه من صام رمضان وستا من شوال فقد صام السنة

رواه أحمد والبزار والطبراني من حديث جابر بن عبد الله

1514 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر

رواه البزار وأحد طرقه عنده صحيح ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد فيه نظر قال من صام ستة أيام بعد الفطر متتابعة فكأنما صام السنة كلها

1515 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه

رواه الطبراني في الأوسط

الترغيب في صيام يوم عرفة لمن لم يكن بها وما جاء في النهي عنها لمن كان بها حاجا

1516 - عن أبي قتادة رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن صوم يوم عرفة قال

 

يكفر السنة الماضية والباقية

رواه مسلم واللفظ له وأبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي ولفظه إن النبي صلى الله عليه و سلم قال صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي بعده والسنة التي قبله

1517 - وروى ابن ماجه أيضا عن قتادة بن النعمان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من صام يوم عرفة غفر له سنة أمامه وسنة بعده

1518 - وعن عطاء الخراساني أن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما دخل على عائشة رضي الله عنها يوم عرفة وهي صائمة والماء يرش عليها فقال لها عبد الرحمن أفطري فقالت أفطر وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن صوم يوم عرفة يكفر العام الذي قبله

رواه أحمد ورواته ثقات محتج بهم في الصحيح إلا أن عطاء الخراساني لم يسمع من عبد الرحمن بن أبي بكر

1519 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صام يوم عرفة غفر له ذنب سنتين متتابعتين

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح

1520 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صام يوم عرفة غفر له سنة أمامه وسنة خلفه ومن صام عاشوراء غفر له سنة

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن

1521 - وعن مسروق أنه دخل على عائشة رضي الله عنها يوم عرفة فقال اسقوني فقالت عائشة يا غلام اسقه عسلا ثم قالت وما أنت بصائم يا مسروق قال لا إني أخاف أن يكون يوم الأضحى فقالت عائشة ليس ذلك إنما عرفة يوم يعرف الإمام ويوم النحر يوم ينحر الإمام أوما سمعت يا مسروق أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يعدله بألف يوم

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن والبيهقي

 

وفي رواية للبيهقي قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول صيام يوم عرفة كصيام ألف يوم

1523 - وعن سعيد بن جبير قال سأل رجل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن صوم يوم عرفة فقال كنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم نعدله بصوم سنتين

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن وهو عند النسائي بلفظ سنة

1524 - وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه سئل عن صيام يوم عرفة قال يكفر السنة التي أنت فيها والسنة التي بعدها

رواه الطبراني في الكبير من رواية رشدين بن سعد

1525 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة

رواه أبو داود والنسائي وابن خزيمة في صحيحه

ورواه الطبراني في الأوسط عن عائشة

قال الحافظ اختلفوا في صوم يوم عرفة بعرفة فقال ابن عمر لم يصمه النبي صلى الله عليه و سلم ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان وأنا لا أصومه وكان مالك والثوري يختاران الفطر وكان ابن الزبير وعائشة يصومان يوم عرفة

وروي ذلك عن عثمان بن أبي العاصي وكان إسحاق يميل إلى الصوم وكان عطاء يقول أصوم في الشتاء ولا أصوم في الصيف وقال قتادة لا بأس به إذا لم يضعف عن الدعاء

وقال الشافعي يستحب صوم يوم عرفة لغير الحاج فأما الحاج فأحب إلي أن يفطر لتقويته على الدعاء

وقال أحمد بن حنبل إن قدر على أن يصوم صام وإن أفطر فذلك يوم يحتاج فيه إلى القوة

6 - الترغيب في صيام شهر الله المحرم

1526 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل

رواه مسلم واللفظ

 

له وأبو داود والترمذي والنسائي ورواه ابن ماجه باختصار ذكر الصلاة

1527 - وعن علي رضي الله عنه وسأله رجل فقال أي شهر تأمرني أن أصوم بعد شهر رمضان فقال له ما سمعت أحدا يسأل عن هذا إلا رجلا سمعته يسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا قاعد عنده فقال يا رسول الله أي شهر تأمرني أن أصوم بعد شهر رمضان قال إن كنت صائما بعد شهر رمضان فصم المحرم فإنه شهر الله فيه يوم تاب الله فيه على قوم ويتوب فيه على قوم آخرين

رواه عبد الله ابن الإمام أحمد عن غير أبيه والترمذي من رواية عبد الرحمن بن إسحاق وهو ابن أبي شيبة عن النعمان بن سعد عن علي وقال حديث حسن غريب

1528 - وعن جندب بن سفيان رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن أفضل الصلاة المفروضة الصلاة في جوف الليل وأفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم

رواه النسائي والطبراني بإسناد صحيح

1529 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صام يوم عرفة كان له كفارة سنتين ومن صام يوما من المحرم فله بكل يوم ثلاثون يوما

رواه الطبراني في الصغير وهو غريب وإسناده لا بأس به

والهيثم بن حبيب وثقه ابن حبان

الترغيب في صوم يوم عاشوراء والتوسيع فيه على العيال

1530 - عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل عن صيام يوم عاشوراء فقال يكفر السنة الماضية

رواه مسلم وغيره وابن ماجه ولفظه قال صيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي بعدها

1531 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صام يوم عاشوراء أو أمر بصيامه رواه البخاري ومسلم

 

وعنه رضي الله عنه أنه سئل عن صيام يوم عاشوراء

فقال ما علمت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صام يوما يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم ولا شهرا إلا هذا الشهر يعني رمضان

رواه مسلم

1533 - وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن يتوخى فضل يوم على يوم بعد رمضان إلا عاشوراء

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن بما قبله

1534 - وعنه رضي الله عنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء

رواه الطبراني في الكبير والبيهقي ورواة الطبراني ثقات

1535 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صام يوم عرفة غفر له سنة أمامه وسنة خلفه ومن صام عاشوراء غفر له سنة

رواه الطبراني بإسناد حسن وتقدم

1536 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أوسع على عياله وأهله يوم عاشوراء أوسع الله عليه سائر سنته

رواه البيهقي وغيره من طرق وعن جماعة من الصحابة وقال البيهقي هذه الأسانيد وإن كانت ضعيفة فهي إذ ضم بعضها إلى بعض أخذت قوة والله أعلم

1 - الترغيب في صوم شعبان وما جاء في صيام النبي صلى الله عليه و سلم له وفضل ليلة نصفه

1537 - عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان

قال ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم

رواه النسائي

1538 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم ولا

 

يفطر حتى نقول ما في نفس رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يفطر العام ثم يفطر فلا يصوم حتى نقول ما في نفسه أن يصوم العام وكان أحب الصوم إليه في شعبان

رواه أحمد والطبراني

1539 - وروى الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال سئل النبي صلى الله عليه و سلم أي الصوم أفضل بعد رمضان قال شعبان لتعظيم رمضان

قال فأي الصدقة أفضل قال صدقة في رمضان

قال الترمذي حديث غريب

1540 - وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يصوم شعبان كله

قالت قلت يا رسول الله أحب الشهور إليك أن تصومه شعبان قال إن الله يكتب فيه على كل نفس ميتة تلك السنة فأحب أن يأتيني أجلي وأنا صائم

رواه أبو يعلى وهو غريب وإسناده حسن

1541 - وعنها رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان

رواه البخاري ومسلم وأبو داود

ورواه النسائي والترمذي وغيرهما قالت ما رأيت النبي صلى الله عليه و سلم في شهر أكثر صياما منه في شعبان كان يصومه إلا قليلا بل كان يصومه كله

1542 - وفي رواية لابي داود قالت كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان

1543 - وفي رواية للنسائي قالت لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم لشهر أكثر صياما منه لشعبان كان يصومه أو عامته

 

وفي رواية للبخاري ومسلم قالت لم يكن النبي صلى الله عليه و سلم يصوم شهرا أكثر من شعبان فإنه كان يصوم شعبان كله وكان يقول خذوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وكان أحب الصلاة إلى النبي صلى الله عليه و سلم ما دووم عليها وإن قلت

وكان إذا صلى صلاة داوم عليها

1545 - وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان

رواه الترمذي وقال حديث حسن وأبو داود ولفظه قالت لم يكن النبي صلى الله عليه و سلم يصوم من السنة شهرا تاما إلا شعبان كان يصله برمضان

رواه النسائي باللفظين جميعا

1546 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن

رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه

1547 - وروى البيهقي من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أتاني جبرائيل عليه السلام فقال هذه ليلة النصف من شعبان ولله فيها عتقاء من النار بعدد شعور غنم كلب ولا ينظر الله فيها إلى مشرك ولا إلى مشاحن ولا إلى قاطع رحم ولا إلى مسبل ولا إلى عاق لوالديه ولا إلى مدمن خمر

فذكر الحديث بطوله ويأتي بتمامه في التهاجر إن شاء الله تعالى

1548 - وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يطلع الله عز و جل إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا اثنين مشاحن وقاتل نفس

1549 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قام رسول الله صلى الله عليه و سلم من الليل فصلى فأطال

 

السجود حتى ظننت أنه قد قبض فلما رأيت ذلك قمت حتى حركت إبهامه فتحرك فرجعت فسمعته يقول في سجوده أعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بك منك إليك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك فلما رفع رأسه من السجود وفرغ من صلاته قال يا عائشة أو يا حميراء أظننت أن النبي صلى الله عليه و سلم قد خاس بك قلت لا والله يا رسول الله ولكني ظننت أنك قبضت لطول سجودك فقال أتدرين أي ليلة هذه

قلت الله ورسوله أعلم

قال هذه ليلة النصف من شعبان إن الله عز و جل يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد كما هم

رواه البيهقي من طريق العلاء بن الحارث عنها وقال هذا مرسل جيد يعني أن العلاء لم يسمع من عائشة والله سبحانه أعلم

يقال خاس به إذا غدره ولم يوفه حقه ومعنى الحديث أظننت أنني غدرت بك وذهبت في ليلتك إلى غيرك وهو بالخاء المعجمة والسين المهملة

1550 - وروي عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا يومها فإن الله تبارك وتعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول ألا من مستغفر فأغفر له ألا من مسترزق فأرزقه ألا من مبتلى فأعافيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر

رواه ابن ماجه

2 - الترغيب في صوم ثلاثة أيام من كل شهر سيما الأيام البيض

1551 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أوصاني خليلي صلى الله عليه و سلم بثلاث صيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أنام

رواه البخاري ومسلم والنسائي

1552 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال أوصاني حبيبي بثلاث لن أدعهن ما عشت بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى وبأن لا أنام حتى أوتر

رواه مسلم

 

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله

رواه البخاري ومسلم

1554 - وعنه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول صام نوح عليه السلام الدهر كله إلا يوم الفطر والأضحى وصام داود عليه السلام نصف الدهر وصام إبراهيم عليه السلام ثلاثة أيام من كل شهر صام الدهر وأفطر الدهر

رواه الطبراني في الكبير والبيهقي وفي إسنادهما أبو فراس لم أقف فيه على جرح ولا تعديل ولا أراه يعرف والله أعلم

1555 - وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث من كل شهر ورمضان إلى رمضان فهذا صيام الدهر كله

رواه مسلم وأبو داود والنسائي

1556 - وعن قرة بن إياس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر وإفطاره

رواه أحمد بإسناد صحيح والبزار والطبراني وابن حبان في صحيحه

1557 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر الصدر

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ورواه أحمد وابن حبان في صحيحه والبيهقي الثلاثة من حديث الأعرابي ولم يسموه ورواه البزار أيضا من حديث علي

شهر الصبر هو رمضان

ووحر الصدر هو بفتح الواو والحاء المهملة بعدهما راء هو غشه وحقده ووساوسه

1558 - وروي عن ميمونة بنت سعد رضي الله عنها أنها قالت يا رسول الله أفتنا عن الصوم فقال من كل شهر ثلاثة أيام من استطاع أن يصومهن فإن كل يوم يكفر عشر سيئات وينقي من الإثم كما ينقي الماء الثوب

رواه الطبراني في الكبير

1559 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صام من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صيام الدهر فأنزل الله تصديق ذلك في كتابه من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها

 

الأنعام 061 اليوم بعشرة أيام

رواه أحمد والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه

1560 - وفي رواية للنسائي من صام ثلاثة أيام من كل شهر فقد تم صوم الشهر أو فله صوم الشهر

1561 - وعن عمرو بن شرحبيل رضي الله عنه عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قيل للنبي صلى الله عليه و سلم رجل يصوم الدهر فقال وددت أنه لم يطعم الدهر

قالوا فثلثيه قال أكثر

قالوا فنصفه قال أكثر ثم قال ألا أخبركم بما يذهب وحر الصدر قال صوم ثلاثة أيام من كل شهر

رواه النسائي

1562 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له بلغني أنك تصوم النهار وتقوم الليل فلا تفعل فإن لجسدك عليك حظا ولعينيك عليك حظا وإن لزوجك عليك حظا صم وأفطر صم من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صوم الدهر

قلت يا رسول الله إن لي قوة قال فصم صوم داود عليه السلام صم يوما وأفطر يوما فكان يقول يا ليتني أخذت بالرخصة

رواه البخاري ومسلم والنسائي ولفظه قال ذكرت للنبي صلى الله عليه و سلم الصوم فقال صم من كل عشرة أيام يوما ولك أجر تلك التسعة

قلت إني أقوى من ذلك قال فصم من كل تسعة أيام يوما ولك أجر تلك الثمانية

فقلت إني أقوى من ذلك قال فصم من كل ثمانية أيام يوما ولك أجر تلك السبعة

قلت إني أقوى من ذلك قال فلم يزل حتى قال صم يوما وأفطر يوما

 

1563 - وفي رواية له أيضا ولمسلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال صم يوما ولك أجر ما بقي قال إني أطيق أكثر من ذلك قال صم يومين ولك أجر ما بقي قال إني أطيق أكثر من ذلك قال صم ثلاثة أيام ولك أجر ما بقي قال إني أطيق أكثر من ذلك قال صم أربعة أيام ولك أجر ما بقي قال إني أطيق أكثر من ذلك قال فصم أفضل الصيام عند الله صوم داود كان يصوم يوما ويفطر يوما

1564 - وفي أخرى للبخاري ومسلم قال أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه يقول لأقومن الليل ولأصومن النهار ما عشت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنك الذي تقول ذلك فقلت له قد قلته يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فإنك لا تستطيع ذلك فصم وأفطر ونم وقم صم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدهر

قال فإني أطيق أفضل من ذلك قال صم يوما وأفطر يومين

قال فقلت فإني أطيق أفضل من ذلك يا رسول الله قال فصم يوما وأفطر يوما وذلك صيام داود وهو أعدل الصيام

قال فإني أطيق أفضل من ذلك

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا أفضل من ذلك

زاد مسلم قال عبد الله بن عمرو لأن أكون قبلت الثلاثة التي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أحب إلي من أهلي ومالي

51 - وفي أخرى لمسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بلغني أنك تقوم الليل وتصوم النهار قلت يا رسول الله ما أردت بذلك إلا الخير قال لا صام من صام الدهر

وفي رواية الأبد ولكن أدلك على صوم الدهر ثلاثة أيام من كل شهر

قلت يا رسول الله أنا أطيق أكثر من ذلك

الحديث

1564 - وفي أخرى للبخاري ومسلم قال أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه يقول لأقومن الليل ولأصومن النهار ما عشت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنك الذي تقول ذلك فقلت له قد قلته يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فإنك لا تستطيع ذلك فصم وأفطر ونم وقم صم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدهر

قال فإني أطيق أفضل من ذلك قال صم يوما وأفطر يومين

قال فقلت فإني أطيق أفضل من ذلك يا رسول الله قال فصم يوما وأفطر يوما وذلك صيام داود وهو أعدل الصيام

قال فإني أطيق أفضل من ذلك

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا أفضل من ذلك

زاد مسلم قال عبد الله بن عمرو لأن أكون قبلت الثلاثة التي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أحب إلي من أهلي ومالي

51 - وفي أخرى لمسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بلغني أنك تقوم الليل وتصوم النهار قلت يا رسول الله ما أردت بذلك إلا الخير قال لا صام من صام الدهر

وفي رواية الأبد ولكن أدلك على صوم الدهر ثلاثة أيام من كل شهر

قلت يا رسول الله أنا أطيق أكثر من ذلك

الحديث

1565 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صمت من الشهر ثلاثا فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة

رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وقال الترمذي حديث حسن

 

وزاد ابن ماجه فأنزل الله تصديق ذلك في كتابه من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها الأنعام 061 فاليوم بعشرة أيام

1566 - وعن عبد الله بن قدامة بن ملحان عن أبيه رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمرنا بصيام أيام البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة

قال وقال صلى الله عليه و سلم وهو كهيئة الدهر

رواه أبو داود والنسائي ولفظه إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يأمرنا بهذه الأيام الثلاث البيض ويقول هن صيام الشهر

قال المملي رضي الله عنه هكذا وقع في النسائي عبد الملك بن قدامة وصوابه قتادة كما جاء في أبي داود وابن ماجه وجاء في النسائي وابن ماجه أيضا عبد الملك بن المنهال عن أبيه

1567 - وعن جرير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر أيام البيض صبيحة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة

رواه النسائي بإسناد جيد والبيهقي

1568 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن الصيام فقال عليك بالبيض ثلاثة أيام من كل شهر

رواه الطبراني في الأوسط ورواته ثقات

3 - الترغيب في صوم الاثنين والخميس

1569 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

1570 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يصوم الاثنين والخميس فقيل يا رسول الله إنك تصوم الاثنين والخميس فقال إن يوم الاثنين والخميس يغفر

 

الله فيهما لكل مسلم إلا مهتجرين يقول دعهما حتى يصطلحا

رواه ابن ماجه ورواته ثقات

ورواه مالك ومسلم وأبو داود والترمذي باختصار ذكر الصوم ولفظ مسلم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس فيغفر الله عز و جل في ذلك اليوم لكل امرىء لا يشرك بالله شيئا إلا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول اتركوا هذين حتى يصطلحا

وفي رواية له تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كان بينه وبين أخيه شحناء الحديث

ورواه الطبراني ولفظه قال تنسخ دواوين أهل الأرض في دواوين أهل السماء في كل اثنين وخميس فيغفر لكل مسلم لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا بينه وبين أخيه شحناء

1571 - وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله إنك تصوم حتى لا تكاد تفطر وتفطر حتى لا تكاد تصوم إلا يومين إن دخلا في صيامك وإلا صمتهما قال أي يومين قلت يوم الاثنين والخميس قال ذلك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم

رواه أبو داود والنسائي وفي إسناده رجلان مجهولان مولى قدامة ومولى أسامة

1572 - ورواه ابن خزيمة في صحيحه عن شرحبيل بن سعد عن أسامة قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم الاثنين والخميس ويقول إن هذين اليومين تعرض فيهما الأعمال

1573 - وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فمن مستغفر فيغفر له ومن تائب فيتاب عليه ويرد أهل الضغائن بضغائنهم حتى يتوبوا

رواه الطبراني ورواته ثقات

1574 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتحرى صوم الاثنين والخميس

رواه النسائي وابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن غريب

 

الترغيب في صوم الأربعاء والخميس والجمعة والسبت والأحد وما جاء في النهي عن تخصيص الجمعة بالصوم أو السبت

1575 - روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صام يوم الأربعاء والخميس كتبت له براءة من النار

رواه أبو يعلى

1576 - وروي عنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صام الأربعاء والخميس والجمعة بنى الله له بيتا في الجنة يرى ظاهره من باطنه وباطنه من ظاهره

رواه الطبراني في الأوسط ورواه في الكبير من حديث أبي أمامة

1577 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول من صام الأربعاء والخميس والجمعة بنى الله له قصرا في الجنة من لؤلؤ وياقوت وزبرجد وكتب له براءة من النار

رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي

1578 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صام الأربعاء والخميس ويوم الجمعة ثم تصدق يوم الجمعة بما قل أو كثر غفر له كل ذنب عمله حتى يصير كيوم ولدته أمه من الخطايا

رواه الطبراني في الكبير والبيهقي

1579 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صام يوم الجمعة كتب الله له عشرة أيام عددهن من أيام الآخرة لا تشاكلهن أيام الدنيا

رواه البيهقي عن رجل من جشم عن أبي هريرة وعن رجل من أشجع عن أبي هريرة أيضا ولم يسم الرجلين

وهذا الحديث على تقدير وجوده محمول على ما إذا صام يوم الخميس قبله أو عزم على صوم السبت بعده

1580 - وعن عبيد الله بن مسلم القرشي عن أبيه قال سألت أو سئل النبي صلى الله عليه و سلم عن صيام الدهر فقال لا إن لاهلك عليك حقا صم رمضان والذي يليه وكل أربعاء وخميس فإذن أنت قد صمت الدهر وأفطرت

رواه أبو داود والنسائي والترمذي وقال حديث حسن غريب

قال المملي عبد العظيم رضي الله عنه ورواته ثقات

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم

رواه مسلم والنسائي

1582 - وعنه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا أن يصوم يوما قبله أو يوما بعده

رواه البخاري واللفظ له ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه

وفي رواية لابن خزيمة إن يوم الجمعة يوم عيد فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم إلا أن تصوموا قبله أو بعده

1583 - وعن أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة

فقال أصمت أمس

قالت لا

قال تريدين أن تصومي غدا

قالت لا

قال فأفطري

رواه البخاري وأبو داود

1584 - وعن محمد بن عباد رضي الله عنه قال سألت جابرا وهو يطوف بالبيت أنهى النبي صلى الله عليه و سلم عن صيام الجمعة قال نعم ورب هذا البيت

رواه البخاري ومسلم

1585 - وعن عامر بن لدين الأشعري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن يوم الجمعة عيدكم فلا تصوموا إلا أن تصوموا قبله أو بعده

رواه البزار بإسناد حسن

1586 - وعن ابن سيرين قال كان أبو الدرداء رضي الله عنه يحيي ليلة الجمعة ويصوم يومها فأتاه سلمان وكان النبي صلى الله عليه و سلم آخى بينهما ونام عنده فأراد أبو الدرداء أن يقوم ليلته فقام إليه سلمان فلم يدعه حتى نام وأفطر فجاء أبو الدرداء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره فقال النبي صلى الله عليه و سلم عويمر سليمان أعلم منك لا تخص ليلة الجمعة بصلاة ولا يومها بصيام

رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد

 

وعن عبد الله بن بسر عن أخته الصماء رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تصوموا ليلة السبت إلا فيما افترض عليكم فإن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنبة أو عود شجرة فليمضغه

رواه الترمذي وحسنه والنسائي وابن خزيمة في صحيحه وأبو داود وقال هذا حديث منسوخ ورواه النسائي أيضا وابن ماجه وابن حبان في صحيحه عن عبد الله بن بسر دون ذكر أخته

1588 - ورواه ابن خزيمة في صحيحه أيضا عن عبد الله بن شقيق عن عمته الصماء أخت بسر أنها كانت تقول نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن صيام يوم السبت ويقول إن لم يجد أحدكم إلا عودا أخضر فليفطر عليه

اللحاء بكسر اللام وبالحاء المهملة ممدودا هو القشر

قال الحافظ وهذا النهي إنما هو عن إفراده بالصوم لما تقدم من حديث أبي هريرة لا يصوم أحدكم يوم الجمعة إلا أن يصوم يوما قبله أو يوما بعده فجاز إذا صومه

1589 - وعن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أكثر ما كان يصوم من الأيام يوم السبت ويوم الأحد كان يقول إنهما يوما عيد للمشركين وأنا أريد أن أخالفهم

رواه ابن خزيمة في صحيحه وغيره

5 - الترغيب في صوم يوم وإفطار يوم وهو صوم داود عليه السلام

1590 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم إنك لتصوم الدهر وتقوم الليل قلت نعم

قال إنك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ونفهت له النفس لا صام من صام الأبد صوم ثلاثة أيام من الشهر صوم الشهر كله

قلت فإني أطيق أكثر من ذلك قال فصم صوم داود عليه السلام كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى

وفي رواية ألم أخبر أنك تصوم ولا تفطر وتصلي الليل فلا تفعل فإن لعينك

 

حظا ولنفسك حظا ولاهلك حظا فصم وأفطر وصل ونم وصم من كل عشرة أيام يوما ولك أجر تسعة

قال إني أجد أقوى من ذلك يا نبي الله قال فصم صيام داود عليه السلام

قال وكيف كان يصوم يا نبي الله قال كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى

وفي أخرى قال النبي صلى الله عليه و سلم لا صوم فوق صوم داود عليه السلام شطر الدهر صم يوما وأفطر يوما

رواه البخاري ومسلم وغيرهما

1591 - وفي رواية لمسلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له صم يوما ولك أجر ما بقي

قال أنا أطيق أفضل من ذلك قال صم ثلاثة أيام ولك أجر ما بقي قال إني أطيق أفضل من ذلك قال صم أفضل الصيام عند الله صوم داود عليه السلام كان يصوم يوما ويفطر يوما

1592 - وفي رواية لمسلم وأبي داود قال صم يوما وأفطر يوما وهو أعدل الصيام وهو صيام داود عليه السلام قلت إني أطيق أفضل من ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا أفضل من ذلك

1593 - وفي رواية للنسائي صم أحب الصيام إلى الله عز و جل صوم داود كان يصوم يوما ويفطر يوما

1594 - وفي رواية لمسلم قال كنت أصوم الدهر وأقرأ القرآن كل ليلة

قال فإما ذكرت للنبي صلى الله عليه و سلم وإما أرسل إلي فأتيته فقال ألم أخبر أنك تصوم الدهر وتقرأ القرآن كل ليلة فقلت بلى يا نبي الله ولم أرد بذلك إلا الخير

قال فإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام فقلت يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك

قال فإن لزوجك عليك حقا ولزورك عليك حقا ولجسدك عليك حقا قال فصم صوم داود نبي الله عليه

 

السلام فإنه كان أعبد الناس

قال قلت يا نبي الله وما صوم داود قال كان يصوم يوما ويفطر يوما

قال واقرإ القرآن في كل شهر

قال قلت يا رسول الله إني أطيق أفضل من ذلك قال فاقرأه في كل عشرين

قال قلت يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك قال فاقرأه في كل عشرة

قال قلت يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك قال فاقرأه في كل سبع ولا تزد على ذلك فإن لزوجك عليك حقا ولزورك عليك حقا ولجسدك عليك حقا

1595 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أحب الصيام إلى الله صيام داود وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه وكان يفطر يوما ويصوم يوما

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه

هجمت العين بفتح الهاء والجيم أي غارت وظهر عليها الضعف

ونفهت النفس بفتح النون وكسر الفاء أي كلت وملت وأعيت

والزور بفتح الزاي هو الزائر الواحد والجمع فيه سواء

ترهيب المرأة أن تصوم تطوعا وزوجها حاضر إلا أن تستأذنه

1596 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه

رواه البخاري ومسلم وغيرهما ورواه أحمد بإسناد حسن وزاد إلا رمضان

وفي بعض روايات أبي داود غير رمضان

1597 - وفي رواية للترمذي وابن ماجه لا تصم المرأة وزوجها شاهد يوما من غير شهر

 

رمضان إلا بإذنه

ورواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما بنحو الترمذي

1598 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيما امرأة صامت بغير إذن زوجها فأرادها على شيء فامتنعت عليه كتب الله عليها ثلاثا من الكبائر

رواه الطبراني في الأوسط من رواية بقية وهو حديث غريب وفيه نكارة والله أعلم

1599 - وروى الطبراني حديثا عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم وفيه ومن حق الزوج على الزوجة أن لا تصوم تطوعا إلا بإذنه فإن فعلت جاعت وعطشت ولا يقبل منها ويأتي بتمامه في النكاح إن شاء الله تعالى

ترهيب المسافر من الصوم إذا كان يشق عليه وترغيبه في الإفطار

1600 - عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان حتى بلغ كراع الغميم فصام وصام الناس ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه ثم شرب فقيل له بعد ذلك إن بعض الناس قد صام فقال أولئك العصاة

وفي رواية فقيل له إن بعض الناس قد صام فقال أولئك العصاة أولئك العصاة

وفي رواية فقيل له إن بعض الناس قد شق عليهم الصيام وإنما ينظرون فيما فعلت فدعا بقدح من ماء بعد العصر الحديث

رواه مسلم

كراع بضم الكاف

الغميم بفتح الغين المعجمة وهو موضع على ثلاثة أميال من عسفان

1601 - وعنه رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه و سلم في سفر فرأى رجلا قد اجتمع الناس عليه وقد ظلل عليه فقال ما له قالوا رجل صائم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس البر أن

 

تصوموا في السفر

زاد في رواية وعليكم برخصة الله التي رخص لكم

وفي رواية ليس من البر الصوم في السفر

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي

1602 - وفي رواية للنسائي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر على رجل في ظل شجرة يرش عليه الماء قال ما بال صاحبكم قالوا يا رسول الله صائم قال إنه ليس من البر أن تصوموا في السفر وعليكم برخصة الله عز و جل التي رخص لكم فاقبلوها

1603 - وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم من غزوة فسرنا في يوم شديد الحر فنزلنا في بعض الطريق فانطلق رجل منا فدخل تحت شجرة فإذا أصحابه يلوذون به وهو مضطجع كهيئة الوجع فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما بال صاحبكم قالوا صائم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس من البر أن تصوموا في السفر عليكم بالرخصة التي أرخص الله لكم فاقبلوها

رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن

1604 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال سار رسول الله صلى الله عليه و سلم فنزل بأصحابه وإذا ناس قد جعلوا عريشا على صاحبهم وهو صائم فمر به رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما شأن صاحبكم أوجع قالوا يا رسول الله ولكنه صائم وذلك في يوم حرور فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا بر أن يصام في سفر

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح

1605 - وعن كعب بن عاصم الأشعري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ليس من البر الصيام في السفر

رواه النسائي وابن ماجه بإسناد صحيح وهو عند أحمد بلفظ ليس من ام بر ام صيام في ام سفر

ورجاله رجال الصحيح

 

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس من البر الصوم في السفر

رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه

1607 - وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صائم رمضان في السفر كالمفطر في الحضر

رواه ابن ماجه مرفوعا هكذا والنسائي بإسناد حسن إلا أنه قال كان يقال الصيام في السفر كالإفطار في الحضر

وفي رواية الصائم في السفر كالمفطر في الحضر

قال الحافظ قول الصحابي كان يقال كذا هل يلتحق بالمرفوع أو الموقوف فيه خلاف مشهور بين المحدثين والأصوليين ليس هذا موضع بسطه لكن الجمهور على أنه إذا لم يضفه إلى زمن النبي صلى الله عليه و سلم يكون موقوفا والله أعلم

1608 - وعن أبي طعمة قال كنت عند ابن عمر فجاءه رجل فقال يا أبا عبد الرحمن إني أقوى على الصيام في السفر فقال ابن عمر رضي الله عنه إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من لم يقبل رخصة الله عز و جل كان عليه من الإثم مثل جبال عرفة

رواه أحمد والطبراني في الكبير

وكان شيخنا الحافظ أبو الحسن رحمه الله يقول إسناد أحمد حسن وقال البخاري في كتاب الضعفاء هو حديث منكر والله أعلم

1609 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الله تبارك وتعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته

رواه أحمد بإسناد صحيح والبزار والطبراني في الأوسط بإسناد حسن وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما

وفي رواية لابن خزيمة قال إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تترك معصيته

1610 - وروى الطبراني في الأوسط أيضا والكبير عن عبد الله بن يزيد بن آدم قال

 

حدثني أبو الدرداء وواثلة بن الأسقع وأبو أمامة وأنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله يحب أن تقبل رخصه كما يحب العبد مغفرة ربه

1611 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه

رواه البزار بإسناد حسن والطبراني وابن حبان في صحيحه

1612 - وعن أنس رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في السفر فمنا الصائم ومنا المفطر

قال فنزلنا منزلا في يوم حار أكثرنا ظلا صاحب الكساء فمنا من يتقي الشمس بيده

قال فسقط الصوام وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ذهب المفطرون اليوم بالأجر

رواه مسلم

1613 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم لست عشرة مضت من رمضان فمنا من صام ومنا من أفطر فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم

وفي رواية يرون أن من وجد قوة فصام فإن ذلك حسن ويرون أن من وجد ضعفا فأفطر فإن ذلك حسن

رواه مسلم وغيره

قال الحافظ اختلف العلماء أيما أفضل في السفر الصوم أو الفطر فذهب أنس بن مالك رضي الله عنه إلى أن الصوم أفضل وحكي ذلك أيضا عن عثمان بن أبي العاصي

وإليه ذهب إبراهيم النخعي وسعيد بن جبير والثوري وأبو ثور وأصحاب الرأي

وقال مالك والفضيل بن عياض والشافعي الصوم أحب إلينا لمن قوي عليه

وقال عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وسعيد بن المسيب والشعبي والأوزاعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه الفطر أفضل وروي عن عمر بن عبد العزيز وقتادة ومجاهد أفضلهما أيسرهما على المرء واختار هذا القول الحافظ أبو بكر بن المنذر وهو قول حسن والله أعلم

 

الترغيب في السحور سيما بالتمر

1614 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تسحروا فإن في السحور بركة

رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه

1616 - وعن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم البركة في ثلاثة في الجماعة والثريد والسحور

رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات وفيهم أبو عبد الله البصري لا يدرى من هو

1617 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين

رواه الطبراني في الأوسط وابن حبان في صحيحه

1618 - وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال دعاني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى السحور في رمضان فقال هلم إلى الغذاء المبارك

رواه أبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما

قال المملي رضي الله عنه رووه كلهم عن الحارث بن زياد عن أبي رهم عن العرباض والحارث لم يرو عنه غير يونس بن سيف وقال أبو عمر النميري مجهول يروي عن أبي رهم حديثه منكر

1619 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم هو الغذاء المبارك يعني السحور رواه ابن حبان في صحيحه

1620 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال استعينوا بطعام السحر على

 

صيام النهار والقيلولة على قيام الليل

رواه ابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي كلهم من طريق زمعة بن صالح عن سلمة هو ابن وهران عن عكرمة عنه إلا أن ابن خزيمة قال وبقيلولة النهار على قيام الليل

1621 - وعن عبد الله بن الحارث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال دخلت على النبي صلى الله عليه و سلم وهو يتسحر فقال إنها بركة أعطاكم الله إياها فلا تدعوه

رواه النسائي بإسناد حسن

1622 - وروي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة ليس عليهم حساب فيما طعموا إن شاء الله تعالى إذا كان حلالا الصائم والمتسحر والمرابط في سبيل الله

رواه البزار والطبراني في الكبير

1623 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم السحور كله بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فإن الله عز و جل وملائكته يصلون على المتسحرين

رواه أحمد وإسناده قوي

1624 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تسحروا ولو بجرعة من ماء

رواه ابن حبان في صحيحه

1625 - وروي عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نعم السحور التمر

وقال يرحم الله المتسحرين

رواه الطبراني في الكبير

1626 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال نعم سحور المؤمن التمر

رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه

9 - الترغيب في تعجيل الفطر وتأخير السحور

1627 - عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر

رواه البخاري ومسلم والترمذي

 

وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجوم

رواه ابن حبان في صحيحه

1629 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الله عز و جل إن أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا

رواه أحمد والترمذي وحسنه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما

1630 - وروي عن يعلى بن مرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة يحبها الله عز و جل تعجيل الإفطار وتأخير السحور وضرب اليدين إحداهما على الأخرى في الصلاة

رواه الطبراني في الأوسط

1631 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر لان اليهود والنصارى يؤخرون

رواه أبو داود وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وعند ابن ماجه لا يزال الناس بخير

1632 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم قط صلى صلاة المغرب حتى يفطر ولو على شربة من ماء

رواه أبو يعلى وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما

10 - الترغيب في الفطر على التمر فإن لم يجد فعلى الماء

1633 - عن سلمان بن عامر الضبي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة فإن لم يجد تمرا فالماء فإنه طهور

رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح

1634 - وعن أنس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم تكن رطبات فتمرات فإن لم تكن حسا حسوات من ماء

رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن

 

ورواه أبو يعلى قال كان النبي صلى الله عليه و سلم يحب أن يفطر على ثلاث تمرات أو شيء لم تصبه النار

1636 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من وجد تمرا فليفطر عليه ومن لم يجد فليفطر على الماء فإنه طهور

رواه ابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما

11 - الترغيب في إطعام الطعام

1637 - عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء

رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وقال الترمذي حديث صحيح

ولفظ ابن خزيمة والنسائي من جهز غازيا أو جهز حاجا أو خلفه في أهله أو فطر صائما كان له مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء

1638 - وروي عن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من فطر صائما على طعام وشراب من حلال صلت عليه الملائكة في ساعات شهر رمضان وصلى عليه جبرائيل ليلة القدر

رواه الطبراني في الكبير وأبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب إلا أنه قال وصافحه جبرائيل ليلة القدر

وزاد فيه ومن صافحه جبرائيل عليه السلام يرق قلبه وتكثر دموعه قال فقلت يا رسول الله أفرأيت من لم يكن عنده قال فقبصة من طعام

قلت أفرأيت إن لم يكن عنده قال فشربة من ماء

القبصة بالصاد المهملة هو ما يتناوله الآخذ بأنامله الثلاث

وتقدم حديث سلمان الذي رواه ابن خزيمة في صحيحه وفيه من فطر فيه صائما يعني في رمضان كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبة من النار وكان له مثل أجره من غير أن

 

ينقص من أجره شيء

قالوا ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن

الحديث

12 - ترغيب الصائم في أكل المفطرين عنده

1639 - عن أم عمارة الأنصارية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل عليها فقدمت إليه طعاما فقال كلي فقالت إني صائمة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الصائم تصلي عليه الملائكة إذا أكل عنده حتى يفرغوا وربما قال حتى يشبعوا

رواه الترمذي واللفظ له وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وقال الترمذي حديث حسن صحيح

وفي رواية للترمذي الصائم إذا أكل عنده المفاطير صلت عليه الملائكة

1640 - وعن سليمان بن بريدة رضي الله عنه عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لبلال الغداء يا بلال فقال إني صائم

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نأكل أرزاقنا وفضل رزق بلال في الجنة شعرت يا بلال أن الصائم تسبح عظامه وتستغفر له الملائكة ما أكل عنده

رواه ابن ماجه والبيهقي كلاهما من رواية بقية حدثنا محمد بن عبد الرحمن عن سليمان ومحمد بن عبد الرحمن هذا مجهول وبقية مدلس وتصريحه بالتحديث لا يفيد مع الجهالة والله أعلم

13 - ترهيب الصائم من الغيبة والفحش والكذب ونحو ذلك

1641 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه

رواه البخاري وأبو داود والترمذي

 

والنسائي وابن ماجه وعنده من لم يدع قول الزور والجهل والعمل به

وهو رواية للنسائي

ورواه الطبراني في الصغير والأوسط من حديث أنس بن مالك ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لم يدع الخنا والكذب فلا حاجة لله أن يدع طعامه وشرابه

1642 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الله عز و جل كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإلي وأنا أجزي به والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم

الحديث رواه البخاري واللفظ له ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وتقدم بطرقه وذكر غريبه في الصيام

1643 - وعن أبي عبيدة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الصيام جنة ما لم يخرقها

رواه النسائي بإسناد حسن وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي ورواه الطبراني في الأوسط من حديث أبي هريرة وزاد قيل وبم يخرقها قال بكذب أو غيبة

1644 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل إني صائم إني صائم

رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

1645 - وفي رواية لابن خزيمة عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تساب وأنت صائم فإن سابك أحد فقل إني صائم وإن كنت قائما فاجلس

1646 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رب صائم ليس له من صيامه إلا

 

الجوع ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر

رواه ابن ماجه واللفظ له والنسائي وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري ولفظهما رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ورب قائم حظه من قيامه السهر

ورواه البيهقي ولفظه رب قائم حظه من القيام السهر ورب صائم حظه من الصيام الجوع والعطش

1647 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ورب قائم حظه من قيامه السهر

رواه الطبراني في الكبير وإسناده لا بأس به

1648 - وعن عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن امرأتين صامتا وأن رجلا قال يا رسول الله صلى الله عليه و سلم إن هاهنا امرأتين قد صامتا وإنهما قد كادتا أن تموتا من العطش فأعرض عنه أو سكت ثم عاد وأراه قال بالهاجرة قال يا نبي الله إنهما والله قد ماتتا أو كادتا أن تموتا قال ادعهما قال فجاءتا

قال فجيء بقدح أو عس فقال لإحداهما قيئي فقاءت قيحا ودما وصديدا ولحما حتى ملأت نصف القدح ثم قال للأخرى قيئي فقاءت من قيح ودم وصديد ولحم عبيط وغيره حتى ملأت القدح ثم قال إن هاتين صامتا عما أحل الله لهما وأفطرتا على ما حرم الله عليهما جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا تأكلان من لحوم الناس

رواه أحمد واللفظ له وابن أبي الدنيا وأبو يعلى كلهم عن رجل لم يسم عن عبيد ورواه أبو داود الطيالسي وابن أبي الدنيا في ذم الغيبة والبيهقي من حديث أنس ويأتي في الغيبة إن شاء الله

العس بضم العين وتشديد السين المهملتين هو القدح العظيم

والعبيط بفتح العين المهملة بعدها باء موحدة ثم ياء مثناة تحت وطاء مهملة هو الطري

 

الترغيب في الاعتكاف

1649 - روي عن علي بن حسين عن أبيه رضي الله عنهم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من اعتكف عشرا في رمضان كان كحجتين وعمرتين

رواه البيهقي

1650 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان معتكفا في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتاه رجل فسلم عليه ثم جلس فقال له ابن عباس يا فلان أراك مكتئبا حزينا قال نعم يا ابن عم رسول الله لفلان علي حق ولاء وحرمة صاحب هذا القبر ما أقدر عليه

قال ابن عباس أفلا أكلمه فيك فقال إن أحببت قال فانتعل ابن عباس ثم خرج من المسجد

فقال له الرجل أنسيت ما كنت فيه قال لا ولكني سمعت صاحب هذا القبر صلى الله عليه و سلم والعهد به قريب فدمعت عيناه وهو يقول من مشى في حاجة أخيه وبلغ فيها كان خيرا له من اعتكاف عشر سنين ومن اعتكف يوما ابتغاء وجه الله تعالى جعل الله بينه وبين النار ثلاث خنادق أبعد مما بين الخافقين

رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي واللفظ له

والحاكم مختصرا وقال صحيح الإسناد كذا قال

قال الحافظ وأحاديث اعتكاف النبي صلى الله عليه و سلم مشهورة في الصحاح وغيرها ليست من شرط كتابنا

15 - الترغيب في صدقة الفطر وبيان تأكيدها

1651 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال فرض رسول الله صلى الله عليه و سلم صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقة

رواه أبو داود وابن ماجه والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري

قال الخطابي رحمه الله قوله فرض رسول الله صلى الله عليه و سلم زكاة الفطر فيه بيان أن صدقة الفطر فرض واجب كافتراض الزكاة الواجبة في الأموال وفيه بيان أن ما فرض رسول الله صلى الله عليه و سلم فهو كما فرض الله لأن طاعته صادرة عن طاعة الله وقد قال بفرضية زكاة الفطر

 

ووجوبها عامة أهل العلم وقد عللت بأنها طهرة للصائم من الرفث واللغو

فهي واجبة على كل صائم غني ذي جدة أو فقير يجدها فضلا عن قوته إذا كان وجوبها لعلة التطهير وكل الصائمين محتاجون إليها فإذا اشتركوا في العلة اشتركوا في الوجوب انتهى

وقال الحافظ أبو بكر بن المنذر أجمع عوام أهل العلم على أن صدقة الفطر فرض وممن حفظنا ذلك عنه من أهل العلم محمد بن سيرين وأبو العالية والضحاك وعطاء ومالك وسفيان الثوري والشافعي وأبو ثور وأحمد وإسحاق وأصحاب الرأي وقال إسحاق هو كالإجماع من أهل العلم انتهى

1652 - وعن عبد الله بن ثعلبة أو ثعلبة بن عبد الله بن أبي صعير عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صاع من بر أو قمح على كل صغير أو كبير حر أو عبد ذكر أو أنثى غني أو فقير أما غنيكم فيزكيه الله وأما فقيركم فيرد الله عليه أكثر مما أعطى

رواه أحمد وأبو داود

صعير هو بالعين المهملة مصغرا

1653 - وعن جرير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صوم شهر رمضان معلق بين السماء والأرض ولا يرفع إلا بزكاة الفطر

رواه أبو حفص بن شاهين في فضائل رمضان وقال حديث غريب جيد الإسناد

1654 - وعن كثير بن عبد الله المزني رضي الله عنه عن أبيه عن جده قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن هذه الآية قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى الأعلى 41 51

قال أنزلت في زكاة الفطر

رواه ابن خزيمة في صحيحه

قال الحافظ كثير بن عبد الله واه

كتاب العيدين والأضحية الترغيب في إحياء ليلتي العيدين عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من قام ليلتي العيدين محتسبا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب

رواه ابن ماجه ورواته ثقات إلا أن بقية مدلس وقد عنعنه

1656 - وروي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أحيا الليالي الخمس وجبت له الجنة ليلة التروية وليلة عرفة وليلة النحر وليلة الفطر وليلة النصف من شعبان

رواه الأصبهاني

1657 - وروي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أحيا ليلة الفطر وليلة الأضحى لم يمت قلبه يوم تموت القلوب

رواه الطبراني في الأوسط والكبير

2 - الترغيب في التكبير في العيد وذكر فضله

1658 - روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم زينوا أعيادكم بالتكبير

رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه نكارة

1659 - وعن سعد بن أوس الأنصاري عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كان يوم عيد الفطر وقفت الملائكة على أبواب الطرق فنادوا اغدوا يا معشر المسلمين إلى رب كريم يمن بالخير ثم يثيب عليه الجزيل لقد أمرتم بقيام الليل فقمتم وأمرتم بصيام النهار فصمتم وأطعتم ربكم فاقبضوا جوائزكم فإذا صلوا نادى مناد ألا إن ربكم قد غفر لكم فارجعوا راشدين إلى رحالكم فهو يوم الجائزة ويسمى ذلك اليوم في السماء يوم الجائزة

رواه الطبراني في الكبير من رواية جابر الجعفي

وتقدم في الصيام ما يشهد له

 

3 - الترغيب في الأضحية وما جاء فيمن لم يضح مع القدرة ومن باع جلد أضحيته

1660 - عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم وإنه لتأتي يوم القيامة في فرشه بقرونها وأشعارها وأظلافها وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفسا

رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن غريب والحاكم وقال صحيح الإسناد

قال الحافظ رووه من طريق أبي المثنى واسمه سليمان بن يزيد عن هشام بن عروة عن أبيه عنها وسليمان واه وقد وثق

قال الترمذي ويروى عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال الأضحية لصاحبها بكل شعرة حسنة

وهذا الحديث الذي أشار إليه الترمذي رواه ابن ماجه والحاكم وغيرهما كلهم عن عائذ الله عن أبي داود عن زيد بن أرقم قال قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يا رسول الله ما هذه الأضاحي قال سنة أبيكم إبراهيم صلوات الله عليه وسلامه

قالوا فما لنا فيها يا رسول الله قال بكل شعرة من الصوف حسنة

قالوا فالصوف قال بكل شعرة من الصوف حسنة وقال الحاكم صحيح الإسناد

قال الحافظ بل واهيه

عائذ الله هو المجاشعي وأبو داود هو نفيع بن الحارث الأعمى وكلاهما ساقط

1661 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في يوم أضحى ما عمل آدمي في هذا اليوم أفضل من دم يهراق إلا أن يكون رحما توصل رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده يحيى بن الحسن الخشني لا يحضرني حاله

1662 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا فاطمة قومي إلى أضحيتك فاشهديها فإن لك بأول قطرة تقطر من دمها أن يغفر لك ما سلف من ذنوبك

 

قالت يا رسول الله ألنا خاصة أهل البيت أو لنا وللمسلمين قال بل لنا وللمسلمين

رواه البزار وأبو الشيخ ابن حبان في كتاب الضحايا وغيره وفي إسناده عطية بن قيس وثق وفيه كلام

ورواه أبو القاسم الأصبهاني عن علي ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يا فاطمة قومي فاشهدي أضحيتك فإن لك بأول قطرة تقطر من دمها مغفرة لكل ذنب أما إنه يجاء بلحمها ودمها توضع في ميزانك سبعين ضعفا

قال أبو سعيد يا رسول الله هذا لآل محمد خاصة فإنهم أهل لما خصوا به من الخير أو للمسلمين عامة قال لآل محمد خاصة وللمسلمين عامة وقد حسن بعض مشايخنا حديث علي هذا والله أعلم

1663 - وروي عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يا أيها الناس ضحوا واحتسبوا بدمائها فإن الدم وإن وقع في الأرض فإنه يقع في حرز الله عز و جل

رواه الطبراني في الأوسط

1664 - وروي عن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ضحى طيبة نفسه محتسبا لاضحيته كانت له حجابا من النار

رواه الطبراني في الكبير

1665 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أنفقت الورق في شيء أحب إلى الله من نحر ينحر في يوم عيد

رواه الطبراني في الكبير والأصبهاني

1666 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خير الأضحية الكبش وخير الكفن الحلة

رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه إلا أنه قال الكبش الأقرن

رووه كلهم من رواية عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة

وقال الترمذي حديث غريب

قال الحافظ عفير واه

1667 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من وجد سعة لأن يضحي فلم يضح فلا يحضر مصلانا

رواه الحاكم مرفوعا هكذا وصححه وموقوفا ولعله أشبه

1668 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من باع جلد أضحيته فلا أضحية له

رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد

 

قال الحافظ في إسناده عبد الله بن عياش القتباني المصري مختلف فيه وقد جاء في غير ما حديث عن النبي صلى الله عليه و سلم النهي عن بيع جلد الأضحية

4 - الترهيب من المثلة بالحيوان ومن قتله لغير الأكل وما جاء في الأمر بتحسين القتلة والذبحة

1669 - عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته

رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه

1671 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال أمر النبي صلى الله عليه و سلم بحد الشفار

وأن توارى عن البهائم وقال إذا ذبح أحدكم فليجهز

رواه ابن ماجه

الشفار جمع شفرة وهي السكين وفليجهز هو بضم الياء وسكون الجيم وكسر الهاء وآخره زاي أي فليسرع ذبحها ويتمه

1672 - وعن ابن عمر أيضا رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما من إنسان يقتل عصفورا فما فوقها بغير حقها إلا يسأله الله عز و جل عنها

قيل يا رسول الله وما حقها قال أن يذبحها فيأكلها ولا يقطع رأسها ويرمي بها

رواه النسائي والحاكم وصححه

 

وعن الشريد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من قتل عصفورا عبثا عج إلى الله يوم القيامة يقول يا رب إن فلانا قتلني عبثا ولم يقتلني منفعة

رواه النسائي وابن حبان في صحيحه

1674 - وعن ابن سيرين أن عمر رضي الله عنه رأى رجلا يسحب شاة برجلها ليذبحها فقال له ويلك قدها إلى الموت قودا جميلا

رواه عبد الرزاق في كتابه موقوفا

1675 - ورواه أيضا مرفوعا عن محمد بن راشد عن الوضين بن عطاء قال إن جزارا فتح بابا على شاة ليذبحها فانفلتت منه حتى جاءت النبي صلى الله عليه و سلم فاتبعها فأخذها يسحبها برجلها فقال لها النبي صلى الله عليه و سلم اصبري لامر الله وأنت يا جزار فسقها سوقا رفيقا

وهذا معضل والوضين فيه كلام

1676 - وعن أبي صالح الحنفي عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم رآه ابن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من مثل بذي روح ثم لم يتب مثل الله به يوم القيامة

رواه أحمد ورواته ثقات مشهورون

1677 - وعن مالك بن نضلة رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقال هل تنتج إبل قومك صحاحا فتعمد إلى الموسى فتقطع آذانها وتشق جلودها وتقول هذه صرم فتحرمها عليك وعلى أهلك قلت نعم

قال فكل ما آتاك الله حل ساعد الله أشد من ساعدك وموسى الله أشد من موساك

رواه ابن حبان في صحيحه وسيأتي في باب الشفقة والرحمة إن شاء الله

الصرم بضم الصاد المهملة وسكون الراء جمع الصريم وهو الذي صرم منه أي قطع

كتاب الحج الترغيب في الحج والعمرة وما جاء فيمن خرج يقصدهما فمات 1678 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي العمل أفضل قال إيمان بالله ورسوله

قيل ثم ماذا قال الجهاد في سبيل الله

قيل ثم ماذا قال حج مبرور

رواه البخاري ومسلم

ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل الأعمال عند الله تعالى إيمان لا شك فيه وغزو لا غلول فيه وحج مبرور

قال أبو هريرة حجة مبرورة تكفر خطايا سنة

المبرور قيل هو الذي لا يقع فيه معصية وقد جاء من حديث جابر مرفوعا إن بر الحج إطعام الطعام وطيب الكلام وعند بعضهم إطعام الطعام وإفشاء السلام

وسيأتي

1679 - وعنه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه

رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه والترمذي إلا أنه قال غفر له ما تقدم من ذنبه

 

الرفث بفتح الراء والفاء جميعا

روي عن ابن عباس أنه قال الرفث ما روجع به النساء

وقال الأزهري الرفث كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة

قال الحافظ الرفث يطلق ويراد به الجماع ويطلق ويراد به الفحش ويطلق ويراد به خطاب الرجل المرأة فيما يتعلق بالجماع وقد نقل في معنى الحديث كل واحد من هذه الثلاثة عن جماعة من العلماء والله أعلم

1680 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة

رواه مالك والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه والأصبهاني

وزاد وما سبح الحاج من تسبيحة ولا هلل من تهليلة ولا كبر من تكبيرة إلا بشر بها تبشيرة

1681 - وعن ابن شماسة رضي الله عنه قال حضرنا عمرو بن العاصي وهو في سياقة الموت فبكى طويلا وقال فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله ابسط يمينك لابايعك فبسط يده فقبضت يدي فقال ما لك يا عمرو قال أردت أن أشترط

قال تشترط ماذا قال أن يغفر لي

قال أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله

رواه ابن خزيمة في صحيحه هكذا مختصرا ورواه مسلم وغيره أطول منه

1682 - وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال إني جبان وإني ضعيف فقال هلم إلى جهاد لا شوكة فيه الحج

ورواه الطبراني في الكبير والأوسط ورواته ثقات وأخرجه عبد الرزاق أيضا

1683 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله نرى الجهاد أفضل

 

الأعمال أفلا نجاهد فقال لكن أفضل الجهاد حج مبرور

رواه البخاري وغيره وابن خزيمة في صحيحه ولفظه قالت قلت يا رسول الله هل على النساء من جهاد قال عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة

1684 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال جهاد الكبير والضعيف والمرأة الحج والعمرة

رواه النسائي بإسناد حسن

1685 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم في سؤال جبرائيل عليه السلام إياه عن الإسلام فقال الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج وتعتمر وتغتسل من الجنابة وأن تتم الوضوء وتصوم رمضان

قال فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم قال نعم

قال صدقت

رواه ابن خزيمة في صحيحه وهو في الصحيحين وغيرهما بغير هذا السياق

وتقدم في كتاب الصلاة والزكاة أحاديث كثيرة تدل على فضل الحج والترغيب فيه وتأكيد وجوبه لم نعدها لكثرتها فليراجعها من أراد شيئا من ذلك

1686 - وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الحج جهاد كل ضعيف

رواه ابن ماجه عن أبي جعفر عنها

1687 - وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال قال رجل يا رسول الله ما الإسلام قال أن يسلم لله قلبك وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك قال فأي الإسلام أفضل قال الإيمان

قال وما الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت

قال فأي الإيمان أفضل قال الهجرة

قال وما الهجرة قال أن تهجر السوء

قال فأي الهجرة أفضل قال الجهاد

قال وما الجهاد قال أن تقاتل الكفار إذا لقيتهم

قال فأي الجهاد أفضل قال من عقر جواده وأهريق دمه

 

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم عملان هما أفضل الأعمال إلا من عمل بمثلهما حجة مبرورة أو عمرة مبرورة

رواه أحمد بإسناد صحيح ورواته محتج بهم في الصحيح والطبراني وغيره ورواه البيهقي عن أبي قلابة عن رجل من أهل الشام عن أبيه

1688 - وعن ماعز رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه سئل أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله وحده ثم الجهاد ثم حجة برة تفضل سائر الأعمال كما بين مطلع الشمس إلى مغربها

رواه أحمد والطبراني ورواة أحمد إلى ماعز رواة الصحيح وماعز هذا صحابي مشهور غير منسوب

1689 - وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة

قيل وما بره قال إطعام الطعام وطيب الكلام

رواه أحمد والطبراني في الأوسط بإسناد حسن وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي والحاكم مختصرا وقال صحيح الإسناد

وفي رواية لأحمد والبيهقي إطعام الطعام وإفشاء السلام

1690 - وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة

رواه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وقال الترمذي حديث حسن صحيح ورواه ابن ماجه والبيهقي من حديث عمر وليس عندهما والذهب إلى آخره

وعند البيهقي فإن متابعة بينهما يزيدان في الأجل وينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير الخبث

1691 - وروي عن عبد الله بن جراد الصحابي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حجوا فإن الحج يغسل الذنوب كما يغسل الماء الدرن

رواه الطبراني في الأوسط

1692 - وعن أبي موسى رضي الله عنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال الحاج يشفع في

 

أربعمائة من أهل بيت أو قال من أهل بيته ويخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه

رواه البزار وفيه راو لم يسم

1693 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ما ترفع إبل الحاج رجلا ولا تضع يدا إلا كتب الله له بها حسنة

أو محا عنه سيئة أو رفع بها درجة

رواه البيهقي وابن حبان في صحيحه في حديث يأتي إن شاء الله

1694 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت أبا القاسم صلى الله عليه و سلم يقول من جاء يؤم البيت الحرام فركب بعيره فما يرفع البعير خفا ولا يضع خفا إلا كتب الله له بها حسنة وحط عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة حتى إذا انتهى إلى البيت فطاف وطاف بين الصفا والمروة ثم حلق أو قصر إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فهلم نستأنف العمل

فذكر الحديث

رواه البيهقي

1695 - وعن زاذان رضي الله عنه قال مرض ابن عباس مرضا شديدا فدعا ولده فجمعهم فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من حج من مكة ماشيا حتى يرجع إلى مكة كتب الله له بكل خطوة سبعمائة حسنة كل حسنة مثل حسنات الحرم

قيل له وما حسنات الحرم قال بكل حسنة مائة ألف حسنة

رواه ابن خزيمة في صحيحه والحاكم كلاهما من رواية عيسى بن سوادة

وقال الحاكم صحيح الإسناد وقال ابن خزيمة إن صح الخبر فإن في القلب من عيسى بن سوادة

قال الحافظ قال البخاري هو منكر الحديث

1696 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن آدم عليه السلام أتى البيت ألف أتية لم يركب قط فيهن من الهند على رجليه

رواه ابن خزيمة في صحيحه أيضا وقال في القلب من القاسم بن عبد الرحمن

قال الحافظ القاسم هذا واه

1697 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الحجاج والعمار وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم

رواه البزار ورواته ثقات

1698 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الغازي في سبيل الله

 

والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم

رواه ابن ماجه واللفظ له وابن حبان في صحيحه كلاهما من رواية عمران بن عيينة عن عطاء بن السائب

1699 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الحجاج والعمار وفد الله إن دعوه أجابهم وإن استغفروه غفر لهم

رواه النسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما ولفظهما قال وفد الله ثلاثة الحاج والمعتمر والغازي

وقدم ابن خزيمة الغازي

1700 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج

رواه البزار والطبراني في الصغير وابن خزيمة في صحيحه والحاكم ولفظهما قال اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج

وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم قال مسلم قال الحافظ في إسناده شريك القاضي ولم يخرج له مسلم إلا في المتابعات ويأتي الكلام عليه إن شاء الله

1701 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم استمتعوا بهذا البيت فقد هدم مرتين ويرفع في الثالثة

رواه البزار والطبراني في الكبير وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح الإسناد

قال ابن خزيمة قوله ويرفع في الثالثة يريد بعد الثالثة

1702 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال لما أهبط الله آدم عليه السلام من الجنة قال إني مهبط معك بيتا أو منزلا يطاف حوله كما يطاف حول عرشي ويصلى عنده كما يصلى عند عرشي فلما كان زمن الطوفان رفع وكان الأنبياء يحجونه ولا يعلمون مكانه فبوأه لإبراهيم عليه الصلاة و السلام فبناه من خمسة أجبل حراء وثبير ولبنان وجبل الطور وجبل الخير فتمتعوا منه ما استطعتم

رواه الطبراني في الكبير موقوفا ورجال إسناده رجال الصحيح

 

وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تعجلوا إلى الحج يعني الفريضة فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له

رواه أبو القاسم الأصبهاني

1704 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أوحى الله تعالى إلى آدم عليه السلام أن يا آدم حج هذا البيت قبل أن يحدث بك حدث الموت

قال وما يحدث علي يا رب قال ما لا تدري وهو الموت

قال وما الموت قال سوف تذوق

قال ومن أستخلف في أهلي قال اعرض ذلك على السموات والأرض والجبال فعرض ذلك على السموات فأبت وعرض على الأرض فأبت وعرض على الجبال فأبت وقبله ابنه قاتل أخيه فخرج آدم عليه السلام من أرض الهند حاجا فما نزل منزلا أكل فيه وشرب إلا صار عمرانا بعده وقرى حتى قدم مكة فاستقبلته الملائكة فقالوا السلام عليك يا آدم بر حجك أما إنا قد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام

قال أنس قال رسول الله صلى الله عليه و سلم والبيت يومئذ ياقوتة حمراء جوفاء لها بابان من يطوف يرى من في جوف البيت ومن في جوف البيت يرى من يطوف فقضى آدم نسكه فأوحى الله تعالى إليه يا آدم قضيت نسكك قال نعم يا رب

قال فسل حاجتك تعط قال جل حاجتي أن تغفر لي ذنبي وذنب ولدي قال أما ذنبك يا آدم فقد غفرنا حين وقعت بذنبك

وأما ذنب ولدك فمن عرفني وآمن بي وصدق رسلي وكتابي غفرنا له ذنبه

رواه الأصبهاني أيضا

1705 - وروي عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من عبد ولا أمة يضن بنفقة ينفقها فيما يرضي الله إلا أنفق أضعافها فيما يسخط الله وما من عبد يدع الحج لحاجة من حوائج الدنيا إلا رأى المخلفين قبل أن يقضي تلك الحاجة يعني حجة الإسلام وما من عبد يدع المشي في حاجة أخيه المسلم قضيت أو لم تقض إلا ابتلي بمعونة من يأثم عليه ولا يؤجر فيه

رواه الأصبهاني أيضا وفيه نكارة

يضن بالضاد المعجمة أي يبخل ويشح

1706 - وروي عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الكعبة لها لسان وشفتان ولقد اشتكت فقالت يا رب قل عوادي وقل زواري فأوحى الله عز و جل إني

 

خالق بشرا خشعا سجدا يحنون إليك كما تحن الحمامة إلى بيضها

رواه الطبراني في الأوسط

1707 - وروي عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن داود النبي صلى الله عليه و سلم قال إلهي ما لعبادك عليك إذا هم زاروك في بيتك قال لكل زائر حق على المزور حقا يا داود إن لهم علي أن أعافيهم في الدنيا وأغفر لهم إذا لقيتهم

رواه الطبراني في الأوسط أيضا

1708 - وروي عن سهل بن سعد رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما راح مسلم في سبيل الله مجاهدا أو حاجا مهلا أو ملبيا إلا غربت الشمس بذنوبه وخرج منها

رواه الطبراني في الأوسط أيضا

1709 - وروى ابن عمر رضي الله عنهما قال كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه و سلم في مسجد منى فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف فسلما ثم قالا يا رسول الله جئنا نسألك فقال إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت وإن شئتما أن أمسك وتسألاني فعلت فقالا أخبرنا يا رسول الله فقال الثقفي للأنصاري سل فقال أخبرني يا رسول الله فقال جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام وما لك فيه وعن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيهما وعن طوافك بين الصفا والمروة وما لك فيه وعن وقوفك عشية عرفة وما لك فيه وعن رميك الجمار وما لك فيه وعن نحرك وما لك فيه مع الإفاضة فقال والذي بعثك بالحق لعن هذا جئت أسألك

قال فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام لا تضع ناقتك خفا ولا ترفعه إلا كتب الله لك به حسنة ومحا عنك خطيئة وأما ركعتاك بعد الطواف كعتق رقبة من بني إسماعيل عليه السلام وأما طوافك بالصفا والمروة كعتق سبعين رقبة وأما وقوفك عشية عرفة فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة يقول عبادي جاؤوني شعثا من كل فج عميق يرجون جنتي فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل أو كقطر المطر أو كزبد البحر لغفرتها أفيضوا عبادي مغفورا لكم ولمن شفعتم له وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات وأما نحرك فمذخور لك عند ربك وأما حلاقك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة ويمحى عنك بها خطيئة وأما طوافك بالبيت بعد ذلك فإنك تطوف ولا ذنب لك

 

يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول اعمل فيما تستقبل فقد غفر لك ما مضى

رواه الطبراني في الكبير والبزار واللفظ له وقال وقد روي هذا الحديث من وجوه ولا نعلم له أحسن من هذا الطريق

قال المملي رضي الله عنه وهي طريق لا بأس بها رواتها كلهم موثقون ورواه ابن حبان في صحيحه ويأتي لفظه في الوقوف إن شاء الله تعالى

1710 - ورواه الطبراني في الأوسط من حديث عبادة بن الصامت وقال فيه فإن لك من الأجر إذا أممت البيت العتيق ألا ترفع قدما أو تضعها أنت ودابتك إلا كتبت لك حسنة ورفعت لك درجة وأما وقوفك بعرفة فإن الله عز و جل يقول لملائكته يا ملائكتي ما جاء بعبادي قالوا جاؤوا يلتمسون رضوانك والجنة فيقول الله عز و جل فإني أشهد نفسي وخلقي أني قد غفرت لهم ولو كانت ذنوبهم عدد أيام الدهر وعدد رمل عالج وأما رميك الجمار قال الله عز و جل فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون السجدة 71

وأما حلقك رأسك فإنه ليس من شعرك شعرة تقع في الأرض إلا كانت لك نورا يوم القيامة وأما طوافك بالبيت إذا ودعت فإنك تخرج من ذنوبك كيوم ولدتك أمك

ورواه أبو القاسم الأصبهاني من حديث أنس بن مالك نحوه إلا أنه قال فيه وأما وقوفك بعرفات فإن الله تعالى يطلع على أهل عرفات فيقول عبادي أتوني شعثا غبرا أتوني من كل فج عميق فيباهي بهم الملائكة فلو كان عليك من الذنوب مثل رمل عالج ونجوم السماء وقطر البحر والمطر غفر الله لك وأما رميك الجمار فإنه مدخور لك عند ربك أحوج ما تكون إليه وأما حلقك رأسك فإن لك بكل شعرة تقع منك نورا يوم القيامة وأما طوافك بالبيت فإنك تصدر وأنت من ذنوبك كهيئة يوم ولدتك أمك

1711 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من خرج حاجا فمات كتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة ومن خرج معتمرا فمات كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة ومن خرج غازيا فمات كتب له أجر الغازي إلى يوم القيامة

رواه أبو يعلى من رواية محمد بن إسحاق وبقية رواته ثقات

1712 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من خرج في هذا الوجه لحج أو عمرة فمات فيه لم يعرض ولم يحاسب وقيل له ادخل الجنة

قالت وقال

 

رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله يباهي بالطائفين

رواه الطبراني وأبو يعلى والدارقطني والبيهقي

1713 - وروي عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن هذا البيت دعامة من دعائم الإسلام فمن حج البيت أو اعتمر فهو ضامن على الله فإن مات أدخله الجنة وإن رده إلى أهله رده بأجر وغنيمة

رواه الطبراني في الأوسط

الدعامة بكسر الدال هي عمود البيت والخباء

1714 - وروي عنه أيضا رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من مات في طريق مكة ذاهبا أو راجعا لم يعرض ولم يحاسب أو غفر له

رواه الأصبهاني

1715 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينا رجل واقف مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بعرفة إذ وقع عن راحلته فأقصعته فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اغسلوه بماء وسدر وكفنوه بثوبيه ولا تخمروا رأسه ولا تحنطوه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا

رواه البخاري ومسلم وابن خزيمة

وفي رواية لهم أن رجلا كان مع النبي صلى الله عليه و سلم فوقصته ناقته وهو محرم فمات فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ولا تمسوه بطيب ولا تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا

1716 - وفي رواية لمسلم فأمرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يغسلوه بماء وسدر وأن يكشفوا وجهه حسبته قال ورأسه فإنه يبعث وهو يهل

وقصته ناقته معناه رمته ناقته فكسرت عنقه

وكذلك فأقصعته

1 - الترغيب في النفقة في الحج والعمرة وما جاء فيمن أنفق فيهما من مال حرام

1717 - عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لها في عمرتها إن لك من

 

الأجر على قدر نصبك ونفقتك

رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما

وفي رواية له وصححها إنما أجرك في عمرتك على قدر نفقتك

النصب هو التعب وزنا ومعنى

1718 - وعن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف

رواه أحمد والطبراني في الأوسط والبيهقي وإسناد أحمد حسن

1719 - وروى الطبراني في الأوسط أيضا عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله الدرهم بسبعمائة

1720 - وروي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الحجاج والعمار وفد الله إن سألوا أعطوا وإن دعوا أجيبوا وإن أنفقوا أخلف لهم

والذي نفس أبي القاسم بيده ما كبر مكبر على نشز ولا أهل مهل على شرف من الأشراف إلا أهل ما بين يديه وكبر حتى ينقطع منه منقطع التراب

رواه البيهقي

النشز بفتح النون وإسكان الشين المعجمة وبالزاي هو المكان المرتفع

1721 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الحجاج والعمار وفد الله عز و جل يعطيهم ما سألوا ويستجيب لهم ما دعوا ويخلف عليهم ما أنفقوا الدرهم ألف ألف

رواه البيهقي

1722 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما رفعه قال ما أمعر حاج قط

قيل لجابر ما الإمعار قال ما افتقر

رواه الطبراني في الأوسط والبزار ورجاله رجال الصحيح

1723 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا خرج الحاج حاجا بنفقة طيبة ووضع رجله في الغرز فنادى لبيك اللهم لبيك

ناداه مناد من السماء لبيك وسعديك زادك حلال وراحلتك حلال وحجك مبرور غير مأزور وإذا خرج بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فنادى لبيك ناداه مناد من السماء لا لبيك ولا

 

سعديك زادك حرام ونفقتك حرام وحجك مأزور غير مبرور رواه الطبراني في الأوسط ورواه الأصبهاني من حديث أسلم مولى عمر بن الخطاب مرسلا مختصرا

الغرز بفتح الغين المعجمة وسكون الراء بعدها زاي هو ركاب من جلد

2 - الترغيب في العمرة في رمضان

1724 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أراد رسول الله صلى الله عليه و سلم الحج فقالت امرأة لزوجها أحججني مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما عندي ما أحججك عليه فقالت أحججني على جملك فلان قال ذاك حبيس في سبيل الله عز و جل فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إن امرأتي تقرأ عليك السلام ورحمة الله وإنها سألتني الحج معك فقلت ما عندي ما أحججك عليه قالت أحججني على جملك فلان فقلت ذاك حبيس في سبيل الله عز و جل فقال أما إنك لو أحججتها عليه كان في سبيل الله

قال وإنها أمرتني أن أسألك ما يعدل حجة معك قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أقرئها السلام ورحمة الله وبركاته وأخبرها أنها تعدل حجة معي عمرة في رمضان

رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه كلاهما بالقصة واللفظ لأبي داود وآخره عندهما سواء

1725 - ورواه البخاري والنسائي وابن ماجه مختصرا عمرة في رمضان تعدل حجة

ومسلم ولفظه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لامرأة من الأنصار يقال لها أم سنان ما منعك أن تحجي معنا

قالت لم يكن لنا إلا ناضحان فحج أبو ولدها وابنها على ناضح وترك لنا ناضحا ننضح عليه

قال فإذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة في رمضان تعدل حجة

وفي رواية له تعدل حجة أو حجة معي

1726 - وعنه رضي الله عنه قال جاءت أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت حج أبو

 

طلحة وابنه وتركاني فقال يا أم سليم عمرة في رمضان تعدل حجة معي

رواه ابن حبان في صحيحه

1727 - وعن أم معقل رضي الله عنها قالت لما حج رسول الله صلى الله عليه و سلم حجة الوداع وكان لنا جمل فجعله أبو معقل في سبيل الله

قالت وأصابنا مرض وهلك أبو معقل

قالت فلما قفل رسول الله صلى الله عليه و سلم من حجه فقال يا أم معقل ما منعك أن تخرجي معنا قالت يا رسول الله لقد تهيأنا فهلك أبو معقل وكان لنا جمل هو الذي نحج عليه فأوصى به أبو معقل في سبيل الله

قال فهلا خرجت عليه فإن الحج في سبيل الله فأما إذ فاتتك هذه الحجة فاعتمري في رمضان فإنها كحجة

رواه أبو داود والترمذي مختصرا عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال عمرة في رمضان تعدل حجة

وقال حديث حسن غريب وابن خزيمة باختصار إلا أنه قال إن الحج والعمرة في سبيل الله وإن عمرة في رمضان تعدل حجة أو تجزي حجة

1728 - وفي رواية لابي داود والنسائي عنها أنها قالت يا رسول الله إني امرأة قد كبرت وسقمت فهل من عمل يجزي عني من حجتي

قال عمرة في رمضان تعدل حجة

قفل محركة أي رجع من سفره

1729 - وعن أبي معقل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال عمرة في رمضان تعدل حجة

رواه ابن ماجه

1730 - ورواه البزار والطبراني في الكبير في حديث طويل بإسناد جيد عن أبي طليق أنه قال للنبي صلى الله عليه و سلم فما يعدل الحج معك قال عمرة في رمضان

قال المملي رضي الله عنه أبو طليق هو أو معقل وكذلك زوجته أم معقل تكنى أم طليق أيضا ذكره ابن عبد البر النمري

 

الترغيب في التواضع في الحج والتبذل ولبس الدون من الثياب اقتداء بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام

1731 - روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال حج النبي صلى الله عليه و سلم على رحل رث وقطيفة خلقة تساوي أربعة دراهم أو لا تساوي ثم قال اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة

رواه الترمذي في الشمائل وابن ماجه والأصبهاني إلا أنه قال لا تساوي أربعة دراهم ورواه الطبراني في الأوسط من حديث ابن عباس

القطيفة كساء له خمل

1732 - وعن ثمامة رضي الله عنه قال حج أنس على رحل ولم يكن شحيحا وحدث أن النبي صلى الله عليه و سلم حج على رحل وكانت زاملته

رواه البخاري

1733 - وعن قدامة بن عبد الله وهو ابن عمار رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يرمي الجمرة يوم النحر على ناقة صهباء لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك

رواه ابن خزيمة في صحيحه وغيره

1734 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم بين مكة والمدينة فمررنا بواد فقال أي واد هذا

قالوا وادي الأزرق

قال كأني أنظر إلى موسى صلى الله عليه و سلم فذكر من طول شعره شيئا لا يحفظه داود واضعا إصبعه في أذنه له جؤار إلى الله بالتلبية مارا بهذا الوادي

قال ثم سرنا حتى أتينا على ثنية فقال أي ثنية هذه قالوا ثنية هرشى أو لفت

قال كأني أنظر إلى يونس صلى الله عليه و سلم على ناقة حمراء عليه جبة صوف وخطام ناقته خلبة

مارا بهذا الوادي ملبيا

رواه ابن ماجه بإسناد صحيح وابن خزيمة واللفظ لهما

1735 - ورواه الحاكم بإسناد على شرط مسلم ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتى على وادي الأزرق فقال ما هذا قالوا وادي الأزرق فقال كأني أنظر إلى موسى عليه السلام

 

مهبطا له جؤار إلى الله بالتكبير ثم أتى على ثنية فقال كأني أنظر إلى يونس عليه السلام على ناقة حمراء جعدة خطامها ليف وهو يلبي وعليه جبة صوف

هرشى بفتح الهاء وسكون الراء بعدهما شين معجمة مقصورة ثنية قريب الجحفة

ولفت بكسر اللام وفتحها أيضا هو ثنية جبل قديد بين مكة والمدينة

والخلبة بضم الخاء المعجمة وسكون اللام هي الليف كما جاء مفسرا في الحديث

1736 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى في مسجد الخيف سبعون نبيا منهم موسى صلى الله عليه و سلم كأني أنظر إليه وعليه عباءتان قطوانيتان وهو محرم على بعير من إبل شنوءة مخطوم بخطام ليف له ضفيرتان

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن

قطوان بفتح القاف والطاء المهملة جميعا موضع بالكوفة تنسب إليه العبى والأكسية

1737 - وعنه رضي الله عنه قال لما مر رسول الله صلى الله عليه و سلم بوادي عسفان حين حج

قال يا أبا بكر أي واد هذا قال وادي عسفان

قال لقد مر به هود وصالح على بكرات خطمها الليف أزرهم العباء وأرديتهم النمار يحجون البيت العتيق

رواه أحمد والبيهقي كلاهما من رواية زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام ولا بأس بحديثهما في المتابعات وقد احتج بهما ابن خزيمة وغيره

عسفان بضم العين وسكون السين المهملتين موضع على مرحلتين من مكة

والبكرات جمع بكرة بسكون الكاف وهي الفتية من الإبل

والنمرات بكسر الميم جمع نمرة وهي كساء مخطط

1738 - وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال حج موسى عليه السلام على ثور أحمر عليه عباءة قطوانية

رواه الطبراني من رواية ليث بن أبي سليم وبقية رواته ثقات

 

وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لقد مر بالروحاء سبعون نبيا فيهم نبي الله موسى عليه السلام حفاة عليهم العباء يؤمون بيت الله العتيق

رواه أبو يعلى والطبراني ولا بأس بإسناده في المتابعات ورواه أبو يعلى أيضا من حديث أنس بن مالك

1740 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كأني أنظر إلى موسى بن عمران عليه السلام في هذا الوادي محرما بين قطوانيتين

رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط بإسناد حسن

1741 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم من الحاج قال الشعث التفل

قال فأي الحج أفضل قال العج والثج

قال وما السبيل قال الزاد والرحالة

رواه ابن ماجه بإسناد حسن

وعند الترمذي عنه جاء رجل فقال يا رسول الله ما يوجب الحج قال الزاد والراحلة وقال حديث حسن

1742 - وتقدم في حديث ابن عمر وأما وقوفك عشية عرفة فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة يقول عبادي جاؤوني شعثا من كل فج عميق يرجون جنتي فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل أو كقطر المطر أو كزبد البحر لغفرتها أفيضوا عبادي مغفورا لكم ولمن شفعتم له

الحديث

1743 - وفي رواية ابن حبان قال فإذا وقف بعرفة فإن الله عز و جل ينزل إلى السماء الدنيا فيقول انظروا إلى عبادي شعثا غبرا اشهدوا أني قد غفرت لهم ذنوبهم وإن كانت عدد قطر السماء ورمل عالج

الحديث

الشعث بكسر العين هو البعيد العهد بتسريح شعره وغسله

والتفل بفتح التاء المثناة فوق وكسر الفاء هو الذي ترك الطيب والتنظيف حتى تغيرت رائحته

 

والعج بفتح العين المهملة وتشديد الجيم هو رفع الصوت بالتلبية وقيل بالتكبير

والثج بالمثلثة هو نحر البدن

1744 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله يباهي بأهل عرفات ملائكة السماء فيقول انظروا إلى عبادي هؤلاء جاؤوني شعثا غبرا

رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما وسيأتي أحاديث من هذا النوع في الوقوف إن شاء الله تعالى

4 - الترغيب في الإحرام والتلبية ورفع الصوت بها

1745 - عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة وما من مؤمن يظل يومه محرما إلا غابت الشمس بذنوبه

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وليس في بعض نسخ الترمذي وما من مؤمن إلى آخره وكذا هو في النسائي وصحيح ابن خزيمة بدون الزيادة

وزاد رزين فيه وما من مؤمن يلبي لله بالحج إلا شهد له ما على يمينه وشماله إلى منقطع الأرض ولم أر هذه الزيادة في شيء من نسخ الترمذي ولا النسائي

1746 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما من ملب يلبي إلا لبى ما عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا عن يمينه وشماله

رواه الترمذي وابن ماجه والبيهقي كلهم من رواية إسماعيل بن عياش عن عمارة بن غزية عن أبي حازم عن سهل ورواه ابن خزيمة في صحيحه عن عبيدة يعني ابن حميد حدثني عمارة بن غزية عن أبي حازم عن سهل ورواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما

 

وعن خلاد بن السائب عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أتاني جبرائيل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال والتلبية

رواه مالك وأبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن خزيمة في صحيحه وزاد ابن ماجه فإنها شعار الحج

1748 - وعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال جاءني جبرائيل عليه السلام فقال مر أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها من شعار الحج

رواه ابن ماجه وابن خزيمة في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح الإسناد

1749 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما أهل مهل قط ولا كبر مكبر قط إلا بشر

قيل يا رسول الله بالجنة قال نعم

رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين رجال الصحيح والبيهقي إلا أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أهل مهل قط إلا آبت الشمس بذنوبه

أهل الملبي إذا رفع صوته بالتلبية

1750 - وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل أي الأعمال أفضل قال العج والثج

رواه ابن ماجه والترمذي وابن خزيمة في صحيحه كلهم من رواية محمد بن المنكدر عن عبد الرحمن بن يربوع وقال الترمذي لم يسمع محمد من عبد الرحمن

ورواه الحاكم وصححه والبزار إلا أنه قال ما بر الحج قال العج والثج قال وكيع يعني بالعج العجيج بالتلبية والثج نحر البدن وتقدم

1751 - وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من

 

محرم يضحي لله يومه يلبي حتى تغيب الشمس إلا غابت بذنوبه فعاد كما ولدته أمه

رواه أحمد وابن ماجه واللفظ له ورواه الطبراني في الكبير والبيهقي من حديث عامر بن ربيعة رضي الله عنه

وتقدم حديث سهل بن سعد في الباب الأول وفيه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما راح مسلم في سبيل الله مجاهدا أو حاجا مهلا أو ملبيا إلا غربت الشمس بذنوبه وخرج منها

رواه الطبراني في الأوسط

5 - الترغيب في الإحرام من المسجد الأقصى

1752 - عن أم حكيم بنت أبي أمية بن الأخنس عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أهل بعمرة من بيت المقدس غفر له

رواه ابن ماجه بإسناد صحيح

وفي رواية له قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أهل بعمرة من بيت المقدس كانت كفارة لما قبلها من الذنوب قالت فخرجت أمي من بيت المقدس بعمرة

1753 - ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أهل من المسجد الأقصى بعمرة غفر له ما تقدم من ذنبه

قال فركبت أم حكيم إلى بيت المقدس حتى أهلت منه بعمرة

1754 - ورواه أبو داود والبيهقي ولفظهما من أهل بحجة أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر أو وجبت له الجنة

شك الراوي أيتهما

1755 - وفي رواية للبيهقي قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أهل بالحج والعمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ووجبت له الجنة

 

الترغيب في الطواف واستلام الحجر الأسود والركن اليماني وما جاء في فضلهما وفضل المقام ودخول البيت

1756 - عن عبد الله بن عبيد بن عمير رضي الله عنه أنه سمع أباه يقول لابن عمر رضي الله عنهما ما لي لا أراك تستلم إلا هذين الركنين الحجر الأسود والركن اليماني فقال ابن عمر إن أفعل فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن استلامهما يحط الخطايا

قال وسمعته يقول من طاف أسبوعا يحصيه وصلى ركعتين كان كعدل رقبة

قال وسمعته يقول ما رفع رجل قدما ولا وضعها إلا كتب له عشر حسنات وحط عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات

رواه أحمد وهذا لفظه والترمذي ولفظه إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن مسحهما كفارة للخطايا وسمعته يقول لا يضع قدما ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه بها خطيئة وكتب له بها حسنة

1757 - ورواه الحاكم وقال صحيح الإسناد وابن خزيمة في صحيحه ولفظه قال إن أفعل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول مسحهما يحط الخطايا وسمعته يقول من طاف بالبيت لم يرفع قدما ولم يضع قدما إلا كتب الله له حسنة وحط عنه خطيئة وكتب له درجة وسمعته يقول من أحصى أسبوعا كان كعتق رقبة

1758 - ورواه ابن حبان في صحيحه مختصرا أن النبي صلى الله عليه و سلم قال مسح الحجر والركن اليماني يحط الخطايا حطا

قال الحافظ رووه كلهم عن عطاء بن السائب عن عبد الله

1759 - وعن محمد بن المنكدر عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من طاف بالبيت أسبوعا لا يلغو فيه كان كعدل رقبة يعتقها

رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات

1760 - وعن حميد بن أبي سوية رضي الله عنه قال سمعت ابن هشام يسأل عطاء بن أبي رباح عن الركن اليماني وهو يطوف بالبيت فقال عطاء حدثني أبو هريرة رضي الله عنه

 

أن النبي صلى الله عليه و سلم قال وكل به سبعون ملكا فمن قال اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

قالوا آمين

فلما بلغ الركن الأسود قال يا أبا محمد ما بلغك في هذا الركن الأسود فقال عطاء حدثني أبو هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من فاوضه فإنما يفاوض يد الرحمن

قال له ابن هشام يا أبا محمد فالطواف قال عطاء حدثني أبو هريرة أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم قال من طاف بالبيت سبعا ولا يتكلم إلا بسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله محيت عنه عشر سيئات وكتبت له عشر حسنات ورفع له بها عشر درجات ومن طاف فتكلم وهو في تلك الحال خاض في الرحمة برجليه كخائض الماء برجليه

رواه ابن ماجه عن إسماعيل بن عياش حدثني حميد بن أبي سوية وحسنه بعض مشايخنا

1761 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ينزل الله كل يوم على حجاج بيته الحرام عشرين ومائة رحمة ستين للطائفين وأربعين للمصلين وعشرين للناظرين

رواه البيهقي بإسناد حسن

1762 - وعن ابن عباس أيضا رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال الطواف حول البيت صلاة إلا أنكم تتكلمون فيه فمن تكلم فيه فلا يتكلم إلا بخير

رواه الترمذي واللفظ له وابن حبان في صحيحه

قال الترمذي وقد روي عن ابن عباس موقوفا ولا نعرفه مرفوعا إلا من حديث عطاء بن السائب

1763 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من طاف بالبيت خمسين مرة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه

رواه الترمذي وقال حديث غريب سألت محمدا يعني البخاري عن هذا الحديث فقال إنما يروى عن ابن عباس من قوله

1764 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من طاف بالبيت وصلى ركعتين كان كعتق رقبة رواه ابن ماجة وابن خزيمة في صحيحة وتقدم

 

وعنه أيضا رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من طاف بالبيت أسبوعا لا يضع قدما ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه بها خطيئة وكتب له بها حسنة ورفع له بها درجة

رواه ابن خزيمة في صحيحه وابن حبان واللفظ له

1766 - وروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال من توضأ فأسبغ الوضوء ثم أتى الركن يستلمه خاض في الرحمة فإذا استلمه فقال بسم الله والله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله غمرته الرحمة فإذا طاف بالبيت كتب الله له بكل قدم سبعين ألف حسنة وحط عنه سبعين ألف سيئة ورفع له سبعين ألف درجة وشفع في سبعين من أهل بيته فإذا أتى مقام إبراهيم فصلى عنده ركعتين إيمانا واحتسابا كتب الله له عتق رقبة محررة من ولد إسماعيل وخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه

رواه أبو القاسم الأصبهاني موقوفا

1767 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحجر والله ليبعثنه الله يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد على من استلمه بحق

ورواه الترمذي وقال حديث حسن وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما

1768 - ورواه الطبراني في الكبير ولفظه يبعث الله الحجر الأسود والركن اليماني يوم القيامة ولهما عينان ولسانان وشفتان يشهدان لمن استلمهما بالوفاء

1769 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتي الركن اليماني يوم القيامة أعظم من أبي قبيس له لسانان وشفتان

رواه أحمد بإسناد حسن والطبراني في الأوسط

وزاد يشهد لمن استلمه بالحق وهو يمين الله عز و جل يصافح بها خلقه

وابن خزيمة في صحيحه

وزاد يتكلم عمن استلمه بالنية وهو يمين الله التي يصافح بها خلقه

 

وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أشهدوا هذا الحجر خيرا فإنه يوم القيامة شافع يشفع له لسانان وشفتان يشهد لمن استلمه

رواه الطبراني في الأوسط ورواته ثقات إلا أن الوليد بن عباد مجهول

1771 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن خزيمة في صحيحه إلا أنه قال أشد بياضا من الثلج

1772 - ورواه الطبراني في الأوسط والكبير بإسناد حسن ولفظه قال الحجر الأسود من حجارة الجنة وما في الأرض من الجنة غيره وكان أبيض كالمها ولولا ما مسه من رجس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا برأ

1773 - وفي رواية لابن خزيمة قال الحجر الأسود ياقوتة بيضاء من يواقيت الجنة وإنما سودته خطايا المشركين يبعث يوم القيامة مثل أحد يشهد لمن استلمه وقبله من أهل الدنيا

1774 - ورواه البيهقي مختصرا قال الحجر الأسود من الجنة وكان أشد بياضا من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك

المها مقصورا جمع مهاة وهي البلورة

1775 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال نزل الركن الأسود من السماء فوضع على أبي قبيس كأنه مهاة بيضاء فمكث أربعين سنة ثم وضع على قواعد إبراهيم

رواه الطبراني في الكبير موقوفا بإسناد صحيح

1776 - وعنه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو مسند ظهره إلى الكعبة يقول الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة ولولا أن الله تعالى طمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب

رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه كلاهما من رواية رجاء بن صبيح والحاكم ومن طريقه البيهقي

 

وفي رواية للبيهقي قال إن الركن والمقام من ياقوت الجنة ولولا ما مسه من خطايا بني آدم لأضاء ما بين المشرق والمغرب وما مسهما من ذي عاهة ولا سقيم إلا شفي

1778 - وفي أخرى له رضي الله عنه أيضا رفعه قال لولا ما مسه من أنجاس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا شفي وما على الأرض شيء من الجنة غيره

1780 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال فدخلنا مكة ارتفاع الضحى فأتى يعني النبي صلى الله عليه و سلم باب المسجد فأناخ راحلته ثم دخل المسجد فبدأ بالحجر فاستلمه وفاضت عيناه بالبكاء فذكر الحديث قال ورمل ثلاثا ومشى أربعا حتى فرغ فلما فرغ قبل الحجر ووضع يديه عليه ثم مسح بهما وجهه

رواه ابن خزيمة في صحيحه واللفظ له والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

1781 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من دخل البيت دخل في حسنة وخرج من سيئة مغفورا له

رواه ابن خزيمة في صحيحه من رواية عبد الله بن المؤمل

7 - الترغيب في العمل الصالح في عشر ذي الحجة وفضله

1782 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز و جل من هذه الأيام

يعني أيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم

 

لم يرجع من ذلك بشيء

رواه البخاري والترمذي وأبو داود وابن ماجه والطبراني في الكبير بإسناد جيد ولفظه قال ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إلى الله العمل فيهن من أيام العشر فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير

1783 - وفي رواية للبيهقي قال ما من عمل أزكى عند الله ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى

قيل ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء فقال فكان سعيد بن جبير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادا شديدا حتى ما يكاد يقدر عليه

1784 - وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من أيام العمل الصالح فيها أفضل من أيام العشر

قيل ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله

رواه الطبراني بإسناد صحيح

1785 - وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أفضل أيام الدنيا العشر يعني عشر ذي الحجة

قيل ولا مثلهن في سبيل الله قال ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب

الحديث رواه البزار بإسناد حسن وأبو يعلى بإسناد صحيح ولفظه قال ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة

قال فقال رجل يا رسول الله هن أفضل أم عدتهن جهادا في سبيل الله قال هن أفضل من عدتهن جهادا في سبيل الله إلا عفير يعفر وجهه في التراب

الحديث

ورواه ابن حبان في صحيحه ويأتي بتمامه إن شاء الله

1786 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر

رواه الترمذي وابن ماجه والبيهقي وقال الترمذي حديث غريب

 

لا نعرفه إلا من حديث مسعود بن واصل عن النهاس بن قهم وسألت محمدا يعني البخاري عن هذا الحديث فلم يعرفه من غير هذا الوجه

قال الحافظ روى البيهقي وغيره عن يحيى بن عيسى الرملي

حدثنا يحيى بن أيوب البجلي عن عدي بن ثابت وهؤلاء الثلاثة ثقات مشهورون تكلم فيهم

1787 - وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من أيام أفضل عند الله ولا العمل فيهن أحب إلى الله عز و جل من هذه الأيام يعني من العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير وذكر الله وإن صيام يوم منها يعدل بصيام سنة والعمل فيهن يضاعف بسبعمائة ضعف

1788 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان يقال في أيام العشر بكل يوم ألف يوم ويوم عرفة عشرة آلاف يوم

قال يعني في الفضل

رواه البيهقي والأصبهاني وإسناد البيهقي لا بأس به

1789 - وعن الأوزاعي رضي الله عنه قال بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله يصام نهارها ويحرس ليلها إلا أن يختص امرؤ بشهادة

قال الأوزاعي حدثني بهذا الحديث رجل من بني مخزوم عن النبي صلى الله عليه و سلم

رواه البيهقي

8 - الترغيب في الوقوف بعرفة والمزدلفة وفضل يوم عرفة

1790 - عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من أيام عند الله أفضل من عشر ذي الحجة

قال فقال رجل يا رسول الله هن أفضل أم من عدتهن جهادا في سبيل الله قال هن أفضل من عدتهن جهادا في سبيل الله وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثا غبرا ضاحين جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي فلم ير يوم أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة

رواه أبو يعلى والبزار وابن خزيمة وابن حبان في صحيحه واللفظ له

والبيهقي ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كان يوم عرفة فإن الله تبارك وتعالى يباهي بهم الملائكة فيقول انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا ضاحين من كل فج عميق أشهدكم أني قد غفرت

 

لهم فتقول الملائكة إن فيهم فلانا مرهقا وفلانا

قال يقول الله عز و جل قد غفرت لهم

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من يوم أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة ولفظ ابن خزيمة نحوه لم يختلفا إلا في حرف أو حرفين

المرهق هو الذي يغشى المحارم ويرتكب المفاسد

قوله ضاحين هو بالضاد المعجمة والحاء المهملة أي بارزين للشمس غير مستترين منها يقال لكل من برز للشمس من غير شيء يظله ويكنه إنه لضاح

1791 - وعن طلحة بن عبيد الله بن كريز رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما رئي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذاك إلا لما يرى فيه من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما رأى يوم بدر فإنه رأى جبرائيل عليه السلام يزع الملائكة

رواه مالك والبيهقي من طريقه وغيرهما وهو مرسل

أدحر بالدال والحاء المهملتين بعدهما راء أي أبعد وأذل

1792 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم عرفة أيها الناس إن الله عز و جل تطول عليكم في هذا اليوم فغفر لكم إلا التبعات فيما بينكم ووهب مسيئكم لمحسنكم وأعطى لمحسنكم ما سأل فادفعوا باسم الله فلما كان بجمع قال إن الله عز و جل قد غفر لصالحيكم وشفع صالحيكم في طالحيكم تنزل الرحمة فتعمهم ثم تفرق المغفرة في الأرض فتقع على كل تائب ممن حفظ لسانه ويده وإبليس وجنوده على جبال عرفات ينظرون ما يصنع الله بهم فإذا نزلت الرحمة دعا إبليس وجنوده بالويل والثبور

رواه الطبراني في الكبير ورواته محتج بهم في الصحيح إلا أن فيهم رجلا لم يسم

1793 - ورواه أبو يعلى من حديث أنس ولفظه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله تطول على أهل عرفات يباهي بهم الملائكة يقول يا ملائكتي انظروا إلى عبادي شعثا غبرا أقبلوا يضربون إلي من كل فج عميق فأشهدكم أني قد أجبت دعاءهم وشفعت

 

رغبتهم ووهبت مسيئهم لمحسنهم وأعطيت لمحسنهم جميع ما سألوني غير التبعات التي بينهم فإذا أفاض القوم إلى جمع ووقفوا وعادوا في الرغبة والطلب إلى الله تعالى فيقول يا ملائكتي عبادي وقفوا فعادوا في الرغبة والطلب فأشهدكم أني قد أجبت دعاءهم وشفعت رغبتهم ووهبت مسيئهم لمحسنهم وأعطيت محسنيهم جميع ما سألوني وكفلت عنهم التبعات التي بينهم

1794 - وعن عباس بن مرداس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دعا لامته عشية عرفة فأجيب أني قد غفرت لهم ما خلا المظالم فإني آخذ للمظلوم منه

قال أي رب إن شئت أعطيت المظلوم الجنة وغفرت للظالم فلم يجب عشية عرفة فلما أصبح بالمزدلفة أعاد فأجيب إلى ما سأل

قال فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم أو قال تبسم فقال له أبو بكر وعمر رضي الله عنهما بأبي أنت وأمي إن هذه لساعة ما كنت تضحك فيها فما الذي أضحكك أضحك الله سنك

قال إن عدو الله إبليس لما علم أن الله قد استجاب دعائي وغفر لامتي أخذ التراب فجعل يحثوه على رأسه ويدعو بالويل والثبور فأضحكني ما رأيت من جزعه

رواه ابن ماجه عن عبد الله بن كنانة بن عباس بن مرداس أن أباه أخبره عن أبيه

1795 - ورواه البيهقي ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دعا عشية عرفة لامته بالمغفرة والرحمة فأكثر الدعاء فأوحى الله إليه أني فعلت إلا ظلم بعضهم بعضا وأما ذنوبهم فيما بيني وبينهم فقد غفرتها فقال يا رب إنك قادر على أن تثيب هذا المظلوم خيرا من مظلمته وتغفر لهذا الظالم فلم يجبه تلك العشية فلما كان غداة المزدلفة أعاد الدعاء فأجابه الله أني قد غفرت لهم

قال فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له بعض أصحابه يا رسول الله تبسمت في ساعة لم تكن تتبسم قال تبسمت من عدو الله إبليس إنه لما علم أن الله قد استجاب لي في أمتي أهوى يدعو بالويل والثبور ويحثو التراب على رأسه

رواه البيهقي من حديث ابن كنانة بن العباس بن مرداس السلمي ولم يسمه عن أبيه عن جده عباس ثم قال وهذا الحديث له شواهد كثيرة وقد ذكرناها في كتاب البعث فإن صح بشواهده ففيه الحجة وإن لم يصح فقد قال الله تعالى ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء النساء 84 وظلم بعضهم بعضا دون الشرك انتهى

1796 - وروى ابن المبارك عن سفيان الثوري عن الزبير بن عدي عن أنس بن مالك رضي

 

الله عنه قال وقف النبي صلى الله عليه و سلم بعرفات وقد كادت الشمس أن تؤوب فقال يا بلال أنصت لي الناس فقام بلال فقال أنصتوا لرسول الله صلى الله عليه و سلم فأنصت الناس فقال معشر الناس أتاني جبرائيل عليه السلام آنفا فأقرأني من ربي السلام وقال إن الله عز و جل غفر لاهل عرفات وأهل المشعر وضمن عنهم التبعات فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا رسول الله هذا لنا خاصة قال هذا لكم ولمن أتى من بعدكم إلى يوم القيامة فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه كثر خير الله وطاب

1797 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء فيقول لهم انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثا غبرا

رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما

1798 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول إن الله عز و جل يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة فيقول انظروا إلى عبادي شعثا غبرا

ورواه أحمد والطبراني في الكبير والصغير وإسناد أحمد لا بأس به

1799 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو يتجلى ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء

رواه مسلم والنسائي وابن ماجه

وزاد رزين في جامعه فيه اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت لهم

1800 - وعن عبد العزيز بن قيس العبدي قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول كان فلان ردف رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم عرفة فجعل الفتى يلاحظ النساء وينظر إليهن فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم ابن أخي إن هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له

رواه أحمد بإسناد صحيح والطبراني ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي وعندهم كان الفضل بن عباس رديف رسول الله صلى الله عليه و سلم الحديث

 

ورواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب والبيهقي أيضا عن الفضل بن العباس عن النبي صلى الله عليه و سلم مختصرا قال من حفظ لسانه وسمعه وبصره يوم عرفة غفر له من عرفة إلى عرفة

1802 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لو يعلم أهل الجمع بمن حلوا لاستبشروا بالفضل بعد المغفرة

رواه الطبراني والبيهقي

1803 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال جاء رجل من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله كلمات أسأل عنهن فقال صلى الله عليه و سلم اجلس وجاء رجل من ثقيف فقال يا رسول الله كلمات أسأل عنهن فقال صلى الله عليه و سلم سبقك الأنصاري فقال الأنصاري إنه رجل غريب وإن للغريب حقا فابدأ به فأقبل على الثقفي فقال إن شئت أنبأتك عما كنت تسألني عنه وإن شئت تسألني وأخبرك فقال يا رسول الله بل أجبني عما كنت أسألك قال جئت تسألني عن الركوع والسجود والصلاة والصوم فقال والذي بعثك بالحق ما أخطأت مما كان في نفسي شيئا قال فإذا ركعت فضع راحتيك على ركبتيك ثم فرج أصابعك ثم اسكن حتى يأخذ كل عضو مأخذه وإذا سجدت فمكن جبهتك ولا تنقر نقرا وصل أول النهار وآخره فقال يا نبي الله فإن أنا صليت بينهما قال فأنت إذا مصل وصم من كل شهر ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة فقام الثقفي ثم أقبل على الأنصاري فقال إن شئت أخبرتك عما جئت تسألني وإن شئت تسألني وأخبرك فقال لا يا نبي الله أخبرني بما جئت أسألك قال جئت تسألني عن الحاج ما له حين يخرج من بيته وما له حين يقوم بعرفات وما له حين يرمي الجمار وما له حين يحلق رأسه وما له حين يقضي آخر طواف بالبيت فقال يا نبي الله والذي بعثك بالحق ما أخطأت مما كان في نفسي شيئا قال فإن له حين يخرج من بيته أن راحلته لا تخطو خطوة إلا كتب الله بها حسنة أو حط عنه بها خطيئة فإذا وقف بعرفات فإن الله عز و جل ينزل إلى سماء الدنيا فيقول انظروا إلى عبادي شعثا غبرا اشهدوا أني قد غفرت لهم ذنوبهم وإن كانت عدد قطر السماء ورمل عالج وإذا رمى الجمار لا يدري أحد ما له حتى يتوفاه الله يوم القيامة وإذا قضى آخر طواف بالبيت خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه

رواه البزار والطبراني وابن حبان في صحيحه واللفظ له

 

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من مسلم يقف عشية عرفة بالموقف فيستقبل القبلة بوجهه ثم يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير مائة مرة ثم يقرأ قل هو الله أحد مائة مرة ثم يقول اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وعلينا معهم مائة مرة إلا قال الله تعالى يا ملائكتي ما جزاء عبدي هذا سبحني وهللني وكبرني وعظمني وعرفني وأثنى علي وصلى على نبيي

اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت له وشفعته في نفسه ولو سألني عبدي هذا لشفعته في أهل الموقف

رواه البيهقي وقال هذا متن غريب وليس في إسناده من ينسب إلى الوضع والله أعلم

1805 - وعن أبي سليمان الدراني قال سئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن الوقوف بالجبل ولم لم يكن في الحرم

قال لان الكعبة بيت الله والحرم باب الله فلما قصدوه وافدين أوقفهم بالباب يتضرعون

قيل يا أمير المؤمنين فالوقوف بالمشعر الحرام قال لأنه لما أذن لهم بالدخول إليه وقفهم بالحجاب الثاني وهو المزدلفة فلما أن طال تضرعهم أذن لهم بتقريب قربانهم بمنى

فلما أن قضوا تفثهم وقربوا قربانهم فتطهروا بها من الذنوب التي كانت عليهم أذن لهم بالزيارة إليه على الطهارة

قيل يا أمير المؤمنين فمن أين حرم الصيام أيام التشريق قال لان القوم زوار الله وهم في ضيافته ولا يجوز للضيف أن يصوم دون إذن من أضافه

قيل يا أمير المؤمنين فتعلق الرجل بأستار الكعبة لاي معنى هو قال هو مثل الرجل بينه وبين صاحبه جناية فيتعلق بثوبه ويتنصل إليه ويتخدع له ليهب له جنايته

رواه البيهقي وغيره هكذا منقطعا ورواه أيضا عن ذي النون من قوله وهو عندي أشبه والله أعلم

9 - الترغيب في رمي الجمار وما جاء في رفعها قال الحافظ تقدم في الباب قبله في حديث ابن عمر الصحيح وإذا رمى الجمار لا يدري أحد ما له حتى يتوفاه الله عز و جل يوم القيامة

لفظ ابن حبان ولفظ البزار وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات

وتقدم في حديث عبادة بن الصامت وأما رميك الجمار قال الله عز و جل فلا

 

تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون السجدة 71

1806 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن رمي الجمار ما لنا فيه فسمعته يقول تجد ذلك عند ربك أحوج ما تكون إليه

رواه الطبراني في الأوسط والكبير من رواية الحجاج بن أرطأة

وتقدم في حديث أنس رضي الله عنه وأما رميك الجمار فإنه مذخور لك عند ربك أحوج ما تكون إليه

1807 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال لما أتى إبراهيم خليل الله صلوات الله عليه وسلامه المناسك عرض له الشيطان عند جمرة العقبة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض ثم عرض له عند الجمرة الثانية فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض ثم عرض له عند الجمرة الثالثة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض قال ابن عباس رضي الله عنهما الشيطان ترجمون وملة أبيكم إبراهيم تتبعون

رواه ابن خزيمة في صحيحه والحاكم واللفظ له وقال صحيح على شرطهما

1808 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رميت الجمار كان لك نورا يوم القيامة

رواه البزار من رواية صالح مولى التوأمة

1809 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قلنا يا رسول الله هذه الجمار التي ترمى كل سنة فنحسب أنها تنقص قال ما تقبل منها رفع ولولا ذلك رأيتموها مثل الجبال

رواه الطبراني في الأوسط والحاكم وقال صحيح الإسناد

قال المملي رحمه الله وفي إسنادهما يزيد بن سنان التميلي مختلف في توثيقه

1 - الترغيب في حلق الرأس بمنى

1810 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اللهم اغفر للمحلقين

قالوا يا رسول الله وللمقصرين

قال اللهم اغفر للمحلقين

قالوا يا رسول الله وللمقصرين

قال اللهم اغفر للمحلقين

قالوا يا رسول الله وللمقصرين قال وللمقصرين

رواه البخاري ومسلم وغيرهما

 

وعن أم الحصين رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع دعا للمحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة واحدة

رواه مسلم

1812 - وعن مالك بن ربيعة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يقول اللهم اغفر للمحلقين

اللهم اغفر للمحلقين

قال يقول رجل من القوم وللمقصرين فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم في الثالثة أو الرابعة وللمقصرين

ثم قال وأنا يومئذ محلوق الرأس فما يسرني بحلق رأسي حمر النعم

رواه أحمد والطبراني في الأوسط بإسناد حسن

قال الحافظ وتقدم في حديث ابن عمر الصحيح أن النبي صلى الله عليه و سلم قال للأنصاري وأما حلاقك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة وتمحى عنك بها خطيئة

وتقدم أيضا في حديث عبادة بن الصامت وأما حلقك رأسك فإنه ليس من شعرك شعرة تقع في الأرض إلا كانت لك نورا يوم القيامة

2 - الترغيب في شرب ماء زمزم وما جاء في فضله

1813 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام الطعم وشفاء السقم وشر ماء على وجه الأرض ماء بوادي برهوت بقبة بحضرموت كرجل الجراد تصبح تتدفق وتمسي لا بلال فيها

رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات وابن حبان في صحيحه

برهوت بفتح الباء الموحدة والراء وضم الهاء آخره تاء مثناة

وحضرموت بفتح الحاء المهملة اسم بلد

قال أهل اللغة وهما اسمان جعلا اسما واحدا إن شئت بنيت حضر على الفتح وأعربت موت إعراب ما لا ينصرف وإن شئت أضفت الأول إلى الثاني فأعربت حضرا وخفضت موت

1814 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم زمزم طعام طعم وشفاء سقم

رواه البزار بإسناد صحيح

 

قوله طعام طعم

بضم الطاء وسكون العين أي طعام يشبع من أكله

1815 - وعن أبي الطفيل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعته يقول كنا نسميها شباعة يعني زمزم وكنا نجدها نعم العون على العيال

رواه الطبراني في الكبير وهو موقوف صحيح الإسناد

1816 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ماء زمزم لما شرب له إن شربته تستشفي شفاك الله وإن شربته لشبعك أشبعك الله وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله وهي هزمة جبرائيل عليه السلام وسقيا الله إسماعيل عليه السلام

رواه الدارقطني والحاكم

وزاد وإن شربته مستعيذا أعاذك الله وكان ابن عباس رضي الله عنه إذا شرب ماء زمزم قال اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء وقال صحيح الإسناد إن سلم من الجارود يعني محمد بن حبيب

قال الحافظ سلم منه فإنه صدوق قاله الخطيب البغدادي وغيره لكن الراوي عنه محمد بن هشام المروزي لا أعرفه وروى الدارقطني دعاء ابن عباس مفردا من رواية حفص بن عمر العدني

الهزمة بفتح الهاء وسكون الزاي هو أن تغمز موضعا بيدك أو رجلك فتصير فيه حفرة

1817 - وعن سويد بن سعيد رضي الله عنه قال رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى ماء زمزم واستسقى منه شربة ثم استقبل الكعبة فقال اللهم إن ابن أبي الموالي حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ماء زمزم لما شرب له وهذا أشربه لعطش يوم القيامة ثم شرب

رواه أحمد بإسناد صحيح والبيهقي وقال غريب من حديث ابن أبي الموالي عن ابن المنكدر تفرد به سويد عن ابن المبارك من هذا الوجه عنه انتهى

وروى أحمد وابن ماجه المرفوع منه عن عبد الله بن المؤمل أنه سمع أبا الزبير يقول سمعت جابر بن عبد الله يقول فذكره وهذا إسناد حسن

 

وعن السائب رضي الله عنه أنه كان يقول اشربوا من سقاية العباس فإنه من السنة

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده رجل لم يسم وبقيته ثقات

ترهيب من قدر على الحج فلم يحج وما جاء في لزوم المرأة بيتها بعد قضاء فرض الحج

1819 - روي عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ملك زادا وراحلة تبلغه إلى بيت الله الحرام فلم يحج فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا وذلك أن الله يقول ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا آل عمران 79

رواه الترمذي والبيهقي من رواية الحارث عن علي وقال الترمذي حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه

1820 - ورواه البيهقي أيضا عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من لم تحبسه حاجة ظاهرة أو مرض حابس أو سلطان جائر ولم يحج فليمت إن شاء يهوديا وإن شاء نصرانيا

1821 - وتقدم حديث حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الإسلام ثمانية أسهم الإسلام سهم والصلاة سهم والزكاة سهم وحج البيت سهم والأمر بالمعروف سهم والنهي عن المنكر سهم والجهاد في سبيل الله سهم وقد خاب من لا سهم له

رواه البزار

1822 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يقول الله عز و جل إن عبدا صححت له جسمه ووسعت عليه في المعيشة تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم

رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي وقال قال علي بن المنذر أخبرني بعض أصحابنا قال كان حسن بن حيي يعجبه هذا الحديث وبه يأخذ

ويحب للرجل الموسر الصحيح أن لا يترك الحج خمس سنين

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لنسائه عام حجة الوداع هذه ثم ظهور الحصر

قال وكن كلهن يحججن إلا زينب بنت جحش وسودة بنت زمعة رضي الله عنهن وكانتا تقولان والله لا تحركنا دابة بعد إذ سمعنا ذلك من النبي صلى الله عليه و سلم وقال إسحاق في حديثه قالتا والله لا تحركنا دابة بعد قول رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه ثم ظهور الحصر

رواه أحمد وأبو يعلى وإسناده حسن رواه عن صالح مولى التوأمة بن أبي ذئب وقد سمع منه قبل اختلاطه

1824 - وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع هي هذه الحجة ثم الجلوس على ظهور الحصر في البيوت

رواه الطبراني في الكبير وأبو يعلى ورواته ثقات

1825 - ورواه الطبراني في الأوسط عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم لما حج بنسائه قال إنما هي هذه ثم عليكم بظهور الحصر

الترغيب في الصلاة في المسجد الحرام ومسجد المدينة وبيت المقدس وقباء

1827 - عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام

رواه مسلم والنسائي وابن ماجه

1828 - وعن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا

 

المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في هذا

رواه أحمد وابن خزيمة وابن حبان في صحيحه وزاد يعني في مسجد المدينة والبزار ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام فإنه يزيد عليه مائة صلاة

وإسناده صحيح أيضا

1829 - وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه

رواه أحمد وابن ماجه بإسنادين صحيحين

1830 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام

رواه البخاري واللفظ له ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه

1831 - وروى البزار عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا خاتم الأنبياء ومسجدي خاتم مساجد الأنبياء

أحق المساجد أن يزار وتشد إليه الرواحل المسجد الحرام ومسجدي وصلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام

1832 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من صلى في مسجدي أربعين صلاة لا تفوته صلاة كتبت له براءة من النار وبراءة من العذاب وبرىء من النفاق

رواه أحمد ورواته رواة الصحيح والطبراني في الأوسط وهو عند الترمذي بغير هذا اللفظ

 

وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الرجل في بيته بصلاة وصلاته في مسجد القبائل بخمس وعشرين صلاة وصلاة في المسجد الذي يجمع فيه بخمسمائة صلاة وصلاة في المسجد الأقصى بخمسين ألف صلاة وصلاة في مسجدي بخمسين ألف صلاة وصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة

رواه ابن ماجه ورواته ثقات إلا أن أبا الخطاب الدمشقي لا تحضرني الآن ترجمته ولم يخرج له من أصحاب الكتب الستة أحد إلا ابن ماجه والله أعلم

1834 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيت بعض نسائه فقلت يا رسول الله أي المسجدين الذي أسس على التقوى فأخذ كفا من حصباء فضرب به الأرض ثم قال هو مسجدكم هذا لمسجد المدينة

رواه مسلم والترمذي والنسائي ولفظه قال تمارى رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم فقال رجل هو مسجد قباء وقال رجل هو مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هو مسجدي هذا

1835 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال اختلف رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى

فقال أحدهما هو مسجد المدينة وقال الآخر هو مسجد قباء فأتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال هو مسجدي هذا

رواه ابن حبان في صحيحه

1836 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة والصلاة في مسجدي بألف صلاة والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة

رواه الطبراني في الكبير وابن خزيمة في صحيحه ولفظه قال صلاة في المسجد الحرام أفضل مما سواه من المساجد بمائة ألف صلاة وصلاة في مسجد المدينة أفضل من ألف صلاة فيما سواه وصلاة في مسجد بيت المقدس أفضل مما سواه من المساجد بخمسمائة صلاة

ورواه البزار ولفظه قال

 

فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره بمائة ألف صلاة وفي مسجدي ألف صلاة وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة

وقال البزار إسناده حسن كذا قال

1837 - وروي عن بلال بن الحارث رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رمضان بالمدينة خير من ألف رمضان فيما سواها من البلدان وجمعة بالمدينة خير من ألف جمعة فيما سواها من البلدان

رواه الطبراني في الكبير

1838 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لما فرغ سليمان بن داود عليهما السلام من بناء بيت المقدس سأل الله عز و جل ثلاثا أن يؤتيه حكما يصادف حكمه وملكا لا ينبغي لاحد من بعده وأنه لا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أما اثنتين فقد أعطيهما وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة

رواه أحمد والنسائي وابن ماجه واللفظ له وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم أطول من هذا وقال صحيح على شرطهما ولا علة له

1839 - وعن أبي هريرة و عائشة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة في مسجدي خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الأقصى

رواه أحمد ورواته رواة الصحيح

1840 - وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الصلاة في بيت المقدس أفضل أو في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه ولنعم المصلى هو أرض المحشر والمنشر وليأتين على الناس زمان ولقيد سوط أو قال قوس الرجل حيث يرى منه بيت المقدس خير له أو أحب إليه من الدنيا جميعا

رواه البيهقي بإسناد لا بأس به وفي متنه غرابة

1841 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الصلاة في

 

مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام والجمعة في مسجدي هذا أفضل من ألف جمعة فيما سواه إلا المسجد الحرام وشهر رمضان في مسجدي هذا أفضل من ألف شهر رمضان فيما سواه إلا المسجد الحرام

رواه البيهقي ورواه أيضا هو وغيره من حديث ابن عمر بنحوه وتقدم حديث بلال مختصرا

1843 - وعن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة

رواه أحمد والنسائي وابن ماجه واللفظ له والحاكم وقال صحيح الإسناد والبيهقي وقال ورواه يوسف بن طهمان عن أبي أمامة بن سهل عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم بمعناه وزاد ومن خرج على طهر لا يريد إلا مسجدي هذا يريد مسجد المدينة ليصلي فيه كانت بمنزلة حجة

قال الحافظ انفرد بهذه الزيادة يوسف بن طهمان وهو واه والله أعلم

1844 - وروى الطبراني في الكبير عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من توضأ فأحسن الوضوء ثم دخل مسجد قباء فيركع فيه أربع ركعات كان ذلك عدل رقبة

1845 - وروي عن كعب بن عجرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من توضأ فأسبغ الوضوء ثم عمد إلى مسجد قباء لا يريد غيره ولا يحمله على الغدو إلا الصلاة في مسجد قباء فصلى فيه أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بأم القرآن كان له كأجر المعتمر إلى بيت الله تعالى

رواه الطبراني في الكبير وهذه الزيادة في الحديث منكرة

1846 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه و سلم يزور قباء أو يأتي قباء راكبا

 

وماشيا

زاد في رواية فيصلي فيه ركعتين

رواه البخاري ومسلم

1847 - وفي رواية للبخاري والنسائي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يأتي مسجد قباء كل سبت راكبا وماشيا وكان عبد الله يفعله

1848 - وعن عامر بن سعد وعائشة بنت سعد سمعا أباهما رضي الله عنه يقول لأن أصلي في مسجد قباء أحب إلي من أن أصلي في مسجد بيت المقدس

رواه الحاكم وقال إسناده صحيح على شرطهما

1849 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه شهد جنازة بالأوساط في دار سعد بن عبادة فأقبل ماشيا إلى بني عمرو بن عوف بفناء الحارث بن الخزرج فقيل له أين تؤم يا أبا عبد الرحمن قال أؤم هذا المسجد في بني عمرو بن عوف فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من صلى فيه كان كعدل عمرة

رواه ابن حبان في صحيحه

1850 - وعن جابر يعني ابن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم دعا في مسجد الفتح ثلاثا يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء فاستجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين فعرف البشر في وجهه

قال جابر فلم ينزل بي أمر مهم غليظ إلا توخيت تلك الساعة فأدعو فيها فأعرف الإجابة

رواه أحمد والبزار وغيرهما وإسناد أحمد جيد

5 - الترغيب في سكنى المدينة إلى الممات وما جاء في فضلها وفضل أحد ووادي العقيق قال الحافظ تقدم في الباب قبله مما ينتظم في سلكه ويقرب منه حديث بلال بن الحارث

رمضان بالمدينة خير من ألف رمضان فيما سواها من البلدان وجمعة بالمدينة خير من ألف جمعة فيما سواها من البلدان

وحديث جابر أيضا وفيه إلا المسجد الحرام

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يصبر على لأواء المدينة وشدتها أحد من أمتي إلا كنت له شفيعا يوم القيامة أو شهيدا

رواه مسلم والترمذي وغيرهما

1852 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يصبر أحد على لأوائها إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة إذا كان مسلما

رواه مسلم

اللأواء مهموزا ممدودا هي شدة الضيق

1853 - وعن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إني أحرم ما بين لابتي المدينة أن يقطع عضاهها أو يقتل صيدها وقال المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه ولا يثبث أحد على لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة

وزاد في رواية ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص أو ذوب الملح في الماء

رواه مسلم

لابتا المدينة بفتح الباء مخففة هو حرتاها وطرفاها

والعضاه بكسر العين المهملة وبالضاد المعجمة وبعد الألف هاء جمع عضاهة وهي شجرة الخمط وقيل بل كل شجرة ذات شوك وقيل ما عظم منها

1854 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليأتين على أهل المدينة زمان ينطلق الناس منها إلى الأرياف يلتمسون الرخاء فيجدون رخاء ثم يأتون فيتحملون بأهليهم إلى الرخاء والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون

رواه أحمد والبزار واللفظ له ورجاله رجال الصحيح

الأرياف جمع ريف بكسر الراء وهو ما قارب المياه في أرض العرب وقيل هو الأرض التي فيها الزرع والخصب وقيل غير ذلك

 

وعن سفيان بن أبي زهير رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول تفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وتفتح الشام فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وتفتح العراق فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون

رواه البخاري ومسلم

البس السوق الشديد وقيل البس سرعة الذهاب

1856 - وعن أبي أسيد الساعدي رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم على قبر حمزة بن عبد المطلب فجعلوا يجرون النمرة على وجهه فتنكشف قدماه ويجرونها على قدميه فينكشف وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اجعلوها على وجهه واجعلوا على قدميه من هذا الشجر

قال فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم رأسه فإذا أصحابه يبكون فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنه يأتي على الناس زمان يخرجون إلى الأرياف فيصيبون منها مطعما وملبسا ومركبا أو قال مراكب فيكتبون إلى أهليهم هلم إلينا فإنكم بأرض حجاز جدوبة والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون

رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن

النمرة بفتح النون وكسر الميم وهي بردة من صوف تلبسها الأعراب

1857 - وعن عمر رضي الله عنه قال غلا السعر بالمدينة فاشتد الجهد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اصبروا وأبشروا فإني قد باركت على صاعكم ومدكم وكلوا ولا تتفرقوا فإن طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الأربعة وطعام الأربعة يكفي الخمسة والستة وإن البركة في الجماعة فمن صبر على لأوائها وشدتها كنت له شفيعا وشهيدا يوم القيامة ومن خرج عنها رغبة عما فيها أبدل الله به من هو خير منه فيها ومن أرادها بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء

رواه البزار بإسناد جيد

1858 - وعن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري أنه مر بزيد بن ثابت وأبي أيوب رضي الله عنهما وهما قاعدان عند مسجد الجنائز فقال أحدهما لصاحبه تذكر حديثا حدثناه رسول الله صلى الله عليه و سلم في هذا المسجد الذي نحن فيه قال نعم عن المدينة سمعته يزعم أنه سيأتي

 

على الناس زمان تفتح فيه فتحات الأرض فتخرج إليها رجال يصيبون رخاء وعيشا وطعاما فيمرون على إخوان لهم حجاجا أو عمارا فيقولون ما يقيمكم في لأواء العيش وشدة الجوع فذاهب وقاعد حتى قالها مرارا والمدينة خير لهم لا يثبت بها أحد فيصبر على لأوائها وشدتها حتى يموت إلا كنت له يوم القيامة شهيدا أو شفيعا

رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد ورواته ثقات

1859 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فإني أشفع لمن يموت بها

رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي ولفظ ابن ماجه من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليفعل فإني أشهد لمن مات بها

1860 - وفي رواية للبيهقي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت فإنه من مات بالمدينة شفعت له يوم القيامة

1861 - وعن الصميتة امرأة من بني ليث رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من استطاع منكم أن لا يموت إلا بالمدينة فليمت بها فإنه من يمت بها نشفع له أو نشهد له

رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي

1862 - وفي رواية للبيهقي أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت فمن مات بالمدينة كنت له شفيعا أو شهيدا

1863 - وعن سبيعة الأسلمية رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت فإنه لا يموت بها أحد إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة

رواه الطبراني في الكبير ورواته محتج بهم في الصحيح إلا عبد الله بن عكرمة روى عنه جماعة ولم يخرجه أحد وقال البيهقي هو خطاء وإنما هو عن صميتة كما تقدم

1864 - وعن امرأة يتيمة كانت عند رسول الله صلى الله عليه و سلم من ثقيف أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت فإنه من مات بها كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة

رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن

 

وعن حاطب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي ومن مات بأحد الحرمين بعث من الآمنين يوم القيامة

رواه البيهقي عن رجل من آل حاطب لم يسمه عن حاطب

1867 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من مات في أحد الحرمين بعث من الآمنين يوم القيامة ومن زارني محتسبا إلى المدينة كان في جواري يوم القيامة

رواه البيهقي أيضا

قال المملي الحافظ رحمه الله وقد صح من غير ما طريق عن النبي صلى الله عليه و سلم أن الوباء والدجال لا يدخلانها اختصرت ذلك لشهرته

1868 - وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم توضأ ثم صلى بأرض سعد بأرض الحرة عند بيوت السقيا ثم قال اللهم إن إبراهيم خليلك وعبدك ونبيك دعاك لاهل مكة وأنا محمد عبدك ورسولك أدعوك لاهل المدينة مثل ما دعاك به إبراهيم لمكة ندعوك أن تبارك لهم في صاعهم ومدهم وثمارهم

اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة واجعل ما بها من وباء بخم

اللهم إني حرمت ما بين لابتيها كما حرمت على لسان إبراهيم الحرم

رواه أحمد ورجال إسناده رجال الصحيح

خم بضم الخاء المعجمة وتشديد الميم اسم غيضة بين الحرمين قريبا من الجحفة لا يولد بها أحد فيعيش إلى أن يحتلم إلا أن يرتحل عنها لشدة ما بها من الوباء والحمى بدعوة النبي صلى الله عليه و سلم وأظن غدير خم مضافا إليها

1869 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاؤوا به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا أخذه رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اللهم بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في

 

مدينتنا وبارك لنا في صاعنا ومدنا

اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك وإني عبدك ونبيك وإنه دعاك لمكة وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك به لمكة ومثله معه

قال ثم يدعو أصغر وليد يراه فيعطيه ذلك الثمر

رواه مسلم وغيره

قوله في صاعنا ومدنا يريد في طعامنا المكيل بالصاع والمد ومعناه أنه دعا لهم بالبركة في أقواتهم جميعا

1870 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد وصححها لنا وبارك لنا في صاعها ومدها وانقل حماها فاجعلها بالجحفة

رواه مسلم وغيره قيل إنما دعا بنقل الحمى إلى الجحفة لأنها كانت إذ ذاك دار اليهود

1871 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا كنا عند السقيا التي كانت لسعد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك دعاك لاهل مكة بالبركة وأنا محمد عبدك ورسولك وإني أدعوك لاهل المدينة أن تبارك لهم في صاعهم ومدهم مثل ما باركت لاهل مكة واجعل مع البركة بركتين

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد قوي

1872 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اللهم بارك لنا في مدينتنا

اللهم اجعل مع البركة بركتين والذي نفسي بيده ما من المدينة شيء ولا شعب ولا نقب إلا عليه ملكان يحرسانها

رواه مسلم في حديث

1873 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة

رواه البخاري ومسلم

1874 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال دعا نبي الله صلى الله عليه و سلم فقال اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا وبارك لنا في شامنا ويمننا فقال رجل من القوم يا نبي الله وعراقنا

 

قال إن بها قرن الشيطان وتهيج الفتن وإن الجفاء بالمشرق

رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات

قرن الشيطان قيل معناه أتباع الشيطان وأشياعه وقيل شدته وقوته ومحل ملكه وتصريفه وقيل غير ذلك

1875 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رأيت في المنام امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت حتى قامت بمهيعة وهي الجحفة فأولت أن وباء المدينة نقل إلى الجحفة

رواه الطبراني في الأوسط ورواة إسناده ثقات

مهيعة بفتح الميم وإسكان الهاء بعدها ياء مثناة تحت وعين مهملة مفتوحتين هي اسم لقرية قديمة كانت بميقات الحج الشامي على اثنين وثلاثين ميلا من مكة فلما أخرج العماليق بني عبيل إخوة عاد من يثرب نزلوها فجاءهم سيل الجحاف بضم الجيم فجحفهم وذهب بهم فسميت حينئذ الجحفة بضم الجيم وإسكان الحاء المهملة

1876 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة قبة الإسلام ودار الإيمان وأرض الهجرة ومثوى الحلال والحرام

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد لا بأس به

1877 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خير ما ركبت إليه الرواحل مسجد إبراهيم صلى الله عليه و سلم ومسجدي

رواه أحمد بإسناد حسن والطبراني وابن خزيمة في صحيحه إلا أنه قال مسجدي هذا والبيت المعمور

وابن حبان في صحيحه ولفظه إن خير ما ركبت إليه الرواحل مسجدي هذا والبيت العتيق

قال الحافظ وقد صح من غير ما طريق أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تشد الرواحل إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى

1878 - وعن سعد رضي الله عنه قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم من تبوك تلقاه رجال من المتخلفين من المؤمنين فأثاروا غبارا فخمر بعض من كان مع رسول الله صلى الله عليه و سلم أنفه فأزال رسول الله صلى الله عليه و سلم اللثام عن وجهه وقال والذي نفسي بيده إن في غبارها شفاء من كل داء

قال وأراه ذكر ومن الجذام والبرص

ذكره رزين العبدري في جامعه ولم أره في الأصول

 

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لابي طلحة التمس لي غلاما من غلمانكم يخدمني فخرج أبو طلحة يردفني وراءه فكنت أخدم رسول الله صلى الله عليه و سلم كلما نزل

قال ثم أقبل حتى إذا بدا له أحد قال هذا جبل يحبنا ونحبه فلما أشرف على المدينة قال اللهم إني أحرم ما بين جبليها مثل ما حرم إبراهيم مكة ثم قال اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم

رواه البخاري ومسلم واللفظ له

قال الخطابي في قوله هذا جبل يحبنا ونحبه أراد به أهل المدينة وسكانها كما قال تعالى واسأل القرية يوسف 28 أي أهل القرية

قال البغوي والأولى إجراؤه على ظاهره ولا ينكر وصف الجمادات بحب الأنبياء والأولياء وأهل الطاعة كما حنت الأسطوانة على مفارقته صلى الله عليه و سلم حتى سمع القوم حنينها إلى أن سكنها وكما أخبر أن حجرا كان يسلم عليه قبل الوحي فلا ينكر عليه ويكون جبل أحد وجميع أجزاء المدينة تحبه وتحن إلى لقائه حالة مفارقته إياها

قال الحافظ وهذا الذي قاله البغوي حسن جيد والله أعلم

1880 - وقد روى الترمذي من حديث الوليد بن أبي ثور عن السدي عن عبادة بن أبي يزيد عن علي بن أبي طالب قال كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم بمكة فخرجنا في بعض نواحيها فما استقبله جبل ولا شجر إلا وهو يقول السلام عليك يا رسول الله

وقال الترمذي حديث حسن غريب

1881 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أحد جبل يحبنا ونحبه فإذا جئتموه فكلوا من شجره ولو من عضاهه

رواه الطبراني في الأوسط من رواية كثير بن زيد

1882 - ورواه ابن ماجه من رواية محمد بن إسحاق عن عبد الله بن مكنف عن أنس وهذا إسناد واه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن جبل أحد يحبنا ونحبه وهو على ترعة من ترع الجنة وعير على ترعة من ترع النار

 

قال المملي رضي الله عنه وقد صح عن النبي صلى الله عليه و سلم من غير ما طريق وعن جماعة من الصحابة أنه قال لاحد هذا جبل يحبنا ونحبه

والزيادة على هذا عند الطبراني غريبة جدا

العضاه تقدم

والترعة بضم التاء المثناة فوق وسكون الراء بعدها عين مهملة مفتوحة هي الروضة والباب أيضا وهو المراد في هذا الحديث فقد جاء مفسرا في حديث أبي عنبس بن جبر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لأحد هذا جبل يحبنا ونحبه على باب من أبواب الجنة وهذا عير جبل يبغضنا ونبغضه على باب من أبواب النار

رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط

1883 - وروي عن سهل بن سعد رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أحد ركن من أركان الجنة

رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير

1884 - وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال كنت أرمي الوحش وأصيدها وأهدي لحمها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أما لو كنت تصيدها بالعقيق لشيعتك إذا ذهبت وتلقيتك إذا جئت فإني أحب العقيق

رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن

1885 - وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال أتاني آت وأنا بالعقيق فقال إنك بواد مبارك

رواه البزار بإسناد جيد قوي

1886 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال حدثني رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أتاني الليلة آت من ربي وأنا بالعقيق أن صل في هذا الوادي المبارك

رواه ابن خزيمة في صحيحه

6 - الترهيب من إخافة أهل المدينة أو إرادتهم بسوء

1887 - عن سعد رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول لا يكيد أهل المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح في الماء

رواه البخاري ومسلم

 

وفي رواية لمسلم ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص أو ذوب الملح في الماء

وقد روي هذا الحديث عن جماعة من الصحابة في الصحاح وغيرها

1889 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن أميرا من أمراء الفتنة قدم المدينة وكان قد ذهب بصر جابر فقيل لجابر لو تنحيت عنه فخرج يمشي بين ابنيه فانكب فقال تعس من أخاف رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ابناه أو أحدهما يا أبتاه وكيف أخاف رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد مات فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين جنبي

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

1890 - ورواه ابن حبان في صحيحه مختصرا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أخاف أهل المدينة أخافه الله

1891 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال اللهم من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ولا يقبل منه صرف ولا عدل

رواه الطبراني في الأوسط والكبير بإسناد جيد

1892 - وروى النسائي والطبراني عن السائب بن خلاد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اللهم من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا

1893 - وفي رواية للطبراني قال من أخاف أهل المدينة أخافه الله يوم القيامة

وغضب عليه ولم يقبل منه صرفا ولا عدلا

الصرف هو الفريضة

العدل التطوع قاله سفيان الثوري

وقيل هو النافلة والعدل الفريضة وقيل الصرف التوبة والعدل الفدية

قاله مكحول

وقيل الصرف الاكتساب والعدل الفدية وقيل الصرف الوزن والعدل الكيل وقيل غير ذلك

 

وروي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من آذى أهل المدينة آذاه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل

رواه الطبراني في الكبير

1895 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم اكفهم من دهمهم ببأس يعني أهل المدينة ولا يريدها أحد بسوء إلا أذابه الله كما يذوب الملح في الماء

رواه البزار بإسناد حسن وآخر في الصحيح بنحوه وتقدم

دهمهم محركة أي غشيهم بسرعة والله أعلم

 

كتاب الجهاد الترغيب في الرباط في سبيل الله عز و جل

1896 - عن سهل بن سعد رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها

والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها

رواه البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم

الغدوة بفتح الغين المعجمة هي المرة الواحدة من الذهاب

والروحة بفتح الراء المرة الواحدة من المجيء

1897 - وعن سلمان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وإن مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل وأجري عليه رزقه وأمن من الفتان

رواه مسلم واللفظ له والترمذي والنسائي والطبراني وزاد وبعث يوم القيامة شهيدا

1898 - وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة ويؤمن من فتنة القبر

رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم وابن حبان في صحيحه

 

وزاد في آخره قال وسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول المجاهد من جاهد نفسه لله عز و جل

وهذه الزيادة في بعض نسخ الترمذي

1899 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال رباط شهر خير من صيام دهر ومن مات مرابطا في سبيل الله أمن من الفزع الأكبر وغدي عليه برزقه وريح من الجنة ويجري عليه أجر المرابط حتى يبعثه الله عز و جل

رواه الطبراني ورواته ثقات

1900 - وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل عمل ينقطع عن صاحبه إذا مات إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمى له عمله ويجرى عليه رزقه إلى يوم القيامة

رواه الطبراني في الكبير بإسنادين رواة أحدهما ثقات

1901 - وعن أم الدرداء رضي الله عنها ترفع الحديث قال من رابط في شيء من سواحل المسلمين ثلاثة أيام أجزأت عنه رباط سنة

رواه أحمد من رواية إسماعيل بن عياش عن المدنيين وبقية إسناده ثقات

1901 - وعن أم الدرداء رضي الله عنها ترفع الحديث قال من رابط في شيء من سواحل المسلمين ثلاثة أيام أجزأت عنه رباط سنة

رواه أحمد من رواية إسماعيل بن عياش عن المدنيين وبقية إسناده ثقات

1902 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من مات مرابطا في سبيل الله أجري عليه أجر عمله الصالح الذي كان يعمل وأجري عليه رزقه وأمن من الفتان وبعثه الله يوم القيامة آمنا من الفزع الأكبر

رواه ابن ماجه بإسناد صحيح والطبراني في الأوسط أطول منه وقال فيه والمرابط إذا مات في رباطه كتب له أجر عمله إلى يوم القيامة وغدي عليه وريح برزقه ويزوج سبعين حوراء وقيل له قف اشفع إلى أن يفرغ من الحساب

وإسناده مقارب

1903 - وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من سن سنة حسنة فله أجرها ما عمل بها في حياته وبعد مماته حتى تترك ومن سن سنة سيئة فعليه إثمها حتى تترك ومن مات مرابطا في سبيل الله جرى عليه عمل المرابط في سبيل الله حتى يبعث يوم القيامة

رواه الطبراني في الكبير بإسناد لا بأس به

1904 - وعن أنس رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أجر الرباط فقال من

 

رابط ليلة حارسا من وراء المسلمين كان له أجر من خلفه ممن صام وصلى

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد

1905 - وعن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من رابط يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار سبع خنادق كل خندق كسبع سموات وسبع أرضين

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده لا بأس به إن شاء الله ومتنه غريب

1907 - وعن مجاهد وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان في الرباط ففزعوا إلى الساحل ثم قيل لا بأس فانصرف الناس ووقف أبو هريرة فمر به إنسان فقال ما يوقفك يا أبا هريرة فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود

رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي وغيرهما

1908 - وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل

رواه النسائي والترمذي وقال حديث حسن غريب

1909 - ورواه ابن حبان في صحيحه والحاكم وزاد فلينظر كل امرىء لنفسه وهذه الزيادة مدرجة من كلام عثمان غير مرفوعة كذا جاءت مبينة في رواية الترمذي وقال الحاكم صحيح على شرط البخاري

 

ورواه ابن ماجه إلا أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من رابط ليلة في سبيل الله كانت كألف ليلة صيامها وقيامها

1911 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن صلاة المرابط تعدل خمسمائة صلاة ونفقة الدينار والدرهم منه أفضل من سبعمائة دينار ينفقه في غيره

رواه البيهقي

1912 - وروى أبو الشيخ وغيره من حديث أنس إن الصلاة بأرض الرباط بألفي ألف صلاة وفيه نكارة

1913 - وعن عتبة بن المنذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا انتاط غزوكم وكثرت العزائم واستحلت الغنائم فخير جهادكم الرباط

رواه ابن حبان في صحيحه

1914 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة

زاد في رواية وعبد القطيفة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه

إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع

رواه البخاري

القطيفة كساء له خمل يجعل دثارا

والخميصة بفتح الخاء المعجمة ثوب معلم من خز أو صوف

وانتكس أي انقلب على رأسه خيبة وخسارا

وشيك بكسر الشين المعجمة وسكون الياء المثناة تحت أي دخلت في جسمه شوكة وهي واحدة الشوك وقيل الشوكة هنا السلاح وقيل النكاية في العدو

والانتقاش بالقاف والشين المعجمة نزعها بالمنقاش

وهذا مثل معناه إذا أصيب فلا انجبر

وطوبى اسم الجنة وقيل اسم شجرة فيها وقيل فعلى من الطيب وهو الأظهر

1915 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من خير معاش الناس لهم رجل

 

يمسك بعنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار على متنه يبتغي القتل أو الموت مظانه

ورجل في غنيمة في شعفة من هذه الشعفاء وبطن واد من هذه الأودية يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين ليس من الناس إلا في خير

رواه مسلم والنسائي

متن الفرس ظهره

والهيعة بفتح الهاء وسكون الياء كل ما أفزع من جانب العدو من صوت أو خبر

والشعفة بالشين المعجمة والعين المهملة مفتوحتين هي رأس الجبل

1916 - وعن أم مالك البهزية رضي الله عنها قالت ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم فتنة فقربها قالت قلت يا رسول الله من خير الناس فيها قال رجل في ماشية يؤدي حقها ويعبد ربه ورجل آخذ برأس فرسه يخيف العدو ويخيفونه

رواه الترمذي عن رجل عن طاوس عن أم مالك وقال حديث غريب من هذا الوجه ورواه ليث بن أبي سليم عن طاوس عن أم مالك انتهى

1917 - ورواه البيهقي مختصرا من حديث أم مبشر تبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم قال خير الناس منزلة رجل على متن فرسه يخيف العدو ويخيفونه

2 - الترغيب في الحراسة في سبيل الله تعالى

1918 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

1919 - وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من حرس من وراء المسلمين في سبيل الله تبارك وتعالى متطوعا لا يأخذه سلطان لم ير النار بعينه إلا تحلة

 

القسم فإن الله تعالى يقول وإن منكم إلا واردها مريم 17

رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ولا بأس بإسناده في المتابعات

تحلة القسم هو بفتح التاء المثناة فوق وكسر الحاء المهملة وتشديد اللام بعدها تاء تأنيث معناه تكفير القسم وهو اليمين

1920 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول حرس ليلة في سبيل الله أفضل من صيام رجل وقيامه في أهله ألف سنة السنة ثلاثمائة يوم وستون يوما اليوم كألف سنة

رواه ابن ماجه ويشبه أن يكون موضوعا

1921 - ورواه أبو يعلى مختصرا قال من حرس ليلة على ساحل البحر كان أفضل من عبادته في أهله ألف سنة

1922 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عينان لا تمسهما النار أبدا عين باتت تكلأ في سبيل الله وعين بكت من خشية الله

رواه أبو يعلى ورواته ثقات والطبراني في الأوسط إلا أنه قال عينان لا تريان النار

تكلأ مهموزا أي تحفظ وتحرس

1923 - وعن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا ترى أعينهم النار عين حرست في سبيل الله وعين بكت من خشية الله وعين كفت عن محارم الله

رواه الطبراني ورواته ثقات إلا أن أبا الحبيب العبقري لا يحضرني حاله

1924 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ألا أنبئكم ليلة أفضل من ليلة القدر حارس حرس في أرض خوف لعله أن لا يرجع إلى أهله

رواه الحاكم وقال صحيح على شرط البخاري

1925 - وعن عثمان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول حرس ليلة في سبيل الله أفضل من ألف ليلة يقام ليلها ويصام نهارها

رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة أعين لا تمسها النار عين فقئت في سبيل الله وعين حرست في سبيل الله وعين بكت من خشية الله

رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد

قال المملي رضي الله عنه بل في إسناده عمر بن راشد اليماني

1927 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال حرم على عينين أن تنالهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس الإسلام وأهله من الكفر

رواه الحاكم وفي إسناده انقطاع

1928 - وعن أبي ريحانة رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة فأتينا ذات يوم على شرف فبتنا عليه فأصابنا برد شديد حتى رأيت من يحفر في الأرض حفرة يدخل فيها ويلقي عليه الحجفة يعني الترس فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم من الناس قال من يحرسنا الليلة وأدعو له بدعاء يكون فيه فضل فقال رجل من الأنصار أنا يا رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ادنه فدنا فقال من أنت فتسمى له الأنصاري ففتح رسول الله صلى الله عليه و سلم بالدعاء فأكثر منه

قال أبو ريحانة فلما سمعت ما دعا به رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت أنا رجل آخر قال ادنه فدنوت فقال من أنت فقلت أبو ريحانة فدعا لي بدعاء وهو دون ما دعا للأنصاري ثم قال حرمت النار على عين دمعت أو بكت من خشية الله وحرمت النار على عين سهرت في سبيل الله عز و جل وقال حرمت النار على عين أخرى ثالثة لم يسمعها محمد بن شمير

رواه أحمد واللفظ له ورواته ثقات للنسائي ببعضه والطبراني في الكبير والأوسط والحاكم وقال صحيح الإسناد

1929 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل عين باكية يوم القيامة إلا عين غضت عن محارم الله وعين سهرت في سبيل الله وعين خرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله

رواه الأصبهاني

1930 - وعن سهل ابن الحنظلية رضي الله عنه أنهم ساروا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم حنين فأطنبوا السير حتى كان عشية فحضرت صلاة الظهر مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاء فارس فقال

 

يا رسول الله إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت على جبل كذا وكذا فإذا أنا بهوازن على بكرة أبيهم بظعنهم ونعمهم ونسائهم اجتمعوا إلى حنين فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال تلك غنيمة المسلمين غدا إن شاء الله تعالى ثم قال من يحرسنا الليلة قال أنس بن أبي مرثد الغنوي أنا يا رسول الله

قال اركب فركب فرسا له وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه ولا تغرن من قبلك الليلة فلما أصبحنا خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى مصلاه فركع ركعتين ثم قال هل أحسستم فارسكم قالوا يا رسول الله ما أحسسناه فثوب بالصلاة فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي وهو يلتفت إلى الشعب حتى إذا قضى رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاته وسلم قال أبشروا فقد جاء فارسكم فجعلنا ننظر إلى خلال الشجر في الشعب فإذا هو قد جاء حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إني انطلقت حتى كنت في أعلى هذا الشعب حيث أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما أصبحت اطلعت الشعبين كلاهما فنظرت فلم أر أحدا فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم هل نزلت الليلة قال لا إلا مصليا أو قاضي حاجة فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أوجبت فلا عليك أن لا تعمل بعدها

رواه النسائي وأبو داود واللفظ له

أوجبت أي أتيت بفعل أوجب لك الجنة

3 - الترغيب في النفقة في سبيل الله وتجهيز الغزاة وخلفهم في أهلهم

1931 - عن خريم بن فاتك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت بسبعمائة ضعف

رواه النسائي والترمذي وقال حديث حسن وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد

1932 - وروى البزار حديث الإسراء من طريق الربيع بن أنس عن أبي العالية أو غيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتي بفرس يجعل كل خطو منه أقصى بصره فسار وسار معه جبرائيل عليه السلام فأتى على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم كلما حصدوا عاد كما كان فقال يا جبرائيل من هؤلاء قال هؤلاء المجاهدون في سبيل الله

 

تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه

فذكر الحديث بطوله

1933 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال لما نزلت مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم البقرة 162

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رب زد أمتي فنزلت إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب الزمر 01

رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي

1934 - وعن الحسن بن علي بن أبي طالب و أبي الدرداء و أبي هريرة و أبي أمامة الباهلي و عبد الله بن عمر و جابر بن عبد الله و عمران بن حصين رضي الله عنهم كلهم يحدث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال من أرسل نفقة في سبيل الله وأقام في بيته فله بكل درهم سبعمائة درهم ومن غزا بنفسه في سبيل الله وأنفق في وجهه ذلك فله بكل درهم سبعمائة ألف درهم

ثم تلا هذه الآية والله يضاعف لمن يشاء البقرة 162

رواه ابن ماجه عن الخليل بن عبد الله ولا يحضرني فيه جرح ولا عدالة عن الحسن عنهم ورواه ابن أبي حاتم عن الحسن عن عمران فقط

قال الحافظ والحسن لم يسمع من عمران ولا من ابن عمر وقال الحاكم أكثر مشايخنا على أن الحسن سمع من عمران انتهى

والجمهور على أنه لم يسمع من أبي هريرة أيضا وقد سمع من غيرهم والله أعلم

1935 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال طوبى لمن أكثر في الجهاد في سبيل الله من ذكر الله فإن له بكل كلمة سبعين ألف حسنة كل حسنة منها عشرة أضعاف مع الذي له عند الله من المزيد

قيل يا رسول الله النفقة قال النفقة على قدر ذلك

قال عبد الرحمن فقلت لمعاذ إنما النفقة بسبعمائة ضعف فقال معاذ قل فهمك إنما ذاك إذا أنفقوها وهم مقيمون في أهليهم غير غزاة فإذا غزوا وأنفقوا خبأ الله لهم من خزائن رحمته ما ينقطع عنه علم العباد وصفتهم فأولئك حزب الله وحزب الله هم الغالبون

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده راو لم يسم

 

وعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي

1937 - ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه من جهز غازيا في سبيل الله أو خلفه في أهله كتب الله له مثل أجره حتى إنه لا ينقص من أجر الغازي شيء

ورواه ابن ماجه بنحو ابن حبان لم يذكر خلفه في أهله

1938 - وروى ابن ماجه أيضا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من جهز غازيا حتى يستقل كان له مثل أجره حتى يموت أو يرجع

1939 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث إلى بني لحيان ليخرج من كل رجلين رجل ثم قال للقاعد أيكم خلف الخارج في أهله فله مثل أجره

رواه مسلم وأبو داود وغيرهما

1940 - وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من جهز غازيا في سبيل الله فله مثل أجره ومن خلف غازيا في أهله بخير أو أنفق على أهله فله مثل أجره

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح

1941 - وعن عبد الله بن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن سهلا رضي الله عنه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أعان مجاهدا في سبيل الله أو غارما في عسرته أو مكاتبا في رقبته أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله

رواه أحمد والبيهقي كلاهما عن عبد الله بن محمد بن عقيل عنه

1942 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أظل رأس

 

غاز أظله الله يوم القيامة ومن جهز غازيا في سبيل الله فله مثل أجره ومن بنى لله مسجدا يذكر فيه اسم الله بنى الله له بيتا في الجنة

رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي

1943 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل الصدقات ظل فسطاط في سبيل الله ومنحة خادم في سبيل الله أو طروقة فحل في سبيل الله

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح

طروقة الفحل بفتح الطاء وبالإضافة هي الناقة التي صلحت لطرق الفحل وأقل سنها ثلاث سنين وبعض الرابعة وهذه هي الحقة ومعناه أن يعطى الغازي خادما أو ناقة هذه صفتها فإن ذلك أفضل الصدقات

4 - الترغيب في احتباس الخيل للجهاد لا رياء ولا سمعة وما جاء في فضلها والترغيب فيما يذكر منها والنهي عن قص نواصيها لأن فيها الخير والبركة

1944 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من احتبس فرسا في سبيل الله إيمانا بالله وتصديقا بوعده فإن شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة يعني حسنات

رواه البخاري والنسائي وغيرهما

1945 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله فالخيل قال الخيل ثلاثة هي لرجل وزر وهي لرجل ستر وهي لرجل أجر فأما الذي هي له وزر فرجل ربطها رياء وفخرا ونواء لاهل الإسلام فهي له وزر وأما التي هي له ستر فرجل ربطها في سبيل الله ثم لم ينس حق الله في ظهورها ولا رقابها فهي له ستر وأما التي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله تعالى لاهل الإسلام في مرج أو روضة فما أكلت من ذلك المرج أو الروضة من شيء إلا كتب الله له عدد ما أكلت حسنات وكتب له عدد أرواثها

 

وأبوالها حسنات ولا تقطع طولها فاستنت شرفا أو شرفين إلا كتب الله له عدد آثارها وأرواثها حسنات ولا مر بها صاحبها على نهر فشربت منه ولا يريد أن يسقيها إلا كتب الله تعالى له عدد ما شربت حسنات

رواه البخاري ومسلم واللفظ له وهو قطعة من حديث تقدم بتمامه في منع الزكاة

1946 - ورواه ابن خزيمة في صحيحه إلا أنه قال فأما الذي هي له أجر فالذي يتخذها في سبيل الله ويعدها له لا تغيب في بطونها شيئا إلا كتب له بها أجر ولو عرض مرجا أو مرجين فرعاها صاحبها فيه كتب له بما غيبت في بطونها أجر ولو استنت شرفا أو شرفين كتب له بكل خطوة خطاها أجر ولو عرض نهرا فسقاها به كانت له بكل قطرة غيبت في بطونها منه أجر حتى ذكر الأجر في أرواثها وأبوالها

وأما التي هي له ستر فالذي يتخذها تعففا وتجملا وتسترا ولا يحبس حق ظهورها وبطونها في يسرها وعسرها وأما الذي عليه وزر فالذي يتخذها أشرا وبطرا وبذخا عليهم

الحديث

1947 - ورواه البيهقي مختصرا بنحو لفظ ابن خزيمة ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة

والخيل ثلاثة خيل أجر وخيل وزر وخيل ستر فأما خيل ستر فمن اتخذها تعففا وتكرما وتجملا ولم ينس حق ظهورها وبطونها في عسره ويسره وأما خيل الأجر فمن ارتبطها في سبيل الله فإنها لا تغيب في بطونها شيئا إلا كان له أجر حتى ذكر أرواثها وأبوالها ولا تعدو في واد شوطا أو شوطين إلا كان في ميزانه وأما خيل الوزر فمن ارتبطها تبذخا على الناس فإنها لا تغيب في بطونها شيئا إلا كان وزرا حتى ذكر أرواثها وأبوالها ولا تعدو في واد شوطا أو شوطين إلا كان عليه وزر

النواء بكسر النون وبالمد هو المعاداة

الطول بكسر الطاء وفتح الواو هو حبل تشد به الدابة وترسلها ترعى

واستنت بتشديد النون أي جرت بقوة

والشرف بفتح الشين المعجمة والراء جميعا هو الشوط معناه جرت بقوة شوطا أو شوطين كما جاء مفسرا في لفظ البيهقي

 

البذخ بفتح الباء الموحدة وسكون الذال المعجمة آخره خاء معجمة هو الكبر والتبذخ التكبر ومعناه أنه اتخذ الخيل تكبرا وتعاظما واستعلاء على ضعفاء المسلمين وفقرائهم

1948 - وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الخيل في نواصيها الخير معقود أبدا إلى يوم القيامة فمن ارتبطها عدة في سبيل الله وأنفق عليها احتسابا في سبيل الله فإن شبعها وجوعها وريها وظمأها وأرواثها وأبوالها فلاح في موازينه يوم القيامة ومن ارتبطها رياء وسمعة ومرحا وفرحا فإن شبعها وجوعها وريها وظمأها وأرواثها وأبوالها خسران في موازينه يوم القيامة

رواه أحمد بإسناد حسن

1949 - وروي عن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الخيل ثلاثة ففرس للرحمن وفرس للإنسان وفرس للشيطان فأما فرس الرحمن فما اتخذ في سبيل الله وقتل عليه أعداء الله وأما فرس الإنسان فما استبطن وتجمل عليه وأما فرس الشيطان فما روهن عليه وقومر عليه رواه الطبراني وهو غريب

1950 - وعن رجل من الأنصار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الخيل ثلاثة فرس يرتبطه الرجل في سبيل الله عز و جل فثمنه أجر وركوبه أجر وعاريته أجر وفرس يغالق عليه الرجل ويراهن فثمنه وزر وركوبه وزر وفرس للبطنة فعسى أن يكون سدادا من الفقر إن شاء الله

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

1951 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الخيل ثلاثة فرس للرحمن وفرس للإنسان وفرس للشيطان فأما فرس الرحمن فالذي يرتبط في سبيل الله عز و جل فعلفه وبوله وروثه وذكر ما شاء الله وأما فرس الشيطان فالذي يقامر عليه ويراهن وأما فرس الإنسان فالفرس يرتبطها الإنسان يلتمس بطنها فهي ستر من فقر

رواه أحمد أيضا بإسناد حسن

1952 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الخير معقود بنواصي

 

الخيل إلى يوم القيامة ومثل المنفق عليها كالمتكفف بالصدقة

رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح وهو في الصحيح باختصار النفقة

1953 - وروى ابن حبان في صحيحه شطره الأخير قال مثل المنفق على الخيل كالمتكفف بالصدقة فقلت لعمر ما المتكفف بالصدقة قال الذي يعطي بكفه

1954 - وعن أبي كبشة رضي الله عنه صاحب النبي صلى الله عليه و سلم عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة

رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد

1955 - وروي عن عريب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الخيل معقود في نواصيها الخير والنيل إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة وأبوالها وأرواثها لاهلها عند الله يوم القيامة من مسك الجنة

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه نكارة

1957 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة

رواه مالك والبخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه

1958 - وعن عروة بن أبي الجعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال الخيل معقود في نواصيها الخير الأجر والمغنم إلى يوم القيامة

رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه

 

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الخيل معقود في نواصيها الخير والنيل إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها فامسحوا بنواصيها وادعوا لها بالبركة وقلدوها ولا تقلدوها الأوتار

رواه أحمد بإسناد جيد

1960 - وعن جرير رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يلوي ناصية فرس بأصبعه وهو يقول الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والغنيمة

رواه مسلم والنسائي

1961 - وعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال لم يكن شيء أحب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من الخيل ثم قال غفرانك النساء

رواه أحمد ورواته ثقات

1962 - ورواه النسائي من حديث أنس ولفظه لم يكن شيء أحب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد النساء من الخيل

1963 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من فرس عربي إلا يؤذن له عند كل سحر بكلمات يدعو بهن اللهم خولتني من خولتني من بني آدم وجعلتني له فاجعلني أحب أهله وماله أو من أحب أهله وماله إليه

رواه النسائي

1964 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم البركة في نواصي الخيل

رواه البخاري ومسلم

1965 - وعن عقبة بن عبد السلمي رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تقصوا نواصي الخيل ولا معارفها ولا أذنابها فإن أذنابها مذابها ومعارفها دفؤها ونواصيها معقود فيها الخير

رواه أبو داود وفي إسناده رجل مجهول

 

وعن عقبة بن عامر و أبي قتادة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خير الخيل الأدهم الأقرح الأرثم المحجل طلق اليد اليمنى

قال يزيد يعني ابن أبي حبيب فإن لم يكن أدهم فكميت على هذه الشية

رواه ابن حبان في صحيحه

1967 - ورواه الترمذي وابن ماجه والحاكم عن أبي قتادة وحده ولفظ الترمذي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خير الخيل الأدهم الأقرح الأرثم ثم الأقرح المحجل طلق اليد اليمنى فإن لم يكن أدهم فكميت على هذه الشية

قال الترمذي حديث حسن صحيح وقال الحاكم صحيح على شرطهما

الأقرح هو الفرس يكون في وسط جبهته قرحة وهي بياض يسير

والأرثم بفتح الهمزة وثاء مثلثة مفتوحة هو الفرس يكون به رثم محركا ومضموم الراء ساكن الثاء وهو بياض في شفته العليا والأنثى رثماء

وطلق اليمنى بفتح الطاء وسكون اللام وبضمها أيضا إذا لم يكن بها تحجيل

والكميت بضم الكاف وفتح الميم هو الفرس الذي ليس بالأشقر ولا الأدهم بل يخالط حمرته سواد

والشية بكسر الشين المعجمة وفتح الياء مخففة هو كل لون في الفرس يكون معظم لونها على خلافه

1968 - وعن عقبة رضي الله عنه أيضا عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا أردت أن تغزو فاشتر فرسا أغر محجلا مطلق اليمنى فإنك تغنم وتسلم

رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

1969 - وعن أبي وهب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال عليكم من الخيل بكل كميت أغر محجل أو أشقر أغر محجل أو أدهم أغر محجل

رواه أبو داود واللفظ له والنسائي أطول من هذا

 

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يمن الخيل في شقرها

رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن غريب

اليمن بضم الياء هو البركة والقوة

ترغيب الغازي والمرابط في الإكثار من العمل الصالح من الصوم والصلاة والذكر ونحو ذلك وتقدم في باب النفقة في سبيل الله

1971 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة أسري به أتى على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم كلما حصدوا عاد كما كان فقال يا جبرائيل من هؤلاء قال هؤلاء المجاهدون في سبيل الله تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه

رواه البزار

1972 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا

رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي

1973 - وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صام يوما في سبيل الله في غير رمضان بعد من النار مائة عام سير المضمر الجواد

رواه أبو يعلى من طريق زبان بن فائد

1974 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض

رواه الطبراني في الأوسط والصغير بإسناد حسن

 

وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض

رواه الترمذي عن الوليد بن جميل عن القاسم عنه وقال حديث غريب

1976 - وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صام يوما في سبيل الله بعدت منه النار مسيرة مائة عام

رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسناد لا بأس به

ورواه في الكبير من حديث أبي أمامة إلا أنه قال فيه بعد الله وجهه عن النار مسيرة مائة عام ركض الفرس الجواد المضمر

ورواه النسائي من حديث عقبة لم يقل فيه ركض الفرس إلى آخره

1977 - وعن سهل بن معاذ عن أبيه رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الصلاة والصيام والذكر يضاعف على النفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف

رواه أبو داود من طريق زبان عنه

1978 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال طوبى لمن أكثر في الجهاد في سبيل الله من ذكر الله فإن له بكل كلمة سبعين ألف حسنة كل حسنة منها عشرة أضعاف مع الذي له عند الله من المزيد

الحديث رواه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم

1979 - وروي عن معاذ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أن رجلا سأله فقال أي المجاهدين أعظم أجرا قال أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا الحديث

رواه أحمد والطبراني ويأتي بتمامه إن شاء الله

1980 - وعن سهل بن معاذ عن أبيه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قرأ ألف آية في سبيل الله كتبه الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين

رواه الحاكم من طريق زبان عنه وقال صحيح الإسناد

 

قال المملي رضي الله عنه والظاهر أن المرابط أيضا هو في سبيل الله فيضاعف عمله الصالح كما يضاعف عمل المجاهد

1981 - وقد روي عن أنس رضي الله عنه يرفعه قال صلاة في مسجدي تعدل بعشرة آلاف صلاة وصلاة في المسجد الحرام تعدل بمائة ألف صلاة والصلاة بأرض الرباط بألفي ألف صلاة

الحديث رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب

1982 - وروى البيهقي عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن صلاة المرابط تعدل خمسمائة صلاة ونفقة الدينار والدرهم منه أفضل من سبعمائة دينار ينفقه في غيره

والله أعلم

6 - الترغيب في الغدوة في سبيل الله والروحة وما جاء في فضل المشي والغبار في سبيل الله والخوف فيه

1983 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم من الجنة أو موضع قيد يعني سوطه خير من الدنيا وما فيها ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها

رواه البخاري ومسلم وغيرهما

الغدوة بفتح الغين المعجمة هي المرة الواحدة من الذهاب

والروحة بفتح الراء هي المرة الواحدة من المجيء

1984 - وعن أبي أيوب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم غدوة في سبيل الله أو روحة خير مما طلعت عليه الشمس أو غربت

رواه مسلم والنسائي

1985 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال رباط يوم في سبيل

 

الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها

رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه وتقدم

1986 - وروي عنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما راح مسلم في سبيل الله مجاهدا أو حاجا مهلا أو ملبيا إلا غربت الشمس بذنوبه

رواه الطبراني في الأوسط

1987 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الغازي في سبيل الله والحاج إلى بيت الله والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه

رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه واللفظ له كلاهما عن عمران بن عيينة عن عطاء بن السائب عن مجاهد عنه والبيهقي من هذه الطريق فوقفه ولم يرفعه ورواه بنحوه من حديث أبي هريرة النسائي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه وقال ابن ماجه في آخره إن دعوه أجابهم وإن استغفروه غفر لهم

1988 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي وإيمان بي وتصديق برسلي فهو ضامن أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى منزله الذي خرج منه نائلا ما نال من أجر أو غنيمة والذي نفس محمد بيده ما كلم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كلم لونه لون دم وريحه ريح مسك والذي نفس محمد بيده لولا أن أشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدا ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة ويشق عليهم أن يتخلفوا عني والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل

رواه مسلم واللفظ له

ورواه مالك والبخاري والنسائي ولفظهم تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه من بيته إلا الجهاد في سبيله وتصديق بكلماته أن يدخله الجنة أو يرده إلى مسكنه بما نال من أجر أو غنيمة الحديث

 

الكلم بفتح الكاف وسكون اللام هو الجرح

1989 - وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من فصل في سبيل الله فمات أو قتل فهو شهيد أو وقصه فرسه أو بعيره أو لدغته هامة أو مات على فراشه بأي حتف شاء الله مات فإنه شهيد وإن له الجنة

رواه أبو داود من رواية بقية بن الوليد عن ابن ثوبان وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ويأتي الكلام على بقية وعبد الرحمن

فصل بالصاد المهملة محركا أي خرج وقصه بالقاف والصاد المهملة محركا أي رماه فكسر عنقه الحتف بفتح المهملة وسكون المثناة فوق هو الموت

1990 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من خرج حاجا فمات كتب الله له أجر الحاج إلى يوم القيامة ومن خرج معتمرا فمات كتب الله له أجر المعتمر إلى يوم القيامة ومن خرج غازيا فمات كتب الله له أجر الغازي إلى يوم القيامة

رواه أبو يعلى من رواية محمد بن إسحاق وبقية إسناده ثقات

1991 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم في خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنا على الله عز و جل من عاد مريضا أو خرج مع جنازة أو خرج غازيا في سبيل الله أو دخل على إمام يريد بذلك تعزيره وتوقيره أو قعد في بيته فسلم وسلم الناس منه

رواه أحمد واللفظ له والبزار والطبراني وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما

1992 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم فيما يحكي عن ربه قال أيما عبد من عبادي خرج مجاهدا في سبيلي ابتغاء مرضاتي ضمنت له إن رجعته أرجعه بما أصاب من أجر أو غنيمة وإن قبضته غفرت له

رواه النسائي

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم

رواه الترمذي واللفظ له وقال حديث حسن غريب صحيح

والنسائي والحاكم والبيهقي إلا أنهم قالوا ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري مسلم أبدا

وقال الحاكم صحيح الإسناد

1994 - وعن عبد الرحمن بن جبر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار

رواه البخاري واللفظ له

ورواه النسائي والترمذي في حديث ولفظه من اغبرت قدماه في سبيل الله فهما حرام على النار

1995 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يجتمعان في النار اجتماعا يضر أحدهما الآخر مسلم قتل كافرا ثم سدد المسلم وقارب ولا يجتمعان في جوف عبد غبار في سبيل الله ودخان جهنم ولا يجتمعان في قلب عبد الإيمان والشح

رواه النسائي والحاكم واللفظ له وهو أتم وقال صحيح على شرط مسلم وقال النسائي الإيمان والحسد

وصدر الحديث في مسلم

1996 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من رجل يغبر وجهه في سبيل الله إلا آمنه الله دخان النار يوم القيامة وما من رجل تغبر قدماه في سبيل الله إلا آمن الله قدميه النار يوم القيامة

رواه الطبراني والبيهقي

1997 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يجمع الله عز و جل في جوف عبد غبارا في سبيل الله ودخان جهنم ومن اغبرت قدماه في سبيل الله باعد الله منه النار يوم القيامة مسيرة ألف عام للراكب

 

المستعجل ومن جرح جراحة في سبيل الله ختم له بخاتم الشهداء له نور يوم القيامة لونها مثل لون الزعفران وريحها مثل ريح المسك يعرفه بها الأولون والآخرون يقولون فلان عليه طابع الشهداء ومن قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة

رواه أحمد ورواة إسناده ثقات إلا أن خالد بن دريك لم يدرك أبا الدرداء

1998 - وروى الطبراني في الأوسط عن عمرو بن قيس الكندي قال أنا مع أبي الدرداء منصرفين من الصائفة فقال يا أيها الناس اجتمعوا سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من اغبرت قدماه في سبيل الله حرم الله سائر جسده على النار

قوله من الصائفة أي من غزوة الصائفة وهي غزوة الروم سميت بذلك لأنهم كانوا يغزونهم في الصيف خوفا من البرد والثلج في الشتاء

1999 - وعن ربيع بن زياد رضي الله عنه أنه قال بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم يسير إذا هو بغلام من قريش معتزل من الطريق يسير فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أليس ذاك فلان قالوا بلى

قال فادعوه فدعوه

قال ما بالك اعتزلت الطريق قال يا رسول الله كرهت الغبار

قال فلا تعتزله فوالذي نفس محمد بيده إنه لذريرة الجنة

رواه أبو داود في مراسيله

2000 - وعن أبي المصبح المقرائي رضي الله عنه قال بينما نحن نسير بأرض الروم في طائفة عليها مالك بن عبد الله الخثعمي إذ مر مالك بجابر بن عبد الله رضي الله عنهما وهو يقود بغلا له فقال له مالك أي أبا عبد الله اركب فقد حملك الله فقال جابر أصلح دابتي وأستغني عن قومي وسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار فسار حتى إذا كان حيث يسمعه الصوت نادى بأعلى صوته يا أبا عبد الله اركب فقد حملك الله فعرف جابر الذي يريد فقال أصلح دابتي وأستغني عن قومي وسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار فتواثب الناس عن دوابهم فما رأيت يوما أكثر ماشيا منه

رواه ابن حبان في صحيحه

واللفظ له

2001 - ورواه أبو يعلى بإسناد جيد إلا أنه قال عن سليمان بن موسى قال بينا نحن نسير فذكره بنحوه وقال فيه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما اغبرت قدما عبد في

 

سبيل الله إلا حرم الله عليهما النار فنزل مالك ونزل الناس يمشون فما رئي يوما أكثر ماشيا منه

المصبح بضم الميم وفتح الصاد المهملة وكسر الباء الموحدة

والمقرائي بضم الميم وقيل بفتحها والضم أشهر وبسكون القاف بعدها راء وألف ممدودة نسبة إلى قرية بدمشق

2002 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما خالط قلب امرىء رهج في سبيل الله إلا حرم الله عليه النار

رواه أحمد ورواته ثقات

الرهج بفتح الراء وسكون الهاء وقيل بفتحها هو ما يداخل باطن الإنسان من الخوف والجزع ونحوه

2003 - وروي عن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رجف قلب المؤمن في سبيل الله تحاتت عنه خطاياه كما يتحات عذق النخلة

رواه الطبراني في الكبير والأوسط

العذق بكسر العين المهملة وإسكان الذال المعجمة بعدها قاف هو القنو وهو المراد هنا وبفتح العين النخلة

2004 - وعن أم مالك البهزية رضي الله عنها قالت ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم فتنة فقربها

قالت قلت يا رسول الله من خير الناس فيها قال رجل في ماشية يؤدي حقها ويعبد ربه ورجل أخذ برأس فرسه يخيف العدو ويخيفونه

رواه الترمذي عن رجل عن طاوس عن أم مالك وقال حديث غريب وتقدم

19 - الترغيب في سؤال الشهادة في سبيل الله تعالى

2005 - عن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه

رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ابن ماجه

 

وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من طلب الشهادة صادقا أعطيها ولو لم تصبه

رواه مسلم وغيره والحاكم وقال صحيح على شرطهما

2007 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من قاتل في سبيل الله فواق ناقة فقد وجبت له الجنة ومن سأل الله القتل من نفسه صادقا ثم مات أو قتل فإن له أجر شهيد ومن جرح جرحا في سبيل الله أو نكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت لونها لون الزعفران وريحها ريح المسك

فذكر الحديث

رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه بنحوه إلا أنه قال فيه ومن سأل الله الشهادة مخلصا أعطاه الله أجر شهيد وإن مات على فراشه

ورواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما

فواق الناقة بضم الفاء وتخفيف الواو هو ما بين رفع يدك عن الضرع حال الحلب ووضعها وقيل هو ما بين الحلبتين

الترغيب في الرمي في سبيل الله وتعلمه والترهيب من تركه بعد تعلمه رغبة عنه

2008 - عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو على المنبر يقول وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة الأنفال 06 ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي

رواه مسلم وغيره

2009 - وعنه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة صانعه يحتسب في صنعته الخير والرامي به ومنبله

وارموا واركبوا وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا

ومن ترك الرمي بعد ما علمه رغبة عنه فإنها

 

نعمة تركها أو قال كفرها

رواه أبو داود واللفظ له والنسائي والحاكم وقال صحيح الإسناد والبيهقي من طريق الحاكم وغيرها

2010 - وفي رواية للبيهقي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله عز و جل يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة صانعه الذي يحتسب في صنعته الخير والذي يجهز به في سبيل الله والذي يرمي به في سبيل الله

منبله بضم الميم وإسكان النون وكسر الباء الموحدة

قال البغوي هو الذي يناول الرامي النبل وهو يكون على وجهين أحدهما يقوم بجنب الرامي أو خلفه يناوله النبل واحدا بعد واحد حتى يرمي

والآخر أن يرد عليه النبل المرمي به

ويروى والممد به وأي الأمرين فعل فهو ممد به انتهى

قال الحافظ عبد العظيم ويحتمل أن يكون المراد بقوله منبله أي الذي يعطيه للمجاهد ويجهز به من ماله إمدادا له وتقوية ورواية البيهقي تدل على هذا

2011 - وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه و سلم على قوم ينتصلون فقال ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا ارموا وأنا مع بني فلان فأمسك أحد الفريقين بأيديهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما لكم لا ترمون قالوا كيف نرمي وأنت معهم

قال النبي صلى الله عليه و سلم ارموا وأنا معكم كلكم

رواه البخاري وغيره والدارقطني إلا أنه قال فيه ارموا وأنا مع بني الأدرع فأمسك القوم وقالوا من كنت معه فأنى يغلب قال ارموا وأنا معكم كلكم فرموا عامة يومهم فلم يفضل أحدهم الآخر أو قال فلم يسبق أحدهم الآخر أو كما قال

2012 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه رفعه قال عليكم بالرمي فإنه خير أو من خير لهوكم

رواه البزار والطبراني في الأوسط وقال فإنه من خير لعبكم وإسنادهما جيد قوي

 

وروي عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من مشى بين الغرضين كان له بكل خطوة حسنة

رواه الطبراني

2014 - وعن عطاء بن أبي رباح قال رأيت جابر بن عبد الله وجابر بن عمير الأنصاري رضي الله عنهم يرتميان فمل أحدهما فجلس فقال له الآخر كسلت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول كل شيء ليس من ذكر الله عز و جل فهو لهو أو سهو إلا أربع خصال مشي الرجل بين الغرضين وتأديبه فرسه وملاعبته أهله وتعليم السباحة

رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد

الغرض بفتح الغين المعجمة والراء بعدهما ضاد معجمة هو ما يقصده الرماة بالإصابة

2015 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ستفتح عليكم أرضون ويكفيكم الله فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه

رواه مسلم وغيره

2016 - وعن أبي نجيح عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من بلغ بسهم فهو له درجة في الجنة فبلغت يومئذ ستة عشر سهما

رواه النسائي

2017 - وعنه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من رمى بسهم في سبيل الله فهو له عدل محرر

رواه أبو داود في حديث والترمذي وقال حديث حسن صحيح والحاكم وقال صحيح على شرطهما ولم يخرجاه

2018 - وعنه رضي الله عنه أيضا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة ومن رمى بسهم في سبيل الله فبلغ به العدو أو لم يبلغ كان له كعتق رقبة ومن أعتق رقبة مؤمنة كانت فداءه من النار عضوا بعضو

رواه النسائي بإسناد صحيح وأفرد الترمذي منه ذكر الشيب وأبو داود ذكر العتق وابن ماجه ذكر الرمي ولفظه

 

سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من رمى العدو بسهم فبلغ سهمه أصاب أو أخطأ فعدل رقبة

وروى الحاكم ذكر الرمي في حديث والعتق في آخر

2019 - وعن كعب بن مرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من بلغ العدو بسهم رفع الله له درجة فقال له عبد الرحمن بن النحام وما الدرجة يا رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أما إنها ليست بعتبة أمك ما بين الدرجتين مائة عام

رواه النسائي وابن حبان في صحيحه

النحام بفتح النون وتشديد الحاء المهملة هو الكثير النحم وهو التنحنح

2020 - وعنه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من رمى بسهم في سبيل الله كان كمن أعتق رقبة

رواه ابن حبان في صحيحه

2021 - وعن معدان بن أبي طلحة رضي الله عنه قال حاصرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم الطائف فسمعته يقول من بلغ بسهم في سبيل الله فهو له درجة في الجنة

قال فبلغت يومئذ ستة عشر سهما

رواه ابن حبان في صحيحه

2022 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة ومن رمى بسهم في سبيل الله أخطأ أو أصاب كان له بمثل رقبة من ولد إسماعيل

رواه الطبراني بإسنادين رواة أحدهما ثقات

2024 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من رمى رمية في سبيل الله قصر أو بلغ كان له مثل أجر أربعة أناس من بني إسماعيل أعتقهم

رواه البزار عن شبيب بن بشر عن أنس

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من رمى بسهم في سبيل الله كان له نورا يوم القيامة

رواه البزار بإسناد حسن

2026 - وروي عن محمد ابن حنفية قال رأيت أبا عمرو الأنصاري رضي الله عنه وكان بدريا عقبيا أحديا وهو صائم يتلوى من العطش وهو يقول لغلامه ويحك ترسني فترسه الغلام حتى نزع بسهم نزعا ضعيفا حتى رمى بثلاثة أسهم ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من رمى بسهم في سبيل الله قصر أو بلغ كان له نورا يوم القيامة فقتل قبل غروب الشمس رضي الله عنه

رواه الطبراني

2027 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من علم الرمي ثم تركه فليس منا أو فقد عصى

رواه مسلم وابن ماجه إلا أنه قال من تعلم الرمي ثم تركه فقد عصاني

2028 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من تعلم الرمي ثم نسيه فهي نعمة جحدها

رواه البزار والطبراني في الصغير والأوسط بإسناد حسن وتقدم في أول الباب حديث عقبة بن عامر وفيه ومن ترك الرمي بعد ما علمه رغبة عنه فإنها نعمة تركها أو قال كفرها

2 - الترغيب في الجهاد في سبيل الله تعالى وما جاء في فضل الكلم فيه والدعاء عند الصف والقتال

2029 - عن أبي هريرة رضي الله عنه سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي العمل أفضل قال إيمان بالله ورسوله

قيل ثم ماذا قال الجهاد في سبيل الله

قيل ثم ماذا قال حج مبرور

رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن خزيمة في صحيحه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل الأعمال عند الله إيمان لا شك فيه وغزو لا غلول فيه وحج مبرور

 

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي الأعمال أفضل قال الإيمان بالله والجهاد في سبيل الله

الحديث رواه البخاري ومسلم

2031 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال أتى رجل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أي الناس أفضل قال مؤمن يجاهد بنفسه وبماله في سبيل الله تعالى قال ثم من قال ثم مؤمن في شعب من الشعاب يعبد الله ويدع الناس من شره

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي والحاكم بإسناد على شرطهما ولفظه قال عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه سئل أي المؤمنين أكمل إيمانا قال الذي يجاهد بنفسه وماله ورجل يعبد الله في شعب من الشعاب وقد كفى الناس شره

2032 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج عليهم وهم جلوس في مجلس لهم فقال ألا أخبركم بخير الناس منزلا قالوا بلى يا رسول الله قال رجل أخذ برأس فرسه في سبيل الله حتى يموت أو يقتل ألا أخبركم بالذي يليه قلنا بلى يا رسول الله

قال امرؤ معتزل في شعب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعتزل شرور الناس أو أخبركم بشر الناس قلنا بلى يا رسول الله

قال الذي يسأل بالله ولا يعطي

رواه الترمذي وقال حديث غريب والنسائي وابن حبان في صحيحه واللفظ لهما وهو أتم ورواه مالك عن عطاء بن يسار مرسلا

2033 - وعن سبرة بن الفاكه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الشيطان قعد لابن آدم بطريق الإسلام فقال تسلم وتذر دينك ودين آبائك فعصاه فأسلم فغفر له فقعد له بطريق الهجرة فقال له تهاجر وتذر دارك وأرضك وسماءك فعصاه فهاجر فقعد بطريق الجهاد فقال تجاهد وهو جهد النفس والمال فتقاتل فتقتل فتنكح

 

المرأة ويقسم المال فعصاه فجاهد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فمن فعل ذلك فمات كان حقا على الله أن يدخله الجنة وإن غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة وإن وقصته دابة كان حقا على الله أن يدخله الجنة

رواه النسائي وابن حبان في صحيحه والبيهقي

2034 - وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أنا زعيم والزعيم الحميل لمن آمن بي وأسلم وهاجر ببيت في ربض الجنة وببيت في وسط الجنة وأنا زعيم لمن آمن بي وأسلم وجاهد في سبيل الله ببيت في ربض الجنة وببيت في وسط الجنة وببيت في أعلى غرف الجنة فمن فعل ذلك لم يدع للخير مطلبا ولا من الشر مهربا يموت حيث شاء أن يموت

رواه النسائي وابن حبان في صحيحه

2035 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال مر رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم بشعب فيه عيينة من ماء عذبة فأعجبته فقال لو اعتزلت الناس فأقمت في هذا الشعب ولن أفعل حتى أستأذن رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لا تفعل فإن مقام أحدكم في سبيل الله تعالى أفضل من صلاته في بيته سبعين عاما ألا تحبون أن يغفر الله لكم ويدخلكم الجنة اغزوا في سبيل الله من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة

رواه الترمذي وقال حديث حسن والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

ورواه أحمد من حديث أبي أمامة أطول منه إلا أنه قال ولمقام أحدكم في الصف خير من صلاته ستين سنة

فواق الناقة هو ما بين رفع يدك عن ضرعها وقت الحلب ووضعها وقيل هو ما بين الحلبتين

2036 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال مقام الرجل في

 

الصف في سبيل الله أفضل عند الله من عبادة الرجل ستين سنة

رواه الحاكم وقال صحيح على شرط البخاري

2037 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل الأعمال عند الله تعالى إيمان لا شك فيه وغزو لا غلول فيه وحج مبرور

رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وهو في الصحيحين وغيرهما بنحوه وقد تقدم

2038 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال قيل يا رسول الله ما يعدل الجهاد في سبيل الله قال لا تستطيعونه فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثا كل ذلك يقول لا تستطيعونه ثم قال مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجع المجاهد في سبيل الله

رواه البخاري ومسلم واللفظ له

2039 - وفي رواية البخاري أن رجلا قال يا رسول الله دلني على عمل يعدل الجهاد قال لا أجده ثم قال هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر وتصوم ولا تفطر قال ومن يستطيع ذلك فقال أبو هريرة فإن فرس المجاهد ليستن يمرح في طوله فيكتب له حسنات

ورواه النسائي نحو هذا

استن الفرس عدا

والطول بكسر الطاء وفتح الواو هو الحبل الذي يشد به الدابة ويمسك طرفه لترعى

2040 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض

رواه البخاري

2041 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج بالناس قبل غزوة تبوك فلما أن أصبح صلى بالناس صلاة الصبح ثم إن الناس ركبوا فلما أن طلعت الشمس نعس الناس على إثر الدلجة ولزم معاذ رسول الله صلى الله عليه و سلم يتلو إثره والناس تفرقت بهم ركابهم

 

على جواد الطريق تأكل وتسير فبينا معاذ على إثر رسول الله صلى الله عليه و سلم وناقته تأكل مرة وتسير أخرى عثرت ناقة معاذ فحنكها بالزمام فهبت حتى نفرت منها ناقة رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كشف عنه قناعه فالتفت فإذا ليس في الجيش أدنى إليه من معاذ فناداه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا معاذ فقال لبيك يا رسول الله

قال ادن دونك فدنا منه حتى لصقت راحلتاهما إحداهما بالأخرى فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما كنت أحسب الناس منا بمكانهم من البعد

فقال معاذ يا نبي الله نعس الناس فتفرقت ركابهم ترتع وتسير فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا كنت ناعسا فلما رأى معاذ بشر رسول الله صلى الله عليه و سلم وخلوته له فقال يا رسول الله ائذن لي أسألك عن كلمة أمرضتني وأسقمتني وأحزنتني فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم سل عما شئت قال يا نبي الله حدثني بعمل يدخلني الجنة لا أسألك عن شيء غيره قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بخ بخ بخ

لقد سألت لعظيم لقد سألت لعظيم ثلاثا وإنه ليسير على من أراد الله به الخير وإنه ليسير على من أراد الله به الخير وإنه ليسير على من أراد الله به الخير فلم يحدثه بشيء إلا أعاده رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث مرات حرصا لكيما يتقنه عنه فقال نبي الله صلى الله عليه و سلم تؤمن بالله واليوم الآخر وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتعبد الله وحده لا تشرك به شيئا حتى تموت وأنت على ذلك

قال يا رسول الله أعد لي فأعادها ثلاث مرات ثم قال نبي الله صلى الله عليه و سلم إن شئت يا معاذ حدثتك برأس هذا الأمر وقوام هذا الأمر وذروة السنام

فقال معاذ بلى يا رسول الله حدثني بأبي أنت وأمي فقال نبي الله صلى الله عليه و سلم إن رأس هذا الأمر أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله

وإن قوام هذا الأمر إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وإن ذروة السنام منه الجهاد في سبيل الله إنما أمرت أن أقاتل الناس حتى يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ويشهدوا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله فإذا فعلوا ذلك فقد اعتصموا وعصموا دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم والذي نفس محمد بيده ما شحب وجه ولا اغبرت قدم في عمل تبتغى به درجات الآخرة بعد الصلاة المفروضة كجهاد في سبيل الله ولا ثقل ميزان عبد كدابة تنفق في سبيل الله أو يحمل عليها في سبيل الله

رواه أحمد والبزار من رواية شهر بن حوشب عن معاذ

 

ولا أراه سمع منه ورواه أحمد أيضا والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه كلهم من رواية أبي وائل عنه مختصرا ويأتي في الصمت إن شاء الله تعالى

2042 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه و سلم رسولا وجبت له الجنة

فعجب لها أبو سعيد فقال أعدها علي يا رسول الله فأعادها عليه ثم قال وأخرى يرفع الله بها للعبد مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض

قال وما هي يا رسول الله قال الجهاد في سبيل الله

رواه مسلم وأبو داود والنسائي

2043 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ذروة سنام الإسلام الجهاد لا يناله إلا أفضلهم

رواه الطبراني

2044 - وروي عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من قاتل في سبيل الله فواق ناقة حرم الله على وجهه النار

رواه أحمد

2045 - وعن أبي المنذر رضي الله عنه أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إن فلانا هلك فصل عليه فقال عمر إنه فاجر فلا تصل عليه فقال الرجل يا رسول الله ألم تر الليلة التي صبحت فيها في الحرس فإنه كان فيهم فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فصلى عليه ثم تبعه حتى جاء قبره قعد حتى إذا فرغ منه حثى عليه ثلاث حثيات ثم قال يثني عليك الناس شرا وأثني عليك خيرا فقال عمر وما ذاك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم دعنا منك يا ابن الخطاب من جاهد في سبيل الله وجبت له الجنة

رواه الطبراني وإسناده لا بأس به إن شاء الله تعالى

2046 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال بينما أنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ جاءه رجل فقال يا رسول الله أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله وجهاد في سبيله وحج مبرور فلما ولى الرجل قال وأهون عليك من ذلك إطعام الطعام ولين الكلام وحسن الخلق فلما ولى الرجل قال وأهون عليك من ذلك لا تتهم الله على شيء

 

قضاه عليك

رواه أحمد والطبراني بإسنادين أحدهما حسن واللفظ له

2047 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله والمكاتب الذي يريد الأداء والناكح الذي يريد العفاف

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

2048 - وعن مكحول رضي الله عنه قال كثر المستأذنون رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الحج يوم غزوة تبوك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم غزوة لمن قد حج أفضل من أربعين حجة

رواه أبو داود في المراسيل من رواية إسماعيل بن عياش

2049 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال حجة خير من أربعين غزوة وغزوة خير من أربعين حجة يقول إذا حج الرجل حجة الإسلام فغزوة خير له من أربعين حجة وحجة الإسلام خير له من أربعين غزوة

رواه البزار

ورواته ثقات معروفون

وعنبسة بن هبيرة وثقه ابن حبان ولم أقف فيه على جرح

2050 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حجة لمن لم يحج خير من عشر غزوات وغزوة لمن قد حج خير من عشر حجج

الحديث رواه الطبراني والبيهقي ويأتي بتمامه في غزاة البحر إن شاء الله

2051 - وعن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال سمعت أبي وهو بحضرة العدو يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف فقام رجل رث الهيئة فقال يا أبا موسى أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول هذا قال نعم فرجع إلى أصحابه فقال أقرأ عليكم السلام ثم كسر جفن سيفه فألقاه ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قتل

رواه مسلم والترمذي وغيرهما

 

جفن السيف بفتح الجيم وإسكان الفاء هو قرابه

2052 - وعن البراء رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله عليه و سلم رجل مقنع بالحديد فقال يا رسول الله أقاتل أو أسلم قال أسلم ثم قاتل فأسلم ثم قاتل فقتل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم عمل قليلا وأجر كثيرا

رواه البخاري واللفظ له ومسلم

2053 - وروى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال جاء رجل من بني النبيت قبيل من الأنصار فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله ثم تقدم فقاتل حتى قتل فقال النبي صلى الله عليه و سلم عمل هذا يسيرا وأجر كثيرا

مقنع بضم الميم وفتح النون المشددة أي متغط بالحديد وقيل على رأسه خوذة وقيل غير ذلك

2054 - وعن أنس رضي الله عنه قال انطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر وجاء المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يتقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه

فدنا المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض

قال عمير بن الحمام يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض قال نعم

قال بخ بخ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يحملك على قولك بخ بخ فقال لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها قال فإنك من أهلها فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال إن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة فرمى بما كان معه من التمر

ثم قاتلهم حتى قتل رضي الله عنه

رواه مسلم

القرن بفتح القاف والراء هو جعبة النشاب

2055 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا

رواه مسلم وأبو داود ورواه النسائي والحاكم أطول منه ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث معاذ بن جبل

 

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يعني يقول الله عز و جل المجاهد في سبيلي هو علي ضامن إن قبضته أورثته الجنة وإن رجعته رجعته بأجر أو غنيمة

رواه الترمذي وقال حديث غريب صحيح وهو في الصحيحين وغيرهما بنحوه من حديث أبي هريرة وتقدم

2057 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من جاهد في سبيل الله كان ضامنا على الله ومن عاد مريضا كان ضامنا على الله ومن غدا إلى المسجد أو راح كان ضامنا على الله ومن دخل على إمام يعزره كان ضامنا على الله ومن جلس في بيته لم يغتب إنسانا كان ضامنا على الله

رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما واللفظ لهما

ورواه أبو يعلى بنحوه وعنده أو خرج مع جنازة بدل ومن غدا إلى المسجد

ورواه أحمد والطبراني وتقدم لفظهما وهو عند أبي داود من حديث أبي أمامة إلا أن عنده الثالثة ورجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله

2058 - وعن عبد الله بن حبشي الخثعمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم سئل أي الأعمال أفضل قال إيمان لا شك فيه وجهاد لا غلول فيه وحجة مبرورة

قيل فأي الصدقة أفضل قال جهد المقل

قيل فأي الهجرة أفضل قال من هجر ما حرم الله

قيل فأي الجهاد أفضل قال من جاهد المشركين بنفسه وماله

قيل فأي القتل أشرف قال من أهريق دمه وعقر جواده

رواه أبو داود والنسائي واللفظ له وهو أتم

2059 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم جاهدوا في سبيل الله فإن الجهاد في سبيل الله باب من أبواب الجنة ينجي الله تبارك وتعالى به من الهم والغم

رواه أحمد واللفظ له ورواته ثقات والطبراني في الكبير والأوسط والحاكم وصحح إسناده

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال مثل المجاهد في سبيل الله كمثل القانت الصائم لا يفتر صلاة ولا صياما حتى يرجعه الله إلى أهله بما يرجعه إليهم من أجر أو غنيمة أو يتوفاه فيدخله الجنة

رواه ابن حبان في صحيحه عن شيخه عمرو بن سعيد بن سنان

قال وكان قد صام النهار وقام الليل ثمانين سنة غازيا ومرابطا

قال المملي رحمه الله وهو في الصحيحين وغيرهما بنحوه أطول منه وتقدم

2061 - وفي رواية للنسائي في هذا الحديث مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن جاهد في سبيله كمثل الصائم القائم الخاشع الراكع الساجد

2062 - وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أن امرأة أتته فقالت يا رسول الله انطلق زوجي غازيا وكنت أقتدي بصلاته إذا صلى وبفعله كله فأخبرني بعمل يبلغني عمله حتى يرجع

قال لها أتستطيعين أن تقومي ولا تقعدي وتصومي ولا تفطري وتذكري الله تعالى ولا تفتري حتى يرجع قالت ما أطيق هذا يا رسول الله فقال والذي نفسي بيده لو أطقته ما بلغت العشور من عمله

رواه أحمد من رواية رشدين بن سعد وهو ثقة عنده ولا بأس بحديثه في المتابعات والرقائق

العشور جمع عشرة وهو الواحد من عشرة أجزاء

2063 - وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم نهاره القائم ليله حتى يرجع متى يرجع

رواه أحمد والبزار والطبراني ورجال أحمد محتج بهم في الصحيح

2064 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من قاتل في سبيل الله من رجل مسلم فواق ناقة وجبت له الجنة ومن جرح جرحا في سبيل الله أو نكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت لونها لون الزعفران وريحها ريح المسك

رواه أبو

 

داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وقال الترمذي حديث حسن صحيح وصدره في صحيح ابن حبان

2065 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من جرح جرحا في سبيل الله جاء يوم القيامة ريحه كريح المسك ولونه لون الزعفران عليه طابع الشهداء ومن سأل الله الشهادة مخلصا أعطاه الله أجر شهيد وإن مات على فراشه

رواه ابن حبان في صحيحه واللفظ له والحاكم وقال صحيح على شرطهما

2066 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من مكلوم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يدمى اللون لون دم والريح ريح مسك

وفي رواية كل كلم يكلم في سبيل الله يكون يوم القيامة كهيئتها يوم طعنت تفجر دما اللون لون دم والعرف عرف مسك

رواه البخاري ومسلم ورواه مالك والترمذي والنسائي بنحوه

الكلم بفتح الكاف وإسكان اللام هو الجرح

والعرف بفتح العين المهملة وإسكان الراء هو الرائحة

2067 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين قطرة دموع من خشية الله وقطرة دم تهراق في سبيل الله وأما الأثران فأثر في سبيل الله وأثر في فريضة من فرائض الله

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

2068 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء وقلما ترد على داع دعوته عند حضور النداء والصف في سبيل الله وفي لفظ ثنتان لا تردان أو قال ما تردان الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعض بعضا

رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه

 

وفي رواية لابن حبان ساعتان لا ترد على داع دعوته حين تقام الصلاة وفي الصف في سبيل الله

يلحم بالمهملة معناه ينشب بعضهم ببعض في الحرب

3 - الترغيب في إخلاص النية في الجهاد وما جاء فيمن يريد الأجر والغنيمة والذكر وفضل الغزاة إذا لم يغنموا

2069 - عن أبي موسى رضي الله عنه أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل ليذكر والرجل يقاتل ليرى مكانه

فمن في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه

2070 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله رجل يريد الجهاد وهو يريد عرضا من الدنيا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا أجر له فأعظم ذلك الناس وقالوا للرجل عد لرسول الله صلى الله عليه و سلم فلعلك لم تفهمه فقال الرجل يا رسول الله رجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي عرض الدنيا قال لا أجر له فأعظم ذلك الناس وقالوا عد لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له الثالثة رجل يريد الجهاد وهو يبتغي عرضا من الدنيا فقال لا أجر له

رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه والحاكم باختصار وصححه

العرض بفتح العين المهملة والراء جميعا هو ما يقتنى من مال وغيره

2071 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال يا رسول الله أخبرني عن الجهاد والغزو فقال يا عبد الله بن عمرو إن قاتلت صابرا محتسبا بعثك الله صابرا

 

محتسبا وإن قاتلت مرائيا مكاثرا بعثك الله مرائيا مكاثرا يا عبد الله بن عمرو على أي حال قاتلت أو قتلت بعثك الله على تلك الحال

رواه أبو داود

2072 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إنما الأعمال بالنية

وفي رواية بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي

2073 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ما له فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا شيء له فأعادها ثلاث مرات يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم لا شيء له ثم قال إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا وابتغي به وجهه

رواه أبو داود والنسائي

قوله يلتمس الأجر والذكر يعني يريد أجر الجهاد ويريد مع ذلك أن يذكره الناس بأنه غاز أو شجيع ونحو ذلك

2074 - وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بشر هذه الأمة بالتيسير والسناء والرفعة بالدين والتمكين في البلاد والنصر فمن عمل منهم بعمل الآخرة للدنيا فليس له في الآخرة من نصيب

رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والبيهقي واللفظ له وتقدم في الرياء هو وغيره

2075 - وتقدم أيضا حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما من عبد يقوم في الدنيا مقام سمعة ورياء إلا سمع الله به على رؤوس الخلائق يوم القيامة

رواه الطبراني بإسناد حسن

 

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الغزو غزوان فأما من ابتغى وجه الله وأطاع الإمام وأنفق الكريمة وياسر الشريك واجتنب الفساد فإن نومه وتنبهه أجر كله وأما من غزا فخرا ورياء وسمعة وعصى الإمام وأفسد في الأرض فإنه لن يرجع بالكفاف

رواه أبو داود وغيره

قوله ياسر الشريك معناه عامله باليسر والسماحة

2077 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من غزا في سبيل الله ولم ينو إلا عقالا فله ما نوى

رواه النسائي وابن حبان في صحيحه

2078 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رجل يا رسول الله إني أقف الموقف أريد وجه الله وأريد أن يرى موطني فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى نزلت فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا الكهف 011

رواه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين

2079 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن أول الناس يقضى عليه يوم القيامة رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمته فعرفها

قال فما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى استشهدت

قال كذبت ولكن قاتلت لان يقال هو جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار

الحديث رواه مسلم واللفظ له والنسائي والترمذي وابن خزيمة في صحيحه

2080 - وعند الترمذي حدثني رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أمة جاثية فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ورجل قتل في سبيل الله ورجل كثير المال فذكر الحديث إلى أن قال ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقول الله له فيماذا قتلت فيقول أي رب أمرت بالجهاد في

 

سبيلك فقاتلت حتى قتلت فيقول الله له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله تبارك وتعالى بل أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل ذلك ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم على ركبتي فقال يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة

وتقدم بتمامه في الرياء

جريء هو بفتح الجيم وكسر الراء وبالمد أي شجاع

2081 - وعن شداد بن الهاد رضي الله عنه أن رجلا من الأعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فآمن به واتبعه ثم قال أهاجر معك فأوصى به النبي صلى الله عليه و سلم بعض أصحابه فلما كانت غزاته غنم النبي صلى الله عليه و سلم فقسم وقسم له فأعطى أصحابه ما قسم له وكان يرعى ظهرهم فلما جاء دفعوه إليه فقال ما هذا قالوا قسم قسمه لك النبي صلى الله عليه و سلم فأخذه فجاء به إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال ما هذا قال قسمته لك

قال ما على هذا اتبعتك ولكن اتبعتك على أن أرمي إلى هاهنا وأشار إلى حلقه بسهم

فأموت فأدخل الجنة فقال إن تصدق الله يصدقك فلبثوا قليلا ثم نهضوا إلى قتال العدو فأتي به إلى النبي صلى الله عليه و سلم يحمل قد أصابه سهم حيث أشار فقال النبي صلى الله عليه و سلم أهو هو قالوا نعم

قال صدق الله فصدقه ثم كفنه النبي صلى الله عليه و سلم في جبته التي عليه ثم قدمه فصلى عليه وكان مما ظهر من صلاته اللهم هذا عبدك خرج مهاجرا في سبيلك فقتل شهيدا أنا شهيد على ذلك

رواه النسائي

2082 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من غازية أو سرية تغزو في سبيل الله يسلمون ويصيبون إلا تعجلوا ثلثي أجرهم وما من غازية أو سرية تخفق وتخوف وتصاب إلا تم أجرهم

وفي رواية ما من غازية أو سرية تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقى لهم الثلث وإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم

رواه مسلم وروى أبو داود والنسائي وابن ماجه الثانية

يقال أخفق الغازي إذا غزا ولم يغنم أو لم يظفر

 

الترهيب من الفرار من الزحف

2083 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال اجتنبوا السبع الموبقات

قالوا يا رسول الله وما هن قال الإشراك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والبزار ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الكبائر سبع أولاهن الإشراك بالله وقتل النفس بغير حقها وأكل الربا وأكل مال اليتيم والفرار يوم الزحف وقذف المحصنات والانتقال إلى الأعراب بعد هجرته

2084 - وروي عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة لا ينفع معهن عمل الشرك بالله وعقوق الوالدين والفرار من الزحف

رواه الطبراني في الكبير

2085 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لقي الله عز و جل لا يشرك به شيئا وأدى زكاة ماله طيبة بها نفسه محتسبا وسمع وأطاع فله الجنة أو دخل الجنة وخمس ليس لهن كفارة الشرك بالله وقتل النفس بغير حق وبهت مؤمن والفرار من الزحف ويمين صابرة يقتطع بها مالا بغير حق

رواه أحمد وفيه بقية بن الوليد

2086 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال صعد رسول الله صلى الله عليه و سلم المنبر فقال لا أقسم لا أقسم ثم نزل فقال أبشروا أبشروا من صلى الصلوات الخمس واجتنب الكبائر دخل من أي أبواب الجنة شاء

قال المطلب سمعت رجلا يسأل عبد الله بن عمرو أسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يذكرهن قال نعم عقوق الوالدين والشرك بالله وقتل النفس وقذف المحصنات وأكل مال اليتيم والفرار من الزحف وأكل الربا

رواه الطبراني وفي إسناده مسلم بن الوليد بن العباس لا يحضرني فيه جرح ولا عدالة

2087 - وعن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم رضي الله عنه عن أبيه عن جده أن

 

رسول الله صلى الله عليه و سلم كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه الفرائض والسنن والديات فذكر فيه وإن أكبر الكبائر عند الله يوم القيامة الإشراك بالله وقتل النفس المؤمنة بغير الحق والفرار في سبيل الله يوم الزحف وعقوق الوالدين ورمي المحصنة وتعلم السحر وأكل الربا وأكل مال اليتيم

الحديث رواه ابن حبان في صحيحه

2088 - وعن عبيد بن عمير الليثي عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع إن أولياء الله المصلون ومن يقيم الصلوات الخمس التي كتبهن الله عليه ويصوم رمضان ويحتسب صومه ويؤتى الزكاة محتسبا طيبة بها نفسه ويجتنب الكبائر التي نهى الله عنها

فقال رجل من أصحابه يا رسول الله وكم الكبائر قال تسع أعظمهن الإشراك بالله وقتل المؤمن بغير حق والفرار من الزحف وقذف المحصنة والسحر وأكل مال اليتيم وأكل الربا وعقوق الوالدين المسلمين واستحلال البيت الحرام قبلتكم أحياء وأمواتا لا يموت رجل لم يعمل هؤلاء الكبائر

ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة إلا رافق محمدا صلى الله عليه و سلم في بحبوحة جنة أبوابها مصاريع الذهب

رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن

بحبوحة المكان بحاءين مهملتين وياءين موحدتين مضمومتين هو وسطه

قال الحافظ كان الشافعي رضي الله عنه يقول إذا غزا المسلمون فلقوا ضعفهم من العدو حرم عليهم أن يولوا إلا متحرفين لقتال أو متحيزين إلى فئة وإن كان المشركون أكثر من ضعفهم لم أحب لهم أن يولوا ولا يستوجبون السخط عندي من الله لو ولوا عنهم على غير التحرف للقتال أو التحيز إلى فئة

وهذا مذهب ابن عباس المشهور عنه

الترغيب في الغزاة في البحر وأنها أفضل من عشر غزوات في البر

2089 - عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت رضي الله عنه فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم فأطعمته ثم جلست تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم استيقظ وهو

 

يضحك

قالت فقلت يا رسول الله ما يضحكك قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة

قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك

قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله كما قال في الأولى

قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت من الأولين

فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمن معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت رضي الله عنها

رواه البخاري ومسلم واللفظ له

قال المملي رضي الله عنه كان معاوية رضي الله عنه قد أغزى عبادة بن الصامت قبرس فركب البحر غازيا وركبت معه زوجته أم حرام

ثبج البحر هو بفتح الثاء المثلثة والباء الموحدة بعدهما جيم معناه وسط البحر ومعظمه

2090 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حجة لمن لم يحج خير من عشر غزوات وغزوة لمن قد حج خير من عشر حجج وغزوة في البحر خير من عشر غزوات في البر ومن أجاز البحر فكأنما أجاز الأودية كلها والمائد فيه كالمتشحط في دمه

رواه الطبراني في الكبير والبيهقي كلاهما من رواية عبد الله بن صالح كاتب الليث

وروى الحاكم منه غزوة في البحر خير من عشر غزوات في البر إلى آخره وقال صحيح على شرط البخاري وهو كما قال ولا يضر ما قيل في عبد الله بن صالح فإن البخاري احتج به

المائد هو الذي يدوخ رأسه ويميل من ريح البحر والميد الميل

2091 - وروي عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من غزا في سبيل الله غزوة في البحر والله أعلم بمن يغزو في سبيله فقد أدى إلى الله طاعته كلها وطلب الجنة كل مطلب وهرب من النار كل مهرب

رواه الطبراني في معاجيمه الثلاثة

2092 - وعن أم حرام رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد والغريق له أجر شهيد

رواه أبو داود

 

=4. كتاب الترغيب والترهيب من الحديث الشريف عبد العظيم بن عبد القوي المنذري أبو محمد

 

 

وروي عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من فاته الغزو معي فليغز في البحر

رواه الطبراني في الأوسط

الترهيب من الغلول والتشديد فيه وما جاء فيمن ستر على غال

2094 - عن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال كان على ثقل رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل يقال له كركرة فمات فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هو في النار فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غلها

رواه البخاري وقال قال ابن سلام كركرة يعني بفتحهما

الثقل محركا هو الغنيمة

وكركرة ضبط بفتح الكافين وبكسرهما وهو أشهر

والغلول هو ما يأخذه أحد الغزاة من الغنيمة مختصا به ولا يحضره إلى أمين الجيش ليقسمه بين الغزاة سواء قل أو كثر وسواء كان الآخذ أمين الجيش أو أحدهم

واختلف العلماء في الطعام والعلوفة ونحوهما اختلافا كثيرا ليس هذا موضع ذكره

2095 - وعن عبد الله بن شقيق أنه أخبره من سمع النبي صلى الله عليه و سلم وهو بوادي القرى وجاءه رجل فقال استشهد مولاك أو قال غلامك فلان قال بل يجر إلى النار في عباءة غلها

رواه أحمد بإسناد صحيح

2096 - وعن زيد بن خالد رضي الله عنه أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم توفي في يوم خيبر فذكروا لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال صلوا على صاحبكم فتغيرت وجوه الناس لذلك فقال إن صاحبكم غل في سبيل الله ففتشنا متاعه فوجدنا خرزا من خرز يهود لا يساوي درهمين

رواه مالك وأحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه

2097 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال حدثني عمر رضي الله عنه قال لما كان

 

يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا فلان شهيد وفلان شهيد وفلان شهيد حتى مروا على رجل فقالوا فلان شهيد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كلا إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة غلها ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا ابن الخطاب اذهب فناد في الناس إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون

رواه مسلم والترمذي وغيرهم

2098 - وعن حبيب بن مسلمة رضي الله عنه قال سمعت أبا ذر يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لم تغل أمتي لم يقم لهم عدو أبدا

قال أبو ذر لحبيب بن مسلمة هل يثبت لكم العدو حلب شاة قال نعم وثلاث شياه غزر قال أبو ذر غللتم ورب الكعبة

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد ليس فيه ما يقال إلا تدليس بقية بن الوليد فقد صرح بالتحديث

2099 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره حتى قال لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة فيقول يا رسول الله أغثني

فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء يقول يا رسول الله أغثني

فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح فيقول يا رسول الله أغثني

فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق فيقول يا رسول الله أغثني

فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت فيقول يا رسول الله أغثني

فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك

رواه البخاري ومسلم واللفظ له

لا ألفين أي لا أجدن

والرغاء بضم الراء وبالغين المعجمة والمد هو صوت الإبل وذوات الخف

والحمحمة بحاءين مهملتين مفتوحتين هو صوت الفرس

والثغاء بضم المثلثة وبالغين المعجمة والمد هو صوت الغنم

والرقاع بكسر

 

الراء جمع رقعة وهو ما تكتب فيه الحقوق

وتخفق أي تتحرك وتضطرب

2100 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أصاب غنيمة أمر بلالا فنادى في الناس فيجيئون بغنائمهم فيخمسه ويقسمه فجاء رجل يوما بعد النداء بزمام من شعر فقال يا رسول الله هذا كان فيما أصبناه من الغنيمة فقال أسمعت بلالا ينادي ثلاثا قال نعم

قال فما منعك أن تجيء به فاعتذر إليه فقال كن أنت تجيء به يوم القيامة فلن أقبله عنك

رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه

2101 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى خيبر ففتح الله علينا فلم نغنم ذهبا ولا ورقا غنمنا المتاع والطعام والثياب ثم انطلقنا إلى الوادي يعني وادي القرى ومع رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد له وهبه له رجل من جذام يدعى رفاعة بن يزيد من بني الضبيب فلما نزلنا الوادي قام عبد رسول الله صلى الله عليه و سلم يحل رحله فرمي بسهم فكان فيه حتفه فقلنا هنيئا له الشهادة يا رسول الله

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كلا والذي نفس محمد بيده إن الشملة لتلتهب عليه نارا أخذها من الغنائم لم تصبها المقاسم

قال ففزع الناس فجاء رجل بشراك أو شراكين فقال أصبت يوم خيبر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم شراك من نار أو شراكان من نار

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي

الشملة كساء أصغر من القطيفة يتشح بها

2102 - وعن أبي رافع رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صلى العصر ذهب إلى بني عبد الأشهل فيتحدث عندهم حتى ينحدر للمغرب

قال أبو رافع فبينا النبي صلى الله عليه و سلم يسرع إلى المغرب مررنا بالبقيع فقال أف لك أف لك أف لك

قال فكبر ذلك في ذرعي فاستأخرت وظننت أنه يريدني فقال ما لك امش

قلت وحدث حدث فقال ما ذاك

قلت أففت بي

قال لا ولكن هذا فلان بعثته ساعيا على بني فلان فغل نمرة فدرع مثلها من نار

رواه النسائي وابن خزيمة في صحيحه

 

البقيع بالباء الموحدة مواضع بالمدينة

منها بقيع الخيل وبقيع الخنجبة بفتح الخاء المعجمة والجيم وبقيع الغرقد وهو المراد هنا كذا جاء مفسرا في رواية البزار وكبر في ذرعي هو بالذال المعجمة المفتوحة بعدها راء ساكنة أي عظم عندي موقعه

والنمرة بفتح النون وكسر الميم بردة من صوف تلبسها الأعراب

وقوله فدرع بالدال المهملة المضمومة أي جعل له درع مثلها من نار

2103 - وعن ثوبان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من جاء يوم القيامة بريئا من ثلاث دخل الجنة الكبر والغلول والدين

رواه النسائي وابن حبان في صحيحه واللفظ له والحاكم وقال صحيح على شرطهما

2104 - وعن أبي حازم رضي الله عنه قال أتي النبي صلى الله عليه و سلم بنطع من الغنيمة فقيل يا رسول الله هذا لك تستظل به من الشمس قال أتحبون أن يستظل نبيكم بظل من نار

رواه أبو داود في مراسيله والطبراني في الأوسط وزاد يوم القيامة

2105 - وعن يزيد بن معاوية رضي الله عنه أنه كتب إلى أهل البصرة سلام عليكم أما بعد فإن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم زماما من شعر من مغنم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم سألتني زماما من نار لم يكن لك أن تسألنيه ولم يكن لي أن أعطيه

رواه أبو داود في المراسيل أيضا

2106 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال أما بعد فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من يكتم غالا فإنه مثله

رواه أبو داود

يكتم غالا أي يستر عليه

7 - الترغيب في الشهادة وما جاء في فضل الشهداء

2107 - عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وإن له ما على الأرض من شيء إلا الشهيد فإنه يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة

 

وفي رواية لما يرى من فضل الشهادة

رواه البخاري ومسلم والترمذي

2108 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله يؤتى بلرجل من أهل الجنة فيقول الله له يا بن آدم كيف وجدت منزلك فيقول أي رب خير منزل فيقول سل وتمنه فيقول وما أسألك وأتمنى أسألك أن تردني إلى الدنيا فأقتل في سبيلك عشر مرات لما يرى من فضل الشهادة

رواه النسائي والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

2109 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل

رواه البخاري ومسلم في حديث تقدم

2110 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين

رواه مسلم

2111 - وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قام فيهم فذكر أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال فقام رجل فقال يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفر عني خطاياي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كيف قلت قال أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم نعم

إن قتلت وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر إلا الدين فإن جبرائيل قال لي ذلك

رواه مسلم وغيره

2112 - وعن ابن أبي عميرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما من نفس مسلمة يقبضها ربها تحب أن ترجع إليكم وإن لها الدنيا وما فيها غير الشهيد قال ابن أبي عميرة

 

رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأن أقتل في سبيل الله أحب إلي من أن يكون لي أهل الوبر والمدر

رواه أحمد بإسناد حسن والنسائي واللفظ له

أهل الوبر هم الذين لا يأوون إلى جدار من الأعراب وغيرهم

وأهل المدر أهل القرى والأمصار والمدر محركا هو الطين الصلب المستحجر

2113 - وعن أنس رضي الله عنه قال غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر فقال يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرين الله ما أصنع فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون فقال اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء

يعني أصحابه وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء

يعني المشركين ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ رضي الله عنه فقال يا سعد بن معاذ الجنة ورب النصر إني أجد ريحها دون أحد

قال سعد فما استطعت يا رسول الله أصنع ما صنع

قال أنس فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه فقال أنس كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه الأحزاب 32

إلى آخر الآية

رواه البخاري واللفظ له ومسلم والنسائي

البضع بفتح الباء وكسرها أفصح وهو ما بين الثلاث إلى التسع وقيل ما بين الواحد إلى أربعة وقيل من أربعة إلى تسعة وقيل هو سبعة

2114 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رأيت الليلة رجلين أتياني فصعدا بي الشجرة فأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل لم أر قط أحسن منها قالا لي أما هذه فدار الشهداء

رواه البخاري في حديث طويل تقدم

2115 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال جيء بأبي إلى النبي صلى الله عليه و سلم قد مثل به

 

فوضع بين يديه فذهبت أكشف عن وجهه فنهاني قومي فسمع صوت صائحة فقيل ابنة عمرو أو أخت عمرو فقال لم تبكي أو لا تبكي ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها

رواه البخاري ومسلم

2116 - وعنه رضي الله عنه قال لما قتل عبد الله بن عمرو بن حرام يوم أحد

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا جابر ألا أخبرك ما قال الله لابيك قلت بلى

قال ما كلم الله أحدا إلا من وراء حجاب وكلم أباك كفاحا فقال يا عبد الله تمن علي أعطك

قال يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية

قال إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون

قال يا رب فأبلغ من ورائي فأنزل الله هذه الآية ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء آل عمران 961 الآية كلها

رواه الترمذي وحسنه

وابن ماجه بإسناد حسن أيضا والحاكم وقال صحيح الإسناد

2117 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رأيت جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ملكا يطير في الجنة ذا جناحين يطير منها حيث شاء مقصوصة قوادمه بالدماء

رواه الطبراني بإسنادين أحدهما حسن

2118 - وعن سالم بن أبي الجعد رضي الله عنه قال أريهم النبي صلى الله عليه و سلم في النوم فرأى جعفرا ملكا ذا جناحين مضرجين بالدماء وزيد مقابله

رواه الطبراني وهو مرسل جيد الإسناد

قال الحافظ كان جعفر رضي الله عنه قد ذهبت يداه في سبيل الله يوم مؤتة فأبدله بهما جناحين فمن أجل ذلك سمي جعفرا الطيار

2119 - وعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم هنيئا لك يا عبد الله أبوك يطير مع الملائكة في السماء

رواه الطبراني بإسناد حسن

2120 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان في غزوة مؤتة قال فالتمسنا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه فوجدناه في القتلى فوجدنا بما أقبل من جسده بضعا وتسعين بين ضربة ورمية وطعنة

وفي رواية فعددنا به خمسين طعنة وضربة ليس منها شيء في دبره

رواه البخاري

 

وعن أنس رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم زيدا وجعفرا وعبد الله بن رواحة ودفع الراية إلى زيد فأصيبوا جميعا

قال أنس فنعاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل أن يجيء الخبر فقال أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد

قال فجعل يحدث الناس وعيناه تذرفان

وفي رواية قال وما يسرهم أنهم عندنا

رواه البخاري وغيره

2122 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رجل يا رسول الله أي الجهاد أفضل قال أن يعقر جوادك ويهراق دمك

رواه ابن حبان في صحيحه ورواه ابن ماجه من حديث عمرو بن عبسة قال أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت فذكره

2123 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة

رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح

2124 - وعن كعب بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تعلق من ثمر الجنة أو شجر الجنة

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح

تعلق بفتح المثناة فوق وعين مهملة وضم اللام أي ترعى من أعالي شجر الجنة

2125 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته

رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه

 

وعن عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال القتلى ثلاثة رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو وقاتلهم حتى يقتل فذلك الشهيد الممتحن في جنة الله تحت عرشه لا يفضله النبيون إلا بفضل درجة النبوة ورجل فرق على نفسه من الذنوب والخطايا جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتل حتى يقتل فتلك ممصمصة محت ذنوبه وخطاياه إن السيف محاء للخطايا وأدخل من أي أبواب الجنة شاء فإن لها ثمانية أبواب ولجهنم سبعة أبواب وبعضها أفضل من بعض ورجل منافق جاهد بنفسه وماله حتى إذا لقي العدو قاتل في سبيل الله عز و جل حتى يقتل فذلك في النار إن السيف لا يمحو النفاق

رواه أحمد بإسناد جيد والطبراني وابن حبان في صحيحه واللفظ له والبيهقي

الممتحن بفتح الحاء المهملة هو المشروح صدره ومنه أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى الحجرات 3

أي شرحها ووسعها

وفي رواية لأحمد فذلك المفتخر في خيمة الله تحت عرشه ولعله تصحيف

وفرق بكسر الراء أي خائف وجزع

والممصمصة بضم الميم الأولى وفتح الثانية وكسر الثالثة وبصادين مهملتين هي الممحصة المكفرة

2127 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الشهداء ثلاثة رجل خرج بنفسه وماله في سبيل الله لا يريد أن يقاتل ولا يقتل يكثر سواد المسلمين فإن مات أو قتل غفرت له ذنوبه كلها وأجير من عذاب القبر ويؤمن من الفزع ويزوج من الحور العين وحلت عليه حلة الكرامة ويوضع على رأسه تاج الوقار والخلد والثاني خرج بنفسه وماله محتسبا يريد أن يقتل ولا يقتل فإن مات أو قتل كانت ركبته مع إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام بين يدي الله تبارك وتعالى في مقعد صدق عند مليك مقتدر القمر 55 والثالث خرج بنفسه وماله محتسبا يريد أن يقتل ويقتل فإن مات أو قتل جاء يوم القيامة شاهرا سيفه واضعه على عاتقه والناس جاثون على الركب يقول ألا أفسحوا لنا فإنا قد بذلنا دماءنا وأموالنا لله تبارك وتعالى

 

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم والذي نفسي بيده لو قال ذلك لإبراهيم خليل الرحمن عليه السلام أو لنبي من الأنبياء لزحل لهم عن الطريق لما يرى من واجب حقهم حتى يأتوا منابر من نور تحت العرش فيجلسوا عليها ينظرون كيف يقضى بين الناس لا يجدون غم الموت ولا يغتمون في البرزخ ولا تفزعهم الصيحة ولا يهمهم الحساب ولا الميزان ولا الصراط ينظرون كيف يقضى بين الناس ولا يسألون شيئا إلا أعطوا ولا يشفعون في شيء إلا شفعوا فيه ويعطون من الجنة ما أحبوا ويتبوؤون من الجنة حيث أحبوا

رواه البزار والبيهقي والأصبهاني وهو حديث غريب

زحل بالزاي والحاء المهملة كذا في رواية البزار وقال الأصبهاني في روايته لتنحى لهم عن الطريق ومعنى زحل وتنحى واحد

2128 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا وقف العباد للحساب جاء قوم واضعي سيوفهم على رقابهم تقطر دما فازدحموا على باب الجنة فقيل من هؤلاء قيل الشهداء كانوا أحياء مرزوقين

رواه الطبراني في حديث يأتي بتمامه إن شاء الله تعالى وإسناده حسن

2129 - وعن نعيم بن عمار رضي الله عنه أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الشهداء أفضل قال الذين إن يلقوا في الصف لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا أولئك ينطلقون في الغرف العلا من الجنة ويضحك إليهم ربهم وإذا ضحك ربك إلى عبد في الدنيا فلا حساب عليه

رواه أحمد وأبو يعلى ورواتهما ثقات

2130 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل الجهاد عند الله يوم القيامة الذين يلتقون في الصف الأول فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا أولئك يتلبطون في الغرف من الجنة يضحك إليهم ربك وإذا ضحك إلى قوم فلا حساب عليهم

رواه الطبراني بإسناد حسن

يتلبطون معناه هنا يضطجعون والله أعلم

2131 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم

 

يقول أول ثلاثة يدخلون الجنة الفقراء المهاجرون الذين تتقى بهم المكاره إذا أمروا سمعوا وأطاعوا وإن كانت لرجل منهم حاجة إلى السلطان لم تقض له حتى يموت وهي في صدره وإن الله عز و جل ليدعو يوم القيامة الجنة فتأتي بزخرفها وزينتها فيقول أين عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وقتلوا وأوذوا وجاهدوا في سبيلي ادخلوا الجنة فيدخلونها بغير حساب وتأتي الملائكة فيسجدون فيقولون ربنا نحن نسبح بحمدك الليل والنهار ونقدس لك من هؤلاء الذين آثرتهم علينا فيقول الرب عز و جل هؤلاء عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وأوذوا في سبيلي فتدخل عليهم الملائكة من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار

رواه الأصبهاني بإسناد حسن لكن متنه غريب

2132 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أخبركم عن الأجود الأجود الله الأجود الأجود وأنا أجود ولد آدم وأجودهم من بعدي رجل علم علما فنشر علمه يبعث يوم القيامة أمة وحده ورجل جاد بنفسه لله عز و جل حتى يقتل

رواه أبو يعلى والبيهقي

2133 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم مثل حديث قبله ومتنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن للشهيد عند الله سبع خصال أن يغفر له في أول دفعة من دمه ويرى مقعده من الجنة ويحلى حلة الإيمان ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ويزوج ثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه

رواه أحمد والطبراني وإسناد أحمد حسن

2134 - وعن المقدام بن معديكرب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم للشهيد عند الله ست خصال يغفر له في أول دفعة ويرى مقعده من الجنة ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ويزوج اثنتين وسبعين من الحور العين ويشفع في سبعين من أقاربه

رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث صحيح غريب

 

الدفعة بضم الدال المهملة وسكون الفاء وهي الدفقة من الدم وغيره

2135 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين قطرة دموع من خشية الله وقطرة دم تهراق في سبيل الله وأما الأثران فأثر في سبيل الله وأثر في فريضة من فرائض الله

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

2136 - وعن مجاهد عن يزيد بن شجرة وكان يزيد بن شجرة رضي الله عنه ممن يصدق قوله فعله خطبنا فقال يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم ما أحسن نعمة الله عليكم ترى من بين أخضر وأحمر وأصفر وفي الرجال ما فيها وكان يقول إذا صف الناس للصلاة وصفوا للقتال فتحت أبواب السماء وأبواب الجنة وغلقت أبواب النار وزين الحور العين واطلعن فإذا أقبل الرجل قلن اللهم انصره وإذا أدبر احتجبن منه وقلن اللهم اغفر له فانهكوا وجوه القوم فدى لكم أبي وأمي ولا تخزوا الحور العين فإن أول قطرة تنضح من دمه تكفر عنه كل شيء عمله وينزل إليه زوجتان من الحور العين يمسحان التراب عن وجهه ويقولان فدانا لك ويقول فدانا لكما ثم يكسى مائة حلة من نسج بني آدم ولكن من نبت الجنة لو وضعن بين أصبعين لوسعن وكان يقول نبئت أن السيوف مفاتيح الجنة

رواه الطبراني من طريقين إحداهما جيدة صحيحة والبيهقي في كتاب البعث إلا أنه قال فإن أول قطرة تقطر من دم أحدكم يحط الله عنه بها خطاياه كما يحط الغصن من ورق الشجر وتبتدره اثنتان من الحور العين وتمسحان التراب عن وجهه ويقولان فدانا لك ويقول فدانا لكما فيكسى مائة حلة لو وضعت بين أصبعي هاتين لوسعتاهما ليست من نسج بني آدم ولكنها من نبات الجنة مكتوبون عند الله بأسمائكم وسماتكم

الحديث رواه البزار والطبراني أيضا عن يزيد بن شجرة مرفوعا مختصرا وعن جدان أيضا مرفوعا والصحيح الموقوف مع أنه قد يقال إن مثل هذا لا يقال من قبل الرأي فسبيل الموقوف فيه سبيل المرفوع والله أعلم

 

ويزيد بن شجرة بالشين المعجمة والجيم مفتوحتين قيل له صحبة ولا يثبت والله أعلم

وانهكوا وجوه القوم هو بكسر الهاء بعد النون أي أجهدوهم وابلغوا جهدهم والنهك المبالغة في كل شيء

2137 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ذكر الشهيد عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال لا تجف الأرض من دم الشهيد حتى تبتدره زوجتاه كأنهما ظئران أظلتا فصيليهما في براح من الأرض وفي يد كل واحدة منهما حلة خير من الدنيا وما فيها

رواه ابن ماجه من رواية شهر بن حوشب

الظئر بكسر الظاء المعجمة بعدها همزة ساكنة هي المرضع ومعناه أن زوجتيه من الحور العين تبتدرانه وتحنوان عليه وتظلانه كما تحنو الناقة المرضع على فصيلها ويحتمل أن يكون أضلتا بالضاد فيكون النبي صلى الله عليه و سلم شبه بدارهما إليه باللهفة والحنو والشوق كبدار الناقة المرضع إلى فصيلها الذي أضلته ويؤيد هذا الاحتمال قوله في براح من الأرض والله أعلم

والبراح بفتح الباء الموحدة وبالحاء المهملة هي الأرض المتسعة لا زرع فيها ولا شجر

2138 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الشهداء أربعة رجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو فصدق الله حتى قتل فذاك الذي يرفع الناس إليه أعينهم يوم القيامة هكذا ورفع رأسه حتى وقعت قلنسوته فلا أدري قلنسوة عمر أراد أم قلنسوة النبي صلى الله عليه و سلم قال ورجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو فكأنما ضرب جلده بشوك طلح من الجبن أتاه سهم غرب فقتله فهو في الدرجة الثانية ورجل مؤمن خلط عملا صالحا وآخر سيئا لقي العدو فصدق الله حتى قتل فذلك في الدرجة الثالثة ورجل مؤمن أسرف على نفسه لقي العدو فصدق الله حتى قتل فذلك في الدرجة الأولى

رواه الترمذي والبيهقي وقال الترمذي حديث حسن غريب

 

القلنسوة هو ما يلبس في الرأس

والطلح بفتح الطاء المهملة وسكون اللام نوع من الأشجار ذي الشوك

والجبن بضم الجيم وإسكان الباء الموحدة هو الخوف وعدم الإقدام

وسهم غرب غرب بالإضافة أيضا وبسكون الراء وتحريكها في كليهما أيضا أربعة وجوه هو الذي لا يدرى راميه ولا من أين جاء

2139 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الشهداء على بارق نهر بباب الجنة في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا

رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

2140 - وعن ابن عباس أيضا رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لما أصيب إخوانكم جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم

قالوا من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب فقال الله تعالى أنا أبلغهم عنكم

قال فأنزل الله عز و جل ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا آل عمران 961

إلى آخر الآية

رواه أبو داود والحاكم وقال صحيح الإسناد

ينكلوا مثلثة الكاف أي يجبنوا ويتأخروا عن الجهاد

2141 - وعن راشد بن سعد رضي الله عنه عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أن رجلا قال يا رسول الله ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد قال كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة

رواه النسائي

2142 - وعن أنس رضي الله عنه أن رجلا أسود أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله صلى الله عليه و سلم إني رجل أسود منتن الريح قبيح الوجه لا مال لي فإن أنا قاتلت هؤلاء حتى أقتل فأين

 

أنا قال في الجنة فقاتل حتى قتل فأتاه النبي صلى الله عليه و سلم فقال قد بيض الله وجهك وطيب ريحك وأكثر مالك وقال لهذا أو لغيره لقد رأيت زوجته من الحور العين نازعته جبة له من صوف تدخل بينه وبين جبته

رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

2143 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم مر بخباء أعرابي وهو في أصحابه يريدون الغزو فرفع الأعرابي ناحية من الخباء فقال من القوم فقيل رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه يريدون الغزو فقال هل من عرض الدنيا يصيبون قيل له نعم يصيبون الغنائم ثم تقسم بين المسلمين فعمد إلى بكر له فاعتقله وسار معهم فجعل يدنو ببكره إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وجعل أصحابه يذودون بكره عنه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم دعوا لي النجدي فوالذي نفسي بيده إنه لمن ملوك الجنة

قال فلقوا العدو فاستشهد فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه و سلم فأتاه فقعد عند رأسه مستبشرا أو قال مسرورا يضحك ثم أعرض عنه فقلنا يا رسول الله رأيناك مستبشرا تضحك ثم أعرضت عنه فقال أما ما رأيتم من استبشاري أو قال سروري فلما رأيت من كرامة روحه على الله عز و جل وأما إعراضي عنه فإن زوجته من الحور العين الآن عند رأسه

رواه البيهقي بإسناد حسن

2144 - وعن أنس رضي الله عنه أن أم الربيع بنت البراء رضي الله عنها وهي أم حارثة بنت سراقة أتت النبي صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا تحدثني عن حارثة وكان قتل يوم بدر فإن كان في الجنة صبرت وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه بالبكاء فقال يا أم حارثة إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى

رواه البخاري

2145 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عجب ربنا تبارك وتعالى من رجل غزا في سبيل الله فانهزم يعني أصحابه فعلم ما عليه فرجع حتى أهريق دمه فيقول الله عز و جل لملائكته انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي حتى أهريق دمه

رواه أبو داود عن عطاء بن السائب عن مرة عنه

2146 - ورواه أحمد وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه وتقدم لفظهم في قيام الليل

 

وتقدم فيه أيضا حديث أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله عز و جل فإما أن يقتل وإما أن ينصره الله ويكفيه فيقول انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه

الحديث رواه الطبراني بإسناد حسن

2147 - وعن أنس رضي الله عنه قال جاء أناس إلى النبي صلى الله عليه و سلم أن ابعث معنا رجالا يعلمونا القرآن والسنة فبعث إليهم سبعين رجلا من الأنصار يقال لهم القراء فيهم خالي حرام يقرؤون القرآن ويتدارسونه بالليل يتعلمون وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد ويحتطبون فيبيعونه ويشترون به الطعام لاهل الصفة وللفقراء فبعثهم النبي صلى الله عليه و سلم إليهم فعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان فقالوا اللهم أبلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا

قال وأتى رجل حراما خال أنس من خلفه فطعنه برمح حتى أنفذه فقال حرام فزت ورب الكعبة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن إخوانكم قد قتلوا وإنهم قالوا اللهم أبلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا

رواه البخاري ومسلم واللفظ له

2148 - وفي رواية للبخاري قال أنس رضي الله عنه أنزل في الذين قتلوا ببئر معونة قرآن قرأناه ثم نسخ بعد بلغوا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه

2149 - وعن مسروق رضي الله عنه قال سألنا عبد الله عن هذه الآية ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون آل عمران 961 فقال أما أنا فقد سألنا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل فاطلع عليهم ربهم اطلاعة

فقال هل تشتهون شيئا قالوا أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ففعل ذلك بهم ثلاث مرات فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا

قالوا يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا

رواه مسلم واللفظ له والترمذي وغيرهما

أنه سأل جبرائيل عليه السلام عن هذه الآية ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله الزمر 86 من الذين

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم لم يشإ الله أن يصعقهم قال هم شهداء الله

رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد

2152 - وعن عامر بن سعد رضي الله عنه عن أبيه أن رجلا جاء إلى الصلاة والنبي صلى الله عليه و سلم يصلي فقال حين انتهى الصف اللهم آتني أفضل ما تؤتي عبادك الصالحين فلما قضى النبي صلى الله عليه و سلم الصلاة قال من المتكلم آنفا فقال الرجل أنا يا رسول الله

قال إذا يعقر جوادك وتستشهد

رواه أبو يعلى والبزار وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

الترهيب من أن يموت الإنسان ولم يغز ولم ينو الغزو وذكر أنواع من الموت تلحق أربابها بالشهداء والترهيب من الفرار من الطاعون

2153 - عن أبي عمران رضي الله عنه قال كنا بمدينة الروم فأخرجوا إلينا صفا عظيما من الروم فخرج إليهم من المسلمين مثلهم أو أكثر وعلى أهل مصر عقبة بن عامر رضي الله عنه وعلى الجماعة فضالة بن عبيد رضي الله عنه فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل بينهم فصاح الناس وقالوا سبحان الله يلقي بيده إلى التهلكة فقام أبو أيوب فقال أيها الناس إنكم لتأولون هذا التأويل وإنما نزلت هذه الآية لبعض سرا دون رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أموالنا قد ضاعت وإن الله تعالى قد أعز الإسلام وكثر ناصروه فلو أقمنا في أموالنا وأصلحنا ما ضاع منها فأنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه و سلم ما يرد علينا ما قلنا وللفقراء في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة البقرة 691 وكانت التهلكة الإقامة على الأموال وإصلاحها فينا معشر

 

الأنصار لما أعز الله الإسلام وكثر ناصروه فقال بعضنا وتركنا الغزو فما زال أبو أيوب شاخصا في سبيل الله حتى دفن بأرض الروم

رواه الترمذي وقال حديث غريب صحيح

2154 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم

رواه أبو داود وغيره من طريق إسحاق بن أسيد نزيل مصر

2155 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من النفاق

رواه مسلم وأبو داود والنسائي

2156 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من لم يغز أو يجهز غازيا أو يخلف غازيا في أهله بخير أصابه الله تعالى بقارعة قبل يوم القيامة

رواه أبو داود وابن ماجه عن القاسم عن أبي أمامة

2157 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لقي الله بغير أثر من جهاد لقي الله وفيه ثلمة

رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما من رواية إسماعيل بن رافع عن سمي عن أبي صالح عنه وقال الترمذي حديث غريب

2158 - وعن أبي بكر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم الله بالعذاب

رواه الطبراني بإسناد حسن

 

فصل

2159 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما تعدون الشهداء فيكم قالوا يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد

قال إن شهداء أمتي إذا لقليل قالوا فمن يا رسول الله قال من قتل في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في الطاعون فهو شهيد ومن مات من البطن فهو شهيد

قال ابن مقسم أشهد على أبيك يعني أبا صالح أنه قال والغريق شهيد

رواه مسلم

2161 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال دخلنا على عبد الله بن رواحة نعوده فأغمي عليه فقلنا رحمك الله إن كنا لنحب أن تموت على غير هذا وإن كنا لنرجو لك الشهادة فدخل النبي صلى الله عليه و سلم ونحن نذكر هذا فقال وفيم تعدون الشهادة فأرم القوم وتحرك عبد الله فقال ألا تجيبون رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم أجابه هو فقال نعد الشهادة في القتل فقال إن شهداء أمتي إذا لقليل إن في القتل شهادة وفي الطاعون شهادة وفي البطن شهادة وفي الغرق شهادة وفي النفساء يقتلها ولدها جمعا شهادة

رواه أحمد والطبراني واللفظ له ورواتهما ثقات

أرم القوم بفتح الراء وتشديد الميم سكتوا وقيل سكتوا من خوف ونحوه وقوله يقتلها ولدها جمعا مثلثة الجيم ساكنة الميم أي ماتت وولدها في بطنها يقال ماتت المرأة بجمع مثلثة الجيم إذا ماتت وولدها في بطنها وقيل إذا ماتت عذراء أيضا

2162 - وعن ربيع الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم عاد ابن أخي جبر

 

الأنصاري فجعل أهله يبكون عليه فقال لهم جبر لا تؤذوا رسول الله صلى الله عليه و سلم بأصواتكم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم دعهن يبكين ما دام حيا فإذا وجب فليسكتن

فقال بعضهم ما كنا نرى أن يكون موتك على فراشك حتى تقتل في سبيل الله مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أوما القتل إلا في سبيل الله إن شهداء أمتي إذا لقليل إن الطعن شهادة والبطن شهادة والطاعون شهادة والنفساء بجمع شهادة والحرق شهادة والغرق شهادة وذات الجنب شهادة

رواه الطبراني ورواته محتج بهم في الصحيح

قوله بجمع تقدم قبله

إذا وجب أي إذا مات

2163 - وعن راشد بن حبيش رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل على عبادة بن الصامت رضي الله عنه يعوده في مرضه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أتعلمون من الشهيد من أمتي فأرم القوم فقال عبادة ساندوني فأسندوه فقال يا رسول الله الصابر المحتسب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن شهداء أمتي إذا لقليل القتل في سبيل الله عز و جل شهادة والطاعون شهادة والغرق شهادة والبطن شهادة والنفساء يجرها ولدها بسرره إلى الجنة

قال وزاد أبو العوام سادن بيت المقدس والحرق والسل

رواه أحمد بإسناد حسن وراشد بن حبيش صحابي معروف

أرم القوم تقدم

والسادن بالسين والدال المهملتين هو الخادم

والسل بكسر السين وضمها وتشديد اللام هو داء يحدث في الرئة يؤول إلى ذات الجنب وقيل زكام أو سعال طويل مع حمى عادية وقيل غير ذلك

2164 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال خمس من قبض في شيء منهن فهو شهيد المقتول في سبيل الله شهيد والغريق في سبيل الله شهيد والمبطون في سبيل الله شهيد والمطعون في سبيل الله شهيد والنفساء في سبيل الله شهيد

رواه النسائي

2165 - وعن جابر بن عتيك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم جاء يعود عبد الله بن ثابت

 

رضي الله عنه فوجده قد غلب عليه فصاح به فلم يجبه فاسترجع رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال غلبنا عليك يا أبا الربيع

فصاحت النسوة وبكين وجعل ابن عتيك يسكتهن فقال له النبي صلى الله عليه و سلم دعهن فإذا وجب فلا تبكين باكية

قالوا وما الوجوب يا رسول الله قال إذا مات

قالت ابنته والله إني لأرجو أن تكون شهيدا فإنك كنت قد قضيت جهازك فقال النبي صلى الله عليه و سلم إن الله قد أوقع أجره على قدر نيته وما تعدون الشهادة قالوا القتل في سبيل الله فقال النبي صلى الله عليه و سلم الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله المبطون شهيد والغريق شهيد وصاحب ذات الجنب شهيد والمطعون شهيد وصاحب الحريق شهيد والذي يموت تحت الهدم شهيد والمرأة تموت بجمع شهيد

رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه

2166 - وعن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الطاعون شهادة لكل مسلم

رواه البخاري ومسلم

2167 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الطاعون فقال كان عذابا يبعثه الله على من كان قبلكم فجعله الله رحمة للمؤمنين ما من عبد يكون في بلد فيكون فيه فيمكث لا يخرج صابرا محتسبا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد

رواه البخاري

2168 - وعن أبي عسيب رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أتاني جبرائيل عليه السلام بالحمى والطاعون فأمسكت الحمى بالمدينة وأرسلت الطاعون إلى الشام فالطاعون شهادة لامتي ورجز على الكافر

رواه أحمد والطبراني في الكبير ورواة أحمد ثقات مشهورون

الرجز العذاب

2169 - وعن أبي منيب الأحدب رضي الله عنه قال خطب معاذ بالشام فذكر الطاعون

 

فقال إنها رحمة بكم ودعوة نبيكم وقبض الصالحين قبلكم اللهم اجعل على آل معاذ نصيبهم من هذه الرحمة ثم نزل عن مقامه ذلك فدخل على عبد الرحمن بن معاذ فقال عبد الرحمن الحق من ربك فلا تكونن من الممترين البقرة 741

فقال معاذ ستجدني إن شاء الله من الصابرين الصافات 201

رواه أحمد بإسناد جيد

2170 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ستهاجرون إلى الشام فتفتح لكم ويكون فيكم داء كالدمل أو كالخزة يأخذ بمراق الرجل يستشهد الله به أنفسهم ويزكي به أعمالهم

اللهم إن كنت تعلم أن معاذا سمعه من رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعطه هو وأهل بيته الحظ الأوفر منه فأصابهم الطاعون فلم يبق منهم أحد فطعن في أصبعه السبابة فكان يقول ما يسرني أن لي بها حمر النعم

رواه أحمد عن إسماعيل بن عبيد الله عن معاذ ولم يدركه

2171 - وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فناء أمتي بالطعن والطاعون فقيل يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون قال وخز أعدائكم من الجن وفي كل شهادة

رواه أحمد بأسانيد أحدها صحيح وأبو يعلى والبزار والطبراني

الوخز بفتح الواو وسكون الخاء المعجمة بعدها زاي هو الطعن

2172 - وعن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه رضي الله عنه قال ذكر الطاعون عند أبي موسى فقال سألنا عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال وخز أعدائكم الجن وهو لكم شهادة

رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

2173 - وعن أبي بردة بن قيس أخي أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم اجعل فناء أمتي قتلا في سبيلك بالطعن والطاعون

رواه أحمد بإسناد حسن والطبراني في الكبير ورواه الحاكم من حديث أبي موسى وقال صحيح الإسناد

2174 - وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يختصم

 

الشهداء والمتوفون على فرشهم إلى ربنا في الذين يتوفون في الطاعون فيقول الشهداء قتلوا كما قتلنا

ويقول المتوفون على فرشهم إخواننا ماتوا على فرشهم كما متنا فيقول ربنا تبارك وتعالى انظروا إلى جراحهم فإن أشبهت جراح المقتولين فإنهم منهم ومعهم فإذا جراحهم قد أشبهت جراحهم

رواه النسائي

2175 - وعن عتبة بن عبد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يأتي الشهداء والمتوفون بالطاعون فيقول أصحاب الطاعون نحن شهداء فيقول انظروا فإن كانت جراحهم كجراح الشهداء تسيل دما كريح المسك فهم شهداء فيجدونهم كذلك

رواه الطبراني في الكبير بإسناد لا بأس به فيه إسماعيل بن عياش روايته عن الشاميين مقبولة وهذا منها ويشهد له حديث العرباض قبله

2176 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تفنى أمتي إلا بالطعن والطاعون

قلت يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون قال غدة كغدة البعير المقيم بها كالشهيد والفار منه كالفار من الزحف

رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني

2177 - وفي رواية لابي يعلى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال وخزة تصيب أمتي من أعدائهم من الجن كغدة الإبل من أقام عليها كان مرابطا ومن أصيب به كان شهيدا ومن فر منه كان كالفار من الزحف

رواه البزار وعنده قلت يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون قال يشبه الدمل يخرج في الآباط والمراق وفيه تزكية أعمالهم وهو لكل مسلم شهادة

قال المملي رضي الله عنه أسانيد الكل حسان

2178 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في الطاعون الفار منه كالفار من الزحف ومن صبر فيه كان له أجر شهيد

رواه أحمد والبزار والطبراني وإسناد أحمد حسن

 

وعن أبي إسحاق السبيعي رضي الله عنه قال قال سليمان بن صرد لخالد بن عرفطة أو خالد بن سليمان رضي الله عنه أما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من قتله بطنه لم يعذب في قبره

فقال أحدهما لصاحبه نعم

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب وابن حبان في صحيحه وقال خالد بن عرفطة من غير شك

عرفطة بضم العين المهملة والفاء جميعا بعدهما طاء مهملة

82 - وعن سعيد بن زيد رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد

رواه أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه وقال الترمذي حديث حسن صحيح

2180 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قتل دون ماله فهو شهيد

رواه البخاري والترمذي

2181 - وفي رواية للترمذي وغيره قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أريد ماله بغير حق فقاتل فقتل فهو شهيد

وفي رواية للنسائي من قتل دون ماله مظلوما فهو شهيد

2182 - وعن سويد بن مقرن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قتل دون مظلمته فهو شهيد

رواه النسائي

2183 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي قال فلا تعطه مالك

قال أرأيت إن

 

قاتلني قال قاتله

قال أرأيت إن قتلني قال فأنت شهيد

قال أرأيت إن قتلته قال هو في النار

رواه مسلم والنسائي ولفظه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أرأيت إن عدي على مالي قال فانشد بالله

قال فإن أبوا علي قال فانشد بالله

قال فإن أبوا علي قال فانشد بالله

قال فإن أبوا علي قال فقاتل فإن قتلت ففي الجنة وإن قتلت ففي النار

كتاب قراءة القرآن الترغيب في قراءة القرآن في الصلاة وغيرها وفضل تعلمه وتعليمه والترغيب في سجود التلاوة

2185 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب

2186 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده

رواه مسلم وأبو داود وغيرهما

2187 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن في الصفة فقال أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطيعة رحم فقلنا يا رسول الله كلنا نحب ذلك

 

قال أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم أو فيقرأ آيتين من كتاب الله عز و جل خير له من ناقتين وثلاث وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل

رواه مسلم وأبو داود وعنده كوماوين زهراوين بغير إثم لله عز و جل ولا قطيعة رحم

قالوا كلنا يا رسول الله

قال فلأن يغدو أحدكم كل يوم إلى المسجد فيعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين وإن ثلاث فثلاث مثل أعدادهن

بطحان بضم الباء وسكون الطاء موضع بالمدينة

والكوماء بفتح الكاف وسكون الواو وبالمد هي الناقة العظيمة السنام

2188 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة ومن تلاها كانت له نورا يوم القيامة

رواه أحمد عن عبادة بن ميسرة

واختلف في توثيقه عن الحسن عن أبي هريرة والجمهور على أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة

2189 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الرب تبارك وتعالى من شغله القرآن عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه

رواه الترمذي وقال حديث غريب

2190 - وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر

 

وفي رواية مثل الفاجر بدل المنافق

رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه

2191 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها طيب ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها ومثل الجليس الصالح كمثل صاحب المسك إن لم يصبك منه شيء أصابك من ريحه ومثل الجليس السوء كمثل صاحب الكير إن لم يصبك من سواده أصابك من دخانه

رواه أبو داود

2192 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران

وفي رواية والذي يقرؤه وهو يشتد عليه له أجران

رواه البخاري ومسلم واللفظ له وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه

2193 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أوصني قال عليك بتقوى الله فإنه رأس الأمر كله

قلت يا رسول الله زدني

قال عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض وذخر لك في السماء

رواه ابن حبان في صحيحه في حديث طويل

2194 - وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار

رواه ابن حبان في صحيحه

ماحل بكسر الحاء المهملة أي ساع وقيل خصم مجادل

2195 - وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لاصحابه

الحديث رواه مسلم ويأتي بتمامه إن شاء الله

2196 - وعن سهل بن معاذ عن أبيه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قرأ

 

القرآن وعمل به ألبس والداه تاجا يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا فما ظنكم بالذي عمل بهذا

رواه أبو داود والحاكم وكلاهما عن زبان عن سهل وقال الحاكم صحيح الإسناد

2197 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم ما أذن الله لعبد في شيء أفضل من ركعتين يصليهما وإن البر ليذر على رأس العبد ما دام في صلاته وما تقرب العباد إلى الله بمثل ما خرج منه يعني القرآن

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

2198 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يجيء صاحب القرآن يوم القيامة فيقول القرآن يا رب حله فيلبس تاج الكرامة ثم يقول يا رب زده فيلبس حلة الكرامة ثم يقول يا رب ارض عنه فيرضى عنه فيقال له اقرأ وارق ويزداد بكل آية حسنة

رواه الترمذي وحسنه وابن خزيمة والحاكم وقال صحيح الإسناد

2199 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها

رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث صحيح

قال الخطابي جاء في الأثر أن عدد آي القرآن على قدر درج الجنة فيقال للقارىء ارق في الدرج على قدر ما كنت تقرأ من آي القرآن فمن استوفى قراءة جميع القرآن استولى على أقصى درج الجنة في الآخرة ومن قرأ جزءا منه كان رقيه في الدرج على قدر ذلك فيكون منتهى الثواب عند منتهى القراءة

2200 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله هذا الكتاب فقام به آناء الليل وآناء النهار ورجل أعطاه الله مالا فتصدق به آناء الليل وآناء النهار

رواه البخاري ومسلم

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا حسد إلا في اثنتين رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار فسمعه جار له فقال ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل

ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق فقال رجل ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل

رواه البخاري

قال المملي والمراد بالحسد هنا الغبطة وهو تمني مثل ما للمحسود لا تمني زوال تلك النعمة عنه فإن ذلك الحسد المذموم

2202 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا يهولهم الفزع الأكبر ولا ينالهم الحساب هم على كثيب من مسك حتى يفرغ من حساب الخلائق رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله وأم به قوما وهم به راضون وداع يدعو إلى الصلوات ابتغاء وجه الله وعبد أحسن فيما بينه وبين ربه وفيما بينه وبين مواليه

رواه الطبراني في الأوسط والصغير بإسناد لا بأس به

ورواه في الكبير بنحوه وزاد في أوله قال ابن عمر رضي الله عنه لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا مرة ومرة حتى عد سبع مرات لما حدثت به

2203 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثا وهم ذوو عدد فاستقرأهم فاستقرأ كل رجل منهم يعني ما معه من القرآن فأتى على رجل من أحدثهم سنا فقال ما معك يا فلان قال معي كذا وكذا وسورة البقرة فقال أمعك سورة البقرة قال نعم

قال اذهب فأنت أميرهم فقال رجل من أشرافهم والله ما منعني أن أتعلم البقرة إلا خشية ألا أقوم بها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم تعلموا القرآن واقرؤوه فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه كمثل جراب محشو مسكا يفوح ريحه في كل مكان ومن تعلمه فيرقد وهو في جوفه فمثله كمثل جراب أوكىء على مسك

رواه الترمذي واللفظ له وقال حديث حسن وابن ماجه مختصرا وابن حبان في صحيحه

2204 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قرأ القرآن

 

فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه لا ينبغي لصاحب القرآن أن يجد مع من وجد ولا يجهل مع من جهل وفي جوفه كلام الله

رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد

2205 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الصيام والقرآن يشفعان للعبد يقول الصيام رب إني منعته الطعام والشراب بالنهار فشفعني فيه ويقول القرآن رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان

رواه أحمد وابن أبي الدنيا في كتاب الجوع والطبراني في الكبير والحاكم واللفظ له وقال صحيح على شرط مسلم

2206 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن أسيد بن حضير بينما هو في ليلة يقرأ في مربده إذ جالت فرسه فقرأ ثم جالت أخرى فقرأ ثم جالت أخرى أيضا

قال أسيد فخشيت أن تطأ يحيى فقمت إليها فإذا مثل الظلة فوق رأسي فيها أمثال السرج عرجت في الجو حتى ما أراها قال فغدوت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله بينما أنا البارحة في جوف الليل أقرأ في مربدي إذ جالت فرسي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اقرأ ابن حضير قال فقرأت ثم جالت أيضا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اقرأ ابن حضير قال فقرأت ثم جالت أيضا ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اقرأ ابن حضير قال فانصرفت وكان يحيى قريبا منها خشيت أن تطأه فرأيت مثل الظلة فيها أمثال السرج عرجت في الجو حتى ما أراها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم تلك الملائكة تستمع لك ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستتر منهم

رواه البخاري ومسلم واللفظ له

ورواه الحاكم بنحوه باختصار وقال فيه فالتفت فإذا أمثال المصابيح قال مدلاة بين السماء والأرض فقال يا رسول الله ما استطعت أن أمضي فقال تلك الملائكة نزلت لقراءة القرآن أما إنك لو مضيت لرأيت العجائب

وقال صحيح على شرط مسلم

الظلة بضم الظاء المعجمة وتشديد اللام هي الغاشية وقيل السحابة

2207 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنكم لا ترجعون إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه يعني القرآن

رواه الحاكم وصححه ورواه أبو داود في مراسيله عن جبير بن نفير

 

وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن هذا القرآن مأدبة الله فاقبلوا مأدبته ما استطعتم إن هذا القرآن حبل الله والنور المبين والشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه لا يزيغ فيستعتب ولا يعوج فيقوم ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف

رواه الحاكم من رواية صالح بن عمر عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عنه وقال تفرد به صالح بن عمر عنه وهو صحيح

2209 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لله أهلين من الناس

قالوا من هم يا رسول الله قال أهل القرآن هم أهل الله وخاصته

رواه النسائي وابن ماجه والحاكم كلهم عن ابن مهدي حدثنا عبد الرحمن بن بديل عن أبيه عن أنس وقال الحاكم يروى من ثلاثة أوجه عن أنس هذا أجودها

قال المملي الحافظ عبد العظيم وهو إسناد صحيح

2210 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما أنه مر على قارىء يقرأ ثم سأل فاسترجع ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيجيء أقوام يقرؤون القرآن يسألون به الناس

رواه الترمذي وقال حديث حسن

2211 - وعن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ القرآن وتعلم وعمل به ألبس والداه يوم القيامة تاجا من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما الدنيا فيقولان بم كسينا هذا فيقال بأخذ ولدكما القرآن

رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

2212 - وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ القرآن فاستظهره فأحل حلاله وحرم حرامه أدخله الله به الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت لهم النار

رواه ابن ماجه والترمذي واللفظ له وقال حديث غريب

 

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر وذلك قوله تعالى ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا التين 5 6 قال الذين قرؤوا القرآن

رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد

2214 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا ذر لأن تغدو فتعلم آية من كتاب الله خير لك من أن تصلي مائة ركعة ولأن تغدو فتعلم بابا من العلم عمل به أو لم يعمل به خير من أن تصلي ألف ركعة

رواه ابن ماجه بإسناد حسن

2215 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين

رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

2216 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات لم يكتب من الغافلين ومن قرأ في ليلة مائة آية كتب من القانتين

رواه ابن خزيمة في صحيحه والحاكم واللفظ له وقال صحيح على شرطهما

قال الحافظ وقد تقدم في صلاة الليل أحاديث نحو هذا

2217 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول يا ويله

وفي رواية يا ويلي أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار

رواه مسلم وابن ماجه ورواه البزار من حديث أنس

ورواه الطبراني عن أبي إسحاق عن ابن مسعود موقوفا قال إذا رأى الشيطان ابن آدم ساجدا صاح وقال يا ويله يا ويل الشيطان أمر الله ابن آدم أن يسجد وله الجنة فأطاع وأمرني أن أسجد فعصيت فلي النار

2218 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه رأى رؤيا أنه يكتب ص فلما بلغ إلى سجدتها قال رأى الدواة والقلم وكل شيء بحضرته انقلب ساجدا

قال فقصصتها على النبي صلى الله عليه و سلم فلم يزل يسجد بها

رواه أحمد ورواته رواة الصحيح

 

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إني رأيت في هذه الليلة فيما يرى النائم كأني أصلي خلف شجرة فرأيت كأني قرأت سجدة فرأيت الشجرة كأنها تسجد لسجودي فسمعتها وهي ساجدة وهي تقول اللهم اكتب لي بها عندك أجرا واجعلها لي عندك ذخرا وضع عني بها وزرا واقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود

قال ابن عباس فرأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم قرأ السجدة فسمعته وهو ساجد يقول مثل ما قال الرجل عن كلام الشجرة

رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه واللفظ له

قال الحافظ رووه كلهم عن محمد بن يزيد بن خنيس عن الحسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن جريج عن عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس وقال الترمذي حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه انتهى

والحسن قال بعضهم لم يرو عنه غير محمد بن يزيد وقال العقيلي لا يتابع على حديثه

2220 - ورواه أبو يعلى والطبراني من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال رأيت فيما يرى النائم كأني تحت شجرة وكأن الشجرة تقرأ ص فلما أتت على السجدة سجدت فقالت في سجودها اللهم اغفر لي بها

اللهم حط عني بها وزرا وأحدث لي بها شكرا وتقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود سجدته فغدوت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرته فقال سجدت يا أبا سعيد قلت لا قال فأنت أحق بالسجود من الشجرة ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم سورة ص ثم أتى على السجدة فسجد وقال في سجوده ما قالت الشجرة في سجودها

وفي إسناده يمان بن نصر لا أعرفه

2221 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم كتبت عنده سورة النجم فلما بلغ السجدة سجد وسجدنا معه وسجدت الدواة والقلم

رواه البزار بإسناد جيد

الترهيب من نسيان القرآن بعد تعلمه وما جاء فيمن ليس في جوفه منه شيء

2222 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله إن الذي ليس في

 

جوفه شيء من القرآن كلبيت الخرب

رواه الترمذي والحاكم كلاهما من طريق قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس وقال الحاكم صحيح الإسناد وقال الترمذي حديث حسن صحيح

2223 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال إن أصغر البيوت بيت ليس فيه شيء من كتاب الله

رواه الحاكم موقوفا وقال رفعه بعضهم

2224 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها

رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه كلهم من رواية المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أنس

قال الحافظ وتقدم الكلام عليه في تنظيف المساجد

2225 - وعن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من امرىء يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي الله أجذم

رواه أبو داود عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فائد عن سعد

قال الحافظ ويزيد بن أبي زياد هو الهاشمي مولاهم كنيته أبو عبد الله يأتي الكلام عليه ومع هذا فعيسى بن فائد إنما روى عمن سمع سعدا

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم وغيره

قال الخطابي قال أبو عبيد الأجذم المقطوع اليد وقال ابن قتيبة الأجذم هاهنا المجذوم وقال ابن الأعرابي معناه أنه يلقى الله تعالى خالي اليدين من الخير كنى باليد عما تحويه اليد وقال آخر معناه لا حجة له وقد رويناه عن سويد بن غفلة

3 - الترغيب في دعاء يدعى به لحفظ القرآن

2226 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ جاءه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال بأبي أنت تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني

 

أقدر عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا الحسن أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع بهن من علمته ويثبت ما تعلمت في صدرك قال أجل يا رسول الله فعلمني

قال إذا كان ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر فإنها ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب فقد قال أخي يعقوب لبنيه سوف أستغفر لكم ربي يوسف 89 يقول حتى تأتي ليلة الجمعة فإن لم تستطع فقم في وسطها فإن لم تستطع فقم في أولها فصل أربع ركعات تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب والم تنزيل السجدة وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله وأحسن الثناء على الله وصل علي وأحسن وعلى سائر النبيين واستغفر للمؤمنين والمؤمنات ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان ثم قل في آخر ذلك اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني

اللهم بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام أسألك يا ألله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني اللهم بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام

أسألك يا ألله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تنور بكتابك بصري وأن تطلق به لساني وأن تفرج به عن قلبي وأن تشرح به صدري وأن تستعمل به بدني فإنه لا يعينني على الحق غيرك ولا تؤتينيه إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم يا أبا الحسن تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا تجاب بإذن الله والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنا قط

قال ابن عباس رضي الله عنهما فوالله ما لبث علي إلا خمسا أو سبعا حتى جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم في مثل ذلك المجلس فقال يا رسول الله إني كنت فيما خلا لا آخذ إلا أربع آيات ونحوها فإذا قرأتهن على نفسي تفلتن وأنا أتعلم اليوم أربعين آية ونحوهن فإذا قرأتهن على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني ولقد كنت أسمع الحديث فإذا رددته تفلت وأنا اليوم أسمع الأحاديث فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم عند ذلك مؤمن ورب الكعبة يا أبا الحسن

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم

 

ورواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما إلا أنه قال يقرأ في الثانية بالفاتحة والم السجدة وفي الثالثة بالفاتحة والدخان عكس ما في الترمذي وقال في الدعاء وأن تشغل به بدني

مكان وأن تستعمل وهو كذلك في بعض نسخ الترمذي ومعناهما واحد وفي بعضها وأن تغسل

قال المملي رضي الله عنه طريق أسانيد هذا الحديث جيدة ومتنه غريب جدا والله أعلم

4 - الترغيب في تعاهد القرآن وتحسين الصوت به

2227 - عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت

رواه البخاري ومسلم

وزاد مسلم في رواية وإذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره وإذا لم يقم به نسيه

2228 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بئسما لاحدهم يقول نسيت آية كيت وكيت بل هو نسي استذكروا القرآن فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم بعقلها

رواه البخاري هكذا ومسلم موقوفا

2229 - وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال تعاهدوا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها

رواه مسلم

2230 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما أذن الله لشيء كما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به

رواه البخاري ومسلم واللفظ له وأبو داود والنسائي

قال الحافظ أذن بكسر الذال أي ما استمع لشيء من كلام الناس كما استمع الله إلى

 

من يتغنى بالقرآن أي يحسن به صوته

وذهب سفيان بن عيينة وغيره إلى أنه من الاستغناء وهو مردود

2231 - وروى ابن جرير الطبري هذا الحديث بإسناد صحيح وقال فيه ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الترنم بالقرآن

2232 - وروى الإمام أحمد وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم والبيهقي عن فضالة بن عبيد أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لله أشد أذنا للرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته

وقال الحاكم صحيح على شرطهما

القينة بفتح القاف وإسكان الياء المثناة تحت بعدهما نون هي الأمة المغنية

2233 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم زينوا القرآن بأصواتكم

رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه

قال الخطابي معناه زينوا أصواتكم بالقرآن

هكذا فسره غير واحد من أئمة الحديث وزعموا أنه من باب المقلوب كما قالوا عرضت الناقة على الحوض أي عرضت الحوض على الناقة وكقولهم إذا طلعت الشعرى واستوى العود على الحرباء أي استوت الحرباء على العود ثم روى بإسناده عن شعبة قال نهاني أيوب أن أحدث زينوا القرآن بأصواتكم

قال ورواه معمر عن منصور عن طلحة فقدم الأصوات على القرآن وهو الصحيح أخبرناه محمد بن هاشم حدثنا الديري عن عبد الرزاق أنبأنا معمر عن منصور عن طلحة عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال زينوا أصواتكم بالقرآن والمعنى اشغلوا أصواتكم بالقرآن والهجوا به واتخذوه شعارا وزينة انتهى

2234 - وروي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن هذا القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا وتغنوا به فمن لم يتغن بالقرآن فليس منا

رواه ابن ماجه

2235 - وروي عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن من أحسن الناس

 

صوتا بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله

رواه ابن ماجه أيضا

2236 - وعن ابن أبي مليكة قال قال عبيد الله بن أبي يزيد رضي الله عنهما مر بنا أبو لبابة فاتبعناه حتى دخل بيته فدخلنا عليه فإذا رجل رث الهيئة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ليس منا من لم يتغن بالقرآن

قال فقلت لابن أبي مليكة يا أبا محمد أرأيت إن لم يكن حسن الصوت قال يحسنه ما استطاع

ورواه أبو داود والمرفوع منه في الصحيحين من حديث أبي هريرة

5 - الترغيب في قراءة سورة الفاتحة وما جاء في فضلها

2237 - عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال كنت أصلي بالمسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم أجبه ثم أتيته فقلت يا رسول الله إني كنت أصلي فقال ألم يقل الله تعالى استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم الأنفال 42 ثم قال لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد فأخذ بيدي فلما أردنا أن نخرج قلت يا رسول الله إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة في القرآن

قال الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته

رواه البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجه

قال الحافظ أبو سعيد هذا لا يعرف اسمه وقيل اسمه رافع بن أوس وقيل الحارث بن نفيع بن المعلى ورجحه أبو عمر النمري وقيل غير ذلك والله أعلم

2238 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج على أبي بن كعب فقال يا أبي وهو يصلي فالتفت أبي فلم يجبه وصلى أبي فخفف ثم انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال السلام عليك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وعليك السلام ما منعك يا أبي أن تجيبني إذ دعوتك فقال يا رسول الله إني كنت في الصلاة

قال فلم تجد فيما أوحى الله إلي

 

أن استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم قال بلى ولا أعود إن شاء الله

قال أتحب أن أعلمك سورة لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها قال نعم يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كيف تقرأ في الصلاة قال فقرأ أم القرآن فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها وإنها سبع من المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ورواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم باختصار عن أبي هريرة عن أبي وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم

2239 - وعن أنس رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه و سلم في مسير فنزل ونزل رجل إلى جانبه قال فالتفت النبي صلى الله عليه و سلم فقال ألا أخبرك بأفضل القرآن قال بلى

فتلا الحمد لله رب العالمين الفاتحة 2 رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

2240 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل

وفي رواية فنصفها لي ونصفها لعبدي فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي فإذا قال الرحمن الرحيم قال أثنى علي عبدي فإذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي فإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين

قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل

رواه مسلم

قوله قسمت الصلاة يعني القراءة بدليل تفسيره بها وقد تسمى القراءة صلاة لكونها جزءا من أجزائها والله أعلم

 

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما جبرائيل عليه السلام قاعد عند النبي صلى الله عليه و سلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال هذا باب من السماء فتح لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك فقال هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم وقال أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته

رواه مسلم والنسائي والحاكم وقال صحيح على شرطهما

النقيض بالمعجمة هو الصوت

2242 - وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أعطيت مكان التوراة السبع وأعطيت مكان الزبور المئين وأعطيت مكان الإنجيل المثاني وفضلت بالمفصل

رواه أحمد وفي إسناده عمران القطان

6 - الترغيب في قراءة سورة البقرة وآل عمران وما جاء فيمن قرأ آخر آل عمران فلم يتفكر فيها

2243 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة

رواه مسلم والنسائي والترمذي

2244 - وعن معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال البقرة سنام القرآن وذروته نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا واستخرجت الله لا إله إلا هو الحي القيوم البقرة 552 من تحت العرش فوصلت بها أو فوصلت بسورة البقرة ويس قلب القرآن لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له

رواه أحمد عن رجل عن معقل وروى أبو داود والنسائي وابن ماجه منه ذكر يس

2245 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما جبرائيل عليه السلام قاعد عند النبي صلى الله عليه و سلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال هذا باب من السماء فتح لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك فقال هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم وقال

 

أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته

رواه مسلم والنسائي والحاكم وتقدم

2246 - وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لاصحابه

اقرؤوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة

قال معاوية بن سلام بلغني أن البطلة السحرة

رواه مسلم

الغيايتان مثنى غياية بغين معجمة وياءين مثناتين تحت وهي كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه كالسحابة والغاشية ونحوهما

وفرقان أي قطعتان

2247 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لكل شيء سنام وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن

رواه الترمذي عن حكيم بن جبير عن أبي صالح عن أبي هريرة وقال حديث غريب

ورواه الحاكم من هذه الطريق أيضا ولفظه سورة البقرة فيها آية سيدة آي القرآن لا تقرأ في بيت وفيه شيطان إلا خرج منه آية الكرسي

وقال صحيح الإسناد

2248 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة من قرأها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام

رواه ابن حبان في صحيحه

2249 - وعن عبد الله رضي الله عنه قال اقرؤوا سورة البقرة في بيوتكم فإن الشيطان لا يدخل بيتا يقرأ فيه سورة البقرة

رواه الحاكم موقوفا هكذا وقال صحيح على شرطهما

ورواه عن زائدة عن عاصم بن أبي النجود عن أبي الأحوص عن عبد الله فرفعه

قال الحافظ وهذا إسناد حسن بما تقدم والله أعلم

 

وعن أسيد بن حضير رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله بينما أنا أقرأ الليلة سورة البقرة إذ سمعت وجبة من خلفي فظننت أن فرسي انطلق فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اقرأ أبا عتيك فالتفت فإذا مثل المصباح مدلى بين السماء والأرض ورسول الله صلى الله عليه و سلم يقول اقرأ أبا عتيك فقال يا رسول الله فما استطعت أن أمضي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم تلك الملائكة تنزلت لقراءة سورة البقرة أما إنك لو مضيت لرأيت العجائب

رواه ابن حبان في صحيحه ورواه البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد بنحوه وتقدم

2251 - وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد

قال كأنهما غمامتان أو ظلتان سودوان بينهما شرق أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن صاحبهما

رواه مسلم والترمذي وقال حديث حسن غريب

ومعنى هذا الحديث عند أهل العلم أنه يجيء ثواب قراءته كذا فسر بعض أهل العلم هذا الحديث وما يشبه من الأحاديث أنه يجيء ثواب قراءة القرآن وفي حديث نواس يعني هذا ما يدل على ما فسروا إذ قال وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا ففي هذا دلالة على أنه يجيء ثواب العمل انتهى

قوله بينهما شرق هو بفتح المعجمة وقد تكسر وبسكون الراء بعدهما قاف أي بينهما فرق يضيء

2252 - وعن ابن بريدة عن أبيه رضي الله عنه مرفوعا تعلموا البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان يظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف

رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

2253 - وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة لا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان

رواه الترمذي واللفظ له وقال حديث حسن غريب

 

والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم إلا أن عنده ولا يقرآن في بيت فيقربه شيطان ثلاث ليال

وقال صحيح على شرط مسلم

2254 - وعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهن وعلموهن نساءكم وأبناءكم فإنهما صلاة وقرآن ودعاء

رواه الحاكم وقال صحيح على شرط البخاري

قال الحافظ معاوية بن صالح لم يحتج به البخاري إنما احتج به مسلم ويأتي الكلام عليه ورواه أبو داود في مراسيله عن جبير بن نفير

2255 - وعن عبيد بن عمير رضي الله عنه أنه قال لعائشة رضي الله عنها أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فسكتت ثم قالت لما كان ليلة من الليالي قال يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي

قلت والله إني أحب قربك وأحب ما يسرك

قالت فقام فتطهر ثم قام يصلي

قالت فلم يزل يبكي حتى بل حجره

قالت وكان جالسا فلم يزل يبكي صلى الله عليه و سلم حتى بل لحيته

قالت ثم بكى حتى بل الأرض فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال يا رسول الله تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا

لقد نزلت علي الليلة آية ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها إن في خلق السموات والأرض البقرة 461 الآية كلها

رواه ابن حبان في صحيحه وغيره

2256 - وروى ابن أبي الدنيا عن سفيان يرفعه قال من قرأ آخر آل عمران ولم يتفكر فيها ويله فعد بأصابعه عشرا

7 - الترغيب في قراءة آية الكرسي وما جاء في فضلها

2257 - عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه كانت له سهوة فيها تمر وكانت تجيء الغول فتأخذ منه

قال فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه و سلم

فقال اذهب فإذا رأيتها فقل باسم الله أجيبي رسول الله قال فأخذها فحلفت أن لا تعود فأرسلها فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما فعل

 

أسيرك قال حلفت أن لا تعود

قال كذبت وهي معاودة للكذب

قال فأخذها مرة أخرى فحلفت أن لا تعود فأرسلها فجاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال ما فعل أسيرك قال حلفت أن لا تعود فقال كذبت وهي معاودة للكذب فأخذها فقال ما أنا بتاركك حتى أذهب بك إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقالت إني ذاكرة لك شيئا آية الكرسي اقرأها في بيتك فلا يقربك شيطان ولا غيره فجاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال ما فعل أسيرك قال فأخبره بما قالت

قال صدقت وهي كذوب

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب وتقدم حديث أبي هريرة فيما يقوله إذا أوى إلى فراشه وستأتي أحاديث في فضلها فيما يقوله دبر الصلوات إن شاء الله

السهوة بفتح السين المهملة هي الطاق في الحائط يوضع فيها الشيء وقيل هي الصفة وقيل المخدع بين البيتين وقيل هو شيء شبيه بالرف وقيل بيت صغير كالخزانة الصغيرة

قال المملي كل واحد من هؤلاء يسمى السهوة ولفظ الحديث يحتمل الكل ولكن ورد في بعض طرق هذا الحديث ما يرجح الأول

والغول بضم الغين المعجمة هو شيطان يأكل الناس وقيل هو من يتلون من الجن

2258 - وعن أبي بن كعب رضي الله عنه أن أباه أخبره أنه كان لهم جرين فيه تمر وكان مما يتعاهد فيجده ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة كهيئة الغلام المحتلم

قال فسلم فرد عليه السلام فقلت ما أنت جن أم إنس قال جن فقلت ناولني يدك فإذا يد كلب وشعر كلب فقلت هذا خلق الجن فقال لقد علمت الجن أن ما فيهم من هو أشد مني فقلت ما يحملك على ما صنعت قال بلغني أنك تحب الصدقة فأحببت أن أصيب من طعامك فقلت ما الذي يحرزنا منكم قال هذه الآية آية الكرسي

قال فتركته وغدا أبي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره فقال صدق الخبيث

رواه ابن حبان في صحيحه وغيره

الجرين بفتح الجيم وكسر الراء هو البيدر

2259 - وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا المنذر أتدري

 

أي آية من كتاب الله معك أعظم قال قلت الله ورسوله أعلم قال يا أبا المنذر أي آية من كتاب الله معك أعظم قلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم البقرة 552

قال فضرب في صدري وقال ليهنك العلم أبا المنذر

رواه مسلم وأبو داود

ورواه أحمد وابن أبي شيبة في كتابه بإسناد مسلم وزاد والذي نفسي بيده إن لهذه الآية لسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش

وتقدم حديث أبي هريرة لكل شيء سنام وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن

ولفظ الحاكم سورة البقرة فيها آية سيدة آي القرآن لا تقرأ في بيت وفيه شيطان إلا خرج منه آية الكرسي

8 - الترغيب في قراءة سورة الكهف أو عشر من أولها أو عشر من آخرها

2260 - عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال من حفظ عشر آيات من سورة الكهف عصم من الدجال

رواه مسلم واللفظ له وأبو داود والنسائي وعندهما عصم من فتنة الدجال

وهو كذا في بعض نسخ مسلم

وفي رواية لمسلم وأبي داود من آخر سورة الكهف

وفي رواية للنسائي من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف

ورواه الترمذي ولفظه من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال

2261 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من قرأ الكهف كما أنزلت كانت له نورا يوم القيامة من مقامه إلى مكة

ومن قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج

 

الدجال لم يسلط عليه ومن توضأ ثم قال سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم القيامة

رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم وذكر أن ابن مهدي وقفه على الثوري عن أبي هاشم الروماني

قال الحافظ وتقدم باب في فضل قراءتها يوم الجمعة وليلة الجمعة في كتاب الجمعة

9 - الترغيب في قراءة سورة يس وما جاء في فضلها

2262 - عن معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قلب القرآن يس لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر الله له اقرؤوها على موتاكم

رواه أحمد وأبو داود والنسائي واللفظ له وابن ماجه والحاكم وصححه

2262 - عن معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قلب القرآن يس لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر الله له اقرؤوها على موتاكم

رواه أحمد وأبو داود والنسائي واللفظ له وابن ماجه والحاكم وصححه

2263 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لكل شيء قلبا وقلب القرآن يس ومن قرأ يس كتب الله بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات

زاد في رواية دون يس

رواه الترمذي وقال حديث غريب

2264 - وعن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له

رواه مالك وابن السني وابن حبان في صحيحه

قال المملي رضي الله عنه ويأتي في باب ما يقوله بالليل والنهار غير مختص بصباح ولا مساء ذكر سورة الدخان

10 - الترغيب في قراءة سورة تبارك الذي بيده الملك

2265 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي تبارك الذي بيده الملك

رواه أبو داود والترمذي وحسنه

 

واللفظ له والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد

2266 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم خباءه على قبر وهو لا يحسب أنه قبر فإذا قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله ضربت خبائي على قبر وأنا لا أحسب أنه قبر فإذا قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها فقال النبي صلى الله عليه و سلم هي المانعة

هي المنجية تنجيه من عذاب القبر

رواه الترمذي وقال حديث غريب

2267 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وددت أنها في قلب كل مؤمن يعني تبارك الذي بيده الملك

رواه الحاكم وقال هذا إسناده عند اليمانيين صحيح

2268 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال يؤتى الرجل في قبره فتؤتى رجلاه فتقول ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ سورة الملك ثم يؤتى من قبل صدره أو قال بطنه فيقول ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ في سورة الملك ثم يؤتى من قبل رأسه فيقول ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ في سورة الملك فهي المانعة تمنع عذاب القبر وهي في التوراة سورة الملك من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطيب

رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد وهو في النسائي مختصر من قرأ تبارك الذي بيده الملك كل ليلة منعه الله عز و جل بها من عذاب القبر وكنا في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم نسميها المانعة وإنها في كتاب الله عز و جل سورة من قرأ بها في كل ليلة فقد أكثر وأطاب

11 - الترغيب في قراءة إذا الشمس كورت وما يذكر معها

2269 - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي العين فليقرأ إذا الشمس كورت و إذا السماء انفطرت و إذا السماء انشقت

رواه الترمذي وغيره

قال المملي رضي الله عنه لم يصف الترمذي هذا الحديث بحسن ولا بغرابة

12 - الترغيب في قراءة إذا زلزلت وما يذكر معها

2270 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا زلزلت تعدل نصف القرآن و قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن و قل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن

 

وإسناده متصل ورواته ثقات مشهورون ورواه الحاكم وقال صحيح الإسناد

رواه الترمذي والحاكم كلاهما عن يمان بن المغيرة العنزي حدثنا عطاء عن ابن عباس وقال الترمذي حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يمان بن المغيرة وقال الحاكم صحيح الإسناد

2271 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لرجل من أصحابه هل تزوجت يا فلان قال لا والله يا رسول الله ولا عندي ما أتزوج به قال أليس معك قل هو الله أحد قال بلى

قال ثلث القرآن

قال أليس معك إذا جاء نصر الله والفتح قال بلى

قال ربع القرآن

قال أليس معك قل يا أيها الكافرون قال بلى

قال ربع القرآن

قال أليس معك إذا زلزلت الأرض قال بلى

قال ربع القرآن تزوج تزوج

رواه الترمذي عن سلمة بن وردان عن أنس وقال هذا حديث حسن انتهى

وقد تكلم في هذا الحديث مسلم في كتاب التمييز وسلمة يأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى

13 - الترغيب في قراءة ألهاكم التكاثر

2272 - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يستطيع أحدكم أن يقرأ ألف آية كل يوم قالوا ومن يستطيع ذلك قال أما يستطيع أحدكم أن يقرأ ألهاكم التكاثر

رواه الحاكم عن عقبة بن محمد عن نافع عن ابن عمر ورجال إسناده ثقات إلا أن عقبة لا أعرفه

2273 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فسمع رجلا يقرأ قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وجبت

 

الترغيب في قراءة قل هو الله أحد فسألته ماذا يا رسول الله فقال الجنة فقال أبو هريرة فأردت أن أذهب إلى الرجل فأبشره ثم فرقت أن يفوتني الغداء مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم ذهبت إلى الرجل فوجدته قد ذهب

رواه مالك واللفظ له والترمذي وليس عنده قول أبي هريرة فأردت إلى آخره وقال حديث حسن صحيح غريب والنسائي والحاكم وقال صحيح الإسناد

فرقت بكسر الراء أي خفت

2274 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم احشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن فحشد من حشد ثم خرج النبي صلى الله عليه و سلم فقرأ قل هو الله أحد ثم دخل

فقال بعضنا لبعض إنا نرى هذا خبرا جاءه من السماء فذلك الذي أدخله ثم خرج نبي الله صلى الله عليه و سلم فقال إني قلت لكم سأقرأ عليكم ثلث القرآن ألا إنها تعدل ثلث القرآن

رواه مسلم والترمذي

2275 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن

قالوا وكيف يقرأ ثلث القرآن قال قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن

وفي رواية قال إن الله عز و جل جزأ القرآن بثلاثة أجزاء فجعل قل هو الله أحد جزءا من أجزاء القرآن

رواه مسلم

2276 - وعن أبي أيوب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن من قرأ الله الواحد الصمد فقد قرأ ثلث القرآن

رواه الترمذي وقال حديث حسن

2277 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجلا سمع رجلا يقرأ

 

قل هو الله أحد يرددها فلما أصبح جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك له وكان الرجل يتقالها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن

رواه مالك والبخاري وأبو داود والنسائي

قال الحافظ والرجل القارىء هو قتادة بن النعمان أخو أبي سعيد الخدري من أمه

2278 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لرجل من أصحابه هل تزوجت قال لا والله يا رسول الله

وما عندي ما أتزوج به قال أليس معك قل هو الله أحد قال بلى

قال ثلث القرآن

رواه الترمذي وقال حديث حسن وتقدم

2279 - وروي عن معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قرأ قل هو الله أحد حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة فقال عمر بن الخطاب إذا نستكثر يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم الله أكثر وأطيب

رواه أحمد

2280 - وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لاصحابه في صلاتهم فيختم ب قل هو الله أحد فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال سلوه لاي شيء يصنع ذلك فسألوه فقال لانها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها فقال النبي صلى الله عليه و سلم أخبروه أن الله يحبه

رواه البخاري ومسلم والنسائي

2281 - ورواه البخاري أيضا والترمذي عن أنس أطول منه وقال في آخره فلما أتاهم النبي صلى الله عليه و سلم أخبروه الخبر فقال يا فلان ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك وما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة فقال إني أحبها فقال حبك إياها أدخلك الجنة

قال الحافظ وفي باب ما يقوله دبر الصلوات وغيره أحاديث من هذا الباب وتقدم أيضا أحاديث تتضمن فضلها في أبواب متفرقة

2282 - عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس

 

الترغيب في قراءة المعوذتين

رواه مسلم والترمذي والنسائي وأبو داود ولفظه قال كنت أقود برسول الله صلى الله عليه و سلم في السفر فقال يا عقبة ألا أعلمك خير سورتين قرئتا فعلمني قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس

فذكر الحديث

2283 - وفي رواية لابي داود قال بينما أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يتعوذ بأعوذ برب الفلق وأعوذ برب الناس ويقول يا عقبة تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما

قال وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة

2284 - ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه قلت يا رسول الله أقرئني آيا من سورة هود وآيا من سورة يوسف فقال النبي صلى الله عليه و سلم يا عقبة بن عامر إنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله ولا أبلغ عنده من أن تقرأ قل أعوذ برب الفلق

فإن استطعت أن لا تفوتك في الصلاة فافعل

ورواه الحاكم بنحو هذه

وقال صحيح الإسناد وليس عندهما ذكر قل أعوذ برب الناس

2285 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اقرأ يا جابر فقلت وما أقرأ بأبي أنت وأمي قال قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس فقرأتهما فقال اقرأ بهما ولن تقرأ بمثلهما

رواه النسائي وابن حبان في صحيحه وسيأتي ذكرهما في غير هذا الباب إن شاء الله تعالى

كتاب الذكر والدعاء الترغيب في الإكثار من ذكر الله سرا وجهرا والمداومة عليه وما جاء فيمن لم يكثر ذكر الله تعالى

2286 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الله أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة

رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه

ورواه أحمد بنحوه بإسناد صحيح وزاد في آخره قال قتادة والله أسرع بالمغفرة

2287 - وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الله جل ذكره لا يذكرني عبد في نفسه إلا ذكرته في ملإ من ملائكتي ولا يذكروني في ملإ إلا ذكرته في الملا الأعلى

رواه الطبراني بإسناد حسن

2288 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال قال الله تبارك وتعالى يا ابن آدم إذا ذكرتني خاليا ذكرتك خاليا وإذا ذكرتني في ملإ ذكرتك في ملإ خير من الذين تذكرني فيهم

رواه البزار بإسناد صحيح

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الله عز و جل يقول أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحركت بي شفتاه

رواه ابن ماجه واللفظ له وابن حبان في صحيحه

2290 - وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت فأخبرني بشيء أتشبث به قال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله

رواه الترمذي واللفظ له وقال حديث حسن غريب وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد

أتشبث به أي أتعلق

2291 - وعن مالك بن يخامر أن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال لهم إن آخر كلام فارقت عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم أن قلت أي الأعمال أحب إلى الله قال أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله

رواه ابن أبي الدنيا والطبراني واللفظ له والبزار إلا أنه قال أخبرني بأفضل الأعمال وأقربها إلى الله

وابن حبان في صحيحه

2292 - وعن أبي المخارق رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم مررت ليلة أسري بي برجل مغيب في نور العرش

قلت من هذا أهذا ملك قيل لا قلت نبي قيل لا

قلت من هو قال هذا رجل كان في الدنيا لسانه رطب من ذكر الله وقلبه معلق بالمساجد ولم يستسب لوالديه

رواه ابن أبي الدنيا هكذا مرسلا

2293 - وعن سالم بن أبي الجعد رضي الله عنه قال قيل لابي الدرداء رضي الله عنه إن رجلا أعتق مائة نسمة قال إن مائة نسمة من مال رجل لكثير وأفضل من ذلك إيمان ملزوم بالليل والنهار وأن لا يزال لسان أحدكم رطبا من ذكر الله

رواه ابن أبي الدنيا موقوفا بإسناد حسن

2294 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير من إنفاق الذهب والورق

 

وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا بلى

قال ذكر الله

قال معاذ بن جبل ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله

رواه أحمد بإسناد حسن وابن أبي الدنيا والترمذي وابن ماجه والحاكم والبيهقي وقال الحاكم صحيح الإسناد ورواه أحمد أيضا من حديث معاذ بإسناد جيد إلا أن فيه انقطاعا

2295 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يقول إن لكل شيء صقالة وإن صقالة القلوب ذكر الله وما من شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله

قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال ولو أن يضرب بسيفه حتى ينقطع

رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي من رواية سعيد بن سنان واللفظ له

2296 - وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل أي العباد أفضل درجة عند الله يوم القيامة قال الذاكرون الله كثيرا

قال قلت يا رسول الله ومن الغازي في سبيل الله قال لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختصب دما لكان الذاكرون الله كثيرا أفضل منه درجة

رواه الترمذي وقال حديث غريب

ورواه البيهقي مختصرا

قال قيل يا رسول الله أي الناس أعظم درجة قال الذاكرون الله

2297 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من عجز منكم عن الليل أن يكابده وبخل بالمال أن ينفقه وجبن عن العدو أن يجاهده فليكثر ذكر الله

رواه الطبراني والبزار واللفظ له وفي سنده أبو يحيى القتات وبقيته محتج بهم في الصحيح ورواه البيهقي من طريقه أيضا

2298 - وعن جابر رضي الله عنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال ما عمل آدمي عملا أنجى له من العذاب من ذكر الله تعالى

قيل ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع

رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجالهما رجال الصحيح

 

وعن الحارث الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله أوحى إلى يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فكأنه أبطأ بهن فأتاه عيسى فقال إن الله أمرك بخمس كلمات أن تعمل بهن وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فإما أن تخبرهم وإما أن أخبرهم فقال يا أخي لا تفعل فإني أخاف إن سبقتني بهن أن يخسف بي أو أعذب

قال فجمع بني إسرائيل ببيت المقدس حتى امتلأ المسجد وقعدوا على الشرفات ثم خطبهم فقال إن الله أوحى إلي بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن أولاهن لا تشركوا بالله شيئا فإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق ثم أسكنه دارا

فقال اعمل وارفع إلي فجعل يعمل ويرفع إلى غير سيده فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك فإن الله خلقكم ورزقكم فلا تشركوا به شيئا وإذا قمتم إلى الصلاة فلا تلتفتوا فإن الله يقبل بوجهه إلى وجه عبده ما لم يلتفت وأمركم بالصيام ومثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة مسك كلهم يحب أن يجد ريحها وإن الصيام أطيب عند الله من ريح المسك

وأمركم بالصدقة ومثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه وقربوه ليضربوا عنقه فجعل يقول هل لكم أن أفدي نفسي منكم وجعل يعطي القليل والكثير حتى فدى نفسه

وأمركم بذكر الله كثيرا ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره حتى أتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه وكذلك العبد لا ينجو من الشيطان إلا بذكر الله

الحديث رواه الترمذي والنسائي ببعضه وابن خزيمة في صحيحه واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري ومسلم

وقال الترمذي حديث حسن صحيح

2300 - وعن ثوبان رضي الله عنه قال لما نزلت والذين يكنزون الذهب والفضة التوبة 43 قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض أسفاره فقال بعض أصحابه أنزلت في الذهب والفضة لو علمنا أي المال خير فنتخذه

فقال أفضله لسان ذاكر وقلب شاكر وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه

رواه الترمذي واللفظ له وابن ماجه وقال الترمذي حديث حسن

 

2301 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال أربع من أعطيهن فقد أعطي خيري الدنيا والآخرة قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا وبدنا على البلاء صابرا وزوجة لا تبغيه حوبا في نفسها وماله

رواه الطبراني بإسناد جيد

2302 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ليذكرن الله أقوام في الدنيا على الفرش الممهدة يدخلهم الدرجات العلى

رواه ابن حبان في صحيحه من طريق دراج عن أبي الهيثم

2303 - وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر الله مثل الحي والميت

رواه البخاري ومسلم إلا أنه قال مثل البيت الذي يذكر الله فيه

2304 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون

رواه أحمد وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد

2305 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اذكروا الله ذكرا يقول المنافقون إنكم مراؤون

رواه الطبراني ورواه البيهقي عن أبي الجوزاء مرسلا

2306 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان فقال سيروا هذا جمدان سبق المفردون

قالوا وما المفردون يا رسول الله قال الذاكرون الله كثيرا

رواه مسلم واللفظ له والترمذي ولفظه يا رسول الله وما المفردون قال المستهترون بذكر الله يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون الله يوم القيامة خفافا

المفردون بفتح الفاء وكسر الراء

والمستهترون بفتح التاءين المثناتين فوق

 

هم المولعون بالذكر المداومون عليه

لا يبالون ما قيل فيهم ولا ما فعل بهم

2307 - وروي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم فإن ذكر الله خنس وإن نسي التقم قلبه

رواه ابن أبي الدنيا وأبو يعلى والبيهقي

خطمه بفتح الخاء المعجمة وسكون الطاء المهملة هو فمه

2308 - وروي عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من يوم وليلة إلا ولله عز و جل فيه صدقة يمن بها على من يشاء من عباده وما من الله على عبد بأفضل من أن يلهمه ذكره

رواه ابن أبي الدنيا

2309 - وروي عن معاذ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أن رجلا سأله فقال أي المجاهدين أعظم أجرا قال أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا قال فأي الصالحين أعظم أجرا قال أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا ثم ذكر الصلاة والزكاة والحج والصدقة كل ذلك ورسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا فقال أبو بكر لعمر يا أبا حفص ذهب الذاكرون بكل خير فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أجل

رواه أحمد والطبراني

2310 - وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو أن رجلا في حجره دراهم يقسمها وآخر يذكر الله كان الذاكر لله أفضل

وفي رواية ما صدقة أفضل من ذكر الله

رواهما الطبراني ورواتهما حديثهم حسن

2311 - وعن أم أنس رضي الله عنها أنها قالت يا رسول الله أوصني قال اهجري المعاصي فإنها أفضل الهجرة وحافظي على الفرائض فإنها أفضل الجهاد وأكثري من ذكر الله فإنك لا تأتين الله بشيء أحب إليه من كثرة ذكره

رواه الطبراني بإسناد جيد

وفي رواية لهما عن أم أنس واذكري الله كثيرا فإنه أحب الأعمال إلى الله أن تلقاه بها

قال الطبراني أم أنس هذه يعني الثانية ليست أم أنس بن مالك

 

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله تعالى فيها

رواه الطبراني عن شيخه محمد بن إبراهيم الصوري ولا يحضرني فيه جرح ولا عدالة وبقية إسناده ثقات معروفون ورواه البيهقي بأسانيد أحدها جيد

2313 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لم يكثر ذكر الله فقد برىء من الإيمان

رواه الطبراني في الأوسط والصغير وهو حديث غريب

2314 - وروي عنه رضي الله عنه أيضا عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الله يقول يا ابن آدم إنك إذا ذكرتني شكرتني وإذا نسيتني كفرتني

رواه الطبراني في الأوسط

2 - الترغيب في حضور مجالس الذكر والاجتماع على ذكر الله تعالى

2316 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا

قال فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم ما يقول عبادي قال يقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك

قال فيقول هل رأوني قال فيقولون لا والله يا رب ما رأوك قال فيقول فكيف لو رأوني قال يقولون لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدا وأكثر لك تسبيحا

قال فيقول فما يسألوني قال يقولون يسألونك الجنة قال فيقول وهل رأوها قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها

قال فيقول فكيف لو رأوها قال يقولون لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة

قال فمم يتعوذون قال يتعوذون من النار

قال فيقول وهل رأوها قال يقولون لا والله ما رأوها

قال فيقول فكيف لو رأوها قال يقولون لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة

 

قال فيقول أشهدكم أني قد غفرت لهم قال يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة

قال هم القوم لا يشقى بهم جليسهم

رواه البخاري واللفظ له ومسلم

ولفظه قال إن لله تبارك وتعالى ملائكة سيارة فضلاء يبتغون مجالس الذكر فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم وحف بعضهم بعضا بأجنحتهم حتى يملؤوا ما بينهم وبين السماء فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء

قال فيسألهم الله عز و جل وهو أعلم من أين جئتم فيقولون جئنا من عند عبادك في الأرض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك

قال فما يسألوني قالوا يسألونك جنتك

قال وهل رأوا جنتي قالوا لا يا رب

قال وكيف لو رأوا جنتي قالوا ويستجيرونك قال ومم يستجيروني قالوا من نارك يا رب

قال وهل رأوا ناري قالوا لا يا رب

قال فكيف لو رأوا ناري قالوا ويستغفرونك

قال فيقول قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا

قال يقولون رب فيهم فلان عبد خطاء إنما مر فجلس معهم قال فيقول وله غفرت هم القوم لا يشقى بهم جليسهم

2317 - وعن معاوية رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج على حلقة من أصحابه فقال ما أجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن به علينا

قال آلله ما أجلسكم إلا ذلك قالوا آلله ما أجلسنا إلا ذلك قال أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكنه أتاني جبرائيل فأخبرني أن الله عز و جل يباهي بكم الملائكة

رواه مسلم والترمذي والنسائي

2318 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يقول الله عز و جل يوم القيامة سيعلم أهل الجمع من أهل الكرم فقيل ومن أهل الكرم يا رسول الله قال أهل مجالس الذكر

رواه أحمد وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه والبيهقي وغيرهم

 

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان عبد الله بن رواحة إذا لقي الرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال تعال نؤمن بربنا ساعة فقال ذات يوم لرجل فغضب الرجل فجاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله ألا ترى إلى ابن رواحة يرغب عن إيمانك إلى إيمان ساعة فقال النبي صلى الله عليه و سلم يرحم الله ابن رواحة إنه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة

رواه أحمد بإسناد حسن

2320 - وعنه أيضا رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله عز و جل لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا ناداهم مناد من السماء أن قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات

رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح إلا ميمون المرائي وأبو يعلى والبزار والطبراني ورواه البيهقي من حديث عبد الله بن مغفل

2321 - ورواه الطبراني عن سهل ابن الحنظلية رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما جلس قوم مجلسا يذكرون الله عز و جل فيه فيقومون حتى يقال لهم قوموا قد غفر الله لكم وبدلت سيئاتكم حسنات

2322 - وروي عن أنس رضي الله عنه أيضا عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن لله سيارة من الملائكة يطلبون حلق الذكر فإذا أتوا عليهم حفوا بهم ثم يقفون وأيديهم إلى السماء إلى رب العزة تبارك وتعالى فيقولون ربنا أتينا على عباد من عبادك يعظمون آلاءك ويتلون كتابك ويصلون على نبيك محمد صلى الله عليه و سلم ويسألونك لآخرتهم ودنياهم فيقول الله تبارك وتعالى غشوهم رحمتي فهم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم

رواه البزار

2323 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال مر النبي صلى الله عليه و سلم بعبد الله بن رواحة وهو يذكر أصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أما إنكم الملأ الذين أمرني الله أن أصبر نفسي معكم ثم تلا هذه الآية واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي إلى قوله وكان أمره فرطا الكهف 82 أما إنه ما جلس عدتكم إلا جلس معهم عدتهم من الملائكة إن سبحوا الله تعالى سبحوه وإن حمدوا الله حمدوه وإن كبروا الله كبروه ثم

 

يصعدون إلى الرب جل ثناؤه وهو أعلم بهم فيقولون يا ربنا عبادك سبحوك فسبحنا وكبروك فكبرنا وحمدوك فحمدنا فيقول ربنا جل جلاله يا ملائكتي أشهدكم أني قد غفرت لهم فيقولون فيهم فلان وفلان الخطاء فيقول هم القوم لا يشقى بهم جليسهم

رواه الطبراني في الصغير

2324 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قلت يا رسول الله ما غنيمة مجالس الذكر قال غنيمة مجالس الذكر الجنة

رواه أحمد بإسناد حسن

2325 - وعن جابر رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا أيها الناس إن لله سرايا من الملائكة تحل وتقف على مجالس الذكر في الأرض فارتعوا في رياض الجنة قالوا وأين رياض الجنة قال مجالس الذكر فاغدوا أو روحوا في ذكر الله وذكروه أنفسكم من كان يحب أن يعلم منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله عنده فإن الله ينزل العبد منه حيث أنزله من نفسه

رواه ابن أبي الدنيا وأبو يعلى والبزار والطبراني والحاكم والبيهقي وقال الحاكم صحيح الإسناد

قال المملي رضي الله عنه في أسانيدهم كلها عمر مولى عفرة ويأتي الكلام عليه وبقية أسانيدهم ثقات مشهورون محتج بهم والحديث حسن والله أعلم

الرتع هو الأكل والشرب في خصب وسعة

2326 - وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغشى بياض وجوههم نظر الناظرين يغبطهم النبيون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله عز و جل

قيل يا رسول الله من هم قال هم جماع من نوازع القبائل يجتمعون على ذكر الله فينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكل التمر أطايبه

رواه الطبراني وإسناده مقارب لا بأس به

جماع بضم الجيم وتشديد الميم أي أخلاط من قبائل شتى ومواضع مختلفة

ونوازع جمع نازع وهو الغريب ومعناه أنهم لم يجتمعوا لقرابة بينهم ولا نسب ولا معرفة وإنما اجتمعوا لذكر الله لا غير

 

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليبعثن الله أقواما يوم القيامة في وجوههم النور على منابر اللؤلؤ يغبطهم الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء

قال فجثا أعرابي على ركبتيه فقال يا رسول الله حلهم لنا نعرفهم قال هم المتحابون في الله من قبائل شتى وبلاد شتى يجتمعون على ذكر الله يذكرونه

رواه الطبراني بإسناد حسن

2328 - وعن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده

رواه مسلم والترمذي وابن ماجه

2329 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا

قالوا وما رياض الجنة قال حلق الذكر

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

الترهيب من أن يجلس الإنسان مجلسا لا يذكر الله فيه ولا يصلى على نبيه محمد صلى الله عليه و سلم

2330 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم

رواه أبو داود والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن ورواه بهذا اللفظ ابن أبي الدنيا والبيهقي

ولفظ أبي داود قال من قعد مقعدا لم يذكر الله فيه كان عليه من الله ترة ومن اضطجع مضجعا لا يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة وما مشى أحد ممشى لا يذكر الله

 

فيه إلا كان عليه من الله ترة

ورواه أحمد وابن أبي الدنيا والنسائي وابن حبان في صحيحه كلهم بنحو أبي داود

الترة بكسر التاء المثناة فوق وتخفيف الراء هي النقص وقيل التبعة

2331 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما قعد قوم مقعدا لم يذكروا الله عز و جل فيه ويصلون على النبي صلى الله عليه و سلم إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة وإن دخلوا الجنة للثواب

رواه أحمد بإسناد صحيح وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري

2332 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان عليهم حسرة يوم القيامة

رواه أبو داود والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

2333 - وعن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من قوم اجتمعوا في مجلس فتفرقوا ولم يذكروا الله إلا كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة

رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبيهقي ورواة الطبراني محتج بهم في الصحيح

4 - الترغيب في كلمات يكفرن لغط المجلس

2334 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من جلس مجلسا كثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك

رواه أبو داود والترمذي

 

واللفظ له والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال الترمذي حديث حسن صحيح غريب

2335 - وعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا جلس مجلسا يقول بآخره إذا أراد أن يقوم من المجلس سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك فقال رجل يا رسول الله إنك لتقول قولا ما كنت تقوله فيما مضى فقال كفارة لما يكون في المجلس

رواه أبو داود

2336 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا جلس مجلسا أو صلى تكلم بكلمات فسألته عائشة عن الكلمات فقال إن تكلم بخير كان طابعا عليهن إلى يوم القيامة وإن تكلم بشر كان كفارة له سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

رواه ابن أبي الدنيا والنسائي واللفظ لهما والحاكم والبيهقي

2337 - وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال سبحان الله وبحمده سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك فقالها في مجلس ذكر كان كالطابع يطبع عليه ومن قالها في مجلس لغو كان كفارة له

رواه النسائي والطبراني ورجالهما رجال الصحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

2338 - ورواه ابن أبي الدنيا ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا جلس أحدكم في مجلس فلا يبرحن منه حتى يقول ثلاث مرات سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت اغفر لي وتب علي فإن كان أتى خيرا كان كالطابع عليه وإن كان مجلس لغو كان كفارة لما كان في ذلك المجلس

2339 - وعن رافع بن خديج رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم بأخره إذا اجتمع إليه أصحابه فأراد أن ينهض قال سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت

 

قال قلنا يا رسول الله صلى الله عليه و سلم إن هذه كلمات أحدثتهن قال أجل جاءني جبرائيل فقال يا محمد هن كفارات المجلس

رواه النسائي واللفظ له والحاكم وصححه ورواه الطبراني في الثلاثة باختصار بإسناد جيد

بأخره بفتح الهمزة والخاء المعجمة جميعا غير ممدود أي بآخر أمره

2340 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما أنه قال كلمات لا يتكلم بهن أحد في مجلس حق أو مجلس باطل عند قيامه ثلاث مرات إلا كفر بهن عنه ولا يقولهن في مجلس خير ومجلس ذكر إلا ختم الله له بهن كما يختم بالخاتم على الصحيفة سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه

5 - الترغيب في قول لا إله إلا الله وما جاء في فضلها

2341 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه

رواه البخاري

2342 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من عمل

زاد عبادة من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء

رواه البخاري واللفظ له ومسلم

 

وفي رواية لمسلم والترمذي سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرم الله عليه النار

2344 - وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم ومعاذ رديفه على الرحل قال يا معاذ بن جبل قال لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثا

قال ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار

قال يا رسول الله أفلا أخبر به الناس فيستبشروا قال إذا يتكلوا وأخبر بها معاذ عند موته تأثما

رواه البخاري ومسلم

تأثما أي تحرجا من الإثم وخوفا منه أن يلحقه إن كتمه

قال المملي عبد العظيم وقد ذهب طوائف من أساطين أهل العلم إلى أن مثل هذه الإطلاقات التي وردت فيمن قال لا إله إلا الله دخل الجنة أو حرم الله عليه النار

ونحو ذلك إنما كان في ابتداء الإسلام حين كانت الدعوة إلى مجرد الإقرار بالتوحيد فلما فرضت الفرائض وحدت الحدود نسخ ذلك والدلائل على هذا كثيرة متظاهرة وقد تقدم غير ما حديث يدل على ذلك في كتاب الصلاة والزكاة والصيام والحج ويأتي أحاديث أخر متفرقة إن شاء الله وإلى هذا القول ذهب الضحاك والزهري وسفيان الثوري وغيرهم وقالت طائفة أخرى لا احتياج إلى ادعاء النسخ في ذلك فإن كل ما هو من أركان الدين وفرائض الإسلام هو من لوازم الإقرار بالشهادتين وتتماته فإذا أقر ثم امتنع عن شيء من الفرائض جحدا أو تهاونا على تفصيل الخلاف فيه حكمنا عليه بالكفر وعدم دخول الجنة وهذا القول أيضا قريب وقالت طائفة أخرى التلفظ بكلمة التوحيد سبب يقتضي دخول الجنة والنجاة من النار بشرط أن يأتي بالفرائض ويجتنب الكبائر فإن لم يأت بالفرائض ولم يجتنب الكبائر لم يمنعه التلفظ بكلمة التوحيد من دخول النار وهذا قريب مما قبله أو هو هو

وقد بسطنا الكلام على هذا والخلاف فيه في غير ما موضع من كتبنا والله سبحانه وتعالى أعلم

 

2345 - وروي عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة

قيل وما إخلاصها قال أن تحجزه عن محارم الله

رواه الطبراني في الأوسط وفي الكبير إلا أنه قال أن تحجزه عما حرم الله عليه

2346 - وعن رفاعة الجهني رضي الله عنه قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا كنا بالكديد أو بقديد فحمد الله وقال خيرا وقال أشهد عند الله لا يموت عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله صدقا من قلبه ثم يسدد إلا سلك في الجنة

رواه أحمد بإسناد لا بأس به وهو قطعة من حديث

2347 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما قال عبد لا إله إلا الله قط مخلصا إلا فتحت له أبواب السماء حتى يفضي إلى العرش ما اجتنبت الكبائر

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

2348 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره يصيبه قبل ذلك ما أصابه

رواه البزار والطبراني ورواته رواة الصحيح

2349 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال قال موسى صلى الله عليه و سلم يا رب علمني شيئا أذكرك به وأدعوك به قال قل لا إله إلا الله

قال يا رب كل عبادك يقول هذا قال قل لا إله إلا الله

قال إنما أريد شيئا تخصني به قال يا موسى لو أن السموات السبع والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهم لا إله إلا الله

رواه النسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم كلهم من طريق دراج عن أبي الهيثم عنه وقال الحاكم صحيح الإسناد

2350 - وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله

رواه ابن ماجه والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم كلهم من طريق طلحة بن خراش عنه وقال الحاكم صحيح الإسناد

 

وعن يعلى بن شداد قال حدثني أبي شداد بن أوس رضي الله عنه وعبادة بن الصامت حاضر يصدقه قال كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال هل فيكم غريب يعني أهل الكتاب قلنا لا يا رسول الله فأمر بغلق الباب وقال ارفعوا أيديكم وقولوا لا إله إلا الله فرفعنا أيدينا ساعة ثم قال الحمد لله اللهم إنك بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني عليها الجنة وأنت لا تخلف الميعاد ثم قال أبشروا فإن الله قد غفر لكم

رواه أحمد بإسناد حسن والطبراني وغيرهما

2352 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم جددوا إيمانكم

قيل يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا قال أكثروا من قول لا إله إلا الله

رواه أحمد والطبراني وإسناد أحمد حسن

2353 - وعن عبد الله رضي الله عنه من جاء بالحسنة قال من جاء بلا إله إلا الله ومن جاء بالسيئة قال من جاء بالشرك

رواه الحاكم موقوفا وقال صحيح على شرطهما

2354 - وعن عمرو رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقا من قلبه فيموت على ذلك إلا حرم على النار لا إله إلا الله

رواه الحاكم

وقال صحيح على شرطهما وروياه بنحوه

2355 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أكثروا من شهادة أن لا إله إلا الله قبل أن يحال بينكم وبينها

رواه أبو يعلى بإسناد جيد قوي

2356 - وروي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مفاتيح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله

رواه أحمد والبزار

2357 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من عبد قال لا إله إلا الله في ساعة من ليل أو نهار إلا طمست ما في الصحيفة من السيئات حتى تسكن إلى مثلها من الحسنات

رواه أبو يعلى

 

وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن لله تبارك وتعالى عمودا من نور بين يدي العرش فإذا قال العبد لا إله إلا الله اهتز ذلك العمود فيقول الله تبارك وتعالى اسكن فيقول كيف أسكن ولم تغفر لقائلها فيقول إني قد غفرت له فيسكن عند ذلك

رواه البزار وهو غريب

2359 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا منشرهم وكأني أنظر إلى أهل لا إله إلا الله وهم ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن

وفي رواية ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة عند الموت ولا عند القبر

رواه الطبراني والبيهقي كلاهما من رواية يحيى بن عبد الحميد الحماني وفي متنه نكارة

2360 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أخبركم بوصية نوح ابنه قالوا بلى

قال أوصى نوح ابنه فقال لابنه يا بني إني أوصيك باثنتين وأنهاك عن اثنتين أوصيك بقول لا إله إلا الله فإنها لو وضعت في كفة ووضعت السموات والأرض في كفة لرجحت بهن ولو كانت حلقة لقصمتهن حتى تخلص إلى الله

فذكر الحديث رواه البزار ورواته محتج بهم في الصحيح إلا ابن إسحاق وهو في النسائي عن صالح بن سعيد رفعه إلى سليمان بن يسار إلى رجل من الأنصار لم يسمه

ورواه الحاكم عن عبد الله وقال صحيح الإسناد ولفظه قال وآمركما بلا إله إلا الله فإن السموات والأرض وما فيهما لو وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في الكفة الأخرى كانت أرجح منهما ولو أن السموات والأرض وما فيهما كانت حلقة فوضعت لا إله إلا الله عليهما لقصمتهما وآمركما بسبحان الله وبحمده فإنها صلاة كل شيء وبها يرزق كل شيء

2361 - وروى الترمذي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال التسبيح نصف الميزان والحمد لله تملؤه ولا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تخلص إليه

وقال الترمذي حديث غريب

 

وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله يستخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا كل سجل مثل مد البصر ثم يقول أتنكر من هذا شيئا أظلمك كتبتي الحافظون فيقول لا يا رب فيقول أفلك عذر فقال لا يا رب فيقول الله تعالى بلى إن لك عندنا حسنة فإنه لا ظلم عليك اليوم فتخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فيقول احضر وزنك فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات فقال فإنك لا تظلم فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الله شيء

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم والبيهقي وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم

6 - الترغيب في قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له

2363 - عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل

رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي

2364 - ورواه أحمد والطبراني فقالا كن له عدل عشر رقاب أو رقبة على الشك فيه وقال الطبراني في بعض ألفاظه كن له كعدل عشر رقاب من ولد إسماعيل عليه السلام من غير شك

2365 - وعن يعقوب بن عاصم رضي الله عنه عن رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أنهما سمعا النبي صلى الله عليه و سلم يقول ما قال عبد قط لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مخلصا بها روحه مصدقا بها قلبه ناطقا بها لسانه إلا

 

فتق الله عز و جل له السماء فتقا حتى ينظر إلى قائلها من الأرض وحق لعبد نظر الله إليه أن يعطيه سؤله

رواه النسائي

2366 - وعن أبي أيوب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كان كعدل محرر أو محررين

رواه الطبراني ورواته ثقات محتج بهم

2367 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من منح منيحة ورق أو منيحة لبن أو هدى زقاقا فهو كعتاق نسمة ومن قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير فهو كعتق نسمة

رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح وهو في الترمذي باختصار التهليل وقال حديث حسن صحيح وفرقه ابن حبان في صحيحه في موضعين فذكر المنيحة في موضع والتهليل في آخر

2368 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لم يسبقها عمل ولم يبق معها سيئة

ورواه الطبراني ورواته محتج بهم في الصحيح وسليم بن عثمان الطائي ثم الفوزي يكشف حاله

2369 - وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

قال المملي وفي أذكار المساء والصباح وما يقوله بعد الصبح والعصر والمغرب وما يقوله إذا دخل السوق وغير ذلك أحاديث كثيرة من هذا الباب

 

نوع منه

2370 - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو الحي الذي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير لا يريد بها إلا وجه الله أدخله الله بها جنات النعيم

رواه الطبراني من رواية يحيى بن عبد الله البابلتي

نوع آخر منه

2371 - روي عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له أحدا صمدا لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد كتب الله له ألفي ألف حسنة

رواه الطبراني

7 - الترغيب في التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد على اختلاف أنواعه

2372 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه

2373 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله

قلت يا رسول الله أخبرني بأحب الكلام إلى الله فقال إن أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده

رواه مسلم والنسائي والترمذي إلا أنه قال سبحان ربي وبحمده

وقال حديث حسن صحيح

 

وفي رواية مسلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل أي الكلام أفضل قال ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده سبحان الله وبحمده

2375 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من قال سبحان الله وبحمده كتب له مائة ألف حسنة وأربعة وعشرون ألف حسنة ومن قال لا إله إلا الله كان له بها عهد عند الله يوم القيامة

رواه الطبراني بإسناد فيه نظر

زاد في رواية له عن أيوب بن عتبة عن عطاء عنه بنحوه فقال رجل كيف نهلك بعد هذا يا رسول الله قال إن الرجل ليأتي يوم القيامة بالعمل لو وضع على جبل لأثقله فتقوم النعمة من نعم الله تكاد أن تستنفد ذلك كله إلا أن يتطول الله برحمته

2376 - ورواه الحاكم من حديث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أبيه عن جده ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال لا إله إلا الله دخل الجنة أو وجبت له الجنة ومن قال سبحان الله وبحمده مائة مرة كتب الله له مائة ألف حسنة وأربعا وعشرين ألف حسنة

قالوا يا رسول الله إذا لا يهلك منا أحد قال بلى إن أحدكم ليجيء بالحسنات لو وضعت على جبل أثقلته ثم تجيء النعم فتذهب بتلك ثم يتطاول الرب بعد ذلك برحمته قال الحاكم صحيح الإسناد

2377 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة

رواه البزار بإسناد جيد

2378 - وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة

رواه الترمذي وحسنه واللفظ له والنسائي إلا أنه قال غرست له شجرة في الجنة

وابن حبان في صحيحه والحاكم في موضعين بإسنادين قال في أحدهما على شرط مسلم وقال في الآخر على شرط البخاري

2379 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من هاله الليل أن يكابده أو بخل بالمال أن ينفقه أو جبن عن العدو أن يقاتله فليكثر من سبحان الله وبحمده فإنها أحب إلى الله من جبل ذهب ينفقه في سبيل الله عز و جل

رواه الفريابي والطبراني واللفظ له وهو حديث غريب ولا بأس بإسناده إن شاء الله

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ومن قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر

رواه مسلم والترمذي والنسائي في آخر حديث يأتي إن شاء الله تعالى

وفي رواية للنسائي من قال سبحان الله وبحمده حط الله عنه ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر

لم يقل في هذه في يوم ولم يقل مائة مرة وإسنادهما متصل ورواتهما ثقات

2381 - وعن سليمان بن يسار رضي الله عنه عن رجل من الأنصار أن النبي صلى الله عليه و سلم قال قال نوح لابنه إني موصيك بوصية وقاصرها لكي لا تنساها أوصيك باثنتين وأنهاك عن اثنتين أما اللتان أوصيك بهما فيستبشر الله بهما وصالح خلقه وهما يكثران الولوج على الله أوصيك بلا إله إلا الله فإن السموات والأرض لو كانتا حلقة قصمتهما ولو كانتا في كفة وزنتهما وأوصيك بسبحان الله وبحمده فإنهما صلاة الخلق وبهما يرزق الخلق وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا وأما اللتان أنهاك عنهما فيحتجب الله منهما وصالح خلقه أنهاك عن الشرك والكبر

رواه النسائي واللفظ له والبزار والحاكم من حديث عبد الله بن عمرو وقال الحاكم صحيح الإسناد

الولوج الدخول

2382 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم أستغفر الله وأتوب إليه

من قالها كتبت له كما قالها

ثم علقت بالعرش لا يمحوها ذنب عمله صاحبها حتى يلقى الله يوم القيامة وهي مختومة كما قالها

رواه البزار ورواته ثقات إلا يحيى بن عمر بن مالك النكري

2383 - وعن مصعب بن سعد رضي الله عنه قال حدثني أبي قال كنا عند رسول

 

الله صلى الله عليه و سلم فقال أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب أحدنا ألف حسنة قال يسبح مائة تسبيحة فتكتب له ألف حسنة أو تحط عنه ألف خطيئة

رواه مسلم والترمذي وصححه والنسائي

قال الحميدي رحمه الله كذا هو في كتاب مسلم في جميع الروايات أو تحط

قال البرقاني ورواه شعبة وأبو عوانة ويحيى القطان عن موسى الذي رواه مسلم من جهته فقالوا وتحط بغير ألف انتهى

قال الحافظ هكذا رواية مسلم وأما الترمذي والنسائي فإنهما قالا وتحط بغير ألف

والله أعلم

2384 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس

رواه مسلم والترمذي

2385 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أحب الكلام إلى الله أربع سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر لا يضرك بأيهن بدأت

رواه مسلم وابن ماجه والنسائي وزاد وهن من القرآن

ورواه النسائي أيضا وابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة

2386 - وعن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال أفضل الكلام سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح

2387 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم مر به وهو يغرس غرسا فقال يا أبا هريرة ما الذي تغرس قلت غراسا

قال ألا أدلك على غراس خير من هذا سبحان

 

الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر تغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة

رواه ابن ماجه بإسناد حسن واللفظ له والحاكم وقال صحيح الإسناد

2388 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لقيت إبراهيم عليه السلام ليلة أسري بي فقال يا محمد أقرىء أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

رواه الترمذي والطبراني في الصغير والأوسط وزاد ولا حول ولا قوة إلا بالله

وروياه عن عبد الواحد بن زياد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم عن أبيه عن ابن مسعود قال الترمذي حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه

قال الحافظ أبو القاسم هو عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود وعبد الرحمن هذا لم يسمع من أبيه وعبد الرحمن بن إسحاق هو أبو شيبة الكوفي واه

ورواه الطبراني أيضا بإسناد واه من حديث سلمان الفارسي ولفظه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن في الجنة قيعانا فأكثروا من غرسها

قالوا يا رسول الله وما غرسها قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

2389 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر غرس له بكل واحدة منهن شجرة في الجنة

رواه الطبراني وإسناده حسن لا بأس به في المتابعات

2390 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من هلل مائة مرة وسبح مائة مرة وكبر مائة مرة كان خيرا له من عشر رقاب يعتقهن وست بدنات ينحرهن

وفي رواية وسبع بدنات

رواه ابن أبي الدنيا عن سلمة بن وردان عنه وهو إسناد متصل حسن

 

وعن أم هانىء رضي الله عنها قالت مر بي رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم فقلت يا رسول الله قد كبرت سني وضعفت أو كما قالت فمرني بعمل أعمله وأنا جالسة قال سبحي الله مائة تسبيحة فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل واحمدي الله مائة تحميدة فإنها تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله وكبري الله مائة تكبيرة فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلدة متقبلة وهللي الله مائة تهليلة قال أبو خلف أحسبه قال تملأ ما بين السماء والأرض ولا يرفع يومئذ لاحد عمل أفضل مما يرفع لك إلا أن يأتي بمثل ما أتيت

رواه أحمد بإسناد حسن واللفظ له والنسائي ولم يقل ولا يرفع إلى آخره

والبيهقي بتمامه ورواه ابن أبي الدنيا فجعل ثواب الرقاب في التحميد ومائة فرس في التسبيح وقال فيه وهللي الله مائة تهليلة لا تذر ذنبا ولا يسبقها عمل

ورواه ابن ماجه بمعناه باختصار ورواه الطبراني في الكبير بنحو أحمد ولم يقل أحسبه ورواه في الأوسط بإسناد حسن إلا أنه قال فيه قالت قلت يا رسول الله قد كبرت سني ورق عظمي فدلني على عمل يدخلني الجنة قال بخ بخ لقد سألت وقال فيه وقولي لا إله إلا الله مائة مرة فهو خير لك مما أطبقت عليه السماء والأرض ولا يرفع يومئذ عمل أفضل مما يرفع لك إلا من قال مثل ما قلت أو زاد

ورواه الحاكم بنحو أحمد وقال صحيح الإسناد وزاد قولي ولا حول ولا قوة إلا بالله لا تترك ذنبا ولا يشبهها عمل

2392 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال سبحان الله وبحمده كان مثل مائة بدنة إذا قالها مائة مرة ومن قال الحمد لله مائة مرة كان عدل مائة فرس مسرج ملجم في سبيل الله ومن قال الله أكبر مائة مرة كان عدل مائة بدنة تنحر بمكة

رواه الطبراني ورواة إسناده رواة الصحيح خلا سليم بن عثمان الفوزي يكشف حاله فإنه لا يحضرني الآن فيه جرح ولا عدالة

2393 - وعن أبي هريرة و أبي سعيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الله اصطفى من الكلام أربعا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فمن قال سبحان

 

الله كتبت له عشرون حسنة وحطت عنه عشرون سيئة ومن قال الله أكبر فمثل ذلك ومن قال لا إله إلا الله فمثل ذلك ومن قال الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنة وحطت عنه ثلاثون سيئة

رواه أحمد وابن أبي الدنيا والنسائي واللفظ له والحاكم بنحوه وقال صحيح على شرط مسلم والبيهقي وفي آخره ومن أكثر ذكر الله فقد برىء من النفاق

2394 - وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها

رواه مسلم والترمذي والنسائي

2395 - وعن رجل من بني سليم قال عدهن رسول الله صلى الله عليه و سلم في يدي أو في يده

قال التسبيح نصف الميزان والحمد لله تملؤه والتكبير يملأ ما بين السماء والأرض والصوم نصف الصبر والطهور نصف الإيمان

رواه الترمذي وقال حديث حسن

ورواه أيضا من حديث عبد الله بن عمرو بنحوه وزاد فيه ولا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تخلص إليه

2396 - وعن أبي ذر رضي الله عنه أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قالوا للنبي صلى الله عليه و سلم يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به إن بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وفي بضع أحدكم صدقة

قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر قال أرأيتم لو وضعها في حرام كان عليه وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر

رواه مسلم وابن ماجه

 

الدثور بضم الدال جمع دثر بفتحها وهو المال الكثير

والبضع بضم الموحدة هو الجماع وقيل هو الفرج نفسه

2397 - وعن أبي سلمى رضي الله عنه راعي رسول الله صلى الله عليه و سلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر والولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه

رواه النسائي واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه ورواه البزار بلفظه من حديث ثوبان وحسن إسناده ورواه الطبراني في الأوسط من حديث سفينة ورجاله رجال الصحيح

2398 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل

من كبر الله وحمد الله وهلل الله وسبح الله واستغفر الله وعزل حجرا عن طريق المسلمين أو شوكة أو عظما عن طريق المسلمين أو أمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة فإنه يمسي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار

قال أبو توبة وربما قال يمشي يعني بالشين المعجمة

رواه مسلم والنسائي

2399 - وعن ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال قال أعرابي يا رسول الله إني قد عالجت القرآن فلم أستطعه فعلمني شيئا يجزىء من القرآن قال قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فقالها وأمسكها بأصابعه فقال يا رسول الله هذا لربي فما لي قال تقول اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني وأحسبه قال واهدني ومضى الأعرابي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ذهب الأعرابي وقد ملأ يديه خيرا

رواه ابن أبي الدنيا عن الحجاج بن أرطاة عن إبراهيم السكسكي عنه ورواه البيهقي مختصرا وزاد فيه ولا حول ولا قوة إلا بالله

وإسناده جيد

2400 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال علمني كلاما أقوله قال قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له والله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم

 

قال هؤلاء لربي فما لي قال قل اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وزاد من حديث أبي مالك الأشجعي وعافني

وفي رواية قال فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك

رواه مسلم

2401 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال جاء رجل بدوي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله علمني خيرا

قال قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

قال وعقد بيده أربعا ثم ذهب فقال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ثم رجع فلما رآه رسول الله صلى الله عليه و سلم تبسم وقال تفكر البائس فقال يا رسول الله سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر هذا كله لله فما لي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قلت سبحان الله

قال الله صدقت وإذا قلت الحمد لله

قال الله صدقت وإذا قلت لا إله إلا الله

قال الله صدقت وإذا قلت الله أكبر

قال الله صدقت

فتقول اللهم اغفر لي فيقول الله قد فعلت فتقول اللهم ارحمني فيقول الله قد فعلت وتقول اللهم ارزقني فيقول الله قد فعلت

قال فعقد الأعرابي سبعا في يده

رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي وهو في المسند وسنن النسائي من حديث أبي هريرة بمعناه

2402 - وعن سلمى أم بني أبي رافع رضي الله عنها مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم أنها قالت يا رسول الله أخبرني بكلمات ولا تكثر علي فقال قولي الله أكبر عشر مرات يقول الله هذا لي وقولي سبحان الله عشر مرات يقول الله هذا لي وقولي اللهم اغفر لي يقول قد فعلت فتقولين عشر مرات ويقول قد فعلت

رواه الطبراني ورواته محتج بهم في الصحيح

2403 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال استكثروا من الباقيات الصالحات

قيل وما هن يا رسول الله قال التكبير والتهليل والتسبيح والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله

رواه أحمد وأبو يعلى والنسائي واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال خذوا جنتكم

قالوا يا رسول الله عدو حضر قال لا ولكن جنتكم من النار

قولوا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فإنهن يأتين يوم القيامة مجنبات ومعقبات وهن الباقيات الصالحات

رواه النسائي واللفظ له والحاكم والبيهقي وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم

جنتكم بضم الجيم وتشديد النون أي ما يستركم ويقيكم

ومجنبات بفتح النون أي مقدمات أمامكم وفي رواية الحاكم منجيات بتقديم النون على الجيم وكذا رواه الطبراني في الأوسط وزاد ولا حول ولا قوة إلا بالله

ورواه في الصغير من حديث أبي هريرة فجمع بين اللفظين فقال ومنجيات ومجنبات

وإسناده جيد قوي

ومعقبات بكسر القاف المشددة أي تتعقبكم وتأتي من ورائكم

2405 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله فإنهن الباقيات الصالحات وهن يحططن الخطايا كما تحط الشجرة ورقها وهي من كنوز الجنة

رواه الطبراني بإسنادين أصلحهما فيه عمر بن راشد وبقية رواته محتج بهم في الصحيح ولا بأس بهذا الإسناد في المتابعات ورواه ابن ماجه من طريق عمر أيضا باختصار

2406 - وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن مما تذكرون من جلال الله التسبيح والتهليل والتحميد ينعطفن حول العرش لهن دوي كدوي النحل تذكر بصاحبها أما يحب أحدكم أن يكون له أو لا يزال له من يذكر به

رواه ابن أبي الدنيا وابن ماجه واللفظ له والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

2407 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال إذا حدثتكم بحديث أتيناكم بتصديق ذلك في كتاب الله إن العبد إذا قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وتبارك الله قبض عليهن ملك فضمهن تحت جناحه وصعد بهن لا يمر بهن على جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن حتى يحيا بهن وجه الرحمن ثم تلا عبد الله

 

إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه

رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد

قال الحافظ كذا في نسختي يحيا بالحاء المهملة وتشديد المثناة تحت

ورواه الطبراني فقال حتى يجيء بالجيم ولعله الصواب

2408 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما على الأرض أحد يقول لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله إلا كفرت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر

رواه النسائي والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن وروى شعبة هذا الحديث من أبي بلج بهذا الإسناد نحوه ولم يرفعه انتهى

ورواه ابن أبي الدنيا والحاكم وزادا وسبحان الله والحمد لله

وقال الحاكم حاتم ثقة وزيادته مقبولة يعني حاتم بن أبي صغيرة

2409 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذ غصنا فنفضه فلم ينتفض ثم نفضه فلم ينتفض ثم نفضه فانتفض فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر تنفض الخطايا كما تنفض الشجرة ورقها

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح والترمذي ولفظه أن النبي صلى الله عليه و سلم مر بشجرة يابسة الورق فضربها بعصا فتناثر ورقها فقال إن الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر لتساقط من ذنوب العبد كما تساقط ورق هذه الشجرة

وقال حديث غريب ولا نعرف للأعمش سماعا من أنس إلا أنه قد رآه ونظر إليه انتهى

قال الحافظ لم يروه أحمد من طريق الأعمش

فبكى 2410 وعن معاذ بن عبد الله بن رافع رضي الله عنهم قال كنت في مجلس فيه عبد الله بن عمر وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن أبي عميرة رضي الله عنهم فقال ابن أبي عميرة سمعت معاذ بن جبل يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول كلمتان إحداهما ليس لها ناهية دون العرش والأخرى تملأ ما بين السماء والأرض لا إله إلا الله والله أكبر فقال ابن عمر لابن أبي عميرة أنت سمعته يقول ذلك قال نعم فبكى عبد الله بن

 

عمر حتى اختضبت لحيته بدموعه وقال هما كلمتان نعلقهما ونألفهما

رواه الطبراني ورواته إلى معاذ بن عبد الله ثقات سوى ابن لهيعة ولحديثه هذا شواهد

نعلقهما أي نحبهما ونلزمهما

2411 - وروي عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من قال لا إله إلا الله والله أكبر أعتق الله ربعه من النار ولا يقولها اثنتين إلا أعتق الله شطره من النار وإن قالها أربعا أعتقه الله من النار

رواه الطبراني في الكبير والأوسط

2413 - وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وإن الله يؤتي المال من يحب ومن لا يحب ولا يؤتى الإيمان إلا من أحب فإذا أحب الله عبدا أعطاه الإيمان فمن ضن بالمال أن ينفقه وهاب العدو أن يجاهده والليل أن يكابده فليكثر من قول لا إله إلا الله والله أكبر والحمد لله وسبحان الله

رواه الطبراني ورواته ثقات وليس في أصله رفعه

ضن بالضاد المعجمة أي بخل

2414 - وعن أبي المنذر الجهني رضي الله عنه قال قلت يا نبي الله علمني أفضل الكلام قال يا أبا المنذر قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير مائة مرة في كل يوم فإنك يومئذ أفضل الناس عملا إلا من قال مثل ما قلت وأكثر من قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله فإنها سيد الاستغفار وإنها ممحاة للخطايا أحسبه قال موجبة للجنة

رواه البزار من رواية جابر الجعفي

 

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر كتب له بكل حرف عشر حسنات

رواه ابن أبي الدنيا بإسناد لا بأس به

2416 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول من قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قال الله أسلم عبدي واستسلم

رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد

2417 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا

قلت يا رسول الله وما رياض الجنة قال المساجد

قلت وما الرتع قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

رواه الترمذي وقال حديث غريب

قال الحافظ وهو مع غرابته حسن الإسناد

2418 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أول من يدعى إلى الجنة الذين يحمدون الله عز و جل في السراء والضراء

رواه ابن أبي الدنيا والبزار والطبراني في الثلاثة بأسانيد أحدها حسن والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

2419 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال التأني من الله والعجلة من الشيطان وما أحد أكثر معاذير من الله وما من شيء أحب إلى الله من الحمد

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح

2420 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أنعم الله على عبد من نعمة فقال الحمد لله إلا أدى شكرها فإن قالها ثانيا جدد الله له ثوابها فإن قالها الثالثة غفر الله له ذنوبه

رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد

قال الحافظ في إسناده عبد الرحمن بن قيس أبو معاوية الزعفراني واهي الحديث وهذا الحديث مما أنكر عليه

2421 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أنعم الله

 

عز و جل على عبد نعمة فحمد الله عز و جل عليها إلا كان ذلك أفضل من تلك النعمة وإن عظمت

رواه الطبراني وفيه نكارة

2422 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم

رواه أبو داود واللفظ له وابن ماجه والنسائي وابن حبان في صحيحه إلا أنهما قالا كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع

قال الحافظ وفي الباب بعده أحاديث في الحمد

8 - الترغيب في جوامع من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير

2423 - عن جويرية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج من عندها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال ما زلت على الحال التي فارقتك عليها

قالت نعم

قال النبي صلى الله عليه و سلم لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي

وفي رواية لمسلم سبحان الله عدد خلقه سبحان الله رضاء نفسه سبحان الله زنة عرشه سبحان الله مداد كلماته

زاد النسائي في آخره والحمد لله كذلك

وفي رواية له سبحان الله وبحمده ولا إله إلا الله والله أكبر عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

ولفظ الترمذي أن النبي صلى الله عليه و سلم مر عليها وهي في المسجد ثم مر بها وهي في المسجد قريب نصف النهار فقال ما زلت على حالك فقالت نعم فقال أعلمك كلمات تقولينها سبحان الله عدد خلقه سبحان الله عدد خلقه سبحان الله عدد خلقه

 

ثلاث مرات سبحان الله رضا نفسه سبحان الله رضا نفسه سبحان الله رضا نفسه ثلاث مرات وذكر زنة عرشه ومداد كلماته ثلاثا ثلاثا

وقال حديث حسن صحيح

وفي رواية للنسائي تكرار كل واحدة واحدة ثلاثا أيضا

نوع آخر

2424 - عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص عن أبيها رضي الله عنه أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه و سلم على امرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح به فقال أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل فقال سبحان الله عدد ما خلق في السماء سبحان الله عدد ما خلق في الأرض سبحان الله عدد ما بين ذلك سبحان الله عدد ما هو خالق والله أكبر مثل ذلك والحمد لله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك

رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن غريب من حديث سعد والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد

2424 - عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص عن أبيها رضي الله عنه أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه و سلم على امرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح به فقال أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل فقال سبحان الله عدد ما خلق في السماء سبحان الله عدد ما خلق في الأرض سبحان الله عدد ما بين ذلك سبحان الله عدد ما هو خالق والله أكبر مثل ذلك والحمد لله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك

رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن غريب من حديث سعد والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد

2425 - وروى الترمذي والحاكم أيضا عن صفية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل عليها وبين يديها أربعة آلاف نواة تسبح بهن فقال ألا أعلمك بأكثر مما سبحت به فقالت بلى علمني فقال قولي سبحان الله عدد خلقه

وقال الحاكم قولي سبحان الله عدد ما خلق من شيء وقال الترمذي حديث غريب لا نعرفه من حديث صفية إلا من هذا الوجه من حديث هاشم بن سعيد الكوفي وليس إسناده بمعروف

نوع آخر

2426 - عن أبي أمامة رضي الله عنه قال رآني النبي صلى الله عليه و سلم وأنا أحرك شفتي فقال لي بأي شيء تحرك شفتيك يا أبا أمامة فقلت أذكر الله يا رسول الله فقال ألا أخبرك بأكثر وأفضل من ذكرك بالليل والنهار قلت بلى يا رسول الله

قال تقول سبحان الله

 

عدد ما خلق سبحان الله ملء ما خلق سبحان الله عدد ما في الأرض سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء سبحان الله عدد ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه سبحان الله عدد كل شيء سبحان الله ملء كل شيء الحمد لله عدد ما خلق والحمد لله ملء ما خلق والحمد لله عدد ما في الأرض والسماء والحمد لله ملء ما في الأرض والسماء والحمد لله عدد ما أحصى كتابه والحمد لله ملء ما أحصى كتابه والحمد لله عدد كل شيء والحمد لله ملء كل شيء

رواه أحمد وابن أبي الدنيا واللفظ له والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما باختصار والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين

ورواه الطبراني بإسنادين أحدهما حسن ولفظه قال أفلا أخبرك بشيء إذا قلته ثم دأبت الليل والنهار لم تبلغه قلت بلى

قال تقول الحمد لله عدد ما أحصى كتابه والحمد لله ملء ما أحصى كتابه والحمد لله عدد ما أحصى خلقه والحمد لله ملء ما في خلقه والحمد لله ملء سمواته وأرضه والحمد لله عدد كل شيء والحمد لله على كل شيء وتسبح مثل ذلك وتكبر مثل ذلك

نوع آخر

2427 - عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حدثهم أن عبدا من عباد الله قال يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك فعضلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها فصعدا إلى السماء فقالا يا ربنا إن عبدك قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها قال الله وهو أعلم بما قال عبده ماذا قال عبدي قالا يا رب إنه قد قال يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك فقال الله لهما اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه بها

رواه أحمد وابن ماجه وإسناده متصل ورواته ثقات إلا أنه لا يحضرني الآن في صدقة بن بشير مولى العمريين جرح ولا عدالة

عضلت بالملكين بتشديد الضاد المعجمة أي اشتدت عليهما وعظمت واستغلق عليهما معناها

 

نوع آخر

2428 - روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قال الحمد لله رب العالمين حمدا طيبا مباركا فيه على كل حال حمدا يوافي نعمه ويكافىء مزيده ثلاث مرات فتقول الحفظة ربنا لا نحسن كنه ما قدسك عبدك هذا وحمدك وما ندري كيف نكتبه فيوحي الله إليهم أن اكتبوه كما قال عبدي

رواه البخاري في الضعفاء

نوع آخر

2429 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال أبي بن كعب لأدخلن المسجد فلأصلين ولأحمدن الله بمحامد لم يحمده بها أحد فلما صلى وجلس ليحمد الله ويثني عليه فإذا هو بصوت عال من خلفه يقول اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وبيدك الخير كله وإليك يرجع الأمر كله علانيته وسره

لك الحمد إنك على كل شيء قدير اغفر لي ما مضى من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني أعمالا زاكية ترضى بها عني

وتب علي

فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقص عليه فقال ذاك جبرائيل عليه السلام

رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الذكر ولم يسم تابعيه

2430 - وعن مصعب بن سعد عن أبيه رضي الله عنه أن أعرابيا قال للنبي صلى الله عليه و سلم علمني دعاء لعل الله أن ينفعني به

قال قل اللهم لك الحمد كله وإليك يرجع الأمر كله

رواه البيهقي من رواية أبي بلج واسمه يحيى بن سليم أو ابن أبي سليم

2431 - وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه و سلم أي الدعاء خير أدعو به في صلاتي قال نزل جبرائيل عليه الصلاة و السلام فقال إن خير الدعاء أن تقول في الصلاة اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله ولك الخلق كله وإليك يرجع الأمر كله أسألك من الخير كله وأعوذ بك من الشر كله

رواه البيهقي أيضا

نوع آخر

2432 - روي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من قال

 

الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته والحمد لله الذي ذل كل شيء لعزته والحمد لله الذي خضع كل شيء لملكه والحمد لله الذي استسلم كل شيء لقدرته فقالها يطلب بها ما عند الله كتب الله له بها ألف حسنة ورفع له بها ألف درجة ووكل به سبعون ألف ملك يستغفرون له إلى يوم القيامة

رواه الطبراني

نوع آخر

2433 - عن أبي أيوب رضي الله عنه قال قال رجل عند رسول الله صلى الله عليه و سلم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صاحب الكلمة فسكت الرجل ورأى أنه قد هجم من رسول الله صلى الله عليه و سلم على شيء يكرهه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من هو فإنه لم يقل إلا صوابا فقال الرجل أنا قلتها يا رسول الله أرجو بها الخير فقال والذي نفسي بيده لقد رأيت ثلاثة عشر ملكا يبتدرون كلمتك أيهم يرفعها إلى الله تبارك وتعالى

رواه ابن أبي الدنيا والطبراني بإسناد حسن واللفظ له والبيهقي

2434 - وعن أنس رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم جالسا في الحلقة إذ جاء رجل فسلم على النبي صلى الله عليه و سلم والقوم فقال السلام عليكم ورحمة الله فرد النبي صلى الله عليه و سلم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته فلما جلس الرجل قال الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا أن يحمد وينبغي له فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم كيف قلت فرد عليه كما قال فقال النبي صلى الله عليه و سلم والذي نفسي بيده لقد ابتدرها عشرة أملاك كلهم حريص على أن يكتبها فما دروا كيف يكتبونها حتى رفعوها إلى ذي العزة فقال اكتبوها كما قال عبدي

رواه أحمد ورواته ثقات والنسائي وابن حبان في صحيحه إلا أنهما قال كما يحب ربنا ويرضى

نوع آخر

2435 - عن سلمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال قال رجل الحمد لله كثيرا فأعظمها الملك أن يكتبها فراجع فيها ربه عز و جل فقال اكتبها كما قال عبدي

رواه الطبراني بإسناد فيه نظر

 

وروى أبو الشيخ وابن حبان من طريق عطية عن أبي سعيد مرفوعا أيضا إذا قال العبد الحمد لله كثيرا

قال الله تعالى اكتبوا لعبدي رحمتي كثيرا

نوع آخر

2437 - عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم نزل عليه جبرائيل عليه السلام فقال يا محمد إذا سرك أن تعبد الله ليلة حق عبادته أو يوما فقل اللهم لك الحمد حمدا كثيرا خالدا مع خلودك ولك الحمد حمدا لا منتهى له دون علمك ولك الحمد حمدا لا منتهى له دون مشيئتك ولك الحمد حمدا لا آخر لقائله إلا رضاك

رواه البيهقي وقال لم أكتبه إلا هكذا وفيه انقطاع بين علي ومن دونه

9 - الترغيب في قول لا حول ولا قوة إلا بالله قال المملي رضي الله عنه قد تقدم قريبا في أحاديث كثيرة ذكر لا حول ولا قوة إلا بالله

منها حديث أبي هريرة وحديث أم هانىء وحديث أبي سعيد وحديث عبد الله بن عمرو وحديث أبي المنذر وغيرها فأغنى قربها عن إعادتها

2438 - وعن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له قل لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه

2439 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فإنها من كنز الجنة

قال مكحول فمن قال لا حول ولا قوة إلا بالله ولا ملجأ من الله إلا إليه كشف الله عنه سبعين بابا من الضر أدناهن الفقر

رواه الترمذي وقال هذا حديث إسناده ليس بمتصل

مكحول لم يسمع من أبي هريرة

 

ورواه النسائي والبزار مطولا ورفعا ولا ملجأ من الله إلا إليه

ورواتهما ثقات محتج بهم

ورواه الحاكم وقال صحيح ولا علة له ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ألا أعلمك أو ألا أدلك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنة تقول لا حول ولا قوة إلا بالله فيقول الله أسلم عبدي واستسلم

وفي رواية له وصححها أيضا قال يا أبا هريرة ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة قلت بلى يا رسول الله قال تقول لا حول ولا قوة إلا بالله ولا ملجأ ولا منجى من الله إلا إليه

ذكره في حديث

2440 - وعنه رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قال لا حول ولا قوة إلا بالله كان دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم

رواه الطبراني في الأوسط والحاكم وقال صحيح الإسناد

قال الحافظ بل في إسناده بشر بن رافع أبو الأسباط ويأتي الكلام عليه

2441 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ألا أدلك على باب من أبواب الجنة قال وما هو قال لا حول ولا قوة إلا بالله

رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة

وإسناده صحيح إن شاء الله فإن عطاء بن السائب ثقة وقد حدث عنه حماد بن سلمة قبل اختلاطه

2442 - وعن قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه أن أباه رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم يخدمه

قال فأتى علي نبي الله صلى الله عليه و سلم وقد صليت ركعتين فضربني برجله وقال ألا أدلك على باب من أبواب الجنة

قلت بلى

قال لا حول ولا قوة إلا بالله

رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما

2442 - وعن قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه أن أباه رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم يخدمه

قال فأتى علي نبي الله صلى الله عليه و سلم وقد صليت ركعتين فضربني برجله وقال ألا أدلك على باب من أبواب الجنة

قلت بلى

قال لا حول ولا قوة إلا بالله

رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما

2443 - وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة أسري به مر على إبراهيم عليه الصلاة و السلام فقال من معك يا جبرائيل قال هذا محمد فقال له إبراهيم عليه الصلاة و السلام يا محمد مر أمتك فليكثروا من غراس الجنة فإن تربتها طيبة وأرضها واسعة

قال وما غراس الجنة قال لا حول ولا قوة إلا بالله

رواه أحمد بإسناد حسن وابن أبي الدنيا وابن حبان في صحيحه

 

ورواه ابن أبي الدنيا في الذكر والطبراني من حديث ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أكثروا من غراس الجنة فإنه عذب ماؤها طيب ترابها فأكثروا من غراسها

قالوا يا رسول الله وما غراسها قال ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله

2444 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال كنت أمشي خلف النبي صلى الله عليه و سلم فقال لي يا أبا ذر ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة قلت بلى

قال لا حول ولا قوة إلا بالله

رواه ابن ماجه وابن أبي الدنيا وابن حبان في صحيحه

2445 - وروي عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أنعم الله عليه نعمة فأراد بقاءها فليكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله

رواه الطبراني

2446 - وعن محمد بن إسحاق رضي الله عنه قال جاء مالك الأشجعي إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال أسر ابني عوف فقال أرسل إليه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمرك أن تكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فأتاه الرسول فأخبره فأكب عوف يقول لا حول ولا قوة إلا بالله وكانوا قد شدوه بالقد فسقط القد عنه فخرج فإذا هو بناقة لهم فركبها فأقبل فإذا هو بسرح القوم فصاح بهم

فأتبع آخرها أولها فلم يفجأ أبويه إلا وهو ينادي بالباب فقال أبوه عوف ورب الكعبة فقالت أمه وأسوأتاه وعوف كئيب بألم ما فيه من القد فاستبق الأب والخادم إليه فإذا عوف قد ملأ الفناء إبلا فقص على أبيه أمره وأمر الإبل

فأتى أبوه رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره بخبر عوف وخبر الإبل فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم اصنع بها ما أحببت وما كنت صانعا بإبلك

ونزل ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه الطلاق 2

رواه آدم بن أبي إياس في تفسيره ومحمد بن إسحاق لم يدرك مالكا

22 - الترغيب في أذكار تقال بالليل والنهار غير مختصة بالصباح والمساء

22 - الترغيب في أذكار تقال بالليل والنهار غير مختصة بالصباح والمساء

2447 - عن أبي مسعود رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم من قرأ بالآيتين من آخر

 

سورة البقرة في ليلة كفتاه

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة

كفتاه أي أجزأتاه عن قيام تلك الليلة وقيل كفتاه ما يكون من الآفات تلك الليلة وقيل كفتاه من كل شيطان فلا يقربه ليلته وقيل معناه حسبه بهما فضلا وأجرا وقال ابن خزيمة في صحيحه باب ذكر أقل ما يجزىء من القراءة في قيام الليل ثم ذكره وهذا ظاهر والله أعلم

2448 - وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له

رواه ابن السني وابن حبان في صحيحه

2449 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين

رواه ابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

2450 - وروى الطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين ومن قرأ مائة آية كتب له قنوت ليلة ومن قرأ مائتي آية كتب من القانتين ومن قرأ أربعمائة آية كتب من العابدين ومن قرأ خمسمائة آية كتب من الحافظين ومن قرأ ستمائة آية كتب من الخاشعين ومن قرأ ثمانمائة آية كتب من المخبتين ومن قرأ ألف آية أصبح له قنطار والقنطار ألف ومائتا أوقية والأوقية خير مما بين السماء والأرض أو قال خير مما طلعت عليه الشمس ومن قرأ ألفي آية كان في الموجبين

2451 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة فشق ذلك عليهم وقالوا أينا يطيق ذلك يا رسول الله فقال الله الواحد الصمد ثلث القرآن

رواه البخاري ومسلم والنسائي

 

وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من قرأ كل يوم مائتي مرة قل هو الله أحد محي عنه ذنوب خمسين سنة إلا أن يكون عليه دين

رواه الترمذي وقال حديث غريب من حديث ثابت عن أنس

2453 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال من قرأ تبارك الذي بيده الملك كل ليلة منعه الله عز و جل بها من عذاب القبر وكنا في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم نسميها المانعة وإنها في كتاب الله عز و جل سورة من قرأ بها في ليلة فقد أكثر وأطاب

رواه النسائي واللفظ له والحاكم وقال صحيح الإسناد

2454 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ في ليلة فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا الكهف 11

كان له نور من عدن أبين إلى مكة حشوه الملائكة

رواه البزار ورواته ثقات إلا أن أبا فروة الأسدي لم يرو عنه فيما أعلم غير النضر بن شميل

2455 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قرأ كل ليلة سورة الواقعة لم تصبه فاقة وفي المسبحات آية كألف آية

ذكره رزين في جامعه ولم أره في شيء من الأصول وذكره أبو القاسم الأصبهاني في كتابه بغير إسناد

2456 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ سورة الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك

رواه الترمذي والدارقطني

وفي رواية للدارقطني من قرأ سورة يس في ليلة أصبح مغفورا له ومن قرأ الدخان ليلة الجمعة أصبح مغفورا له

2457 - وعن أبي المنذر الجهني رضي الله عنه قال قلت يا نبي الله علمني أفضل الكلام قال يا أبا المنذر قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير مائة مرة في يوم فإنك يومئذ أفضل

 

الناس عملا إلا من قال مثل ما قلت

الحديث رواه البزار من رواية جابر الجعفي

2458 - وروي عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من قال لا حول ولا قوة إلا بالله مائة مرة في كل يوم لم يصبه فقر أبدا

رواه ابن أبي الدنيا عن أسد بن وداعة عن النبي صلى الله عليه و سلم ورواته ثقات إلا أسدا

2459 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك

رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه

وزاد مسلم والترمذي والنسائي ومن قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر

2460 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائتي مرة في يوم لم يسبقه أحد كان قبله ولم يدركه أحد بعده إلا من عمل بأفضل من عمله

رواه أحمد بإسناد جيد والطبراني

2461 - وروي عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ليس من عبد يقول لا إله إلا الله مائة مرة إلا بعثه الله يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر ولم يرفع يومئذ لاحد عمل أفضل من عمله إلا من قال مثل قوله أو زاد

رواه الطبراني

2462 - وعن علي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه نزل عليه جبريل عليه السلام فقال يا محمد إن سرك أن تعبد الله ليلة حق عبادته فقل اللهم لك الحمد حمدا خالدا مع خلودك ولك الحمد حمدا دائما لا منتهى له دون مشيئتك وعند كل طرفة عين أو تنفس نفس

رواه الطبراني في الأوسط وأبو الشيخ ابن حبان

 

ولفظه قال يا محمد إن سرك أن تعبد الله ليلا حق عبادته أو يوما فقل اللهم لك الحمد حمدا خالدا مع خلودك ولك الحمد حمدا لا جزاء لقائله إلا رضاك ولك الحمد عند كل طرفة عين أو تنفس نفس

وفي إسنادهما علي بن الصلت العامري لا يحضرني حاله وتقدم بنحوه عند البيهقي والله أعلم

1 - الترغيب في آيات وأذكار بعد الصلوات المكتوبات

2463 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم

قال وما ذاك قالوا يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون ولا نتصدق ويعتقون ولا نعتق فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أفلا أعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم قالوا بلى يا رسول الله قال تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين مرة

قال أبو صالح فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء

قال سمي فحدثت بعض أهلي بهذا الحديث فقال وهمت إنما قال لك تسبح ثلاثا وثلاثين وتحمد ثلاثا وثلاثين وتكبر أربعا وثلاثين

قال فرجعت إلى أبي صالح فقلت له ذلك فأخذ بيدي فقال الله أكبر وسبحان الله والحمد لله الله أكبر وسبحان الله والحمد لله حتى يبلغ من جميعهن ثلاثا وثلاثين

رواه البخاري ومسلم واللفظ له

2464 - وفي رواية لمسلم أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سبح في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين وكبر الله ثلاثا وثلاثين فتلك تسعة وتسعون ثم قال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر

 

ورواه مالك وابن خزيمة في صحيحه بلفظ هذه إلا أن مالكا قال غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر

ورواه أبو داود ولفظه قال أبو هريرة قال أبو ذر يا رسول الله ذهب أصحاب الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل أموال يتصدقون بها وليس لنا مال نتصدق به فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا ذر ألا أعلمك كلمات تدرك بها من سبقك ولا يلحقك من خلفك إلا من أخذ بمثل عملك قال بلى يا رسول الله

قال تكبر الله دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وتحمده ثلاثا وثلاثين وتسبحه ثلاثا وثلاثين وتختمها بلا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت ذنوبك ولو كانت مثل زبد البحر

رواه الترمذي وحسنه والنسائي من حديث ابن عباس نحوه

وقالا فيه فإذا صليتم فقولوا سبحان الله ثلاثا وثلاثين مرة والحمد لله ثلاثا وثلاثين مرة والله أكبر أربعا وثلاثين مرة ولا إله إلا الله عشر مرات فإنكم تدركون من سبقكم ولا يسبقكم من بعدكم

الدثور بضم الدال المهملة جمعه دثر وهو المال الكثير

2465 - وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال معقبات لا يخيب قائلهن أو فاعلهن دبر كل صلاة مكتوبة ثلاث وثلاثون تسبيحة وثلاث وثلاثون تحميدة وأربع وثلاثون تكبيرة

رواه مسلم والترمذي والنسائي

2466 - وعن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما زوجه فاطمة بعث معها بخميلة ووسادة من أدم حشوها ليف ورحيين وسقاء وجرتين فقال علي رضي الله عنه لفاطمة رضي الله عنها ذات يوم والله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري وقد جاء الله

 

أباك بسبي فاذهبي فاستخدميه فقالت وأنا والله لقد طحنت حتى مجلت يداي فأتت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما جاء بك أي بنية قالت جئت لاسلم عليك واستحيت أن تسأله ورجعت فقال علي ما فعلت قالت استحييت أن أسأله فأتيا جميعا النبي صلى الله عليه و سلم فقال علي يا رسول الله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري وقالت فاطمة قد طحنت حتى مجلت يداي وقد جاءك الله بسبي وسعة فأخدمنا فقال والله لا أعطيكم وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم من الجوع لا أجد ما أنفق عليهم ولكن أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم فرجعا فأتاهما النبي صلى الله عليه و سلم وقد دخلا في قطيفتهما إذا غطت رؤوسهما تكشفت أقدامهما وإذا غطت أقدامهما تكشفت رؤوسهما فثارا فقال مكانكما ثم قال ألا أخبركما بخير مما سألتماني قالا بلى

قال كلمات علمنيهن جبرائيل فقال تسبحان الله في دبر كل صلاة عشرا وتحمدان عشرا وتكبران عشرا فإذا أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وكبرا أربعا وثلاثين

قال علي كرم الله وجهه فوالله ما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه و سلم

قال فقال له ابن الكوا ولا ليلة صفين فقال قاتلكم الله يا أهل العراق ولا ليلة صفين

رواه أحمد واللفظ له ورواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وتقدم فيما يقول إذا أوى إلى فراشه بغير هذا السياق وفي هذا السياق ما يستغرب وإسناده جيد ورواته ثقات وعطاء بن السائب ثقة وقد سمع منه حماد بن سلمة قبل اختلاطه والله أعلم

الخميلة بفتح الخاء المعجمة وكسر الميم كساء له خمل يجعل غالبا وهو القطيفة أيضا من أدم بفتح الألف والدال أي من جلد وقيل من جلد أحمر

رحيين بفتح الراء والحاء وتخفيف الياء مثنى رحى وقوله سنوت بفتح السين المهملة والنون أي أستقيت من البئر فكنت مكان السانية وهي الناقة التي تسقى عليها الأرضون

وقوله فاستخدميه أي اسأليه خادما وكذلك قوله فأخدمنا بكسر الدال أي أعطنا خادما وقولها مجلت يداي بفتح الجيم وكسرها أي تقطعت من كثرة الطحن

 

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خصلتان لا يحصيهما عبد إلا دخل الجنة وهما يسير ومن يعمل بهما قليل يسبح الله أحدكم دبر كل صلاة عشرا ويحمده عشرا ويكبره عشرا فتلك مائة وخمسون باللسان وألف وخمسمائة في الميزان إذا أوى إلى فراشه يسبح ثلاثا وثلاثين ويحمد ثلاثا وثلاثين ويكبر أربعا وثلاثين فتلك مائة باللسان وألف في الميزان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وأيكم يعمل في يومه وليلته ألفين وخمسمائة سيئة قال عبد الله رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يعقدهن بيده

قال قيل يا رسول الله كيف لا تحصيها قال يأتي أحدكم الشيطان وهو في صلاته فيقول له اذكر كذا اذكر كذا ويأتيه عند منامه فينومه

رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه واللفظ له

قال المملي رووه كلهم عن حماد بن زيد عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله

2468 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت

رواه النسائي والطبراني بأسانيد أحدها صحيح

وقال شيخنا أبو الحسن هو على شرط البخاري وابن حبان في كتاب الصلاة وصححه

وزاد الطبراني في بعض طرقه وقل هو الله أحد

وإسناده بهذه الزيادة جيد أيضا

2469 - وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ آية الكرسي في دبر الصلاة المكتوبة كان في ذمة الله إلى الصلاة الأخرى

رواه الطبراني بإسناد حسن

2470 - وعن أبي كثير مولى بني هاشم أنه سمع أبا ذر الغفاري رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول كلمات من ذكرهن مائة مرة دبر كل صلاة الله أكبر وسبحان الله

 

والحمد لله ولا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم لو كانت خطاياه مثل زبد البحر لمحتهن

رواه أحمد

وهو موقوف

2471 - وروي عن عبد الله بن أرقم عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من قال دبر كل صلاة سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين فقد اكتال بالجريب الأوفى من الأجر

رواه الطبراني

2472 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال دبر الصلاة سبحان الله العظيم وبحمده لا حول ولا قوة إلا بالله قام مغفورا له

رواه البزار عن أبي الزهراء عن أنس وسنده إلى أبي الزهراء جيد

وأبو الزهراء لا أعرفه

2473 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من دعا بهؤلاء الكلمات أو الدعوات في دبر كل صلاة مكتوبة حلت له الشفاعة مني يوم القيامة اللهم اعط محمدا الوسيلة واجعل في المصطفين محبته وفي العالين درجته وفي المقربين داره

رواه الطبراني وهو غريب

2474 - وروي عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال دبر كل صلاة أستغفر الله وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف

رواه الطبراني في الصغير والأوسط

2475 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذ بيده يوما ثم قال يا معاذ والله إني لأحبك فقال له معاذ بأبي أنت وأمي يا رسول الله وأنا والله أحبك قال أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وأوصى بذلك معاذ الصنابحي وأوصى بها الصنابحي أبا عبد الرحمن وأوصى بها عبد الرحمن عقبة بن مسلم

رواه أبو داود والنسائي واللفظ له وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين

 

الترغيب فيما يقوله ويفعله من رأى في منامه ما يكره

2476 - عن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاثا وليتحول عن جنبه الذي كان عليه

رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه

2477 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بما رأى وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ بالله من شرها ولا يذكرها لاحد فإنها لا تضره

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح

2478 - وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان فمن رأى شيئا يكرهه فلينفث عن شماله ثلاثا وليتعوذ بالله من الشيطان فإنها لا تضره

رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه

وفي رواية للبخاري ومسلم عن أبي سلمة وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها وشر الشيطان وليتفل عن يساره ثلاثا ولا يحدث بها أحدا فإنها لن تضره

وروياه أيضا عن أبي هريرة وفيه فمن رأى شيئا يكرهه فلا يقصه على أحد وليقم فليصل

الحلم بضم الحاء وسكون اللام وبضمها هو الرؤيا وبالضم والسكون فقط هو رؤية الجماع في النوم وهو المراد هنا

قوله فليتفل بضم الفاء وكسرها أي فليبزق وقيل التفل أقل من البزق والنفث أقل من التفل

 

الترغيب في كلمات يقولهن من يأرق أو يفزع بالليل

3 - الترغيب في كلمات يقولهن من يأرق أو يفزع بالليل

2479 - عن عمرو بن شعيب رضي الله عنه عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا فزع أحدكم في النوم فليقل أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فإنها لن تضره

قال وكان عبد الله بن عمرو يلقنها من عقل من ولده ومن لم يعقل كتبها في صك ثم علقها في عنقه

رواه أبو داود والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن غريب والنسائي والحاكم وقال صحيح الإسناد وليس عنده تخصيصها بالنوم

2480 - وفي رواية للنسائي قال كان خالد بن الوليد رجلا يفزع في منامه فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم إذا اضطجعت فقل بسم الله أعوذ بكلمات الله التامة فذكر مثله

وقال مالك في الموطإ بلغني أن خالد بن الوليد قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم إني أروع في منامي فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم فقل

فذكر مثله

ورواه أحمد عن محمد بن يحيى بن حبان عن الوليد بن الوليد أنه قال يا رسول الله إني أجد وحشة

قال إذا أخذت مضجعك فقل

فذكر مثله ومحمد لم يسمع من الوليد

2481 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال حدث خالد بن الوليد رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أهاويل يراها بالليل حالت بينه وبين صلاة الليل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا خالد بن الوليد ألا أعلمك كلمات تقولهن ولا تقولهن ثلاث مرات حتى يذهب الله عنك ذلك قال بلى يا رسول الله بأبي أنت وأمي فإنما شكوت هذا إليك رجاء هذا منك

قال قل أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون

قالت عائشة رضي الله عنها فلم ألبث إلا ليالي حتى جاء خالد بن الوليد فقال يا رسول الله بأبي أنت وأمي والذي بعثك بالحق ما أتممت الكلمات التي علمتني ثلاث مرات حتى

 

أذهب الله عني ما كنت أجد ما أبالي لو دخلت على أسد في خيسته بليل

رواه الطبراني في الأوسط

خيسة الأسد بكسر الخاء المعجمة هو موضعه الذي يأوي إليه

2482 - وعن أبي التياح قال قلت لعبد الرحمن بن خنبش التميمي رضي الله عنه وكان كبيرا أدركت رسول الله صلى الله عليه و سلم قال نعم

قلت كيف صنع رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة كادته الجن

قال إن الشياطين تحدرت تلك الليلة على رسول الله صلى الله عليه و سلم من الأودية والشعاب وفيهم شيطان بيده شعلة من نار يريد أن يحرق بها وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم فهبط إليه جبريل عليه السلام فقال يا محمد قل قال ما أقول قال قل أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن

قال فطفئت نارهم وهزمهم الله تبارك وتعالى

رواه أحمد وأبو يعلى ولكل منهما إسناد جيد محتج به وقد رواه مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد مرسلا ورواه النسائي من حديث ابن مسعود بنحوه

خنبش هو بفتح الخاء المعجمة بعدها نون ساكنة وباء موحدة مفتوحة وشين معجمة

2483 - وعن خالد بن الوليد رضي الله عنه أنه أصابه أرق فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن نمت قل اللهم رب السموات السبع وما أظلت ورب الأرضين وما أقلت ورب الشياطين وما أضلت كن لي جارا من شر خلقك أجمعين أن يفرط علي أحد منهم أو أن يطغى عز جارك وتبارك اسمك

رواه الطبراني في الكبير والأوسط واللفظ له وإسناده جيد إلا أن عبد الرحمن بن سابط لم يسمع من خالد

وقال في الكبير عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك

ورواه الترمذي من حديث بريدة بإسناد فيه ضعف وقال في آخره عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك لا إله إلا أنت

 

الترغيب فيما يقول إذا خرج من بيته إلى المسجد وغيره وإذا دخلهما قال الحافظ كان الأليق بهذا الباب أن يكون عقيب المشي إلى المساجد لكن حصل ذهول عن إملائه هناك وفي كل خير

2484 - عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا خرج الرجل من بيته فقال بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله يقال له حسبك هديت وكفيت ووقيت وتنحى عنه الشيطان

رواه الترمذي وحسنه والنسائي وابن حبان في صحيحه

ورواه أبو داود ولفظه قال إذا خرج الرجل من بيته فقال بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله يقال له حينئذ هديت وكفيت ووقيت وتنحى عنه الشيطان فيقول له شيطان آخر كيف لك برجل هدي وكفي ووقي

2485 - وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من مسلم يخرج من بيته يريد سفرا أو غيره فقال حين يخرج آمنت بالله اعتصمت بالله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله إلا رزق خير ذلك المخرج

رواه أحمد عن رجل لم يسمه عن عثمان وبقية رواته ثقات

2486 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من خرج من بيته إلى الصلاة فقال اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق خروجي إليك إنك تعلم أنه لم يخرجني أشر ولا بطر ولا سمعة ولا رياء خرجت هربا وفرارا من ذنوبي إليك خرجت رجاء رحمتك وشفقا من عذابك خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك أسألك أن تنقذني من النار برحمتك وكل الله به سبعين ألف ملك يستغفرون له وأقبل الله عليه بوجهه حتى يفرغ من صلاته

ذكره رزين ولم أره في شيء من

 

الأصول التي جمعها إنما رواه ابن ماجه بإسناد فيه مقال وحسنه شيخنا الحافظ أبو الحسن رحمه الله

ولفظه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من خرج من بيته إلى الصلاة فقال اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة وخرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك أسألك أن تعيذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت أقبل الله إليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك

2487 - وعن حيوة بن شريح قال لقيت عقبة بن مسلم فقلت له بلغني أنك حدثت عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول إذا دخل المسجد أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم

قال أقط قلت نعم

قال فإذا قال ذلك قال الشيطان حفظ مني سائر ذلك اليوم

رواه أبو داود

2488 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من خرج من بيته إلى المسجد فقال أعوذ بالله العظيم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم ربي الله توكلت على الله فوضت أمري إلى الله لا حول ولا قوة إلا بالله قال له الملك كفيت وهديت ووقيت

ذكره رزين

2489 - وعن جابر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال الشيطان أدركتم المبيت والعشاء

رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه

2490 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يا بني إذا

 

دخلت على أهلك فسلم فتكون بركة عليك وعلى أهل بيتك

رواه الترمذي عن علي بن زيد عن ابن المسيب عنه وقال حديث حسن صحيح غريب

2491 - وروي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من سره أن لا يجد الشيطان عنده طعاما ولا مقيلا ولا مبيتا فليسلم إذا دخل بيته وليسم على طعامه

رواه الطبراني

2492 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة كلهم ضامن على الله عز و جل رجل خرج غازيا في سبيل الله عز و جل فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة بما نال من أجر أو غنيمة ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر أو غنيمة ورجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله عز و جل

رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه

ولفظه قال ثلاثة كلهم ضامن على الله إن عاش رزق وكفي وإن مات دخل الجنة رجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله

فذكر الحديث

5 - الترغيب فيما يقوله من حصلت له وسوسة في الصلاة وغيرها

2493 - عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن أحدكم يأتيه الشيطان فيقول من خلقك فيقول الله فيقول من خلق الله فإذا وجد ذلك أحدكم فليقل آمنت بالله ورسوله فإن ذلك يذهب عنه

رواه أحمد بإسناد جيد وأبو يعلى والبزار ورواه الطبراني في الكبير والأوسط من حديث عبد الله بن عمرو

ورواه أحمد أيضا من حديث خزيمة بن ثابت رضي الله عنه وتقدم في الذكر وغيره حديث الحارث الأشعري وفيه وآمركم بذكر الله كثيرا ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره حتى أتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه وكذلك العبد لا ينجو من

 

الشيطان إلا بذكر الله

رواه الترمذي وصححه وابن خزيمة وابن حبان وغيرهما

2494 - وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال تمنيت أن أكون سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم ماذا ينجينا مما يلقي الشيطان من أنفسنا فقال أبو بكر رضي الله عنه قد سألته عن ذلك فقال ينجيكم منه ما أمرت به عمي أن يقوله فلم يقله

رواه أحمد وإسناده جيد حسن

وعبد الرحمن بن معاوية أبو الحويرث وثقه ابن حبان وله شواهد

2495 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا من خلق كذا حتى يقول من خلق ربك فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي

وفي رواية لمسلم فليقل آمنت بالله ورسوله

وفي رواية لابي داود والنسائي فقولوا الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ثم ليتفل عن يساره ثلاثا وليستعذ بالله من الشيطان

وفي رواية للنسائي فليستعذ بالله منه ومن فتنه

2496 - وعن أبي زميل سماك بن الوليد رضي الله عنه قال سألت ابن عباس فقلت ما شيء أجده في صدري

قال ما هو قلت والله لا أتكلم به

قال فقال لي أشيء من شك قال وضحك قال ما نجا من ذلك أحد

قال حتى أنزل الله عز و جل فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين البقرة 741

قال فقال لي إذا وجدت في نفسك شيئا فقل هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم

رواه أبو داود

 

وعن عثمان بن العاصي رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله واتفل عن يسارك

قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عني

رواه مسلم

خنزب بكسر الخاء المعجمة وسكون النون وفتح الزاي بعدها باء موحدة

6 - الترغيب في الاستغفار

2498 - عن أبي ذر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال يقول الله عز و جل يا ابن آدم كلكم مذنب إلا من عافيت فاستغفروني أغفر لكم وكلكم فقير إلا من أغنيت فاسألوني أعطكم وكلكم ضال إلا من هديت فاسألوني الهدى أهدكم ومن استغفرني وهو يعلم أني ذو قدرة على أن أغفر له غفرت له ولا أبالي ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على قلب أشقى رجل واحد منكم ما نقص ذلك من سلطاني مثل جناح بعوضة ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زادوا في سلطاني مثل جناح بعوضة ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم سألوني حتى تنتهي مسألة كل واحد منهم فأعطيتهم ما سألوني ما نقص ذلك مما عندي كمغرز إبرة لو غمسها أحدكم في البحر وذلك أني جواد ماجد واحد عطائي كلام وعذابي كلام إنما أمري لشيء إذا أردته أن أقول له كن فيكون

رواه مسلم والترمذي وحسنه وابن ماجه والبيهقي واللفظ له وفي إسناده شهر بن حوشب وإبراهيم بن طهمان ولفظ الترمذي نحوه إلا أنه قال يا عبادي ويأتي لفظ لمسلم في الباب بعده إن شاء الله

2499 - وعن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول قال الله يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي

يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك

 

عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي

يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

العنان بفتح العين المهملة هو السحاب

وقراب الأرض بضم القاف ما يقارب ملأها

2500 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال قال إبليس وعزتك لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم فقال وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني

رواه أحمد والحاكم من طريق دراج وقال الحاكم صحيح الإسناد

2501 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أدلكم على دائكم ودوائكم ألا إن داءكم الذنوب ودواءكم الاستغفار

رواه البيهقي وقد روي عن قتادة من قوله وهو أشبه بالصواب

2502 - وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب

رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه والحاكم والبيهقي كلهم من رواية الحكم بن مصعب وقال الحاكم صحيح الإسناد

2503 - وعن عبد بن بسر رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول طوبى لمن وجد في صحيفته استغفار كثير

رواه ابن ماجه بإسناد صحيح والبيهقي

2504 - وعن الزبير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار

رواه البيهقي بإسناد لا بأس به

 

وعن أم عصمة العوصية رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من مسلم يعمل ذنبا إلا وقف الملك ثلاث ساعات فإن استغفر من ذنبه لم يكتبه عليه ولم يعذبه الله يوم القيامة

رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد

2506 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة فإن هو نزع واستغفر صقلت فإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه فذلك الران الذي ذكره الله تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون المطففين 41

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

2507 - وروي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن للقلوب صدأ كصدإ النحاس وجلاؤها الاستغفار

رواه البيهقي

2508 - وعن علي رضي الله عنه قال كنت رجلا إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم حديثا نفعني الله به بما شاء أن ينفعني وإذا حدثني أحد من أصحابه استحلفته فإذا حلف لي صدقته وقال وحدثني أبو بكر رضي الله عنه وصدق أبو بكر أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من عبد يذنب ذنبا فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له ثم قرأ هذه الآية والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم آل عمران 531

إلى آخر الآية

رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وليس عند بعضهم ذكر الركعتين وقال الترمذي حديث حسن غريب وذكر أن بعضهم وقفه

2509 - وعن بلال بن يسار بن زيد رضي الله عنه قال حدثني أبي عن جدي أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف

رواه أبو داود والترمذي وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه

 

قال الحافظ وإسناده جيد متصل فقد ذكر البخاري في تاريخه الكبير أن بلال سمع من أبيه يسار وأن يسارا سمع من أبيه زيد مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد اختلف في يسار والد بلال هل هو بالباء الموحدة أو بالياء المثناة تحت وذكر البخاري في تاريخه أنه بالموحدة والله أعلم

ورواه الحاكم من حديث ابن مسعود وقال صحيح على شرطهما إلا أنه قال يقولها ثلاثا

2510 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم في مسيره فقال استغفروا الله فاستغفرنا فقال أتموها سبعين مرة يعني فأتممناها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من عبد ولا أمة يستغفر الله في يوم سبعين مرة إلا غفر الله له سبعمائة ذنب وقد خاب عبد أو أمة عمل في يوم وليلة أكثر من سبعمائة ذنب

رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي والأصبهاني

2511 - وعن أنس أيضا رضي الله عنه في قوله عز و جل فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم البقرة 73 قال قال سبحانك اللهم وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك خير الغافرين لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فارحمني إنك أنت أرحم الراحمين لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم

ذكر أنه عن النبي صلى الله عليه و سلم ولكن شك فيه

رواه البيهقي وفي إسناده من لا يحضرني حاله

2512 - وعن محمد بن عبد الله بن محمد بن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن أبيه عن جده قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال واذنوباه واذنوباه فقال هذا القول مرتين أو ثلاثا فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم قل اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي ورحمتك أرجى عندي من عملي فقالها ثم قال عد فعاد ثم قال عد فعاد ثم قال قم فقد غفر الله لك

رواه الحاكم وقال رواته مدنيون لا يعرف واحد منهم بجرح

2513 - وعن البراء رضي الله عنه قال له رجل يا أبا عمارة ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة البقرة 591 أهو الرجل يلقى العدو فيقاتل حتى يقتل قال لا ولكن هو الرجل يذنب الذنب فيقول لا يغفره الله رواه الحاكم موقوفا وقال صحيح على شرطهما

 

الترغيب في كثرة الدعاء وما جاء في فضله

2514 - عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم فيما يروي عن ربه عز و جل أنه قال يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم

يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم

يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم

يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم

يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا

يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا

يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان منهم مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله عز و جل ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه

قال سعيد كان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه

رواه مسلم واللفظ له

ورواه الترمذي وابن ماجه عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عنه ولفظ ابن ماجه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله تبارك وتعالى يقول يا عبادي كلكم مذنب إلا من عافيته فاسألوني المغفرة أغفر لكم ومن علم منكم أني ذو قدرة على المغفرة واستغفرني بقدرتي غفرت له وكلكم ضال إلا من هديت فاسألوني الهدى أهدكم وكلكم فقير إلا من أغنيت فاسألوني أرزقكم ولو أن حيكم وميتكم وأولكم وآخركم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا فكانوا على قلب أتقى عبد من عبادي لم يزد في ملكي جناح بعوضة ولو اجتمعوا فكانوا على قلب أشقى عبد من عبادي لم ينقص من ملكي جناح بعوضة ولو أن حيكم وميتكم وأولكم وآخركم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا فسأل كل سائل منهم ما بلغت أمنيته ما نقص من ملكي إلا كما لو أن أحدكم مر بشفة البحر فغمس فيها إبرة ثم نزعها ذلك بأني

 

جواد ماجد عطائي كلام إذا أردت شيئا فإنما أقول له كن فيكون

ورواه البيهقي بنحو ابن ماجه وتقدم لفظه في الباب قبله

المخيط بكسر الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح الياء المثناة تحت هو ما يخاط به الثوب كالإبرة ونحوها

2515 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله عز و جل يقول أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني

رواه البخاري ومسلم واللفظ له والترمذي والنسائي ابن ماجه

2516 - وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الدعاء هو العبادة ثم قرأ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين غافر 06

رواه أبو داود والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن صحيح والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد

2517 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر من الدعاء في الرخاء

رواه الترمذي والحاكم من حديثه ومن حديث سلمان وقال في كل منهما صحيح الإسناد

2518 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس شيء أكرم على الله من الدعاء في الرخاء

رواه الترمذي وقال غريب وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد

2519 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول قال الله تعالى يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي

 

الحديث رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب وتقدم بتمامه في الاستغفار

2520 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله تعالى إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم فقال رجل من القوم إذا نكثر

قال الله أكثر

رواه الترمذي واللفظ له والحاكم كلاهما من رواية عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وقال الترمذي حديث حسن صحيح غريب وقال الحاكم صحيح الإسناد قال الجراحي يعني الله أكثر إجابة

2521 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من مسلم ينصب وجهه لله عز و جل في مسألة إلا أعطاها إياه إما أن يعجلها له وإما أن يدخرها له في الآخرة

رواه أحمد بإسناد لا بأس به

2522 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها

قالوا إذا نكثر

قال الله أكثر

رواه أحمد والبزار وأبو يعلى بأسانيد جيدة والحاكم وقال صحيح الإسناد

2523 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يدعو الله بالمؤمن يوم القيامة حتى يوقفه بين يديه فيقول عبدي إني أمرتك أن تدعوني ووعدتك أن أستجيب لك فهل كنت تدعوني فيقول نعم يا رب فيقول أما إنك لم تدعني بدعوة إلا استجبت لك أليس دعوتني يوم كذا وكذا لغم نزل بك أن أفرج عنك ففرجت عنك فيقول نعم يا رب

فيقول إني عجلتها لك في الدنيا ودعوتني يوم كذا وكذا لغم نزل بك أن أفرج عنك فلم تر فرجا

قال نعم يا رب فيقول إني ادخرت لك بها في الجنة كذا وكذا ودعوتني

 

في حاجة أقضيها لك في يوم كذا وكذا فقضيتها فيقول نعم يا رب فيقول إني عجلتها لك في الدنيا ودعوتني يوم كذا وكذا في حاجة أقضيها لك فلم تر قضاءها فيقول نعم يا رب فيقول إني ادخرت لك بها في الجنة كذا وكذا

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فلا يدع الله دعوة دعا بها عبده المؤمن إلا بين له إما أن يكون عجل له في الدنيا وإما أن يكون ادخر له في الآخرة

قال فيقول المؤمن في ذلك المقام يا ليته لم يكن عجل له شيء من دعائه

رواه الحاكم

2524 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تعجزوا في الدعاء فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد

رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد

2525 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السموات والأرض

رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد ورواه أبو يعلى من حديث علي

2526 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة وما سئل الله شيئا يعني أحب إليه من أن يسأل العافية

وقال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء

رواه الترمذي والحاكم كلاهما من رواية عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي وهو ذاهب الحديث عن موسى بن عقبة عن نافع عنه وقال الترمذي حديث غريب وقال الحاكم صحيح الإسناد

2527 - وعن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين

رواه أبو داود والترمذي وحسنه واللفظ له وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين

الصفر بكسر الصاد المهملة وإسكان الفاء هو الفارغ

 

وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله رحيم كريم يستحيي من عبده أن يرفع إليه يديه ثم لا يضع فيهما خيرا

رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد وفي ذلك نظر

2529 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل

رواه أبو داود والترمذي والحاكم وصححه وقال الترمذي حديث حسن صحيح ثابت

يوشك بكسر الشين المعجمة أي يسرع وزنه ومعناه

2530 - وعن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يذنبه

رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم واللفظ له وقال صحيح الإسناد

2531 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يغني حذر من قدر والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة

رواه البزار والطبراني والحاكم وقال صحيح الإسناد

يعتلجان أي يتصارعان ويتدافعان

2532 - وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

2533 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سلوا الله من فضله فإن الله يحب أن يسأل وأفضل العبادة انتظار الفرج

رواه الترمذي وابن أبي الدنيا وقال الترمذي هكذا روى حماد بن واقد هذا الحديث وحماد بن واقد ليس بالحافظ وروى أبو نعيم هذا الحديث عن إسرائيل عن حكيم بن جبير عن رجل عن النبي صلى الله عليه و سلم وحديث أبي نعيم أشبه أن يكون أصح

 

وروي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الدعاء مخ العبادة

رواه الترمذي وقال حديث غريب

2535 - روي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أدلكم على ما ينجيكم من عدوكم ويدر لكم أرزاقكم تدعون الله في ليلكم ونهاركم فإن الدعاء سلاح المؤمن

رواه أبو يعلى

8 - الترغيب في كلمات يستفتح بها الدعاء وبعض ما جاء في اسم الله الأعظم

2536 - عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سمع رجلا يقول اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال لقد سألت الله بالاسم الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب

رواه أبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم إلا أنه قال فيه لقد سألت الله باسمه الأعظم

وقال صحيح على شرطهما

قال المملي قال شيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي وإسناده لا مطعن فيه ولم يرد في هذا الباب حديث أجود إسنادا منه

2537 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال سمع النبي صلى الله عليه و سلم رجلا وهو يقول يا ذا الجلال والإكرام فقال قد استجيب لك فسل

رواه الترمذي وقال حديث حسن

2538 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لله ملكا موكلا بمن يقول يا أرحم الراحمين فمن قالها ثلاثا قال الملك إن أرحم الراحمين قد أقبل عليك فسل

رواه الحاكم

 

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه و سلم بأبي عياش زيد بن الصامت الزرقي وهو يصلي وهو يقول اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت يا حنان يا منان يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لقد سألت الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى

رواه أحمد واللفظ له وابن ماجه

ورواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم وزاد هؤلاء الأربعة يا حي يا قيوم وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم وزاد الحاكم في رواية له أسألك الجنة وأعوذ بك من النار

2540 - وعن السري بن يحيى رضي الله عنه عن رجل من طيىء وأثنى عليه خيرا قال كنت أسأل الله عز و جل أن يريني الاسم الذي إذا دعي به أجاب فرأيت مكتوبا في الكواكب في السماء يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام

رواه أبو علي ورواته ثقات

2541 - وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من دعا بهؤلاء الكلمات الخمس لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه لا إله إلا الله والله أكبر لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله

رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسناد حسن

2542 - وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم البقرة 361 وفاتحة سورة آل عمران الله لا إله إلا هو الحي القيوم آل عمران 2

رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وقال الترمذي حديث حسن صحيح

قال المملي عبد العظيم رووه كلهم عن عبيد الله بن أبي زياد القداح عن شهر بن حوشب عن أسماء ويأتي الكلام عليهما

 

وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول اللهم إني أسألك باسمك الطاهر الطيب المبارك الأحب إليك الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت وإذا استرحمت به رحمت وإذا استفرجت به فرجت

قلت فقال يوما يا عائشة هل علمت أن الله قد دلني على الاسم الذي إذا دعي به أجاب قالت فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله فعلمنيه قال إنه لا ينبغي لك يا عائشة

قالت فتنحيت وجلست ساعة ثم قمت فقبلت رأسه ثم قلت له يا رسول الله علمنيه قال إنه لا ينبغي لك يا عائشة أن أعلمك إنه لا ينبغي أن تسألي به شيئا للدنيا

قالت فقمت فتوضأت ثم صليت ركعتين ثم قلت اللهم إني أدعوك الله وأدعوك الرحمن وأدعوك البر الرحيم وأدعوك بأسمائك الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم أن تغفر لي وترحمني

قالت فاستضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال إنه لفي الأسماء التي دعوت بها

رواه ابن ماجه

2544 - وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال بينا رسول الله صلى الله عليه و سلم قاعد إذ دخل رجل فصلى فقال اللهم اغفر لي وارحمني فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم عجلت أيها المصلي إذا صليت فقعدت فاحمد الله بما هو أهله وصل علي ثم ادعه

قال ثم صلى رجل آخر بعد ذلك فحمد الله وصلى على النبي صلى الله عليه و سلم فقال له النبي صلى الله عليه و سلم أيها المصلي ادع تجب

رواه أحمد وأبو داود والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن والنسائي ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما

2545 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم دعوة ذي النون إذ دعاه وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين الأنبياء 78 فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له

رواه الترمذي واللفظ له والنسائي والحاكم وقال صحيح الإسناد

للمؤمنين عامة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا تسمع إلى قول الله عز و جل فنجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين الأنبياء وزاد في طريق عنده فقال

 

رجل يا رسول الله هل كانت ليونس خاصة أم 88

2546 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قال العبد يا رب يا رب يا رب

قال الله لبيك عبدي سل تعط

رواه ابن أبي الدنيا مرفوعا هكذا وموقوفا على أنس

وروى الحاكم وغيره عن أبي الدرداء وابن عباس أنهما قالا اسم الله الأكبر رب رب

9 - الترغيب في الدعاء في السجود ودبر الصلوات وجوف الليل الأخير

2547 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أقرب ما يكون العبد من ربه عز و جل وهو ساجد فأكثروا الدعاء

رواه مسلم وأبو داود والنسائي

2548 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له

رواه مالك والبخاري ومسلم والترمذي وغيرهم

وفي رواية لمسلم إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول هل من سائل فيعطى هل من داع فيستجاب له هل من مستغفر يغفر له حتى ينفجر الصبح

2549 - وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول أقرب ما يكون العبد من الرب في جوف الليل فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن

رواه أبو داود والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

 

2550 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله أي الدعاء أسمع قال جوف الليل الأخير ودبر الصلوات المكتوبات

رواه الترمذي وقال حديث حسن

10 - الترهيب من استبطاء الإجابة وقوله دعوت فلم يستجب لي

10 - الترهيب من استبطاء الإجابة وقوله دعوت فلم يستجب لي

2551 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يستجاب لاحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه

وفي رواية لمسلم والترمذي لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل

قيل يا رسول الله ما الاستعجال قال يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء

فيستحسر أي يمل ويعيى فيترك الدعاء

2552 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل

قالوا يا نبي الله وكيف يستعجل قال يقول قد دعوت ربي فلم يستجب لي

رواه أحمد واللفظ له وأبو يعلى ورواتها محتج بهم في الصحيح إلا أبا هلال الراسبي

الترهيب من رفع المصلي رأسه إلى السماء وقت الدعاء وأن يدعو الإنسان وهو غافل

2553 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لينتهين أقوام عن رفعهم

 

أبصارهم عند الدعاء في الصلاة إلى السماء أو ليخطفن الله أبصارهم

رواه مسلم والنسائي وغيرهما

2554 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال القلوب أوعية وبعضها أوعى من بعض فإذا سألتم الله عز و جل يا أيها الناس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة فإن الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل

رواه أحمد بإسناد حسن

2555 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه

رواه الترمذي والحاكم وقال مستقيم الإسناد تفرد به صالح المري وهو أحد زهاد البصرة

قال الحافظ صالح المري لا شك في زهده لكن تركه أبو داود والنسائي

الترهيب من دعاء الإنسان على نفسه وولده وخادمه وماله 1 عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على خدمكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم

رواه مسلم وأبو داود وابن خزيمة في صحيحه وغيرهم

2556 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث دعوات لا شك في إجابتهن دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على ولده

رواه الترمذي وحسنه

2557 - وروى ابن ماجة عن أم حكيم عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال دعاء الوالد يفضي إلى الحجاب ويأتي في باب دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب أحاديث فيها ذكر دعاء الوالد

 

الترغيب في إكثار الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم والترهيب من تركها عند ذكره صلى الله عليه و سلم كثيرا دائما

2558 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشرا

رواه مسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وابن حبان في صحيحه

وفي بعض ألفاظ الترمذي من صلى علي مرة واحدة كتب الله له بها عشر حسنات

2559 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من ذكرت عنده فليصل علي ومن صلى علي مرة صلى الله عليه بها عشرا

وفي رواية من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات ويحط عنه بها عشر سيئات ورفعه بها عشر درجات

رواه أحمد والنسائي واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات

2560 - والطبراني في الصغير والأوسط ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشرا ومن صلى علي عشرا صلى الله عليه مائة ومن صلى علي مائة كتب الله بين عينيه براءة من النفاق وبراءة من النار وأسكنه الله يوم القيامة مع الشهداء

وفي إسناده إبراهيم بن سالم بن شبل الهجعي لا أعرفه بجرح ولا عدالة

2561 - وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فاتبعته حتى دخل نخلا فسجد فأطال السجود حتى خفت أو خشيت أن يكون الله قد توفاه أو قبضه

 

قال فجئت أنظر فرفع رأسه فقال ما لك يا عبد الرحمن قال فذكرت ذلك له

قال فقال إن جبريل عليه السلام قال لي ألا أبشرك أن الله عز و جل يقول من صلى عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه

زاد في رواية فسجدت لله شكرا

رواه أحمد والحاكم وقال صحيح الإسناد

2562 - ورواه ابن أبي الدنيا وأبو يعلى ولفظه قال كان لا يفارق رسول الله صلى الله عليه و سلم منا خمسة أو أربعة من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم لما ينوبه من حوائجه بالليل والنهار

قال فجئته وقد خرج فاتبعته فدخل حائطا من حيطان الأشراف فصلى فسجد فأطال السجود فبكيت وقلت قبض الله روحه قال فرفع رأسه فدعاني فقال ما لك فقلت يا رسول الله أطلت السجود وقلت قبض الله روح رسوله لا أراه أبدا

قال سجدت شكرا لربي فيما أبلاني في أمتي من صلى علي صلاة من أمتي كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات

لفظ أبي يعلى وقال ابن أبي الدنيا من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا

وفي إسنادهما موسى بن عبيدة الربذي

قوله فيما أبلاني أي فيما أنعم علي والإبلاء الإنعام

2563 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من صلى علي مرة كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفعه بها عشر درجات وكن له عدل عشر رقاب

رواه ابن أبي عاصم في كتاب الصلاة عن مولى للبراء لم يسمه عنه

2564 - وعن أبي بردة بن نيار رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى علي من أمتي صلاة مخلصا من قلبه صلى الله عليه بها عشر صلوات ورفعه بها عشر درجات وكتب له بها عشر حسنات ومحا عنه بها عشر سيئات

رواه النسائي والطبراني والبزار

2564 - وعن أبي بردة بن نيار رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى علي من أمتي صلاة مخلصا من قلبه صلى الله عليه بها عشر صلوات ورفعه بها عشر درجات وكتب له بها عشر حسنات ومحا عنه بها عشر سيئات

رواه النسائي والطبراني والبزار

2565 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه

 

بها عشرا ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة من الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له الشفاعة

رواه مسلم وأبو داود والترمذي

2566 - وعنه رضي الله عنه قال من صلى على النبي صلى الله عليه و سلم واحدة صلى الله عليه وملائكته سبعين صلاة

رواه أحمد بإسناد حسن

2567 - وعن أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه قال أصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما طيب النفس يرى في وجهه البشر

قالوا يا رسول الله أصبحت اليوم طيب النفس يرى في وجهك البشر قال أجل أتاني آت من ربي عز و جل فقال من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات ورد عليه مثلها

رواه أحمد والنسائي

وفي رواية لاحمد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم جاء ذات يوم والسرور يرى في وجهه فقالوا يا رسول الله إنا لنرى السرور في وجهك فقال إنه أتاني الملك فقال يا محمد أما يرضيك أن ربك عز و جل يقول إنه لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشرا ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشرا قال بلى

ورواه ابن حبان في صحيحه بنحو هذه ورواه الطبراني ولفظه قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم وأسارير وجهه تبرق فقلت يا رسول الله ما رأيتك أطيب نفسا ولا أظهر بشرا من يومك هذا

قال وما لي لا تطيب نفسي ويظهر بشري وإنما فارقني جبريل عليه السلام الساعة فقال يا محمد من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفعه بها عشر درجات وقال له الملك مثل ما قال لك

فقلت يا جبريل وما ذاك الملك قال إن الله عز و جل وكل ملكا من لدن خلقك إلى أن يبعثك لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا قال وأنت صلى الله عليك

 

وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة فإنه أتاني جبريل آنفا عن ربه عز و جل فقال ما على الأرض من مسلم يصلي عليك مرة واحدة إلا صليت أنا وملائكتي عليه عشرا

رواه الطبراني عن أبي ظلال عنه وأبو ظلال وثق ولا يضر في المتابعات

2569 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا ملك موكل بها حتى يبلغنيها

رواه الطبراني في الكبير

2570 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام

رواه النسائي وابن حبان في صحيحه

2571 - وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال حيثما كنتم فصلوا علي

فإن صلاتكم تبلغني

رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن

2572 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى علي بلغتني صلاته وصليت عليه وكتب له سوى ذلك عشر حسنات

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد لا بأس به

2573 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما من أحد يسلم علي إلا رد الله إلي روحي حتى أرد عليه السلام

رواه أحمد وأبو داود

2574 - وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله وكل بقبري ملكا أعطاه الله أسماء الخلائق فلا يصلي علي أحد إلى يوم القيامة إلا أبلغني باسمه واسم أبيه هذا فلان بن فلان قد صلى عليك

رواه البزار وأبو الشيخ ابن حبان ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لله تبارك وتعالى ملكا أعطاه أسماء الخلائق فهو قائم على قبري إذا مت فليس أحد يصلي علي صلاة إلا قال يا محمد صلى عليك فلان بن فلان

قال فيصلي الرب تبارك وتعالى على ذلك الرجل بكل واحدة عشرا

رواه الطبراني في الكبير بنحوه

 

قال الحافظ رووه كلهم عن نعيم بن ضمضم وفيه خلاف عن عمران بن الحميري ولا يعرف

2575 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة

رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه كلاهما من رواية موسى بن يعقوب الزمعي

2576 - وعن عامر بن ربيعة عن أبيه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب ويقول من صلى علي صلاة لم تزل الملائكة تصلي عليه ما صلى علي فليقل عبد من ذلك أو ليكثر

رواه أحمد وأبو بكر بن أبي شيبة وابن ماجه كلهم عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر عن أبيه وعاصم وإن كان واهي الحديث فقد مشاه بعضهم وصحح له الترمذي وهذا الحديث حسن في المتابعات والله أعلم

2577 - وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ذهب ربع الليل قام فقال يا أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه جاء الموت بما فيه

قال أبي بن كعب فقلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة فكم أجعل لك من صلاتي

قال ما شئت قال قلت الربع

قال ما شئت وإن زدت فهو خير لك قال فقلت فثلثين قال ما شئت فإن زدت فهو خير لك

قلت النصف قال ما شئت وإن زدت فهو خير لك

قال أجعل لك صلاتي كلها قال إذا يكفى همك ويغفر لك ذنبك

رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه قال الترمذي حديث حسن صحيح

وفي رواية لاحمد عنه قال قال رجل يا رسول الله أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك قال إذا يكفيك الله تبارك وتعالى ما أهمك من دنياك وآخرتك وإسناد هذه جيد

قوله أكثر الصلاة فكم أجعل لك من صلاتي معناه أكثر الدعاء فكم أجعل لك من دعائي صلاة عليك

 

وعن محمد بن يحيى بن حبان عن أبيه عن جده رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله صلى الله عليه و سلم أجعل ثلث صلاتي عليك قال نعم إن شئت

قال الثلثين قال نعم إن شئت

قال فصلاتي كلها قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك

رواه الطبراني بإسناد حسن

2579 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى علي في يوم ألف مرة لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة

رواه أبو حفص بن شاهين

2580 - وروي عن أبي كاهل رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا كاهل من صلى علي كل يوم ثلاث مرات وكل ليلة ثلاث مرات حبا وشوقا إلي كان حقا على الله أن يغفر له ذنوبه تلك الليلة وذلك اليوم

رواه ابن أبي عاصم والطبراني في حديث طويل إلا أنه قال حقا على الله أن يغفر له بكل مرة ذنوب حول

وهو بهذا اللفظ منكر وأبو كاهل أحمسي وقيل بجلي يقال اسمه عبد الله بن مالك وقيل قيس بن عائد وقيل غير ذلك والله أعلم

2581 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال أيما رجل مسلم لم يكن عنده صدقة فليقل في دعائه اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وصل على المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات فإنها زكاة

وقال لا يشبع مؤمن خيرا حتى يكون منتهاه الجنة

رواه ابن حبان في صحيحه من طريق دراج عن أبي الهيثم

2582 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أكثروا علي من الصلاة كل يوم الجمعة فإنه مشهود تشهده الملائكة وإن أحدا لن يصلي علي إلا عرضت علي صلاته حتى يفرغ منها قال قلت وبعد الموت قال إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

رواه ابن ماجه بإسناد جيد

2583 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أكثروا علي من الصلاة في كل يوم الجمعة فإن صلاة أمتي تعرض علي في كل يوم جمعة فمن كان أكثرهم علي صلاة كان أقربهم مني منزلة

رواه البيهقي بإسناد حسن إلا أن مكحولا

قيل لم يسمع من أبي أمامة

 

وعن أوس بن أوس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصفقة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي

قالوا يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت يعني بليت فقال إن الله عز و جل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء

رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه

أرمت بفتح الهمزة والراء وسكون الميم وروي بضم الهمزة وكسر الراء

2585 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال جزى الله عنا محمدا ما هو أهله أتعب سبعين كاتبا ألف صباح

رواه الطبراني في الكبير والأوسط

2586 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما من عبدين متحابين يستقبل أحدهما صاحبه ويصليان على النبي صلى الله عليه و سلم لم يتفرقا حتى يغفر لهما ذنوبهما ما تقدم منهما وما تأخر

رواه أبو يعلى

2587 - وعن رويفع بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال اللهم صل على محمد وأنزله المقعد المقرب عندك يوم القيامة وجبت له شفاعتي

رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط وبعض أسانيدهم حسن

2588 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال إذا صليتم على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأحسنوا الصلاة فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه

قال فقالوا له فعلمنا قال قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين محمد عبدك ورسولك إمام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه فيه الأولون والآخرون

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد

رواه ابن ماجه موقوفا بإسناد حسن

 

وعن علي رضي الله عنه قال كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد صلى الله عليه و سلم

رواه الطبراني في الأوسط موقوفا ورواته ثقات ورفعه بعضهم والموقوف أصح

2590 - ورواه الترمذي عن أبي قرة الأسدي عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب موقوفا قال إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك صلى الله عليه و سلم

2591 - وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم احضروا المنبر فحضرنا فلما ارتقى درجة قال آمين فلما ارتقى الدرجة الثانية قال آمين فلما ارتقى الدرجة الثالثة قال آمين فلما نزل قلنا يا رسول الله لقد سمعنا منك اليوم شيئا ما كنا نسمعه قال إن جبريل عرض لي فقال بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له

قلت آمين فلما رقيت الثانية

قال بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين فلما رقيت الثالثة قال بعد من أدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة

قلت آمين

رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد

2592 - وعن مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال صعد رسول الله صلى الله عليه و سلم المنبر فلما رقي عتبة

قال آمين ثم رقي أخرى فقال آمين ثم رقي عتبة ثالثة فقال آمين ثم قال أتاني جبريل عليه السلام فقال يا محمد من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله فقلت آمين

قال ومن أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار فأبعده الله فقلت آمين

قال ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله

قل آمين فقلت آمين

رواه ابن حبان في صحيحه

2593 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم ارتقى على المنبر فأمن ثلاث مرات ثم قال أتدرون لم أمنت قلت الله ورسوله أعلم قال جاءني جبريل عليه السلام فقال إنه من ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله وأسحقه

قلت آمين قال ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما دخل النار فأبعده الله وأسحقه

 

قلت آمين ومن أدرك رمضان فلم يغفر له دخل النار فأبعده الله وأسحقه فقلت آمين

رواه الطبراني بإسناد لين

2594 - وروي عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل المسجد وصعد المنبر فقال آمين آمين آمين فلما انصرف

قيل يا رسول الله رأيناك صنعت شيئا ما كنت تصنعه فقال إن جبريل تبدى لي في أول درجة فقال يا محمد من أدرك والديه فلم يدخلاه الجنة فأبعده الله ثم أبعده فقلت آمين ثم قال لي في الدرجة الثانية ومن أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فأبعده الله ثم أبعده فقلت آمين ثم تبدى لي في الدرجة الثالثة فقال ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله ثم أبعده

فقلت آمين

رواه البزار والطبراني

2595 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صعد المنبر فقال آمين آمين آمين

قيل يا رسول الله إنك صعدت المنبر فقلت آمين آمين آمين فقال إن جبريل عليه السلام أتاني فقال من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله

قل آمين فقلت آمين ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله

قل آمين فقلت آمين

رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحه واللفظ له

2596 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

رغم بكسر الغين المعجمة أي لصق بالرغام وهو التراب ذلا وهوانا وقال ابن الأعرابي هو بفتح الغين ومعناه ذل

2597 - وعن حسين بن علي رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ذكرت عنده فخطىء الصلاة علي خطىء طريق الجنة

رواه الطبراني وروي مرسلا عن محمد ابن الحنفية

2598 - وفي رواية لابن أبي عاصم عن محمدا ابن الحنفية قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ذكرت عنده فنسي الصلاة علي خطىء طريق الجنة

 

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من نسي الصلاة علي خطىء طريق الجنة

رواه ابن ماجه والطبراني وغيرهما عن جبارة بن المغلس وهو مختلف في الاحتجاج به وقد عد هذا الحديث من مناكيره

2600 - وعن حسين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي

رواه النسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه الترمذي وزاد في سنده علي بن أبي طالب وقال حديث حسن صحيح غريب

2601 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال خرجت ذات يوم فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ألا أخبركم بأبخل الناس

قالوا بلى يا رسول الله

قال من ذكرت عنده فلم يصل علي فذلك أبخل الناس

رواه ابن أبي عاصم في كتاب الصلاة من طريق علي بن يزيد عن القاسم

قال الحافظ المملي من هذا الكتاب أبواب متفرقة وتأتي أبواب أخر إن شاء الله فتقدم ما يقوله من خاف شيئا من الرياء في باب الرياء وما يقوله بعد الوضوء في كتاب الطهارة وما يقوله بعد الأذان وما يقوله بعد صلاة الصبح والعصر والمغرب والعشاء في كتاب الصلاة وما يقول حين يأوي إلى فراشه في كتاب النوافل وكذلك ما يقول إذا استيقظ من الليل وما يقول إذا أصبح وأمسى ودعاء الحاجة فيه أيضا ويأتي إن شاء الله في كتاب البيوع ذكر الله في الأسواق ومواطن الغفلة وما يقوله المديون والمكروب والمأسور وفي كتاب اللباس ما يقوله من لبس ثوبا جديدا

وفي كتاب الطعام التسمية وحمد الله بعد الأكل

وفي كتاب القضاء ما يقوله من خاف ظالما

وفي كتاب الأدب ما يقول من ركب دابته ومن عثرت به دابته ومن نزل منزلا ودعاء المرء لأخيه بظهر الغيب

وفي كتاب الجنائز الدعاء بالعافية وما يقوله من رأى مبتلى وما يقوله من آلمه شيء من جسده وما يدعى به للمريض وما يدعو به المريض وما يقول من مات له ميت

وفي كتاب صفة الجنة والنار سؤال الجنة والاستعاذة من النار من الله نسأل التيسير والإعانة

كتاب البيوع وغيرها الترغيب في الاكتساب بالبيع وغيره عن المقدام بن معديكرب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود عليه الصلاة و السلام كان يأكل من عمل يده

رواه البخاري وغيره وابن ماجه ولفظه قال ما كسب الرجل كسبا أطيب من عمل يده وما أنفق الرجل على نفسه وأهله وولده وخادمه فهو صدقة

2603 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه

رواه مالك والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي

2604 - وعن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأن يأخذ أحدكم أحبله فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أم منعوا

رواه البخاري

2605 - وعن أنس رضي الله عنه أن رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه و سلم فسأله فقال أما في بيتك شيء قال بلى حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه

وقعب نشرب فيه من الماء قال ائتني بهما فأتاه بهما فأخذهما رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده وقال من يشتري هذين قال

 

رجل أنا آخذهما بدرهم

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من يزيد على درهم مرتين أو ثلاثا قال رجل أنا آخذهما بدرهمين فأعطاهما إياه فأخذ الدرهمين فأعطاهما الأنصاري وقال اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك واشتر بالآخر قدوما فائتني به فأتاه به فشد فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم عودا بيده ثم قال اذهب فاحتطب وبع ولا أرينك خمسة عشر يوما ففعل فجاء وقد أصاب عشرة دراهم فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة

الحديث

رواه أبو داود واللفظ له والنسائي والترمذي وقال حديث حسن وتقدم بتمامه في المسألة

2606 - وعن سعيد بن عمير عن عمه رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الكسب أطيب قال عمل الرجل بيده وكل كسب مبرور

رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد

قال ابن معين عم سعيد هو البراء

ورواه البيهقي عن سعيد بن عمير مرسلا وقال هذا هو المحفوظ وأخطأ من قال عن عمه

2607 - وعن جميع بن عمير عن خاله قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أفضل الكسب فقال بيع مبرور وعمل الرجل بيده

رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير باختصار وقال عن خالد أبي بردة بن نيار وروى البيهقي عن محمد بن عبد الله بن نمير وذكر له هذا الحديث فقال إنما هو عن سعيد بن عمير

2608 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الكسب أفضل قال عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور

رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورواته ثقات

2609 - وعن رافع بن خديج رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله أي الكسب أطيب قال عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور

رواه أحمد والبزار ورجال إسناده رجال الصحيح خلا المسعودي فإنه اختلط واختلف في الاحتجاج به ولا بأس به في المتابعات

 

وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال مر على النبي صلى الله عليه و سلم رجل فرأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم من جلده ونشاطه فقالوا يا رسول الله لو كان هذا في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن كان خرج يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

2611 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الله يحب المؤمن المحترف

رواه الطبراني في الكبير والبيهقي

2612 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أمسى كالا من عمل يده أمسى مغفورا له

رواه الطبراني في الأوسط والأصبهاني من حديث ابن عباس وتقدم من هذا الباب غير ما حديث في المسألة أغنى عن إعادتها هنا

2 - الترغيب في البكور في طلب الرزق وغيره وما جاء في نوم الصبحة

2613 - عن صخر بن وداعة الغامدي الصحابي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اللهم بارك لامتي في بكورها وكان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم من أول النهار وكان صخر تاجرا فكان يبعث تجارته من أول النهار فأثرى وكثر ماله

رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن ولا يعرف لصخر الغامدي عن النبي صلى الله عليه و سلم غير هذا الحديث

قال المملي عبد العظيم رووه كلهم عن عمارة بن حديد عن صخر وعمارة بن حديد بجلي سئل عنه أبو حاتم الرازي فقال مجهول وسئل عنه أبو زرعة فقال لا يعرف وقال أبو عمر النمري صخر بن وداعة الغامدي وغامد في الأزد سكن الطائف

 

وهو معدود في أهل الحجاز روى عنه عمارة بن حديد وهو مجهول لم يرو عنه غير يعلى الطائفي ولا أعرف لصخر غير حديث بورك لأمتي في بكورها وهو لفظ رواه جماعة عن النبي صلى الله عليه و سلم انتهى كلامه

قال المملي رحمه الله وهو كما قال أبو عمر قد رواه جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه و سلم منهم علي وابن عباس وابن مسعود وابن عمر وأبو هريرة وأنس بن مالك وعبد الله بن سلام والنواس بن سمعان وعمران بن حصين وجابر بن عبد الله وبعض أسانيده جيد ونبيط بن شريط وزاد في حديثه يوم خميسها وبريدة وأوس بن عبد الله وعائشة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وفي كثير من أسانيدها مقال وبعضها حسن وقد جمعتها في جزء وبسطت الكلام عليها

2614 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم باكروا الغدو في طلب الرزق فإن الغدو بركة ونجاح

رواه البزار والطبراني في الأوسط

2615 - وروي عن عثمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نوم الصبحة يمنع الرزق

رواه أحمد والبيهقي وغيرهما وأوردهما ابن عدي في الكامل وهو ظاهر النكارة

2616 - وروي عن فاطمة بنت محمد صلى الله عليه و سلم وBها قالت مر بي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا مضطجعة متصبحة فحركني برجله ثم قال يا بنية قومي اشهدي رزق ربك ولا تكوني من الغافلين فإن الله عز و جل يقسم أرزاق الناس ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس

رواه البيهقي

2617 - ورواه أيضا عن علي رضي الله عنه قال دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم على فاطمة بعد أن صلى الصبح وهي نائمة فذكره بمعناه

2618 - وروى ابن ماجه من حديث علي قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن النوم قبل طلوع الشمس

 

الترغيب في ذكر الله تعالى في الأسواق ومواطن الغفلة

2619 - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من دخل السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير

كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة

رواه الترمذي وقال حديث غريب

قال المملي وإسناده متصل حسن ورواته ثقات أثبات وفي أزهر بن سنان خلاف وقال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به وقال الترمذي في رواية له مكان ورفع له ألف ألف درجة وبنى له بيتا في الجنة

ورواه بهذا اللفظ ابن ماجه وابن أبي الدنيا والحاكم وصححه كلهم من رواية عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن جده ورواه الحاكم أيضا من حديث عبد الله بن عمر مرفوعا أيضا وقال صحيح الإسناد كذا قال وفي إسناده مرزوق بن المرزبان يأتي الكلام عليه

2620 - وعن أبي قلابة رضي الله عنه قال التقى رجلان في السوق فقال أحدهما للآخر تعال نستغفر الله في غفلة الناس ففعل فمات أحدهما فلقيه الآخر في النوم فقال علمت أن الله غفر لنا عشية التقينا في السوق

رواه ابن أبي الدنيا وغيره

2621 - وعن يحيى بن أبي كثير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لرجل لا تزال مصليا قانتا ما ذكرت الله قائما أو قاعدا أو في سوقك أو في ناديك

رواه البيهقي مرسلا وفيه كلام

2622 - وعن مالك رضي الله عنه قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل خلف الفارين وذاكر الله في الغافلين كغصن أخضر في شجر يابس

وفي رواية مثل الشجرة الخضراء في وسط الشجر اليابس وذاكر الله في الغافلين مثل مصباح في بيت مظلم وذاكر الله في الغافلين يريه الله مقعده من الجنة وهو حي وذاكر الله في الغافلين يغفر له بعدد كل فصيح وأعجم

 

والفصيح بنو آدم والأعجم البهائم ذكره رزين ولم أره في شيء من نسخ الموطأ إنما رواه البيهقي في الشعب عن عباد بن كثير وفيه خلاف عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكره بنحوه

ورواه أيضا عن عباد بن كثير عن محمد بن جحادة عن سلمة بن كهيل عن ابن عمر وزاد فيه وذاكر الله في الغافلين ينظر الله إليه نظرة لا يعذبه بعدها أبدا وذاكر الله في السوق له بكل شعرة نور يوم القيامة

قال البيهقي هكذا وجدته ليس بين سلمة وبين ابن عمر أحد وهو منقطع الإسناد غير قوي

2623 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ذاكر الله في الغافلين بمنزلة الصابر في الفارين

رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط بإسناد لا بأس به

2624 - وروي عن عصمة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أحب العمل إلى الله عز و جل سبحة الحديث وأبغض الأعمال إلى الله عز و جل التحريف

فقلنا يا رسول الله وما سبحة الحديث قال يكون القوم يتحدثون والرجل يسبح

قلنا يا رسول الله وما التحريف قال القوم يكونون بخير فيسألهم الجار والصاحب فيقولون نحن بشر

رواه الطبراني

4 - الترغيب في الاقتصاد في طلب الرزق والإجمال فيه وما جاء في ذم الحرص وحب المال

2625 - عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال السمت الحسن والتؤدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب ورواه مالك وأبو داود بنحوه من حديث ابن عباس إلا أنهما قالا من خمسة وعشرين

2626 - وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تستبطئوا الرزق فإنه لم

 

يكن عبد ليموت حتى يبلغ آخر رزق هو له فأجملوا في الطلب أخذ الحلال وترك الحرام

رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما

2627 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها وإن أبطأ عنها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب خذوا ما حل ودعوا ما حرم

رواه ابن ماجه واللفظ له والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

2628 - وعن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أجملوا في طلب الدنيا فإن كلا ميسر لما خلق له

رواه ابن ماجه واللفظ له وأبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب والحاكم إلا أنهما قالا فإن كلا ميسر لما كتب له منها

وقال الحاكم صحيح على شرطهما

2629 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ليس من عمل يقرب من الجنة إلا قد أمرتكم به ولا عمل يقرب من النار إلا وقد نهيتكم عنه فلا يستبطئن أحد منكم رزقه فإن جبريل ألقى في روعي أن أحدا منكم لن يخرج من الدنيا حتى يستكمل رزقه فاتقوا الله أيها الناس وأجملوا في الطلب فإن استبطأ أحد منكم رزقه فلا يطلبه بمعصية الله فإن الله لا ينال فضله بمعصيته

رواه الحاكم

2630 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يا أيها الناس إن الغنى ليس عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس وإن الله عز و جل يؤتي عبده ما كتب له من الرزق فأجملوا في الطلب خذوا ما حل ودعوا ما حرم

رواه أبو يعلى وإسناده حسن إن شاء الله

2631 - وعن حذيفة رضي الله عنه قال قام النبي صلى الله عليه و سلم فدعا الناس فقال هلموا إلي فأقبلوا إليه فجلسوا فقال هذا رسول رب العالمين جبريل عليه السلام نفث في روعي أنه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها فإن أبطأ عليها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا

 

يحملنكم استبطاء الرزق أن تأخذوه بمعصية الله فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته

رواه البزار ورواته ثقات إلا قدامة بن زائدة بن قدامة فإنه لا يحضرني فيه جرح ولا تعديل

2632 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله

رواه ابن حبان في صحيحه والبزار ورواه الطبراني بإسناد جيد إلا أنه قال إن الرزق ليطلب العبد أكثر مما يطلبه أجله

2633 - وروي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال صعد رسول الله صلى الله عليه و سلم المنبر يوم غزوة تبوك فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس إني ما آمركم إلا بما أمركم الله ولا أنهاكم إلا عما نهاكم الله عنه فأجملوا في الطلب فوالذي نفس أبي القاسم بيده إن أحدكم ليطلبه رزقه كما يطلبه أجله فإن تعسر عليكم شيء منه فاطلبوه بطاعة الله عز و جل

رواه الطبراني في الكبير

2634 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يتلو هذه الآية ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب الطلاق 2 3

فجعل يرددها حتى نعست فقال يا أبا ذر لو أن الناس أخذوا بها لكفتهم

رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد

2635 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو فر أحدكم من رزقه أدركه كما يدركه الموت

رواه الطبراني في الأوسط والصغير بإسناد حسن

2636 - وروي عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تعجلن إلى شيء تظن أنك إن استعجلت إليه أنك مدركه إن كان لم يقدر لك ذلك ولا تستأخرن عن شيء تظن أنك إن استأخرت عنه أنه مدفوع عنك إن كان الله قدره عليك

رواه الطبراني في الكبير والأوسط

2637 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم رأى تمرة غابرة فأخذها فناولها سائلا فقال أما إنك لو لم تأتها لأتتك

رواه الطبراني بإسناد جيد وابن حبان في صحيحه والبيهقي

2638 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما خلق الله من صباح يعلم ملك من السماء ولا في الأرض ما يصنع الله في ذلك اليوم وإن العبد له

 

رزقه فلو اجتمع عليه الثقلان الجن والإنس أن يصدوا عنه شيئا من ذلك ما استطاعوا

رواه الطبراني بإسناد لين ويشبه أن يكون موقوفا

2639 - وعن حبة و سواء ابني خالد رضي الله عنهما أنهما أتيا رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يعمل عملا يبني بناء فلما فرغ دعانا فقال لا تنافسا في الرزق ما تهزهزت رؤوسكما فإن الإنسان تلده أمه أحمر ليس عليه قشر ثم يعطيه الله ويرزقه

رواه ابن حبان في صحيحه

2640 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما طلعت شمس قط إلا بعث بجنبتيها ملكان يناديان يسمعان أهل الأرض إلا الثقلين يا أيها الناس هلموا إلى ربكم فإن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى ولا آبت شمس قط إلا بعث بجنبتيها ملكان يناديان يسمعان أهل الأرض إلا الثقلين اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا

رواه أحمد بإسناد صحيح واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه

2641 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول خير الذكر الخفي وخير الرزق ما يكفي

رواه أبو عوانة وابن حبان في صحيحيهما

2642 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من انقطع إلى الله عز و جل كفاه الله كل مؤونة ورزقه من حيث لا يحتسب ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها

رواه أبو الشيخ في كتاب الثواب والبيهقي كلاهما من رواية الحسن عن عمران وفي إسناده إبراهيم بن الأشعث خادم الفضل وفيه كلام قريب

2643 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كانت الدنيا همته وسدمه ولها شخص وإياها ينوي جعل الله الفقر بين عينيه وشتت عليه ضيعته ولم يأته منها إلا ما كتب له منها ومن كانت الآخرة همته وسدمه ولها شخص وإياها ينوي جعل الله عز و جل الغنى في قلبه وجمع عليه ضيعته وأتته الدنيا وهي صاغرة

رواه البزار والطبراني واللفظ له وابن حبان في صحيحه ورواه الترمذي أخصر من هذا ويأتي لفظه في الفراغ للعبادة إن شاء الله

سدمه بفتح السين والدال المهملتين أي همه وما يحرص عليه ويلهج به

 

وقوله شتت عليه ضيعته بفتح الضاد المعجمة أي فرق عليه حاله وصناعته وما هو مهتم به وشعبه عليه

2644 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في مسجد الخيف فحمد الله وذكره بما هو أهله ثم قال من كانت الدنيا همه فرق الله شمله وجعل فقره بين عينيه ولم يؤته من الدنيا إلا ما كتب له

رواه الطبراني

2645 - وروي عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أصبح وهمه الدنيا فليس من الله في شيء ومن لم يهتم بالمسلمين فليس منهم ومن أعطى الذلة من نفسه طائعا غير مكره فليس منا

رواه الطبراني

2646 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم إذ قضي الأمر وهم في غفلة قال في الدنيا

رواه ابن حبان في صحيحه وهو في الصحيحين بمعناه في آخر حديث يأتي في آخر صفة الجنة إن شاء الله

2647 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أربعة من الشقاء جمود العين وقسوة القلب وطول الأمل والحرص على الدنيا

رواه البزار وغيره

2648 - وروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا ترضين أحدا بسخط الله ولا تحمدن أحدا على فضل الله ولا تذمن أحدا على ما لم يؤتك الله فإن رزق الله لا يسوقه إليك حرص حريص ولا يرده عنك كراهية كاره وإن الله بقسطه وعدله جعل الروح والفرج في الرضا واليقين وجعل الهم والحزن في السخط

رواه الطبراني في الكبير

2649 - وعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن

قال المملي رضي الله عنه وسيأتي غير ما حديث من هذا النوع في الزهد إن شاء الله

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قلب الشيخ شاب على حب اثنتين حب العيش أو قال طول الحياة وحب المال رواه البخاري ومسلم والترمذي إلا أنه قال طول الحياة وكثرة المال

2651 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعاء لا يسمع

رواه ابن ماجه والنسائي ورواه مسلم والترمذي وغيرهما من حديث زيد بن أرقم وتقدم في العلم

2652 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى إليهما ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب

رواه البخاري ومسلم

2653 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لو أن لابن آدم واديا من ذهب لأحب أن يكون إليه مثله ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب

رواه البخاري ومسلم

2654 - وعن ابن عباس بن سهل بن سعد رضي الله عنهم قال سمعت ابن الزبير على منبر مكة في خطبته يقول يا أيها الناس إن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول لو أن ابن آدم أعطي واديا من ذهب أحب إليه ثانيا

ولو أعطي ثانيا أحب إليه ثالثا ولا يسد جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب

رواه البخاري

 

وعن بريدة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ في الصلاة لو أن لابن آدم واديا من ذهب لابتغى إليه ثانيا ولو أعطي ثانيا لابتغى إليه ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب

رواه البزار بإسناد جيد

2656 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يجاء بابن آدم كأنه بذج فيوقف بين يدي الله عز و جل فيقول الله له أعطيتك وخولتك وأنعمت عليك فما صنعت فيقول يا رب جمعته وثمرته فتركته أكثر ما كان فارجعني آتك به فيقول الله له أرني ما قدمت فيقول يا رب جمعته وثمرته فتركته أكثر ما كان فارجعني آتك به فإذا عبد لم يقدم خيرا فيمضى به إلى النار

رواه الترمذي عن إسماعيل بن مسلم المكي وهو واه عن الحسن وقتادة عنه وقال رواه غير واحد عن الحسن ولم يسندوه

قوله البذج بباء موحدة مفتوحة ثم ذال معجمة ساكنة ثم جيم هو ولد الضأن شبه به لما يأتي فيه من الصغار والذل والحقارة

قال الحافظ وتأتي أحاديث كثيرة في ذم الحرص وحب المال في الزهد وغيره إن شاء الله تعالى

الترغيب في طلب الحلال والأكل منه والترهيب من اكتساب الحرام وأكله ولبسه ونحو ذلك

2657 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم المؤمنون 15

وقال يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم البقرة 271

ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك

رواه مسلم والترمذي

 

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال طلب الحلال واجب على كل مسلم

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن إن شاء الله

2660 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أكل طيبا وعمل في سنة وأمن الناس بوائقه دخل الجنة

قالوا يا رسول الله إن هذا في أمتك اليوم كثير قال وسيكون في قرون بعدي

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب والحاكم وقال صحيح الإسناد

2661 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أربع إذا كن فيك عليك ما فاتك من الدنيا حفظ أمانة وصدق حديث وحسن خليقة وعفة في طعمة

رواه أحمد والطبراني وإسنادهما حسن

2662 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال أيما رجل اكتسب مالا من حلال فأطعم نفسه أو كساها فمن دونه من خلق الله كان له به زكاة

رواه ابن حبان في صحيحه من طريق دراج عن أبي الهيثم

2663 - وعن نصيح العنسي عن ركب المصري رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم طوبى لمن طاب كسبه وصلحت سريرته وكرمت علانيته وعزل عن الناس شره طوبى لمن عمل بعلمه وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله

رواه الطبراني في حديث يأتي بتمامه في التواضع إن شاء الله

2664 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال تليت هذه الآية عند رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا البقرة 861

فقام سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة فقال له النبي صلى الله عليه و سلم يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة والذي نفس محمد بيده إن العبد

 

ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه عمل أربعين يوما وأيما عبد نبت لحمه من سحت فالنار أولى به

رواه الطبراني في الصغير

2665 - وروي عن علي رضي الله عنه قال كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فطلع علينا رجل من أهل العالية فقال يا رسول الله أخبرني بأشد شيء في هذا الدين وألينه فقال ألينه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأشده يا أخا العالية الأمانة إنه لا دين لمن لا أمانة له ولا صلاة له ولا زكاة له يا أخا العالية إنه من أصاب مالا من حرام فلبس منه جلبابا يعني قميصا لم تقبل صلاته حتى ينحى ذلك الجلباب عنه إن الله عز و جل أكرم وأجل يا أخا العالية من أن يقبل عمل رجل أو صلاته وعليه جلباب من حرام

رواه البزار وفيه نكارة

2666 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال من اشترى ثوبا بعشرة دراهم وفيه درهم من حرام لم يقبل الله عز و جل له صلاة ما دام عليه قال ثم أدخل أصبعيه في أذنيه ثم قال صمتا إن لم يكن النبي صلى الله عليه و سلم سمعته يقوله

رواه أحمد

2667 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من اشترى سرقة وهو يعلم أنها سرقة فقد اشترك في عارها وإثمها

رواه البيهقي وفي إسناده احتمال للتحسين ويشبه أن يكون موقوفا

2668 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيذهب به إلى الجبل فيحتطب ثم يأتي به فيحمله على ظهره فيأكل خير له من أن يسأل الناس ولأن يأخذ ترابا فيجعله في فيه خير له من أن يجعل في فيه ما حرم الله عليه

رواه أحمد بإسناد جيد

2669 - وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا أديت زكاة مالك فقد قضيت ما عليك ومن جمع مالا حراما ثم تصدق به لم يكن له فيه أجر وكان إصره عليه

رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم كلهم من رواية دراج عن ابن حجيرة عنه

 

ورواه الطبراني من حديث أبي الطفيل ولفظه قال من كسب مالا من حرام فأعتق منه ووصل منه رحمه كان ذلك إصرا عليه

2670 - وروى أبو داود في المراسيل عن القاسم بن مخيمرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من اكتسب مالا من مأثم فوصل به رحمه أو تصدق به أو أنفقه في سبيل الله جمع ذلك كله جميعا فقذف به في جهنم

2671 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين إلا من يحب فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه ولا والذي نفسي بيده لا يسلم أو لا يسلم عبد حتى يسلم أو يسلم قلبه ولسانه ولا يؤمن حتى يؤمن جاره بوائقه قالوا وما بوائقه قال غشمه وظلمه ولا يكسب عبد مالا حراما فيتصدق به فيقبل منه ولا ينفق منه فيبارك له فيه ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار

إن الله تعالى لا يمحو السيىء بالسيىء ولكن يمحو السيىء بالحسن إن الخبيث لا يمحو الخبيث

رواه أحمد وغيره من طريق أبان بن إسحاق عن الصباح بن محمد وقد حسنها بعضهم والله أعلم

2672 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ أمن الحلال أم من الحرام

رواه البخاري والنسائي وزاد رزين فيه فإذ ذلك لا تجاب لهم دعوة

2673 - وعنه رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أكثر ما يدخل الناس النار قال الفم والفرج وسئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة قال تقوى الله وحسن الخلق

رواه الترمذي وقال حديث صحيح غريب

2674 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم استحيوا من الله حق الحياء

قال قلنا يا نبي الله إنا لنستحيي والحمد لله

قال ليس ذلك ولكن

 

الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى وتحفظ البطن وما حوى ولتذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء

رواه الترمذي وقال حديث غريب إنما نعرفه من حديث أبان بن إسحاق عن الصباح بن محمد

قال الحافظ أبان والصباح مختلف فيهما وقد ضعف الصباح برفعه هذا الحديث وصوابه عن ابن مسعود موقوفا عليه ورواه الطبراني من حديث عائشة مرفوعا

قوله تحفظ البطن وما حوى يعني ما وضع فيه من طعام وشراب حتى يكونا من حلهما

2675 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تغبطن جامع المال من غير حله أو قال من غير حقه فإنه إن تصدق به لم يقبل منه وما بقي كان زاده إلى النار

رواه الحاكم من طريق حنش واسمه حسين بن قيس وقال صحيح الإسناد

قال المملي كيف وحنش متروك

ورواه البيهقي من طريقه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يعجبنك رحب الذراعين بالدم ولا جامع المال من غير حله فإنه إن تصدق لم يقبل منه وما بقي كان زاده إلى النار

ورواه البيهقي أيضا من حديث ابن مسعود بنحوه

2676 - وعن معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما تزال قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه

رواه البيهقي وغيره ورواه الترمذي من حديث أبي برزة وصححه وتقدم هو وغيره في العلم

2677 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الدنيا خضرة حلوة من اكتسب فيها مالا من حله وأنفقه في حقه أثابه الله عليه وأورده جنته ومن اكتسب فيها مالا من غير حله وأنفقه في غير حقه أحله الله دار الهوان ورب متخوض في

 

مال الله ورسوله له النار يوم القيامة يقول الله كلما خبت زدناهم سعيرا الإسراء 79

رواه البيهقي

2678 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال يا كعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت

رواه ابن حبان في صحيحه في حديث

2679 - وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يا كعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم ودم نبتا على سحت النار أولى به يا كعب بن عجرة الناس غاديان فغاد في فكاك نفسه فمعتقها وغاد موبقها

رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه في حديث

ولفظ الترمذي يا كعب بن عجرة إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به

السحت بضم السين وإسكان الحاء وبضمهما أيضا هو الحرام وقيل هو الخبيث من المكاسب

2680 - وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يدخل الجنة جسد غذي بحرام

رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط والبيهقي وبعض أسانيدهم حسن

الترغيب في الورع وترك الشبهات وما يحوك في الصدور

2681 - عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول

 

الحلال بين والحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب

رواه البخاري ومسلم والترمذي ولفظه الحلال بين والحرام بين وبين ذلك أمور مشتبهات لا يدري كثير من الناس أمن الحلال هي أم من الحرام فمن تركها استبرأ لدينه وعرضه فقد سلم ومن واقع شيئا منها يوشك أن يواقع الحرام كما أنه من يرعى حول الحمى أوشك أن يواقعه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه

وأبو داود باختصار وابن ماجه

وفي رواية لابي داود والنسائي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات وسأضرب لكم في ذلك مثلا إن الله حمى حمى وإن حمى الله ما حرم وإنه من يرتع حول الحمى يوشك أن يخالطه وإن من يخالط الريبة يوشك أن يخسر

وفي رواية للبخاري والنسائي الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهة فمن ترك ما شبه عليه من الإثم كان لما استبان أترك ومن اجترأ على ما يشك فيه من الإثم أوشك أن يواقع ما استبان والمعاصي حمى الله ومن يرتع حول الحمى يوشك أن يواقعه

ورواه الطبراني من حديث ابن عباس ولفظه الحلال بين والحرام بين وبين ذلك شبهات فمن أوقع بهن فهو قمن أن يأثم ومن اجتنبهن فهو أوفر لدينه كمرتع إلى جنب حمى وحمى الله الحرام

رتع الحمى إذا رعى من حوله وطاف به

أوشك بفتح الألف والشين أي كاد وأسرع

واجترأ مهموز أي أقدم

وقمن في حديث ابن عباس هو بفتح القاف وكسر الميم أي جدير وحقيق

2682 - وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس

رواه مسلم

 

حاك بالحاء المهملة والكاف أي جال وتردد

2683 - وعن وابصة بن معبد رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا أريد أن لا أدع شيئا من البر والإثم إلا سألت عنه فقال لي ادن يا وابصة

فدنوت منه حتى مست ركبتي ركبته فقال لي يا وابصة أخبرك عما جئت تسأل عنه

قلت يا رسول الله أخبرني قال جئت تسأل عن البر والإثم قلت نعم فجمع أصابعه الثلاث فجعل ينكت بها في صدري ويقول يا وابصة استفت قلبك والبر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والإثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك

رواه أحمد بإسناد حسن

2684 - وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أخبرني ما يحل لي ويحرم علي قال البر ما سكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والإثم ما لم تسكن إليه النفس ولم يطمئن إليه القلب وإن أفتاك المفتون

رواه أحمد بإسناد جيد

2685 - وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم وجد تمرة في الطريق فقال لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها رواه البخاري ومسلم

2686 - وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه و سلم دع ما يريبك إلى ما لا يريبك رواه الترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح

ورواه الطبراني بنحوه من حديث واثلة بن الأسقع وزاد فيه قيل فمن الورع قال الذي يقف عند الشبهة

2687 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان لابي بكر الصديق رضي الله عنه غلام يخرج له الخراج وكان أبو بكر يأكل من خراجه فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر فقال

 

له الغلام أتدري ما هذا فقال أبو بكر وما هو قال كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته فلقيني فأعطاني لذلك هذا الذي أكلت منه فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه

رواه البخاري

الخراج شيء يفرضه المالك على عبده يؤديه إليه كل يوم مما يكتسبه وباقي كسبه يأخذه لنفسه

2688 - وعن عطية بن عروة السعدي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به بأس

رواه الترمذي وقال حديث حسن وابن ماجه والحاكم وقال صحيح الإسناد

2689 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال سأل رجل النبي صلى الله عليه و سلم ما الإثم قال إذا حاك في نفسك شيء فدعه

قال فما الإيمان قال إذا ساءتك سيئتك وسرتك حسنتك فأنت مؤمن

رواه أحمد بإسناد صحيح

2690 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث من كن فيه استوجب الثواب واستكمل الإيمان خلق يعيش به في الناس وورع يحجزه عن محارم الله وحلم يرد به جهل الجاهل

رواه البزار

2691 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل العبادة الفقه وأفضل الدين الورع

رواه الطبراني في معاجيمه الثلاثة وفي إسناده محمد بن أبي ليلى

2692 - وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فضل العلم خير من فضل العبادة وخير دينكم الورع

رواه الطبراني في الأوسط والبزار بإسناد حسن

2693 - وروي عن واثلة عن أبي هريرة رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كن ورعا تكن أعبد الناس وكن قنعا تكن أشكر الناس وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما وأقل الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب

 

رواه ابن ماجه والبيهقي في الزهد الكبير وهو عند الترمذي بنحوه من حديث الحسن عن أبي هريرة ولم يسمع منه

2694 - وروي عن نعيم بن همار الغطفاني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال بئس العبد عبد تجبر واختال ونسي الكبير المتعال

بئس العبد عبد يختل الدنيا بالدين بئس العبد عبد يستحل المحارم بالشبهات بئس العبد عبد هوى يضله

بئس العبد عبد رغبته تذله

رواه الطبراني ورواه الترمذي من حديث أسماء بنت عميس أطول منه ويأتي لفظه في التواضع إن شاء الله تعالى

7 - الترغيب في السماحة في البيع والشراء وحسن التقاضي والقضاء

2695 - عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال رحم الله عبدا سمحا إذا باع سمحا إذا اشترى سمحا إذا اقتضى رواه البخاري وابن ماجه واللفظ له والترمذي ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم غفر الله لرجل كان قبلكم كان سهلا إذا باع سهلا إذا اشترى سهلا إذا اقتضى

2696 - وعن عثمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أدخل الله عز و جل رجلا كان سهلا مشتريا وبائعا وقاضيا ومقتضيا الجنة

رواه النسائي وابن ماجه لم يذكر قاضيا ومقتضيا

2697 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أخبركم بمن يحرم على النار ومن تحرم عليه النار على كل قريب هين سهل

 

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب والطبراني في الكبير بإسناد جيد وزاد لين

وابن حبان في صحيحه

وفي رواية لابن حبان إنما تحرم النار على كل هين لين قريب سهل

2698 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من كان هينا لينا قريبا حرمه الله على النار

رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

ورواه الطبراني في الأوسط من حديث أنس ولفظه قيل يا رسول الله من يحرم على النار قال الهين اللين السهل القريب

ورواه في الأوسط أيضا والكبير عن معيقب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حرمت النار على الهين اللين السهل القريب

2699 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله يحب سمح البيع سمح الشراء سمح القضاء

رواه الترمذي وقال غريب والحاكم وقال صحيح الإسناد

2700 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اسمح يسمح لك

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا مهدي بن جعفر

2701 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أفضل المؤمنين رجل سمح البيع سمح الشراء سمح القضاء سمح الاقتضاء

رواه الطبراني في الأوسط ورواته ثقات

2702 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل رجل الجنة بسماحته قاضيا ومقتضيا

رواه أحمد ورواته ثقات مشهورون

2703 - وعن حذيفة رضي الله عنه قال أتى الله بعبد من عباده آتاه الله مالا فقال له ماذا عملت في الدنيا قال ولا يكتمون الله حديثا النساء 24

قال يا رب آتيتني

 

مالا فكنت أبايع الناس وكان من خلقي الجواز فكنت أيسر على الموسر وأنظر المعسر فقال الله تعالى أنا أحق بذلك منك تجاوزوا عن عبدي فقال عقبة بن عامر وأبو مسعود الأنصاري هكذا سمعناه من في رسول الله صلى الله عليه و سلم

رواه مسلم هكذا موقوفا على حذيفة ومرفوعا عن عقبة وأبي مسعود وتقدمت بقية ألفاظ هذا الحديث في إنظار المعسر

2704 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم يتقاضاه فأغلظ له فهم به أصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم دعوه فإن لصاحب الحق مقالا ثم قال أعطوه سنا مثل سنه

قالوا يا رسول الله لا نجد إلا أمثل من سنه

قال أعطوه فإن خيركم أحسنكم قضاء

رواه البخاري ومسلم والترمذي مختصرا ومطولا وابن ماجه مختصرا

2705 - وعن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال استسلف رسول الله صلى الله عليه و سلم بكرا فجاءته إبل من الصدقة

قال أبو رافع فأمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أقضي الرجل بكره فقلت لا أجد في الإبل إلا جملا خيارا رباعيا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أعطه إياه فإن خيار الناس أحسنهم قضاء

رواه مالك ومسلم وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه

2706 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة العصر ثم قام خطيبا فذكر الحديث إلى أن قال ألا وإن منهم حسن القضاء حسن الطلب ومنهم سيىء القضاء حسن الطلب فتلك بتلك ألا وإن منهم السيىء القضاء السيىء الطلب ألا وخيرهم الحسن القضاء الحسن الطلب ألا وشرهم سيىء القضاء سيىء الطلب

رواه الترمذي في حديث يأتي في الغضب إن شاء الله تعالى وقال حديث حسن

2707 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال استسلف النبي صلى الله عليه و سلم من رجل من الأنصار أربعين صاعا فاحتاج الأنصاري فأتاه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما جاءنا شيء فقال الرجل

 

وأراد أن يتكلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تقل إلا خيرا فإنه خير من تسلف فأعطاه أربعين فضلا وأربعين لسلفه فأعطاه ثمانين

رواه البزار بإسناد جيد

وروى ابن ماجه عنه قال جاء رجل يطلب النبي صلى الله عليه و سلم بدين فتكلم بعض الكلام فهم به بعض أصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم مه إن صاحب الدين له سلطان على صاحبه حتى يقضيه

2708 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله عليه و سلم رجل يتقاضاه قد استلف منه شطر وسق فأعطاه وسقا فقال نصف وسق لك ونصف وسق من عندي ثم جاء صاحب الوسق يتقاضاه فأعطاه وسقين فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وسق لك ووسق من عندي

رواه البزار وإسناده حسن إن شاء الله

شطر وسق أي نصف وسق

والوسق بفتح الواو وسكون السين المهملة ستون صاعا وقيل حمل بعير

2709 - وعن ابن عمر و عائشة رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من طلب حقا فليطلبه في عفاف واف أو غير واف

رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري

2710 - وروى ابن ماجه عن عبد الله بن ربيعة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم استسلف منه حين غزا حنينا ثلاثين أو أربعين ألفا قضاها إياه ثم قال له النبي صلى الله عليه و سلم بارك الله لك في أهلك ومالك إنما جزاء السلف الوفاء والحمد

25 - الترغيب في إقالة النادم

2711 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أقال مسلما بيعته أقاله الله عثرته يوم القيامة

رواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه واللفظ له والحاكم وقال صحيح على شرطهما

 

وفي رواية لابن حبان من أقال مسلما عثرته أقاله الله عثرته يوم القيامة

وفي رواية لابي داود في المراسيل من أقال نادما أقاله الله نفسه يوم القيامة

2712 - وعن أبي شريح رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أقال أخاه بيعا أقاله الله عثرته يوم القيامة

رواه الطبراني في الأوسط ورواته ثقات

1 - الترهيب من بخس الكيل والوزن

2713 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما قدم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا فأنزل الله عز و جل ويل للمطففين المطففين 1 فأحسنوا الكيل بعد ذلك

رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي

2714 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لاصحاب الكيل والوزن إنكم قد وليتم أمرا فيه هلكت الأمم السالفة قبلكم

رواه الترمذي والحاكم كلاهما من طريق حسين بن قيس عن عكرمة عنه وقال الحاكم صحيح الإسناد

قال الحافظ كيف وحسين بن قيس متروك والصحيح عن ابن عباس موقوف كذا قاله الترمذي وغيره

2715 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا معشر المهاجرين خمس خصال إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله تعالى ويتخيروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم

رواه ابن ماجه واللفظ له

 

والبزار والبيهقي ورواه الحاكم بنحوه من حديث بريدة وقال صحيح على شرط مسلم

ورواه مالك بنحوه موقوفا على ابن عباس ولفظه قال ما ظهر الغلول في قوم إلا ألقى الله في قلوبهم الرعب ولا فشا الزنا في قوم إلا كثر فيهم الموت ولا نقص قوم المكيال والميزان إلا قطع الله عنهم الرزق ولا حكم قوم بغير حق إلا فشا فيهم الدم ولا ختر قوم بالعهد إلا سلط الله عليهم العدو

ورفعه الطبراني وغيره إلى النبي صلى الله عليه و سلم الختر بالخاء المعجمة والتاء المثناة فوق هو الغدر ونقض العهد

والسنين جمع سنة وهي العام المقحط الذي لم تنبت الأرض فيه شيئا سواء وقع قطر أو لم يقع

2716 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها إلا الأمانة

ثم قال يؤتى بالعبد يوم القيامة وإن قتل في سبيل الله فيقال أد أمانتك فيقول أي رب كيف وقد ذهبت الدنيا

قال فيقال انطلقوا به إلى الهاوية فينطلق به إلى الهاوية وتمثل له أمانته كهيئتها يوم دفعت إليه فيراها فيعرفها فيهوي في أثرها حتى يدركها فيحملها على منكبيه حتى إذا نظر ظن أنه خارج زلت عن منكبيه فهو يهوي في أثرها أبد الآبدين ثم قال الصلاة أمانة والوضوء أمانة والوزن أمانة والكيل أمانة وأشياء عدها وأشد ذلك الودائع

قال يعني زاذان فأتيت البراء بن عازب فقلت ألا ترى إلى ما قال ابن مسعود قال كذا قال كذا

قال صدق أما سمعت الله يقول إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها

رواه البيهقي موقوفا ورواه بمعناه هو وغيره مرفوعا والموقوف أشبه

الترهيب من الغش والترغيب في النصيحة في البيع وغيره

2717 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من حمل علينا السلاح فليس منا ومن غشنا فليس منا

رواه مسلم

2718 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت

 

أصابعه بللا فقال ما هذا يا صاحب الطعام قال أصابته السماء يا رسول الله قال أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس من غشنا فليس منا

رواه مسلم وابن ماجه والترمذي وعنده من غش فليس منا

وأبو داود ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر برجل يبيع طعاما فسأله كيف تبيع فأخبره فأوحى الله إليه أن أدخل يدك فيه فإذا هو مبلول فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس منا من غش

2719 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال مر رسول الله صلى الله عليه و سلم بطعام وقد حسنه صاحبه فأدخل يده فيه فإذا طعام رديء فقال بع هذا على حدة وهذا على حدة فمن غشنا فليس منا

رواه أحمد والبزار والطبراني ورواه أبو داود بنحوه عن مكحول مرسلا

2720 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى السوق فرأى طعاما مصبرا فأدخل يده فأخرج طعاما رطبا قد أصابته السماء فقال لصاحبها ما حملك على هذا

قال والذي بعثك بالحق إنه لطعام واحد

قال أفلا عزلت الرطب على حدته واليابس على حدته فتتبايعون ما تعرفون من غشنا فليس منا

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد

2721 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من غشنا فليس منا والمكر والخداع في النار

رواه الطبراني في الكبير والصغير بإسناد جيد وابن حبان في صحيحه

ورواه أبو داود في مراسيله عن الحسن مرسلا مختصرا قال المكر والخديعة والخيانة في النار

2722 - وعن قيس بن أبي غرزة رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه و سلم برجل يبيع طعاما فقال يا صاحب الطعام أسفل هذا مثل أعلاه فقال نعم يا رسول الله فقال

 

رسول الله صلى الله عليه و سلم من غش المسلمين فليس منهم

رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات

2723 - وعن صفوان بن سليم أن أبا هريرة رضي الله عنه مر بناحية الحرة فإذا إنسان يحمل لبنا يبيعه فنظر إليه أبو هريرة فإذا هو قد خلطه بالماء فقال له أبو هريرة كيف بك إذ قيل لك يوم القيامة خلص الماء من اللبن

رواه البيهقي والأصبهاني موقوفا بإسناد لا بأس به

2724 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أن رجلا كان يبيع الخمر في سفينة له ومعه قرد في السفينة وكان يشوب الخمر بالماء فأخذ القرد الكيس فصعد الذروة وفتح الكيس فجعل يأخذ دينارا فيلقيه في السفينة ودينارا في البحر حتى جعله نصفين

ورواه البيهقي أيضا ولا أعلم في رواته مجروحا وروي عن الحسن مرسلا

وفي رواية للبيهقي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تشوبوا اللبن للبيع ثم ذكر حديث المحفلة ثم قال موصولا بالحديث ألا وإن رجلا ممن كان قبلكم جلب خمرا إلى قرية فشابها بالماء فأضعف أضعافا فاشترى قردا فركب البحر حتى إذا لجج فيه ألهم الله القرد صرة الدنانير فأخذها فصعد الدقل ففتح الصرة وصاحبها ينظر إليه فأخذ دينارا فرمى به في البحر ودينارا في السفينة حتى قسمها نصفين

وفي أخرى له أيضا رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن رجلا كان فيمن كان قبلكم حمل خمرا ثم جعل في كل زق نصفا ماء ثم باعه فلما جمع الثمن جاء ثعلب فأخذ الكيس وصعد الدقل فجعل يأخذ دينارا فيرمي به في السفينة ويأخذ دينارا فيرمي به في الماء حتى فرغ ما في الكيس

2725 - وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من غشنا فليس منا

رواه البزار بإسناد جيد

قال المملي عبد العظيم قد روي هذا المتن عن جماعة من الصحابة منهم عبد الله بن عباس وأنس بن مالك والبراء بن عازب وحذيفة بن اليمان وأبو موسى الأشعري وأبو بردة بن نيار وغيرهم وتقدم من حديث ابن مسعود وابن عمر وأبي هريرة وقيس بن أبي غرزة

2726 - وعن أبي سباع رضي الله عنه قال اشتريت ناقة من دار واثلة بن الأسقع فلما

 

خرجت بها أدركني يجر إزاره فقال اشتريت قلت نعم قال أبين لك ما فيها

قلت وما فيها قال إنها لسمينة ظاهرة الصحة

قال أردت بها سفرا أو أردت بها لحما قلت أردت بها الحج

قال فارتجعها فقال صاحبها ما أردت إلى هذا أصلحك الله تفسد علي قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يحل لاحد يبيع شيئا إلا بين ما فيه ولا يحل لمن علم ذلك إلا بينه

رواه الحاكم والبيهقي وقال الحاكم صحيح الإسناد

ورواه ابن ماجه باختصار القصة إلا أنه قال عن واثلة بن الأسقع قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من باع عيبا لم يبينه لم يزل في مقت الله ولم تزل الملائكة تلعنه

وروي هذا المتن أيضا من حديث أبي موسى

2727 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال المسلم أخو المسلم ولا يحل لمسلم إذا باع من أخيه بيعا فيه عيب أن لا يبينه

رواه أحمد وابن ماجه والطبراني في الكبير والحاكم وقال صحيح على شرطهما وهو عند البخاري موقوف على عقبة لم يرفعه

2728 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المؤمنون بعضهم لبعض نصحة وادون وإن بعدت منازلهم وأبدانهم والفجرة بعضهم لبعض غششة متخاونون وإن اقتربت منازلهم وأبدانهم

رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب التوبيخ

2729 - وعن تميم الداري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الدين النصيحة

قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم

رواه مسلم والنسائي وعنده إنما الدين النصيحة

وأبو داود وعنده قال إن الدين النصيحة إن الدين النصيحة إن الدين النصيحة

الحديث ورواه الترمذي من حديث أبي هريرة بالتكرار أيضا وحسنه

 

ورواه الطبراني في الأوسط من حديث ثوبان إلا أنه قال رأس الدين النصيحة فقالوا لمن يا رسول الله قال لله عز و جل ولدينه ولائمة المسلمين وعامتهم

2730 - وعن زياد بن علاقة رضي الله عنه قال سمعت جرير بن عبد الله يقول يوم مات المغيرة بن شعبة أما بعد فإني أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت أبايعك على الإسلام فشرط علي والنصح لكل مسلم فبايعته على هذا ورب هذا المسجد إني لكم لناصح

رواه البخاري ومسلم

2731 - وعن جرير أيضا رضي الله عنه قال بايعت رسول الله صلى الله عليه و سلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم

رواه البخاري ومسلم والترمذي

ورواه أبو داود والنسائي ولفظهما بايعت رسول الله صلى الله عليه و سلم على السمع والطاعة وأن أنصح لكل مسلم وكان إذا باع الشيء أو اشترى قال أما إن الذي أخذنا منك أحب إلينا مما أعطيناك فاختر

2732 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال قال الله عز و جل أحب ما تعبد لي به عبدي النصح لي

رواه أحمد

2733 - وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ومن لم يصبح ويمس ناصحا لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منهم رواه الطبراني من رواية عبد الله بن جعفر

2734 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يؤمن أحدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه

رواه البخاري ومسلم وغيرهما ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يحب للناس ما يحب لنفسه

 

الترهيب من الاحتكار

2735 - عن معمر بن أبي معمر وقيل ابن عبد الله بن نضلة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من احتكر طعاما فهو خاطىء

رواه مسلم وأبو داود والترمذي وصححه وابن ماجه

ولفظهما قال لا يحتكر إلا خاطىء

2736 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من احتكر طعاما أربعين ليلة فقد برىء من الله وبرىء منه وأيما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤ جائعا فقد برئت منهم ذمة الله تبارك وتعالى

رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والحاكم وفي هذا المتن غرابة وبعض أسانيده جيد وقد ذكر رزين شطره الأول ولم أره في شيء من الأصول التي جمعها

2737 - وعن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الجالب مرزوق والمحتكر ملعون

رواه ابن ماجه والحاكم كلاهما عن علي بن سالم بن ثوبان عن علي بن يزيد بن جدعان وقال البخاري والأزدي لا يتابع علي بن سالم على حديثه هذا

قال الحافظ زكي الدين لا أعلم لعلي بن سالم غير هذا الحديث وهو في عداد المجهولين والله أعلم

2738 - وعن الهيثم بن رافع عن أبي يحيى المكي عن فروخ مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن طعاما ألقي على باب المسجد فخرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو أمير المؤمنين يومئذ فقال ما هذا الطعام فقالوا طعام جلب إلينا أو علينا فقال بارك الله فيه وفيمن جلبه إلينا أو علينا فقال له بعض الذين معه يا أمير المؤمنين قد احتكر

قال ومن احتكره قالوا احتكره فروخ وفلان مولى عمر بن الخطاب فأرسل إليهما فأتياه فقال ما حملكما على احتكاركما طعام المسلمين قالوا يا أمير المؤمنين نشتري بأموالنا ونبيع فقال عمر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من احتكر على المسلمين طعامهم ضربه الله بالجذام والإفلاس فقال عند ذلك فروخ يا أمير المؤمنين

 

فإني أعاهد الله وأعاهدك أن لا أعود في احتكار طعام أبدا فتحول إلى مصر وأما مولى عمر فقال نشتري بأموالنا ونبيع فزعم أبو يحيى أنه رأى مولى عمر مجذوما مشدوخا

رواه الأصبهاني هكذا وروى ابن ماجه المرفوع منه فقط عن يحيى بن حكيم حدثنا أبو بكر الحنفي حدثنا الهيثم بن رافع حدثني أبو يحيى المكي

وهذا إسناد جيد متصل ورواته ثقات وقد أنكر على الهيثم روايته لهذا الحديث مع كونه ثقة والله أعلم

2739 - وعن معاذ رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بئس العبد المحتكر إن أرخص الله الأسعار حزن وإن أغلاها فرح

وفي رواية إن سمع برخص ساءه وإن سمع بغلاء فرح

ذكره رزين في جامعه ولم أره في شيء من الأصول التي جمعها إنما رواه الطبراني وغيره بإسناد واه

2740 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أهل المدائن هم الحبساء في سبيل الله فلا تحتكروا عليهم الأقوات ولا تغلوا عليهم الأسعار فإن من احتكر عليهم طعاما أربعين يوما ثم تصدق به لم تكن كفارة له

ذكره رزين أيضا ولم أجده

2741 - وعن أبي هريرة و معقل بن يسار رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يحشر الحاكرون وقتلة الأنفس في درجة ومن دخل في شيء من سعر المسلمين يغليه عليهم كان حقا على الله أن يعذبه في معظم النار يوم القيامة

ذكره رزين أيضا وهو مما أنفرد به مهنأ بن يحيى عن بقية بن الوليد عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن أبي هريرة وفي هذا الحديث والحديثين قبله نكارة ظاهرة والله أعلم

2742 - وعن الحسن قال ثقل معقل بن يسار فأتاه عبد الله بن زياد رضي الله عنه يعوده فقال هل تعلم يا معقل أني سفكت دما حراما

قال لا أعلم

قال هل علمت أني دخلت في شيء من أسعار المسلمين

قال ما علمت قال أجلسوني ثم قال اسمع يا عبد الله حتى أحدثك شيئا ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم مرة ولا مرتين سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من دخل في شيء من أسعار المسلمين ليغليه عليهم كان حقا على الله تبارك وتعالى أن يقعده بعظم من النار يوم القيامة

قال أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم

 

قال نعم غير مرة ولا مرتين

رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط إلا أنه قال كان حقا على الله تبارك وتعالى أن يقذفه في معظم النار

والحاكم مختصرا ولفظه قال من دخل في شيء من أسعار المسلمين يغلي عليهم كان حقا على الله أن يقذفه في جهنم رأسه أسفله

رووه كلهم عن زيد بن مرة عن الحسن وقال الحاكم سمعه معتمر بن سليمان وغيره من زيد

قال المملي الحافظ ومن زيد بن مرة فرواته كلهم ثقات معروفون غيره فإني لا أعرفه ولم أقف له على ترجمة والله أعلم بحاله

2743 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال احتكار الطعام بمكة إلحاد

رواه الطبراني في الأوسط من رواية عبد الله بن المؤمل

2744 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من احتكر حكرة يريد أن يغالي بها على المسلمين فهو خاطىء وقد برئت منه ذمة الله

رواه الحاكم من رواية إبراهيم بن إسحاق الغسيلي وفيه مقال والله أعلم

ترغيب التجار في الصدق وترهيبهم من الكذب والحلف وإن كانوا صادقين

2745 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء

رواه الترمذي وقال حديث حسن

ورواه ابن ماجه عن ابن عمر ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم التاجر الأمين الصدوق المسلم مع الشهداء يوم القيامة

2746 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم التاجر الصدوق تحت ظل العرش يوم القيامة

رواه الأصبهاني وغيره

 

وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن التاجر إذا كان فيه أربع خصال طاب كسبه إذا اشترى لم يذم وإذا باع لم يمدح ولم يدلس في البيع ولم يحلف فيما بين ذلك

رواه الأصبهاني أيضا وهو غريب جدا

ورواه أيضا هو والبيهقي من حديث معاذ بن جبل ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أطيب الكسب كسب التجار الذين إذا حدثوا لم يكذبوا وإذا ائتمنوا لم يخونوا وإذا وعدوا لم يخلفوا وإذا اشتروا لم يذموا وإذا باعوا لم يمدحوا وإذا كان عليهم لم يمطلوا وإذا كان لهم لم يعسروا

2748 - وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدق البيعان وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كتما وكذبا فعسى أن يربحا ربحا ويمحقا بركة بيعهما اليمين الفاجرة منفقة للسلعة ممحقة للكسب

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي

2749 - وعن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه عن جده رضي الله عنهما أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المصلى فرأى الناس يتبايعون فقال يا معشر التجار فاستجابوا لرسول الله صلى الله عليه و سلم ورفعوا أعناقهم وأبصارهم إليه فقال إن التجار يبعثون يوم القيامة فجارا إلا من اتقى الله وبر وصدق

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد

2750 - وعن عبد الرحمن بن شبل رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن التجار هم الفجار قالوا يا رسول الله أليس قد أحل الله البيع قال بلى ولكنهم يحلفون فيأثمون ويحدثون فيكذبون

رواه أحمد بإسناد جيد والحاكم واللفظ له وقال صحيح الإسناد

2751 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنما الحلف حنث أو ندم

 

رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه

2752 - وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم

قال فقرأها رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث مرات فقلت خابوا وخسروا ومن هم يا رسول الله قال المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب

رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه إلا أنه قال المسبل إزاره والمنان عطاءه والمنفق سلعته بالحلف الكاذب

2753 - وعن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة أشيمط زان وعائل مستكبر ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه ولا يبيع إلا بيمينه

رواه الطبراني في الكبير وفي الصغير والأوسط إلا أنه قال فيهما ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم

فذكره ورواته محتج بهم في الصحيح

أشيمط مصغر أشمط وهو من ابيض بعض شعر رأسه كبرا واختلط بأسوده

والعائل الفقير

2754 - وروي عن عصمة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا ينظر الله إليهم غدا شيخ زان ورجل اتخذ الأيمان بضاعته يحلف في كل حق وباطل وفقير مختال مزهو

رواه الطبراني

مزهو أي متكبر معجب فخور

2755 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم رجل على فضل ماء بفلاة يمنعه ابن السبيل ورجل بايع رجلا بسلعته بعد العصر فحلف بالله لأخذها بكذا وكذا

 

فصدقه فأخذها وهو على غير ذلك ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا للدنيا فإن أعطاه منها ما يريد وفى له وإن لم يعطه لم يف

وفي رواية نحوه وقال ورجل حلف على سلعته لقد أعطي بها أكثر مما أعطي وهو كاذب ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال امرىء مسلم ورجل منع فضل ماء فيقول الله عز و جل له اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك

رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه وأبو داود بنحوه

2756 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أربعة يبغضهم الله البياع الحلاف والفقير المختال والشيخ الزاني والإمام الجائر

رواه النسائي وابن حبان في صحيحه وهو في مسلم بنحوه دون ذكر البياع ويأتي لفظه في الترهيب من الزنا إن شاء الله

2757 - وعن أبي ذر رضي الله عنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الله يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة فذكر الحديث إلى أن قال قلت فمن الثلاثة الذين يبغضهم الله قال المختال الفخور وأنتم تجدونه في كتاب الله المنزل إن الله لا يحب كل مختال فخور لقمان 81

والبخيل المنان والتاجر أو البائع الحلاف

رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ورواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحه بنحوه وتقدم لفظهم في صدقة السر

2758 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال مر أعرابي بشاة فقلت تبيعها بثلاثة دراهم فقال لا والله ثم باعها فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال باع آخرته بدنياه

رواه ابن حبان في صحيحه

2759 - وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخرج إلينا وكنا

 

تجارا وكان يقول يا معشر التجار إياكم والكذب

رواه الطبراني في الكبير بإسناد لا بأس به إن شاء الله

2760 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول الحلف منفقة للسلعة ممحقة للكسب

رواه البخاري ومسلم وأبو داود إلا أنه قال ممحقة للبركة

2761 - وعن قتادة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إياكم وكثرة الحلف في البيع فإنه ينفق ثم يمحق

رواه مسلم والنسائي وابن ماجه

5 - الترهيب من خيانة أحد الشريكين الآخر

2762 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الله عز و جل أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه فإذا خان خرجت من بينهما

زاد رزين فيه وجاء الشيطان

رواه أبو داود والحاكم وقال صحيح الإسناد والدارقطني ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يد الله على الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه فإذا خان أحدهما صاحبه رفعها عنهما

الترهيب من التفريق بين الوالدة وولدها بالبيع ونحوه

2763 - عن أبي أيوب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من فرق بين والدة وولدها فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب والحاكم والدارقطني وقال الحاكم صحيح الإسناد 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج32.سنن النسائي *الأحاديث من 5401 إلى حديث رقم -5758-{النهاية}

سنن النسائي *الأحاديث من 5401 إلى حديث رقم - 5758 - حديث رقم -5401 - أخبرنا عمرو بن علي قال حدثنا يحيى قال حدثنا هشام بن عروة قال حدث...