حمل مصحف وورد وبي دي اف.

السبت، 5 يونيو 2021

ج1/ج2/ كتاب : التبيان في إعراب القرآن المؤلف : أبو البقاء محب الدين عبدالله بن أبي عبدالله الحسين العكبري

 

ج1  وج2..  كتاب : التبيان في إعراب القرآ
المؤلف : أبو البقاء محب الدين عبدالله بن أبي عبدالله الحسين العكبري
اعراب الاستعإذة أعوذ أصله اعوذ بسكون العين وضم الوأو مثل اقتل فاستثقلت الضمة على الوأو فنقلت إلى العين وبقيت ساكنة ومصدره عوذ وعيإذ ومعإذ وهذا تعليم والتقدير فيه قل اعوذ والشيطان فيعال من شطن يشطن إذا بعد ويقال فيه شاطن وتشطين وسمي بذلك كل متمرد لبعد غوره في الشر وقيل هو فعلان من شاط يشيط إذا هلك فالتمرد هالك بتمرده ويجوز ان يكون سمي بعلان لمبالغته في اهلاك غيره والرحيم فعيل بمعنى مفعول اي مرجوم بالطرد واللعن وقيل هو فعيل بمعنى فاعل اي يرجم غيره بالاغواء
اعراب التسمية الباء في بسم متعلقة بمحذوف فعند البصريين المحذوف مبتدأ والجار والمجرور خبره والتقدير ابتدائي بسم الله اي كائن باسم الله فالباء متعلقى بالكون والاستقرار وقال الكوفيون المحذوف فعل تقديره ابتدأت أو أبدأ فالجار والمجرور في موضع نصب بالمحذوف وحذفت الألف من الخط لكثرة الاستعمال فلو قلت لا سم الله بركى أو باسم ربك اثبت الألف في الخط وقيل حذفوا الألف لأنهم حملوه على سم وهي لغة في اسم ولغاته خمس سم بكسر السين وضمها واسم بكسر الهمزه وضمها وسمي مثل ضحى والأصل في اسم سمو فالمحذوف منه لامه يدل على ذلك قولهم في جمعه أسماء وأسامي وفي تصغيره سمي وبنوا منه فعيلا فقالوا فلان سميك اي اسمه كاسمك والفعل منه سميت وأسميت فقد رأيت كيف رجع المحذوف إلى آخره وقال الكوفيون أصله وسم لأنه من الوسم وهو العلامى وهذا صحيح في المعنى فاسد اشتقاق
فان قيل كشيف أضيف الاسم إلى الله والله هو الاسم
قيل في ذلك ثلاثة أوجه أحدها ان الاسم هنا بمعنى التسميى والتسميى غير الاسم لأن الاسم هو اللازم للمسمى والتسميى هو التلفظ بالاسم والثاني ان في الكلام حذف مضاف تقديره باسم مسمى الله والثالث ان اسم زيادة ومن ذلك قوله إلى الحول ثم اسم السلام عليكما قول الاخر داع يناديه باسم الماء أي السلام عليكما ونناديه بالماء

والأصل في الله الالاه فألقيت فألقيت حركة الهمزة على لام المعرفة ثم سكنت وأدغمت في اللام الثانيى ثم فخمت إذا لم يكن قبلها كسرة ورققت إذا كانت قبلها كسرة ومنهم من يرققها في كل حال والتفخيم في هذا الاسم من خواصه وقال أبو علي همزة الاه حذفت حذفا من غير إلقاء وهمزة الاه أصل وهو من اله يأله إذا عبد فالاله مصدر في موضع المفعول أي المألوه وهو المعبود وقيل أصل الهمزة وأو لأنه من الوله فالاله تتوله إليه القلوب أي تتحير وقيل أصله لاه على فعل وأصل الألف ياء لأنهم قالوا في مقلوبة لهي أبوك ثم أدخلت عليه الألف واللام الرحمن الرحيم صفتان مشتقتان من الرحمة والرحمن من أبنية المبالغة وفي الرحيم مبالغة أيضا الا ان فعلانا ابلغ من فعيل وجرهما على الصفة والعامل في الصفة هو العامل في الموصوف وقال الأخفش العامل فيها معنوي وهو كونها تبعا ويجوز نصبهما على إضمار أعنى ورفعهما على تقدير هو
سورة الفاتحة الجمهور على رفع الحمد بالابتداء ولله الخبر واللام متعلقة بمحذوف أي واجب أو ثابت ويقرأ الحمد بالنصب على انه مصدر فعل محذوف أي احمد الحمد والرفع أجود لأن فيه عموما في المعنى ويقرأ بكسر الدال اتباعا لكسرة اللام كما قالوا المعيرة ورغيف وهو ضعيف في الاية لأن فيه اتباع الإعراب البناء وفي ذلك ابطال للإعراب ويقرأ بضم الدال واللام على اتباع اللام الدال وهو ضعيف أيضا لأن لام الجر متصل بما بعده منفصل عن الدال ولا نظير له في حروف الجر المفردة الا أن من قرأ به فر من الخروج من الضم إلى الكسر وأجراه مجرى المتصل لأنه لا يكاد يستعمل الحمد منفردا عما بعده والرب مصدر رب يرب ثم جعل صفة كعدل وخصم وأصله راب وجره على الصفة أو البدل وقرىء بالنصب على إضمار أعنى وقيل على النداء وقرىء بالرفع على إضمار هو العالمين جمع تصحيح واحدة عالم والعالم اسم موضوع للجمع ولا واحد له في اللفظ واشتقاقه من العلم عند من خص العالم بمن يعقل أو من العلامة عند من جعله لجميع المخلوقات وفي الرحمن الرحيم الجر والنصب والرفع وبكل قرىء على ما ذكرناه في رب
قوله تعالى ملك يوم الدين يقرأ بكسر اللام من غير ألف وهو من عمر ملكه يقال ملك بين الملك بالضم وقرىء بإسكان اللام وهو من تخفيف

المكسور مثل فخذ وكتف وإضافته على هذا محضه وهو معرفة فيكون جره على الصفة أو البدل من الله ولا حذف فيه على هذا ويقرأ بالألف والجر وهو على هذا نكرة لأن اسم الفاعل إذا اريد به الحال أو الاستقبال لا يتعرف بالاضافة فعلى هذا يكون جره على البدل لا على الصفة لأن المعرفة لا توصف بالنكرة وفي الكلام حذف مفعول تقديره مالك امر يوم الدين أو مالك يوم الدين الامر وبالاضافة لي يوم خرج عن الظرفية لأنه لا يصح فيه تقدير في لأنها تفصل بين المضاف والمضاف إليه ويقرأ مالك بالنصب على أن يكون بإضمار أعني أو حالا أجاز قراءة من رفع الرحمن ويقرأ مليك يوم الدين رفعا ونصبا وجرا ويقرأ ملك يوم الدين على أنه فعل ويوم مفعول أو ظرف والدين مصدر دان يدين
قوله تعالى إياك الجمهور على كسرة الهمزة وتشديد الياء وقرىء شإذا بفتح الهمزة والاشبه ان يكون لغة مسموعة وقرىء بكسر الهمزة وتخفيف الياء والوجه فيه انه حذف احدى الياءين لاستثقال التكرير في حرف العلة وقد جاء ذلك في الشعر قال ألفرزدق
تنظرت نصرا والسماكين أيهما ... على مع الغيث استهلت مواطره
وقالوا في أما ايما فقلبوا الميم ياء كراهية التضعيف وايا عند الخليل وسيبويه اسم مضمر فأما الكاف فحرف خطاب عند سيبويه لا موضع لها ولا تكون اسما لأنها لو كانت اسما لكانت ايا مضافة إليها والمضمرات لا تضاف وعند الخليل هي اسم مضمر أضيفت ايا إليه لأن ايا تشبه المظهر لتقدمها على الفعل والمفاعل ولطولها بكثرة حروفها وحكى عن العرب إذا بلغ الرجل الستين فأباه وايا الشواب وقال الكوفيون إياك بكمالها اسم وهذا بعيد لأن هذا الاسم يختلف آخره بحسب اختلاف المتكلم والمخاطب والغائب فيقال إياي وإياك وإياه وقال قوم الكاف اسم وايا عماد له وهو حرف وموضع إياك نصب بنعبد
فان قيل إياك خطاب والحمد لله على لفظ الغيبة فكان الاشبه ان يكون إياه
قيل عادة العرب الرجوع من الغيبة إلى الخطاب ومن الخطاب إلى الغيبة وسيمر بك من ذلك مقدار صالح في القرآن
قوله تعالى نستعين الجمهور على فتح النون وقرىء بكسرها وهي لغة

وأصله نستعون نستفعل من العون فاستثقلت الكسرة على الوأو فنقلت إلى العين ثم قلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها
قوله تعالى اهدنا لفظه أمر والامر مبني على السكون عند البصريين ومعرب عند الكوفيين فحذف الياء عند البصريين علامة السكون الذي هو بناء وعند الكوفيين هو علامة الجزم وهدى يتعدى إلى مفعول بنفسه فأما تعديه إلى مفعول آخر فقد جاء متعديا إليه بنفسه ومنه هذه الاية وقد جاء متعديا بإلى كقوله تعالى هداني ربي إلى صراط مستقيم وجاء متعديا باللام ومنه قوله تعالى الذي هدانا لهذا
و السراط بالسين هو الأصل لأنه من سرط الشيء إذا بلغه وسمي الطريق سراطا لجريان الناس فيه كجريان الشيء المبتلع فمن قرأه بالسين جاء به على الأصل ومن قرأه بالصاد قلب السين صادا لتجانس الطاء في الاطباق والسين تشارك الصاد في الصفير والهمس فلما شاركت الصاد في ذلك قربت منها فكانت مقاربتها لها مجوزة قلبها إليها لتجانس الطاء في الاطباق ومن قرأ بالزاي قلب السين زايا لأن الزاي والسين من حروف الصفير والزاي أشبه بالطاء لأنهما مجهورتان ومن اشم الصاد زايا قصد ان يجعلها بين الجهر والاطباق وأصل المستقيم مستقوم ثم عمل فيه ما ذكرنا في نستعين ومستفعل هنا بمعنى فعيل أي السراط القويم ويجوز أن يكون بمعنى القائم اي الثابت وسراط الثاني بدل من الاول وهو بدل الشيء وهما بمعنى واحد وكلاهما معرفة والذين اسم موصول وصلته أنعمت والعائد عليه الهاء والميم والغرض من وضع الذي وصف المعارف بالجمل لأن الجمل تفسر بالنكرات والنكرة لا توصف بها المعرفة والألف واللام في الذي زائدتان وتعريفها بالصلة أل ترى أن من و ما معرفتان ولا لام فيهما فدل أن تعرفهما بالصلة والأصل في الذين اللذيون لأن واحده الذي الا ان ياء الجمع حذفت باء الأصل لئلا يجتمع ساكنان والذين بالياء في كل حال لأنه اسم مبني ومن العرب من يجعله في الرفع بالوأو وفي الجر والنصب بالياء كما جعلوه تثنيته بالألف في الرفع وبالياء في الجر والنصب وفي الذي خمس لغات إحداها الذي بلام مفتوحة من غير لام التعريف وقد قرىء به شإذا والثانية الذي بسكون الياء والثالثة يحذفها وإبقاء كسرة الذال والرابعة حذف الياء وإسكان الذال والخامسة بياء مشددة

قوله تعالى غير المغضوب يقرأ بالجر وفيه ثلاثة أوجه أحدهما أنه بدل من الذين والثاني أنه بدل من الهاء والميم في عليهم والثالث أنه صفة للذين
فان قلت الذين معرفة وغير لا يتعرف بالاضافة فلا يصح أن يكون صفة له ففيه جوابان أحدهما أن غير إذا وقت بين متضادين وكانا معرفتين تعرفت بالاضافة كقولك عجبت من الحركة غير السكون وكذلك الامر هنا لأن المنعم عليه والمغضوب عليه متضادان والجواب الثاني أن الذين قريب من النكرة لأنه لم يقصد به قصد قوم بأعيانهم وغير المغضوب قريبة من المعرفة بالتخصيص الحاصل لها بالاضافة فكل واحد منهما فيه ابهام من وجه واختصاص من وجه ويقرأ غير بالنصب وفيه ثلاثة أوجه أحدهما أنه حال من الهاء والميم والعامل فيها أنعمت ويضعف أن يكون حالا من الذين لأنه مضاف إليه والصراط لا يصح أن يعمل بنفسه في الحال وقد قيل انه ينتصب على الحال من الذين ويعمل فيها معنى الاضافة والوجه الثاني أنه ينتصب على الاستثناء من الذين أو من الهاء والميم والثالث أنه ينتصب بإضمار أعنى والمغضوب مفعول من غضب عليه وهو لازم والقائم مقام الفاعل عليهم والتقدير غير ألفريق المغضوب ولا ضمير في المغضوب لقيام الجار والمجرور مقام الفاعل ولذلك لم يجمع فيقال ألفريق المغضوبين عليهم لأن اسم الفاعل والمفعول إذا عمل فيما بعده لم يجمع جمع السلامة ولا الضالين لا زائدة عند البصريين للتوكيد وعند الكوفيين هي بمعنى غير كما قالوا جئت بلا شيء فأدخلوا عليها حرف الجر فيكون لها حكم غير وأجاب البصريون عن هذا بأن لا دخلت للمعنى فتخطاها العامل كما يتخطى الألف واللام والجمهور على ترك الهمز في الضالين وقرأ أيوب السختياني بهمزة مفتوحة وهي لغة فاشية في العرب في كل ألف وقع بعدها حرف مشدد نحو ضال ودابة وجان والعلة في ذلك أنه قلب الألف همزة لتصح حركتها لئلا يجمع بين ساكنين
فصل
وأما آمين فاسم للفعل ومعناها اللهم استجب وهو مبنى لوقوعه موقع المبني وحرك بالفتح لأجل الياء قبل آخره كما فتحت أين والفتح فيها أقوى لأن قبل الياء كسرة فلو كسرت النون على الأصل لوقعت الياء بين كسرتين وقيل آمين اسم من أسماء الله تعالى وتقديره يا آمين وهذا خطأ لوجهين أحدهما أن أسماء الله لا تعرف الا تلقيا ولم يرد بذلك سمع والثاني أنه لو كان كذلك لبني على الضم لأنه منادى معرفة أو مقصود وفيه لغتان القصر وهو الأصل والمد وليس من الابنية

العربية بل هو من الابنية الاعجمية كهابيل وقابيل والوجه فيه أن يكون أشبع فتحة الهمزة فنشأت الألف فعلى هذا لا تخرج عن الابنية العربية
فصل في هاء الضمير نحو عليهم وعليه وفيه وفيهم
وإنما أفردناه لتكرره في القرآن الأصل في هذه الهاء الضم لأنها تضم بعد الفتحة والضمة والسكون نحو انه وله وغلامه ويسمعه ومنه وإنما يجوز كسرها بعد الياء نحو عليهم وأيديهم وبعد الكسر نحو به وبداره وضمها في الموضعين جائز لأنه الأصل وإنما كسرت لتجانس ما قبلها من الياء والكسرة وبكل قد قرىء
فأما عليهم ففيها عشر لغات وكلها قد قرىء به خمس مع ضم الهاء وخمس مع كسرها فالتي مع الضم إسكان الميم وضمها من غير إشباع وضمها مع وأو وكسر الميم من غير ياء وكسرها مع الياء وأما التي مع كسر الهاء فإسكان الميم وكسرها من غير ياء وكسرها مع الياء وضمها من غير وأو وضمها مع الوا والأصل في ميم الجمع أن يكون بعدها وأو كما قرأ ابن كثير فالميم لمجأوزة الواحد والألف دليل التثنية نحو عليهما والوأو للجمع نظير الألف ويدل على ذلك أن علامة الجماعة في المؤنث نون مشددة نحو عليهن فكذلك يجب أن يكون علامة الجمع للمذكر حرفين الا أنهم حذفوا الوأو تخفيفا ولا ليس في ذلك لأن الواحد لا ميم فيه والتثنية بعد ميمها ألف وإذا حذفت الوأو سكنت الميم لئلا تتوالى الحركات في أكثر المواضع نحو ضربهم ويضربهم فمن أثبت الوأو أو حذفها وسكن الميم فلما ذكرنا ومن ضمن الميم دل بذلك على أن أصلها الضم وجعل الضمة دليل الوأو المحذوفة ومن كسر الميم وأتبعها ياء فانه حرك الميم بحركة الهاء الكسورة قبلها ثم قلب الوأو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ومن حذف الياء جعل الكسرة دليلا عليها ومن كسر الميم بعد ضمة الهاء فانه أراد أن يجانس بها الياء التي قبل الهاء ومن ضم الهاء قال ان الياء في عليها حقها أن تكون ألفا كما ثبتت الألف مع المظهر وليست الياء أصل الألف فكما أن الهاء تضم بعد الألف فكذلك تضم بعد الياء المبدلة منها ومن كسر الهاء اعتبر اللفظ فأما كسر الهاء واتباعها بياء ساكنة فجائز على ضعف أما جوازه فلخفاء الهاء بينت بالاشباع وأما ضعفه فلأن الهاء خفية والخفي قريب من الساكن والساكن غير حصين فكأن الياء وليت الياء وإذا لقي الميم ساكن بعدها جاز ضمها نحو عليهم الذلة لأن أصلها الضم وإنما أسكنت تخفيفا فإذا احتيج إلى حركتها كان الضم الذي هو حقها في الأصل أولى ويجوز كسرها اتباعا لما قبلها

وأما فيه ويليه ففيه الكسر من غير الشباع وبالاشباع وفيه الضم من غير إشباع وبالاشباع وأما إذا سكن ما قبل الهاء نحو منه وعنه وتجدوه فمن ضم من غير إشباع فعلى الأصل ومن أشبع أراد تبيين الهاء لخفائها
سورة البقرة قوله تعالى الم هذه الحروف المقطعة كل واحد منها اسم فألف اسم يعبر به عن مثل الحرف الذي في قال ولام يعبر بها عن الحرف الاخير من قال وكذلك ما أشبهها والدليل على أنها أسماء أن كلا منها يدل على معنى في نفسه وهي مبنية لأنك لا تريد أن تخبر عنها بشيء وإنما يحكى بها ألفاظ الحروف التي جعلت أسماء لها فهي كالاصوات نحو غاق في حكاية صوت الغراب
وفي موضع الم ثلاثة أوجه أحدها الجر على القسم وحرف القسم محذوف وبقي عمله بعد الحذف لأنه مراد فهو كالملفوظ به كما قالوا الله ليفعلن في لغة من جر والثاني موضعها نصب وفيه وجهان أحدهما هو على تقدير حذف القسم كما تقول الله لأفعلن والناصب فعل محذوف تقديره التزمت الله أي المين به والثاني هي مفعول بها تقديره اتل الم والوجه الثالث موضعها رفع بأنها متبدأ وما بعدها الخبر
قوله عز و جل ذلك ذا اسم اشارة والألف من جملة الاسم وقال الكوفيون الذال وحدها هي الاسم والألف زيدت لتكثير الكلمة واستدلوا على ذلك بقولهم ذه امة الله وليس ذلك بشيء لأن هذا الاسم اسم ظاهر وليس في الكلام اسم ظاهر على حرف واحد حتى يحمل هذا عليه ويدل على ذلك قولهم في التصفير ذيا فردوه إلى الثلاثي والهاء في ذه بدل من الياء في ذي وأما اللام فحرف زيد ليدل على بعد المشار إليه وقيل هي بدل من ها الا تراك تقول هذا وهذاك ولا يجوز هذلك وحركت اللام لئلا يجتمع ساكنان وكسرت على أصل التقاء الساكنين وقيل كسرت للفرق بين هذه اللام ولام الجر إذ لو فتحتها فقلت ذلك لالتبس بمعنى الملك وقيل ذلك ها هنا بمعنى هذا وموضعه رفع اما على أنه خبر الم والكتاب عطف بيان ولا ريب في موضع نصب على الحال أي هذا الكتاب حقا أو غير ذي شك واما أن يكون ذلك مبتدأ والكتاب خبره ولا ريب حال ويجوز أن يكون الكتاب عطف بيان ولا ريب فيه الخبر وريب مبنى عند الاكثرين لأنه ركب مع لا وصير

بمنزلة خمسة عشر وعلة بنائه تضمنه معنى من إذ التقدير لا من ريب واحتيج إلى تقدير من لتدل لا على نفي الجنس الا ترى أنك تقول لا رجل في الدار فتنفي الواحد وما زاد عليه فإذا قلت لا رجل في الدار فرفعت ونونت نفيت الواحد ولم تنف ما زاد عليه إذ يجوز أن يكون فيها اثنان أو أكثر
وقوله فيه فيه وجهان أخدهما هو في موضع خبر لا ويتعلق بمحذوف تقديره لا ريب كائن فيه فيقف حينئذ على فيه والوجه الثاني أن يكون لا ريب آخر الكلام وخبره محذوف للعلم به ثم تستأنف فتقول فيه هدى فيكون هدى مبتدأ وفيه الخبر وان شئت كان هدى فاعلا مرفوعا بفيه ويتعلق في على الوجهين بفعل وجهان أحدهما رفع اما مبتدأ أو فاعل على ما ذكرنا واما أن يكون خبر متبدأ محذوف أي هو هدى واما أن يكون خبرا لذلك بعد خبر والوجه الثاني أن يكون في موضع نصب على الحال من الهاء في فيه أي لا ريب فيه هاديا فالمصدر في معنى اسم الفاعل والعامل في الحال معنى الجملة تقديره أحققه هاديا ويجوز أن يكون العامل فيه معنى التنبيه والاشارة الحاصل من قوله ذلك
قوله تعالى للمتقين اللام متعلقة بمحذوف تقديره كائن أو كائنا على ما ذكرناه من الوجهين في الهدى ويجوز أن يتعلق اللام بنفس الهدى لأنه مصدر والمصدر يعمل عمل الفعل وواحد المتقين متقى وأصل الكلمة من وقى فعل ففاؤها وأو ولامها ياء فإذا بنيت من ذلك افتعل قلبت الوأو تاء وأدغمتها في التار الاخرى فقلت اتقى وكذلك في اسم الفاعل وما تصرف منه نحو متقى ومتقى ومتقى اسم ناقص وياؤه التي هي لام محذوفة في الجمع لسكونها وسكون حرف الجمع وسكون حرف الجمع بعدها كقولك متقون ومتقين ووزنه في الأصل مفتعلون لأن أصله موتقيون فحذفت اللام لما ذكرنا فوزنه الان مفتعون ومفتعين وإنما حذفت اللام دون علامة الجمع لأن علامة الجمع دالة على معنى إذا حذفت لا يبقى على ذلك المعنى دليل فكان ابقاؤها أولى
قوله تعالى الذين يؤمنون هو في موضع جر صفة للمتقين ويجوز أن يكون في موضع نصب اما على موضع للمتقين أو بإضمار أعنى ويجوز أن يكون في موضع رفع على إضمارهم أو مبتدأ وخبره أولئك على هدى وأصل يؤمنون يؤمنون لآنه من الامن والماضي منه آمن فالألف بدل من همزة ساكنة قلبت ألفا كراهية اجتماع همزتين ولم يحققوا الثانية في موضع ما لسكونها وانفتاح ما قبلها ونظيره في الاسماء

آدم آخر فأما في المستقبل فلا تجمع بين الهمزتين اللتين هما الأصل لأن ذلك يفضي بك في المتكلم إلى ثلاث همزات الأولى همزة المضارعة والثانية همزة أفعل التي في آمن والثالثة الهمزة التي هي فاء الكلمة فحذفوا الوسطى كما حذفوها في أكرم لئلا تجتمع الهمزات وكان حذف الوسطى أولى من حذف الأولى لأنها حرف معنى ومن حذف الثالثة لأن الثالثة فاء الكلمة والوسطى زائدة وإذا أردت تبيين ذلك فقل ان آمن أربعة أحرف فهو مثل دحرج فلو قلت أدرحرج لأتيت بجميع ما كان في الماضي وزدت عليه همزة المتكلم فمثله يجب أن يكون في أومن فالباقي من الهمزات الأولى والوأو التي بعدها مبدلة من الهمزة الساكنة التي هي فاء الكلمة والهمزة الوسطى هي المحذوفة وإنما قلبت الهمزة الساكنة وأوا لسكونها وانضمام ما قبلها فإذا قلت نؤمن وتؤمن ويؤمن جاز لك فيه وجهان أحدهما الهمز على الأصل والثاني قلب الهمزة وأوا تخفيفا وحذفت الهمزة الوسطى حملا على أومن والأصل يؤمن فأما أؤمن من فلا يجوز همزة الثانية بحال لما ذكرنا والغيب هنا مصدر بمعنى الفاعل أي يؤمنون بالغائب عنهم ويجوز أن يكون بمعنى المفعول أي المغيب كقوله هذا خلق الله أي مخلقوه ودرهم ضرب الامير أي مضروبه
قوله عز و جل ويقيمون أصله يؤمقومون وما ضيه أقام وعينه وأو لقولك فيه يقوم فحذفت الهمزة كما حذفت في أقيم لاجتماع الهمزتين وكذلك جميع ما فيه حرف مضارعة لئلا يختلف باب أفعال المضارعة وأما الوأو فعمل فيها ما عمل في نستعين وقد ذركناه وألف الصلاة منقلبة عن وأو لقولك صلوات والصلاة مصدر صلى ويراد بها هاهنا الافعال والاقوال المخصوصة فلذلك جرت مجرى الاسماء غير المصادر
قوله تعالى ومما رزقناهم من متعلقة بينفقون والتقدير وينفقون مما رزقناهم فيكون الفعل قبل المفعول كما كان قوله يؤمنون ويقيمون كذلك وإنما أخر الفعل عن المفعول لتتوافق رءوس الاي وما بمعنى الذي ورزقنا يتعدى إلى مفعولين وقد حذف الثاني منهما هنا وهو العائد على ما تقديره رزقناهموه أو رزقناهم إياه ويجوز أن تكون ما نكرة موصولة بمعنى شيء أي ومن مال رزقناهم فيكون رزقناهم في موضع جرصفة لما وعلى القول الاول لا يكون له موضع لأن الصلة لا موضع لها ولا يجوز أن تكون ما مصدرية لأن الفعل لا ينفق ومن

لمتبعيض ويجوز أن تكون لابتداء غاية الانفاق وأصل ينفقون يؤنفقون لأن ماضيه أنفق وقد تقدم نظيره
قوله تعالى بما أنزل إليك وما ها هنا بمعنى الذي ولا يجوز أن تكون نكرة موصوفة أي بشيء أنزل إليك لأنه لا عموم فيه على هذا ولا يكمل الايمان الا أن يكون بجميع ما أنزل إلى النبي وما للعموم وبذلك يتحقق الايمان والقراءة الجيدة بأنزل إليك بتحقيق الهمزة وقد قرىء في الشإذ أنزل إليك بتشديد اللام والوجه فيه أنه سكن لام أنزل وألقى عليها حركة الهمزة فانكسرت اللام وحذفت الهمزة فلقيتها لام إلى فصار اللفظ بما أنزل إليك فسكنت اللام الأولى وأدغمت في اللام الثانية والكاف هنا ضمير المخاطب وهو النبي ويجوز أن يكون ضمير الجنس المخاطب ويكون في معنى الجمع وقد صرح به في آي أخر كقوله لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم
قوله تعالى وبالاخرة الباء متعلقة بيوقنون ولا يمتنع أن يعمل الخبر فيما قبل المبتدأ وهذا يدل على أن تقديم الخبر على المبتدأ جائز إذ المعمول لا يقع في موضع لا يقع فيه العامل والاخر صفة والموصوف محذوف تقديره وبالساعة الاخرة أو بالدار الاخرة كما قال وللدار الاخرة خير وقال واليوم الاخر
قوله تعالى هم يوقنون هم مبتدأ ذكر على جهة التوكيد ولو قال وبالاخرة يوقنون لصح المعنى والإعراب ووجه التوكيد في هم تحقيق عود الضمير إلى المذكورين لا إلى غيرهم ويوقنون الخبر وأصله يؤيقنون لأن ماضيه أيقن والأصل أن يؤتى في المضارع بحروف الماضي الا أن الهمزة حذفت لما ذكرنا في يؤمنون وأبدلت الياء وأوا لسكونها وانضمام ما قبلها
قوله تعالى أولئك هذه صيغة جمع على غير لفظ واحدة وواحدة ذا ويكون أولئك للمؤنث والمذكر والكاف فيه حرف للخطاب وليست اسما إذ لو كانت اسما لكانت اما مرفوعة أو منصوبة ولا يصح شيء منهما إذ لا رافع هنا ولا ناصب واما أن تكون مجرورة بالاضافة وأولاء لا تصح اضافته لأنه مبهم والمبهمات لا تضاف فبقي أن تكون حرفا مجردا للخطاب ويجوز مد أولاء وقصره في غير القرآن وموضعه هنا رفع بالابتداء و على هدى الخبر وحرف الجر متعلق بمحذوف أي أولئك ثابتون على هدى ويجوز أن يكون أولئك خبر الذين يؤمنون بالغيب وقد ذكر

فان قيل أصل على الاستعلاء والهدى لا يستعلى عليه فكيف يصح معناها ها هنا
قيل معنى الاستعلاء حاصل لأن منزلتهم علت باتباع الهدى ويجوز أن يكون لما كانت أفعالهم كلها على مقتضى الهدى كان تصرفهم بالهدى كتصرف الراكب بما يركبه
قوله تعالى من ربهم في موضع جر صفة لهدى ويتعلق الجار بمحذوف تقديره هدى كأئن وفي الجار والمجرور ضمير يعود على الهدى ويجوز كسر الهاء وضمها على ما ذكرنا في عليهم في الفاتحة
قوله تعالى وأولئك مبتدأ و هم مبتدأ ثان و المفلحون خبر المبتدأ الثاني والثاني وخبره خبر الاول ويجوز هم فصلا لا موضع له من الإعراب والمفلحون خبر أولئك والأصل في مفلح مؤفلح ثم عمل فيه ما ذكرناه في يؤمنون
قوله تعالى سواء عليهم رفع بالابتداء وأأنذرتهم أم لم تنذرهم جملة في موضع الفاعل وسدت هذه الجملة مسد الخبر والتقدير يستوي عندهم الانذار وتركه وهو كلام محمول على المعنى ويجوز أن تكون هذه الجملة في موضع مبتدأ وساء خبر مقدم والجملة على القولين خبر أن ولا يؤمنون لا موضع له على هذا ويجوز أن يكون سواء خبر أن وما بعده معمول له ويجوز أن يكون لا يؤمنون خبر أن وسواء عليهم وما بعده معترض بينهما ويجوز أن يكون خبرا بعد خبر وسواء مصدر واقع موقع اسم الفاعل وهو مستو ومستو يعمل عمل يستوي ومن أجل أنه مصدر لا يثنى ولا يجمع والهمزة في سواء مبدلة من ياء لأن باب طويت وشويت أكثر من باب قوة وحوة فحمل على الاكثر
قوله تعالى أأنذرتهم قرأ ابن محيصن بهمزة واحدة على لفظ الخبر وهمزة الاستفهام مرادة ولكن حذفوها تخفيفا وفي الكلام ما يدل عليها وهو قوله أم لم لأن أم تعادل الهمزة وقرأ الاكثرون على لفظ الاستفهام ثم اختلفوا في كيفية النطق به فحقق قوم الهمزتين ولم يفصلوا بينهما وهذا هو الأصل الا أن الجمع بين الهمزتين مستثقل لأن الهمزة نبرة تخرج من الصدر بكلفة فالنطق بها يشبه التهوع فإذا اجتمعت همزتان كان أثقل على المتكلم فمن هنا لا يحققهما أكثر العرب ومنهم من يحقق الأولى ويجعل الثانية بين بين أي بين الهمزة والألف وهذه في الحقيقة همزة

مليئة وليست ألفا ومنهم من يجعل الثانيى ألفا صحيحا كما فعل ذلك في آدم وآمن ومنهم من يلين الثانيى ويفصل بينها وبين الأولى بالألف ومنهم من يحقق الهمزتين ويفصل بينهما بألف ومن العرب من يبدل الأولى هاء ويحقق الثانيى ومنهم من يلين الثانيى مع ذلك ولا يجوز أن يحقق الأولى ويجعل الثانية ألفا صحيحا ويفصل بينهما بألف لأن ذلك جمع بين ألفين ودخلت همزة الاستفهام هنا للتسوية وذلك شبيه بالاستفهام لأن المستفهم يستوي عنده الوجود والعدم فكذلك يفعل من يريد التسوية ويقع ذلك بعد سواء كهذه الاية وبعد ليت شعرى كقولك ليت شعري أقام أم قعد وبعد لا أبالي ولا أدري وأم هذه هي المعادلة لهمزة الاستفهام ولم ترد المستقبل إلى معنى المضي حتى يحسن معه أمس فان دخلت عليها ان الشرطية عاد الفعل إلى أصله من الاستقبال
قوله تعالى وعلى سمعهم السمع في الأصل مصدر سمع وفي تقديره هنا وجهان أحدهما أنه استعمل مصدرا على أصله وفي الكلام حذف تقديره على مواضع سمعهم لأن نفس السمع لا يختم عليه والثاني أن السمع هنا استعمل بمعنى السامعة وهي الاذن كما قالوا الغيب بمعنى الغائب والنجم الغائب والنجم بمعنى الناجم واكتفى بالواحد هنا عن الجمع كما قال الشاعر
بها جيف الحسرى فأما عظامها ... فبيض وأما جلدها فصليب يريد جلودها
قوله تعالى وعلى أبصارهم غشأوة يقرأ بالرفع على أنه مبتدأ وعلى أبصارهم خبره وفي الجار على هذا ضمير وعلى قول الأخفش غشأوة مرفوع بالجار كارتفاع الفاعل بالفعل ولا ضمير في الجار على هذا لارتفاع الظاهرية والوقف على هذه القراءة على وعلى سمعهم ويقرأ بالنصب بفعل مضمر تقديره وجعل على أبصارهم غشأوة ولا يجوز أن ينتصب بختم لأنه لا يتعدى بنفسه ويجوز كسر الغين وفتحها وفيها ثلاث لغات أخر غشوة بغير ألف بفتح الغين وضمها وكسرها
قوله تعالى ولهم عذاب مبتدأ وخبر أو فاعل عمل فيه الجار على ما ذكرنا قبل وفي عظيم ضمير يرجع على العذاب لأنه صفته
قوله تعالى ومن الناس الوأو دخلت هنا للعطف على قوله الذين يؤمنون

بالغيب وذلك أن هذه الايات استوعبت أقسام الناس فالايات الاول تضمنت كر المخلصين في الايمان وقوله ان الذين كفروا تضمن ذكر من أظهر الكفر وأبطنه وهذه الاية تضمنت ذكر من أظهر الايمان وأبطن الكفر فمن هنا دخلت الوأو لتبين أن المذكورين من تتمة الكلام الاول ومن هنا للتبعيض وفتحت نونها ولم تكسر لئلا تتوالى الكسرتان وأصل الناس عند سيبويه أناس حذفت همزته وهي فاء الكلمة وجعلت الألف واللام كالعوض منها فلا يكاد يستعمل الناس الا بالألف واللام ولا يكاد يستعمل أناس بالألف واللام فالألف في الناس على هذا زائدة واشتقاقه من الانس وقال غيره ليس في الكلمة حذف والألف منقلبة عن وأو وهي عين الكلمة واشتقاقه من ناس ينوس نوسا إذا تحرك وقالوا في تصغيره نويس
قوله من يقول من في موضع رفع بالابتداء وما قبله الخبر أو هو مرتفع بالجار قبله على ما تقدم ومن هنا نكرة موصوفة ويقول صفة لها ويضعف أن تكون بمعنى الذي لأن الذي يتنأول قوما بأعيانهم والمعنى ها هنا على الايهام والتقدير ومن الناس فريق يقول ومن موحدة للفظ وتستعمل في التثنية والجمع والتأنيث بلفظ واحد والضمير الراجع إليها يجوز أن يفرد حملا على لفظها وأن يثني ويجمع ويؤنث حملا على معناها وقد جاء في هذه الاية على الوجهين فالضمير في يقول مفرد وفي آمنا وما هم جمع والأصل في يقول يقول بسكون القاف وضم الوأو لأنه نظير ويقتل ولم يأت الا على ذلك فنقلت ضمة الوأو إلى القاف ليخف اللفظ بالوأو ومن ها هنا إذا أمرت لم تحتج إلى الهمزة بل تقول قل لأن فاء الكلمة قد تحركت فلم تحتج إلى همزة الوصل
قوله تعالى آمنا أصل الألف همزة ساكنة فقلبت ألفا لئلا تجتمع همزتان وكان قلبها ألف من أجل الفتحة قبلها ووزن آمن افعل من الامن و الاخر فاعل فالألف فيه غير مبدلة من شيء
قوله وما هم هم ضمير منفصل مرفوع بما عند أهل الحجاز ومبتدأ عند تميم والباء في الخبر زائدة للتوكيد غير متعلقة بشيء وهكذا كل حرف جر زيد في المبتدأ أو الخبر أو الفاعل وما تتنفي ما في الحال وقد تستعمل لنفي المستقبل
قوله تعالى يخادعون الله في الجملة وجهان أحدهما لا موضع لها والثاني موضعها نصب على الحال وفي صاحب الحال والعامل فيها وجهان أحدهما هي من

الضمير في يقول فيكون العامل فيها يقول والتقدير يقول آمنا مخادعين والثاني هي حال من الضمير في قوله بمؤمنين والعامل فيها اسم الفاعل والتقدير وما هم بمؤمنين في حال خداعهم ولا يجوز أن يكون في موضع جر على الصفة لمؤمنين لأن ذلك يوجب نفي خداعهم والمعنى على إثبات الخداع ولا يجوز أن تكون الجملة حالا من الضمير في آمنا لأن آمنا محكى عنهم بيقول فلو كان يخادعون حالا من الضمير في آمنا لكانت محكية ايضا وهذا محال لوجهين أحدهما انهم ما قالوا آمنا وخادعنا والثاني أنه اخبر عنهم بقوله يخادعون ولو كان منهم لكان نخادع بالنون وفي الكلام حذف تقديره يخادعون نبي الله وقيل هو على ظاهره من غير حذف
قوله عز و جل وما يخادعون وأكثر القراءة بالألف وأصل المفاعلة أن تكون من اثنين وهي على ذلك هنا لأنهم في خداعهم ينزلون أنفسهم منزلة أجنبي يدور الخداع بينهما فهم يخدعون أنفسهم وأنفسهم تخدعهم وقيل المفاعلى هنا من واحد كقولك سافر الرجل وعاقبت اللص ويقرأ يخدعون بغير ألف مع فتح الياء ويقرأ بضمها على أن يكون الفاعل للخدع الشيطان فكأنه قال وما يخدعهم الشيطان الا أنفسهم أي عن أنفسهم وأنفسهم نصب بأنه مفعول وليس نصبه على الاستثناء لأن الفعل لم يتسوف مفعول له قبل الا
قوله تعالى فزادهم الله زاد يستعمل لازما كقولك زاد الماء ويستعمل متعديا إلى مفعولين كقولك زدته درهما وعلى هذا جاء في الاية ويجوز امالة الزاي لأنها تكسر في قولك زدته وهذا يجوز فيما عينه وأو مثل خاف الا أنه احسن فيما عينه ياء
قوله تعالى أليم هو فعيل بمعنى مفعل لأنه من قولك آلم فهو مؤلم وجمعه الماء وألم مثل شريف وشرفاء وشراف
قوله تعالى بما كانوا يكذبون هو في موضع رفع صفة لأليم وتتعلق الباء بمحذوف تقديره أليم كائن بتكذيبهم أو مستحق وما هنا مصدرية وصلتها يكذبون وليست كان صلتها لأنها الناقصة ولا تستعمل منها مصدر ويكذبون في موضع نصب خبر كان وما المصدرية حرف عند سيبويه واسم عند الأخفش وعلى كلا القولين لا يعود عليها من صلتها شيء

قوله عز و جل وإذا قيل لهم إذا في موضع نصب على الظرف والعامل فيها جوابها وهو قوله قالوا وقال قوم العامل فيها قيل وهو خطأ لأنه في موضع جر بإضافة إذا إليه والمضاف إليه لا يعمل في المضاف وأصل قيل قول فاستثقلت الكسرة على الوأو فحذفت وكسرت القاف لتنقلب الوأو ياء كما فعلوا في أدل وأحق ومنهم من يقول نقلوا كسرة الوأو إلى القاف وهذا ضعيف لأنك لا تنقل إليها الحركة الا بعد تقدير سكونها فيحتاج في هذا إلى حذف ضمة القاف وهذا عمل كثير ويجوز اشمام القاف بالضمة مع بقاء الياء ساكنة تنبيها على الأصل ومن العرب من يقول في مثل قيل وبيع قول وبوع ويسوى بين ذوات الوأو والياء قالوا وتخرج على أصلها وما هو من الياء ستقلب الياء فيه وأوا لسكونها وانضمام ما قبلها ولا يقرأ بذلك ما لم تثبت به رواية والمفعول القائم مقام الفاعل مصدر وهو القول وأضمر لأن الجملة بعده تفسره والتقدير وإذا قيل لهم قول هو لا تفسدوا ونظيره ثم بدا لهم من بعد ما أرادوا الايات ليسجننه أي بدا لهم بداء ورأى وقيل لهم هو القائم مقام الفاعل وهو بعيد لأن الكلام لا يتم به وما هو مما تفسره الجملة بعده ولا يجوز أن يكون قوله لا تفسدوا قائما مقام الفاعل لأن الجملة لا تكون فاعلا فلا تقوم مقام الفاعل ولهم في موضع نصب مفعول قيل
قوله في الارض الهمزة في الارض أصل وأصل الكلمة من الاتساع ومنه قولهم أرضت القرحة إذا اتسعت وقول من قال سميت أرضا لأن الاقدام ترضها ليس بشيء لأن الهمزة فيها أصل والرض ليس من هذا ولا يجوز أن يكون في الارض حالا من الضمير في تفسدوا لأن ذلك لا يفيد شيئا وإنما هو ظرف متعلق بتفسدوا
قوله انما نحن ما ههنا كافة لان عن العمل لأنها هيأتها للدخول على الاسم تارة وعلى الفعل أخرى وهي انما عملت لاختصاصها بالاسم وتفيد انما حصر الخبر فيما أسند إليه الخبر كقوله انما الله اله واحد وتفيد في بعض المواضع اختصاص المذكور بالوصف المذكور دون غيره كقولك انما زيد كريم أي ليس فيه من الاوصاف التي تنسب إليه سوى الكرم ومنه قوله تعالى انما أنا بشكر مثلكم لأنهم طلبوا منه مالا يقدر عليه البشر فأثبت لنفسه صفة البشر ونفى عنه ما عداها قوله نحن هو اسم مضمر منفصل مبني على الضم وإنما بنيت الضمائر لافتقارها إلى الظواهر التي ترجع إليها فهي كالحروف في افتقارها إلى الاسماء وحرك آخرها لئلا يجتمع ساكنان وضمت النون لأن الكلمة ضمير مرفوع للمتكلم فأشبهت التاء

في قمت وقيل ضمت لأن موضعها رفع وقيل النون تشبه الوأو فحركت بما يجانس الوأو ونحن ضمير المتكلم ومن معه وتكون للاثنتين والجماعة ويستعمله المتكلم الواحد العظيم وهو في موضع رفع بالابتداء و مصلحون خبره
قوله تعالى أل هي حرف يفتتح به الكلام لتنبيه المخاطب وقيل معناها حقا وجوز هذا القائل أن تفتح أن بعدها كما تفتح بعد حقا وهذا في غاية البعد
قوله هم المفسدون هم مبتدأ والمفسدون خبره والجملة خبر ان ويجوز أن تكون هم في موضع نصب توكيدا لاسم ان ويجوز ان يكون فصلا لا موضع لها لأن الخبر هنا معرفة ومثل هذا الضمير يفصل بين الخبر والصفة فيعين ما بعده للخبر
قوله تعالى وإذا قيل لهم آمنو القائم مقام المفعول هو القول ويفسره آمنوا لأن الامر والنهي قول
قوله كما آمن الناس الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف أي ايمانا مثل ايمان الناس ومثله كما آمن السفهاء
قوله السفهاء الا انهم في هاتين الهمزتين أربعة أوجه أحدهما تحقيقهما وهو الأصل والثاني تحقيق الأولى وقلب الثانيى وأوا خالصة فرارا من توالي الهمزتين وجعلت الثانية وأوا لانضمام الأولى والثالث تليين الأولى وهو جعلها بين الهمزة وبين الوأو وتحقيق الثانيى والرابع كذلك الا أن الثانيى وأو ولا يجوز جعل الثانية بين الهمزة والوأو لأن ذلك تقريب لها من الألف والألف لا يقع بعد الضمة والكسرة وأجازه قوم
قوله تعالى لقوا الذين آمنوا أصله لقيوا فأسكنت الياء لثقل الضمة عليها ثم حذفت لسكونها وسكون الوأو بعدها وحركت القاف بالضم تبعا للوأو وقيل نقلت ضمة الياء إلى القاف بعد تسكينها ثم حذفت وقرأ ابن السميقع لاقوا بألف وفتح القاف وضم الوأو وإنما فتحت القاف وضمت الوأو لما نذكره في قوله اشتروا الضلالة
قوله خلوا إلى يقرأ بتحقيق الهمزة وهو الأصل ويقرأ بإلقاء حركة الهمزة على الوأو وحذف الهمزة فتصير الوأو مكسروة بكسرة الهمزة وأصل خلوا خلووا فقلبت الوأو الأولى ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ثم حذفت لئلا يلتقي

ساكنان وبقيت الفتحى تدل على الألف المحذوفة
قوله انا معكم الأصل اننا فحذفت النون الوسطى على القول الصحيح كما حذفت في ان إذا خففت كقوله تعالى وان كل لما جميع ومعكم ظرف قائم مقام الخبر أي كائنون معكم
قوله تعالى مستهزءون يقرأ بتحقيق الهمزة وهو الأصل وبقلبها ياء مضمومة لانكسار ما قبلها ومنهم من يحذف الياء لشبهها بالياء الأصلية في مثل قولك يرمون ويضم الزاي وكذلك الخلاف في تليين همزة يستهزىء بهم
قوله تعالى يعمهون هو حال من الهاء والميم في يمدهم وفي طغيانهم متعلق بيمدهم أيضا وان شئت بيعمهون ولا يجوز أن تجعلهما حالين من يمدهم لأن العامل الواحد لا يعمل في حالين
قوله تعالى اشتروا الضلالة الأصل اشتريوا فقلبت الياء ألفا ثم حذفت الألف لئلا يلتقي ساكنان الألف والوأو
فان قلت فالوأو هنا متحركة قيل حركتها عارضة فلم يعتد بها وفتحة الراء دليل على الألف المحذوفة وقيل سكنت الياء لثقل الضمة عليها ثم حذفت لئلا يلتقي ساكنان وإنما حركت الوأو بالضم دون غيره ليفرق بين وأو الجمع والوأو الأصلية في نحو قوله لو استطعنا وقيل ضمت لأن الضمة هنا أخف من الكسرة لأنها من جنس الوأو وقيل حركت بحركة الياء المحذوفة وقيل ضمت لأنها ضمير فاعل فهي مثل التاء في قمت وقيل هي للجمع فهي مثل نحن وقد همزها قوم شبهوها بالوأو المضمزمة ضما لازما نحو أثؤب ومنهم من يفتحها ايثارا للتخفيف ومنهم من يكسرها على الأصل في التقاء الساكنين ومنهم من يختلسها فيحذفها لالتقاء الساكنين وهو ضعيف لأن قبلها فتحة والفتحة لا تدل عليها
قوله تعالى مثلهم كمثل ابتداء وخبر والكاف يجوز أن يكون حرف جر فيتعلق بمحذوف ويجوز أن يكون اسما بمعنى مثل فلا يتعلق بشيء
قوله الذي استوقد الذي هاهنا مفرد في اللفظ والمعنى على الجمع بدليل قوله ذهب الله بنورهم وما بعده وفي وقوع المفرد هنا موقع الجمع وجهان أحدهما هو جنس مثل من وما فيعود الضمير إليه تارة بلفظ المفرد وتارة بلفظ الجمع والثاني أنه أراد الذين فحذفت النون لطول الكلام بالصلة ومثله

والذي جاء بالصدق وصدق به ثم قال أولئك هم المتقون واستوقد بمعنى أوقد مثل استقر بمعنى قر وقيل استوقد استدعى الايقاد
قوله تعالى فلما أضاءت لما هنا اسم وهي ظرف زمان وكذا في كل موضع وقع بعدها الماضي وكان لها جواب والعامل فيها جوابها مثل إذا وأضاءت متعد فيكون ما على هذا مفعولا به وقيل أضاء لازم يقال ضاءت النار وأضاءت بمعنى فعلى هذا يكون ما ظرفا وفي ما ثلاثة أوجه أحدها هي بمعنى الذي والثاني هي نكرة موصوفة أي مكانا حوله والثالث هي زائدة
قوله ذهب الله بنورهم الباء هنا معدية للفعل كتعدية الهمزة له والتقدير إذهب الله نورهم ومثله في القرآن كثير وقد تأتي الباء في مثل هذا للحال كقولك ذهبت بزيد أي ذهبت ومعي زيد
قوله تعالى وتركهم في ظلمات تركهم هاهنا يتعدى إلى مفعلوين لأن المعنى صيرهم وليس المراد به الترك الذي هو الاهمال فعلى هذا يجوز أن يكون المفعول الثاني في ظلمات فلا يتعلق الجار بمحذوف ويكون لا يبصرون حالا ويجوز أن يكون لا يبصرون هو المفعول الثاني وفي ظلمات ظرف يتعلق بتركهم أو بيبصرون ويجوز أن يكون حالا من الضمير في يبصرون أو من المفعول الاول
قوله تعالى صم بكم الجمهور على الرفع على أنه خبر ابتداء محذوف أي هم صم وقرىء شإذا بالنصب على الحال من الضمير في يبصرون
قوله تعالى فهم لا يرجعون جملة مستأنفة وقيل موضعها حال وهو خطأ لأن ما بعد الفاء لا يكون حالا لأن الفاء ترتب والاحوال لا ترتيب فيها ويرجعون فعل لازم أي لا ينتهون عن باطلهم أو لا يرجعون إلى الحق وقيل هو متعد ومفعوله محذوف تقديره فهم لا يردون جوابا مثل قوله انه على رجعه لقادر
قوله تعالى أو كصيب في أو أربعة أوجه أحدها أنها للشك وهو راجع إلى الناظر في حال المنافقين فلا يدري أيشبههم بالمستوقد أو بأصحاب الصيب كقوله إلى مائة ألف أو يزيدون أي يشك الرائي لهم في مقدار عددهم والثاني أنها للتخيير أي شبهوهم بأي القبيلتين شئتم والثالث أنها للاباحة والرابع أنها للابهام أي بعض الناس يشبههم بالمستوقد بأصحاب الصيب ومثله قوله تعالى كونوا هودا

أو نصارى أي قالت إليهود كونوا هودا وقالت النصارى كونوا نصارى ولا يجوز عند أكثر البصريين أن تحمل أو على الوأو ولا على بل ما وجدن ذلك مندوحة والكاف في موضع رفع عطفا على الكاف في قوله كمثل الذي ويجوز أن يكون خبر ابتداء محذوف تقديره أو مثلهم كمثل صيب وفي الكلام حذف تقديره أو كأصحاب صيب وإلى هذا المحذوف يرجع الضمير من قوله يجعلون والمعنى على ذلك لأن تشبيه المنافقين بقوم أصابهم مطر فيه ظلمة ورعد وبرق لا بنفس المطر وأصل صيب صيوب على فيعل فأبدلت الوأو ياء وأدغمت الأولى فيها ومثله مين وهين وقال الكوفيون أصله صويب على فعيل وهو خطأ لأنه لو كان كذلك لصحت الوأو كما صحت في طويل وعويل من السماء في موضع نصب ومن متعلقة بصيب لأن التقدير كمطر صيب من السماء وهذا الوصف يعمل عمل الفعل ومن لابتداء الغاية ويجوز أن يكون في موضع جر على الصفة لصيب فيتعلق من بمحذوف أي كصيب كأئن من السماء والهمزة في السماء بدل من وأو قلبت همزة لوقوعها طرفا بعد ألف زائدة ونظائرة تقاس عليه فيه ظلمات الهاء تعود على صيب وظلمات رفع بالجار والمجرور لأنه قد قوي بكونه صفة لصيب ويجوز أن يكون ظلمات مبتدأ وفيه خبر مقدم وفيه على هذا ضمير والجملة في موضع جر صفة لصيب والجمهور على ضم اللام وقد قرىء بإسكانها تخفيفا وفيه لغة أخرى بفتح اللام والرعد مصدر رعد يرعد والبرق مصدر أيضا وهما على ذلك موحدتان هنا ويجوز أن يكون الرعد والبرق بمعنى الراعد والبارق كقولهم رجل عدل وصوم يجعلون يجوز أن يكون في موضع جر صفة لأصحاب صيب وأن يكون مستأنفا وقيل يجوز أ يكون حالا من الهاء في فيه والراجع على الهاء محذوف تقديره من صواعقه وهو بعيد لأن حذف الراجع على ذي الحال كحذفها من خبر المبتدأ وسيبويه يعده من الشذوذ من الصواعق أي من صوت الصواعق حذر الموت مفعول له وقيل مصدر أي يحذرون حذرا مثل حذر الموت والمصدر هنا مضاف إلى المفعول به محيط أصله محوط لأنه من حاط يحوط فنقلت كسرة الوأو إلى الحاء فانقلبت ياء
قوله تعالى يكاد فعل يدل على مقاربة وقوع الفعل بعدها ولذلك لم تدخل عليه أن لأن أن تخلص الفعل للاستقبال وعينها وأو والأصل يكود مثل خاف يخاف وقد سمع فيه كدت بضم الكاف وإذا دخل عليها حرف نفي دل على أن الفعل الذي بعدها وقع وإذا لم يكن حرف نفي لم يكن الفعل بعدها واقعا ولكنه

قارب الوقوع وموضع يخطف نصب لأنه خبر كاد والمعنى قارب البرق خطف الابصار والجمهور على فتح الياء والطاء وسكون الخاء وماضيه خطف كقوله تعالى الا من خطف الخطفة وفيه قراءات شإذة إحداها كسر الطاء على أن ماضيه خطف بفتح الطاء والثانية بفتح الياء والخاء والطاء وتشديد الطاء والأصل يختطف فأبدل من التاء طاء وحركت بحركة التاء والثالثة كذلك الا انها بكسر الطاء على ما يستحقه في الأصل والرابعة كذلك الا أنها بكسر الخاء أيضا على الاتباع والخامسة بكسر الياء أيضا اتباعا أيضا والسادسة بفتح الياء وسكون الخاء وتشديد الطاء وهو ضعيف لما فيه من الجمع بين الساكنين كلما هي هنا ظرف وكذلك كل موضع كان لها جواب و ما مصدرية والزمان محذوف أي كل وقت اضاءة وقيل ما هنا نكرة موصوفة ومعناها الوقت والعائد محذوف أي كل وقت أضاء لهم فيه والعامل في كل جوابها و فيه أي في ضوئه والمعنى بضوئه ويجوز أن يكون ظرفا على أصلها والمعنى انهم يحيط بهم الضوء شاء ألفا منقلبة عن ياء لقولهم في مصدره شئت شيئا وقالوا أشأته أي حملته على أن يشاء لذهب بسمعهم أي أعدم المعنى الذي يسمعون به وعلى كل متعلق ب قدير في موضع نصب
قوله تعالى يا أيها الناس أي اسم مبهم لوقوعه على كل شيء أتى به في النداء توصلا إلى نداء ما فيه الألف واللام إذا كانت يا لا تباشر الألف واللام وبنيت لأنها اسم مفرد مقصود وها مقحمة للتنبيه لأن الأصل أن تباشر يا الناس فلما حيل بينهما بأي عوض من ذلك ها والناس وصف لأي لا بد منه لأنه المنادى في المعنى ومن ها هنا رفع ورفعه أن يجعل بدلا من ضمة البناء وأجاز المازني نصبه كما يجيز يا زيد الظريف وهو ضعيف لما قدمنا من لزوم ذكره والصفة لا يلزم ذكرها من قبلكم من هنا لابتداء الغاية في الزمان والتقدير والذين خلقهم من قبل خلقكم فحذف الخلق وأقام الضمير مقامه لعلكم متعلق في المعنى باعبدوا أي اعبدوه ليصح منكم رجاء التقوى والأصل توتقيون فأبدل من الوأو تاء وأدغمت في التاء الاخرى وسكنت الياء ثم حذفت وقد تقدمت نظائره فوزنه الان تفتعون
قوله تعالى الذي جعل هو في موضع نصب بتتقون أو بدل من ربكم أو صفة مكررة أو بإضمار أعنى ويجوز أن يكون في موضع رفع على إضمار هو

الذي وجعل هنا متعد إلى مفعول واحد وهو الارض وفراشا حال ومثله والسماء بناء ويجوز أن يكون جعل بمعنى صير فيتعدى إلى مفعولين وهما الارض وفراشا ومثله والسماء بناء ولكم متعلق بجعل أي لأجلكم من السماء متعلق بأنزل وهي لابتداء غاية المكان ويجوز أن يكون حالا والتقدير ماء كائنا من السماء فلما قدم الجار صار حالا وتعلق بمحذوف والأصل في ماء موه لقولهم ماهت الركية تموه وفي الجمع أمواه فلما تحركت الوأو وانفتح ما قبلها قلبت ألفا ثم أبلدوا من الهاء همزة وليس بقياس من الثمرات متعلق بأخرج فيكون من لابتداء الغاية ويجوز أن يكون في موضع الحال تقديره رزقا كائنا من الثمرات و لكم أي من أجلكم والرزق هنا بمعنى المرزوق وليس بمصدر فلا تجعلوا أي لا تصيرا أو لا تسمعوا فيكون متعديا إلى مفعولين ويالانداد جمع ند ونديد وأنتم تعلمون مبتدأ وخبر في موضع الحال ومفعول تعلمون محذوف أي تعلمون بطلان ذلك والاسم من أنتم أن والتاء للخطاب والميم للجمع وهما حرفا معنى
قوله تعالى وان كنتم جواب الشرط فأتوا بسورة و ان كنتم صادقين شرط أيضا جوابه محذوف أغنى عنه جواب الشرط الاول أي ان كنتم صادقين فافعلوا ذلك ولا تدخل ان الشرطية على فعل ماض في المعنى الا على كان لكثرة استعمالها وأنها لا تدل على حدث مما نزلنا في موضع جر صفة لريب أي ريب كائن مما نزلنا والعائد على ما محذوف أي نزلناه و ما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة ويجوز أن يتعلق من بريب أي ان ارتبتم من أجل ما نزلنا فأتوا أصله ائتيوا وماضيه أتى ففاء الكلمة همزة فإذا أمرت زدت عليها همزة الوصل مكسورة فاجتمعت همزتان والثانية ساكنة فأبدلت الثانية ياء لئلا يجمع بين همزتين وكانت الياء الأولى للكسرة قبلها فإذا اتصل بها شيء حذفت همزة الوصل استغناء عنها ثم همزة الياء لأنك أعدتها إلى أصلها لزوال الموجب لقلبها ويجوز قلب هذه الهمزة ألفا إذا انفتح ما قبلها مثل هذه الاية وياء إذا انكسر ما قبلها كقوله الذي ايتمن فتصيرها ياء في اللفظ ووأوا إذا انضم ما قبلها كقوله يا صلاح أوتنا ومنهم من يقول ذن لي من مثله الهاء تعود على النبي فيكون من للابتداء ويجوز أن تعود على القرآن فتكون من زائدة ويجوز أن تعود على الانداد بلفظ المفرد كقوله تعالى وان لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه وادعوا لام الكلمة محذوف لأنه حذف في الواحد دليلا

على السكون الذي هو جزم في المعرب وهذه الوأو ضمير الجماعة من دون الله في موضع الحال من الشهداء والعامل فيه محذوف تقديره شهداءكم منفردين عن الله أو عن أنصار الله
قوله تعالى فان لم تفعلوا الجزم بلم لا بان لأن لم عامل شديد الاتصال بمعموله ولم يقع الا مع الفعل المستقبل في اللفظ وان قد دخلت على الماضي في اللفظ وقد وليها الاسم كقوله تعالى وان أحد من المشكرين وقودها الناس الجمهور على فتح الوأو وهو الحطب وقرىء بالضم وهو لغة في الحطب والجيد أن يكون مصدرا بمعنى التوقد ويكون في الكلام حذف مضاف تقديره توقدها واحتراق للناس أو تلهب الناس أو ذو وقودها الناس أعدت جملة في موضع الحال من النار والعامل فيها فاتقوا ولا يجوز أن يكون حالا من الضمير في وقودها لثلاثة أشياء أحدها أنها مضاف إليها والثاني أن الحطب لا يعمل في الحال والثالث أنك تفصل بين المصدر أو ما عمل عمله وبين ما يعمل فيه بالخبر وهو الناس
قوله تعالى أن لهم جنات فتحتا أن ها هنا لأن التقدير لهم وموضع أن وما عملت فيه نصب ببشر لأن حرف الجر إذا حذف وصل الفعل بنفسه هذا مذهب سيبويه وأجاز الخليل يكون في موضع جر بالباء المحذوفة لأنه موضع تزاد فيه فكأنها ملفوظ بها ولا يجوز ذلك مع غير أن لو قلت بشره بأنه مخلد في الجنة جاز حذف الباء لطول الكلام ولو قلت بشره الخلود لم يجز وهذا أصل يتكرر في القرآن كثيرا فتأمله واطلبه ها هنا تجري من تحتها الانهار الجملة في موضع نصب صفة للجنات والانهار مرفوعة بتجري لا بالابتداء وأن من تحتها الخبر ولا بتحتها لأن تجري لا ضمير فيه إذا كانت الجنات لا تجري وإنما تجري أنهارها والتقدير من تحت شجرها لا من تحت أرضها فحذف المضاف ولو قيل ان الجنة هي الشجر فلا يكون في الكلام حذف لكان وجها كلما رزقوا منها إلى قوله من قبل في موضع نصب على الحال من الذين آمنوا تقديره مرزوقين على الدوام ويجوز أن يكون حالا من الجنات لأنها قد وصفت وفي الجملة ضمير يعود إليها وهو قوله منها رزقنا من قبل وأتوا به يجوز أن يكون حالا وقد معه مرادة تقديره قالوا ذلك وقد أتوا به ويجوز أن يكون مستأنفا و متشابها حال من الهاء في به ولهم فيها أزواج أزواج مبتدأ ولهم الخبر وفيها ظرف للاستقرار ولا يكون فيها الخبر لأن الفائدة تقل إذ الفائدة في جعل الازواج لهم

و فيها الثانيى تتعلق ب خالدون وهاتان الجملتان مستأنفتان ويجوز أن تكون الثانية حالا من الهاء والميم في لهم والعامل فيها معنى الاستقرار
قوله تعالى لا يستحيي وزنه يستفعل ولم يستعمل منه فعل بغير السين وليس معناه الاستدعاء وعينه ولامه ياءان , اصله الحياء وهمزة الحياء بدل من الياء وقرىء في الشإذ يتحي بياء واحدة والمحذوفة هي اللام كما تحذف في الجزم ووزنه على هذا يستفع الا أن الياء نقلت حركتها إلى العين وسكنت وقيل المحذوف هي العين وهو بعيد أن يضرب أي من أن يضرب فموضعه نصب عند سيبويه وجر عند الخليل ما حرف زائد للتوكيد و بعوضة بدل من مثلا وقيل ما نكرة موصوفة وبعوضة بدل من ما ويقرأ شإذا بعوضة بالرفع على أن تجعل ما بمعنى الذي ويحذف المبتدأ أي الذي هو بعوضة ويجوز أن يكون ما حرفا ويضمر المبتدأ تقديره مثلا هو بعوضة فما فوقها الفاء للعطف وما نكرة موصوفة أو بمنزلة الذي والعامل في فوق على الوجهين الاستقرار والمعطوف عليه بعوضة أما حرف ناب عن حرف الشرط وفعل الشرط ويذكر لتفصيل ما أجمل ويقع الاسم بعده مبتدأ وتلزم الفاء خبره والأصل مهما يكن من شيء فالذين آمنوا يعلمون لكن لما نابت أما عن حرف الشرط كرهوا أن يولوها الفاء فأخروها إلى الخبر وصار ذكر المبتدأ بعدها عوضا من اللفظ بفعل الشرط من ربهم في موضع نصب على الحال والتقدير أنه ثابت أو مستقر من ربهم والعامل معنى الحق وصاحب الحال الضمير المستتر فيه مإذا فيه قولان أحدهما أن ما اسم للاستفهام موضعها رفع بالابتداء وذا بمعنى الذي و أراد صلة له والعائد محذوف والذي وصلته خبر المبتدأ والثاني أن ما وذا اسم واحد للاستفهام وموضعه نصب بأراد ولا ضمير في الفعل والتقدير أي شيء أراد الله مثلا تمييز أي من مثل ويجوز أن يكون حالا من هذا أي متمثلا أو متمثلا به فيكون حالا من اسم الله يضل يجوز أن يكون في موضع نصب صفة للمثل ويجوز أن يكون حالا من اسم الله ويجوز أن يكون مستأنفا الا ألفاسقين مفعول يضل وليس بمنصوب على الاستثناء لأن يضل لم يستوف مفعوله قبل الا
قوله تعالى الذين ينقضون في موضع نصب صفة للفاسقين ويجوز أن يكون نصبا بإضمار أعنى , ان يكون رفعا على الخبر أي هم الذين ويجوز أن

يكون مبتدأ والخبر قوله أولئك هم الخاسرن من بعد من لا بتداء غاية الزمان على رأي من أجاز ذلك وزائدة على رأي من لم يجزه وهو مشكل على أصله لأنه لا يجيز زيادة من في الواجب ميثاقه مصدر بمعنى الايقاق والهاء تعود على اسم الله أو على العهد فان أعدتها إلى اسم الله كان المصدر مضافا إلى الفاعل وان أعدتها إلى العهد كان مضافا إلى المفعول ما أمر ما بمعنى الذي ويجوز أن يكون نكرة موصوفة و أن يوصل في موضع جر بدلا من الهاء أي يوصله ويجوز أن يكون بدلا من ما بدل الاشتمال تقديره ويقطعون وصل ما أمر الله به ويجوز أن يكون في موضع رفع أي هو أن يوصل أولئك مبتدأ و هم مبتدأ ثان أو فصل و الخاسرون الخبر
قوله تعالى كيف تكفرون بالله كيف في موضع نصب على الحال والعامل في كتفرون وصاحب الحال الضمير في تكفرون والتقدير أمعاندين تكفرون ونحو ذلك وتكفرون يتعدى بحرف الجر وقد عدى بنفسه في قوله الا ان عادا كفروا ربهم يوذلك حمل على المعنى إذ المعنى جحدوا وكنتم قد معه مضمرة والجملة حال ثم إليه الهاء ضمير اسم الله ويجوز أن يكون ضمير الاحياء المدلول عليه بقوله فأحياكم
قوله تعالى جميعا حال في معنى مجتمعا فسواهن انما جمع الضمير لأن السماء جمع سمأوة أبدلت الوأو فيها همزة لوقوعها طرفا بعد ألف زائدة سبع سموات سبع منصوب على البدل من الضمير وقيل التقدير فسوى منهن سبع سموات كقوله واختار موسى قومه فيكون مفعولا به وقيل سوى بمعنى صير فيكون مفعولا ثانيا وهو يقرأ بإسكان الهاء وأصلها الضم وإنما أسكنت لأنها صارت كعضد فخففت وكذلك حالها مع الفاء واللام نحو فهو لهو يقرأ بالضم على الأصل
قوله تعالى وإذ قال هو مفعول به تقديره وإذكر إذ قال وقيل هو خبر مبتدأ محذوف تقديره وابتداء خلقي إذ قال ربك وقيل إذ زائدة و للملائكة مختلف في واحدها وأصلها فقال قوم أحدهم في الأصل مألك على مفعل لأنه مشتق من الالوكة وهي الرسالة ومنه قول الشاعر
وغلام أرسلته أمه ... بألوك فبذلنا ما سأل
فالهمزة فاء الكلمة ثم أخرت فجعلت بعد اللام فقالوا ملأك قال الشاعر

فلسا لانسي ولكن لملأك ... تنزل من جو السماء يصوب فوزنه الان معفل والجمع ملائكة على معافلة وقال آخرون أصل الكلمة لأك فعين الكلمة همزة وأصل ملك ملأك من غير نقل وعلى كلا القولين ألقيت حركة الهمزة على اللام وحذفت فلما جمعت ردت فوزنه الان مفاعلة وقال آخرون عين الكلمة وأو وهو من لاك يلوك إذا أدار الشيء في فيه فكأن صاحب الرسالة يديرها في فيه فيكون أصل ملك ملاك مثل معإذ ثم حذفت عينه تخفيفا فيكون أصل ملائكة ملأوكة مثل مقأولة فأبدلت الوأو همزة كما أبدلت وأو مصائب وقال آخرون ملك فعل من الملك وهي القوة فالميم أصل ولا حذف فيه لكنه جمع على فعائلة شإذا جاعل يراد به الاستقبال فلذلك عمل ويجوز أن يكون بمعنى خالق فيتعدى إلى مفعول واحد وأن يكون بمعنى مصير فيتعدى إلى مفعولين ويكون في الارض هو الثاني خليفة فعلية بمعنى فاعل أي يخلف غيره وزيدت الهاء للمبالغة أتجعل الهمزة للاسترشاد أي أتجعل فيها من يفسد كما كان فيها من قبل وقيل استفهموا عن أحوةال أنفسهم أي اتجعل فيها مفسدا ونحن على طاعتك أو نتغير يسفك الجمهور على التخفيف وكسر الفاء وقد قرىء بضمها وهما لغتان ويقرأ بالتشديد للتكثير وهمزة الدماء منقلبة عن ياء لأن الأصل دمى لأنهم قالوا دميان بحمدك في موضع الحال تقديره تسبح مشتملين بحمدك أو متبعدين بحمدك وتقدس لك أي لأجلك ويجوز أن تكون اللام زائدة أي تقدسك ويجوز أن تكون معدية للفعل كتعدية الباء مثل سجدت لله اني أعلم الأصل انني فحذفت النون الوسطى لا نون الوقاية هذا هو الصحيح وأعلم يجوز أن يكون فعلا ويكن ما مفعولا اما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة والعائد محذوف ويجوز أن يكون اسما مثل أفضل فيكون ما في موضع جر بالاضافة ويجوز أن يكون في موضع نصب بأعلم كقولهم هؤلاء حواج بيت الله بالنصب والجر وسقط التنوين لأن هذا الاسم لا ينصرف فان قلت أفعل لا ينصب مفعولا قيل ان كانت من معه مرادة لم ينصب وأعلم هنا بمعنى عالم ويجوز أن يرد بأعلم أعلم منكم فيكون ما في موضع نصب بفعل محذوف دل عليه الاسم ومثله قوله هو أعلم من يضل عن سبيله
قوله تعالى وعلم يجوز أن يكون مستأنفا وأن يكون معطوفا على قال ربك وموضعه جر كموضع قال وقوى ذلك إضمار الفاعل وقرىء وعلم آدم على

ما لم يسم فاعله وآدم أفعل والألف فيه مبدلة من همزة هي فاء الفعل لأنه مشتق من ديم الارض أو من الادمة ولا يجوز أن يكون وزنه فاعلا إذ لو كان كذلك لا نصرف مثل عالم وخاتم التعريف وحده لا يمنع وليس بأعجمي ثم عرضهم يعني أصحاب الاسماء فلذلك ذكر الضمير هؤلاء ان كنتم يقرأ بتحقيق الهمزتين على الأصل ويقرأ بهمزة واحدة قيل المحذوفة هي الأولى لأنها لام الكلمة والاخرى أول الكلمة الاخرى وحذف الاخر أولى وقيل المحذوفة الثانية لأن الثقل بها حصل ويقرأ بتليين الهمزة الأولى وتحقيق الثانية وبالعكس ومنهم من يبدل الثانية ياس ساكنة كأنه قدرهما في كلمة واحدة طلبا للتخفيف
قوله تعالى سبحانك سبحان اسم واقع موقع المصدر وقد اشتق منه سبحت والتسبيح ولا يكاد يستعمل الا مضافا لأن الاضافة تبين من المعظم فإذا أفرد عن الاضافة كان اسما علما للتسبيح لا ينصرف للتعريف والألف والنون في آخره مث علمان وقد جاء في الشعر منونا على نحو تنوين العلم إذا نكر وما يضاف إليه مفعول به لأنه المسبح ويجوز أن يكون فاعلا لأن المعنى تنزهت وانتصابه على المصدر بفعل محذوف تقديره سبحت الله تسبيحا الا ما علمتنا ما مصدرية أي الا علما علمتناه وموضعه رفع على البدل من موضع لا علم كقولك لا اله الا الله ويجوز أن تكون ما بمعنى الذي ويكون علم بمعنى معلوم أي لا معلوم لنا الا الذي علمتناه ولا يجوز أن تكون ما في موضع نصب بالعلم لأن اسم لا إذا عمل فيما بعده لا يبني انك انت العليم أنت مبتدأ والعلمي خبره والجملة خبر ان ويجوز أن يكون أنت توكيد للمنصوب ووقع بلفظ المرفوع لأنه هو الكاف في المعنى ولا يقع ها هنا اياك للتوكيد لأنها لو وقعت لكانت بدلا وإياك لم يؤكد بها ويجوز أن يكون فصلا لا موضع لها من الإعراب و الحكيم خبر ثان أو صفة للعليم على قول من أجاز صفة الصفة وهو صحيح لأن هذه الصفة هي الموصوف في المعنى والعليم بمعنى العالم وأما الحكيم فيجوز أن يكون بمعنى الحاكم وأن يكون بمعنى المحكم
قوله تعالى أنبئهم يقرأ بتحقيق الهمزة على الأصل وبالياء على تليين الهمزة ولم نقلبها قلبا قياسا لأنه لو كان كذلك لحذفت الياء كما تحذف من قولك أبقهم من بقيت وقد قرىء آنبهم بكسر الباء من غير همزة ولاياء على أن يكون ابدال الهمزة ياء إبدالا قياسيا وأنبأ يتعدى بنفسه إلى مفعول واحد وإلى الثاني

بحرف الجر وهو قوله بأسمائهم وقد يتعدى بعن كقولك أنبأته عن حال زيد وأما قوله تعالى قد نبأنا الله من أخباركم فيذكر في موضعه وأعلم ما تبدون مستأنف وليس بمحكى بقوله ألم أقل لكم ويجوز أن يكون محكيا أيضا فيكون في موضع نصب وتبدون وزنه تفعون والمحذوف منه لامه وهي وأو لأنه من بدا يبدوا والأصل في الياء التي في انى أن تحرك بالفتح لأنها اسم مضمر على حرف واحد فتحرك مثل الكاف في انك فمن حركها أخرجها على الأصل ومن سكنها استثقل حركة الياء بعد الكسرة
قوله تعالى للملائكة استدوا الجمهور على كسر التاء وقرىء بضمها وهي قراءة ضعيفة جدا وأحسن ما تحمل عليه أن يكون الرأوي لم يضبط على القارىء وذلك أن يكون القارىء أشار إلى الضم تنبيها على أن الهمزة المحذوفة مضمومة في الابتداء ولم يدرك الرأوي هذه الاشارة وقيل انه نوى الوقف على التاء ساكنة ثم حركها بالضم اتباعا لضمة الجيم وهذا من اجراء الوصل مجرى الوقف ومثله ما حكى عن امرأة رأت نساء معهن رجل فقال أفي سوأة أنتنه بفتح التاء وكأنها نوت الوقف على التاء ثم ألقت عليها حركة الهمزة فصارت مفتوحة الا إبليس استثناء منقطع لأنه لم يكن من الملائكة وقيل هو متصل لأنه كان في الابتداء ملكا وهو اسم أعجمي لا ينصرف للعجمة والتعريف وقيل هو عربي واشتقاقه من الابلاس ولم ينصرف للتعريف وأنه لا نظير له في الاسماء وهذا بعيد على أن في الاسماء مثله نحو اخريط وايجفيل واصليت ونحوه وأبى في موضع نصب على الحال من إبليس تقديره ترك السجود كارها له ومستكبرا وكان من الكافرين مستأنف ويجوز أن يكون في موضع حال أيضا
قوله اسكن أنت وزوجك أنت توكيد للضمير في الفعل أتى به ليصح العطف عليه والأصل في كل أأكل مثل أقتل الا أن العرب حذفت الهمزة الثانية تخفيفا ومثله خذ ولا يقاس عليه فلا تقول في الامر من أجر يأجر جر وحكى سيبويه أو كل شإذا منها أي من ثمرتها فحذف المضاف وموضعه نصب بالفعل قبله ومن لابتداء الغاية و رغدا صفة مصدر محذوف أي أكلا رغدا أي طيبا هنيئا ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال تقديره كلا مستطيبين متهنئين حيث ظرف مكان والعامل فيه كلا ويجوز أن يكون بدلا من الجنة فيكون حيث مفعولا به لأن به لأن الجنة مفعول وليس بظرف لأنك تقول سكنت

البصرة وسكنت الدار بمعنى نزلت فهو كقولك أنزل من الدار حيث شئت هذه الشجرة الهاء بدل من الياء في هذى لأنك تقول في المؤنث هذى وهاتا وهاتي والياء للمؤنث مع الذال لا غير والهاء بدل منها لأنها تشبهها في الخفاء والشجرة نعت لهذه وقرىء في الشإذ هذه الشيرة وهي لغة أبدلت الجيم فيها ياء لقربها منها في المخرج فتكونا جواب النهي لأن التقدير ان تقربا تكونا وحذف النون هنا علامة النصب ن جواب النهي إذا كان بالفاء فهو منصوب ويجوز أن يكون مجزوما بالعطف
قوله تعالى فأزلهما يقرأ بتشديد اللام من غير ألف أي حملها على الزلة ويقرأ فأزالهما أي نحاهما وهو من قولك زال الشيء يزول إذا فارق موضعه وأزلته نحيته وألفه منقلبة عن وأو مما كانا فيه ما بمعنى الذي ويجوز أن تكون نكرة موصوفة أي من نعيم أو عيش اهبطوا الجمهور على كسر الباء وهي اللغة الفصيحة وقرىء بضمها وهي لغة بعضكم لبعض عدو جملة في موضع الحال من الوأو في اهبطوا أي اهبطوا متعادين واللام متعلقة بعدو لأن التقدير بعضكم عدو لبعض ويعمل عدو عمل الفعل لكن بحذف الجر ويجوز أن يكون صفة لعدو فلما تقدم عليه صار حالا ويجوز أن تكون الجملة مستأنفة وأما افراد عدو فيحتمل أن يكون لما كان بعضكم مفردا في اللفظ أفرد عدو ويحتمل أن يكون وضع الواحد موضع الجمع كما قال فانهم عدو لي ولكم في الارض مستقر يجوز أن يكون مستأنفا ويجوز أن يكون حالا أيضا وتقديره اهبطوا متعادين مستحقين الاستقرار ومستقر يجوز أن يكون مصدرا بمعنى الاستقرار ويجوز أن يكون مكان الاستقرار و إلى حين يجوز أن يكون في موضع رفع صفة لمتاع فيتعلق بمحذوف ويجوز أن يكون في موضع نصب بمتاع لأنه في حكم المصدر والتقدير وأن تمتعوا إلى حين
قوله تعالى فتلقى آدم يقرأ برفع آدم ونصب كلمات وبالعكس لأن كل ما تلقاك فقد تلقيته و من ربه يجوز أن يكون في موضع نصب بتلقى ويكون لابتداء الغاية ويجوز أن يكون في الأصل صفة لكمات تقديره كلمات كائنة من ربه فلما قدمها انتصبت على الحال انه هو التواب هو ها هنا مث أنت في انك أنت العليم الحكيم وقد ذكر قوله منها جميعا حال أي مجتمعين اما في زمن واحد أو في أزمنة بحيث يشتركون في الهبوط فاما ان حرف شرط

وما حرف مؤكد له و يأتينكم فعل الشرط مؤكد بالنون الثقلية والفعل يصير بها مبنيا أبدا وما جاء في القرآن من أفعال الشرط عقيب اما كله مؤكد بالنون وهو القياس لأن زيادة ما تؤذن بارادة شدة التوكيد وقد جاء في الشعر غير مؤكد بالنون وجواب الشرط فمن تبع وجوابه ومن في موضع رفع بالابتداء والخبر تبع وفيه ضمير فاعل يرجع على من وموضع تبع جزم بمن والجواب فلا خوف عليهم وكذلك كل اسم شرطت به وكان مبتدأ فخبره فعل الشرط لا جواب الشرط ولهذا يجب أن يكون فيه ضمير يعود على المبتدأ ولا يلزم ذلك الضمير في الجواب حتى لو قلت من يقم أكرم زيدا جاز ولو قلت من يقم زيدا أكرمه وانت تعيد الهاء إلى من لم يجز وذهب قوم إلى أن الخبر هو فعل الشرط والجواب وقيل الخبر منهما ما كان فيه ضمير يعود على من وخوف مبتدأ وعليهم الخبر وجاء الابتداء بالنكرة لما فيه من معنى العموم بالنفي الذي فيه والرفع والتنوين هنا أوجه من البناء على الفتح لوجهين أحدهما أنه عطف عليه ما لا يجوز فيه الا الرفع وهو قوله ولا هم لأنه معرفة ولا لا تعمل في المعارف فالأولى أن يجعل المعطوف عليه كذلك ليتشاكل الجملتان كما قالوا في الفعل المشغول بضمير الفاعل نحو قام زيد وعمرا كلمته فان النصب في عمرو أولى ليكون منصوبا بفعل كما أن المعطوف عليه عمل فيه الفعل والوجه الثاني من جهة المعنى وذلك بأن البناء يدل على نفي الخوف عنهم بالكلية وليس المراد ذلك بل المراد نفيه عنهم في الاخرة
فإذا قيل لم لا يكون وجه الرفع أن هذا الكلام مذكور في جزاء من اتبع الهدى ولا يليق أن ينفي عنهم الخوف اليسير ويتوهم ثبتوت الخوف الكثير
قيل الرفع يجوز أن يضمر معه نفي الكثير تقديره لا خوف كثير عليهم فيتوهم ثبوت الياء القليل وهو عكس ما قدر في السؤال فبان أن الوجه في الرفع ما ذكرنا هداي المشهور إثبات الألف قبل على لفظ المفرد قبل الاضافة ويقرأ هدى بياء مشددة ووجهها أن ياء المتكلم يكسر ما قبلها في الاسم الصحيح والألف لا يمكن كسرها فقلبت ياء من جنس الكسرة ثم أدغمت
قوله بآياتنا الأصل في آية أية لأن فاءها همزة وعينها ولامها ياء أن لأنها من تأيا القوم إذا اجتمعوا وقالوا في الجمع آياء فظهرت الياء الاولة والهمزة الاخيرة بدل من ياء ووزنه أفعال والألف الثانية مبدلة من همزة هي فاء الكلمة ولو كانت

عينها وأوا لقالوا أواء ثم انهم أبدلوا الياء الساكنة في أية ألفا على خلاف القايس ومثله غاية وثاية وقيل أصلها أييه ثم قلبت الياء الأولى ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وقبل أصلها أييه بفتح الأولى لوالثانية ثم فعل في الياء ما ذكرنا وكلا الوجهين فيه نظر لأن حكم الياءين إذا اجتمعتا في مثل هذا أن تقلب الثانية لقربها من الطرف وقيل أصلها أيية على فاعلة وكان القياس أن تدغم فيقال آية مثل دابة الا أنها خففت كتخفيف كينونة في كينونة وهذا ضعيف لأن التخفيف في ذلك البناء كان لطول الكلمة أولئك مبتدأ و أصحاب النار خبره و هم فيها خالدون مبتدأ وخبر في موضع الحال من أصحاب وقيل يجوز أن يكون حالا من النار لأن في الجملة ضميرا يعود عليها ويكون العامل في الحال معنى الاضافة أو للام المقدرة
قوله تعالى يابني إسرائيل إسرائيل لا ينصرف لأنه علم اعجمى وقد تكلمت به العرب بلغات مختلفة فمنهم من يقول إسرائيل بهمزة بعدها ياء بعدها لأم ومنهم من يقول كذلك لأ انه يقلب الهمزة ياء ومنهم من يبقي الهمزة ويحذف الياء ومنهم من يحذفها فيقول اسرال ومنهم من يقول اسرائين بالنون وبني جمع ابن جمع جمع السلامة وليس بسالم في الحقيقة لأنه لم يسلم لفظ واحدة في جمعه وأصل الواحد بنو على فعل بتحريك العين لقولهم في الجمع أبناء كجبل وأجبال ولامه وأو وقال قوم لامه ياء ولا حجة في البنوة لأنهم قد قالوا ألفتوة وهي من الياء أنعمت عليكم الأصل أنعمت بها ليكون الضمير عائدا على الموصول فحذفت حرف الجر فصار أنعمتها ثم حذف الضمير كما حذف في قوله أهذا الذي بعث الله رسولا وأوفوا يقال في الماضي وفي ووفي وأوفي ومن هنا قرىء أوف بعهدكم وأوف بالتخفيف والتشديد وإياي منصوب بفعل محذوف دل عليه فارهبون تقديره وارهبوا إياي فارهبون ولا يجوز أن يكون منصوبا بارهبون لأنه قد تعدى إلى مفعوله
قوله مصدقا حال مؤكدة من الهاء المحذوفة في أنزلت و معكم منصوب على الظرف والعامل فيه الاستقرار أول هي أفعل وفاؤها وعينها وأوان عند سيبويه ولم ينصرف منها فعل لاعتلال الفاء والعين وتأنيثها أولى وأصلها وول فأبدلت الوأو همزة لانضمامها ضما لازما ولم تخرج على الأصل كما خرج وقتت ووجوه كراهية اجتماع الوأوين وقال بعض الكوفيين أصل الكلمة من وأل يأل

إذا نجا فأصلها أوأل ثم خففت الهمزة بأن أبدلت وأوا ثم أدغمت الأولى فيها وهذا ليس بقياس بل القياس في تخفيف مثل هذه الهمزة أن تلقى حركتها على الساكن قبلها وتحذف وقال بعضهم من آل يئول فأصل الكلمة أول ثم أخرت الهمزة الثانية فجعلت بعد الوأو ثم عمل فيها ما عمل في الوجه الذي قبله فوزنه الان أعفل كافر لفظه واحد وهو في معنى الجمع أي أول الكفار كما يقال هو أحسن رجل وقيل التقدير أول فريق كافر
قوله تعالى وتكتموا الحق هو مجزوم بالعطف على ولا تلبسوا ويجوز أن يكون نصبا على الجواب بالوأو أي لا تجمعوا بينهما كقولك لا تأكل السمك وتشرب اللبن وأنتم تعلمون في موضع نصب على الحال والعامل لا تلبسوا وتكمتوا
قوله تعالى وأقيموا الصلاة أصل أقيموا أقوموا فعمل فيه ما ذكرناه في قوله ويقيمون الصلاة في أول السورة وآتوا الزكاة أصله آتيوا فاستثقلت الضمة على الياء فسكنت وحذفت لالتقاء الساكنين ثم حركت التاء بحركة الياء المحذوفة وقيل ضمت تبعا للوأو كما ضمت في اضربوا ونحوه وألف الزكاة منقلبة عن وأو لقلوهم زكا الشيء يزكو وقالوا في الجمع زكوات مع الراكعين ظرف
قوله تعالى وتنسون أصله تنسيون ثم عمل فيه ما ذكرناه في قوله تعالى اشتروا الضلالة أفلا تعقلون استفهام في معنى التوبيخ ولا موضع له قوله تعالى واستعينوا أصله استعونوا وقد ذكر في الفاتحة وأنها الضمير للصلاة وقيل للاستعانة لأن استعينوا يدل عليها وقيل على القبلة لدلالة الصلاة عليها وكان التحول إلى الكعبة شديدا على إليهود الا على الخاشعين في موضع نصب بكبيرة والا دخلت للمعنى ولم تعمل لأنه ليس قبلها ما يتعلق بكبيرة ليستثنى منه فهو كقولك هو كبير على زيد
قوله تعالى الذين يظنون صفة للخاشعين ويجوز أن يكون في موضع نصب بإضمار أعنى ورفع بإضمارهم أنهم أن واسمها وخبرها ساد مسد المفعولين لتضمنه ما يتعلق به الظن وهو اللقاء وذكر من أسند إليه اللقاء وقال الأخفش أن وما عملت فيه مفعول واحد وهو مصدر والمفعول الثاني محذوف

تقديره يظنون لقاء الله واقعا ملاقوا أصله ملاقيوا ثم عمل فيه ما ذكرنا في غير موضع وحذفت النون تخفيفا لأنه نكرة إذا كان مستقبلا ولما حذفها أضاف إليه الهاء ترجع إلى الله وقيل إلى اللقاء الذي دل عليه ملاقوا
قوله تعالى وأنى فضلتكم في موضع نصب تقديره وإذكروا تفضيلي اياكم
قوله تعالى واتقوا يوما يوما هنا مفعول به لأن الامر بالتقوى لا يقع في يوم القيامة والتقدير واتقوا عذاب يوم أو نحو ذلك لاتجزى نفس الجملة في موضع نصب صفة اليوم والعائد محذوف تقديره تجزى فيه ثم حذف الجار والمجرور عند سيبويه لأن الظروف يتسع فيها ويجوز فيها مالا يجوز في غيرها وقال غيره تحذف في فتصير تجزيه فإذا وصل الفعل بنفسه حذف المفعول به بعد ذلك عن نفس في موضع نصب بتجزى ويجوز أن يكون في موضع نصب على الحال على أن يكون التقدير شيئا عن نفس و شيئا هنا في حكم المصدر لأنه وقع موقع جزاء وهو كثير في القرآن لأن الجزاء شيء فوضع العام موضع الخاص ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل أي فيه وكذلك ولا هم ينصرون ومنها في الموضعين يجوز أن يكون متعلقا بيقبل ويؤخذ ويجوز أن يكون صفة لشفاعة وعدل فلما قد انتصب على الحال ويقبل يقرأ بالتاء لتأنيث الشفاعة وبالياء لأنه غير حقيقي وحسن ذلك للفصل
قوله تعالى وإذ نجيناكم إذ في موضع نصب معطوفا على إذكروا نعمتي وكذلك وإذ فرقنا وإذ واعدنا وإذ قلتم يا موسى وما كان مثله من العطوف من آل فرعون أصل آل أهل فأبدلت الهاء همزة لقربها منها في المخرج ثم أبدلت الهمزة ألفا لسكونها وانفتاح الهمزة قبلها مثل آدم وآمن وتصغيره أهيل لأن التصغير يرد إلى الأصل وقال بعضهم أويل فأبدل الألف وأوا ولم يرده إلى الأصل كما لم يردوا عيدا في التصغير إلى أصله وقيل أصل آل أول من آل يئول لأن الانسان يئول إلى أهله وفرعون أعجمي معرفة يسومونكم في موضع نصب على الحال من آل سوء العذاب مفعول به لأن يسومونكم متعد إلى مفعولين يقال سمته الخسف أي ألزمته الذل يذبحون في موضع حال ان شئت من آل على أن يكون بدلا من الحال الأولى لأن حالين فصاعدا لا تكون عن شيء واحد إذ كانت الحال مشبهة بالمفعول والعامل لا يعمل في مفعولين على هذا الوصف وان شئت جعلته حالا من الفاعل في يسومونكم والجمهور

على تشديد الباء للتكثير وقرىء بالتخفيف بلاء الهمزة بدل من وأو لأن الفعل منه بلوته ومنه قوله ولنبلونكم من ربكم في موضع رفع صفة لبلاء فيتعلق بمحذوف
قوله تعالى فرقنا بكم البحر بكم في موضع نصب مفعول ثاني والبحر مفعول أول والباء هنا في معنى اللام ويجوز أن يكون التقدير بسببكم ويجوز أن تكون المعدية كقولك ذهبت بزيد فيكون التقدير أفرقناكم البحر ويكون في المعنى كقوله تعالى وجأوزنا ببني إسرائيل البحر ويجوز أن تكون الباء للحال أي فرقنا البحر وأنتم به فيكون اما حالا مقدرة أو مقارنة وأنتم تنظرون في موضع الحال والعامل أغرقنا قوله تعالى وآعدنا موسى وعد يتعدى إلى مفعولين تقول وعدت زيدا مكان كذا ويوم كذا فالمفعول الاول موسى و أربعين المفعول الثاني وفي الكلام حذف تقديره تمام أربعين وليس أربعين ظرفا إذ ليس المعنى وعده في أربعين ويقرأ واعدنا بألف وليس من باب المفاعلة الواقعة من اثنين بل مثل قولك عافاه الله وعاقبت اللص وقيل هو من ذلك لأن الوعد من الله والقبول من موسى فصار كالوعد منه وقيل ان الله أمر موسى أن يعد بالوفاء ففعل وموسى مفعل من أوسيت رأسه إذا حلقته فهو مثل أعطى فهو معطى وقيل هو فعلى من ماس يميس إذا تبختر في مشيه فموسى الحديد من هذا المعنى لكثرة اضطرابها وتحركها وقت الحلق فالوأو في موسى على هذا بدل من الياء لسكونها وانضمام ما قبلها وموسى اسم النبي لا يقضى عليه بالاشتقاق لأنه أعجمي وإنما يشتق موسى الحديد ثم اتخذتم العجل أي الها فحذف المفعول الثاني ومثله باتخإذكم العجل وقد تأتى اتخذت متعدية إلى مفعول واحد إذا كانت بمعنى جعل وعمل كقوله تعالى وقالوا اتخذ الله ولدا وكقولك اتخذت دارا وثوبا وما أشبه ذلك ويجوز ادغام الذال في التاء لقرب مخرجيهما ويجوز الاظهار على الأصل من بعده أي من بعد انطلاقه فحذف المضاف
قوله تعالى لعلكم اللام الأولى أصل عند جماعة وإنما تحذف تخفيفا في قولك علك وقيل هي زائدة والأصل علك ولعل حرف والحذف تصرف والحرف بعيد منه

قوله تعالى وألفرقان هو في الأصل مصدر مثل الرجحان والغفران وقد جعل اسما للقرآن
قوله تعالى لقومه اللغة الجيدة أن تكسر الهاء إذا انكسر ما قبلها وتزاد عليها ياء في اللفظ لأنها خفية لا تبين كل البيان بالكسر وحده فان كان قبلها ياء مثل عليه فالجيد أن تكسر الهاء من غير ياء لأن الهاء خفية ضعيفة فإذا كان قبلها ياء وبعدها ياء لم يقو الحاجز بين الساكنين فان كان قبل الهاء فتحة أو ضمة ضمت ولحقتها وأو في اللفظ نحو انه وغلامه لما ذكرنا يا قوم حذف ياء المتكلم اكتفاء بالكسرة وهذا يجوز وهذا في النداء خاصة لأنه لا يلبس ومنهم من يثبت الياء ساكنه ومنهم من يفتحها ومنهم من يقلبها ألفا بعد فتح ما قبلها ومنهم من يقول يا قوم بضم الميم إلى بارئكم القراءة بكسر الهمزة لأن كسرها اعراب وروي عن أبي عمرو تسكينها فرارا من توالي الحركات وسيبويه لا يثبت هذه الرواية وكان يقول ان الرأوي لم يضبط عن أبي عمرو لأن أبا عمرو اختلس الحركة فظن السامع أنه سكن ذلكم قال بعضهم الأصل ذانكم لأن المقدم ذكره التوبة والقتل فأوقع المفرد موقع التثنية لأن ذا يحتمل الجميع وهذا ليس بشيء لأن قوله فاقتلوا تفسير التوبة فهو واحد فتاب عليكم في الكلام حذف تقديره ففعلتم فتاب عليكم
قوله تعالى لن نؤمن لك انما قال نؤمن لك لا بك لأن المعنى لن نؤمن لأجل قولك أو يكون محمولا على لن نقر لك بما ادعيته جهرة مصدر في موضع الحال من اسم الله أي نراه ظاهرا غير مستور وقيل حال من التاء والميم في قلتم أي قلتم ذلك مجاهرين وقيل هو مصدر منصوب بفعل محذوف أي جهرتم جهرة و الصاعقة فاعلة بمعنى مفعلة يقال أصعقتهم الصاعقة فهو كقولهم أورس النبت فهو وارس وأعشب فهو عاشب قوله تعالى وظللنا عليكم الغمام أي جعلناه ظلا وليس كقولك ظللت زيدا بظل لأن ذلك يؤدى إلى أن يكون الغمام مستورا بظل آخر ويجوز أن يكون التقدير بالغمام والغمام جمع غمامة والصحيح أن يقال هو جنس فإذا أردت الواحد زدت عليه التاء
قوله تعالى المن والسلوى جنسان كلوا من طيبات من هنا للتبعيض أو لبيان الجنس والمفعول محذوف والتقدير كلوا شيئا من طيبات

أنفسهم مفعول يظلمون وقد أوقع أفعلا وهو من جموع القلة موضع جمع الكثرة
قوله تعالى هذه القرية القرية نعت لهذه سجدا حال وهو جمع ساجد وهو أبلغ من السجود حطة خبر مبتدأ محذوف أي سؤالنا حطة وموضع الجملة نصب بالقول وقرىء حطة بالنصب على المصدر أي حط عنا حطة نغفر لكم جواب الامر وهو مجزوم في الحقيقة بشرط محذوف تقديره ان تقولوا ذلك نغفر لكم والجمهور والجمهور على اظهار الراء عند اللام وقد أدغمها قوم وهو ضعيف لأن الراء مكررة فهي في تقدير حرفين فإذا أدغمت ذهب أحدهما واللام المشددة لا تكرير فيها فعند ذلك يذهب التكير القائم مقام حرف ويقرأ تغفر لكم بالتاء على مالم يسم فاعله وبالياء كذلك لأنه فصل بين الفعل والفاعل ولأن تأنيث الخطايا غير حقيقي خطاياكم هو جمع خطيئة وأصله عند الخليل خطائيء بهمزتين الأولى منهما مكسورة وهي المنقلبة عن الياء الزائدة في خطيئة فهو مثل صحيفة وصحائف فاستثقل الجمع بين الهمزتين فنقلوا الهمزة الأولى إلى موضع الثانية فصار وزنه فعإلىء وإنما فعلوا ذلك لتصير المكسورة طرفا فتنقلب ياء فتصير فعإلى ثم أبدلوا من كسرة الهمزة الأولى فتحة فانقلبت الياء بعدها ألفا كما قالوا في يا لهفي ويا أسفي فصارت الهمزة بين ألفين فأبدل منها ياء لأن الهمزة قريبة من الألف فاستكرهوا اجتماع ثلاث ألفات فخطايا فعإلى ففيها على هذا خمس تغييرات تقديم اللام عن موضعها وابدال الكسرة فتحة وابدال الهمزة الاخيرة ياء ثم ابدالها ألفا ثم ابدال الهمزة التي هي لام ياء وقال سيبويه أصلها خطائيء كقول الخليل الا أنه أبدل الهمزة الثانية ياء لانكسار ما قبلها ثم أبدل من الكسرة فتحة فانقلبت الياء ألفا ثم أبدل الهمزة ياء فلا تحويل على مذهبه وقال ألفراء الواحدة خطية بتخفيف الهمزة والادغام فهو مثل مطية ومطايا
قوله تعالى فبدل الذين ظلموا في الكلام حذف تقديره فبدل الذين ظلموا بالذي قيل لهم قولا غير الذي قيل لهم فبدل يتعدى إلى مفعول واحد بنفسه وإلى آخر بالباء والذي مع الباء هو المتروك والذي بغير باء هو الموجود كقول ابي النجم
وبدلت والدهر ذو تبدل ... هيفا دبورا بالصبا والشمأل
فالذي انقطع عنها الصبا والذي صار لها الهيف فكذلك ها هنا ويجوز أن يكون

بدل محمول على المعنى تقديره فقال الذين ظلموا قولا غير الذي لأن تبديل القول كان بقول من السماء في موضوع نصب متعلق بأنزلنا ويجوز أن يكون صفة لرجز فيتعلق بمحذوف والرجز بكسر الراء وضمها لغتان بما كانوا الباء بمعنى السبب أي عاقبناهم بسبب فسقهم
قوله استسقى الألف منقلبة عن ياء لأنه من السقي وألف العصا من وأو لأن تثنيتها عصوان وتقول عصوت بالعصا أي ضربت بها والتقدير فضرب فانفجرت اثنتا عشرة من العرب من يسكن الشين ومنهم من يكسرها وقد قرىء بهما ومنهم من يفتحها مفسدين حال مؤكدة لأن قوله لا تعثو لا تفسدوا
قوله تعالى يخرج لنا مما تنبت الارض مفعول يخرج محذوف تقديره شيئا مما تنبت الارض و ما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة ولا تكون مصدرية لأن المفعول المقدر لا يوصف بالانبات لأن الانبات مصدر والمحذوف جوهر من بقلها من هنا لبيان الجنس ووضعها نصب على الحال من الضمير المحذوف تقديره مما تنبته الارض كائنا من بقلها ويجوز أن يكون بدلا من ما الأولى باعادة حرف الجر والقثاء بكسر القاف وضمها لغتان وقد قرىء بهما والهمزة أصل لقولهم أقثأت الارض واحدته قثاءة أدنى ألفه منقلبة عن وأو لأنه من دنا يدنو إذا قرب وله معنيان أحدهما أن يكون المعنى ما تقرب قيمته بخساسته ويسهل تحصيله والثاني أن يكون بمعنى القريب منكم لكونه في الدنيا و الذي هو خير ما كان من امتثال أمر الله لأن نفعه متأخر إلى الاخرة وقيل الألف مبدلة من همزة لأنه مأخوذ من دنؤ يدنؤ فهو دنىء والمصدر الدناءة وهو من الشيء الخسيس فأبدل الهمزة ألفا كما قال لأهناك المرتع وقيل أصله أدون من الشيء الدون فأخر الوأو فانقلبت ألفا فوزنه الان أفلع اهبطوا الجيد كسر الباء والضم لغة وقد قرىء به مصرا نكرة فلذلك انصرف والمعنى اهبطوا بلدا من البلدان وقيل هو معرفة وانصرف لسكون أوسطه وترك الصرف جائزة وقد قرىء به وهو مثل هند ودعد والمصر في الأصل هو الحد بين الشيئين ما سألتم ما في موضع نصب اسم ان وهي بمعنى الذي ويضعف أن تكون نكرة موصوفة وباءوا الألف في باءوا منقلبة عن وأو لقولك في المستقبل يبوء بغضب في موضع الحال أي رجعوا مغضوبا عليهم من الله في موضع جر

صفة لغضب ذلك بأنهم ذلك مبتدأ وبأنهم كانوا يكفرون الخبر والتقدير ذلك الغضب مستحق بكفرهم النبيين أصل النبي الهمزة لأنه من النبأ وهو الخبر لأنه يخبر عن الله لكنه خفف بأن قلبت الهمزة ياء ثم أدغمت الياء الزائدة فيها وقيل من ل / يهمزة أخذه من النبة وهو الارتفاع لأن رتبة النبي ارتفعت عن رتب سائر الخلق وقيل النبي الطريق فالمبلغ عن الله طريق الخلق إلى الله وطريقه إلى الخلق وقد قرىء بالهمز على الأصل بغير الحق في موضع نصب على الحال من الضمير في يقتلون والتقدير يقتلونهم مبطلين ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف تقديره قتلا بغير الحق وعلى كلا الوجهين هو توكيد عصو أصله عصيوا فلما تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين وبقيت الفتحة تدل عليها والوأو هنا تدغم في الوأو التي بعدها لأنها مفتوح ما قبلها فلم يكن فيها مد يمنع من الادغام وله في القرآن نظائر كقوله فقد اهتموا وان تولوا فان انضم ما قبل هذه الوأو نحو آمنوا وعملوا لم يجز ادغامها لأن الوأو المضموم ما قبلها يطول مدها فيجرى مجرى الحاجز بين الحرفين
قوله تعالى والصابئين يقرأ بالهمز على الأصل وهو من صبأ يصبأ إذا مال ويقرأ بغير همز وذلك على قلب الهمزة ألفا في صبا وعلى قلبها ياء في صابى ولما قلبها ياء حذفها من أجل ياء الجمع والألف في هادوا منقلبة عن وأو لأنه من هاد يهود إذا تاب ومنه قوله تعالى انا هدنا إليك ويقال هو من الهوادة وهو الخضوع ويقال أصلها ياء من هاد يهيد إذا تحرك من آمن من هنا شرطية في موضع مبتدأ والخبر آمن والجواب فلهم أجرهم والجملة خبر ان الذين والعائد محذوف تقديره من آمن منهم ويجوز أن يكون من بمعنى الذي غير جازمة ويكون بدلا من اسم ان والعائد محذوف ايضا وخبر ان فلهم أجرهم وقد حمل على لفظ من آمن وعمل فوجد الضمير وحمل على معناها فلهم أجرهم فجمع وأجرهم مبتدأ ولهم خبره وعند الأخفش أن أجرهم مرفوع بالجار و عند ظرف والعامل فيه معنى الاستقرار ويجوز أن يكون عند في موضع الحال من الاجر تقديره فلهم أجرهم ثابتا عند ربهم والاجر في الأصل مصدر يقال أجره الله يأجره أجرا ويكون بمعنى المفعول به لأن الاجر هو الشيء الذي يجازى به المطيع فهو مأجور به

قوله تعالى فوقكم ظرف لرفعنا ويضعف أن يكون حالا من الطور لأن التقدير يصير رفعنا الطور عاليا وقد استفيد هذا من رفعنا ولأن الجبل لم يكن فوقعهم وقت الرفع وإنما صار فوقهم بالرفع خذوا ما آتيناكم التقدير وقلنا خذوا ويجوز أن يكون القول المحذوف حالا والتقدير رفعنا فوقكم الطور قائلين خذوا بقوة في موضع نصب على الحال المقدرة والتقدير خذوا الذي آتيناكموه عازمين على الجد في العمل به وصاحب الحال الوأو في خذوا ويجوز أن يكون حالا من الضمير المحذوف والتقدير خذوا ما آتيناكموه وفيه الشدة والتشدد في الوصية بالعمل به
قوله تعالى فلو لا هي مركبة من لو ولا ولو قبل التركيب يمتنع بها الشيء لامتناع غيره ولا للنفي والامتناع نفي في المعنى فقد دخل النفي بلا على أحد امتناعي لو والامتناع نفي في المعنى والنفي إذا دخل على النفي صار ايجابا فمن هنا صار معنى لولا هذه يمتنع بها الشيء لوجود غيره و فضل الله مبتدأ والخبر محذوف تقديره لولا فضل الله حاضر ولزم حذف الخبر لقيام العلم به وطول الكلام بجواب لولا فان وقعت أن بعد لولا ظهر الخبر كقوله تعالى فلولا أنه كان من المسبحين فالخبر في اللفظ لأن وذهب الكوفيون إلى أن الاسم الواقع بعد لولا هذه فاعل لولا
قوله علمتم الذين اعتدوا علمتم ها هنا بمعنى عرفتم فيتعدى إلى مفعول واحد و منكم في موضع نصب حالا من الذين اعتدوا اي المعتدين كائنين منكم و في السبت متعلق باعتدوا وأصل السبت مصدر يقال سبت يسبت سبتا إذا قطع ثم سمى اليوم سبتا وقد يقال يوم السبت فيخرج مصدرا على أصله وقد قالوا اليوم السبت فجعلوا اليوم خبرا عن السبت كما يقال اليوم القتال فعلى ما ذكرنا يكون في الكلام حذف تقديره في يوم السبت خاسئين الفعل منه خسأ إذا ذل فهو لازم مطأوع خسأته فاللازم منه والمتعدى بلفظ واحد مثل زاد الشيء وزدته وغاض الماء وغضته وهو صفة لقردة ويجوز أن يكون خبرا ثانيا وأن يكون حالا من فاعل كان والعامل فيها كان
قوله تعالى فجعلناها الضمير للعقوبة أو المسخة أو الامة و نكالا مفعول ثان

قوله تعالى يأمركم الجمهور على ضم الراء وقرىء بإسكانها لأن الكاف متحركة وقبل الراء حركة فسكنوا الاوسط تشبيها له بعضد وأجروا المنفصل مجرى المتصل ومنهم من يختلس ولا يسكن والجيد همزه وقرىء بالألف على ابدال الهمزة ألفا لسكونها وانفتاح ما قبلها ومثله الراس والباس أن تذبحوا في موضع نصب على تقدير اسقاط حرف الجر وتقديره بأن تذبحوا وعلى قول الخليل هو في موضع جر بالباء ويجوز أن يقول الخليل هو هنا في موضع نصب فتعدى أمرت بنفسه كما قال أمرتك الخير فافعل هزوا مصدر وفيه ثلاث لغات الهمز وضم الزاي والهمز وسكون الزاي وقلب الهمزة وأوا مع ضم الزاي وربما سكنت الزاي أيضا وهو مفعول ثان لاتخذ وفيه مضاف محذوف تقديره أتتخذنا ذوي هزؤ ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى المفعول تقديره مهزوءا بهم وجواب الاستفهام معنى أعوذ بالله أن اكون لأن المعنى أن الهازىء جاهل كأنه قال لا أهزا
قوله تعالى ادع لنا اللغة الجيدة ضم العين والوأو محذوفة علامة للبناء عند البصريين وللجزم عند الكوفيين ومن العرب من يكسر العين ووجهها أنه قدر العين ساكنة كأنها آخر الفعل ثم كسرها لسكونها وسكون الدال قبلها مالونها ما اسم للاستفهام في موضع رفع بالابتداء ولونها الخبر والجملة في موضع نصب بيبين ولو قرىء لونها بالنصب لكان له وجه وهو أن تجعل ما زائدة كهي في قوله أيما الاجلين قضيت ويكون التقدير يبين لنا لونها وأما ما هي فابتداء وخبر لا غير إذ لا يمكن جعل ما زائدة لأن هي لا يصلح أن يكون مفعول يبين لا فارض صفة لبقرة ولا لا تمنع ذلك لأنها دخلت لمعنى النفي فهو كقولك مررت برجل لا طويل ولا قصير وان شئت جعلته خبر مبتدأ أي لا هي فارض ولا بكر مثله وكذلك عوان بين ذلك أي بينهما وذلك لما صلح للتثنيى والجمع جاز دخول بين عليه واكتفى به ما تؤمرون أي به أو تؤمرونه وما بمعنى الذي ويضعف أن يكون نكرة موصوفة لأن المعنى على العموم وهو بالذي اشبه
قوله تعالى فاقع لونها ان شئت جعلت فاقع صفة ولونها مرفوعا به وان شئت كان خبرا مقدما والجملة صفة تسر صفة أيضا وقيل فاع صفة للبقرة ولونها مبتدأ وتسر خبره وأنث اللون لوجهين أحدهما أن اللون صفرة ها هنا فحمل على المعنى والثاني أن اللون مضاف إلى المؤنث فأنث كما قال ذهبت بعض أصابعه و يلتقطه بعض السيارة

قوله تعالى ان البقر الجمهور على قراءة البقر بغير ألف هو جنس للبقرة وقرىء شإذا ان الباقر وهو اسم بقرة ومثله الجامل تشابه الجمهور على تخفيف الشين وفتح الهاء لأن البقر تذكر والفعل ماض ويقرأ بضم الهاء مع التخفيف على تأنيث البقر إذ كانت كالجمع ويقرأ بضم الهاء وتشديد الشين وأصله تتشابه فأبدلت التاء الثانية شيئا ثم أدغمت ويقرأ كذلك الا أنه بالياء على التذكير ان شاء الله جواب الشرط ان وما عملت فيه عند سيبويه وجاز ذلك لما كان الشرط متوسطا وخبر ان هو جواب الشرط في المعنى وقد وقع بعده فصار التقدير ان شاء الله هدايتنا اهتدينا والمفعول محذوف وهو هدايتنا وقال المبرد الجواب محذوف دلت عليه الجملة لأن الشرط معترض فالنية به التأخير فيصير كقولك أنت ظالم ان فعلت
قوله تعالى لا ذلول إذا وقع فعول صفة لم يدخله الهاء للتأنيث تقول امرأة صبور وكشور وهو بناء للمبالغة وذلول رفع صفة للبقرة أو خبر ابتداء محذوف وتكون الجملة صفة تثير في موضع نصب حالا من الضمير في ذلول تقديره لا تذل في حال اثارتها ويجوز أن يكون رفعا اتباعا لذلول وقيل هو مستأنف أي هي تثير وهذا قول من قال ان البقرة كانت تثير الارض ولم تكن تسقى الزرع وهو قول بعيد من الصحة لوجهين أحدهما أنه عطف عليه ولا تسقى الحرث فنفي المعطوف فيجب أن يكون المعطوف عليه كذلك لأنه في المعنى واحد الا ترى أنك لا تقول مررت برجل قائم ولا قاعد بل تقول لا قاعد بغير وأو كذلك يجب أن يكون هنا والثاني أنها لو أثارت الارض لكانت ذلولا وقد نفى ذلك ويجوز على قول من أثبت هذا الوجه أن تكون تثير في موضع رفع صفة للبقرة ولا تسقى الحرث يجوز أن يكون صفة أيضا وأن يكون خبر ابتداء محذوف وكذلك مسلمة و لاشية فيها والاحسن أن يكون صفة والأصل في شية وشية لأنه من وشا يشي فلما حذفت الوأو في الفعل حذفت في المصدر وعوضت التاء من المحذوف ووزنها الان علة وفيها خبر لا في موضع رفع قالوا الان الألف واللام في الان زائدة وهو مبني قال الزجاج بنى لتضمنه معنى حرف الاشارة كأنك قلت هذا الوقت وقال أبو علي بني لتضمنه معنى لام التعريف لأن الألف واللام الملفوظ بهما لم تعرفه ولا هو علم ولا مضمر ولا شيء من أقسام المعارف فيلزم أن يكون تعريفه باللام المقدرة واللام هنا زائدة زيادة لازمة كما لزمت في الذي وفي اسم الله وفي الان أربعة أوجه

أحدهما تحقيق الهمزة وهو الأصل والثاني إلقاء حركة الهمزة على اللام وحذفها وحذف ألف اللام في هذين الوجهين لسكونها وسكون اللام في الأصل لأن حركة اللام ها هنا عارضة والثالث كذلك الا أنهم حذفوا ألف اللام لما تحركت اللام فظرهت الوأو في قالوا والرابع إثبات الوأو في اللفظ وقطع ألف اللام وهو بعيد بالحق يجوز أن يكون مفعولا به والتقدير أجأت الحق أو ذكرت الحق ويجوز أن يكون حالا من التاء تقديره جئت ومعك الحق وإذ قتلتم تقديره إذكروا إذ فادارأتم أصل الكلمة تدارأتم ووزنه تفاعلتم ثم أرادوا التخفيف فقلبوا التاء دالا لتصير من جنس الدال التي هي فاء الكلمة لتمكن الادغام ثم سكنوا الدال إذ شرط الادغام أن يكون الاول ساكنا فلم يمكن الابتداء بالساكن فاجتلبت له همزة الوصل فوزنه الان افاعلتم بتشديد الفاء مقلوب من اتفاعلتم والفاء الأولى زائدة ولكنها صارت من جنس الأصل فينطق بها مشددة لا لأنهما أصلان بل لأن الزائد من جنس الأصلي فهو نظير قولك ضرب بالتشديد فان احدى الراءين زائدة ووزنه فعل بتشديد العين كما كانت الراء كذلك ولم نقل في الوزن فعول ولا فوعل فيؤتى بالراء الزائدة في المثال بل زيدت العين في المثال كما زيدت في الأصل وكانت من جنسه فكذلك التاء في تدارأتم صارت بالابدال دالا من جنس فاء الكلمة
فان سئل عن الوزن ليبين الأصل من الزائد بلفظه الاول أو الثاني كان الجواب أن يقال وزن أصله الاول تفاعلتم والثاني اتفاعلتم والثالث افاعلتم ومثل هذه المسألة اثاقلتم إلى الارض و حتى إذا اداركوا فيها
قوله تعالى مخرج ما كنتم تكتمون ما في موضع نصب بمخرج وهي بمعنى الذي والعائد محذوف ويجوز أن تكون مصدرية ويكون المصدر بمعنى المفعول أي يخرج كتمكم أي مكتومكم
قوله تعالى كذلك يحيى الله الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف تقديره يحيي الله الموتى احياء مثل ذلك وفي الكلام حذف تقديره فضربوها فحييت
قوله تعالى فهي كالحجارة الكاف حرف جر متعلقة بمحذوف تقديره فهي مستقرة كالحجارة ويجوز أن يكون اسما بمعنى مثل في موضع رفع ولا تتعلق بشيء أو أشد أو ها هنا كأو في قوله أو كصيب وأشد معطوف على الكاف

تقديره أو هي أشد وقرىء بفتح الدال على أنه مجرور عطفا على الحجارة تقديره أو كأشد من الحجارة و قسوة تمييز وهي مصدر لما يتفجر ما بمعنى الذي في موضع نصب اسم ان واللام للتوكيد ولو قرىء بالتاء جاز ولو كان في غير القرآن لجاز منها على المعنى يشقق أصله يتشقق فقلبت التاء شيءا وأدغمت وفاعله ضمير ما ويجوز أن يكون فاعله ضمير الماء لأن يشقق يجوز أن يجعل للماء على المعنى فيكون معك فعلان فيعمل الثاني منهما في الماء وفاعل الاول مضمر على شريطة التفسير وعند الكوفيين يعمل الاول فيكون في الثاني ضميره من خشية الله من في موضع نصب بيهبط كما تقول يهبط بخشية الله عما يعملون بما بمعنى الذي ويجوز أن تكون مصدرية
قوله تعالى أن يؤمنوا لكم حرف الجر محذوف أي في أن يؤمنوا وقد تقدم ذكر موضع مثل هذا من الإعراب وقد كان الوأو وأو الحال والتقدير أفتطعمون في إيمانهم وشأنهم الكذب والتحريف منهم في موضع رفع صفة لفريق و يسمعون خبر كان وأجاز قوم أن يكون يسمعون صفة لفريق ومنهم الخبر وهو ضعيف ما عقلوه ما مصدرية وهم يعلمون حال والعامل فيها يحرفونه ويجوز أن يكون العامل عقلوه ويكون حالا مؤكدة
قوله تعالى بما فتح الله يجوز أن تكون ما بمعنى الذي وأن تكون مصدرية وأن تكون نكرة موصوفة ليحاجوكم اللام بمعنى كي والناصب للفعل أن مضمرة لأن اللام في الحقيقة حرف جر ولا تدخل الا على الاسم وأكثر العرب يكسر هذه اللام ومنهم من يفتحها
قوله تعالى أميون مبتدأ وما قبله الخبر ويجوز على مذهب الأخفش أن يرتفع بالظرف لا يعلمون في موضع رفع صفة لأميين الا أماني استثناء منقطع لأن الأماني ليست من جنس العلم وتقدير الا في مثل هذا بلكن أي لكن يتمنونه أماني وواحد الأماني أمنية والياء مشددة في الواحد والجمع ويجوز تخفيفها فيهما وان هم ان بمعنى ما ولكن لا تعمل عملها وأكثر ما تأتي بمعناها إذا انتقض النفي بالا وقد جاءت وليس معها الا وسيذكر في موضعه والتقدير وان هم الا قوم يظنون
قوله تعالى فويل للذين يكتبون ابتداء وخبر ولو نصب لكان له وجه

على أن يكون التقدير ألزمهم الله ويلا واللام للتبيين لأن الاسم لم يذكر قبل المصدر والويل مصدر لم يستعمل منه فعل لأن فاءه وعينه معتلتان
قوله تعالى الكتاب مفعول به أي المكتوب ويعضف أن يكون مصدرا وذكر الايدي توكيد وواحدا يد وأصلها يدي كفلس وهذا الجمع جمع قلة وأصله أيدي بضم الدال والضمة قبل الياء متثقلة لا سيما مع الياء المتحركة فلذلك صيرت الضمة كسرة ولحق بالمنقوص ليشتروا اللام متعلقة بيقولون مما كتبت أيديهم ما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة أو مصدرية وكذلك مما يكسبون
قوله تعالى الا أياما منصوب على الظرف وليس للا فيه عمل لأن الفعل لم يتعد إلى ظرف قبل هذا الظرف وأصل أيام أيوام فلما اجتمعت الياء والوأو وسبقت الأولى بالسكون قلبت الوأو ياء وأدغمت الياء في الياء تخفيفا أتخذتم الهمزة للاستفهام وهمزة الوصل محذوفة استغناء عنها بهمزة الاستفهام وهو بمعنى جعلتم المتعدية إلى مفعول واحد فلن يخلف التقدير فيقولوا لن يخلف مالا تعلمون ما بمعنى الذي أو نكرة ولا تكون مصدرية هنا
قوله تعالى بلى حرف يثبت به المجيب المنفي قبله تقول ما جاء زيد فيقول المجيب بلى أي قد جاء ولهذا يصح أن تأتي بالخبر المثبت بعد بلى فتقول بلى قد جاء فان قلت في جواب النفي نعم كان اعترافا بالنفي وصح أن تأتي بالنفي بعده كقوله ما جاء زيد فنقول نعم ما جاء والياء من نفس الحرف وقال الكوفيون هي بل زيدت عليها الياء وهو ضعيف من كسب في من وجهان أحدهما هي بمعنى الذي والثاني شرطية وعلى كلا الوجهين هي مبتدأة الا أن كسب لا موضع لها ان كانت من موصولة ولها موضع ان كانت شرطية والجواب فأولئك وهو متبدأ و أصحاب النار خبره والجملة جواب الشرط أو خبر من والسيئة على فيعلة مثل سيد وهين وقد ذكرناه في قوله أو كصيب وعين الكلمة وأو لأنه من ساءه يسوءه به يرجع إلى لفظ من وما بعده من الجمع يرجع إلى معناها ويدل على أن من بمعنى الذي المعطوف وهو قوله والذين آمنوا
قوله تعالى لا تعبدون الا الله يقرأ بالتاء على تقدير قلنا لهم لا تعبدون وبالياء لأن بني إسرائيل اسم ظاهر فيكون الضمير وحرف المضارعة بلفظ الغيبة

لأن الاسماء الظاهرة كلها غيب وفيها من الإعراب أربعة أوجه أحدها أنه جواب قسم دل عليه المعنى وهو قوله أخذنا ميثاق لأن معناه أحلفناهم أو قلنا لهم بالله لا تعبدون والثاني أن أن مرادة والتقدير أخذنا ميثاق بني إسرائيل على أن لا تعبدوا الا الله فحذف حرف الجر ثم حذف أن فارتفع الفعل ونظيره
الا أيهذا الزاجري أحضر الوغى ... بالرفع والتقدير عن أن أحضر والثالث أنه في موضع نصب على الحال تقديره أخذنا ميثاقهم موحدين وهي حال مصاحبة ومقدرة لأنهم كانوا وقت أخذ العهد موحدين والتزموا الدوام على التوحيد ولو جعلتها حالا مصاحبة فقط على أن يكون التقدير أخذنا ميثاقهم ملتزمين الاقامة على التوحيد جاز ولو جعلتها حالا مقدرة فقط جاز ويكون التقدير أخذنا ميثاقهم مقدرين التوحيد أبدا ما عاشوا والوجه النرابع أن يكون لفظه لفظ الخبر ومعناه النهي والتقدير قلنا لهم لا تعبدوا وفيه وجه خامس وهو أن يكون الحال محذوفة والتقدير أخذنا ميثاقهم قائلين كذا وكذا وحذف القول كثير ومثل ذلك قوله تعالى وإذ أخذنا مثاقكم لا تسفكون الا الله مفعول تعبدون ولا عمل للا في نصبه الا أن الفعل قبله لم يستوف مفعوله وبالوالدين إحسانا إحسانا مصدر أي وقلنا أحسنوا بالوالدين إحسانا ويجوز أن يكون مفعولا به والتقدير وقلنا استوصوا بالوالدين إحسانا ويجوز أن يكون مفعولا له أي ووصيناهم بالوالدين لأجل الإحسان إليهم وذي القربى انما أفرد ذي ها هنا لأنه أراد الجنس أو يكون وضع الواحد موضع الجمع وقد تقدم نظيره واليتامى جمع يتيم وجمع فعيل على فعالي قليل والميم في والمساكين زائدة لأنه من السكون وقولوا أي وقلنا لهم قولوا حسنا يقرأ بضم الحاء وسكون السين وبفتحهما وهما لغتان مثل العرب والعرب والحزن والحزن وفرق قوم بينهما فقالوا الفتح صفة لمصدر محذوف أي قولا حسنا والضم على تقدير حذف مضاف أي قولا ذا حسن وقرىء بضم الحاء من غير تنوين على أن الألف للتأنيث الا قليلا منكم النصب على الاستثناء المتصل وهو الوجه وقرىء بالرفع شإذا ووجهه أن يكون بفعل محذوف كأنه قال امتنع قليل ولا يجوز أن يكون بدلا لأن المعنى يصير ثم تولى قليل ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف أي الا قليل منكم لم يتول كما قالوا ما مررت بأحد الا ورجل من بني تميم خير منه ويجوز

أن يكون توكيدا للضمير المر فوع المستثنى منه وسيبو ية واصحابه يسمونه نعتا ووصفا وأنشد أبو علي في مثل رفع هذه الاية
وبالصريمة منهم منزل خلق ... عاف تغير الا النؤى والوتد وأنتم معرضون جملة في موضع الحال المؤكدة لأن توليتم يغني عنه وقيل المعنى توليتم بأبدانكم وأنتم معرضون بقلوبكم فعلى هذا هي حال منتقلة وقيل توليتم يعني آباءهم وأنتم معرضون يعني أنفسهم كما قال وإذ نجيناكم من آل فرعون يعني آباءهم
قوله تعالى من دياركم الياء منقلبة عن وأو لأنه جمع دار والألف في دار وأو في الأصل لأنها من دار يدور وإنما قلبت ياء في الجمع لانكسار ما قبلها واعتلالها في الواحد
فان قلت فكيف صحت في لوإذا قيل لما صحت في الفعل صحت في المصدر والفعل لأوذت
فان قلت فكيف في ديار قيل الأصل فيه ديوار فقبلت الوأو وأدغمت ثم أقررتم فيه وجهان أحدهما أن ثم على بابها في افادة العطف والتراخي والمعطوف عليه محذوف تقديره فقبلتم ثم أقررتم والثاني أن تكون ثم جاءت لترتيب الخبر لا لترتيب المخبر عنه كقوله تعالى ثم الله شهيد
قوله تعالى ثم أنتم هؤلاء أنتم مبتدأ وفي خبره ثلاثة أوجه أحدها تقلتون فعلى هذا في هؤلاء وجهان أحدهما في موضع نصب بإضمار أعنى والثاني هو منادى أي يا هؤلاء الا أن هذا لا يجوز عند سيبويه لأن أولاء مبهم ولا يحذف حرف النداء مع المبهم والوجه الثاني أن الخبر هؤلاء على أن يكون بمعنى الذين وتقتلون صلته وهذا ضعيف أيضا لأن مذهب البصريين أن أولاء هذا لا يكون بمنزلة الذين وأجازه الكوفيون والوجه الثالث أن الخبر هؤلاء على تقدير حذف مضاف تقديره ثم أنتم مثل هؤلاء كقولك أبو يوسف أبو حنيفة فعلى هذا تقتلون حال يعمل فيها معنى التشبيه
قوله تظاهرون عليهم في يموضع نصب على الحال والعامل فيها تخرجون وصاحب الحال الوأو ويقرأ بتشديد الظاء والأصل تتظاهرون فقلبت التاء الثانية ظاء وأدغمت ويقرأ بالتخفيف على حذف التاء الثانية لأن الثقل والتكرر حصل بها ولأن الأولى حرف يدل على معنى وقيل المحذوفة هي الأولى ويقرأ بضم التاء وكسر الهاء والتخفيف وماضيه ظاهر والعدوان مصدر مثل

الكفران والكسر لغة ضعيفة أسارى حال وهو جمع أسير ويقرأ بضم الهمزة وبفتحها مثل سكارة وسكارى ويقرأ أسرى مثل جريح وجرحى ويجوز في الكلام أسراء مثل شهيد وشهداء تفدوهم بغير ألف وتفادوهم بالألف وهو من باب المفاعلة فيجوز أن يكون بمعنى القراءة الأولى ويجوز أن يكون من المفاعلة التي تقع من اثنين لأن المفاداة كذلك تقع وهو محرم عليكم هو مبتدأ وهو ضمير الشان ومحرم خبره و إخراجهم مرفوع بمحرم ويجوز أن يكون إخراجهم مبتدأ ومحرم خبر مقدم والجملة خبر هو ويجوز أن يكون هو ضمير الإخراج المدلول عليه بقوله وتخرجون فريقا منكم ويكون محرم الخبر وإخراجهم بدل من الضمير في محرم أومن هو فما جزاء ما نفى والخبر خزي ويجوز أن تكون استفهاما مبتدأ وجزاء خبره والا خزي بدل من جزاء يفعل ذلك منكم في موضع نصب على الحال من الضمير في يفعل في الحياة الدنيا صفة للخزي ويجوز أن يكون ظرفا تقديره الا أن يخزي في الحياة الدنيا يردون بالياء على الغيبة لأن قبله مثله ويقرأ بالتاء على الخطاب ردا على قوله تقتلون ومثله نمعما تعملون بالتاء والياء
قوله عز و جل وقفينا الياء بدل من الوأو لقولك قفوته وهو يقفوه إذا اتبعه فلما وقعت رابعة قلبت ياء الرسل بالضم وهو الأصل والتسكين جائز تخفيفا ومنهم من يسكن إذا أضاف إلى الضمير هربا من توالي الحركات ويضم في غير ذلك عيسى فعلى من العيس وهو بياض يخالطه شقرة وقيل هو أعجمي لا اشتقاق له و مريم علم أعجمي ولو كان مشتقا من رام يريم لكان مريما بسكون الياء وقد جاء في الإعلام بفتح الياء نحو مزيد وهو على خلاف القياس وأيدناه وزنه فعلناه وهو من الايد وهو القوة ويقرأ آيدناه بمد الألف وتخفيف الياء ووزنه أفعلناه
فان قلت فلم لم تحذف الياء التي هي عين كما حذفت في مثل أسلناه من سال يسيل قيل لو فعلوا ذلك لتوالي اعلالان أحدهما قلب الهمزة الثانية ألفا ثم حذف الألف المبدلة من الياء لسكونها وسكون الألف قبلها فكان يصير اللفظ أدناه فكانت تحذف الفاء والعين وليس كذلك أسلناه لأن هناك حذفت العين وحدها القدس بضم الدال وسكونها لغتان مثل المعسر والعسر أفكلما دخلت الفاء ها هنا لربط ما بعدها بما قبلها والهمزة للاستفهام الذي بمعنى التوبيخ و جاءكم يتعدى

بنفسه وبحرف الجر تقول جئته وجئت إليه تهوى ألفه منقلبه عن ياء لأن عينه وأو وباب طويت وشويت أكثر من باب جوة وقوة ولا دليل في هوى لانكسار العين وهو مثل شقى فان أصله وأو ويدل على أن هوى من اليائي أيضا قولهم في التثنية هويان استكبرتم جواب كلما ففريقا كذبتم أي فكذبتم فريقا فالفاء عطفت كذبتم على استكبرتم ولكن قد المفعول ليتفق رءوس الاي وفي الكلام حذف أي ففريقا منهم كذبتم
قوله تعالى غلف يقرأ بضم اللام وهو جمع غلاف يقرأ بسكونها وفيه وجهان أحدهما هو تسكين المضموم مثل كتب وكتب والثاني هو جمع أغلف مثل أحمر وحمر وعلى هذا لا يجوز ضمه و بل ههنا اضراب عن دعواهم وإثبات أن سبب جحودهم لعن الله إياهم عقوبة لهم
قوله بكفرهم الباء متعلقة بلعن وقال أبو علي النية به التقديم أي وقالوا قلوبنا غلف بسبب كفرهم بل لعنهم الله معترض ويجوز أن يكون في موضع الحال من المفعول في لعنهم أي كافرين كما قال وقد دخلوا بالكفر فقليلا منصوب صفة لمصدر محذوف و ما زائدة أي فايمانا قليلا يؤمنون وقيل صفة لظرف أي فزمانا قليلا يؤمنون ولا يجوز أن تكون ما مصدرية لأن قليلا لا يبقى له ناصب وقيل ما نافية أي فما يؤمنون قليلا ولا كثيرا ومثله قليلا ما تشكرون و قليلا ما تذكرون وهذا أقوى في المعنى وإنما يضعف شيئا من جهة تقدم معمول ما في حيز ما عليها
قوله تعالى من عند الله يجوز أن يكون في موضع نصب لابتداء غاية المجيء ويجوز أن يكون في موضع رفع صفة لكتاب مصدق بالرفع صفة لكتاب وقرىء شإذا بالنصب على الحال وفي صاحب الحال وجهان أحدهما الكتاب لأنه قد وصف فقرب من المعرفة والمثاني أن يكون حالا من الضمير في الظرف ويكون العامل الظرف أو ما يتعلق به الظرف ومثله رسول من عند الله مصدق
قوله من قبل بنيت ههنا لقطعها عن الاضافة والتقدير من قبل ذلك فلما جاءهم أتى بلما بعد لما من قبل جواب الأولى وفي جواب الأولى وجهان أحدهما جوابها لما الثانية وجوابها وهذا ضعيف لأن الفاء مع لما الثانية ولما لا تجاب بالفاء الا أن يعتقد زيادة الفاء على ما يجيزه الأخفش والثاني أن كفروا جواب الأولى

والثانية لأن مقتضاهما واحد وقيل الثانية تكرير فلم تحتج إلى جواب وقيل جواب الأولى محذوف تقديره أنكروه أو نحو ذلك فلعنة الله هو مصدر مضاف إلى الفاعل
قوله تعالى بئس ما اشتروا فيه أوجه أحدها أن تكون ما نكرة غير موصوفة منصوبة على التمييز قاله الأخفش واشتروا على هذا صفة محذوف تقديره شيء أو كفر وهذا المحذوف هو المخصوص وفاعل بئس مضمر فيها ونظيره
لنعم ألفتى اضحى بأكناف حايل ... أي فتى أضحى
وقوله أن يكفروا خبر مبتدأ محذوف أي هو أن يكفروا وقيل أن يكفروا في موضع جر بدلا من الهاء في به وقيل هو مبتدأ وبئس وما بعدها خبر عنه والوجه الثاني أن تكون ما نكرة موصوفة واشتروا صفتها وأن يكفروا على الوجوه المذكورة ويزيد هاهنا أن يكون هو المخصوص بالذم والوجه الثالث أن تكون ما بمنزلة الذي وهو اسم بئس وأن يكفروا المخصوص بالذم وقيل اسم بئس مضمر فيها والذي وصلته المخصوص بالذم والوجه الرابع أن تكون ما مصدرية أي بئس شراؤهم وفاعل بئس على هذا مضمر لأن المصدر هنا مخصوص ليس بجنس
قوله بغيا مفعول له ويجوز أن يكون مينصوبا على المصدر لأن ما تقدم يدل على أنهم بغوا بغيا أن ينزل الله مفعول من أجله أي بغوا لأن أنزل الله وقيل التقدير بغيا على ما انزال الله أي حسدا على ما خص الله به نبيه من الوحي ومفعول ينزل محذوف أي ينزل الله شيئا من فضله ويجوز أن تكون من زائدة على قول الأخفش و من نكرة موصوفة أي على رجل يشاء ويجوز أن تكون بمعنى الذي ومفعول يشاء محذوف أي يشاء نزوله عليه ويجوز أن يكون يشاء يختار ويصطفى و من عباده حال من الهاء المحذوفة ويجوز أن يكون في موضع جر صفة أخرى لمن فباءوا بغضب أي مغضوبا عليهم فهو حال على غضب صفة لغضب الاول مهين الياء بدل من الوأو لأنه من الهوان
قوله تعالى ويكفرون أي وهم يكفرون والجملة حال والعامل فيها قالوا من قوله قالوا نؤمن ولا يجوز أن يكون العامل نؤمن إذ لو كان كذلك لوجب أن يكون لفظ الحال ونكفر أي ونحن نكفر والهاء في وراءه تعود على ما والهمزة في وراء بدل من ياء لأن ما فاؤه وأو لا يكون لامه وأوا ويدل عليه أنها ياء في تواريت لا همزة وقال ابن جني هي عندنا همزة لقولهم وريئة بالهمز

في التصغير وهو الحق جملة في موضع الحال والعامل فيها يكفرون ويجوز أن يكون العامل معنى الاستقرار الذي دلت عليه ما إذ التقدير بالذي استقر وراءه مصدقا حال مؤكدة والعامل فيها ما في الحق من معنى الفعل إذ المعنى وهو ثابت مصدقا وصاحب الحال الضمير المسترر في الحق عند قوم وعند آخرين صاحب الحال ضمير دل عليه الكلام والحق مصدر لا يتحمل الضمير على حسب تحمل اسم الفاعل له عندهم فأما المصدر الذي ينوب عن الفعل كقولك ضربا زيدا فيتحمل الضمير عند قوم فلم ما هنا استفهام وحذفت ألفها مع حرف الجر للفرق بين الاستفهامية والخبرية وقد جاءت في الشعر غير محذوفة ومثله فيم أنت من ذكراها وعم يتساءلون ومم خلق تقتلون أي قتلتم والمعنى أن آباءهم قتلوا فلما رضوا بفعلهم أضاف القتل إليهم ان كنتم جوابها محذوف دل عليه ما تقدم
قوله تعالى بالبينات يجوز أن تكون في موضع الحال من موسى تقديره جاءكم ذا بينات وحجة أو جاء ومعه البينات ويجوز أن يكون مفعولا به أي بسبب اقامة البينات
قوله تعالى في قلوبهم العجل أي حب العجل فحذف المضاف لأن الذي يشربه القلب المحبة لا نفس العجل بكفرهم أي بسبب كفرهم ويجوز أن يكون حالا من المحذوف أي مختلطا بكفرهم , اشربوا في موضع الحال والعامل فيه قالوا أي قالوا ذلك وقد أشربوا وقد مرادة لأن الفعل الماضي لا يكون حالا الا مع قد وقال الكوفيون لا يحتاج إليها ويجوز أن يكون وأشربوا مستأنفا والاول أقوى لأنه قد قال بعد ذلك قل بئس ما يأمركم فهو جواب قولهم سمعنا وعصينا فالأولى أن لا يكون بينهما أجنبي
قوله تعالى ان كانت لكم الدار الدار اسم كان وفي الخبر ثلاثة أوجه أحدها هو خاصة وعند ظرف لخاصة أو للاستقرار الذي في لكم ويجوز أن تكون عند حالا من الدار والعامل فيها كان أو الاستقرار وأما لكم فتكون على هذا متعلقة بكان لأنها تعمل في حروف الجر ويجوز أن تكون للتبيين فيكون موضعها بعد خاصة أي خالصة لكم فيتعلق بنفس خاصة ويجوز أن يكون صفة لخالصة قدمت عليها فيتعلق حينئذ بمحذوف والوجه الثاني أن يكون خبر كان لكم وعند الله ظرف وخالصة حال والعامل كان أو الاستقرار والثالث أن يكون عند الله هو الخبر

وخالصة حال والعامل فيها اما عند أو ما يتعلق به أو كان أو لكم وسوغ أن يكون عند خبر كان لكم إذ كان فيه تخصيص وتبيين ونظيره قوله ولم يكن له كفوا أحد لولا له لم يصح أن يكون كفوا خبرا من دون في موضع نصب بخالصة لأنك تقول خلص كذا من كذا
قوله تعالى أبدا ظرف بما قدمت أي بسبب ما قدمت فهو مفعول به ويقرب معناه من معنى المفعول له و ما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة أو مصدرية فيكون مفعول قدمت محذوفا أي بتقديم أيديهم الشر
قوله تعالى ولتجدنهم هي المتعدية إلى مفعولين والثاني أحرص و على متعلقة بأحرص ومن الذين أشركوا فيه وجهان أحدهما هي معطوفة على الناس في المعنى والتقدير أحرص من الناس أي الذين في زمانهم وأحرص من الذين أشركوا يعني به المجوس لأنهم كانوا إذا دعوا بطول العمر قالوا عشت ألف نيروز فعلى هذا في يود وجهان أحدهما هو حال من الذين أشركوا تقديره ود أحدهم ويدلك على ذلك أنك لو قلت ومن الذين أشركوا الذين يود أحدهم صح أن يكون وصفا ومن هنا قال الكوفيون هذا يكون على حذف الموصول وإبقاء الصلة والوجه الثاني أن تجعل يود أحدهم حالا من الهاء والميم في ولتجدنهم أي لتجدنهم أحرص الناس وادا أحدهم والوجه الثاني من وجهي من الذين أن يكون مستأنفا والتقدير ومن الذين أشركوا قوم يود أحدهم أومن يود أحدهم وماضي يود وددت بكسر العين فلذلك صحت الوأو لأنها لم يكسر ما بعدها في المستقبل لو يعمر لو هنا بمعنى أن الناصبة للفعل ولكن لا تنصب وليست التي يمتنع بها الشيء لامتناع غيره ويدلك على ذلك شيئان أحدهما أن هذه يلزمها المستقبل والاخرى معناها في الماضي والثاني أن يود يتعدى إلى مفعول واحد وليس مما يعلق عن العمل فمن هنا لزم أن يكون لو بمعنى أن وقد جاءت بعد يود في قوله تعالى أيود ا ; دكم أن تكون له جنة وهو كثير في القرآن والشعر و يعمر يتعدى إلى مفعول واحد وقد أقيم مقام الفاعل و ألف سنة ظرف وما هو بمزحزحه في هو وجهان أحدهما هو ضمير أحد أي وما ذلك التمني بمزحزحه خبر ما و من العذاب متعلق بمزحزحه و أن يعمر في موضع رفع بمزحزحه أي وما الرجل بمزحزحه تعميره والوجه الاخر أن يكون هو ضمير التعمير وقد دل عليه قوله لو يعمر وقوله أن يعمر بدل من هو ولا يجوز أن

يكون هو ضمير الشأن لأن المفسر لضمير الشأن مبتدأ وخبر ودخول الباء في بمزحزحه يمنع من ذلك
قوله تعالى من كان عدوا لجبريل من شرطية وجوابها محذوف تقديره فليمت غيظا أو نحوه فانه نزله ونظيره في المعنى من كان يظن أن لن ينصره الله ثم قال فليمدد بإذن الله في موضع الحال من ضمير الفاعل في نزل وهو ضمير جبريل وهو العائد على اسم ان والتقدير نزوله ومعه الاذن أو مإذونا به مصدقا حال من الهاء في نزله و كذلك هدى وبشرى أي هاديا ومبشرا
قوله تعالى عدو للكافرين وضع الظاهر موضع المضمر لأن الأصل من كان عدوا لله وملائكته فان الله عدو له أو لهم وله في القرآن نظائر كثيرة ستمر بك ان شاء الله
قوله تعالى أو كلما الوأو للعطف والهمزة قبلها للاستفهام على معنى الانكار والعطف هنا على معنى الكلام المتقدم في قوله أفكلما جاءكم رسول وما بعده وقيل الوأو زائدة وقيل هي أو التي لأحد الشيئين حركت بالفتح وقد قرىء شإذا بسكونها عهدا مصدر من غير لفظ الفعل المذكور ويجوز أن يكون مفعولا به أي أعطوا عهدا وهنا مفعول آخر محذوف تقديره عاهدوا الله أو عاهدوكم
قوله تعالى رسول من عند الله مصدق هو مثل قوله كتاب من عند الله مصدق وقد ذكر الكتاب مفعول أوتوا و كتاب الله مفعول نبذ كأنهم هي وما عملت فيه في موضع الحال والعامل نبذ وصاحب الحال فريق تقديره شبهين للجهال
قوله تعالى واتبعوا هو معطوف على وأشربوا أو على نبذة فريق تتلو بمعنى تلت على ملك أي على زمن ملك فحذف المضاف والمعنى في زمن و سليمان لا ينصرف وفيه ثلاثة أسباب العجمة والتعريف والألف والنون وأعاد ذكره ظاهرا تفخيما وكذلك تفعل في الإعلام والاجناس أيضا كقول الشاعر
لا أرى المت يسبق الموت شيء ... يغص الموت ذا الغنى وألفقيرا
ولكن الشياطين يقرأ بتشديد النون ونصب الاسم ويقرأ بتخفيفها ورفع

الاسم بالابتداء لأنها صارت من حروف الابتداء وقرأ الحسن الشياطون وهو كالغلط شبه فيه الياء قبل النون بياء جمع التصحيح يعلمون الناس في موضع نصب على الحال من الضمير في كفروا وأجاز قوم أن يكون حالا من الشياطين وليس بشيء لأن لكن لا يعمل في الحال وما أنزل ما بمعنى الذي وهو في موضع نصب عطفا على السحر اى ويعلمون الذى أنزل وقيل هو معطفوف على تتلو وقيل ما في موضع جر عطفا على ملك سلمان اى وعلى عهد الذىأنزل على الملكين وقيل ما نافية اى ما أنزل السحر على الملكين أو وما أنزل اباحة السحر والجمهور على فتح اللام من الملكين وقرىء يكسرها وهاروت وماروت بدلان من الملكين وقيل هما قبيلتان من الشياطين فعلى هذا لا يكونان بدلين من الملكين وإنما يجيء هذا على قراءة من كسر اللام في احد الوجهين ببابل يجوز ان يكون ظرفا لأنزل ويجوز ان يكون حالا من الملكين أو من الضمير في أنزل حتى يقولا أي إلى أن يقولا والمعنى أنهما كانا يتركان تعليم السحر إلى أن يقولا انما نحن فتنة وقيل حتى بمعنى الا أي وما يعلمان من أحد الا أن يقولا وأحد هاهنا يجوز أن تكون المستعملة في العموم كقولك ما بالدار من أحد ويجوز أن تكون هاهنا بمعنى واحد أو انسان فيتعلمون منهما هو معطوف على يعلمان وليس بداخل في النفي لأن النفي هناك راجع إلى الاثبات لأن المعنى يعلمان الناس السحر بعد قولهما نحن فتنة فيتعلمون وقيل التقدير فيأتون فيتعملون ومنهما ضمير الملكين ويجوز أن يكون ضمير السحر والمنزل على الملكين وقيل هو معطوف على يعلمون الناس السحر فيكون منهما على هذا السحر والمنزل على الملكين أو يكون ضمير قبيلتين من الشياطين وقيل هو مستأنف ولم يجز أن ينصب على جواب النهي لأنه ليس المعنى ان تكفر يتعلموا ما يفرقون يجوز أن تكون ما بمعنى الذي وأن تكون نكرة موصوفة ولا يجوز أن تكون مصدرية لعود الضمير من به إلى ما المصدرية لا يعود عليها ضمير بين المرء الجمهور على إثبات الهمزة بعد الراء وقرىء بتشديد الراء من غير همز ووجهة أن يكون القى حركة الهمزة على الراء ثم نوى الوقف عليه مشددا كما قالوا هذا خالد ثم أجروا الوصل مجرى الوقف
قوله تعالى الا بإذن الله الجار والمجرور في موضع نصب على الحال ان شئت من الفاعل وان شئت من المفعول والتقدير وما يضرون أحدا بالسحر الا والله

عالم به أو يكون التقدير الا مقرونا بإذن الله ولا ينفعهم هو معطوف على الفعل قبله ودخلت لا للنفي ويجوز أن يكون مستأنفا أي وهو لا ينفعهم فيكون حالا ولا يصح عطفه على ما لأن الفعل لا يعطف على الاسم لمن اشتراه اللام هنا هي التي يؤطأ بها للقسم مثل التي في قوله لئن لم ينته المنافقون و من في موضع رفع بالابتداء وهي شرط وجواب القسم ماله في الاخرة من خلاق وقيل من بمعنى الذي وعلى كلا الوجهين موضع الجملة نصب بعلموا ولا يعمل علموا في لفظ من لأن الشرط ولام الابتداء لهما صدر الكلام ولبئس ما جواب قسم محذوف لو كانوا جواب لو محذوف تقديره لو كانوا ينتفعون بعلمهم لامتننعوا من شراء السحر
قوله تعالى ولو أنهم آمنوا أن وما عملت فيه مصدر في موضع رفع بفعل محذوف لأن لو تقتضي الفعل تقديره لو وقع منهم أنهم آمنوا أي إيمانهم ولم يجزم بلو لأنها تعلق الفعل الماضي بالفعل الماضي والشرط خلاف ذلك لمثوبة جواب لو ومثبوة مبتدأ و من عند الله صفته و خير خبره وقرىء مثوبة بسكون الثاء وفتح الوأو قاسوه على الصحيح من نظائره نحو مقتلة
قوله تعالى راعنا فعل أمر وموضع الجملة نصب بتقولوا قرىء شإذا راعنا بالتنوين أي لا تقولوا قولا راعنا
قوله تعالى ولا المشركين في موضع جر عطفا على أهل وان كان قد قرى ولا المشركون بالرفع فهو معطوف على الفاعل أن ينزل في موضع نصب بيود من خير من زائدة و من ربكم لابتداء غاية الانزال ويجوز أن يكون صفة لخبر اما جرا على لفظ خير أو رفعا على موضع من خير يختص برحمته من يشاء أي من يشاء اختصاصه فحذف المضاف فبقي من يشاؤه ثم حذف الضمير ويجوز أن يكون يشاؤه يختاره فلا يكون فيه حذف مضاف
قوله ما ننسخ ما شرطية جازمة لننسخ منصوبة الموضع بننسخ مثل قوله أياما تدعوا وجواب الشرط نأت بخير منها و من آية في موضع نصب على التمييز والمميز ما والتقدير أي شيء ننسخ من آية ولا يحسن أن يقدر أي آية ننسخ لأنك لا تجمع بين هذا وبين التمييز بآية ويجوز أن تكون زائدة وآية حالا والمعنىه أي شيء ننسخ قليلا أو كثيرا وقد جاءت الاية حالا في قوله تعالى هذه ناقة الله لكم آية وقيل ما هنا مصدرية وآية مفعول به والتقدير أي نسخ

ننسخ آية ويقرأ ننسخ بفتح النون وماضية نسخ ويقرأ بضم النون وكسر السين ماضيه أنسخت يقال أنخت الكتاب أي عرضته للنسخ أو ننسأها معطوف على ننسخ ويقرأ بغير همز على ابدال الهمزة ألفا ويقرأ ننسها بغير ألف ولا همز وننسها بضم النون وكسر السين وكلاهما من نسي إذا ترك ويجوز أن يكون من نسأ إذا أخر الا أنه أبدل الهمزة ألف ومن قرأ بضم النون حمله على معنى نأمرك بتركها أو بتأخيرها وفيه مفعول محذوف والتقدير ننسكها
قوله تعالى له ملك السموات مبتدأ وخبر في موضع خبر أن ويجوز أن يرتفع ملك بالظرف عند الأخفش والملك بمعنى الشيء المملكو يقال لفلان ملك عظيم أي مملوكه كثير والملك أيضا بالكسر المملوك الا أنه لا يستعمل بضم الميم في كل موضع بل في مواضع الكثرة وسعة السلطان من ولي من زائدة وولي في موضع رفع مبتدأ ولكم خبره و نصير معطوف على لفظ ولي ويجوز في الكلام رفعه على موضع ولي ومن دون في موضع نصب على الحال من ولي أو من نصير والتقدير من ولي دون الله فلما تقدم وصف النكرة عليها انتصب على الحال
قوله تعالى أم تريدون أم هنا منقطعة إذ ليس في الكلام همزة تقع موقعها وموقع أم أيهما والهمزة في قوله ألم تعلم ليست من أم في شيء والتقدير بل أتريدون أن تسألوا فخرج بأم من كلام إلى كلام آخر والأصل في تريدون ترودون لأنه من راد يرود كما الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف أي سؤالا كما وما مصدرية والجمهور على همز سئل وقد قرىء سيل بالياء وهو على لغة من قال أسلت تسال بغير همزة مثل خفت تخاف والياء منقلبة عن وأو لقولهم سوال وسأولته ويقرأ سيل يجعل الهمزة بين بين أي بين الهمزة وبين الياء لأن منها حركتها بالايمان الباء في موضع نصب على الحال من الكفر تقديره مقابلا بالايمان ويجوز أن يكون مفعولا بيتبدل وتكون الباء للسبب كقولك اشتريت الثوب بدرهم سواء السبيل سواء ظرف بمعنى وسط السبيل وأدله والسبيل يذكر ويؤنث
قوله تعالى لو يردونكم لو بمعنى أن المصدرية وقد تقدم ذكرها و كفارا حال من الكاف والميم ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا لأن يرد بمعنى يصير حسدا مصدر وهو مفعول له والعامل فيه ود أو يردونكم من عند

أنفسهم من متعلقة بحدسا أي ابتداء الحسد من عندهم ويجوز أن أن يتعلق بود أو بيردونكم حتى يأتي الله بأمره أي اعفوا إلى هذه الغاية
قوله تعالى وما تقدموا ما شرطية في موضع نصب بتقدموا و من خير مثل قوله من آية في ما ننسخ تجدوه ثوابه فحذف المضاف و عند الله ظرف لتجدوا أو حال من المفعول به
قوله تعالى الا من كان في موضع رفع بيدخل لأن الفعل مفرغ لما بعد الا وكان مخمولا على لفظ في الافراد و هودا جمع هايد مثل عايذ وعوذ وهو من هاد يهود إذا تاب ومنه قوله تعالى انا هدنا إليك وقال ألفراء أصله يهود فحذفت الياء وهو بعيدا جدا وجمع على معنى من و أو هنا لتفصيل ما أجمل وذلك أن إليهود قالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا وقالت النصارى لن يدخل الجنة الا من كان نصرانيا ولم يقل كل فريق منهم لن يدخل الجنة الا من كان هودا أو نصارى فلما لم يفصل في قوله وقالوا جاء بأو للتفصيل إذ كانت موضوعة لأحد الشيئين و نصارى حمع نصران مثل سكران وسكارى هاتوا فعل معتل اللام تقول في الماضي هاتي يهاتي مهاتاة مثل رامي يرامي مراماة وهاتوا مثل راموا وأصله هاتيوا ثم سكنت الياء وحذفت لما ذكرنا في قوله اشتروا ونظائره وتقول للرجل في الامر هات مثل رام وللمرأة هاتي مثل رامي وعليه فقس بقية تصاريف هذه الكلمة وهاتوا فعل متعد إلى مفعول واحد وتقديره أحضروا برهانكم والنون في برهان أصل عند قوم لقولهم برهنت فثبتت النون في الفعل وزائدة عند آخرين لأنه من البره وهو القطع والبرهان الدليل القاطع
قوله تعالى بلى جواب النفي على ما ذكرنا في قوله بلى من كسب و أسلم و وجهه وهو كله محمول على لفظ من وكذلك فله أجره عند ربه وقوله ولا خوف عليهم محمول على معناها
قوله تعالى وهم يتلون الكتاب في موضع نصب على الحال والعامل فيها قالت وأصل يتلون يتلوون فسكنت الوأو ثم حذفت لالتقاء الساكنين كذلك قال الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف منصوب بقال وهو مصدر مقدم على الفعل التقدير قولا مثل قول إليهود والنصارى قال الذين لا يعملون فعلى هذا الوجه يكون مثل قولهم منصوبا بيعملون أو بقال

على أنه مفعول به ويجوز أن يكون الكاف في موضع رفع بالابتداء والجملة بعده خبر عنه والعائد على المبتدأ محذوف تقديره قاله فعلى هذا يكون قوله مثل قولهم صفة لمصدر محذوف أو مفعولا ليعملون والمعنى مثل قول إليهود والنصارى قال الذين لا يعلمون اعتقاد إليهود والنصارى ولا يجوز أن يكون مثل قولهم مفعول قال لأنه قد استوفى مفعوله وهو الضمير المحذوف و فيه متعلق يختلفون
قوله تعالى ومن أظلم من استفهام في معنى النفي وهو رفع بالابتداء وأظلم خبره والمعنى لا أحد أظلم ممن منع من نكرة موصوفة أو بمعنى الذي أن يذكر فيه ثلاثة أوجه أحدها هو في موضع نصب على البدل من مساجد بدل الاشتمال تقديره ذكر اسمه فيها والنثاني أن يكون في موضع نصب على المفعول له تقديره كراهية أن يذكر والثالث أن يكون في موضع جر تقديره من أن يذكر وتتعلق من إذا ظهرت بمنع كقولك منعته من كذا وإذا حذف حرف الجر مع أن بقي الجر وقيل يصير في موضع نصب وقد ذكرنا ذلك في قوله لا يستحي أن يضر وسعى في خرابها خراب اسم للتخريب مثل السلام اسم للتسليم وليسم باسم للجثة وقد أضيف اسم المصدر إلى المفعول لأنه يعمل عمل المصدر الا خائفين حال من الضمير في يدخلوها لهم في الدنيا جملة مستأنفة وليست حالا مثل خائفين لأن استحقاقهم الخزي ثابت في كل حال لا في حال دخولهم المساجد خاصة
قوله تعالى ولله المشرق والمغرب هما موضع الشروق والغروب فأينما شرطية و تولوا مجزوم به وهو الناصب لأين والجواب فثم وقرىء في الشإذ تولوا بفتح التاء وفيه وجهان أحدهما هو مستقيل أيضا وتقديره تتولا فحذف التاء الثانية والنثاني أنه ماضي والضمير للغائبين والتقدير أينما يتولون وقيل يجوز أن يكون ماضيا قد وقع ولا يكون أين شرطا في اللفظ بل في المعنى كما تقول ما صنعت صنعت إذا أردت الماضي وهذا ضعيف لأن أين اما استفهام واما شرط وليس لها معنى ثالث وثم اسم للمكان البعيد عنك وبنى لتضمنه معنى حرف الاشارة وقيل بنى لتضمنه معنى حرف الخطاب لأنك تقول في الحاضر هنا وفي الغائب هناك وثم ناب عن هناك
قوله تعالى وقالوا اتخذ الله ولدا يقرأ بالوأو عطفا على قوله وقالوا لن يدخل الجنة ويقرأ بغير وأو على الاستئناف كل له تقديره كل أحد منهم

أو كلهم لأن الأصل في كل أن تستعمل مضافة ومن هنا ذهب جمهور النحويين إلى منع دخول الألف واللام على كل لأن تخصيصها بالمضاف إليه فإذا لم يكن ملفوظا به كان في حكم الملفوظ به وحمل الخبر على معنى كل فجمعه في قوله قانتون ولو قال قانت جاز على لفظ كل
قوله تعالى بديع السموات أي مبدعها كقولهم سميع بمعنى مسمع والاضافة هنا محضة لأن الابداع لهما ماض وإذا قضي إذا ظرف والعامل فيها ما دل عليه الجواب تقديره وإذا قضي أمرا يكون
قوله تعالى فيكون الجمهور على الرفع عطفا على يقول أو على الاستئناف أي فهو يكون وقرىء بالنصب على جواب لفظ الامر وهو ضعيف لوجهين أحدهما أن كن ليس بأمر على الحقيقة إذ ليس هناك مخاطب به وإنما المعنى على سرعة التكون يدل على ذلك أن الخطاب بالتكون لا يرد على الموجود لأن الموجود متكون ولا يرد على المعدوم لأنه ليس بشيء لا يبقى الا لفظ الامر ولفظ الامر يرد ولا يراد به حقيقة الامر كقوله أسمع بهم وأبصر وكقوله فليمدد له الرحمن والوجه الثاني أن جواب الامر لا بد أن يخألف الامر اما في الفعل أو في الفاعل أو فيهما فمثال ذلك قولك إذهب ينفعك زيد فالفعل والفاعل في الجواب غيرهما في الامر ويتقول إذهب يذهب زيد فالفعلان متفقان والفاعلان مختلفان وتقول إذهب تنتفع فالفاعلان متفقان والفعلان مختلفان فأما أن يتفق الفعلان والفاعلان فغير جائز كقولك إذهب تذهب والعلة فيه أن الشيء لا يكون شرطا لنفسه
قوله تعالى لولا يكلمنا الله لولا هذه إذا وقع بعدها المستقبل كانت تحضيضا وان وقع بعدها الماضي كانت توبيخا وعلى كلا قسميها هي مخيتصة بالفعل لأن التحضيض والتوبيخ لا يردان الا على الفعل كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم ينقل من اعراب الموضع الاول إلى هنا ما يحتمله هذا الموضع
قوله تعالى انا أرسلناك بالحق الجار والمجرور في موضع نصب على الحال من المفعول تقديره أرسلناك ومعك الحق ويجوز أن يكون حالا من الفاعل أي ومعنا الحق ويجوز أن يكون مفعولا به أي بسبب اقامة الحق بشيرا ونذيرا حالان ولا تسئل من قرأ بالرفع وضم التاء فموضعه حال أيضا أي وغير مسئول

ويجوز أن يكون مستأنفا ويقرأ بفتح التاء وضم اللام وحكمها حكم القراءة التي قبلها ويقرأ بفتح التاء والجزم على النهي
قوله تعالى هو الهدى هو يجوز أن يكون توكيدا لاسم ان وفصلا ومبتدأ وقد سبق نظيره من العلم في موضع نصب على الحال من ضمير الفاعل في جاءك
قوله تعالى الذين آتيناهم الذين مبتدأ وآتيناهم صلته و يتلونه حال مقدرة من هم أو من الكتاب لأنهم لم يكونوا وقت اتيانه تالين له و حق منصوب على المصدر لأنها صفة للتلأوة في الأصل لأن التقدير تلأوة حقا وإذا قدم وصف المصدر وأضيف إليه انتصب نصب المصدر ويجوز أن يكون وصفا لمصدر محذوف و أولئك مبتدأ و يؤمنون به خبره والجملة خبر الذين ولا يجوز أن يكون يتلونه خبر الذين لأنه ليس كل من أوتي الكتاب تلاه حق تلأوته لأن معنى حق تلأوته العمل به وقيل يتولنه الخبر والذين آتيناهم لفظه عام والمراد به الخصوص وهو كل من آمن بالنبي من أهل الكتاب أو يراد بالكتاب القرآن
قوله تعالى وإذ ابتلي ابراهيم إذ في موضع نصب على المفعول به أي إذكر والألف في ابتلى منقلبة عن وأو وأصله من بلى يبلو إذا اختبر وفي ابراهيم لغات إحداها ابراهيم بالألف والياء وهو المشهور وابراهمي كذلك الا أنه تحذف الياء وابراهام بألفين وابمنراهم بألف واحدة وضم الهاء وبكل قرىء وهو اسم أعجمي معرفة وجمعه أباره عند قوم وعند آخرين براهم وقيل فيه أبارهة وبراهمة
قوله تعالى جاعلك يتعدى إلى مفعولين لأنه من جعل التي بمعنى صير و للناس يجوز أن يتعلق بجاعل أي لأجل الناس ويجوز أن يكون في موضع نصب على الحال والتقدير اماما للناس فلما قدمه نصبه على ما ذكرنا قال ومن ذريتي المفعولان محذوفان والتقدير اجعل فريقا من ذريتي اماما لا ينال عهدي الظالمين هذا هو المشهور على جعل العهد هو الفاعل ويقرأ الظالمون على العكس والمعنيان متقاربان لأن ما نلته فقد نالك
قوله تعالى وإذ جعلنا مثل وإذا ابتلى وجعل هاهنا يجوز أن يكون بمعنى صير ويجوز أن يكون بمعنى خلق أو وضع فيكون مثابة حالا وأصل مثابة

مثوبة لأنه من ثاب يثوب إذا رجع و للناس صفة لمثابة ويجوز أن يتعلق بجعلنا ويكون التقدير لأجل نفع الناس واتخذوا يقرأ على لفظ الخبر والمعطوف عليه محذوف تقديره فثابوا واتخذوا ويقرأ على لفظ الامر فيكون على هذا مستأنفا و من مقام يجوز أن يكون من للتبعيض أي بعض مقام ابراهيم مصلى ويجوز أن يتكون من بمعنى في ويجوز أن تكون زائدة على قول الأخفش و مصلى مفعول اتخذوا وألفه منقلبة عن وأو ووزنه مفعل وهو مكان لا مصدر ويجوز أن يكون مصدرا وفيه حذف مضاف تقديره مكان مصلى أي مكان صلاة والمقام موضع القيام وليس بمصدر هنا لأن ابراهمي لا يتخذ مصلى أن ظهرا يجوز أن تكون أن هنا بمعنى أي المفسرة لأن عهدنا بمعنى قلنا والمفسرة ترد بعد القول وما كان في معناه فلا موضع لها على هذا ويجوز أن تكون مصدرية وصلتها الامر وهذا مما يجوز أن يكون صلة في أن دون غيرها فعلى هذا يكون التقدير بأن ظهرا فيكون موضعها جرا أو نصبا على الاختلاف بين الخليل وسيبيويه و السجود جمع ساجد وقيل هو مصدر وفيه حذف مضاف أي الركع ذوي السجود
قوله تعالى اجعل هذا بلدا اجعل بمعنى صير وهذا المفعول الاول وبلدا المفعول الثاني و آمنا صفة المفعول الثاني وأما التي في ابنراهيمس فتذكر هناك من آمن من بدل من أهله وهو بدل بعض من كل و من كفر في من وجهان أحدهما هي بمعنى الذي أو نكرة موصوفة وموضعها نصب والتقدير قال وأرزق من كفر وحذف الفعل لدلالة الكلام عليه فأمتعه عطف على الفعل المحذوف ولا يجوز أن يكون من على هذا مبت ا وفأمتعه خبره لأن الذي لا تدخل الفاء في خبرها الا إذا كان الخبر مستحقا بصلتها كقولك الذي يأتيني فله درهم والكفر لا يستحق به التمتيع فان جعلت الفاء زائدة على قول الأخفش جاز وان جعلت الخبر محذوفا وفأمتعه دليلا عليه جاز تقديره ومن كفر أرزقه فأمتعه والوجه الثاني أن تكون من شرطية والفاء جوابها وقيل الجواب محذف تقديره ومن كفر أرزقه ومن على هذا رفع بالابتداء ولا يجوز أن تكون منصوبة لأن أداة الشرط لا يعمل فيها جوابها بل الشرط وكفر على الوجهين بمعنى يكفر والمهور فأمتعه بالتشديد أحدهما أنه حذف الحركة تخفيفا لتوالي الحركات والثاني أن تكون الفاء زائدة وأمتعه جواب الشرط ويقرأ بتخفيف التاء وضم العين وإسكانها على ما ذكرناه ويقرأ

فأمتعه على لفظ الامر وعلى هذا يكون من تمام الحكاية عن ابراهيم قليلا نعت لمصدر محذوف أو لظرف محذوف ثم اضطره الجمهور على رفع الراء وقرىء بفتحها ووصل الهمزة على الامر كما تقدم وبئس المصير المصير فاعل بئس والمخصوص بالذم محذوف تقديره وبئس المصير النار
قوله تعالى من البيت في موضع نصب على الحال من القواعد أي كائنة من البيت ويجوز أن يكون في موضع نصب مفعولا به بمعنى رفعها عن أرض البيت والقواعد جمع قاعدة وواحد قواعد النساء قاعد واسماعيل معطوف على ابراهيم والتقدير يقولان ربنا ويقولان هذه في موضع الحال وقيل اسماعيل مبتدأ والخبر محذوف تقديره يقول ربنا لأن الباني كان ابراهيم والداعي كان اسماعيل
قوله تعالى مسلمين لك مفعول ثان ولك متعلق بمسلمين لأنه بمعنى نسلم لك أي نخلص ويجوز أن يكون نعتا أي مسلمين عاملين لك و من ذريتنا يجوز أن تكون من لابتداء غاية الجعل فيكون مفعولا ثانيا و أمة مفعول أول و مسلمة نعت لأمة و لك على ما تقدم في مسلمين ويجوز أن تكون أمة مفعولا أول ومن ذريتنا نعتا لأمة تقدم عليها فانتصب على الحال ومسلمة مفعولا ثانيا والوأو داخلة في الأصل على أمة وقد فصل بينهما بقوله ومن ذريتنا وهو جائز لأنه من جملة الكلام المعطوف وأرنا الأصل أرئنا فحذفت الهمزة التي هي عين الكلمة في جميع تصاريف الفعل المستقبل تخفيفا وصارت الراء متحركة بحركة الهمزة والجمهور على كسر الراء وقرىء بإسكانها وهو ضعيف لأن الكسرة هنا تدل على الياء المحذوفة ووجه الاسكان أن يكون شبه المنفصل بالمتصل فسكن كما سكن فخذ وكتف وقيل لم يضبط الرأوي عن القارىء لأن القارىء اختلس فظن أنه سكن وواحد المناسك منسك ومنسك بفتح السين وكسرها
قوله تعالى وابعث فيهم ذكر على معنى الامة ولو قال فيها لرجع إلى لفظ الامة يتلو عليهم في موضع نصب صفة لرسول ويجوز أن يكون حالا من الضمير في منهم والعامل فيه الاستقرار
قوله تعالى ومن يرغب من استفهام بمعنى الانكار ولذلك جاءت الا بعدها لأن المنكر منفي وهي في موضع رفع بالابتداء ويرغب الخبر وفيه ضمير يعود على من الا من من في موضع نصب على الاستثناء ويجوز أن يكون رفعا بدلا من الضمير في يرغب ومن نكرة موصوفة أو بمعنى الذي و نفسه

مفعول سفه لأن معناه جهل تقديره الا من جهل خلق نفسه أو مصيرها وقيل التقدير سفه بالتشديد وقيل التقدير في نفسه وقال ألفراء هو تمييز وهو ضعيف لكونه معرفة في الاخرة متعلق بالصالحين أي وانه من الصالحين في الاخرة والألف واللام على هذا للتعريف لا بمعنى الذي لأنك لو جعلتها بمعنى الذي لقدمت الصلة على الموصول وقيل هي بمعنى الذي وفي متعلق بفعل محذوف يبينه الصالحين تقديره انه لصالح في الاخرة وهذا يسمى التبيين ونظيره
ربيته حتى إذا تمعددا ... كان جزائي بالعصا أن أجلدا تقديره كان جزائي الجلد بالعصا وهذا كثير في القرآن والشعر
قوله تعالى إذ قال له إذ ظرف لاصطفيناه ويجوز أن يكون بدلا من قوله في الدنيا ويجوز أن يكون التقدير إذكر إذ قال لرب العالمين مقتضى هذا اللفظ أن يقول أسلمت لك لتقدم ذكر الرب الا أنه أوقع المظهر موقع المضمر تعظيما لأن فيه ما ليس في اللفظ الاول يتضمن أنه ربه وفي اللفظ الثاني اعترافه بأنه رب الجميع
قوله تعالى ووصى بها يقرأ بالتشديد من غير ألف وأوصى بالألف وهما بمعنى واحد والضمير في بها يعود إلى الملة ويعقوب معطوف على ابراهيم ومفعوله محذوف تقديره وأوصى يعقوب بنيه لأنه يعقوب أوصى بنيه أيضا كما أوصى ابراهيم بنيه ودليل ذلك قوله إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي والتقدير قال يا بني فيجوز أن يكون ابراهيم قال يا بني ويجوز أن يكون يعقوب والألف في اصطفى بدل من ياء بدل من وأو وأصله من الصفوة والوأو إذا وقعت رابعا فصاعدا قلبت ياء ولهذا تمال الألف في مثل ذلك فلا تموتن النهي في اللفظ عن الموت وهو في المعنى على غير ذلك والتقدير لا تفارقوا الاسلام حتى تموتوا وأنتم مسلمون في موضع الحال والعامل الفعل قبل الا
قوله تعالى أم كنتم هي المنقطعة أي بل أكنتم شهداء على جهة التوبيخ إذ حضر يقرأ بتحقيق الهمزتين على الأصل وتليين الثانية وجعلها بين بين ومنهم من يخلصها ياء لانكسارها والجمهور على نصب يعقوب ورفع الموت وقرىء بالعكس والمعنيان متقاربان وإذ الثانية بدل من الأولى والعامل في الاول

شهداء فيكون عاملا في المثانية ويجوز أن تكون الثانية ظرفا لحضر فلا يكون على هذا بدلا و ما استفهام في موضع نصب تعبدون و ما هنا بمعنى من ولهذا جاء في الجواب الهك ويجوز أن تكون ما على بابها ويكون ذلك امتحانا لهم من يعقوب و من بعدي أي من بعد موتي فحذف المضاف و اله آبائك أعاد ذكر الاله لئلا يعطف على الضمير المجرور من غير اعادة الجار والجمهور على آبائك على جمع التكسير و و ابراهيم واسماعيل واسحاق بدل منهم ويقرأ واله أبيك وفيه وجهان أحدهما هو جمع تصحيح حذفت منه النون للإضافة وقد قالوا أب وأبون وأبين فعلى هذه القراءة تكون الاسماء بعدها بدلا أيضا والوجه الثاني أن يكون مفردا وفيه على هذا وجهان أحدهما أن يكون مفردا في اللفظ مرادا به الجمع والثاني أن يكون مفردا في اللفظ والمعنى فعلى هذا يكون ابراهيم بدلا منه واسماعيل واسحاق عطفا على أبيك تقديره واله اسماعيل واسحاق الها واحدا بدل من اله الاول ويجوز أن يكون حالا موطئة كقولك رأيت زيدا رجلا صالحا واسماعيل يجمع على سماعلة ومساعيل وأساميع
قوله تعالى تلك أمة الاسم منها تي وهي من أسماء الاشارة للمؤنث والياء من جملة الاسم وقال الكوفيون التاء وحدها الاسم والياء زائدة وحذفت الياء مع اللام لسكونها وسكون اللام بعدها
فان قيل لم لم تكسر اللام وتقرأ الياء كما فعل في ذلك يؤدي إلى الثقل لوقوع الياء بين كسرتين وموضعها رفع بالابتداء وأمة خبرها و قد خلت صفة لأمة و لها ما كسبت في موضع الصفة أيضا ويجوز أن يكون حالا من الضمير في خلت ويجوز أن يكون مستأنفا ولا تسئلون مستأنف لا غير وفي الكلام حذف تقديره ولا يسئلون عما كنتم تعملون ودل على المحذوف قوله لها ما كسبت ولكم ما كسيتم
قوله تعالى أو نصارى الكلام في أو هاهنا كالكلام فيها في قوله وقالوا لن يدخل الجنة لأن التقدير قالت إليهود كونوا هودا وقالت النصارى كونوا نصارى ملة ابراهيم تقديره بل نتبع ملة ابراهيم أو قل اتبعوا ملة و حنيفا حال من ابراهيم والحال من المضاف إليه ضعيف في القياس قليل في الاستعمال وسبب ذلك أن الحال لا بد لها من عامل فيها والعامل فيها هو العامل في صاحبها ولا يصح أن يعمل المضاف في مثل هذا في الحال ووجه قول من

نصبه على الحال أنه قدر العامل معنى اللام أو معنى الاضافة وهو المصاحبة والملاصقة وقيل حسن جعل حنيفا حالا لأن المعنى نتبع ابراهيم حنيفا وهذا جيد لأن الملة هي الدين والمتبع ابراهيم وقيل هو منصوب بإضمار أعني
قوله تعالى من ربهم الهاء والميم تعود على النبيين خاصة فعلى هذا يتعلق من بأوتي الثانية وقيل تعود إلى موسى وعيسى أيضا ويكون وما أوتي الثانية تكريرا وهو في المعنى مثل التي في آل عمران فعلى هذا يتعلق من بأوتي الأولى وموضع من نصب على أنها بلاتداء غاية الايتاء ويجوز أن يكون موضعها حالا من العائد المحذوف تقديره وما أوتيه النبيون كائنا من ربهم ويجوز أن يكون ما أوتي الثانية في موضع رفع بالابتداء ومن ربهم خبره بين أحد أحد هنا هو المستعمل في النفي لأن بين لا تضاف الا إلى جمع أو إلى واحد معطوف عليه وقيل أحد هاهنا بمعنى فريق
قوله تعالى بمثل ما آمنتم به الباء زائدة ومثل صفة لمصدر محذوف تقديره ايمانا مثل ايمانكم والهاء ترجع إلى الله أو القرآن أو محمد وما مصدرية ونظير زيادة الباء هنا زيادتها في قوله جزاء سيئة بمثلها وقيل مثل هنا زائدة وما بمعنى الذي وقرأ ابن عباس بما آمنتم به باسقاط مثل
قوله تعالى صبغة الله الصبغة هنا الدين وانتصابه بفعل محذوف أي اتبعوا دين الله وقيل هو اغراء أي عليكم دين الله وقيل هو بدل من ملة ابراهيم ومن أحسن مبتدأ أو خبر و من الله في موضع نصب و صبغة تمييز
قوله تعالى أم يقولون يقرأ بالياء ردا على قوله فسيكفيكهم الله وبالتاء ردا على قوله أتحاجوننا هودا أو نصارى أو هاهنا مثلها في قوله وقالوا كونوا هودا أو نصارى أي قالت إليهود كان هؤلاء الانبياء هودا وقالت النصارىكانوا نصارى أم الله مبتدأ والخبر محذوف أي أم الله أعلم وأم هاهنا المتصلة أي أيكم أعلم وهو استفهام بمعنى الانكار كتم شهادة كتم يتعدى إلى مفعولين وقد حذف الاول منهما هنا تقديره كتم الناس شهادة فعلى هذا يكون عنده صفة لشهادة وكذلك من الله ولا يجوز أن تعلق من بشهادة لئلا يفصل بين الصلة والموصول بالصفة ويجوز أن يجعل عنده ومن الله صفتين لشهادة ويجوز أن تجعل من ظرفا للعامل في الظرف الاول وأن تجعلها حالا من الضمير في عنده

قوله تعالى السفهاء من الناس من الناس في موضع نصب على الحال والعامل فيه يقول ما ولاهم ابتداء وخبر في موضع نصب بالقول كانوا عليها فيه حذف مضاف تقديره على توجهها أو على اعتقادها
قوله تعالى وكذلك الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف تقديره ومثل هدايتنا من نشاء جعلناكم وجعلنا بمنزلة صيرنا و على الناس يتعلق بشهداء القبلة هي المفعول الاول والمفعول الثاني محذوف و التي صفة ذلك المحذوف والتقدير وما جعلنا القبلة القبلة التي وقيل التي صفة للقبلة المذكورة والمفعول الثاني محذوف تقديره وما جعلنا القبلة التي كنت عليها قبلة من يتبع من بمعنى الذي في موضع نصب بنعلم و ممن ينقلت متعلق بنعلم والمعنى ليفصل المتبع من المنقلب ولا يجوز أن يكون من استفهاما لأن ذلك يوجب أن تعلق نعلم عن العمل وإذا علقت عنه لم يبق لم ما يتعلق به لأن ما بعد الاستفهام لا يتعلق بما قبله ولا يصح تعلقها بيتبع لأنها في المعنى متعلقة بنعلم وليس المعنى أي فريق يتبع ممن ينقلت على عقيبيه في موضع نصب على الحال أي راجعا وان كانت ان المخففة من الثقيلة واسمها محذوف واللام في قوله لكبيرة عوض من المحذوف قيل فصل باللام بين ان المخففة من الثقيلة وبين غيرها من أقسام ان وقال الكوفيون ان بمعنى ما واللام بمعنى الا وهو ضعيف جدا من جهة أن وقوع اللام بمعنى الا لا يشهد له سماع ولا قياس واسم كان مضمر دل عليه الكلام تقديره وان كانت التولية أو الصلاة أو القبلة الا على الذين على متعلقة بكبيرة ودخلت الا للمعنى ولم يغير الإعراب وما كان الله ليضيع خبر كان محذوف واللام متعلقة بذلك المحذوف تقديره وما كان الله مريدا لأن يضيع ايمانكم وهذا متكرر في القرآن ومثله ل / يكن الله ليغفر لهم وقال الكوفيون ليضيع هو الخبر واللام داخلة للتوكيد وهو بعيد لأن اللام لام الجر وأن بعدها مرادة فيصير التقدير على قولهم ما كان لله اضاعة ايمانكم رءوف يقرأ بوأو بعد الهمزة مثل شكور ويقرأ بغير وأو مثل يقظ وفطن وقد جاء في الشعر بالرؤف الرحيم
قوله تعالى قد نرى لفظه مستقبل والمراد به المضي و في السماء متعلق بالمصدر ولو جعل حالا من الوجه لجاز فول يتعدى إلى مفعولين فالاول وجهك والثاني شطر المسجد وقد يتعدى إلى الثاني بإلى كقولك ولي

وجهه إلى القبلة وقال النحاس شطر هنا ظرف لأنه بمعنى الناحية وحيث ظرف لولوا وان جعلتها شرطا انتصب ب كنتم لأنه مجزوم بها وهي منصوبة أنه الحق من ربهم في موضع الحال وفي أول السورة مثله
قوله تعالى ولئن أتيت اللام موطئة للقسم وليست لازمة بدليل قوله وان لم ينتهوا عما يقولون ما تبعوا أي لا يتبعوا فهو ماض في معنى المستقبل ودخلت ما حملا على لفظ الماضي وحذفت الفاء في الجواب لأن فعل الشرط ماض وقال ألفراء ان هنا بمعنى لو فلذلك كانت ما في الجواب وهو بعيد لأن ان للمستقبل ولو للماضي إذن حرف والنون فيه أصل ولا تستعمل الا في الجواب ولا تعمل هنا شيئا لأن عملها في الفعل ولا فعل
قوله تعالى الذين آتيناهم الكتاب مبتدأ و يعرفونه الخبر ويجوز أن يكون الذين بدلا من الذين أوتوا الكتاب في الاية قبلها ويجوز أن يكون بدلا من الظالمين فيكون يعرفونه حالا من الكتاب أو من الذين لأن فيه ضميرين راجعين عليهما ويجوز أن يكون نصبا على تقدير أعنى ورفعا على تقديرهم كما صفة لمصدر محذوف وما مصدرية
قوله تعالى الحق من ربك ابتداء وخبر وقيل الحق خبر مبتدأ محذوف تقديره ما كتموه الحق أو ما عرفوه وقيل هو متبدأ والخبر محذوف تقديره يعرفونه أو يتلونه ومن ربك على الوجهين حال وقرأ علي عليه السلام الحق بالنصب بيعلمون
قوله تعالى ولكل وجهة وجهة مبتدأ ولكل خبره والتقدير لكل فريق وجهة جاء على الأصل والقياس جهة مثل عدة وزنة والوجههة مصدر في معنى المتوجه إليه كالخلق بمعنى المخلوق وهي مصدر محذوف الزوائد لأن الفعل توجه أو أتجه والمصدر التوجه أو الاتجاه ولم يستعمل منه وجه كوعد هو موليها يقرأ بكسر اللام وفي هو وجهان أحدهما هو ضمير اسم الله والمفعول الثاني محذوف أي الله مولي تلك الجهة ذلك ألفريق أي يأمره بها والثاني هو ضمير كل أي ذلك ألفريق مولي الوجهة نفسه ويقرأ مولاها بفتح اللام وهو على هذا هو ضمير ألفريق ومولى لما لم يسم فاعله والمفعول الاول هو الضمير المرفوع فيه وها ضمير المفعول الثاني وهو ضمير الوجهة وقيل للتولية ولا يجوز أن

يكون هو على هذه القراءة ضمير اسم الله لاستحالة ذلك في المعنى والجملة صفة لوجهة وقرىء في الشإذ ولكل وجهة بإضافة كل لوجهة فعلى هذا تكون اللام زائدة والتقدير كل وجهة الله موليها أهلها وحسن زيادة اللام تقدم المفعول وكون العامل اسم فاعل أينما ظرف ل تكونوا
قوله تعالى و من حيث خرجت حيث هنا لا تكون شرطا لأنه ليس معها ما وإنما يشترط بها مع ما فعلى هذا يتعلق من بقوله فول و انه للحق الهاء ضمير التولي
قوله تعالى وحيثما كنتم يجوز أن يكون شرطا وغير شرط كما ذكرنا في الموضع الاول لئلا اللام متعلقة بمحذوف تقديره فعلنا ذلك لئلا و حجة اسم كان والخبر للناس وعليكم صفة الحجة في الأصل قدمت فانتصبت على الحال ولا يجوز أن يتعلق بالحجة لئلا تتقدم صلة المصدر عليه الا الذين ظلموا منهم استثناء من غير الاول نه لم يكن لأحد ما عليهم حجة ولأتم هذه اللام معطوفة على اللام الأولى عليكم متعلق بأتم ويجوز أن يتعلق بمحذوف على أن يكون حالا من نعمتي
قوله تعالى كما الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف تقديره تهتدون هداية كارسالنا أو اتماما كارسالنا أو نعمة كارسالنا وقال جماعة من المحققين التقدير فإذكروني كما أرسلنا فعلى هذا يكون منصوبا صفة للذكر أي ذكرا مثل ارسالي ولم تمنع الفاء من ذلك كما لم تمنع في باب الشرط وما مصدرية
قوله تعالى أموات جمع على معنى من وأفرد يقتل على لفظ من ولو جاء ميت كان فصيحا وهو مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هم أموات بل أحيا أي بل قولوا هم أحياء ولن يقتل في سبيل الله أموات في موضع نصب بقوله ولا تقولوا لأنه محكي وبل لا تدخل في الحكاية هنا ولكن لا تشعرون المعفول هنا محذوف تقديره لا تشعرون بحياتها
قوله تعالى ولنبلونكم جواب قسم محذوف والفعل المضارع يبني مع نوني التوكيد وحركت الوأو بالفتحة لخفتها من الخوف في موضع جر صفة لشيء من الاموال في موضع نصب صفة لمحذوف تقديره ونقص شيئا من الاموال لأن النقص مصدر نقصت وهو متعد إلى مفعول وقد حذفت المفعول

ويجوز عند الأخفش أن تكون من زائدة ويجوز أن تكون من صفة لنقص وتكون لابتداء الغاية أي نقص ناشىء من الاموال
قوله تعالى الذين إذا أصابتهم في موضع نصب صفة للصابرين أو بإضمار أعنىي ويجوز أن يكون مبتدأ و أولئك عليهم صلوات خبره وإذا وجوابها صلة الذين انا لله الجمهور على تفخيم الألف في انا وقد أمالها بعضهم لكثرة ما ينطق بهذا الكلام وليس بقياس لأن الألف من الضمير الذي هو نا وليست منقلبة ولا في حكم المنقلبة
قوله تعالى أولئك مبتدأ و صلوات مبتدأ ثان و عليهم خبر المبتدأ الثاني والجملة خبر أولئك ويجوز أن ترفع صلوات بالجار لأنه قد قوي بوقوعه خبرا ومثله أولئك عليهم لعنة الله وأولئك هم المهتدون هم مبتدأ أو توكيد أو فصل
قوله تعالى ان الصفا ألف الصفا مبدلة من وأو لقولهم في تثنيته صفوان و من شعائر خبر ان وفي الكلام حذف مضاف تقديره ان طواف الصفا أو سعىه الصفا والشعائر جمع شعيرة مثل صحيفة وصحائف والجيد همزها لأن الياء زائدة فمن في موضع رفع بالابتداء وهي شرطية والجواب فلا جناح واختلفوا في تمام الكلام هنا فقيل تمام الكلام فلا جناح ثم يبتدىء فيقول عليه أن يطوف لأن الطواف واجب وعلى هذا خبر لا محذوف أي لا جناح في الحج والجيد أن يكون عليه في هذا الوجه خبرا وأن يطوف مبتدأ ويضعف أن يجعل اغراء لأن الاغراء انما جاء مع الخطاب وحكى سيبويه عن بعضهم عليه رجلا ليسني قال وهو شإذ لا يقاس عليه والأصل أن يتطوف فأبدلت التاء طاء وقرأ ابن عباس أن يطاف والأصل أن يتطاف وهو يفتعل من الطواف وقال آخرون الوقف على بهما وعليه خبر لا والتقدير على هذا فلا جناح عليه في أن يطوف فلما حذف في جعلت ان في موضع نصب وعند الخليل في موضع جر وقبل التقدير فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما لأن الصحابة كانوا يمتنعون من الطواف بهما لما كان عليهما من الاصنام فمن قال هذا لم يحتج إلىه تقدير لا و من تطوع يقرأ على لفظ الماضي فمن على هذا يجوز أن تكون بمعنى الذي والخبر فان الله والعائد محذوف تقديره له ويجوز أن يكون من شرطا والماضي بمعنى المستقبل وقرىء يطوع على لفظ المستقبل فمن على هذا شرط لا غير

لأنه جزم بها وأدغم التاء في الطاء وخيرا منصوب بأنه مفعول به والتقدير بخير فلما حذف الحرف وصل الفعل ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف أي تطوعا خيرا وإذا جعلت من شرطا لم يكن في الكلام حذف ضمير لأن ضمير من في يطوع
قوله تعالى من البينات من يتعلق بمحذوف لأنها حال من ما أو من العائد المحذوف إذ الأصل ما أنزلناه ويجوز أن يتعلق بأنزلنا على أن يكون مفعولا به من بعد من يتعلق بيكتمون ولا يتعلق بأنزلنا لفساد المعنى لأن الانزال لم يكن بعد التبيين انما الكتمان بعد التبيين في الكتاب في متعلقة ببينا وكذلك اللام ولم يمتنع تعلق الجارين به لاختلاف معناهما ويجوز أن يكون في حالا أي كائنا في الكتاب أولئك يلعنهم الله مبتدأ وخبر في موضع خبر ان ويلعنهم يجوز أن يكون معطوفا على يلعنهم الأولى وأن يكون مستأنفا
قوله تعلى الا الذين تابوا استثناء متصل في موضع نصب والمستثنى منه الضمير في يلعنهم وقيل هو منقطع لأن الذين كتموا لعنوا قبل أن يتوبوا وإنما جاء الاستثناء لبيان قبول التوبة لا لأن قوما من الكاتمين لم يلعنوا
قوله تعالى أولئك عليهم لعنة الله قد ذكرناه في قوله أولئك عليهم صلوات وقرأ الحسن والملائكة والناس أجمعون بالرفع وهو معطوف على موضع اسم الله لأنه في موضع رفع لأن التقدير أولئك عليهم أن يلعنهم الله لأنه مصدر أضيف إلى الفاعل
قوله تعالى خالدين فيها هو حال من الهاء والميم في عليهم لا يخفف حال من الضمير في خالدين وليست حالا ثانية من الهاء والميم لما ذكرنا في غير موضع لأن الاسم الواحد لا ينتصب عنه حالان ويجوز أن يكون مستأنفا لا موضع له
قوله تعالى اله واحد اله خبر المبتدأ وواحد صفة له والغرض هنا هو الصفة إذ لو قال والهكم واحد لكان هو المقصود الا أن في ذكره زيادة توكيد وهذا يشبه الحال الموطئة كقولك مررت بزيد رجلا صالحا وكقولك في الخبر زيد شخص صالح الا هو المستثنى في موضع رفع بدلا من موضع لا اله لأن

موضع لا وما عملت فيه رفع بالابتداء ولو كان موضع المستنثى نصبا لكان الا إياه و الرحمن بدل من هو أو خبر مبتدأ ولا يجوز أن يكون صفة لهو لأن الضمير لا يوصف ولا يكون خبرا لهو لأن المستثنى هنا ليس بجملة
قوله تعالى وألفك يكون واحدا وجمعا بلفظ واحد فمن الجمع هذا الموضع وقوله حتى إذا كنتم في ألفك وجرين بهم ومن المفرد ألفلك المشحون ومذهب المحققين أن ضمة الفاء فيه إذا كان جمعا غير الضمة التي في الواحد ودليل ذلك أن ضمة الجمع تكون فيما واحدة غير مضموم نحو أسد وكتب والواحد أسد وكتاب ونظير ذلك الضمة في صاد منصور إذا رخمته على لغة من قال يا حار فانها ضمة حادثة وعلى من قال يا حار تكون الضمة في يا منص هي الضمة في منصور من السماء من ماء من الأولى لابتداء الغاية والثانية لبيان الجنس إذ كان ينزل من السماء ماء وغيره وبث فيها من كل دابة مفعول بث محذوف تقديره وبث فيها دواب من كل دابة ويجوز على مذهب الأخفش أن تكون من زائدة لأنه يجيزه في الواجب وتصريف الرياح هو مصدر مضاف إلى المفعول ويجوز أن يكون أضيف إلى الفاعل ويكون المفعول محذوفا والتقدير وتصريف الرياح السحاب لأن الرياح تسوق السحاب وتصرفه ويقرأ الرياح بالجمع لاختلاف أنواع الريح وبالافراد على الجنس أو على اقامة المفرد مقام الجمع وياء الريح مبدلة من وأو لأنه من راح يروح وروحته والجمع أرواح وأما الرياح فالياء فيه مبدلة من وأو لأنه جمع أوله مكسور وبعد حرف العلة فيه ألف ززائدة والواحد عينه ساكنة فهو مثل سوط وسياط الا أن وأو الريح قلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها بين السماء يجوز أن يكون ظرفا للمسخر وأن يكون حالا من الضمير في المسخر وليس في هذه الاية وقف تام لأن اسم ان التي في أولها خاتمتها
قوله تعالى من يتخذ من نكرة موصوفة ويجوز أن تكون بمعنى الذي يحبونهم في موضع نصب صفة للأنداد ويجوز أن يكون في موضع رفع صفة لمن إذا جعلتها نكرة وجاز الوجهان لأن في الجملة ضميرين أحدهما لمن والاخر للأنداد وكنى عن الانداد بهم كما يكنى بها عمن يعقل لأنهم نزلوها منزلة من يعقل والكاف في موضع نصب صفة للمصدر المحذوف أي حبا كحسب الله والمصدر مضاف إلى المفعول تقديره كحبهم الله أو كحب المؤمنين الله والذين

آمنا أشد حبا لله ما يتعلق به أشد محذوف تقديره حبا لله من حب هؤلاء للأنداد ولو يرى جواب لو محذوف وهو أبلغ في الوعد والعيد لأن الموعود والمتوعد إذا عرف قدر النعمة والعقوبة وقف ذهنه مع ذلك المعين وإذا لم يعرف ذهب وهمه إلى ما هو الاعلى من ذلك وتقدير الجواب لعلموا أن القوة أو لعلموا أن الانداد لا تضر ولا تنفع والجمهور على يرى بالياء ويرى هنا من رؤية القلب فيفتقر إلى مفعولين و أن القوة ساد مسدهما وقيل المفعولان محذوفان وأن القوة معمول جواب لو أي لو علم الكفار أندادهم لا تنفع لعلموا أن القوة لله في النفع والضر ويجوز أن يكون يرى بمعنى علم المتعدية إلى مفعول واحد فيكون التقدير لو عرف الذين ظلموا بطلان عبادتهم الاصنام أو لو عرفوا مقدار العذاب لعلموا أن القوة أو لو عرفوا أن القوة لله لما عبدوا الاصنام وقيل يرى هنا من رؤية البصر أي لو شاهدوا آثار قوة الله فتكون أن وما عملت فيه مفعول يرى ويجوز أن يكون مفعول يرى محذوفا تقديره لو شاهدوا العذاب لعلموا أن القوة ودل على هذا المحذوف قوله تعالى إذ يرون العذاب ويرون العذاب من رؤية البصر لأن التي بمعنى العلم تتعدى إلى مفعولين وإذا ذكر أحدهما لزم ذكر الاخر ويجوز أن يكون بمعنى العرفان أي إذ يعرفون شدة العذاب وقد حصل مما ذكرنا أن جواب لو يجوز أن يقدر قبل ان القوة جميعا وأن يقدر بعده ولو يليها الماضي ولكن وضع لفظ المستقبل موضعه اما على حكاية الحال واما لأن خبر الله تعالى صدق فما لم يقع بخبره في حكم ما وقع وأما إذ فظرف وقد وقعت هنا بمعنى المستقبل ووضعها أن تدل على الماضي الا أنه جاز ذلك لما ذكرنا أن خبر الله عن المستقبل كالماضي أو على حكاية الحال بإذ كما يحكى بالفعل وقيل انه وضع إذ موضع إذا كما يوضع الفعل الماضي موضع المستقبل لقرب ما بينهما وقيل ان زمن الاخرة موصول بزمن الدنيا فجعل المستقبل منه كالماضي إذ كان المجأور للشيء يقوم مقامه وهذا يتكرر في القرآن كثيرا كقوله ولو ترى إذ وقفوا على النار ولو ترى إذ وقفوا على ربهم و إذ الاغلال في أعناقهم و إذ يرون ظرف ليرى الأولى وقرىء ولو ترى الذين ظلموا بالتاء وهي من رؤية العين أي لو رأيتهم وقت تعذيبهم ويقرأ يرون بفتح الياء وضمها وهو ظاهر الإعراب والمعنى والجمهور على فتح الهمزة من أن القوة وأن الله شديد العذاب ويقرأ

بكسرها فيهما على الاستئناف أو على تقدير لقالوا ان القوة لله و جميعا حال من الضمير في الجار والعامل معنى الاستقرار
قوله تعالى إذ تبرأ إذ هذه بدل من إذ الأولى أو ظرف لقوله شديد العذاب أو مفعول إذكر وتبرأ بمعنى يتبرأ ورأوا العذاب معطوف على تبرأ ويجوز أن يكون حالا وقد معه مرادة والعامل تبرأ أي تبرءوا وقد رأوا العذاب وتقطعت بهم الباء هنا للسببية والتقدير وتقطعت بسبب كفرهم الاسباب التي كانوا يرجون بها النجاة ويجوز أن تكون الباء للحال أي تقطعت موصولة بهم الاسباب كقولك خرج زيد بثابه وقيل بهم بمعنى عنهم وقيل الباء للتعدية والتقدير قطعتهم الاسباب كما تقول تفرقت بهم الطرق أي فرقتهم ومنه قوله تعالى فتفرق بكم عن سبيله كرة مصدر كر يكر إذا رجع فنتبرأ منصوب بإضمار أن تقديره لو أن لنا أن نرجع فأن نتبرأ وجواب لو على هذا محذوف تقديره لتبرأنا أو نحو ذلك وقيل لو هنا تمن فنتبرأ منصوب على جواب التمني والمعنى ليت لنا كرة فنتبرأ كذلك الكاف في موضع رفع أي الامر كذلك ويجوز أن يكون نصبا صفة لمصدر محذوف أي يريهم روية كذلك أو يحشرهم كذلك أو يجزيهم ونحو ذلك و يريهم من رؤية العين فهو متعد إلى مفعولين هنا بهمزة النقل و حسرات على هذا حال وقيل يريهم أي يعلمهم فيكون حسرات مفعولا ثالثا و عليهم صفة لحسرات أي كائنة عليهم ويجوز أن يتعلق بنفس حسرات على أن يكون في الكلام حذف مضاف تقديره على تفريطهم كما تقول تحسر على تفريطهم
قوله تعالى كلوا مما في الارض الأصل في كل أأكل فالهمزة الأولى همزة وصل والثانية فاء الكلمة الا أنهم حذفوا الفاء فاستغنوا عن همزة الوصل لتحرك ما بعدها والحذف هنا ليس بقياس ولم يأت الا في كل وخذ ومر حلالا مفعول كلوا فتكون من متعلقة بكلوا وهي لابتداء الغاية ويجوز أن تكون من متعلقة بمحذوف ويكون حالا من حلالا والتقدير كلوا حلالا مما في الارض فلما قدمت الصفة صارت حالا فأما طيبا فهي صفة لحلال على الوجه الاول وأما على الوجه الثاني فيكوةن صفة لحلال ولكن موضعها بعد الجار والمجرور لئلا يفصل بالصفة بين الحال وذي الحال ويجوز أن يكون مما حالا موضعها بعد طيب لأنها في الأصل صفات وأنها قدمت على النكرة ويجوز أن يكون طيبا على هذا

القول صفة لمصدر محذوف تقديره كلوا الحلال مما في الارض أكلا طيبا ويجوز أن ينتصت حلالا على الحال من ما وهي بمعنى الذي وطيبا صفة الحال ويجوز أن يكون حلالا صفة لمصدر محذوف أي أكلا حلالا فعلى هذا مفعول كلوا محذوف أي كلوا شيئا أو رزقا ويكون من صفة للمحذوف ويجوز على مذهب الأخفش أن تكون من زائدة خطوات يقرأ بضم الطاء على اتباع الضم الضم وبإسكانها للتخفيف ويجوز في غير القرآن فتحها وقرىء في الشإذ بهمز الوأو لمجأورتها الضمة وهو ضعيف ويقرأ شإذا بفتح الخاء والطاء على أن يكون الواحد خطوة والخطوة بالفتح مصدر خطوت وبالضم ما بين القدمين وقيل هما لغتان بمعنى واحد انه لكم انما كسر الهمزة لأنه أراد الإعلام بحاله وهو أبلغ من الفتح لأنه إذا فتح الهمزة صار التقدير لا تتبوه لأنه لكم واتباعه ممنوع وان لم يكن عدوا لنا ومثله لبيك ان الحمد لك كسر الهمزة أجود لدلالة الكسر على استحقاقه الحمد في كل حال وكذلك التلبية والشيطان هنا جنس وليس المراد به واحدا
قوله تعالى وأن تقولوا في موضع جر عطفا على بالسوء أي وبأن تقولوا
قوله تعالى بل نتبع بل هاهنا للاضراب عن الاول أي لا نتبع ما أنزل الله وليس بخروج من قصة إلى قصة و ألفينا وجدنا المتعدية إلى مفعول واحد وقد تكون متعدية إلى مفعولين مثل وجدت وهي هاهنا تحتمل الامرين والمفعول الاول آباءنا وعليه اما حال أو مفعول ثان ولام ألفينا وأو لأن الأصل فيما لو جهل من اللامات أن يكون وأوا أولو الوأو للعطف والهمزة للاستفهام بمعنى التوبيخ وجواب لو محذوف تقديره أفكانوا يتبعونهم
قوله تعالى ومثل الذين كفروا مثل مبتدأ و كمثل الذي ينعق خبره وفي الكلام حذف مضاف تقديره داعي الذين كفروا أي مثل داعيهم إلى الهدى كمثلي الناعق بالغنم وإنما قدر ذلك ليصح التشبيه فادعي الذين كفروا كالناعق بالغنم ومثل الذين كفروا كالغنم المنعوق بها وقال سيبويه لما أراد تشبيه الكفار وداعيهم بالغنم وداعيها قابل أحد الشيئين بالاخر من غير تفصيل اعتمادا على فهم المعنى وقيل التقدير مثل الذين كفروا في دعائك إياهم وقيل التقدير مثل الكافرين في دعائهم الاصنام كمثل الناعق بالغنم الا دعاء منصوب بيسمع

والا قد فرغ قبلها العامل من المفعول وقيل الا زائدة لأن المعنى لا يسمع دعاء وهو ضعيف والمعنى بما لا يسمع الا صوتا صم أي هم صم
قوله تعالى كلوا من طيبات المفعول محذوف أي كلوا رزقكم وعند الأخفش من زائدة
قوله تعالى انما حرم عليكم الميتة تقرأ الميتة بالنصب فتكون ما هاهنا كافة والفاعل هو الله ويقرأ بالرفع على أن تكون ما بمعنى الذي والميتة خبر ان والعائد محذوف تقديره حرمه الله ويقرأ حرم على مالم يسم فاعله فعلى هذا يجوز أن تكون ما بمعنى الذي والميتة خبر ان ويجوز أن تكون كافة والميتة المفعول القائم مقام الفاعل والأصل الميتة بالتشديد لأن بناءه فيعلة والأصل ميوتة فلما اجتمعت الياء والوأو وسبقت الأولى بالسكون قلبت الوأو ياء وأدغمت فمن قرأ بالتشديد أخرجه على الأصل ومن خفف حذف الوأو التي هي عين ومثله سيد وهين في سيد وهين ولام الدم ياء محذوفة حذفت لغير علة والنون في خنزير أصل وهو على مثال غربيب وقيل هي زائدة وهو مأخوذ من الخزر فمن اضطر من في موضع رفع وهي شرط واضطر في موضع جزم بها والجواب فلا اثم عليه ويجوز أن تكون من بمعنى الذي ويقرأ بكسر النون على أصل التقاء الساكنين وبضمها اتباعا لضمة الطاء والحاجز غير حصين لسكونه وضمت الطاء على الأصل لأن الأصل اضطر ويقرأ بكسر الطاء ووجهها أنه نقل كسرة الراء الأولى إليها غير باغ نصب على الحال ولا عاد معطوف على باغ ولو جاء في غير القرآن منصوبا عطفا على موضع غير جاز
قوله تعالى من الكتاب في موضع نصب على الحال من العائد المحذوف أي ما أنزله الله كائنا من الكتاب و الا النار مفعول يأكلون في بطونهم في موضع نصب على الحال من النار تقديره ما يأكلون الا النار ثابتة أو كائنة في بطونهم والأولى أن تكون الحال مقدرة لأنها وقت الاكل ليست في بطونهم وإنما يؤول إلى ذلك والجيد أن تكون ظرفا ليأكلون وفيه تقدير حذف مضاف أي في طريق بطونهم والقول الاول يلزم منه تقديم الحال على حرف الاستثناء وهو ضعيف الا أن يجعل المفعول محذوفا وفي بطونهم حالا منه أو صفة له أي في بطونهم شيئا وهذا الكلام في المعنى على المجاز وللاعراب حكم اللفظ
قوله تعالى فما أصبرهم ما في موضع رفع والكلام تعجب عجب

الله به المؤمنين وأصبر فعل فيه ضمير الفاعل وهو العائد على ما ويجوز أن تكون ما استفهاما هنا وحكمها في الإعراب كحكمها إذا كانت تعجبا وهي نكرة غير موصوفة تامة بنفسها وقيل هي نفي أي فما أصبرهم الله على النار
قوله تعالى ذلك مبتدأ و بأن الله الخبر والتقدير ذلك العذاب مستحق بما نزل الله في القرن من استحقاق عقوبة الكافر فالباء متعلقة بمحذوف
قوله تعالى ليس البر يقرأ برفع الراء فيكون أن تولوا خبر ليس وقوي ذلك لأن الأصل تقديم الفاعل على المفعول ويقرأ بالنصب على أنه خبر ليس وأن تولوا اسمها وقوي ذلك عند من قرأ به لأن أن تولوا أعرف من البر إذ كان كالمضمر في أنه لا يوصف والبر يوصف ومن هنا قويت القرأة بالنصب في قوله فما كان جواب قومه قبل المشرق ظرف ولكن البر يقرأ بتشديد النون ونصب البر وبتخفيف النون ورفع البر على الابتداء وفي التقدير ثلاثة أوجه أحدهما أن البر هنا اسم فاعل من بر يبر وأصله برر مثل فطن فنقلت كسرة الراء إلى الباء ويجوز أن يكون مصدرا وصف به مثل عدل فصار كالجثة والوجه الثاني أن يكون التقدير ولكن ذا البر من آمن والوجه الثالث أن يكون التقدير ولكن البر بر من آمن لحذف المضاف على التقديرين وإنما احتيج إلى ذلك لأن البر مصدر ومن آمن جثة فالخبر غير المبتدأ في المعنى فيقدر ما يصير به الثاني هو الاول والكتاب هنا مفرد اللفظ فيجوز أن يكون جنسا ويقوى ذلك أنه في الأصل مصدر ويجوز أن يكون اكتفى بالواحد عن الجمع وهو يريده ويجوز أن يراد به القرآن لأن من آمن به فقد آمن بكل الكتب لأنه شاهد لها بالصدق على حبه في موضع نصب على الحال أي آتى المال محبا والحب مصدر حببت وهي لغة في أحببت ويجوز أن يكون مصدر أحببت على حذف الزيادة ويجوز أن يكون اسما للمصدر الذي هو الاحباب والهاء ضمير المال أو ضمير اسم الله أو ضمير الايتاء فعىل هذه الاوجه الثلاثة يكون المصدر مضافا إلى المفعول و ذوي القربى منصوب بأتى لا بالمصدر لأن المصدر يتعدى إلى مفعول واحد وقد استوفاه ويجوز أن تكون الهاء ضمير من فيكون المصدر مضافا إلى الفاعل فعلى هذا يجوز أن يكون ذوي القربى مفعول المصدر ويجوز أن يكون مفعول آتى ويكون مفعول المصدر محذوفا تقديره وآتى المال على حبه إياه ذوي القربى وابن السبيل مفرد في اللفظ وهو جنس أو واحد في اللفظ موضع الجمع

وفي الرقاب أي في تخليص الرقاب أو عتق الرقاب وفي متعلقة بآتي و الموفون في رفعة ثلاثة أوجه أحدها أن يكون معطوفا على من آمن والتقدير ولكن البر المؤمنون والموفون والثاني هو خبر مبتدأ محذوف تقديره وهم الموفون وعلى هذين الوجهين ينتصب الصابرين على إضمار أعنى وهو في المعنى معطوف على من ولكن جاز النصب لما تكررت الصفات ولا يجوز أن يكون معطوفا على ذوي القربى لئلا يفصل بين المعطوف عليه الذي هو في حكم الصلة بالاجنبي وهم الموفون والوجه الثالث أن يعطف الموفون على الضمير في آمن وجرى طول الكلام مجرى توكيد الضمير فعلى هذا يجوز أن ينتصب الصابرين على إضمار أعنى وبالعطف على ذوي القربى لأن الموفون على هذا الوجه داخل في الصلة وحين البأس ظرف للصابرين
قوله تعالى الحر بالحر مبتدأ وخبر والتقدير الحر مأخوذ بالحر فمن عفى له من في موضع رفع بالاتداء ويجوز أن تكون شرطية وأن تكون بمعنى الذي والخبر فاتباع بالمعروف والتقدير فعليه اتباع و من أخيه أي من دم أخيه و من كناية عن ولي القاتل أي من جعل له من دم أخيه بدل وهو القصاص أو الدية و شيء كناية عن ذلك المستحق وقيل من كناية عن القاتل والمعنى إذا عفى عن القاتل فقبلت منه الدية وقيل شيء بمعنى المصدر أي من عفى له من أخيه عفو كما قال لا يضركم كيدهم شيئا أي ضيرا وأداء إليه أي إلى ولى المقتول باسحان في موضع نصب بأداء ويجوز أن يكون صفة للمصدر وكذلك بالمعروف ويجوز أن يكون حالا من الهاء أي فعليه اتباعه عادلا ومحسنا والعامل في الحال معنى الاستقرار فمن اعتدى شرط فله جوابه ويجوز أن يكون بمعنى الذي
قوله تعالى يا أولي الالباب يقال في الرفع أولوا بالوأو وأولي بالياء في الجر والنصب مثل ذوو وأولو جمع واحده ذو من غير لفظه وليس له واحد من لفظه
قوله تعالى كتب عليكم إذا حضر العامل في إذا كتب والمراد بحضور الموت حضور أسبابه ومقدماته وذلك هو الوقت الذي فرضت الوصية فيه وليس المراد بالكتب حقيقة الخط في اللوح بل هو كقوله كتب عليكم القصاص في القتلى ونحوه ويجوز أن يكون العامل في إذا معنى الايصاء وقد دل عليه قوله الوصية 79 ولا يجوز أن يكون العامل فيه لفظ الوصية المذكورة في الاية لأنها مصدر والمصدر لا يتقدم عليه معموله وهذا الذي يسمى التبيين وأما قوله ان ترك خيرا فجوابه عند الأخفش الوصية وتحذف الفاء أي فالوصية للوالدين واحتج بقول الشاعر
من يفعل الحسنات الله يشكرها ... والشر بالشر عند الله مثلان
فالوصية على هذا مبت ا و وللوالدين خبره وقال غيره جواب الشرط في المعنى ما تقدم من معنى كتب الوصية كما تقول أنت ظالم ان فعلت ويجوز أن يكون جواب الشرط معنى الايصاء لا معنى الكتب وهذا مستقيم على قول من رفع الوصية بكبت وهو الوجه وقيل المرفوع بكبت الجار والمجرور وهو عليكم وليس بشيء بالمعرفو في موضع نصب على الحال أي ملتبسة بالمعروف لاجور فيها حقا منصوب على المصدر أي حق ذلك حقا ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف أي كتبا حقا أو ايصاء حقا ويجوز في غير القرآن الرفع بمعنى ذلك حق و على المتقين صفة لحق وقيل هو متعلق بنفس المصدر وهو ضعيف لأن المصدر المؤكد لا يعمل وإنما يعمل المصدر المنتصب بالفعل المحذوف إذا ناب عنه كقولك ضربا زيدا أي اضرب
قوله تعالى فمن بدله من شرط في موضع رفع مبتدأ والهاء ضمير الايصاء لأنه بمعنى الوصية وقيل هو ضمير الكتب وقيل هو ضمير الامر بالوصية أو الحكم المأمور به وقيل هو ضمير المعروف وقيل ضمير الحق بعد ما سمعه ما مصدرية وقيل هي بمعنى الذي أي بعد الذي سمعه من النهي عن التبديل والهاء في اثمه ضمير التبديل الذي دل عليه بدل
قوله تعالى من موص يقرأ بسكون الوأو وتخفيف الصادر وهو من أوصى وبفتح الوأو وتشديد الصاد وهو من وصى وكلتاهما بمعنى واحد ولا يراد بالتشديد هنا التكثير لأن ذلك انما يكون في الفعل الثلاثي إذا شدد فأما إذا كان التشديد نظير الهمزة فلا يدل على التكثير ومثله نزل وأنزل ومن متعلقة بخاف ويجوز أن تتعلق بمحذوف على أن تجعل صفة لجنف في الأصل ويكون التقدير فمن خاف جنفا كائنا من موص فإذا قدم انتصب على الحال ومثله أخذت من زيد مالا ان شئت علقت من بأخذت وان شئت كان التقدير مالا كائنا من زيد

قوله تعالى كتب عليكم الصيام المفعول القائم مقام الفاعل وفي موضع الكاف أربعة أوجه أحدهما هي في موضع نصب صفة للكتب أي كتبا كما كتب فما على هذا الوجه مصدرية والثاني أنه صفة الصوم أي صوما مثل ما كتب فما هذا بمعنى اي صوما مماثلا للصوم المكتوب على من قبلكم وصوم هنا مصدر مؤكد في المعنى لأن الصيام بمعنى أن تصوموا صوما والثالث أن تكون الكاف في موضع حال من الصيام أي مشبها للذي كتب على من قبلكم والرابع أن يكون في موضع رفع صفة للصيام
فان قيل الجار والمجرور نكرة والصيام معرفة والنكرة لا تكون صفة للمعرفة
قيل لما لم يرد بالصيام صياما معينا كان كالمنكر وقد ذكرنا نحو ذلك في التاتحة ويقوي ذلك أن الصيام مصدر والمصدر جنس وتعريف الجنس قريب من تنكيرة
قوله تعالى أياما معد ودات لا يجوز أن ينتصب بمصدر كتب الأولى لا على الظرف ولا على أنه مفعول به على السعة لأن الكاف في كما وصف لمصدر محذوف والمصدر إذا وصف لم يعمل وكذلك اسم الفاعل ولا يجوز أن ينتصب بالصيام المذكور في الاية لأنه مصدر وقد فرق بينه وبين أيام بقوله كما كتب ويعمل فيه المصدر كالصلة ولا يفرق بين الصلة والموصول بأجنبي وان جعلت صفة الصيام لم يجز أيضا لأن المصدر إذا وصف لا يعمل والوجه أن يكون العامل في أيام محذوفا تقديره صوموا أياما فعلى هذا يكون أياما ظرفا لأن الظرف يعمل فيه المعنى ويجوز أن ينتصب أياما بكتب لأن الصيام مرفوع به وكما اما مصدر لكتب أو نعت للصيام وكلاهما لا يمنع عمل الفعل وعلى هذا يجوز أن يكون ظرفتا ومفعولا به على السعة
قوله تعالى أو على سفر في موضع نصب معطوفا على خبر كان تقديره أو كان مسافرا وإنما دخلت على هاهنا لأن المسافر عازم على اتمام سفره فينبغي أن يكون التقدير أو كان عازما على اتمام سفر وسفر هنا نكرة يراد به سفر معين وهو السفر إلى المسافة المقدرة في الشرع فعدة مبتدأ والخبر محذوف أي فعليه عدة وفيه حذف مضاف أي صوم عدة ولو قرىء بالنصب لكان مستقيما ويكون التقدير فليصم عدة وفي الكلام حذف تقديره فأفطر فعليه

و من أيام نعت لعدة و أخر لا ينصرف للوصف والعدل عن الألف واللام لأن الأصل في فعلي صفة أن تستعمل في الجمع بالألف واللام كالكبرى والكبر والصغرى والصغر يطيفونه الجمهور على القراءة بالياء وقرىء يطوقنوه بوأو مشددة مفتوحة وهو من الطوق الذي هو قدر الوسع والمعنى يكفلونه فدية يقرأ بالتنوين و طعام بالرفع بدلا منها أو على إضمار مبتدأ أي هي طعام و مسكين بالافراد والمعنى أن ما يلزم بافطار كل يوم اطعام مسكين واحد ويقرأ بغير تنوين وطعام بالجر ومساكين بالجمع وإضافة ألفدية إلى الطعام إضافة الشيء إلى جنسه كقولك خاتم فضة لأن طعام المسكين يكون فدية وغير فدية وإنما جمع المساكين لأنه جمع في قوله وعلى الذين يطيقونه فقابل الجمع بالجمع ولم يجمع فدية لأمرين أحدهما أنها مصدر والهاء فيها لا تدل على المرة الواحدة بل هي للتأنيث فقط والثاني أنه لما أضافها إلى مضاف إلى الجمع فهم منها الجمع والطعام هنا بمعنى الاطعام كالعطاء بمعنى الاعطاء ويضعف أن يكون الطعام هو المطعوم لأنه أضافه إلى المسكين وليس الطعام للمسكين قبل تمليكه إياه فلو حمل على ذلك لكان مجازا لأنه يكون تقديره فعليه اخراج طعام يصير للمساكين ولو حملت الاية عليه لم يمتنع لأن حذف المضاف جائز وتسمية الشيء بما يئول إليه جائز فهو خير له الضمير يرجع إلى التطوع ولم يذكر لفظه بل هو مدلول عليه بالفعل وأن تصوموا في موضع رفع مبتدأ و خير خبره و لكم نعت لخير و ان كنتم شرط محذوف الجواب والدال على المحذوف أن تصوموا
قوله تعالى شهر رمضان في رفعه وجهان أحدهما هو خبر مبتدأ محذوف تقديره هي شهر يعني الايام المعدودات فعلى هذا يكون الذي أنزل نعتا للشهر أو لرمضان والثاني هو مبتدأ ثم في الخبر وجهان أحدهما الذي أنزل والثاني أن الذي أنزل صفة والخبر هو الجملة التي هي قوله فمن شهد
فان قيل لو كان خبرا لم يكن فيه الفاء لأن شهر رمضان لا يشبه الشرط قيل الفاء على قول الأخفش زائدة وعلى قول غيره ليست زائدة وإنما دخلت لأنك وصفت الشهر بالذي فدخلت الفاء كما تدخل في خبر نفس الذي ومثله قل ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم

فان قيل فأين الضمير العائد على المبتدأ من الجملة قيل وضع الظاهر موضعه تفخما أي فمن شهده منكم كما قال الشاعر
لا أرى الموت يسبق الموت شيء ... بغض الموت ذا الغنى وألفقيرا
أي لا يسبقه شيء ومن هنا شرطية مبتدأة وما بعدها الخبر ويجوز أن تكون بمعنى الذي فيكون الخبر فليصمه و منكم حال من ضمير الفاعل ومفعول شهد محذوف أي شهد المصر و الشهر ظرف أو مفعول به على السعة ولا يجوز أن يكون التدقير فمن شهد هلال الشهر لأن ذلك يكون في حق المريض والمسافر والمقيم الصحيح والذي يلزمه الصوم الحاضر بالمصر إذا كان صحيحا وقيل التقدير هلال الشهر فعلى هذا يكون الشهر مفعولا به صريحا لقيامه مقام الهلال وهذا ضعيف لوجهين أحدهما ما قدمنا من لزوم الصوم على العموم وليس كذلك والثاني أن شهد بمعنى حضر ولا يقال حضرت هلال الشهر وإنما يقال شاهدت الهلال والهاء في فليصمه ضمير الشهر وهي مفعول به على السعة وليست ظرفا إذ لو كانت ظرفا لكانت معها في لأن ضمير الظرف لا يكون ظرفا بنفسه ويقرأ شهر رمضان بالنصب وفيه ثلاثة أوجه أحدها أنه بدل من أياما معدودات والثاني على إضمار أعنى شهر والثالث أن يكون منصوبا بتعلمون أي ان كنتم تعلمون شرف شهر رمضان فحذف المضاف ويقرأ في الشإذ شهري رمضان على الابتداء والخبر وأما قوله أنزل فيه القرآن فالمعنى في فضله كما تقول أنمزل في الشيء آية وقيل هو ظرف أي أنزل القرآن كله في هذا الشهر إلى السماء الدنيا وهدى وبينات حالان من القرآن
قوله تعالى يريد الله بكم اليسر الباء هنا للالصاق والمعنى يريد أن يلصق بكم اليسر فيما شرعه لكم والتقدير يريد الله بفطركم في حال العذر اليسر ولتكملوا العدة هو معطوف على اليسر والتقدير لأن تكملوا واللام على هذا زائدة كقوله تعالى ولكن يريد ليطهركم وقيل التقدير ليسهل عليكم ولتكملوا وقيل ولتكملوا العدة فعل ذلك
قوله تعالى فاني قريب أي فقل لهم أني لأنه جواب إذا سألك وأجيب خبر ثاني و فليستجيبوا بمعنى فليجيبوا كما تقول قر واستقر بمعنى وقالوا استجابه بمعنى جابه لعلهم يرشدون الجمهور على فتح الياء

وضم الشين وماضيه رشد بالفتح ويقرأ بفتح الشين وماضيه رشد بكسرها وهي لغة ويقرأ بكسر الشين وماضيه أرشد أي غيرهم
قوله تعالى أحل لكم ليلة الصيام ليلة ظرف لأحل ولا يجوز أن تكون ظرفا للرفث من جهة الإعراب لأنه مصدر والمصدر لا يتقدم عليه معموله ويجوز أن تكون الليلة ظرفا للرفث على التبيين والتقدير أحل لكم أن ترفثوا ليلة الصيام فحذف وجعل المذكور مبينا له والمستعمل الشائع رفث بالمرأة بالباء وإنما جاء هنا بإلى لأن معنى الرفث الافضاء وكأنه قال الافضاء إلى نسائكم والهمزة في نساء مبدلة من وأو لقولك في معناه نسوة وهو جمع لا واحد له من لفظه بل واحدته امرأة وأما نساء فجمع نسوة وقيل لا واحد له كنتم تختانون كنتم هنا لفظها لفظ الماضي ومعناها على المضي أيضا والمعنى أن الاختيان كان يقع منهم فتاب عليهم منه وقيل انه أراد الاختيان في المستقبل وذكر كان ليحكي بها الحال كما تقول ان فعلت كنت ظالما وألف تختانون مبدلة من وأو لأنه من خان يخون وتقول في الجمع خونة فالان حقيقة الان الوقت الذي أنت فيه وقد يقع على الماضي القريب منك وعلى المستقبل القريب وقوعه تنزيلا للقريب منزلة الحاضر وهو المراد هنا لأن قوله فالان باشروهن أي فالوقت الذي كان يحرم عليكم الجماع فيه من الليل قد أبحناه لكم فيه فعلى هذا الان ظرف ل باشروهن وقيل الكلام محمول على المعنى والتقدير فالان قد أبحنا لكم أن تباشروهن ودل على المحذوف لفظ الامر الذي يراد به الاباحة فعلى هذا الان على حقيقته حتى يتبين يقال تبين الشيء وبان وأبان واستبان كله لازم وقد يستعمل أبان واستبان وتبين متعدية وحتى بمعنى إلى و من الخيط الاسود في موضع نصب لأن المعنى حتى يباين الخيط الابيض الخيط الاسود كما تقول بانت اليد من زندها أي فارقته وأما من ألفجر فيجوز أن يكون حالا من الضمير في الابيض ويجوز أن يكون تمييزا وألفجر في الأصل مصدر فجر يفجر إذا شق إلى الليل إلى هاهنا لانتهاء غاية الاتمام ويجوز أن يكون حالا من الصيام ليتعلق بمحذوف وأنتم عاكفون مبتدأ وخبر في موضع الحال والمعنى لا تباشروهن وقد نويتم الاعتكاف في المسجد وليس المراد النهي عن مباشرتهن في المسجد لأن ذلك ممنوع منه في غير الاعتكاف تلك حدود الله فلا تقربوها دخول الفاء هنا عاطفة على شيء محذوف تقديره تنبهوا فلا تقربوها

كذلك في موضع نصب صفة لمصدر محذوف أي بيانا مثل هذا البيان يبين
قوله تعالى بينكم يجوز أن يكون ظرفا لتأكلوا لأن المعنى لا تتناقلوها فيما بينكم ويجوز أن يكون حالا من الاموال أي كائنة بينكم أو دائرة بينكم وهو في المعنى كقوله الا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم و بالباطل في موضع نصب بتأكلوا أي لا تأخذوها بالسبب الباطل ويجوز أن يكون حالا من الاموال أيضا وأن يكون حالا من الفاعل في تأكلوا أي مبطلين وتدلوا مجزوم عطفا على واللام في لتأكلوا متعلقة بتدلوا ويجوز أن يكون تدلوا منصوبا بمعنى الجمع أي لا تجمعوا بين أن تأكلوا وتدلوا و بالاثم مثل بالاطل
قوله تعالى عن الاهلة الجمهور على تحريك النون وإثبات الهمزة بعد اللام على الأصل ويقرأ في الشذوذ بادغام النون في اللام وحذف الهمزة والأصل الاهلى فألقيت حركة الهمزة على اللام فتحركت ثم حذفت همزة الوصل لتحرك اللام فصارت لهلة فلما لقيت النون اللام قلبت النون لاما وأدغمت في اللام الاخرى ومثله لحمر في الاحمر وهي لغة والحج معطوف على الناس ولا اختلاف في رفع البر هنا لأن خبر ليس بأن تأتوا ولزم ذلك بدخول الباء فيه وليس كذلك ليس البر أن تولوا إذ لم يقترن بأحدهما ما يعينه اسما أو خبرا و البيوت يقرأ بضم الباء وهو الصل في الجمع على فعول والمعتل كالصحيح وإنما ضم أول هذا الجمع ليشاكل ضمة الثاني والوأو بعده ويقرأ بكسر الباء لأن بعده ياء والكسرة من جنس الياء ولا يحتفل بالخروج من كسر إلى ضم لأن الضمةخ هنا في الياء والياء مقدرة بكسرتين فكانت الكسرة في الباء كأنها وليت كسرة هكذا الخلاف في العيون والجيوب والشيوخ ومن هاهنا جاز في التصغير الضم والكسر فيقال بييت وبييت ولكن البر من اتقى مثل ولكن البر من آمن وقد تقدم
قوله تعالى ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلونكم فيه فان قاتلوكم يقرأ ثلاثتها بالألف وهو نهى عن مقدمات القتل فيدل على النهي عن القتل من طريق الأولى وهو مشاكل لقوله وقاتلوا في سبيل الله ويقرأ ثلاثتها بغير ألف وهو منع من نفس القتل وهو مشاكل لقوله واقتلوهم حيث ثقفتموهم ولقوله فاتلوهم والتقدير في قوله فان قاتلوكم أي فيه كذلك مبتدأ و جزاء خبره والجزاء مصدر مضاف إلى المفعول

ويجوز أن يكون في معنى المنصوب ويكون التقدير كذلك جزاء الله الكافرين ويجوز أن يكون في معنى المرفوع على مالم بسم فاعله والتقدير كذلك يجزى الكافرون وهكذا في كل مصدر يشاكل هذا
قوله تعالى فان الله غفور أي لهم
قوله تعالى حتى لا تكون يجوز أن تكون بمعنى كي ويجوز أن تكون بمعنى إلى أن وكان هنا تامة وقوله و يكون الدين يجوز أن تكون كان تامة وأن تكون ناقصة ويكون لله الخبر الا على الظالمين في موضع رفع خبر لا ودخلت الا للمعنى ففي الاثبات تقول العدوان على الظالمين فإذا جئت بالنفي والا بقي الإعراب على ما كان عليه
قوله تعالى فمن اعتدى عليكم يجوز أن تكون من شرطية وأن تكون بمعنى الذي بمثل الباء غير زائدة والتقدير بعقوبة مماثلة لعدوانهم ويجوز أن تكون زائدة وتكون مثل صفة لمصدر محذوف أي عدوانا مثل عدوانهم
قوله تعالى بأيديكم الباء زائدة يقال ألقى يده وألقى بيده وقال المبرد ليست زائدة بل هي متعلقة بالفعل كمررت بزيد والتهلكة تفعلة من الهلاك
قوله تعالى والعمرة لله الجمهور على النصب واللام متعلقة بأتموا وهي لام المفعول له ويجوز أن تكون في موضع الحال تقديره كائنين لله ويقرأ بالرفع على الابتداء والخبر فما استيسر ما في موضع رفع بالابتداء والخبر محذوف أي فعليكم ويجوز أن تكون خبرا والمبتدأ محذوف أي فالواجب ما استيسر ويجوز أن تكون ما في موضع نصب تقديره فأهدوا أو فأدوا واستيسر بمعنى تيسر والسين ليست للاستدعاء هنا و الهدي بتخفيف الياء مصدر في الأصل وهو بمعنى المهدي ويقرأ بتشديد الياء وهو جمع هدية وقيل هو فعيل بمعنى مفعول والمحل يجوز أن يكون مكانا وأن يكون زمانا ففدية في الكلام حذف تقديره فحلق فعليه فدية من صيام في موضع رفع صفة للفدية و أو هاهنا للتخيير على أصلها والنسك في الأصل مصدر بمعنى المفعول لأنه من نسك ينسك والمراد به هاهنا المنسوك ويجوز أن يكون اسما لا مصدرا ويجوز تسكين السين فإذا أمنتم إذا في موضع نصب فمن تمتع

شرط في موضع مبتدأ فما استيسر جواب فمن ومن جوابها جواب إذا والعامل في إذا معنى الاستقرار لأن التقدير فعليه ما استيسر أ يستقر عليه الهدي في ذلك الوقت ويجوز أن تكون من بمعنى الذي ودخلت الفاء في خبرها ايذانا بأن ما بعدها مستحق بالتمتع فمن لم يجد من في موضع رفع بالابتداء ويجوز أن تكون شرطا وأن تكون بمعنى الذي والتقدير فعليه صيام وقرىء صياما بالنصب على تقدير فليصم والمصدر مضاف إلى ظرفه في المعنى وهو في اللفظ مفعول به على السعة وسبعة معطوفة على لاثة وقرىء وسبعة بالنصب تقديره ولتصوموا سبعة أو وصوموا سبعة ذلك لمن اللام على أصلها أي ذلك جائز لمن وقيل اللام بمعنى على أي الهدي على من لم يكن أهله كقوله أولئك لهم اللعنة
قوله تعالى الحج مبتدأ و أشهر الخبر والتقدير حج أشهر وقيل جعل الاشهر الحج على السعة ويجوز أن يكون التقدير أشهر الحج أشهر وعلى كلا الوجهين لابد من حذف مضاف فمن فرض من مبتدأ ويجوز أن تكون شرطا بمعنى الذي والخبر فلا رفث وما بعده والعائد محذوف تقديره فلا رفث منه ويقرأ فلا رفث ولا فسوق ولا جدال بالفتح فيهن على أن الجميع اسم لا الأولى و لا مكررة للتوكيد في المعنى والخبر في الحج ويجوز أن تكون لا المكررة مستأنفة فيكون في الحج خبر ولا جدال وخبر لا الأولى والثانية محذوف أي فلا رفث في الحج ولا فسوق في الحج واستغنى عن ذلك بخبر الاخيرة ونظير ذلك قولهم زيد وعمر و بشر قائم فقائم خبر بشر وخبر الاولين محذوف وهذا في الظرف أحسن وتقرأ بالرفع فيهن على أن تكون لا غير عاملة ويكون ما بعدها مبتدأ وخبرا ويجوز أن تكون لا عاملة عمل ليس فيكون في الحج في موضع نصب وقرىء برفع الاولين وتنوينهما وفتح الاخير وإنما فرق بينهما لأن معنى فلا رفث ولا فسوق لا ترفثوا ولا تفسقوا ومعنى ولا جدال أي لا شك في فرض الحج وقيل لا جدال أي لا تجادلوا وأنتم محرمون والفتح في الجميع أقوى لما فيه من نفي العموم وما تفعلوا من خير من خير فيه أوجه قد ذكرنا ذلك في قوله ما ننسخ من آية ونزيدها هنا وجها آخر وهو أن يكون من خير في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف تقديره ما تفعلوا فعلا من خير
قوله تعالى أن تبتغوا في موضع نصب على تقدير في أن تبتغوا وعلى قول

غير سيبويه هو في موضع جر على ما بيناه في غير موضع فلو ظهرت في اللفظ لجاز أن تتعلق بنفس الجناح لما فيه من معنى الجنوح والميل أو لأنه في معنى الاثم ويجوز أن يكون في موضع رفع صفة لجناح وأجاز قوم أن يتعلق حرف الجر بليس وفيه ضعف من ربكم يجوز أن يكون متعلقا بتبتغوا فيكون مفعولا به أيضا ويجوز أن يكون صفة لفضل فيتعلق بمن بمحذوف فإذا افضتم ظرف والعامل فيه فإذكروا ولا تمنع الفاء هنا من عمل ما بعدها فيما قبلها لأنه شرط و عرفات جمع سمي به موضع واحد ولولا ذلك لكان نكرة وهو معرفة وقد نصبوا عنه على الحال فقالوا هذه عرفات مباركا فيها لأن المراد بها بقعة بعينها ومثله أبانان اسم جبل أو بقعة والتنوين في عرفات وجمع جمع التأنيث نظير النون في مسلمون وليست دليل الصرف ومن العرب من يحذف التنوين ويكسر التاء ومنهم من يفتحها ويجعل التاء في الجمع كالتاء في الواحد ولا يصرف للتعريف والتأنيث وأصل أفضتم أفضيتم لأنه فاض يفيض إذا سال وإذا كثر الناس في الطريق كان مشيهم كجريان السيل عند المشعر الحرام يجوز أن يكون ظرفا وأن يكون حالا من ضمير الفاعل كما هداكم الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف ويجوز أن تكون حالا من الفاعل تقديره فإذكروه مشبهين لكم حين هداكم ولا بد من تقدير حذف مضاف لأن الجثة لا تشبه الحدث ومثله كذكركم آباءكم الكاف نعت لمصدر محذوف أو حال تقديره فإذكروا الله مبالغين ويجوز أن تكون الكاف في الأولى بمعنى على تقديره فإذكروا الله على ما هداكم كما قال تعالى ولتكبروا الله على ما هداكم وان كنتم ان هاهنا مخففة من الثقيلة والتقدير انه كنتم من قبله ضالين وقد ذكرنا ذلك في قوله وان كانت لكبيرة
قوله تعالى أفاض الناس الجمهور على رفع السين وهو جمع وقرىء الناس يريد آدم وهي صفة غلبت عليه كالعباس والحرث ودل عليه قوله فنسي ولم نجد له عزما
قوله تعالى مناسككم واحدها منسك بفتح السين وكسرها والجمهور على اظهار الكاف الأولى وأدغمها بعضهم شبه حركة الإعراب بحركة البناء فحذفها أو أشد أو هاهنا للتخيير والاباحة وأشد يجوز أن يكون مجرورا عطفا على ذكركم تقديره أو كأشد أي أو كذكر أشد ويجوز أن يكون منصوبا عطفا على الكاف أي أو ذكرا أشد و ذكرا تمييز وهو في موضع مشكل وذلك أن

افعل تضاف إلى ما بعدها إذا كان من جنس ما قبلها كقولك ذكرك أشد ذكر ووجهك أحسن وجه أي أشد الاذكار وأحسن الوجوه وإذا نصبت ما بعدها كان غير الذي قبلها كقولك زيد أفره عبدا فألفراهة للعبد لا لزيد والمذكور قبل أشد هاهنا هو الذكر والذكر لا يذكر حتى يقال الذكر أشد ذكرا وإنما يقال الذكر أشد ذكر بالاضافة لأن الثاني هو الاول والذي قاله أبو علي وابن جني وغيرهما أنه جعل الذكر ذاكرا على المجاز كما تقول زيد أشد ذكرا من عمرو وعندي أن الكلام محمول على المعنى والتقدير أو كونوا أشد ذكرا لله منكم لآبائكم ودل على هذا المعنى قوله تعالى فإذكروا الله أي كونوا ذاكريه وهذا أسهل من حمله على المجاز
قوله تعالى في الدنيا حسنة يجوز أن تكون في متعلقة بآتنا وأن تكون صفة لحسنة قدمت فصارت حالا وقنا حذفت منه الفاء كما حذفت في المضارع إذا قلت يقي وحذفت لامها للجزم واستغنى عن همزة الوصل لتحرك الحرف المبدوء به
قوله تعالى في أيام معدودات ان قيل الايام واحدها يوم والمعدودات واحدها معدودة واليوم لا يوصف بمعدودة لأن الصفة هنا مؤثنة والموصوف مذكر وإنما الوجه أن يقال أيام معدودة فتصف الجمع بالمؤنث والجواب أنه أجرى معدودات على لفظ أيام وقابل الجمع بالجمع مجازا والأصل معدودة كما قال لن تمسنا النار الا أياما معدودة ولو قيل ان الايام تشتمل على الساعات والساعة مؤنثة فجاز الجمع على معنى ساعات الايام وفيه تنبيه على الامر بالذكر في كل ساعات هذه الايام أو في معظمها لكان جوابا سديدا ونظير ذلك الشهر والصيف والشتاء فانها يجاب بها عن كم وكم انما يجاب عنها بالعدد وألفاظ هذه الاشياء ليست عددا وإنما هي أسماء لمعدودات فكانت جوابا من هذا الوجه فلا اثم عليه الجمهور على إثبات الهمزة وقرىء فلثم ووجهها أنه لما خلط لا بالاسم حذف الهمزة لشبهها بالألف ثم حذف ألف لا لسكونها وسكون الثاء بعدها لمن اتقى خبر مبتدأ محذوف تقديره جواز التعجيل والتأخير لمن اتقى
قوله تعالى من يعجبك من نكرة موصوفة و في الحياة الدنيا متعلق بالقول والتقدير في أمور الدنيا ويجوز أن يتعلق بيعجبك ويشهد الله يجوز أن يكون معطوفا على يعجبك ويجوز أن يكون جملة في موضع الحال

من الضمير في يعجبك أي يعجبك وهو يشهد الله ويجوز أن يكون حالا من الهاء في قوله والعامل فيه القول والتقدير يعجبك أن يقول في أمر الدنيا مقسما على ذلك والجمهور على ضم الياء وكسر الهاء ونصب اسم الله وقرىء بفتح الياء والهاء ورفع اسم الله وهو ظاهر وهو ألد يجوز أن تكون الجملة صفة معطوفة على يعجبك ويجوز أن تكون حالا معطوفة على ويشهد ويجوز أن تكون حالا من الضمير في يشهد و الخصام هنا جمع خصم نحو كعب وكعاب ويجوز أن يكون مصدرا وفي الكلام حذف مضاف أي أشد ذوي الخصام ويجوز أن يكون الخصام هنا مصدرا في معنى اسم الفاعل كما يوصف بالمصدر في قولك رجل عدل وخصم ويجوز أن يكون أفعل هاهنا لا للمفاضلة فيصح أن يضاف إلى المصدر تقديره وهو شديد الخصومة ويجوز أن يكون هو ضمير المصدر الذي هو قوله وقوله خصام والتقدير خصامه ألد الخصام
قوله تعالى ليفسد اللام متعلقة بعي ويهلك بضم الياء وكسر اللام وفتح الكاف معطوف على يفسد هذا هو المشهور وقرىء بضم الكاف أيضا على الاستئناف أو على إضمار مبتدأ أي وهو يهلك وقيل هو معطوف على يعجبك وقيل هو معطوف على معنى سعى لأن التقدير وإذا تولي يسعى ويقرأ بفتح الياء وكسر اللام وضم الكاف ورفع الحرث والتقدير ويهلك الحرث بسعيه وقرىء بفتح الياء واللام وهي لغة ضعيفة جدا و الحرث مصدر حرث يحرث وهو هاهنا بمعنى المحروث و كذلك النسل بمعنى المنسول
قوله تعالى العزة بالاثم في موضع نصب على الحال من العزة والتقدير أخذته العزة ملتبسة بالاثم ويجوز أن تكون حالا من الهاء أي أخذته العزة آثما ويجوز أن تكون الباء للسببية فيكون مفعولا به أي أخذته العزة بسبب الاثم فحسبه مبتدأ و جهنم خبره وقيل جهنم فاعل حسبه لآن حسبه في معنى اسم الفاعل أي كافيه وقد قرىء بالفاء الرابطة للجملة بما قبلها وسد الفاعل مسد الخبر وحسب مصدر في موضع اسم الفاعل ولبئس المهاد المخصوص بالذم محذوف أي ولبئس المهاد جهنم
قوله تعالى ابتغاء مرضاة الله الجمهور على تفخيم مرضاة وقرىء بالامالة لتجانس كسرة التاء وإذا اضطر حمزة هنا إلى الوقف وقف بالتاء وفيه وجهان

أحدهما هو لغة في الوقف على تاء التأنيث حيث كانت والثاني أنه دل بالوقف على التاء على ارادة المضاف إليه فهو في تقدير الوصل
قوله تعالى في السلم يقرأ بكسر السين وفتحها مع إسكان اللام وبفتح السين واللام وهو الصلح ويذكر ويؤنث ومنه قوله تعالى وان جنحوا للسلم فاجنح لها ومنهم من قال الكسر بمعنى الاسلام والفتح بمعنى الصلح كافة حال من الفاعل في ادخلوا وقيل هو حال من السلم أي في السلم من جميع وجوهه
قوله تعالى هل ينظرون لفظه لفظ الاستفهام ومعناه النفي ولهذا جاءت بعده الا في ظلل يجوز أن يكون ظرفا وأن يكون حالا والظلل جمع ظلة ويقرأ في ظلال قيل هو جمع ظل وقيل جمع ظلة أيضا مثل خلة وخلال وقلة وقلال من الغمام يجوز أن يكون وصفا لظلل ويجوز أن تتعلق من بيأتيهم أي يأتيهم من ناحية الغمام والغمام جمع غمامة والملائكة يقرأ بالرفع عطفا على اسم الله وبالجر عطفا على ظلل ويجوز أن يعطف على الغمام
قوله تعالى سل فيه لغتان سل واسأل فماضي اسأل سأل بالهمزة فاحتيج في الامر إلى همزة الوصل لسكون السين وفي سل وجهان أحدهما أن الهمزة ألقيت حركتها على السين فاستغنى عن همزة الوصل لتحرك السين والثاني أنه من سال يسال مثل خاف يخاف وهي لغة فيه وفيه لغتان ثالثة وهي اسل حكاها الأخفش ووجهها أنه ألقى حركة الهمزة على السين وحذفها ولم يعتد بالحركة لكونها عارضة فلذلك جاء بهمزة الوصل كما قالوا الحمر كم آتيانهم الجملة في موضع نصب لأنها المفعول الثاني لسل ولا تعمل سل في كم لأنها استفهام وموضع كم في وجهان أحدهما نصب لأنها المفعول الثاني لآتيناهم والتقدير أعشرين آية أعطيناهم والثاني هي في موضع رفع بالابتداء وآتيناهم خبرها والعائد محذوف والتقدير آتيناهموها أو آتيناهم إياها وهو ضعيف عند سيبويه و من آية تمييز لكم والاحسن إذا فصل بين كم وبين مميزها أن يؤتى بمن ومن يبدل في موضع رفع بالابتداء والعائد الضمير في يبدل وقيل العائد محذوف تقديره شديد العقاب له 7
قوله تعالى زين انما حذفت التاء لأجل ألفصل بين الفعل وبين ما أسند إليه ولأن تأنيث الحياة غير حقيقي وذلك يحسن مع ألفصل والوقف على آمنوا والذين اتقوا مبتدأ و فوقهم خبره

قوله تعالى مبشرين ومنذرين حالان وأنزل معهم معهم في موضع الحال من الكتاب أي وأنزل الكتاب شاهدا لهم ومؤيدا والكتاب جنس أو مفرد في موضع الجمع وبالحق في موضع احال من الكتاب أي مشتملا على الحق وممتزجا بالحق ليحكم اللام متعلقة بأنزل وفاعل يحكم الله ويجوز أن يكون الكتاب من بعد ما جاءتهم من تتعلق باختلف ولا يمنع الا من ذلك كما تقول ما قام الا زيد يوم الجمعة و بغيا مفعول من أجله والعامل فيه اختلف من الحق في موضع الحال من الهاء في فيه ويجوز أن تكون حالا من ما و بإذنه حال من الذين آمنوا أي مإذونا لهم ويجوز أن يكون مفعولا هدى أي هداهم بأمره
قوله تعالى أم حسبتم أم بمنزلة بل والهمزة فهي منقطعة و أن تدخلوا أن وما عملت فيه تسد مسد المفعولين عند سيبويه وعند الأخفش المفعول الثاني محذوف ولما هنا لم دخلت عليها ما وبقي جزمها مستهم جملة مستأنفة لا موضع لها وهي شارحة لأحوالهم ويجوز أن تضمر معها قد فتكون حالا حتى يقول الرسول يقرأ بالنصب والتقدير إلى أن يقول الرسول فهو غاية والفعل هنا مستقبل حكيت به حالهم والمعنى على المضي والتقدير إلى أن قال الرسول ويقرأ بالرفع على أن يكون التقدير وزلزلوا فقال الرسول فالزلزلة سبب القول وكلا الفعلين ماض فلم تعمل فيه حتى متى نصر الله الجملة وما بعدها في موضع نصب بالقول وفي هذا الكلام اجمال وتفصيله أن اتباع الرسول قالوا متى نصر الله فقال الرسول الا ان نصر الله قريب وموضع متى رفع لأنه خبر المصدر وعلى قول الأخفش موضعه نصب على الظرف ونصر مرفوع به
قوله تعالى يسئلونك يجوز أن تلقى حركة الهمزة على السين وتحذفها ومن قال سأل فجعلها ألفا مبدلة من ولو قال يسألونك مثل يحافونك مإذا ينفقون في مإذا مذهبان للعرب أحدهما أن تجعل ما ستفهاما بمعنى أي شيء وذا بمعنى الذي وينفقون صلته والعائد محذوف فتكون ما مبتدأ وذا وصلته خبرا ولا نجعل ذا بمعنى الذي الا مع ما عند البصريين وأجاز الكوفيون ذلك مع غير ما والمذهب الثاني أن تجعل ما وذا بمنزلة اسم واحد للاستفهام وموضعه هنا نصب بينفقون وموضع الجملة نصب بيسألون على المذهبين ما أنفقتم ما شرط في موضع

نصب بالفعل الذي بعدها و من خير قد تقدم اعرابه فللوالدين جواب الشرط ويجوز أن تكون ما بمعنى الذي فتكون مبتدأ والعائد محذوف ومن خير حال من المحذوف فللوالدين الخبر فأما وما تفعلوا من خير فشط البتة
قوله تعالى وهو كره لكم الجملة في موضع الحال وقيل في موضع الصفة ويقرأ بضم الكاف وفتحها وهما لغتان بمعنى وقيل الفتح بمعنى الكراهية فهو مصدر والضم اسم المصدر وقيل الضم بمعنى المشقة أو إذا كان مصدرا احتمل أن يكون المعنى فرض القتال اكراه لكم فيكون هو كناية عن ألفرض والكتب ويجوز أن يكون كناية عن التقال فيكون الكره بمعنى المكروه وعسى أن تكرهوا أن والفعل في موضع رفع فاعل عسى وليس في عسى ضمير وهو خير لكم جملة موضع نصب فيجوز أن يكون صفة لشيء وساغ دخول الوأو لما كانت صورة الجملة هنا كصورتها إذا كانت حالا ويجوز أن تكون حالا من النكرة لأن المعنى يقتضيه
قوله تعالى قتال فيه هو بدل من الشهر بدل الاشتمال لأن القتال يقع في الشهر وقال الكسائي هو مخفوض على التكرير يرد أن التقدير عن قتال فيه وهو معنى قول ألفراء لأنه قال هو مخفوض بعن مضمرة وهذا ضعيف جدا لأن حرف الجر لا يبقى عمله بعد حذفه في الاختيار وقال أبو عبيدة هو مجرور على الجوار وهو أبعد من قولهما لأن الجوار من مواضع الضورة والشذوذ ولا يحمل عليه ما وجدت عنه مندوحة وفيه يجوز أن يكون نعتا لقتال ويجوز أن يكون متعلقا به كما يتعلق بقاتل وقد قرىء بالرفع في الشإذ ووجهه على أن يكون خبر مبتدأ محذوف معه همزة الاستفهام تقديره أجاز قتال فيه قل قتال فيه كبير مبتدأ وخبر وجاز الابتداء بالنكرة لأنها قد وصفت بقوله فيه
فان قيل النكرة إذا أعيدت أعيدت بالألف واللام كقوله فعصى فرعون الرسول قيل ليس المراد تعظيم القتال المذكور المسئول عنه حتى يعاد بالألف واللام بل المراد تعظيم أي قتال كان في الشهر الحرام فعلى هذا القتال الثاني غير القتال الاول وصد مبتدأ و عن سبيل الله صفة له أو متعلق به وكمفر معطوف على صد واخراج أهله معطوف أيضا وخبر الاسماء الثلاثة أكبر وقيل خبر صد وكفر محذوف أيضا أغنى عنه خبر اخراج أهله ويجب أن يكون المحذوف على هذا أكبر لا كبير كما قدره بعضهم لأن ذلك يوجب

أن يكون اخراج أهل المسجد منه أكبر من الكفر وليس كذلك وأما جر المسجد الحرام فقيل هو معطوف على الشهر الحرام وقد ضعف ذلك بأن القوم لم يسألوا عن المسجد الحرام إذ لم يشكوا في تعظيمه وإنما سألوا عن القتال في الشهر الحرام لأنه وقع منهم ولم يشعروا بدخوله فخافوا من الاثم وكان المشركون عيروهم بذلك وقيل هو معطوف على الهاء في به وهذا لا يجوز عند البصريين الا أن يعاد الجار وقيل هو معطوف على السبيل وهذا لا يجوز لأنه معمول المصدر والعطف بقوله وكفر به يفرق بين الصلة والموصول والجيد أن يكون متعلقا بفعل محذوف دل عليه الصد تقديره ويصدون عن المسجد كما قال تعالى هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام حتى يردوكم يجوز أن تكون حتى بمعنى كي وأن تكون بمعنى إلى وهي في الوجهين متعلقة بيقاتلونكم وجواب ان استطاعوا محذوف قام مقامه ولا يزالون فيمت معطوف على يرتدد ويرتدد مظهرا لما سكنت الدال الثانية لم يمكن تسكين الأولى لئلا يجتمع ساكنان ويجوز أن يكون في العربية يرتد وقد قرىء في المائدة بالوجهين وهنالك تعلل القراءتان ان شاء الله ومنكم في موضع الحال من الفاعل المضمر ومن في موضع مبتدأ والخبر هو الجملة التي هي قوله فأولئك حبطت
قوله تعالى فيهما اثم كبير الاحسن القراءة بالباء لأنه يقال اثم كبير وصغير ويقال في ألفواحش العظام الكبائر وفيما دون ذلك الصغائر وقد قرىء بالثاء وهو جيد في المعنى لأن الكثرة كبر والكثير كبير كما أن الصغير يسير حقير واثمهما و نفعهما مصدران مضافان إلى الخمر والميسر فيجوز أن تكون إضافة المصدر إلى الفاعل لأن الخمر هو الذي يؤثم ويجوز أن تكون الاضافة إليهما لأنهما سبب الاثم أو محله قل العفو يقرأ بالرفع على أنه خبر والمبتدأ محذوف تقديره قل المنفق وهذا إذا جعلت مإذا مبتدأ وخبرا ويقرأ بالنصب بفعل محذوف تقديره ينفقون العفو وهذا إذا جعلت ما وذا اسما واحدا لأن العفو جواب واعراب الجواب كاعراب السؤال كذلك الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف أي تبيينا مثل هذا التبيين يبين لكم
قوله تعالى في الدنيا والاخرة وفي متعلقة بيتفكرون ويجوز أن تتعلق بيبين اصلاح لهم خير اصلاح مبتدأ ولهم نعت له وخير خبره فيجوز أن يكون التقدير خير لهم ويجوز أن يكون خير لكم أي اصلاحهم نافع لكم ويجوز

أن يكون لهم نعتا لخير قدم عليه فيكون في موضع الحال وجاز الابتداء بالنكرة وان لم توصف لأن الاسم هنا في معنى الفعل تقديره أصلحوهم ويجوز أن تكون النكرة والمعرفة هنا سواء لأنه جنس فاخوانكم أي فهم اخوانكم ويجوز في الكلام النصب تقديره فقد خالطتم اخوانكم و المفسد و المصلح هنا جنسان وليس الألف واللام لتعريف المعهود ولو شاء الله المفعول محذوف تقديره ولو شاء الله اعناتكم لاعنتكم
قوله تعالى ولا تنكحوا المشركات ماضي هذا الفعل ثلاثة أحرف يقال نكحت المرأة إذا تزوجتها ولا تنكحوا المشركين بضم التاء لأنه من أنكحت الرجل إذا زوجته ولو أعجبكم لو هاهنا بمعنى ان وكذا في كل موضع وقع بعد لو الفعل الماضي ولو كان جوابها متقدما عليها والمغفرة بإذنه يقرأ بالجر عطفا على الجنة والرفع على الابتداء
قوله تعالى عن المحيض يجوز أن يكون المحيض موضع الحيض وأن يكون نفس الحيض والتقدير يسألونك عن الوطء في زمن الحيض أو في مكان الحيض مع وجو الحيض فاعتزلوا النساء أي وطء النساء وهو كناية عن الوطء الممنوع ويجوز أن يكون كناية عن المحيض ويكون التقدير هو سبب إذى حتى يتطهرن يقرأ بالتخفيف وماضيه طهرن أي انقطع دمهن وبالتشديد والأصل يتطهرن أي يغتسلن فسكن التاء وقلبها طاء وأدغمها من حيث أمركم الله من هنا لابتداء الغاية على أصلها أي من الناحية التي تنتهي إلى موضع الحيض ويجوز أن تكون بمعنى في ليكون ملائما لقوله في المحيض وفي الكلام حذف تقديره أمركم الله بالاتيان منه
قوله تعالى حرث لكم انما أفرد الخبر والمبتدأ جمع لأن الحرث مصدر وصف به وهو في معنى المفعول أي محروثات أنى شئتم أي كيف شئتم وقيل متى شئتم وقيل من أين شئتم بعد أن يكون في الموضع المإذون فيه والمفعول محذوف أي شئتم الاتيان ومفعول قدموا محذوف تقديره نية الولد أو نية الاعفاف وبشر خطاب للنبي لجرى ذكره في قوله يسألونك
قوله تعالى أن تبروا في موضع نصب مفعول من أجله أي مخافة أن تبروا وعند الكوفيين لئلا تبروا وقال أبو اسحاق هو في موضع رفع بالابتداء والخبر

محذوف أي أن تبروا وتتقوا خير لكم وقيل التقدير في أن تبروا فلما حذف حرف الجر نصب وقيل هو في موضع جر بالحرف المحذوف
قوله تعالى في أيمانكم يجوز أن تتعلق في بالمصدر كما تقول لغا في يمينه ويجوز أن يكون حالا منه تقديره باللغو كائنا في أيمانكم ويقرب عليك هذا المعنى أنك لو أتيت بالذي لكان المعنى مستقيما وكان صفة كقولك باللغو الذي في أيمانكم بما كسبت يجوز أن تكون ما مصدرية فلا تحتاج إلى ضمير وأن تكون بمعنى الذي أو نكرة موصوفة فيكون العائد محذوفا
قوله تعالى للذين يؤلون اللام متعلقة بمحذوف وهو الاستقرار وهو خبر والمبتدأ تربص وعلى قول الأخفش هو فعل وفاعل وأما من فقيل يتعلق بيؤلون يقال إلى من أمرأته وعلى امرأته وقيل الأصل على ولا يجوز أن يقدم من مقام على فعند ذلك تتعلق من بمعنى الاستقرار وإضافة التربص إلى الاشهر إضافة المصدر إلى المفعول فيه في المعنى وهو مفعول به على السعة والألف في فاءوا منقلبة عن ياء لقولك فاء يفي فيئة
قوله تعالى وان عزموا الطلاق أي على الطلاق فلما حذف الحرف نصب ويجوز أن يكون حمل عزم على نوى فعداه بغير حرف والطلاق اسم للمصدر والمصدر التطليق
قوله تعالى والمطلقات يتربصن قيل لفظه خبر ومعناه الامر أي ليتربصن وقيل هو على بابه والمعنى وحكم المطلقات أن يتربصن ثلاثة قروء وانتصاب ثلاثة هنا على الظرف وكذلك كل عدد أضيف إلى زمان أو مكان وقروء جمع كثرة والموضع موقع قلة فكان الوجه ثلاثة أقراء واختلف في تأويله فقيل وضع جمع الكثرة في موضع جمع القلة وقيل لما جمع في المطلقات أتى بلفظ جمع الكثرة لأن كل مطلقة تتربص ثلاثة وقيل التقدير ثلاثة أقراء من قروء واحد القروء قرء وقرىء بالفتح والضم ما خلق الله يجوز أن تكون بمعنى الذي وأن تكون نكرة موصوفة والعائد محذوف أي خلقه الله في أرحامهن يتعلق بخلق ويجوز أن يكون حالا من المحذوف وهي حال مقدرة لأن وقت خلقه ليس بشيء حتى يتم خلقه ويبعولتهن الجمهور على ضم التاء وأسكنها بعض الشذإذ ووجهها أنه حذف الإعراب لأنه شبهه بالمتصل نحو عضد وعجز في ذلك قيل ذلك كناية عن العدة فعلى هذا يتعلق بأحق أي يستحق رجعتها ما دامت

في العدة وليس المعنى أنه أحق أن يردها في العدة وإنما يردها في النكاح أو إلى النكاح وقيل ذلك كناية عن النكاح فتكون في متعلقة بالرد بالمعروف يجوز أن تتعلق الباء بالاستقرار في قوله ولهن أي استقر ذلك بالحق ويجوز أن يكون في موضع رفع صفة لمثل لأنه لم يتعرف بالاضافة وللرجال عليهن درجة درجة مبتدأ وللرجال الخبر عليهن يجوز أن يكون متعلقا بالاستقرار في اللام ويجوز أن يكون في موضع نصب حالا من الدرجة والتقدير درجة كائنة عليهن فلما قدم وصف النكرة عليها صار حالا ويضعف أن يكون عليهن الخبر ولهن حال من درجة لأن العامل حينئذ معنوي والحال لا يتقدم عليه
قوله تعالى الطلاق مرتان تقديره عدد الطلاق الذي يجوز معه الرجعة مرتان فامساك أي فعليكم امساك و بمعروف يجوز أن يكون صفة لامساك وأن يكون في موضع نصب بامساك أن تأخذوا مفعوله شيئا ومما وصف له قدم عليه فصار حالا ومن للبعيض وما بمعنى الذي وآتيتم تتعدى إلى مفعولين وقد حذف أحدهما وهو العائد على ما تقديره آتيتموهن إياه الا أن يخافا أن والفعل في موضع نصب على الحال والتقدير الا خائفين وفيه حذف مضاف تقديره ولا يحل لكم أن تأخذوا على كل حال أو في كل حال الا في حال الخوف وقد قرىء يخافا بضم الياء أي يعلم منهما ذلك أو يخشى أن لا يقيما في موضع نصب بيخافا تقديره الا أن يخافا ترك حدود الله عليهما خبر لا وفيما متعلق بالاستقرار ولا يجوز أن يكون عليهما في موضع نصب بجناح وفيما افتدت الخبر لأن اسم لا إذا عمل ينون تلك حدود الله مبتدأ وخبره و تعتدوها بمعنى تتعدوها
قوله تعالى فلا جناح عليهما أن يتراجعا أي في أن يتراجعا يبينها يقرأ بالياء والنون والجملة في موضع نصب من الحدود والعامل فيها معنى الاشارة
قوله تعالى ضرارا مفعول من أجله ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال أي مضارين كقولك جاء زيد ركضا و لتعتدوا اللام متعلقة بالضرار ويجوز أن تكون اللام لام العاقبة نعمة الله عليكم يجوز أن يكون عليكم في موضع نصب بنعمة لأنها مصدر أي أن أنعم الله عليكم ويجوز أن يكون حالا منها فيتعلق بمحذوف وما أنزل يجوز أن يكون ما في موضع نصب عطفا على النعمة فعلى هذا يكون يعظم حالا ان شئت من ما والعائد إليها الهاء في به

وان شئت من اسم الله ويجوز أن تكون ما مبتدأ ويعظكم خبره و من الكتاب حال من الهاء المحذوفة تقديره وما أنزله عليكم
قوله تعالى أن ينكحن تقديره من أن ينكحن أو عن أن ينكحن فلما حذف الحرف صار في موضع نصب عند سيبويه وعند الخليل هو في موضع جر إذا تراضوا ظرف لأن ينكحن وان شئت جعلته ظرفا لتعضلوهن بالمعروف يجوز أن يكون حالا من الفاعل وأن يكون صفة لمصدر محذوف أي تراضيا كائنا بالمعروف وأن يتعلق بنفس الفعل ذلك ظاهر اللفظ يقتضي أن يكون ذلكم لأن الخطاب في الاية كلها للجمع فأما الافراد فيجوز أن يكون للنبي وحده وأن يكون لكل انسان وأن يكون اكتفى بالواحد عن الجمع أزكى لكم الألف في أزكمى مبدلة من وا ولأنه من زكى يزكوا ولكم صفة له وأطهر أي لكم
قوله عز و جل والوالدات الوادات والوالد صفتان غالبتان فلذلك لا يذكر الموصوف معهما لجريهما مجرى الاسماء و يرضعن مثل يتربصن وقد ذكروا حولين ظرف و كاملين صفة له وفائدة هذه الصفة اعتبار الحولين من غير نقص ولولا ذكر الصفة لجاز أن يحمل على ما دون الحولين بالشهر والشهرين لمن أراد تقديره ذلك لمن أراد أن يتم الجمهور على ضم الياء وتسمية الفاعل ونصب الرضاعة وتقرأ بالتاء مفتوحة ورفع الرضاعة والجيد فتح الراء في الرضاعة وكسرها حائز وقد قرىء به وعلى المولود الألف واللام بمعنى الذي والعائد عليها الهاء في له وله القائم مقام الفاعل بالمعروف حال من الرزق والكسوة والعامل فيها معنى الاستقرار في على الا وسعها مفعول ثان وليس بمنصوب على الاستثناء لأن كلفت تتعدى إلى مفعولين ولو رفع الوسع هنا لم يجز لأنه ليس ببدل لا تضار يقرأ بضم الراء وتشديدها وفيها وجهان أحدهما أنه على تسمية الفاعل وتقديره لا تضارر بكسر الراء الأولى والمفعول على هذا محذوف تقديره لا تضار والدة والدا بسبب ولدها والثاني أن تكون الراء الأولى مفتوحة على ما لم يسم فاعله وأدغم لأن الحرفين مثلان ورفع لأن لفظه لفظ الخبر ومعناه النهي ويقرأ بفتح الراء وتشديدها على أنه نهي وحرك لالتقاء الساكنين وكان الفتح أولى لتجانس الألف والفتحة قبلها وعلى هذه القراءة يجوز أن يكون أصله تضارر وتضارر على تسمية الفاعل وترك تسميته على ما ذكرنا

في قراءة الرفع وقرىء شإذا بسكون الراء والوجه فيه أن يكون يحذف الراء الثانية فرارا من التشديد في الحرف المكرر وهو الراء وجاز الجمع بين الساكنين اما لأنه أجرى الوصل مجرى الوقف أو لأن مدة الألف تتجري مجرى الحركة عن تراض في موضع نصب صفة لفصال ويجوز أن يتعلق بأرادا وتشأور أي منهما تستر ضعوا مفعوله محذوف تقديره أجنبية أو غير الام أولادكم مفعول حذف منه حرف الجر تقديره لأولادكم فتعدى الفعل إليه كقوله أمرتك الخير فلا جناح الفاء جواب الشرط و إذا سلمتم شرط أيضا وجوابه ما يدل عليه الشرط الاول وجوابه وذلك المعنى هو العامل في إذا ما آتيتم يقرأ بالمد والمفعولان محذوفان تقديره ما أعطيتموهن إياه ويقرأ بالقصر تقديره ما جئتم به فحذف وقال أبو علي تقديره ما جئتم نقده أو تعجيله كما تقول أتيت الامر أي فعلته
قوله تعالى والذين يتوفون منكم في هذه الاية أقوال أحدها أن الذين مبتدأ والخبر محذوف تقديره وفيما يتلى عليكم حكم الذين يتوفون منكم ومثله السارق والسارقة والزانية والزاني وقوله يتربصن بيان الحكم المتلو وهذا قول سيبويه والثاني أن المبتدأ محذوف والذين قام مقامه تقديره وأزواج الذين يتوفون منكم والخبر يتربصن ودل على المحذوف قوله ويذرون أزواجا والثالث أن الذين مبتدأ ويتربصن الخبر والعائد محذوف تقديره يتربصن بعدهم أو بعد موتهم والرابع أن الذين مبتدأ وتقدير الخبر أزواجهم يتربصن فأزواجهم مبتدأ ويتربصن الخبر فحذف المبتدأ لدلالة الكلام عليه والخامس أنه ترك الاخبار عن الذين وأخبر عن الزوجات المتصل ذكرهن بالذين لأن الحديث معهن في الاعتداء بالاشهر فجاء الاخبار عما هو المقصود وهذا قول ألفراء والجمهور على ضم الياء في يتوفون على ما لم يسم فاعله ويقرأ بفتح الياء على تسمية الفاعل والمعنى يستوفون آجالهم و منكم في موضع الحال من الفاعل المضمر و عشرا أي عشر ليل لأن التاريخ يكون بالليلة إذا كانت هي أول الشهر واليوم تبع لها بالمعروف حال من الضمير المؤنث في الفعل أو مفعول به أو نعت لمصدر محذوف وقد تقدم مثله
قوله تعالى من خطبة النساء الجار والمجرور في موضع الحال من الهاء المجرورة فيكون العامل فيه عرضتم ويجوز أن يكون حالا من ما فيكون العامل نفيه

الاستقرار والخطبة بالكسر خطاب المرأة في التزويج وهي مصدر مضاف إلى المفعول والتقدير من خطبتكم النساء و أو للاجابة والمفعول محذوف تقديره أو أكننتموه يقال أكننت الشيء في نفسي إذا كتمته وكننته إذا سترته بثوب أو نحوه ولكن هذا الاستدراك من قوله فيما عرضتم به و سرا مفعول به لأنه بمعنى النكاح أي لا تواعدوهن نكاحا وقيل هو مصدر في موضع الحال تقديره مستخفين بذلك والمفعول محذوف تقديره لا تواعدوهن النكاح سرا ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف أي مواعدة سرا وقيل التقدير في سر فيكون ظرفا الا أن تقولوا في موضع نصب على الاستثناء من المفعول وهو منقطع وقيل متصل ولا تعزموا عقدة أي على عقدة النكاح وقيل تعزموا بمعنى تنووا وهذا يتعدى بنفسه فيعمل عمله وقيل تعزموا بمعنى تعقدوا فتكون عقدة النكاح مصدر والعقدة بمعنى العقد فيكون المصدر مضافا إلى المفعول
قوله تعالى ما لم تمسوهن ما مصدرية والزمان معها محذوف تقديره في زمن ترك مسهن وقيل ما شرطية أي ان لم تمسوهن ويقرأ تمسوهن بفتح التاء من غير ألف على أن الفعل للرجال ويقرأ تماسوهن بضم التاء والألف بعد الميم وهو من باب المفاعلة فيجوز أن يكون في معنى القراءة الأولى يجوز أن يكون على نسبة الفعل إلى الرجال والنساء كالمجامعة والمباشرة لأن الفعل من الرجل والتمكين من المرأة والاستدعاء منها أيضا ومن هنا سميت زانية فريضة يجوز أن تكون مصدرا وأن تكون مفعولا به وهو الجيد وفعلية هنا بمعنى مفعولة والموصوف محذوف تقديره متعة مفروضة ومتعوهن معطوف على فعل محذوف تقديره فطلقوهن ومتعوهن على الموسع قدره الجمهور على الرفع والجملة في موضع الحال من الفاعل تقديره بقدر الوسع وفي الجملة محذوف تقديره على الموسع منكم ويجوز أن تكون الجملة مستأنفة لا موضع لها ويقرأ قدره بالنصب وهو مفعول على المعنى لأن معنى متعوهن أي ليؤد كل منكم قدر وسعه وأجود من هذا أن يكون التقدير فأوجبوا على المسوع قدره والقدر والقدر لغتان وقد قرىء بهما وقيل القدر بالتسكين الطاقة وبالتحريك المقدار متاعا اسم للمصدر والمصدر التمتيع واسم المصدر يجري مجراه حقا مصدر حق ذلك حقا و على متعلقة بالناصب للمصدر

قوله تعالى وقد فرضتم في موضع الحال فنصف أي فعليكم نصف أو فالواجب نصف ولو قرىء بالنصب لكان وجهه فأدوا نصف ما فرضتم الا أن يعفون أن والفعل في موضع نصب والتقدير فعليكم نصف ما فرضتم الا في حال العفو وقد سبق مثله في قوله الا أن يخافا بأبسط من هذا والنون في يعفون ضمير جماعة النساء والوأو قبلها لام الكلمة لأن الفعل هنا مبني فهو مثل يخرجن ويقعدن فأما قولك الرجال يعفون فهو مثل النساء يعفون في اللفظ وهو مخألف له في التقدير فالرجال يعفون أصله يعفوون مثل يخرجون فحذفت الوأو التي هي لام وبقيت وأو الضمير والنون علامة الرفع وفي قولك النساء يعفون لم يحذف منه شيء على ما بينا وأن تعفوا مبتدأ و أقرب خبره و للتقوى متعلق بأقرب ويجوز في غير القرآن أقرب من التقوى وأقرب إلى التقوى الا أن اللام هنا تدل على معنى غير معنى إلى وغير معنى من فمعنى اللام العفو أقرب من أجل التقوى فاللام تدل على علة قرب العفو وإذا قلت أقرب إلى التقوى كان المعنى مقارب التقوى كما تقول أنت أقرب الي وأقرب من التقوى يقتضي أن يكون العفو والتقوى قريبين ولكن العفو أشد قربا من التقوى وليس معنى الاية على هذا بل على معنى اللام وتاء التقوى مبدلة من وأو ووأوها مبدلة من ياء لأنه من وقيت ولا تنسوا ألفضل في ولو تنسوا من القراءات ووجخخا ما ذكرناه في اشتروا الضلالة بينكم ظرف لتنسوا أو حال من ألفضل وقرىء ولا تناسوا ألفضل على باب المفاعلة وهو بمعنى المتاركة لا بمعنى السهو
قوله تعالى حافظوا يجوز أن يكون من المفاعلة الواقعة من واحد كعاقبت اللص وعافاه الله وأن يكون من المفاعلة الواقعة من اثنين ويكون وجوب تكرير الحفظ جاريا مجرى الفاعلين إذ كان الوجوب حاثا على الفعل فكأنه شريك الفاعل الحافظ كما قالوا في قوله وإذ واعدنا موسى فالوعد كان من الله والقبول من موسى وجعل القبول كالوعد وفي حافظوا معنى لا يجود في احفظوا وهو تكرير الحفظ الصلاة الوسطى خصت بالذكر وان دخلت في الصلوات تفضيلا لها والوسطى فعلى من الوسط لله يجوز أن تتعلق اللام بقوموا وان شئت بقانتين
قوله تعالى فرجالا حال من المحذوف تقديره فصلوا رجالا أو فقوموا رجالا ورجالا جمع راجل كصاحب وصحاب وفيه جموع كثيرة ليس هذا موضع

ذكرها كما علمكم في موضع نصب أي ذكرا مثل ما علمكم وقد سبق مثله في قوله كما أرسلنا وفي قوله وإذكروه كما هداكم
قوله تعالى والذين يتوفون منكم الذين مبتدأ والخبر محذوف تقديره يوصون وصية هذا على قراءة من نصب وصية ومن رفع الوصية فالتقدير وعليهم وصية وعليهم المقدرة خبر لوصية و لأزواجهم نعت للوصية وقيل هو خبر الوصية وعليهم خبر ثان أو تبيين وقيل الذين فاعل فعل محذوف تقديره لوص الذين يتوفون وصية وهذا على قراءة من نصب وصية متاعا إلى الحول مصدر لأن الوصية دلت على يوصون ويوصون بمعنى يمتعون ويجوز أن يكون بدلا من الوصية على قراءة من نصبها أو صفة لوصية وإلى الحول متعلق بمتاع أو صفة له وقيل متاعا حال أي متمتعين أو ذوي متاع غير اخراج غير هنا تنتصب انتصاب المصدر عند الأخفش تقديره لا اخراجها وقال غيره هو حال وقيل هو صفة متاع وقيل التقدير من غير اخراج
قوله تعالى وللمطلقات متاع ابتداء وخبر و حقا مصدر وقد ذكر مثله قبل
قوله تعالى كذلك يبين الله قد ذر في آية الصيام
قوله تعالى ألم تر إلى الذين الأصل في ترى ترأى مثل ترعى الا أن العرب اتفقوا على حذف الهمزة في المستقبل تخفيفا ولا يقاس عليه وربما جاء في ضرورة الشعر على أصله ولما حذفت الهمزة بقى آخر الفعل ألفا فحذفت في الجزم واللف منقلبة عن ياء فأما في الماضي فلا تحذف الهمزة وإنما عداه هنا بإلى لأن معناه ألم ينته علمك إلى كذا والرؤية هنا بمعنى العلم والهمزة في ألم استفهام والاستفهام إذا دخل على النفي صار ايجابا وتقريرا ولا يبقى الاستفهام ولا النفي في المعنى ثم أحياهم معطوف على فعل محذوف تقديره فماتوا ثم أحياهم وقيل معنى الامر هنا الخبر لأن قوله فقال لهم الله موتوا أي فأماتهم فكان العطف على المعنى وألف أحيا منقلبة عن ياء
قوله تعالى وقاتلوا المعطوف عليه محذوف تقديره فأطيعوا وقاتلوا أو فلا تحذروا الموت كما حذره من قبلهم ولم ينفعهم الحذر
قوله تعالى من ذا الذي من استفهام في موضع رفع بالابتداء وذا خبره والذي نعت لذا أو بدل منه و يقرض صلة الذي ولا يجوز أن تكون من

وذا يمنزلة اسم واحد كما كانت مإذا لأن ما أشد ابهاما من من إذا كانت من لم يعقل ومثله من ذا الذي يشفع عنده والقرض اسم للمصدر والمصدر على الحقيقة الاقراض ويجوز أن يكون القرض هنا بمعنى المقرض كالخلق بمعنى المخلوق فيكون مفعولا به و حسنا يجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف تقديره من ذا الذي يقرض الله مالا اقراضا حسنا ويجوز أن يكون صفة للمال ويكون بمعنى الطيب أو الكثير فيضاعقه يقرأ بالرفع عطفا على يقرض أو على الاستئناف أي فالله يضاعفه ويقرأ بالنصب وفيه وجهان أحدهما أن يكون معطوفا على مصدر يقرض في المعنى ولا يصح ذلك الا بإضمار أن ليصير مصدرا معطوفا على مصدر تقديره من ذا الذي يكون منه قرض فمضاعفة من الله والوجه الثاني أن يكون جواب الاستفهام على المعنى لأن المستفهم عنه وان كان المقرض في اللفظ فهو عن الاقراض في المعنى فكأنه قال أيقرض الله أحد فيضاعقه ولا يجوز أن يكون جواب الاستفهام على اللفظ لأن المستفهم عنه في اللفظ المقرض لا القرض
فان قيل لم لايعطف على المصدر الذي هو قرضا كما يعطف الفعل على المصدر بإضمار أن مثل قول الشاعر
للبس عباءة وتقر عيني ... قيل لا يصح هذا لوجيهن أحدهما أن قرضا هنا مصدر مؤكد والمصدر المؤكد لا يقدر بأن والفعل والثاني أن عطفه عليه يوجب أن يكون معمولا ليقرض ولا يصح هذا في المعنى لأن المضاعفة ليست مقرضة وإنما هي فعل من الله ويقرأ يضعفه بالتشديد من غير ألف وبالتخفيف مع الألف ومعناهما واحد ويمكن أن يكون التشديد للتكثير وياضعف من باب المفاعلة الواقعة من واحد كما ذكرنا في حافظوا و أضعافا جمع ضعف والضعف هو العين وليس بالمصدر والمصدر الاضعاف أو المضاعفة فعلى هذا يجوز أن يكون حالا من الهاء في يضاعفه ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا على المعنى لأن معنى يضاعفه يصيره أضعافا ويجوز أن يكون جمع ضعف والضعف اسم وقع موقع المصدر كالعطاء فانه اسم للمعطى وقد استعمل بمعنى الاعطاء قال القطامي
أكفر ابعد رد الموت عني وبعد عطائك المائة الرتاعا
فيكون اينتصاب أضعافا على المصدر فان قيل فكيف جمع قيل لاختلاف جهات التضعيف بحسب اختلاف الاخلاص ومقدار المقرض واختلاف أنواع

الجزاء ويبسط يقرأ بالسين وهو الأصل وبالصاد على ابدالها من السين لتجانس الطاء في الاستعلاء
قوله تعالى من بني إسرائيل من تتعلق بمحذوف لأنها حال أي كائنا من بني إسرائيل و من بعد متعلق بالجار الاول أو بما يتعلق به الاول والتقدير من بعد موت موسى و إذ بدل من بعد لأنهما زمانان نقاتل الجمهور على النون والجزم على جواب الامر وقد قرىء بالرفع في الشإذ على الاستئناف وقرىء بالياء والرفع على أنه صفة لملك وقرىء بالياء والجزم أيضا على الجواب ومثله فهب لي من لدنك وليا يرثني بالرفع والجزم عسيتم الجمهور على فتح السين لأنه على فعل تقول عسى مثل رمى ويقرأ بكسر ها وهي لغة والفعل منها عسى مثل خشي واسم الفاعل عسى مثل عم حكاه ابن الإعرابي وخبر عسى أن لا تقاتلوا والشرط معترض بينهما وما لنا ما استفهام في موضع رفع بالابتداء ولنا الخبر ودخلت الوأو لتدل على ربط هذا الكلام بما قبله ولو حذفت لجاز أن يكون منقطعا عنه وهو استفهام في اللفظ وانكار في المعنى أن لا نقاتل تقديره في أن لا نقاتل أي في ترك القتال فتتعلق في بالاستقرار أو بنفس الجار فيكون أن لا نقاتل في موضع نصب عند سيبويه وجر عند الخليل وقال الأخفش أن زائدة والجملة حال تقديره وما لنا غير مقاتلين مثل قوله مالك لا وقد أعمل ان وهي زائدة وقد أخرجنا جملة في موضع الحال والعامل نقاتل و أبنائنا معطوف على ديارنا وفيه حذف مضاف تقديره ومن بين أبنائنا
قوله تعالى طالوت هو اسم أعجمي معرفة فلذلك لم ينصرف وليس بمشتق من الطول كما أن اسحاق ليس بمشتق من السحق وإنما هي ألفاظ تقارب ألفاظ العربية و ملكا حال و أنى بمعنى أين أو بمعنى كيف وموضعها نصب على الحال من الملك والعامل فيها يكون ولا يعمل فيها واحد من الظرفين لأنه عامل معنوي فلا يتقدم الحال عليه ويكون يجوز أن تكون الناقصة فيكون الخبر له و علينا حال من الملك والعامل فيه يكون أو الخبر ويجوز أن يكون الخبر علينا وله حال ويجوز أن تكون التامة فيكون له متعلقا بيكون وعلينا حال والعامل فيه فيكون ونحن أحق في موضع الحال والباء ومن يتعلقان بأحق وأصل السعة وسعة بفتح الوأو وحقها في الأصل الكسر وإنما حذفت في المصدر لما حذفت

في المستقبل وأصلها في المستقبل الكسر وهو قولك يسع ولولا ذلك لم تحذف كما لم تحذف في يوجل ويوجل وإنما فتحت من أجل حرف الحلق فالفتحة عارضة فأجرى عليها حكم الكسرة ثم جعلت في المصدر مفتوحة لتوافق الفعل ويذلك على ذلك أن قولك وعد يعد مصدره عدة بالكسر لما خرج على أصله و من المال نعت للسعة في العلم يجوز أن يكون نعتا للبسطة وأن يكون متعلقا بها و واسع قيل هو على معنى النسب أي هو ذو سعة وقيل جاء على حذف الزائد والأصل أوسعة فهو موسع وقيل هو فاعل وسع فالتقدير على هذا واسع الحلم لأنك تقول وسعنا حلمه
قوله تعالى أن يأتيكم خبر ان والتاء في التابوت أصل ووزنه فاعول ولا يعرف له اشتقاق وفيه لغة أخرى التابوه بالهاء وقد قرىء به شإذا فيجوز أن يكونا لغتين وأن تكون الهاء بدلا من التاء
فان قيل لم لا يكون فعلوتا من تاب يتوب قيل المعنى لا يساعده وإنما يشتق إذا صح المعنى فيه سكينة الجملة في موضع الحال وكذلك تحمله الملائكة و من ربكم نعت للسكينة و مما ترك نعت لبقية وأصل بقية بقيية ولام الكلمة ياء ولا حجة في بقي لانكسار ما قبلها الا ترى أن شقى أصلها وأو
قوله تعالى بالجنود في موضع الحال أي فصل ومعه الجنود والياء في مبتليكم بدل من وأو لأنه من بلاه يبلوه و بنهر بفتح الهاء وإسكانها لغتان والمشهور في القراءة فتحها وقرأ حميد بن قيس بإسكانها وأصل النهر والنهار الاتساع ومنه أنهر الدم الا من اغترف استثناء من الجنس وموضعه نصب وأنت بالخيار ان شئت جعلته استثناء من من الأولى وان شئت من من الثانية واغترف متعد و غرفة بفتح الغين وضمها وقد قرىء بهما وهما لغتان وعلى هذا يحتمل أن تكون الغرفة مصدرا وأن تكون المغروف وقيل الغرفة بالفتح المرة الواحدة وبالضم قدر ما تحمله اليد و بيده يتعلق باغترف ويجوز أن يكون نعتا للغرفة فيتعلق بالمحذوف الا قليلا منصوب على الاستثناء من الموجب وقد قرىء في الشإذ بالرفع وقد ذكرنا وجهه في قوله تعالى ثم توليتم الا قليلا منكم وعين الطاقة وأو لأنه من الطوق وهو القدرة تقول طوقته الامر وخبر لا لنا ولا يجوز أن تعمل في اليوم ولا في بجالوت الطاقة إذ لو كان كذلك لنونت بل العامل فيهما

الاستقرار ويجوز أن يكون الخبر بجالوت فيتعلق بمحذوف ولنا تبيين أو صفة لطاقة واليوم يعمل فيه الاستقرار وجالوت مثل طالوت كم من فئة كم هنا خبر وموضعها رفع بالابتداء و غلبت خبرها ومن زائدة ويجوز أن تكون في موضع رفع صفة لكم كما تقول عندي مائة من درهم ودينار وأصل فئة فيئة لأنه من فاء يفيء إذا رجع فالمحذوف عينها وقيل أصلها فيوة لأنها من فأوت رأسه إذا كسرته فألفئة قطعة من الناس بإذن الله في موضع نصب على الحال والتقدير بإذن الله لهم وان شئت جعلتها مفعولا به
قوله تعالى لجالوت تتعلق اللام ببرزوا ويجوز أن تكون حالا أي برزوا قاصدين لجالوت
قوله تعالى فهزموهم بإذن الله هو حال أو مفعول به
قوله تعالى ولولا دفع الله يقرأ بفتح الدال من غير ألف وهو مصدر مضاف إلى الفاعل و الناس مفعوله و بعضهم بدل من الناس بدل بعض من كل ويقرأ دفاع بكسر الدال وبالألف فيحتمل أن يكون مصدر دفعت أيضا ويجوز أن يكون مصدر دافعت ببعض هو المفعول الثاني يتعدى إليه الفعل بحرف الجر
قوله تعالى تلك آيات الله تلك مبتدأ وآيات الله الخبر و نتلوها يجوز أن يكون حالا من الايات والعامل فيها معنى الاشارة ويجوز أن يكون مستأنفا و بالحق يجوز أن يكون مفعولا به وأن يكون حالا من ضمير الايات المنصوب أي ملتبسة بالحق ويجوز أن يكون حالا من الفاعل أي ومعنا الحق ويجوز أن يكون حالا من الكاف أي ومعك الحق
قوله تعالى تلك الرسل مبتدأ وخبر و فضلنا حال من الرسل ويجوز أن يكون الرسل نعتا أو عطف بيان وفضلنا الخبر منهم من كلم الله يجوز أن يكون مستأنفا لا موضع له ويجوز أن يكون بدلا من موضع فضلنا ويقرأ كلم الله بالنصب ويقرأ كالم الله و درجات حال من بعضهم أي ذادرجات وقيل درجات مصدر في موضع الحال وقيل انتصابه على المصدر لأن الدرجة بمعنى الرفعة ف : انه قال ورفعنا بعضهم رفعات وقيل التقدير على درجات أو في درجات أو إلى درجات فلما حذف حرف الجر وصل الفعل بنفسه من بعد ما جاءتهم يجوز أن تكون بدلا من بعدهم باعادة حرف الجر ويجوز أن تكون

من الثانية تتعلق باقتتل والضمير الاول يرجع إلى الرسل والضمير في جاءتهم يرجع إلى الامم و لكن استدراك لما دل الكلام عليه لأن اقتتالهم كان من اختلافهم ثم بين الاختلاف بقوله فمنهم من آمن ومنهم من كفر والتقدير فاقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد استدراك على المعنى أيضا لأن المعنى ولو شاء الله لمنعهم ولكن الله يفعل ما يريد وقد أراد أن لا يمنعهم أو أراد اختلافهم واقتتالهم
قوله تعالى أنفقوا مفعوله محذوف أي شيئا مما و ما بمعنى الذي والعائد محذوف أي رزقنا كموه لا بيع فيه في موضع رفع صفة ليوم ولا خلة أي فيه ولا شفاعة أي فيه ويقرأ بالرفع والتنوين وقد مضى تعليله في قوله فلا رفث
قوله تعالى الله لا اله الا هو مبتدأ وخبر وقد ذكرنا موضع هو في قوله والهكم اله واحد الحي القيوم يجوز أن يكون خبرا ثانيا وأن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هو وأن يكون مبتدأ والخبر لا وأن يكون بدلا من هو وأن يكون بدلا من لا اله والقيوم فيعول من قام يقوم فلما اجتمعت الوأو والياء وسبقت الأولى بالسكون قلبت الوأو ياء وأدغمتا ولا يجوز أن يكون فعولا من هذا لأنه لو كان كذلك لكان قووما بالوأو لأن العين المضاعفة أبدا من جنس العين الأصلية مثل سبوح وقدوس ومثل ضراب وقتال فالزائد من جنس العين فلما جاءت الياء دل أنه فيعول ويقرأ القيم على فيعل مثل سيد وميت ويقرأ القيام على فيعال مثل بيطار وقد قرىء في الشإذ القائم مثل قوله قائما بالقسط وقرىء في الشإذ أيضا الحي القيوم بالنصب على إضمار أعنى وعين الحي ولامه ياءان وله موضع يشبع القول فيه لا تأخذه يجوز أن يكون مستأنفا ويجوز أن يكون له موضع وفي ذلك وجوه أحدها أن يكون خبرا آخر لله أو خبرا للحي ويجوز أن يكون في موضع الحال من الضمير في القيوم أي يقوم بأمر الخلق غير غافل وأصل السنة وسنة والفعل منه وسن يسن مثل وعد يعد فلما حذفت الوأو في الفعل حذفت في المصدر ولا نوم لا زائدة للتوكيد وفائدتها أنها لو حذفت لاحتمل الكلام أن يكون لا تأخذه سنة ولا نوم في حال واحدة فإذا قال ولا نوم نفاهما على كل حال له ما في السموات يجوز أن يكون خبرا آخر لما تقدم وأن يكون مستأنفا من ذا الذي قد ذكر

في قوله تعالى من ذا الذي يقرض الله و عنده ظرف ليشفع وقيل يجوز أن يكون حالا من الضمير في يشفع وهو ضعيف في المعنى لأن المعنى يشفع إليه وقيل بل الحال أقوى لأنه إذا لم يشفع من هو عنده وقريب منه فشفاعة غيره أبعد الا بإذنه في موضع الحال والتقدير لا أحد يشفع عنده الا مإذونا له أو الا ومعه إذن أو الا في حال الاذن ويجوز أن يكون مفعولا به أي بإذنه يشفعون كما تقول ضرب بسيفه أي هو آلة الضرب و يعلم يجوز أن يكون خبرا آخر وأن يكون مستأنفا من علمه أي معلومه لأنه قال الا بما شاء وعلمه الذي هو صفة له لا يحاط به ولا بشيء منه ولهذا قال ولا يحيطون به علما الا بما شاء بدل من شيء كما تقول ما مررت بأحد الا بزيد وسع كرسيه الجمهور على فتح الوأو وكسر السين على أنه فعل والكرسي فاعله ويقرأ بسكون السين على تخفيف الكسرة كعلم في علم ويقرأ بفتح الوأو وسكون السين ورفع العين وكرسيه بالجر السموات والارض بالرفع على أنه مبتدأ وخبر والكرسي فعلى من الكرس وهو الجمع وألفصيح فيه ضم الكاف ويجوز كسرها للاتباع ولا يؤده الجمهور على تحقيق الهمزة على الأصل ويقرأ بحذف الهمزة كما حذفت همزة أناس ويقرأ بوأو مضمومة مكان الهمزة على الابدال و العلي فعيل وأصله عليو لأنه من علا يعلو
قوله تعالى قد تبين الرشد الجمهور على ادغام الدال في التاء لأنها من مخرجها وتحويل الدال إلى التاء أولى لأن الدال شديدة والتاء مهموسة والمهموس أخف ويقرأ بالاظهار وهو ضعيف لما ذكرنا والرشد بضم الراس وسكون الشين هو المشهور وهو مصدر من رشد بفتح الشين يرشد بضمها ويقرأ بفتح الراء والشين وفعله رشد يرشد مثل علم يعلم من الغي في موضع نصب على أنه مفعول وأصل الغي غوى لأنه من غوى يغوي فقلبت الوأو ياء لسكونها وسبقها ثم أدغمت و الطاغوت يذكر ويؤنث ويستعمل بلبفظ واحد في الجمع والتوحيد والتذكير والتأنيث ومنه قوله والذي اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأصله طغيوت لأنه من طغيت تطغى ويجوز أن يكون من الوأو لأنه يقال فيه يطغو أيضا والياء أكثر وعليه جاء الطغيان ثم قدمت اللام فجعلت قبل الغين فصار طيغوتا أو طوغوتا فلما تحرك الحرف وانفتح ما قبله قلب ألفا فوزنه الان فلعوت وهو مصدر في الأصل مثل الملكوت والرهبوت الوثقى تأنيث الاوثق مثل الوسطى والاوسط وجمعه الوثق مثل الصغر والكبر وأما الوثق

بضمتين فجمع وثيق لا انفصام لها في موضع نصب على الحال من العروة ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الوثقى
قوله تعالى والذين كفروا مبتدأ أولياؤهم مبتدأ ثان الطاغوت خبر الثاني والثاني وخبره خبر الاول وقد قرىء الطواغيت على الجمع وإنما جمع وهو مصدر لأنه صار اسما لما يعبد من دون الله يخرجونهم مستأنف لا موضع له ويجوز أن يكون حالا والعامل فيه معنى الطاغوت وهو نظير ما قال أبو علي في قوله انها لظى نزاعة وسنذكره في موضعه فأما يخرجهم فيجوز أن يكون خبرا ثانيا وأن يكون حالا من الضمير في ولي
قوله تعالى أن آتاه الله في موضع نصب عند سيبويه وجر عند الخليل لأن تقديره لأن آتاه الله فهو مفعول من أجله والعامل فيه حاج والهاء ضمير ابراهيم ويجوز أن تكون ضمير الذي و إذ يجوز أن تكون ظرفا لحاج وأن تكون لآتاه وذكر بعضهم أنه بدل من أن آتاه وليس بشيء لأن الظرف غير المصدر فلو كان بدلا لكان غلطا الا أن تجعل إذ بمعنى أن المصدرية وقد جاء ذلك وسيمر بك في القرآن مثله أنا أحيي الاسم الهمزة والنون وإنما زيدت الألف عليها في الوقف لبيان حركة النون فإذا وصلته بما بعده حذفت الألف للغنية عنها وقد قرأ نافع بإثبات الألف في الوصل وذلك على اجراء الوصل مجرى الوقف وقد جاء ذلك في الشعر
قوله تعالى فان الله يأتي دخلت الفاء ايذانا بتعلق هذا الكلام بما قبله والمعنى إذا ادعيت الاحياء والاماتة ولم تفهم فالحجة أن الله يأتي بالشمس هذا هو المعنى و من المشرق و من المغرب متعلقان بالفعل المذكور وليسا حالين وإنما هما لابتداء غاية الاتيان ويجوز أن يكونا حالين ويكون التقدير مسخرة أو منقادة فبهت على مالم يسم فاعله ويقرأ بفتح الباء وضم الهاء وبفتح الباء وكسر الهاء وهما لغتان والفعل فيهما لازم ويقرأ بفتحهما فيجوز أن يكون الفاعل ضمير ابراهمي و الذي مفعول ويجوز أن يكون الذي فاعلا ويكون الفعل لازما
قوله تعالى أو كالذي في الكاف وجهان أحدهما أنها زائدة والتقدير ألم تر إلى الذي حاج أو الذي مر على قرية وهو مثل قوله ليس كمثله والثاني

هي غير زائدة وموضعها نصب والتقدير أو رأيت مثل الذي ودل على هذا المحذوف قوله ألم تر إلى الذي حاج أو للتصيل أو للتخيير في التعجب بحال أي القبلتين شاء وقد ذكر في قوله أو كصيب وغيره وأصل القريبة من قريت الماء إذا جمعته فالقرية مجتمع الناس وهي خأوية في موضع جر صفة لقرية على عروشها يتعلق بخأوية لأن معناه واقعة على سقوفها وقيل هو بدل من القرية تقديره مر على قرية على عروشها أي مر على عروش القرية وأعاد حرف الجر مع البدل ويجوز أن يكون على عروشها على هذا القول صفة للقرية لا بدلا تقديره على قرية ساقطة على عرشوها فعلى هذا يجوز أن يكون وهي خأوية حالا من العروش وأن يكون حالا من القرية لأنها قد وصفت وأن يكون حالا من هاء المضاف إليه والعامل معنى الاضافة وهو ضعيف مع جوازه أنى في موضع نصب بيحي وهي بمعنى متى فعلى هذا يكون ظرفا ويجوز أن يكون بمعنى كيف فيكون موضعها حالا من هذه وقد تقدم لما فيه من الاستفهام مائة عام ظرف لأماته على المعنى ألبثه ميتا مائة عام ولا يجوز أن يكون ظرفا على الظاهر لأن الامانة تقع في أدنى زمان ويجوز أن يكون ظرفا لفعل محذوف تقديره فأماته فلبث مائة عام ويدل على ذلك قوله كم لبثت ثم قال بل لبثت مائة عام كم ظرف للبثت كم يتسنه الهاء زائدة في الوقف واصل الفعل على هذا فيه وجهان أحدهما هو يتسنن من قوله حما مسنون فلما اجتمعت ثلاث نونات قلبت الاخيرة ياء كما قلبت في تظنيت ثم أبدلت الياء ألفا ثم حذفت للجزم والثاني أن يكون أصل الألف وأوا من قولك أسنى يسنى إذا مضت عليه السنون وأصل سنة سنوة لقولهم سنوات ويجوز أن تكون الهاء أصلا ويكون اشتقاقه من السنة وأصلها سنهة لقولهم سنها وعاملته مسانهة فعلى هذا تثبت الهاء وصلا ووقفا وعلى الاول تثبت في الوقف دون الوصل ومن أثبتها في الوصل أجراه مجرى الوقف
فان قيل ما فاعل يتسنى قيل يحتمل أن يكون ضمير الطعام والشراب لاحتياج كل واحد منها إلى الاخر بمنزلة شيء واحد فلذلك أفرد الضيمر في الفعل ويحتمل أن يكون جعل الضمير لذلك وذلك يكنى به عن الواحد والاثنين والجمع بلفظ واحد ويحتمل أن يكون الضمير للشراب لأنه أقرب إليه وإذا لم يتغير

الشراب مع سرعة التغير إليه فأن لا يتغير الطعام أولى ويجوز أن يكون أفرد في موضع التثنية كما قال الشاعر
فكأن في العيني حب قرنفل ... أو سنبل كحلت به فانهلت
ولنجعلك معطوف على فعل محذوف تقديره أريناك ذلك لتعلم قدر قدرتنا ولنجعلك وقيل الوأو زائدة وقيل التقدير ولنجعلك فعلنا ذلك كيف ننشرها في موضع الحال من العظام والعامل في كيف ننشرها ولا يجوز أن تعمل فيها انظر لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله ولكن كيف وننشرها جميعا حال من العظام والعامل فيها انظر تقديره انظر إلى العظام محياة وننشرها يقرأ بفتح النون وضم الشين وماضيه نشر وفيه وجهان أحدهما أن يكون مطأوع أنشر الله الميت فنشر ويكون نشر على هذا بمعنى أنشر فاللازم والمتعدي بلفظ واحد والثاني أن يكون من النشر الذي هو ضد الطي أي يبسطها بالاحياء ويقرأ بضم النون وكسر الشين أي نحييها وهو مثل قوله إذا شاء أنشره ويقرأ بالزاي أي نرفعها وهو من النشر وهو المرتفع من الارض وفيها على هذا قراءتان ضم النون وكسر الشين من أنزته وفتح النون وضم الشين وماضيه نشزته وهما لغتان و لحما مفعول ثان قال أعلم يقرأ بفتح الهمزة واللام على أنه أخب عن نفسه ويقرأ بوصل الهمزة على الامر وفاعل قال الله وقيل فاعله عزيز وأمر نفسه كما يأمر المخاطب كما تقول لنفسك أعلم يا عبد الله وهذا يسمى التجريد وقرىء بقطع الهمزة وفتحها وكسر اللام والمعنى أعلم الناس
قوله تعالى وإذ قال العامل في إذ محذوف تقديره إذكر فهو مفعول به لا ظرف و أرني يقرأ بسكون الراء وقد ذكر في قوله وأرنا مناسكنا كيف تحيي الجملة في موضع نصب أرنى أي أرني كيفية احياء الموتى فكيف في مكوضع نصب بتحيي ليطمئن اللام متعلقة بمحذوف تقديره سألتك ليطمئن والهمزة في يطمئن أصل ووزنه يفعلل ولذلك جاء فإذا اطمأننتم مثل اقشعررتم من الطير صفة لأربعة وان شئت علقتها بخذ وأصل الطير مصدر طار يطير طيرا مثل باع يبيع بيعا ثم سمى الجنس بالمصدر ويجوز أن يكون أصله طيرا مثل سيد ثم خففت كما خفف سيد ويجوز أن يكون جمعا مثل تاجر وتجر والطير واقع على الجنس والواحد طائر فصرهن يقرأ بضم الصاد وتخفيف الراء وبكسر الصاد وتخفيف الراء ولهما معنيان أحدهما أملهن يقال

صاره يصوره ويصيره إذا أماله فعلى هذا تتعلق إلى بالفعل وفي الكلام محذوف تقديره أملهن إليك ثم قطعهن والمعنى الثاني أن يصوره ويصيره بمعنى يقطعه فعلى هذا في الكلام محذوف يتعلق به إلى أي فقطعهن بعد أن تميلهن إليك والاجود عندي أن تكون إليكم حالا من المفعول المضمر تقديره فقطعهن مقربة إليكم أو ممالة ونحو ذلك ويقرأ بضم الصاد وتشديد الراء ثم منهم من يضمها ومنهم من يفتحها ومنهم من يكسرها مثل مدهن فالضم على الاتباع والفتح للتخفيف والكسر على أصل التقاء الساكنين والمعنى في الجميع من صره يصره إذا جمعه منهن في موضع نصب على الحال من جزءا وأصله صفة للنكرة قدم عليها فصار حالا ويجوز أن يكون مفعولا لا جعل وفي الجزء لغتان ضم الزاي وتسكينها وقد قرىء بهما وفيه لغة ثالثة كسر الجيم ولم أعلم أحدا قرأ به وقرىء بتشديد الزاي من غير همزة والوجه فيه أنه نوى الوقف عليه فحذف الهمزة بعد أن ألقى حركتها على الزاي ثم شدد الزاي كما تقول في الوقف هذا فرح ثم أجرى الوصل مجرى الوقف و يأتينك جواب الامر و سعيا مصدر في موضع الحال أي ساعيات ويجوز أن يكون مصدرا مؤكدا لأن السعي والاتيان متقاربان فكأنه قال يأتينك اتيانا
قوله تعالى مثل الذين ينفقون أموالهم في الكلام حذف مضاف تقديره مثل انفاق الذين ينفقون أو مثل نفقة الذين ينفقون ومثل مبتدأ و كمثل حبة خبره وإنما قدر المحذوف لأن الذين ينفقون لا يشبهون بالحبة بل انفاقهم أو نفقتهم أنبتت سبع سنابل الجملة في موضع جر صفة لحبة في كل سنبلة مائة حبة ابتداء وخبر في موضع جر صفة لسنابل ويجوز أن يرفع مائة حبر بالجار لأنه قد اعتمد لما وقع صفة ويجوز أن تكون الجملة صفة لسبع كقولك رأيت سبعة رجال أحرار وأحرارا ويقرأ في الشإذ مائة بالنصب بدلا من سبع أو بفعل محذوف تقديره أخرجت والنون في سنبلة زائدة وأصله من أسبل وقيل هي أصل والأصل في مائة مئي يقال أمأت الدراهم إذا صارت مائة ثم حذفت اللام تخفيفا كما حذفت لام يد
قوله تعالى الذين ينفقون أموالهم مبتدأ والخبر لهم أجرهم ولام الاذى ياء يقال إذى مثل نصب ينصب نصبا

قوله تعالى قول معروف مبتدأ ومغفرة معطوف عليه والتقدير وسبب مغفرة لأن المغفرة من الله فلا تفاضل بينها وبين فعل عبده ويجوز أن تكون المغفرة مجأوزة المزكى واحتماله للفقير فلا يكون فيه حذف مضاف والخبر خير من صدقة و ينبعها صفة لصدقة وقيل قول معروف مبتدأ خبره محذوف أي أمثل من غيره ومغفرة مبتدأ وخير خبره
قوله تعالى كالذي ينفق الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف وفي الكلام حذف مضاف تقديره ابطالا كابطال الذي ينفق ويجوز أن يكون في موضع الحال من ضمير الفاعلين أي لا تبطلوا صدقاتكم مشبهين الذي ينفق ماله أي مشبهين الذي يبطل انفاقه بالرياء و وئاء الناس مفعول من أجله ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال أي ينفق مرائيا والهمزة الأولى في رئاء عين الكلمة لأنه من راءى والاخيرة بدل من الياء لوقوعها طرفا بعد ألف زائدة كالقضاء والدماء ويجوز تخفيف الهمزة الأولى بأن تقلب ياء فرارا من ثقل الهمزة بعد الكسرة وقد قرىء به والمصدر هنا مضاف إلى المفعول ودخلت الفاء في قوله فمثله لربط الجملة بما قبلها والصفوان جمع صفوانة والجيد أن يقال هو جنس لاجمع ولذلك عاد الضمير إليه بلفظ الافراد في قوله عليه تراب وقيل هو مفرد وقيل واحده صفا وجمع فعل على فعلان قليل وحكى صفوان بكسر الصاد وهو أكثر الجموع ويقرأ بفتح الفاء وهو شإذ لأن فعلانا شإذ في الاسماء وإنما يجيء في المصادر مثل الغليان والصفات مثل يوم صحوان و عليه تراب في موضع جر صفة لصفوان ولك أن ترفع ترابا بالجر لأنه قد اعتمد على ما قبله وأن ترفعه بالابتداء والفاء في فأصابه عاطفة على الجار لأن تقديره استقر عليه تراب فأصابه وهذا أحد ما يقوى شبه الظرف بالفعل والألف في أصاب منقلبة عن وأو لأنه من صاب يصوب فتركه صلدا هو مثل قوله وتركهم في ظلمات وقد ذكر في أول السورة لا يقدرون مستأنف لا موضع له وإنما جمع هنا بعد ما أفرد في قوله كالذي وما بعده لأن الذي هنا جنس فيجوز أن يعود الضمير إليه مفردا وجمعا ولا يجوز أن يكون من الذي لأنه قد فصل بينهما بقوله فمثله وما بعده
قوله تعالى ابتغاء مفعول من أجله و تثبيتا معطوف عليه ويجوز أن يكونا حالين أي مبتغين ومتثبتين من أنفسهم يجوز أن يكون من بمعنى اللام

أي تثبيتا لأنفسهم كما تقول فعلت ذلك كسرا في شهوتي ويجوز أن تكون على أصلها أي تثبيتا صادرا من أنفسهم والتثبيت مصدر فعل متعد فعىل الوجه الاول يكون من أنفسهم مفعول المصدر وعلى الوجه الثاني يكون المفعول محذوفا تقديره ويثبتون أعمالهم باخلاص النية ويجوز أن يكون تثبيتا بمعنى تثبت فيكون لازما والمصادر قد تختلف ويقع بعضها موقع بعض ومثله قوله تعالى وتبتل إليه تبتيلا أي تبتلا وفي قوله ومثل الذين ينفقون حذف تقديره ومثل نفقة الذين ينفقون لأن المنفق لا يشبه بالجنة وإنما تشبه النفقة التي تزكو بالجنة التي تثمر والربوة بضم الراء وفتحها وكسرها ثلاث لغات وفيها لغة أخرى بأوة وقد قرىء بذلك كله أصابها صفة للجنة ويجوز أن تكون في موضع نصب على الحال من الجنة لأنها قد وصفت ويجوز أن تكون حالا من الضمير في الجار وقد مع الفعل مقدرة ويجوز أن تكون الجملة صفة لربوة لأن الجنة بعض الربوة والوابل من وبل ويقال أوبل فهو موبل وهي صفة غالبة لا يحتاج معها إلى ذكر الموصوف وآتت متعد إلى مفعولين وقد حذف أحدهما أي أعطت صاحبها ويجوز أن يكون متعديا إلى واحد لأن معنى آتت أخرجت وهو من الاتاء وهو الريع والاكل بسكون الكاف وضمها لغتان وقد قرىء جمعا والواحد منه أكلة وهو المأكول وأضاف الاكل إليها لأنها محله أو سببه و ضعفين حال أي مضاعفا فطل خبر مبتدأ محذوف تقديره فالذي يصيبها طل أو فالمصيب لها أو فمصيبها ويجوز أن يكون فاعلا تقديره فيصيبها طل وحذف الفعل لدلالة فعل الشرط عليه والجزم في يصبها بلم لا بان لأن لم عامل يختص بالمستقبل وان قد وليها الماضي وقد يحذف معها الفعل فجاز أن يبطل عملها
قوله تعالى من نخيل صفة لجنة ونخيل جمع وهو نادر وقيل هو جنس و تجري صفة أخرى له فيها من كل الثمرات في الكلام حذف تقديره له فيها رزق من كل أو ثمرات من كل أنواع الثمرات ولا يجوز أن يكون من مبتدأ وما قبله الخبر لأن المبتدأ لا يكون جارا ومجرورا الا إذا كان حرف الجر زائدا ولا فاعلا لأن حرف الجر لا يكون فاعلا ولكن يجوز أن يكون صفة لمحذوف ولا يجوز أن تكون من زائدة على قول سيبويه ولا على قول الأخفش لأن المعنى بصير له فيها كل الثمرات وليس الامر على هذا الا أن يراد به هاهنا الكثرة لا الاستيعاب فيجوز عند الأخفش لأنه يجوز زيادة من في الواجب وإضافة

كل إلى ما بعدها بمعنى اللام لأن المضاف إليه غير المضاف وأصابه الجملة حال من أحد وقد مرادة تقديره وقد أصابه وقيل وضع الماضي موضع المضارع وقيل حمل في العطف على المعنى لأن المعنى أيود أحدكم أن لو كانت له جنة فأصابها وهو ضعيف إذ لا حاجة إلى تغيير اللفظ مع صحة معناه وله ذرية جملة في موضع الحال من الهاء في أصابه واختلف في أصل الذرية على أربعة أوجه أحدها أن أصلها ذرورة من ذر يذر إذا نشر فأبدلت الراء الثانية ياء لاجتماع الراءات ثم أبدلت الوأو ياء ثم أدغمت ثم كسرت الراء اتباعا ومنهم من يكسر الذال اتباعا أيضا وقد قرىء به والثاني أنه من ذر أيضا الا أنه زاد الياءين فوزنه فعلية والثالث أنه من ذرأ بالهمزة فأصله على 8هذا ذروءة فعولة ثم أبدلت الهمزة ياء وأبدلت الوأو ياء فرارا من ثقل الهمزة الوأو والضمة والرباع أنه من ذرا يذرو لقوله وتذروه الرياح فأصله ذرورة ثم أبدلت الوأو ياء ثم عمل ما تقدم ويجوز أن يكون فعلية على الوجهين فأصابها معطوف على صفة الجنة
قوله تعالى أنفقوا من طيبات المفعول محذوف أي شيئا من طيبات وقد ذكر مستوفى فيما تقدم ولا تيمموا الجمهور على تخفيف التاء وماضيه تيمم والأصل تتيمموا فحذف التاء الثانية كما ذكر في قوله تظاهرون ويقرأ بتشديد التاء وقبله ألف وهو جمع بين ساكنين وإنما سوغ ذلك المد الذي في الألف وقرىء بضم التاء وكسر الميم الأولى على أنه لم يحذف شيئا ووزنه تفعلوا منه متعلقة ب تنفقون والجملة في موضع الحال من الفاعل في تيمموا وهي حال مقدرة لأن الانفاق منه يقع بعد القصد إليه ويجوز أن يكون حالا من الخبيث لأن في الكلام ضميرا يعود إليه أي منفقا منه والخبيث صفة غالبة فلذلك لا يذكر معها الموصوف ولستم بآخذيه مستأنف لا موضع له الا أن تغمضوا في موضع الحال أي الا في حال الاغماض والجمهور على ضم التاء وإسكان الغين وكسر الميم وماضيه أغمض وهو متعد وقد حذف مفعوله أي تغمضوا أبصاركم أو بصائركم ويجوز أن يكون لازما مثل أغضى عن كذا ويقرأ كذلكم الا أنه بتشديد الميم وفتح الغين والتقدير أبصاركم ويقرأ تغمضوا بضم التاء والتخفيف وفتح الميم على مال لم يسم فالعه والمعنى الا أن تحملوا على التفاعل عنه والمسامحة فيه ويجوز أن يكون من أغمض إذا صودف على تلك الحال كقولك أحمد الرجل أي وجد محمودا

ويقرأ بفتح الفاء وإسكان الغير وكسر الميم من غمض يغمض وهي لغة في غمض ويقرأ كذلك الا أنه بضم الميم وهو من غمض كظرف أي خفى عليكم رأيكم فيه
قوله تعالى يعدكم أصله يوعدكم فحذفت الوأو لوقوعها بين ياء مفتوحة وكسرة وهو يتعدى إلى مفعولين وقد يجيء بالباء يقال وعدته بكذا مغفرة منه يجوز أن يكون صفة وأن يكون مفعولا متعلقا بيعد أي يعدكم من تلقاء نفسه وفضلا تقديره منه استغنى بالأولى عن اعادتها
قوله تعالى ومن يؤت يقرأ بضم الياء وفتح التاء ومن على هذا مبتدأ وما بعدها الخبر ويقرأ بكسر التاء فمن على هذا في موضع نصب بيؤت ويؤت مجزوم بها فقد عمل فيما عمل فيه والفاعل ضمير اسم الله والأصل في يذكر يتذكر فأبدلت التاء ذالا لتقرب منها فتدغم
قوله تعالى ما أنفقتم ما شرط وموضعها نصب بالفعل الذي يليها وقد ذكرنا مثله في قوله وما تفعلوا من خير يعلمه الله
قوله تعالى فنعما نعم فعل جامد لا يكون فيه مستقبل وأصله نعم كعلم وقد جاء على ذلك في الشعر الا أنهم سكنوا العين ونقلوا حركتها إلى النون ليكون دليلا على الأصل ومنهم من يترك النون مفتوحة على الأصل ومنهم من يكسر النون والعين اتباعا وبكل قد قرىء وفيه قراءة أخرى هنا وهي إسكان العين والميم مع الادغام وهو بعيد لما فيه من الجمع بين الساكنين وقيل ان الرأوي لم يضبط القراءة لأن القارىء اختلس كسرة العين فظنه إسكانا وفاعل نعم مضمر وما بمعنى شيء وهو المنخصوص بالمدح أي نعم الشيء شيئا هي خبر مبتدأ محذوف كأن قائلا قال ما الشيء الممدوح فيقال هي أي الممدوح الصقدة وفيه وجه آخر وهو أن يكون هي مبتدأ مؤخرا ونعم وفاعلها الخبر أي الصدقة نعم الشيء واستغنى عن ضمير يعود على المبتدأ لاشتمال الجنس على المبتدأ فهو خير لكم الجملة جواب الشرط وموضعها جزم وهو ضمير مصدر لم يذكر ولكن ذكر فعله والتقدير فالاخفاء خير لكم أو فدفعها إلى ألفقراء في خفية خير ونكفر عنكم يقرأ بالنون على اسناد الفعل إلى الله عز و جل ويقرأ بالياء على هذا التقدير أيضا وعلى تقدير آخر وهو أن يكون الفاعل ضمير الاخفاء ويقرأ وتكفر بالتاء على أن الفعل مسند إلى ضمير الصدقة ويقرأ بجزم الراء عطفا على موضع فهو وبالرفع على إضمار مبتدأ أي ونحن أو وهي و من هنا زائدة

عند الأخفش فيكون سيئاتكم المفعول وعند سيبويه المفعول محذوف أي شيئا من سيئاتكم والسيئة فعلية وعينها وأو لأنها من ساء يسوء فأصلها سيوئة ثم عمل فيها ما ذكرنا في صيب
قوله تعالى للفقراء في موضع رفع جر ابتداء محذوف تقديره الصدقات المذكورة للفقراء وقيل التقدير اعجبوا للفقراء في سبيل الله في متعلقة بأحصروا على أنها ظرف له ويجوز أن تكون حالا أي أحصروا مجاهدين لا يستطيعون في موضع الحال والعامل فيه أحصروا أي أحصروا عاجزين ويجوز أن يكون مستأنفا يحسبهم حال أيضا ويجوز أن يكون مستأنفا لا موضع له وفيه لغتان كسر السين وفتحها وقد قرىء بهما و الجاهل جنس فلذلك لم يجمع ولا يراد به واحد من التعفف يجوز أن يتعلق من بيحسب أي يحسبهم من أجل التعفف ولا يجوز أن يتعلق بمعنى أغنياء لأن المعنى يصير إلى ضد المقصود وذلك أن معنى الاية أن حالهم يخفى على الجاهل بهم فيظنهم أغنياء ولو علقت من بأغنياء صار المعنى أن الجاهل يظن أنهم أغنياء ولكن بالتعفف والغنى بالتعفف فقير من المال تعرفهم يجوز أن يكون حالا وأن يكون مستأنفا و لا يسئلون مثله و الحافا مفعول من أجله ويجوز أن يكون مصدرا لفعل محذوف دل عليه يسئلون فكأنه قال لا يلحفون ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال تقديره ولا يسألون ملحفين
قوله تعالى الذين ينفقون الموصول وصلته مبتدأ وقوله فلهم أجرهم جملة في موضع الخبر ودخلت الفاء هنا لشبه الذي بالشرط في ابهامه ووصله بالفعل بالليل ظرف والباء فيه بمعنى في و سرا وعلانية مصدران في موضع الحال
قوله تعالى الذين يأكلون الربا مبتدأ لا يقومون خبره والكاف في موضع نصب وصفا لمصدر محذوف تقديره الا قياما مثل قيام الذي يتخبطه ولام الربا وأو لأنه من ربا يربو وتنيته ربوان ويكتب بالألف وأجاز الكوفيون كتبه وتثنيته بالياء قالوا لأجل الكسرة التي في أوله وهو خطأ عندنا و من المس يتعلق بيتخبطه أي من جهة الجنون فيكون في موضع نصب ذلك مبتدأ و بأنهم قالوا الخبر أي مستحق بقولهم جاءه موعظة انما لم تثبت التاء لأن تأنيث الموعظة غير حقيقي فالموعظة والوعظ بمعنى

قوله تعالى يمحق الله الربا روي أبو زيد الانصاري أن بعضهم قرأ بكسر الراء وضم الباء ووأو ساكنة وهي قراءة بعيدة إذ ليس في الكلام اسم في آخره وأو قبلها ضمة لا سيما وقبل الضمة كسرة وقد يؤول على أنه وقف على مذهب من قال هذه افعوا فتقلب الألف في الوقف وأوا فاما أن يكون لم يضبط الرأوي حركة الباء أو يكون سمي قربها من الضمة ضما
قوله تعالى ما بقي الجمهور على فتح الباء وقد قرىء شإذا بسكونها ووجهه أنه خفف بحذف الحركة عن الياء بعد الكسرة وقد قال المبرد تسكين ياء المنقوص في النصب من أحسن الضرورة هذا مع أنه معرب فهو في الفعل الماضي أحسن
قوله تعالى فإذنوا يقرأ بوصل الهمزة وفتح الذال وماضيه إذن والمعنى فأيقنوا بحرب ويقرأ بقطع الهمزة والمد وكسر الذال وماضيه إذن أي أعلم والمفعول محذوف أي فأعلموا غيركم وقيل المعنى صيروا عالمين بالحرب لا تظلمون ولا تظلمون يقرأ بتسمية الفاعل في الاول وترك التسمية في الثاني ووجهه أن منعهم من الظلم أهم فبدىء به ويقرأ بالعكس والوجه فيه أنه قدم ما تطمئن به نفوسهم من نفى الظلم عنهم ثم منعهم من الظلم ويجوز أن تكون القراءتان بمعنى واحد لأن الوأو لا ترتب
قوله تعالى وان كان ذو عسركة كان هنا التامة أي ان حدث ذو عسرة وقيل هي الناقصة والخبر محذوف تقديره وان كان ذو عسرة لكم عليه حق أو نحو ذلك ولو نصب فقال ذا عسرة لكان الذي عليه الحق معنيا بالذكر السابق وليس ذلك في اللفظ الا أن يتحمل لتقديره والعسرة والعسر بمعنى والنظرة بكسر الظاء مصدر بمعنى التأخير والجمهور على الكسر ويقرأ بالاسكان ايثارا للتخفيف كفخذ وفخذ وكتف وكتف ويقرأ فناظرة بالألف وهي مصدر كالعاقبة والعافية ويقرأ فناظره على الامر كما تقول ساهله بالتأخير إلى ميسرة أي إلى وقت ميسرة أو وجود ميسرة والجمهور على فتح السين والتأنيث وقرىء بضم السين وجعل الهاء ضميرا وهو بناء شإذ لم يأت منه الا مكرم ومعون على أن ذلك فدتؤول على أنه جمع مكرمة ومعونة وتحتمل القراءة بعد ذلك أمرين أحدهما أن يكون جمع ميسرة كما قالوا في البناءين والثاني أن يكون أراد ميسروة فحذف الوأو اكتفاء بدلالة الضمة عليها وارتفاع نظرة على الابتداء والخبر محذوف أي فعليكم نظرة==

أقسام الكتاب 1 2 3 4 5
ج2.
https://www.balagh.com/upload_list/source/Article/Old/nature.2.jpg

القسم الثاني من كتاب : التبيان في إعراب القرآن

المؤلف : أبو البقاء محب الدين عبدالله بن أبي عبدالله الحسين العكبري
وإلى يتعلق بنظرة وأن تصدقوا يقرأ بالتشديد وأصله تتصدقوا فقلب التاء الثانية صادا وأدغمها ويقرأ بالتخفيف على أنه حذف التاء حذفا
قوله تعالى ترجعون فيه الجملة صفة يوم ويقرأ بفتح التاء على تسمية الفاعل وبضمها على ترسك التسمية على أنه من ترجعته أي رددته وهو متعد على هذا الوجه ولولا ذلك لما بنى لما لم يسم فاعله ويقرأ بالياء على الغيبة وهم لا يظلمون يجوز أن يكون حالا من كل لأنها في معنى الجمع ويجوز أن يكون حالا من الضمير في يرجعون على القراءة بالياء على أنه خرج من الخطاب إلى الغيبة كقوله حتى إذا كنتم في ألفك وجرين بهم
قوله تعالى إلى أجل هو متعلق بتداينتم ويجوز أن يكون صفة لدين أي مؤخر ومؤجل وألف مسمى منقلبة عن ياء وكذا كل ألف وقعت رابعة فصاعدا إذا كانت منقلبة فانها تكون منقلبة عن ياء ثم ينظر في أصل الياء بالعدل متعلق بقوله وليكتب أي ليكتب بالحق فيجوز أن يكون أي وليكتب عادلا ويجوز أن يكون مفعولا به أي بسبب العدل وقيل الباء زائدة والتقدير وليتكتب العدل وقيل هو متعلق بكاتب أي كاتب موصوف بالعدل أو محضار كما علمه الله الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف وهو من تمام أن يكتب وقيل هو متعلق بقوله فليكتب ويكون الكلام قد تم عند قوله أن يكتب والتقدير فليكتب كما علمه الله وليملل ماضي هذا الفعل أمل وفيه لغة أخرى أملي ومنه قوله فهي تملي عليه وفيه كلام يأتي في موضعه ان شاء الله منه شيئا يجوز أن يتعلق من بيبخس ويكون لابتداء غاية البخس ويجوز أن يكون التقدير شيئا منه فلما قدمه صار حالا والهاء للحق أن يمل هو هو هنا توكيد والفاعل مضمر والجمهور على ضم الهاء لأنها كلمة منفصلة عما قبلها فهي مبدوء بها وقرىء بإسكانها على أن يكون أجرى المنفصل مجرى المتصل بالوأو أو يكون صفة لشهيدين ويجوز أن يتعلق باستشدوا فان لم يكونا الألف ضمير الشاهدين فرجل خبر مبتدأ محذوف أي فالمستشهد رجل و أمرأتان وقيل هو فاعل أي فليستشهد رجل وقيل الخبر محذوف تقديره رجل وامرأتان يشهدون ولو كان قد قرىء بالنصب لكان التقدير فاستشهدوا وقرىء في الشإذ وامرأتان بهمزة ساكنة ووجهه أنه خفف الهمزة فقربت من الألف والمقربة من

الألف في حكمها ولهذا لا يبتدأ بها فلما صارت كالألف قلبها همزة ساكنة كما قالوا خأتم وعألم قال ابن جنى ولا يجوز أن يكون سكن الهمزة لأن المفتوح لا يسكن لخفة الفتحة ولو قيل انه سكن الهمزة لتوالي الحركات وتوالي الحركات يجتنب وان كانت الحركة لفتحة كما سكنوا باء ضربت لكان حسنا ممن ترضون هو في موضع رفع صفة لرجل وامرأتين تقيرده مرضيون وقيل هو صفة لشهيدين وهو ضعيف للفصل الواقع بينهما وقيل هو بدل من من رجالكم وأصل ترضون ترضوون لأن لام الرضا وأو لقولك الرضوان من الشهداء يجوز أن يكون حالا من الضمير المحذوف أي ترضونه كائنا من الشهداء ويجوز أن يكون بدلا من من أن تضل يقرأ بفتح الهمزة على أنها المصدرية الناصبة للفعل وهو مفعول له وتقديره لأن تضل احداهما فتذكر بالنصب معطوف عليه
قان قلت ليس الغرض من استشهاد المرأتين مع الرجل أن تضل احداهما فكيف بقدر باللام فالجواب ما قاله سيبيويه ان هذا كلام محمول على المعنى وعادة العرب أن تقدم ما فيه السبب فيجعل في موضع المسبب لأنه يصير إليه ومثله قولك أعددت هذه الخشبة أن تميل الحائط فأدعمه بها ومعلوم أنك لم تقصد باعادة الخشبة ميل الحائط وإنما المعنى لأدعم بها الحائط إذ مال فكذلك الاية تقديرها لأن تذكر احداهما الاخرى إذا ضلت أو لضلالها ولا يجوز أن يكون التقدير مخافة أن تضل لأنه عطف عليه فتذكر فيصير المعنى مخافة أن تذكر احداهما الاخرى إذا ضلت وهذا عكس المراد ويقرأ فتذكر بالرفع على الاستئناف ويقرأ ان بكسر الهمزة على أنها شرط وفتحة اللام على هذا حركة بناء لالتقاء الساكين فتذكر جواب الشرط ورفع الفعل لدخول الفاء الجواب ويقرأ بتشديد الكاف وتخفيفها يقال ذكرته و احداهما للفاعل و الاخرى المفعول ويصح في المعنى العكس الا أنه يمتنع في الإعراب على ظاهر قول النحويين لأن الفاعل والمفعول إذا لم يظهر فيهما علامة الإعراب أوجبوا تقديم الفاعل في كل موضع يخاف فيه اللبس فعلى هذا إذا أمن اللبس جاز تقديم المفعول كقولك كسر عيسى العصا وهذه الاية من هذا القبيل لأن النسيان والاذكار لا يتعين في واحدة منهما بل ذلك على الايهام وقد علم بقوله فتذكر أن التي تذكر هي الذاكرة والتي تذكر هي الناسية كما علم لفظ كسر من يصح منه الكسر فعلى هذا يجوز أن يجعل احداهما فاعلا والاخرى مفعولا وأن يعكس

فان قيل لم لم يقل فتذكرها الاخرى قيل فيه وجهان أحدهما أنه أعداد الظاهر ليدل على الايهام في الذكر والنسيان ولو أضمر لتعين عوده إلى المذكور والثاني أنه وضع الظاهر موضع المضمر تقديره فتذكرها وهذا يدل على أن احداهما الثانية مفعول مقدم ولا يجوز أن يكون فاعلا في هذا الوجه لأن الضمير هو المظهر بعينه والمظهر الاول فاعل تضل فلو جعل الضمير لذلك المظهر لكانت الناسية هي المذكرة وذا محال والمفعول الثاني لتذكر محذوف تقديره الشهادة ونحو ذلك وكذلك مفعول يأب وتقديره ولا يأب الشهداء اقامة الشهادة وتحمل الشهادة و إذا ظرف ليأب ويجوز أن يكون ظرفا للمفعول المحذوف و أن تكتبوه في موضع نصب بتسأموا وتسأموا يتعدى بنفسه وقيل بحرف الجر و صغيرا أو كبيرا حالان من الهاء و إلى متعلقة بتكتبوه ويجوز أن تكون حالا من الهاء أيضا و عند الله ظرف لأقسط واللام في قوله للشهادة يتعلق بأقوم وأفعل يعمل في الظروف وحروف الجر وصحت الوأو في أقوم كما صحت في فعل التعجب وذلك لجموده واجرائه مجرى الاسماء الجامدة وأقوم يجوز أن يكون من أقام المتعدية لكنه حذف الهمزة الزائدة ثم أتى بهمزة أفعل كقوله تعالى أي الحزبين أحصى فيكون المعنى أثبت لاقامتكم الشهادة ويجوز أن يكون من قام اللازم ويكون المعنى ذلك أثبت لقيام الشهادة وقامت الشهادة ثبتت وألف أدنى منقلبة عن وأو لأنه من دنا يدنو و أن لا ترتابوا في موضع نصب وتقديره وأدنى لئلا ترتابوا أو إلى أن لا ترتابوا تجارة يقرأ بالرفع على أن تكون التامة و حاضرة صفتها ويجوز أن تكون الناقصة واسمها تجارة وحاضرة صفتها و تدبرونها الخبر و بينكم ظرف لتديرونها وقرىء بالنصب على أن يكون اسم الفاعل مضمرا فيه تقديره الا أن تكون المبايعة تجارة والجملة المستثناة في موضع نصب لأنه استثناء من الجنس لأنه أمر بالاستشهاد في كل معالمة واستثنى منه التجارة الحاضرة والتقدير الا في حال حضور التجارة ودخلت الفاء في فليس ايذانا بتعلق ما بعدها بما قبلها و أن لا تكتموها تقديره في الا تكتبوها وقد تقدم الخلاف في موضعه من الإعراب في غير موضع ولا يضار كاتب فيه وجوه من القراءات قد ذكرت في قوله لا تضار والدة وقرىء هنا بإسكان الراء مع التشديد وهي ضعيفة لأنه في التقدير جمع بين ثلاث سواكن الا أن له وجها وهو أن الألف لمدها تجري مجرى المتحرك فيبقى ساكنان والوقف عليه ممكن ثم أجرى الوصل

مجرى الوقف أو يكمون وقف عليه وقيقة يسيرة وقد جاء ذلك في القوافي والهاء في فانه تعود على الاباء أو الاضرار و بكم متعلق بمحذوف تقديره لاحق بكم ويعلمكم الله مستأنف لا موضع له وقيل موضعه حال من الفاعل في اتقوا تقديره واتقوا الله مضمونا التعليم أو الهداية ويجوز أن يكون حالا مقدرة
قوله تعالى فرهن خبر مبتدأ محذوف تقديره فالوثيقة أو التوثق ويقرأ بضم الهاء وسكونها وهو جمع رهن مثل سقف وسقف وأسد وأسد والتسكين لثقل الضمة بعد الضمة وقيل رهن جمع رهان ورهان جمع رهن وقد قرىء به مثل كلب وكلاب والرهن مصدر في الأصل وهو هنا بمعنى مرهون الذي أؤتمن إذا وقفت على الذي ابتدأت أو تمن فالهمزة للوصل والوأو بدل من الهمزة التي هي فاء الفعل فإذا وصلت حذفت همزة الوصل وأعدت الوأو إلى أصلها وهو الهمزة وحذفت ياء الذي لالتقاء الساكنين وقد أبدلت الهمزة ياء ساكنة وياء الذي محذوفة لما ذكرنا وقد قرىء به أمانته مفعول يؤد لا مصدر اؤتمن والامانة بمعنى المؤتمن ولا تكتموا الجمهور على التاء للخطاب كصدر الاية وقرىء بالياء على الغيبة لأن قبله غيبا الا أن الذي قبله مفرد في اللفظ وهو جنس فلذلك جاء الضمير مجموعا على المعنى فانه الهاء ضمير من ويجوز أن تكون ضمير الشأن و آثم فيه أوجه أحدها أنه خبر ان و قبلبه مرفوع به والثاني كذلك الا أن قبله بدل من آثم لا على نية طرح الاول والثالث أن قلبه بدل من الضمير في آثم والرابع أن قلبه مبتدأ وآثم خبر مقدم والجملة خبر ان وأجاز قوم قلبه بالنصب على التمييز وهو بعيد لأنه معرفة
قوله تعالى فيغفر لمن يشاء ويعذب يقرآن بالرفع على الاستئناف أي فهو يغفر وبالجزم عطفا على جواب الشرط وبالنصب عطفا على المعنى بإضمار أن تقديره فان يغفر وهذا يسمى الصرف والتقدير يكن منه حساب فغفران وقرىء في الشإذ بحذف الفاء والجزم على أنه بدل من يحاسبكم
قوله تعالى والمؤمنون معطوف على الرسول فيكون الكلام تاما عنده وقيل المؤمنون مبتدأ و وكل مبتدأ ثان والتقدير كل منهم و آمن خبر المبتدأ الثاني والجملة خبر الاول وأفرد الضمير في آمن ردا على لفظ كل وكتبه يقرأ بغير ألف على الجمع لأن الذي معه جمع ويقرأ و كتابه

على الافراد وهو جنس ويجوز أن يراد به القرآن وحده ورسله يقرأ بالضم والاسكان وقد ذكر وجهه لا نفرق تقديره يقولون وهو في موضع الحال وأضاف بين إلى أحد لأن أحدا في معنى الجمع وقالوا معطوف على آمن غفرانك أي اغفر غفرانك فهو منصوب على المصدر وقيل التقدير نسألك غفرانك
قوله تعالى كسبت وفي الثانية اكتسبت قال قوم لا فرق بينهما واحتجوا بقوله ولا تكسب كل نفس الا عليها وقال ذوقوا ما كنتم تكسبون فجعل الكسب في السيئات كما جعله في الحسنات وقال آخرون اكتسب افتعل يدل على شدة الكلفة وفعل السيئة شدشد لما يؤول إليه لا تؤاخذنا يقرأ بالهمزة والتخفيف والماضي آخذته وهو من الاخذ بالذنب وحكى وأخذته بالوأو
سورة آل عمران بسم الله الرحمن الرحيم
الم قد تقدم الكلام عليها في أول البقرة والميم من ميم حركت لالتقاء الساكنين وهو الميم ولام التعريف في اسم الله ولم تحرك لسكونها وسكون الياء قبلها لأن جميع هذه الحروف التي على هذا المثال تسكن إذا لم يلقها ساكن بعدها كقوله لام ميمم ذلك الكتاب وحم وطس وق وك وفتحت لوجهين أحدهما كثرة استعمال اسم الله بعدها والثاني ثقل الكسرة بعد الياء والكسرة وأجاز الأخفش كسرها وفيه من القبح ما ذكرنا وقيل فتحت لأن حركة همزة الله ألقيت عليها وهذا بعيد لأن همزة الوصل لاحظ لها في الثبوت في الوصل حتى تلقي حركتها على غيرها وقيل الهمزة في الله همزة قطع وإنما حذفت لكثرة الاستعمال فلذلك ألقيت حركتها على الميم لأنها تستحق الثبتوت وهذا يصح على قول من جعل أداة التعريف أل الله لا اله الا هو الحي القيوم قد ذكر اعرابه في آية الكرسي نزل عليك هو خبر آخر وما ذكرناه في قوله لا تأخذه فمثله هاهنا وقرىء نزل عليك بالتخفيف و الكتاب بالرفع وفي الجملة وجهان أحدهما هي منقطعة والثاني هي متصلة بما قبلها والضمير محذوف تقديره من عنده و بالحق حال من الكتاب و مصدقا ان شئت جعلته حالا ثانيا وان شئت جعلته بدلا من موضع قوله بالحق وان شئت جعلته حالا من الضمير في المجرور التوراة فوعلة من ورى الزنديري

إذا ظهر منه النار فكان التوراة ضياء من الضلال فأصلها وورية فأبدلت الوأو الأولى تاء كما قالوا تولج وأصله وولج وأبدلت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وقال ألفراء أصلها تورية على تفعلة كتوصية ثم أبدل من الكسرة الفتحة فانقلبت الياء ألفا كما قالوا في ناصية ناصاة ويجوز امالتها لأن أصل ألفها ياء والانجيل افعيل من النجل وهو الأصل الذي يتفرع عنه غيره ومنه سمى الولد نجلا واستنجل الوادي إذا نز ماؤه وقيل هو من السعة من قولهم نجلت الاهاب إذا شققته ومنه عين نجلاء واسعة الشق فالانجيل الذي هو كتاب عيسى تضمن سعة لم تكن لليهود وقرأ الحسن الانجيل بفتح الهمزة لا يعرف له نزير إذ ليس في الكلام أفعيل الا أن الحسن ثقة فيجوز أن يكون سمعها و من قبل يتعلق بأنمزل وبنيت قبل لقطعها عن الاضافة والأصل من قبل ذلك فقبل في حكم بعض الاسم وبعض الاسم لا يستحق اعرابا هدى حال من الانجيل والتوارة ولم يئن لأنه مصدر ويجوز أن يكون حالا من الانجيل ودل على حال للتوراة محذوفة كما يدل أحد الخبرين على الاخر للناس يجوز أن يكون صفة لهدى وأن يكون متعلقا به و ألفرقان فعلال من ألفرق وهو مصدر في الأصل فيجوز أن يكون بمعنى ألفارق أو المفروق ويجوز أن يكون التقدير ذا ألفرقان
قوله تعالى لهم عذاب ابتداء وخبر في موضع خبر ان ويجوز أن يرتفع العذاب بالظرف
قوله تعالى في الارض يجوز أن يكون صفة لشيء وأن يكون متعلقا بيخفى
قوله تعالى في الارحام في متعلقة بيصور ويجوز أن يكون حالا من الكاف والميم أي يصوركم وأنتم في الارحام مضغ كيف يشاء كيف في موضع نصب بيشاء وهو حال والمفعول محذوف تقديره يشاء تصويركم وقيل كيف ظرف ليشاء وموضع الجملة حال تقديره يصوركم على مشيئته أي مريدا فعلى هذا يكون حالا من ضمير اسم الله ويجوز أن تكون حالا من الكاف والميم أي يصوركم متقلبين على مشيئته لا اله الا هو العزيز الحكيم هو مثل قوله لا اله الا هو الرحمن الرحيم
قوله تعالى منه آيات الجملة في موضع نصب على الحال من الكتاب ولك أن ترفع آيات بالظرف لأنه قد اعتمد ولك أن ترفعه بالابتداء والظرف خبره هن أم الكتاب في موضع رفع صفة لآيات وإنما أفرد أم وهو خبر عن جمع

لأن المعنى أن جميع الايات بمنزلة آية واحدة فأفرد على المعنى ويجوز أن يكون أفرد في موضع الجمع على ما ذكرنا في قوله وعلى سمعهم ويجوز أن يكون المعنى كل منهن أم الكتاب كما قال الله تعالى فاجلدوهم ثمانين أي فاجلدوا كل واحد منهم و أخر معطوف على آيات و متشابهات نعت لأخر
فان قيل واحدة متشابهات متشابهة وواحدة أخر أخرى والواحد هنا لا يصح أن يوصف بهذا الواحد فلا يقال أخرى متشابهة الا أن يكون بعض الواحدة يشبه بعضا وليس المعنى على ذلك وإنما المعنى أن كل آية تشبه آية أخرى فكيف صح وصف هذا الجمع بهذا الجمع ولم يوصف مفرده بمفره
قيل التشابه لا يكون الا بين اثنين فصاعدا فإذا اجتمعت الاشياء المتشابهة كان كل منهما مشابها للآخر فلما لم يصح التشابه الا في حالة الاجتماع وصف الجمع بالجمع لأن كل واحد من مفرداته يشابه باقيها فأما الواحد فلا يصح فيه هذا المعنى ونظيره قوله تعالى فوجد فيها رجلين يقتتلان فثنى الضمير وان كان لا يقال في الواحد يقتتل ما تشابه منه ما بمعنى الذي ومنه حال من ضمير الفاعل والهاء تعود على الكتاب ابتغاء مفعول له والتأويل مصدر أول يؤول وأصله من آل يئول إذا انتهى نهايته و الراسخون معطوف على اسم الله والمعنى أنهم يعلمون تأويله أيضا و يقولون في موضع نصب على الحال وقيل الراسخون مبتدأ ويقولون الخبر والمعنى أن الراسخين لا يعلمون تأويله بل يؤمنون به كل مبتدأ أي كله أو كل منه و من عند الخبر وموضع آمنا وكل من عند ربنا نصب بيقولون
قوله تعالى لا تزغ قلوبنا الجمهور على ضم التاء ونصب القلوب يقال زاغ القلب وأزاغه الله وقرىء بفتح التاء ورفع القلوب على نسبة الفعل إليها و إذ هديتنا ليس بظرف لأنه أضيف إليه بعد من لدنك لدن مبنية على السكون وهي مضافة لأن علة بنائها موجودة بعد الاضافة ولحكم يتبع العلة وتلك العلة أن لدن بمعنى عند الملاصقة للشيء فعند إذا ذكرت لم تختص بالمقارنة ولدن عند مخصوص فقد صار فيها معنى لا يدل عليه الظرف بل هو من قبيل ما يفيده الحرف فصارت كأنها متضمنة للحرف الذي كان ينبغي أن يوضع دليلا على القرب ومثله ثم وهنا لأنهما بنيا لما تضمنا حرف الاشارة وفيها لغات هذه إحداها وهي فتح اللام وضم الدال وسكون النون والثانية كذلك الا أن الدال ساكنة وذلك

تخفيف كما خفف عضد والثالثة بضم اللام وسكون الدال والرابعة لدى والخامسة لد بفتح اللام وضم الدال من غير نون والسادسة بفتح اللام وإسكان الدال ولا شيء بعد الدال
قوله تعالى جامع الناس الاضافة غير محضة لأنه مستقبل والتقدير جامع الناس ليوم تقديره لعرض يوم أو حساب يوم وقيل اللام بمعنى في أي في يوم والهاء في فيه تعود على اليوم وان شئت على الجمع وان شئت على الحساب أو العرض ولا ريب في موضع جر صفة ليوم ان الله لا يخلف أعاد ذكر الله مظهرا تفخيما ولو قال انك لا تخلف كان مستقيما ويجوز أن يكون مستأنفا وليس محكيا عمن تقدم و الميعاد مفعال من الوعد قلبت وأوه ياء لسكونها وانكسار ما قبلها
قوله تعالى لن تغنى الجمهور على التاء لتأنيث الفاعل ويقرأ بالياء لأن تأنيث الفاعل غير حقيقي وقد فصل بينهما أيضا من الله في موضع نصب لأن التقدير منن عذاب الله والمعنى لن تدفع الاموال عنهم عذاب الله و شيئا على هذا في موضع المصدر تقديره غنى ويجوز أن يكون شيئا مفعولا به على المعنى لأن معنى تغني عنهم تدفع ويكون من الله صفة لشيء في الأصل قدم فصار حالا والتقدير لن تدفع عنهم الاموال شيئا من عذاب الله والوقود بالفتح الحطب وبالضم التوقد وقيل هما لغتان بمعنى
قوله تعالى كدأب الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف وفي ذلك المحذوف أقوال أحدها تقديره كفروا كفرا كعادة آل فرعون وليس الفعل المقدر هاهنا هو الذي في صلة الذين لأن الفعل قد انقطع تعلقه بالكاف لأجل استيفاء الذين خبره ولكن بفعل دل عليه كفروا التي هي صلة والثاني تقديره عذبوا عذابا كدأب آل فرعون ودل عليه أولئك هم وقود النار والثالث تقديره بطل انتفاعهم بالاموال والاولاد كعادة آل فرعون والرابع تقديره كذبوا تكذيبا كدأب آل فرعون فعلى هذا يكون الضمير في كذبوا لهم وفي ذلك تخويف لهم لعلمهم بما حل بآل فرعون وفي أخذه لآل فرعون والذين من قبلهم على هذا في موضع جر عطفا على آل فرعون وقيل الكاف في موضع رفع خبر ابتداء محذوف تقديره دأبهم في ذلك مثل دأب آل فرعون فعلى هذا يجوز في والذين من قبلهم وجهان أحدهما هو جر بالعطف أيضا وكذبوا في موضع الحال

وقد معه مرادة ويجوز أن يكون مستأنفا لا موضع له ذكر لشرح حالهم والوجه الاخر أن يكون الكلام تم على فرعون والذين من قبلهم مبتدأ و كذبوا خبره و شديد العقاب تقديره شديد عقابه فالاضافة غير محضة وقيل شديد هنا بمعنى مشدد فيكون على هذا من إضافة اسم الفاعل إلى المفعول وقد جاء فعيل بمعنى مفعل ومفعل
قوله تعالى ستغلبون وتحشرون يقرآن بالتاء على الخطاب أي واجههم بذلك وبالياء تقديره أخبرهم بأحوالهم فانهم سيغلبون ويحشرون وبئس المهاد أي جهنم فحذف المخصوص بالذم
قوله تعالى قد كان لكم آية آية اسم كان ولم يؤنث لأن التأنيث غير حقيقي ولأنه فصل ولأن الاية والدليل بمعنى وفي الخبر وجهان أحدهما لكم و في فئتين نعت لآية والثاني أن الخبر في فئتين ولكم متعلق بكان ويجوز أن يكون لكم في موضع نصب على الحال على أن يكون صفة لآية أي آية كائنة لكم فيتعلق بمحذوف و التقتا في موضع جر نعت لمبتدأ محذوف تقديره وفئة أخرى كمافرة فان قيل إذا قررت في الاول احداهما مبتدأ كان القياس أن يكون والاخرى أي والاخرى فئة كافرة قيل لما علم أن التفريق هنا لنفس المثنى المقدم ذكره كان التعريف والتنكير واحدا ويقرأ في الشإذ فئة تقاتل وأخرى كافرة بالجر فيهما على أنه بدل من فئتين ويقرأ أيضا بالنصب فيهما على أن يكون حالا من الضمير في التقتا تقديره التقتا مؤمنة وكافرة وفئة وأخرى على هذا للحال وقيل فئة وما عطف عليها على قراءة من رفع بدل من الضمير في التقتا ترونهم يقرأ بالتاء مفتوحة وهو من رؤية العين و مثليهم حال و رأى العين مصدر مؤكد ويقرأ في الشإذ ترونهم بضم التاء على ما لم يسم فاعله وهو من أورى إذا دله غيره عليه كقولك أريتك هذا الثوب ويقرأ في المشهور بالياء على الغيبة فأما القراءة بالتاء فلأن أول الاية خطاب وموضع الجملة على هذا يجوز أن يكون نعتا صفة لفئتين لأن فيها ضميرا يرجع عليهما ويجوز أن يكون حالا من الكاف في لكم وأما القراءة بالياء فيجوز أن يكون في معنى التاء الا أنه رجع من الخطاب إلى الغيبة والمعنى واحد وقد ذكر نحوه ويجوز أن يكون مستأنفا ولا يجوز أن يكون من رؤية القلب على كل الاقوال لوجهين أحدهما قوله رأى العين

والثاني أن رؤية القلب علم ومحال أن يعلم الشيء شيئين يؤيد يقرأ بالهمز على الأصل وبالتخفيف وتخفيف الهمزة هنا جعلها وأوا خالصة لأجل الضمة قبلها ولا يصح أن تجعل بين بين لقربها من الألف ولا يكون ما قبل الألف الا مفتوحا ولذلك لم تجعل الهمزة المبدوء بها بين بين لاستحالة الابتداء بالألف
قوله تعالى زين الجمهور على ضم الزاي ورفع حب ويقرأ بالفتح ونصب حب تقديره زين للناس الشيطان على ما جاء صريحا في الاية الاخرى وحركت الهاء بفي الشهوات لأنها اسم غير صفة من النساء في موضع الحال من الشهوات والنون في القنطار أصل ووزنه فعلال مثل حملاق وقيل هي زائدة واشتقاقه من قطر يقطر إذا جرى والذهب وألفضة يشبهان بالماء في الكثرة وسرعة التقلب و من الذهب في موضع الحال من المقنطرة والخليل معطوف على النساء لا على الذهب وألفضة لأنها لا تسمى قنطارا وواحد الخيل خائل وهو مشتق من الخيلاء مثل طير وطائر وقال قوم لا واحد له من لفظه بل هو اسم للجمع والواحد فرس ولفظه لفظ المصدر ويجوز أن يكون مخففا من خيل ولم يجمع الحرث لأنه مصدر بمعنى المفعول وأكثر الناس على أنه لا يجوز ادغام الثاء في الذال هنا لئلا يجمع بين ساكنين لأن الراء ساكنة فأما الادغام في قوله يلهث ذلك فجائز و المآب مفعل من آب يؤب والأصل مأوب فلما تحركت الوأو وانفتح ما قبلها في الأصل وهو آب قلبت ألفا
قوله تعالى قل أؤنبئكم يقرأ بتحقيق الهمزتين على الأصل وتقلب الثانية وأوا خاصة لانضمامها وتليينها وهو جعلها بين الوأو والهمزة وسوغ ذلك انفتاح ما قبلها بخير من ذلكم من في موضع نصب بخير تقديره بما يفضل ذلك ولا يجوز أن يكون صفه لخير لأن ذلك يوجب أن تكون الجنة وما فيها مما رغبوا فيه بعضا لما زهدوا فيه من الاموال ونحوها للذين اتقوا خبر المبتدأ الذي هو جنات و تجري صفة لها وعند ربهم يحتمل وجهين أحدهما أن يكون ظرفا للاستقرار والثاني أن يكون صفة للجنات في الأصل قدم فانتصب على الحال ويجوز أن يكون العامل تجري و من تحتها متعلق بتجري ويجوز أن يكون حالا من الانهار أي تجري الانهار كائنة تحتها ويقرأ جنات بكسر التاء وفيه وجهان أحدهما هو مجرور بدلا من خير فيكون للذين اتقوا على هذا صفة لخير والثاني أن يكون منصوبا على إضمار أ ' نى أو بدلا من موضع بخير ويجوز أن يكون

الرفع على خبر مبتدأ محذوف أي هو جنات ومثله بشر من ذلكم النار ويذكر في موضعه ان شاء الله تعالى و خالدين فيها حال ان شئت من الهاء في تحتها وان شئت من الضمير في اتقوا والعامل الاستقرار وهي حال مقدرة وأزواج معطوف على جنات بالرفع فأما على القراءة الاخرى فيكون مبتدأ وخبره محذوف تقديره ولهم أزواج ورضوان يقرأ بكسر الراء وضمها وهما لغتان وهو مصدر ونظير الكسر الاتيان والقربات ونظير الضم الشكران والكفران
قوله تعالى الذين يقولون يجوز أن يكون في مضوع جر صفة للذين اتوقا أو بدل منه ويضعف أن يكون صفة للعباد لأن فيه تخصيصا لعلم الله وهو جائز على ضعفه ويكون الوجه فيه اعلامهم بأنه عالم بمقدار مشقتهم في العبادة فهو يجازيهم عليها كما قال والله أعلم بايمانكم ويجوز أن يكون في موضع نصب على تقدير أعنى وأن يكون في موضع رفع على إضمارهم
قوله تعالى الصابرين وما بعده يجوز أن يكون مجرورا وأن يكون منصوبا صفة للذين إذا جعلته في موضع جر أو نصب وان جعلت الذين رفعا نصبت الصابرين بأعنى
فان قيل لم دخلت الوأو في هذه وكلها لقبيل واحد ففيه جوابان أحدهما أن الصفات إذا تكررت جاز أن يعطف بعضها على بعض بالوأو وان كان الموصوف بها واحدا ودخول الوأو في مثل هذا الضرب تفخيم لأنه يؤذن بأن كل صفة مستقلة بالمدح والجواب الثاني أن هذه الصفات متفرقة فيهم فبعضهم صابر وبعضهم صادق فالموصوف بها متعدد
قوله تعالى شهد الله الجمهور على أنه فعل وفاعل ويقرأ شهداء الله جمع شهيد أو شاهد بفتح الهمزة وزيادة لام مع اسم الله وهو حال من يستغفرون ويقرأ كذلك الا أنه مرفوع على تقدير هم شهداء ويقرأ شهداء الله بالرفع والاضافة و أنه أي بأنه في موضع نصب أو جر على ما ذكرنا من الخلاف في غير موضع قائما حال من هو والعامل فيه معنى الجملة أي يفرد قائما وقيل هو حال من اسم الله أي شهد لنفسه بالوحدانية وهي حال مؤكدة على الوجهين وقرأ ابن مسعود القائم على أنه بدل أو خبر مبتدأ محذوف العزيز الحكيم مثل الرحمن الرحيم في قوله والهكم اله واحد وقد ذكر
قوله تعالى ان الذين الجمهور على كسر الهمزة على الاستئناف ويقرأ

بالفتح على أن الجملة مصدر وموضعه جر بدلا من أنه لا اله الا هو أي شهد الله بوحدانيته بأن الدين وقيل هو بدل من القسط وقيل هو في موضع نصب بدلا من الموضع والبدل على الوجوه كلها بدل الشيء وهو هو ويجوز بدل الاشتمال عند الله ظرف العامل فيه الدين وليس بحال منه لأن أن تعمل في الحال بغيا مفعول من أجله والتقدير اختلفوا بعد ما جاءهم العلم للبغي ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال ومن يكفر من مبتدأ والخبر يكفر وقيل الجملة من الشرط والجزاء هي الخبر وقيل الخبر هو الجواب والتقدير سريع الحساب له
قوله تعالى ومن اتبعني من في موضع رفع عطفا على التاء في أسلمت أي وأسلم من اتبعني وجوههم لله وقيل هو مبتدأ والخبر محذوف أي كذلك ويجوز إثبات الياء على الأصل وحذفها تشبيها له برؤوس الاي والقوافي كقول الاعشى
فهل يمنعني ارتيادي البلاد ... من حذر الموت أن يأتين وهو كثير في كلامهم أأسلمتم هو في معنى الامر أي أسلموا كقوله فهل أنتم منهون أي انتهوا
قوله تعالى فبشرهم هو خبر ان ودخلت الفاء فيه حيث كانت صلة الذي فعلا وذلك مؤذن باستحقاق البشارة بالعذاب جزاء على الكفر ولا تمنع ان من دخول الفاء في الخبر لأنها لم تغير معنى الابتداء بل أكدته فلو دخلت على الذي كان أو ليت لم يجز دخول الفاء في الخبر ويقرأ ويقاتلون النبيين ويقتلون هو المشهور ومعناهما متقارب
قوله تعالى يدعون في موضع حال من الذين وهم معرضون في موضع رفع صفة لفريق أو حالا من الضمير في الجار وقد ذكرنا ذلك في قوله أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم
قوله تعالى ذلك هو خبر مبتدأ محذوف أي ذلك الامر ذلك فعلى هذا يكون قوله بأنهم قالوا في موضع نصب على الحال مما في ذا من معنى الاشارة أي ذلك الامر مستحقا بقولهم وهذا ضعيف والجيد أن يكون ذلك مبتدأ وبأنهم خبره أي ذلك العذاب مستحق بقولهم
قوله تعالى فكيف إذا جمعناهم كيف في موضع نصب على الحال

والعامل فيه محذوف تقديره كيف يصنعون أو كيف يكونو وقيل كيف ظرف لهذا المحذوف وإذا ظرف للمحذوف أيضا
قوله تعالى قل اللهم الميم المشددة عوض من ياء وقال ألفراء الأصل يا ألله أمنا بخير وهو مذهب ضعيف وموضع بيان ضعفه غير هذا الموضع مالك الملك هو نداء ثان أي يا مالك الملك ولا يجوز أن يكون صفة عند سيبويه على الموضع لأن الميم في آخر المنادى تمنع من ذلك عنده وأجاز المبرد والزجاج أن يكون صفة تؤتي الملك هو وما بعده من المعطوفات خبر مبتدأ محذوف أي أنت وقيل هو مستأنف وقيل الجملة في موضع الحال من المنادى وانتصاب الحال على المنادى مختلف فيه والتقدير من يشاء اتيانه إياه ومن يشاء انتزاعه منه بيدك الخير مستأنف وقيل حكمه حكم ما قبله من الجمل
قوله تعالى الميت من الحي يقرأ بالتخفيف والتشديد وقد ذكرناه في قوله انما حرم عليكم الميتة بغير حساب يجوز أن يكون حالا من المفعول المحذوف أي ترزق من تشاؤه غير محاسب ويجوز أن يكون حالا من ضمير الفاعل أي تشاء غير محاسب له أو غير مضيق له ويجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف أو مفعول محذوف أي رزقا غير قليل
قوله تعالى لا يتخذ المؤمنون هو نهي وأجاز الكسائي فيه الرفع على الخبر والمعنى لا يبتغي من دون في موضع نصب صفة لأولياء فليس من الله في شيء التقدير فليس في شيء من دين الله فمن الله في موضع نصب على الحال لأنه صفة للنكرة قدمت عليه الا أن تتقوا هذا رجوع من الغيبة إلى الخطاب وموضع أن تتقوا نصب لأنه مفعول من أجله وأصل تقاة وقية فأبدلت الوأو تاء لانضمامها ضما لازما مثل نحاة وأبدلت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وانتصابها على الحال ويقرأ تقية ووزنها فعيلة والياء بدل من الوأو أيضا ويحذركم الله نفسه أي عقاب نفسه كذا قال الزجاج وقال غيره لا حذف هنا
قوله تعالى ويعلم ما في السموات هو مستأنف وليس من جواب الشرط لأنه يعلم ما فيها على الاطلاق
قوله تعالى يوم تجد يوم هنا مفعول به أي إذكر وقيل هو ظرف والعامل فيه قدير وقيل العامل فيه وإلى الله المصير وقيل العامل فيه ويحذركم

الله عقابه يوم تجد فالعامل فيه العقاب لا التحذير وما عملت ما فيه بمعنى الذي والعائد محذوف وموضعه نصب مفعول أول و محضرا المفعول الثاني هكذا ذكروا والاشبه أن يكون محضرا حالا وتج المتعدية إلى مفعول واحد وما عملت من سوء فيه وجهان أحدهما هي بمعنى الذي أيضا معطوفة على الأولى والتقدير وما عملت من سوء محضرا أيضا و تود على هذا في موضع نصب على الحال والعامل تجد والثاني أنها شرط وارتفع تود على أنه أراد ألفاه أي فهي تود ويجوز أن يرتفع من غير تقدير حذف لأن الشرط هنا ماض وإذا لم يظهر في الشرط لفظ الجزم جاز في الجزاء الجزم والرفع
قوله تعالى فان تولوا يجوز أن يكون خطابا فتكون التاء محذوفة أي فان تتولوا وهو خطاب كالذي قبله ويجوز أن يكون للغيبة فيكون لفظه لفظ الماضي
قوله تعالى ذرية قد ذكرنا وزنها وما فيها من القراءت فأما نصبها فعلى البدل من نوح وما عطف عليه من الاسماء ولا يجوز أن يكون بدلا من آدم لأنه ليس بذرية ويجوز أن يكون حالا منهم أيضا والعامل فيها اصطفى بعضها من بعض مبتدأ وخبر في موضع نصب صفة لذرية
قوله تعالى إذ قالت قيل تقديره إذكر وقيل هو ظرف لعليم وقيل العامل فيه اصطفى المقدرة مع آل عمران محررا حال من ما هوهي بمعنى الذي لأنه لم يصر ممن يعقل بعد وقيل هو صفة لموصوف محذوف أي غلاما محررا وإنما قدروا غلاما لأنهم كانوا لا يجعلون لبيت المقدس الا الرجال
قوله تعالى وضعتها أنثى أنثى حال من الهاء أو بدل منها بما وضعت يقرأ بفتح العين وسكون التاء على أنه ليس من كلامها بل معترض وجاز ذلك لما فيه من تعظيم الرب تعالى ويقرأ بسكون العين وضم التاء على أنه من كلامها والأولى أقوى لأن الوجه في مثل هذا أن يقال وأنت أعلم بما وضع ووجه جوازه أنها وضعت الظاهر موضع المضمر تفخيما ويقرأ بسكون العين وكسر التاء كأن قائلا قال لها ذلك سميتها مريم هذا الفعل مما يتعدى إلى المفعول الثاني تارة بنفسه وتارة بجرف الجر تقول العرب سميتك زيدا وبزيد
قوله تعالى وأنبتها نباتا حسنا هو هنا مصدر على غير لفظ الفعل المذكور

وهو نائب عن انبات وقيل التقدير فنبتت نباتا والنبت والنبات بمعنى وقد يعبر بهما عن النابت وتقبلها أي قبلها ويقرأ على لفظ الدعاء في تقبلها وأنبتها وكفلها وربها بالنصب أي يا ربها و زكريا المفعول الثاني ويقرأ في المشهور كفلها بفتح الفاء وقرىء أيضا بكسرها وهي لغة يقال كفل يكفل مثل علم يعلم ويقرأ بتشديد الفاء والفاعل الله وزكريا المفعول وهمزة زكريا للتأنيث إذ ليست منقلبة ولا زائدة للتكثير ولا للالحاق وفيه أربع لغات هذه إحداها والثانية القصر والثالثة زكرى بياء مشدد من غير ألف والرابعة زكر بغير ياء كلما قد ذكرنا اعرابه أو البقرة و المحراب مفعول دخل وحق دخل أي يتعدى بفي أو بإلى لكنه اتسع فيه فأوصل بنفسه إلى المفعول و عندها يجوز أن يكون ظرفا لوجد وأن يكون حالا من الرزق وهو صفة له في الأصل أي رزقا كائنا عندها ووجد المتعدي إلى مفعول واحد وهو جواب كلما وأما قال يا مريم أنى لك فهو مستأنف فلذلك لم يعطفه بالفاء ولذلك قالت هو من عند الله ولا يجوز أن يكون قال بدلا من وجد لأنه ليس في معناه ويجوز أن يكون التقدير فقال فحذف الفاء كما حذفت في جواب الشرط كقوله وان أطعتموهم انكم وكذلك قول الشاعر
من يفعل الحسنات الله يشكرها ...
وهذا الموضع يشبه جواب الشرط لأن كلما تشبه الشرط في اقتضائها الجواب هذا مبتدأ وأنى خبره والتقدير من أين ولك تبيين ويجوز أن يرتفع هذا بلك وأنى ظرف للاستقرار
قوله تعالى هنالك أكثر ما يقع هنا ظرف مكان وهو أصلها وقد وقعت هنا زمانا فهي في ذلك كعند فانك تجعلها زمانا وأصلها المكان كقولك أتيتك عند يطلوع الشمس وقيل هنا مكان أي في ذلك المكان دعا زكريا والكاف حرف للخطاب وبها تصير هنا للمكان البعيد عنك ودخلت اللام لزيادة البعد وكسرت على أصل التقاء الساكنين هي والألف قبلها وقيل كسرت لئلا تلتبس بلام الملك وإذا حذفت الكاف فقلت هنا للمكان الحاضر والعامل في هنا دعا قال مثل قال أنى لك من لدنك يجوز أن يتعلق بهب لي فيكون من لابتداء غاية الهبة ويجوز أن يكون في الأصل صفة ل لذرية قدمت فانتصبت على الحال و سميع بمعنى سامع

قوله تعالى فنادته الجمهور على إثبات تاء التأنيث لأن الملائكة جماعة وكره قوم التاء لأنها للتأنيث وقد زعمت الجاهلية أن الملائكة اناث فلذلك قرأ من قرأ فناداه بغير تاء والقراءة به جيدة لأن الملائكة جمع وما اعتلوا به ليس بشيء لأن الاجماع على إثبات التاء في قوله وإذ قالت الملائكة يا مريم وهو قائم حال من الهاء في نادته يصلي حال من الضمير في قائم ويجوز أن يكون في موضع رفع صفة لقائم ان الله يقرأ بفتح الهمزة أي بأن الله وبكسرها أي قالت ان الله لأن النداء قول يبشرك الجمهور على التشديد ويقرأ بفتح الياء وضم الشين مخففا وبضم الياء وكسر الشين مخففا أيضا يقال بشرته وبشرته وأبشرته ومنه قوله وأبشروا بالجنة يحيي اسم أعجمي وقيل سمي بالفعل الذي ماضيه حي مصدقا حال منه وسيدا وحصورا ونبيا كذلك
قوله تعالى غلاما اسم يكون ولي خبره ويجوز أن يكون فاعل يكون على أنها تامة فيكون لي متعلقا بها أو حالا من غلام أي أنى يحدث غلام لي وأنى بمعنى كيف أو من أين بلغني الكبر وفي موضع آخر بلغت من الكبر والمعنى واحد لأن ما بلغك فقد بلغته عاقر أي ذات عقر فهو على النسب وهو في المعنى مفعول أي معقورة ولذلك لم يلحق تاء التأنيث كذلك في موضع نصب أي يفعل ما يشاء فعلا كذلك
يقوله تعالى اجعل لي آية أي صير لي فآية مفعول أول ولي مفعول ثان آيتك مبتدأ و الا تكلم خبره وان كان قد قرىء تكلم بالرفع فهو جائز على تقدير انك لا تكلم كقوله الا يرجع إليهم قولا الا رمزا استثناء من غير الجنس لأن الاشارة ليست كلاما والجمهور على فتح الراء وإسكان الميم وهو مصدر رمز ويقرأ بضمها وهو جمع رمزة بضمتين وأقر ذلك في الجمع ويجوز أن يكون مسكن الميم في الأصل وإنما أتبع الضم الضم ويجوز أن يكون مصدرا غير جمع وضم اتباعا كاليسر واليسر كثيرا أي ذكرا كثيرا و العشي مفرد وقيل جمع عشية والابكار مصدر والتقدير ووقت الابكار يقال أبكر إذا دخل في البكرة
قوله تعالى وإذ قالت تقديره وإذكر إذ قالت وان شئت كان معطوفا على إذ قالت امرأة عمران والأصل في اصطفى اصتفى ثم أبدلت التاء طاء لتوافق الصاد في الاطباق وكرر اصطفى اما توكيدا واما ليبين من اصطفاها عليهم

قوله تعالى ذلك من أنباء الغيب يجوز أن يكون التقدير الامر ذلك فعلى هذا من أنباء الغيب حال من ذا ويجوز أن يكون ذلك مبتدأ ومن أنباء خبره ويجوز أن يكون نوحيه خبر ذلك ومن أنباء حالا من الهاء في نوحيه ويجوز أن يكون متعلقا بنوحيه أي الايجاء مبدوء به من أنباء الغيب إذ يلقون ظرف لكان ويجوز أن يكون ظرفا للاستقرار الذي تعلق به لديهم والاقلام جمع قلم والقلم بمعنى المقولم أي المقطوع كالنقض بمعنى المنقوض والقبض بمعنى المقبوض أيهم يكفل مريم مبتدأ وخبر في موضع نصب أي يقترعون أيهم فالعامل فيه ما دل عليه يلقون و إذ يختصمون مثل إذ يلقون ويختصمون بمعنى اختصموا وكذلك يلقون أي ألقوا ويجوز أن يكون حكى الحال
قوله تعالى إذ قالت الملائكة إذ بدل من إذا التي قبلها ويجوز أن يكون ظرفا ليختصمون ويجوز أن يكون التقدير إذكر منه في موضع جر صفة للكلمة ومن هنا لابتداء الغاية اسمه مبتدأ و المسيح خبره و عيسى بدل منه أو عطف بيان ولا يجوةز أن يكون خبر آخر لأن تعدد الاخبار يوجب تعدد المبتدأ والمبتدأ والمبتدأ هنا مفرد وهو قوله اسمه ولو كان عيسى خبرا آخر لكان أسماؤه أو أسماؤها على تأنيث الكلمة والجملة صفة لكلمة و ابن مريم خبر مبتدأ محذوف أي هو ابن ولا يجوز أن يكون بدلا مما قبله ولا صفة لأن ابن مريم ليس باسم الا ترى أنك لا تقول اسم هذا الرجل ابن عمرو الا إذا كان قد علق علما عليه وإنما ذكر الضمير في اسمه على معنى الكلمة لأن المراد بيبشرك بمكون أو مخلوق وجيها ومن المقربين ويكلم أحوال مقدرة وصاحبها معنى الكلمة وهو مكون أو مخلوق وجاز أن ينتصب الحال عنه وهو نكرة لأنه قد وصف ولا يجوز أن تكون أحوالا من المسيح ولا من عيسى ولا من ابن مريم لأنها أخبار والعامل فيها الابتداء أو المبتدأ أو هما وليس شيء من ذلك يعمل في الحال ولا يجوز أن تكون أحوالا من الهاء في اسمه للفصل الواقع بينهما ولعدم العامل في الحال
قوله تعالى في المهد يجوز أن يكون حالا منن الضمير في يكلم أي يكلمهم صغيرا ويجوز أن يكون ظرفا وكهلاا يجوز أن يكون حالا معطوفة على وجيها وأن يكون معطوفا على موضع في المهد إذا جعلته حالا ومن الصالحين حال معطوفة على وجيها

قوله تعالى كذلك الله يخلق قد ذكر في قوله كذلك الله يفعل ما يساء قصة زكريا و إذا قضي أمرا مشروح في البقرة
قوله تعالى ونعلمه يقرأ بالنون حملا على قوله ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك ويقرأ بالياء حملا على يبشرك وموضعه حال معطوفة على وجيها ورسولا فيه وجهان أحدهما هو صفة مثل صبور وشكور فيكون حالا أيضا أو مفعولا به على تقدير ويجعله رسولا وفعول هنا بمعنى مفعل أي مرسلا والثاني أن يكون مصدرا كما قال الشاعر
أبلغ أبا سلمى رسولا تروعه ... فعلى هذا يجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال وأن يكون مفعولا معطوفا على الكتاب أي نعلمه رسالة فإلى على الوجهين تتعلق برؤسول لأنهما يعملان عمل الفعل ويجوز أن يكون إلى نعتا لرسول فيتعلق بمحذوف أنى في موضع الجملة ثلاثة أوجه أحدها جر أي بأنى وذلك مذهب الخليل ولو ظهرت الباء لتعلقت برسول أو بمحذوف يكون صفة لرسول أي ناطقا بأنى أو مخبرا والثاني موضعها نصب على الموضع وهو مذهب سيبويه أو على تقدير يذكر أنى ويجوز أن يكون بدلا من رسول إذا جعلته مصدرا تقديره ونعلمه أنى قد جئتكم والثالث موضعها رفع أي هو أنى قد جئتكم إذا جعلت رسولا مصدرا أيضا بأية في موضع الحال أي محتجا بآية من ربكم يجوز أن يكون صفة لآية وأن يكون متعلقا بجئت أنى أخلق يقرأ بفتح الهمزة وفي موضعه ثلاثة أوجه أحدها جر بدلا من آية والثاني ررفع أي هي أنى والثالث أن يكون بدلا من أنى الأولى ويقرأ بكسر الهمزة على الاستئناف أو على اضمشاق القول كهيئة الكاف في موضع نصب نعتا لمعفول محذوف أي هيئة كهيئة الطير والهيئة مصدر في معنى المهيا كالخلق بمعنى المخلوق وقيل الهيئة اسم لحال الشيء وليست مصدرا والمصدر التهيؤ والتهيؤ والتهيئة والتهيئة ويقرأ كهيئة الطير على إلقاء حركة الهمزة على الياء وحذفها وقد ذكر في البقرة اشتقاق الطير وأحكامه والهاء في فيه تعود على معنى الهيئة لأنها بمعنى المهيا ويجوز أن تعود على الكاف لأنها اسم بمعنى مثل وأن تعود على الطير وأن تعود على المفعول المحذوف فيكون أي فيصير فيجوز أن تكون كان هنا التامة لأن معناها صار وصار بمعنى انتقل ويجوز أن تكون الناقصة و طائرا على الاول حال وعلى الثاني خبر و بإذن الله يتعلق بيكون بما تأكلون يجوز أن تكون بمعنى الذي ونكرة موصوفة ومصدرية وكذلك

ما الاخرى والأصل في تدخرون الا أن الذال مجهورة والتاء مهموسة فلم يجتمعا فأبدلت التاء دالا لأنها من مخرجها لتقرب من الذال ثم أبدلت الذال دالا وأدغمت ومن العرب من يقلب التاء ذالا ويدغم ويقرأ بتخفيف الذال وفتح الخاء وماضيه ذخر
قوله تعالى ومصدقا حال معطوفة على قوله بآية أي جئتكم بآية ومصدقا لما بين يدي ولا يجوز أن يكون معطوفا على وجيها لأن ذلك يوجب أن يكون ومصدقا لما بين يديه على لفظ الغيبة من التوراة في موضع نصب على الحال من الضمير المستتر في الظرف وهو بين والعامل فيها الاستقرار أو نفس الظرف ويجوز أن يكون حالا من ما فيكون العامل فيها مصدقا ولأحل هو معطوف على محذوف تقديره لأخفف عنكم أو نحو ذلك وجئتكم بآية هذا تكرير للتوكيد لأنه قد سبق هذا المعنى في الاية التي قبلها
قوله تعالى منهم الكفر يجوز أن يتعلق من بأحس وأن يكون حالا من الكفر أنصارى هو جمع نصير كشريف وأشراف وقال قوم هو جمع نصر وهو ضعيف الا أن تقدر فيه حذف مضاف أي من صاحب نصرى أو تجعله مصدرا وصف به و إلى في موضع الحال متعلقة بمحذوف وتقديره من أنصاري مضافا إلى الله أو إلى أنصار الله وقيل هي بمعنى مع وليس بشيء فان إلى لا تصلح أن تكون بمعنى مع ولا قياس يعضده الحواريون الجمهور على تشدشد الياء وهو الأصل لأنها ياء النسبة ويقرأ بتخفيفها لأنه فر من تضعيف الياء وجعل ضمة الياء الباقية دليل على أصل كما قرءوا يستهزئون مع أن ضمة الياء بعد الكسرة مستثقل واشتقاق الكملة من الحور وهو البياض وكان الحواريون يقصرون الثياتب وقيل اشتقاقه من حار يحور إذا رجع فكأنهم الراجعون إلى الله وقيل هو مشتق من نقاء القلب وخلوصه وصدقه
قوله تعالى فاكتنبا مع الشاهدين في الكلام حذف تقديره مع الشاهدين تلك بالوحدانية
قوله تعالى والله خير الماكرين وضع الظاهر موضع المضمر تفخيما والأصل وهو خير الماكرين
قوله تعالى متوفيك ورافعك إلى كلاهما للمستقبل ولا يتعرفان

بالاضافة والتقدير رافعك الي ومتوفيك لأنه رفع إلى السماء ثم يتوفى بعد ذلك وقيل الوأو للجمع فلا فرق بين التقديم والتأخير وقيل متوفيك من بينهم ورافعك إلى السماء فلا تقديم فيه ولا تأخير وجاعل الذين اتبعوك قيل هو خطاب لنبينا عليه الصلاة و السلام فيكون الكلام تاما على ما قبله وقيل هو لعيسى والمعنى أن الذين اتبعوه ظاهرون على إليهود وغيرهم من الكفار إلى قبل يوم القيامة بالملك والغلبة فأما يوم القيامة فيحكم بينهم فيجازة كلا على عمله
قوله تعالى فأما الذين كفروا يجوز أن يكون الذي مبتدأ فأعذبهم خبره ويجوز أن يكون الذين في موضع نصب بفعل محذوف يفسره فأعذبهم تقديره فأعذب بغير ضمير مفعول لعمله في الظاهر قبله فحذف وجعل الفعل المشغول بضمير الفاعل مفسرا له وموضع الفعل المحذوف بعد الصلة ولا يجوز أن يقدر الفعل قبل الذين لأن أما لا يليها الفعل ومثله وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم وأما ثمود فهديناهم فيمن نصب
قوله تعالى ذلك نتلوه فيه ثلاثة أوجه أحدها ذلك مبتدأ ونتلوه خبره والثاني المبتدأ محذوف وذلك خبره أي الامر ذلك ونتلوه في موضع الحال أي الامر المشار إليه متلوا و من الايات حال من الهاء والثالث ذلك مبتدأ ومن الايات خبره ونتلوه حال والعامل فيه معنى الاشارة ويجوز أن يكون ذلك في موضع نصب بفعل دل عليه نتوله تقديره نتلو ذلك فيكون من الايات حالا من الهاء أيضا و الحكيم هنا بمعنى المحكم
قوله تعالى خلقه من تراب هذه الجملة تفسير للمثل فلا موضع لها وقيل موضعها حال من آدم وقد معه مقدرة والعامل فيها معنى التشبيه والهاء لآدم ومن متعلقة بخلق ويضعف أن يكون حالا لأنه يصير تقديره خلقه كائنا من تراب وليس المعنى عليه ثم قال له ثم هاهنا لترتيب الخبر لا لترتيب المخبر عنه لأن قوله كن لم يتأخر عن خلقه وإنما هو في المعنى تفسير لمعنى الخق وقد جاءت ثم غير مقيدة بترتيب المخبر عنه كقوله فالينا مرجعهم ثم الله شهيد وتقول زيد عالم ثم هو كريم ويجوز أن يكون لترتيب المخبر عنه على أن يكون المعنى صوره طينا ثم قال له كن لحما ودما
قوله تعالى فمن حاجك فيه الهاء ضمير عيسى ومن شطرية والماضي بمعنى المستقبل و ما بمعنى الذي و من العلم حال من ضمير الفاعل ولا

يجوز أن تكون ما مصدرية على قول سيبيويه والجمهور لأن ما المصدرية لا يعود إليها ضمير وفي حاجك ضمير فاعل إذ ليس بعده ما يصح أن يكون فاعلا والعلم لا يصح أن يكون فاعلا لأن من لا تزاد في الجواب ويخرج على قول الأخفش أن تكون مصدرية ومن زائدة والتقدير من بعد مجيء العلم اياك والأصل في تعالوا تعاليوا لأن الأصل في الماضي تعالى والياء منقلبة عن وأو لأنه من العلو فأبدلت الوأو ياء لوقوعها رابعة ثم أبدلت الياء ألفا فإذا جاءت وأو الجمع حذفت لالتقاء الساكنين وبقيت الفتحة تدل عليها و ندع جواب لشرط محذوف و نبتهل و نجعل معطوفان عليه ونجعل المتعدية إلى مفعولين أي نصير والمفعول الثاني على الكإذبين
قوله تعالى لهو القصص مبتدأ وخبر في موضع خبر ان الا الله خبر من اله تقديره وما اله الا الله
قوله تعالى فان تولوا يجوز أن يكون اللفظ ماضيا ويجوز أن يكون مستقبلا تقديره يتولوا ذكره النحاس وهو ضعيف لأن حرف المضارعة لا يحذف
قوله تعالى سواء الجمهور على الجر وهو صفة لكلمة ويقرأ سواء بالنصب على المصدر ويقرأ كلمة بكسر الكاف وإسكان اللام على التخفيف والنقل مثل فخذ وكبد بيننا وبينكم ظرف لسواء أي لتستوي الكلمة بيننا ولم تؤنث سواء وهو صفة مؤنث لأنه مصدر وصف به فأما قوله الا نعبد ففي موضعه وجهان أحدهما جر بدلا من سواء أو من كلمة تقديره تعالوا إلى ترك عبادة غير الله والثاني هو رفع تقديره هي أن لا نعبد الا الله وأن هي المصدرية وقيل تم الكلام على سواء ثم استأنف فقال بينننا وبينكم أن لا نعبد أي بيننا وبينكم التوحيد فعلى هذا يجوز أن يكون أن لا نعبد مبتدأ والظرف خبره والجملة صفة لكلمة ويجوز أن يرتفع الا نعبد بالظرف فان تولوا هو ماض ولا يجوز أن يكون التقدير يتولوا لفساد المعنى لأن قوله فقولوا اشهدوا خطاب للمؤمنين ويتولوا للمشركين وعند ذلك لا يبقى في الكلام جواب الشرط والتقدير فقولوا لهم
قوله تعالى لم تحاجون الأصل لما فحذفت الألف لما ذكرنا في قوله فلم تقتلون واللام متعلقة بتحاجون الا من بعده من يتعلق بأنزلت والتقدير من بعد موته

قوله تعالى ها أنتم ها للتنبيه وقيل هي بدل من همزة الاستفها ويقرأ بتحقيق الهمزة والمد وبتليين الهمزة والمد وبالقصر والهمز وقد ذكرنا اعراب هذا الكلام في قوله ثم أنتم هؤلاء تقتلون فيما هي بمعنى الذي أو نكرة موصوفة و علم مبتدأ ولكم خبره وبه في موضع نصب على الحال لأنه صفة لعلم في الأصل قدمت عليه ولا يجوز أن تتعلق الباء بعلم إذ فيه تقديم الصلة على الموصول فان علقتها بمحذوف يفسره المصدر جاز وهو الذي يسمى تبيينا
قوله تعالى بابراهيم البار تتعلق بأولى وخبر ان للذين اتبعوه وأولى أفعل من ولي يلي وألفه منقلبة عن ياء لأن فاءه وأو فلا تكون لامه وأوا إذ ليس في الكلام ما فاؤه ولامه وأو ان الا وأو وهذا النبي معطوف على خبر ان ويقرأ النبي بالنصب أي واتبعوا هذا النبي
قوله تعالى وجه النهار وجه ظرف لآمنوا بدليل قوله واكفر وآخره ويجوز أن يكون ظرفا لأنزل
قوله تعالى الا لمن تبع فيه وجهان أحدهما أنه استثناء مما قبله والتقدير ولا تقروا الا لمن تبع فعلى هذا اللام غير زائدة ويجوز أن تكون زائدة ويكون محمولا على المعنى أي اجحدوا كل أحد الا من تبع والثاني أن النية التأخير والتقدير ولا تصدقوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم الا من تبع دينكم فاللام على هذا زائدة ومن في موضع نصب على الاتصناء من أحد فأما قوله قل ان الهدى فمعترض بين الكلامين لأنه مشدد وهذا الوجه بعيد لأن فيه تقديم المستنثى على المستثنى منه وعلى العامل فيه وتقديم ما في صلة أن عليها فعلى هذا ما موضع أن يؤتى ثلاثة أوجه أحدها جر تقديره ولا تؤمنوا بأن يؤتى أحد والثاني أن يكون نصبا على تقدير حذف حرف الجر والثالث أن يكون مفعولا من أجله تقديره ولا تؤمنوا الا لمن تبع دينكم مخافة أن يؤتى أحد وقيل أن يؤتى متصل بقوله قل ان الهدى هدى الله والتقدير أن يؤتى أي هو أن لا يؤتى فهو في موضع رفع أو يحاجوكم معطوف على يؤتى وجمع الضمير لأحد لأنه في مذهب الجمع كما قال لا تفرق بين أحد منهم ويقرأ أن يؤتى على الاستئناف وموضعه رفع على أنه متبدأ تقديره اتيان أحد مثل ما أوتيتم يمكن أو يصدق ويجوز أن يكون في موضع نصب سبفعل محذوف تقديره أتصدقون أن يؤتى أو أتشيعون ويقرأ شإذا أن يؤتى على تسمية الفاعل , احد فاعله والمفعول محذوف أي أن يؤتى أحد أحدا يؤتيه من يشاء

يجوز أن يكون مستأنفا وأن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هو يؤتيه وأن يكون خبرا ثانيا
قوله تعالى من ان تأمنه من مبتدأ ومن أهل الكتاب خبره والشرط وجوابه صفة لمن لأنها نكرة وكما يقع الشرط خبرا يقع صلة وصفة وحالا وقرأ أبو الاشهب العقيلي تأمنه بكسر حرف المضارعة و بقنطار الباء بمعنى في أي في حفظ قنطار وقيل الباء بمعنى على يؤده فيه خمس قراءات إحداها كسر الهاء وصلتها بياء في اللفظ وقد ذكرنا علة هذا في أول الكتاب والثانية كسر الهاء من غير ياء اكتفى بالكسرة عن الياء لدلالتها عليها ولأن الأصل أن لا يزاد على الهاء شيء كبقية الضمائر والثالثة إسكان الهاء وذلك أنه أجري الوصل مجرى الوقف وهو ضعيف وحق هاء الضمير الحركة وإنما تسكن هاء السكت والرابعة ضم الهاء وصلتها بوأو في اللفظ على تبيين الهاء المضمومة بالوأو لأنها من جنس الضمة كما بينت المكسورة بالياء والخامسة ضم الهاء من غير وأو لدلالة الضمة عليها ولأنه الأصل ويجوز تحقيق الهمزة وإبدالها وأوا للضمة قبلها الا ما دمت ما في موضع نصب على الظرف أي الا مدة دوامك ويجوز أن يكون حالا لأن ما مصدرية والمصدر قد يقع حالا والتقدير الا في حال ملازمتك والجمهور على ضم الدال وماضيه دام يدوم مثل قال يقول ويقرأ بكسر الدال وماضيه دمت تدام مثل خفت تخاف وهي لغة ذلك بأنهم أي ذلك مستحق بأنهم في الاميين صفة ل سبيل قدمت عليه فصارت حالا ويجوز أن يكون ظرفا للاستقرار في علينا وذهب قوم إلى عمل ليس في الحال فيجوز على هذا أن يتعلق بها وسبيل اسم ليس وعلينا الخبر ويجوز أن يرتفع سبيل بعلينا فيكون في ليس ضمير الشأن ويقولون على الله يجوز أن يتعلق على بيقولون لأنه بمعنى يفترون ويجوز أن يكون حالا من الكذب مقدما عليه ولا يجوز أن يتعلق بالكذب لأن الصلة لا تتقدم على الموصول ويجوز ذلك على التبيين وهم يعلمون جملة في موضع الحال
قوله تعالى بلى في الكلام حذف تقديره بلى عليهم سبيل ثم ابتدأ فقال من أو في وهي شرط فان الله جوابه والمعنى فان الله يحبهم فوضع الظاهر موضع المضمر
قوله تعالى يلوون هو في موضع نصب صفة لفريق وجمع على المعنى ولو

أفرد جاز على اللفظ والجمهور على إسكان اللام وإثبات وأوين بعدها ويقرأ بفتح اللام وتشديد الوأو وضم الياء على التكثير ويقرأ بضم اللام ووأو واحدة ساكنة والأصل يلوون كقراءة الجمهور الا أنه همز الوأو لانضمامها ثم ألقى حركتها على اللام والالسنة جمع لسان وهو على لغة من ذكر اللسان وأما من أنثه فانه يجمعه على ألسن و بالكتاب في موضع الحال من الالسنة أي ملتبسة بالكتاب أو ناطقة بالكتاب و من الكتاب هو المفعول الثاني لحسب
قوله تعالى ثم يقول هو معطوف على يؤتيه ويقرأ بالرفع على الاستئناف بما كنتم في موضع الصفة لربانيين ويجوز أن تكون الباء بمعنى السبب فتتعلق بكان وما مصدرية أي يعلمكم الكتاب ويجوز أن تكون الباء متعلقة بربانيين تعلمون يقرأ بالتخفيف أي تعرفون وبالتشديد أي تعلمونه غيركم تدرسون يقرأ بالتخفيف أي تدرسون الكتاب فالمفعول محذوف ويقرأ بالتشديد وضم التاء أي تدرسون الناس الكتاب
قوله تعالى ولا يأمركم يقرأ بالرفع أي ولا يأمركم الله أو النبي فهو مستأنف ويقرأ بالنصب عطفا على يقول فيكون الفاعل ضمير النبي أو البشر ويقرأ بإسكان الراء فرارا من توالي الحركات وقد ذكر في البقرة إذ في موضع جر بإضافة بعد إليها وأنتم مسملمون في موضع جر بإضافة إذا إليها
قوله تعالى لما آتيتكم يقرأ بكسر اللام وفيما يتعلق به وجهان أحدهما أخذ أي لهذا المعنى وفيه حذف مضاف تقديره لرعاية ما آتيتكم والثاني أن يتعلق بالميثاق لأنه مصدر أي توثقنا عليهم لذلك وما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة والعائد محذوف و من كتاب حال من المحذوف أو من الذي ويقرأ بالفتح وتخفيف ما وفيها وجهان أحدهما أن ما بمعنى الذي وموضعها رفع بالابتداء واللام لام الابتداء دخلت لتوكيد معنى القسم وفي الخبر وجهان أحدهما من كتاب وحكمة أي الذي أو تيتموه من الكتاب والنكرة هنا كالمعرفة والثاني الخبر لتؤمنن به والهاء عائدة على المبتدأ واللام جواب القسم لأن أخذ الميثاق قسم في المعنى فأما قوله ثم جاءكم فهو معطوف على ما آتيتكم والعائد على ما من هذا المعطوف فيه وجهان أحدهما تقديره ثم جاءكم به واستغنى عن اظهاره بقوله به فيما بعد والثاني أن قوله لما معكم في موضع الضمير تقديره مصدق له لأن الذي معهم هو الذي آتاهم ويجوز أن يكون العائد ضمير الاستقرار العامل

في مع ويجوز أن تكون الهاء في به تعود على الرسول والعائد على المبتدأ محذوف وسوغ ذلك طول الكلام وأن تصديق الرسول تصديق للذي أوتيه والقول الثاني أن ما شرط واللام قبله لتلقي القسم كالتي في قوله لئن لم ينته المنافقون وليست لازمة بدليل قوله وان لم ينتهوا عما يقولون فعلى هذا تكون ما في موضع نصب بآتيت والمفعول الثاني ضمير المخاطب ومن كتاب مثل من آية في قوله ما ننسخ من آية وباقي الكلام على هذا الوجه ظاهر ويقرأ لما بفتح اللام وتشديد الميم وفيها وجهان أحدهما أنها الزمانية أي أخذنا ميثاقهم لما آتيناهم شيئا من كتاب وحكمة ورجع من الغيبة إلى الخطاب على المألوف من طريقتهم والثاني أنه أراد لمن ما ثم أبدل من النون ميما لمشابهتها إياها فتوالت ثلاث ميمات فحذف الثانية لضعفها بكونها بدلا وحصول التكرير بها ذكر هذا المعنى ابن جني في المحتسب ويقرأ آتيتكم على لفظ الواحد وهو موافق لقوله وإذ اخذ الله ولقوله اصرى ويقرأ آتيناكم على لفظ الجمع للتعظيم أء قرر تم فيه حذف أي بذلك و اصرى بالكسر والضم لغتان قرىء بهما
قوله تعالى فمن تولى من مبتدأ يجوز أن تكون بمعنى الذي وأن تكون شرطا فأولئك مبتدأ ثاني و هم ألفاسقون مبتدأ وخبره ويجوز أن يكون هم فصلا
قوله تعالى أفغير منصوب ب يبيغون ويقرأ بالياء على الغيبة كذلك قبله وبالتاء على الخطاب والتقدير قل لهم طوعا وكرها مصدران في موضع الحال ويجوز أن يكونا مصدرين على غير الصدر لأن أسلم بمعنى انقاد وأطاع ترجعون بالتاء على الخطاب وبالياء على الغيبة
قوله تعالى قل آمنا تقديره قل يا محمد آمنا أي أنا ومن معي أو أنا والانبياء وقيل التقدير قل لهم قولوا آمنا
قوله تعالى ومن يبتغ الجمهور على اظهار الغينين وروي عن أبي عمرو الادغام وهو ضعيف لأن كسرة الغين الأولى تدل على الياء المحذوفة و دينا تمييز ويجوز أن يكون مفعول يبتغ و غير صفة قدمت عليه فصارت حالا وهو في الاخرة من الخاسرين هو في الإعراب مثل قوله وانه في الاخرة لمن الصالحين وقد ذكر

قوله تعالى كيف يهدي الله حال أو ظرف والعامل فيها يهدي وقد تقدم نظيره وشهدوا فيه ثلاثة أوجه أحدها هو حال من الضمير في كفروا وقد معه مقدرة ولا يجوز أن يكون العامل يهدي لأن يهدي من شهد أن الرسول حق والثاني أن يكون معطوفا على كفروا أي كيف يهديهم بعد اجتماع الامرين والثالث أن يكون التقدير وأن شهدوا أي بعد أن آمنوا وأن شهدوا فيكون في موضع جر
قوله تعالى أولئك مبتدأ و جزاؤهم مبتدأ ثان و أن عليهم لعنة الله أن واسمها وخبرها خبر جزاء أي جزاؤهم اللعنة ويجوز أن يكون جزاؤهم بدلا من أولئك بدل الاشتمال
قوله تعالى خالدين فيها حال من الهاء والميم في عليهم والعامل فيها الجار أو ما يتعلق به وفيها يعني اللعنة
قوله تعالى ذهبا تمييزه والهاء في به تعود على الملء أو على ذهب
قوله تعالى مما تحبون ما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة ولا يجوز أن تكون مصدرية لأن المحبة لا تتفق فان جعلت المصدر بمعنى المفعول فهو جائز على رأى أبي علي وما تنفقوا من شيء قد ذكر نظيره في البقرة والهاء في به تعود على ما أو على شيء
قوله تعالى حلا أي حلالا والمعنى كان كله حلا الا ما حرم في موضع نصب لأنه استثناء من اسم كان والعامل فيه كان ويجوز أن يعمل فيه حلا ويكون فيه ضمير يكون الاستثناء منه لأن حلا وحلالا في موضع اسم الفاعل بمعنى الجائز والمباح من قبل متعلق بحرم
قوله تعالى من بعد ذلك يجوز أن يتعلق بافترى وأن يتعلق بالكذب
قوله تعالى قل صدق الله الجمهور على اظهار اللام وهو الأصل ويقرأ بالادغام لأن الصاد فيها انبساط وفي اللام انبساط بحيث يتلاقي طرفاهما فصارا متقاربين والتقدير قل لهم صدق الله حنيفا يجوز أن يكون حالا من ابراهيم ومن الملة وذكر لأن الملة والدين واحد
قوله تعالى وضع للناس الجملة في موضع جر صفة لبيت والخبر

للذي ببكة و مباركا وهدى حالان من الضمير في موضع وان شئت في الجار والعامل فيهما الاستقرار
قوله تعالى فيه آيات بينات يجوز أن تكون الجملة مستأنفة مضمرة لمعنى البركة والهدى ويجوز أن يكون مضوعها حالا أخرى ويجوز أن تكون حالا من الضمير في قوله للعالمين والعامل فيه هدى ويجوز أن تكون حالا من الضمير في مباركا هو العامل فيها ويجوز أن تكون صفة لهدى كما أن للعالمين كذلك و مقام ابراهيم مبتدأ والخبر محذوف أي منها مقام ابراهيم ومن دخله معطوف عليه أي ومنها أمن من دخله وقيل هو خبر تقديره هي مقام وقيل بدل وعلى هذين الوجهين قد عبر عن الايات بالمقام وبأمن الداخل وقيل ومن دخله مستأنف ومن شرطية و حج البيت مصدر يقرأ بالفتح والكسر وهما لغتان وقيل الكسر اسم للمصدر وهو مبتدأ وخبره على الناس ولله يتعلق بالاستقرار في على تقديره استقر لله على الناس ويجوز أن يكون الخبر لله وعلى الناس متعلق به اما حالا واما مفعولا ولا يجوز أن يكون لله حالا لأن العامل في الحال على هذا يكون معنى والحال لا يتقدم على العامل المعنوي ويجوز أن يرتفع الحج بالجار الاول أو الثاني والحج مصدر أضيف إلى المفعول من استطاع بدل من الناس بدل بعض من كل وقيل هو في موضع رفع تقديره هم من استطاع والواجب عليه من استطاع والجملة بدل أيضا وقيل هو مرفوع بالحج تقديره ولله على الناس أن يحج البيت من استطاع فعلى هذا في الكلام حذف تقديره من استطاع منهم ليكون في الجملة ضمير يرجع على الاول وقيل من مبتدأ شرط والجواب محذوف تقديره من استطاع فليحج ودل على ذلك قوله ومن كفر وجوابها
قوله تعالى لم تصدون اللام متعلقة بالفعل و من مفعوله و تبغونها يجوز أن يكون مستأنفا وأن يكون حالا من الضمير في تصدون أو من السبيل لأن فيها ضميرين راجعين إليهما فلذلك صح أن تجعل حالا من كل واجحد منهما و عوجا حال
قوله تعالى بعد ايمانكم يجوز أن يكون ظرفا ليردوكم وأن يكون ظرفا ل كافرين وهو في المعنى مثل قوله كفروا بعد إيمانهم

في قوله ولا تفرقوا الأصل تتفرقوا فحذف التاء الثانيى وقد ذكر وجهه في البقرى ويقرأ بتشديد التاء والوجه فيه أنه سكن التاء الأولى حين نزلها متصلى بالألف ثم أدغم نعمة الله هو مصدر مضاف إلى الفاعل و عليكم يجوز أن يتعلق به كما تقول أنعمت عليك ويجوز أن يكون حالا من النعمة فيتعلق بمحذوف إذ كنتم يجوز أن يكون ظرفا للنعمة وأن يكون ظرفا للاستقرار في عليكم إذا جعلته حالا فأصبحتم يجوز أن تكون الناقصة فعلى هذا يجوز أن يكون الخبر بنعمته فيكون المعنى فأصبحتم في نعمته أو متلبسين بنعمته أو مشمولين و اخوانا على هذا حال يعمل فيها أصبح أو ما يتعلق به الجار ويجوز أن يكون اخوانا خبر أصبح ويكون الجار حالا يعمل فيه أصبح أو حالا من اخوان لأنه صفة له قدمنت عليه وأن يكون متعلقا بأصبح لأن الناقصة تعمل في الجار ويجوز أن يتعلق باخوانا لأن التقدير تآخيتم بنعمته ويجوز أن تكون أصبح تامة ويكون الكلام في بنعمته اخوانا قريبا من الكلام في الناقصة والاخوان جمع أخ من الصداقة لا من النسب والشفا يكتب بالألف وهي من الوأو تثنية شفوان و من النار صفة لحفرة ومن للتبعبض والضمير في منها للنار أو للحفرة ولتكن منكم يجوز أن تكون كان هنا التامة فتكون أمة فاعلا و يدعون صفته ومنكم متعلقة بتكن أو بمحذوف على أن تكون صفة لأمة قدم عليها فصار حالا ويجوز أن تكون الناقصة وأمة اسمها ويدعون لخبر ومنكم اما حال من أمة أو متعلق بكان الناقصة ويجوز أن يكون يدعون صفة ومنكم الخبر
قوله تعالى داءهم البينات انما حذف التاء لأن تأنيث البينة غير حقيقي ولأنها بمعنى الدليل
قوله نتعالى يوم تبيض هو ظرف لعظيم أو للاستقرار في لهم وفي تبيض أربع لغات فتح التاء وكسرها من غير ألف وتبياض بالألف مع فتح التاء وكسرها وكذلك تسود أكفرتم تقديره فقال لهم أكفرتم والمحذوف هو الخبر
قوله تعالى تلك آيات الله قد ذكر في البقرة
قوله تعالى كنتم خير أمة قيل كنتم في علمي وقيل هو بمعنى صرتم وقيل كان زائدة والتقدير أنتم خير وهذا خطأ لأن كان لا تزاد في أول الجملة ولا تعمل في خير تأمرون خبر ثان أو تفسير لخبر أو مستأنف لكان خيرا

لهم أي لكان الايمان لفظ الفعل على ارادة المصدر منهم المؤمنون هو مستأنف
قوله تعالى الا إذى إذى مصدر من معنى يضروكم لأن الاذى والضرر متقاربان في المعنى فعلى هذا يكون الاستثناء متصلا وقيل هو منقطع لأن المعنى لن يضروكم بالهزيمة لكن يؤذوكم بتصديكم لقتالهم يولوكم الادبار الادبار مفعول ثان والمعنى يجعلون ظهورهم تليكم ثم لا تنصرون مستأنف ولا يجوز الجزم عند بعضهم عطفا على جواب الشرط لأن جواب الشرط يقع عقيب المشروط وثم للتراخي فلذلك لم تصلح في جواب الشرط والمعطوف على الجواب كالجواب وهذا خطأ لأن الجزم في مثله قد جاء في قوله ثم لا يكونوا أمثالكم وإنما استؤنف هنا ليدل على أن الله لا ينصرهم قالتوا أو لم يقاتلوا
قوله تعالى الا بحبل في موضع نصب على الحال تقديره ضربت عليهم الذلة في كل حال الا في حال عقد العهد لهم فالباء متعلقة بمحذوف تقديره الا متمسكين بحبل
قوله تعالى ليسوا الوأو اسم ليس وهي راجعة على المذكورين قبلها و سواء خبرها أي ليسوا مستوين ثم أستأنف فقال من أهل الكتاب أمة قائمة فأمة مبتدأ نعت له والجابر قبله خبره ويجوز أن تكون أمة فاعل الجار وقد وضع الظاهر هنا موضع المضمر والأصل منهم أمة وقيل أمة رفع بسواء وهذا ضعيف في المعنى والإعراب لأنه منقطع مما قبله ولا يصح أن تكون الجملة خبر ليس وقيل أمة اسم ليس والوأو فيها حرف يدل على الجمع كما قالوا أكلوني البراغيث وسواء الخبر وهذا ضعيف إذ ليس الغرض بيان تفأوت الامة القائمة التالية لآيات الله بل الغرض أن من أهل الكتاب مؤمنا وكافرا يتلون صفة أخرى لأمة ويجوز أن يكون حالا من الضمير في قائمة أو من الامة لأنها قد وصفت والعامل على هذا الاستقرار و أناء الليل ظرف ليتلون لا لقائمة لأن قائمة قد وصفت فلا تعمل فيما بعد الصفة وواحد الاناء انى مثل معي ومنهم من يفتح الهمزة فيصير على ووزن عصا ومنهم من يقول انى بالياء وكسر الهمزة وهم يسجدون حال من الضمير في يتلون أو في قائمة ويجوز أن يكون مستأنفا وكذلك يؤمنون ويأمرون وينهون ان شئت جعلتها أحوالا وان شئت استأنفتها

قوله تعالى و ما يفعلوا يقرأ بالتاء على الخطاب وبالياء حملا على الذي قبله
قوله تعالى كمثل ريح فيه حذف مضاف تقديره كمثل مهلك ريح أي ما ينفقون هالك كالذي تهلكه فيها صر مبتدأ وخبر في موضع صفة الريح ويجوز أن ترفع صرا بالظرف لأنه قد اعتمد على ما قبله و أصابت في موضع جر أيضا صفة لريح ولا يجوز أن تكون صفة لصر لأن الصر مذكر والضمير في أصابت مؤنث وقيل ليس في الكلام حذف مضاف بل تشبيه ما أنفقوا بمعنى الكلام وذلك أن قوله كمثل ريح إلى قوله فأهلكته متصل بعضه ببعض فامتزجت المعاني فيه وفهم المعنى ظلموا صفة لقوم
قوله تعالى من دونكم صفة لبطانة قيل من زائدة لأن المعنى بطانة دونكم في العمل والايمان لا يألونكم في موضع نعت لبطانة أو حال مما تعلقت به من ويألوا يتعدى إلى مفعول واحد و خبالا على التمييز ويجوز أن يكون انتصب لحذف صرف لجزء تقديره لا يألونكم في تخبيلكم ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال ودوا مستأنف ويجوز أن يكون حالا من الضمير في يألونكم وقد معه مرادة وما مصدرية أي عنتكم قد بدت البغضاء حال أيضا ويجوز أن يكون مستأنفا من أفواههم مفعول بدت ومن لابتداء الغاية ويجوز أن يكون حالا أي ظهرت خارجة من أفواههم
قوله تعالى ها أنتم أولاء تحبونهم قد ذكر اعرابه في قوله ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم بالكتاب كله الكتاب هنا جنس أي بالكتب كلها وقيل هو واحد عضوا عليكم عليكم مفعول عضوا ويجوز أن يكون حالا أي حنقين عليكم من الغيظ متعلق بعضوا أيضا ومن لابتداء الغاية أي من أجل الغيظ ويجوز أن يكون حالا أي مغتاظين بغيظكم يجوز أن يكون مفعولا به كما تقول مات بالسم أي يسببه ويجوز أن يكون حالا أي موتوا مغتاظين
قوله تعالى لا يضركم يقرأ بكسر الضاد وإسكان الراء على أنه جواب الشرط وهو من ضار يضير ضيرا بمعنى ضر ويقال فيه ضاره يضوره بالوأو ويقرأ بضم الضاد وتشدشد الراء وضمها وهو من ضر يضر وفي رفعه ثلاثة أوجه أحدها أنه في نية التقديم أي لا يضركم كيدهم شيئا ان تتقوا وهو قول سيبيويه والثاني أنه حذف الفاء وهو قول المبرد وعلى هذين القولين الضمة اعراب والثالث أنها

ليست اعرابا بل لما اضطر إلى التحريك حرك بالضم اتباعا لضمة الضاد وقيل حركها بحركتها الإعرابية المستحقة لها في الأصل ويقرأ بفتح الراء على أنه مجزوم حرك بالفتح لالتقاء الساكنين إذ كان أخف من الضم والكسر شيئا مصدر أي ضررا
قوله تعالى وإذ غدوت أي وإذكر من أهلك من لابتداء الغاية والتقدير من بين أهلك وموضعه نصب تقديره فارقت أهلك و تبوىء حال وهو يتعدى إلى مفعول بنفسه وإلى آخر تارة بنفسه وتارة بحرف الجر فمن الاول هذه الاية فالاول المؤمنين والثاني مقاعد ومن الثاني وإذ بوأنا لابراهيم مكان البيت وقيل اللام فيه زائدة للقتال يتعلق يتبوىء ويجوز أن يتعلق بمحذوف على أن يكون صفة لمقاعد ولا يجوز أن يتعلق بمقاعد لأن المقعد هنا المكان وذلك لا يعمل
قوله تعالى إذ همت إذ ظرف لعليم ويجوز أن يكون ظرفا لتبوىء وأن يكون لغدوت أن تفشلا تقديره بأن تفشلا فموضعه نصب أوجر على ما ذكرنا من الخلاف وعلى يتعلق بيتوكل دخلت الفاء لمعنى الشرط والمعنى ان فشلوا فتوكلوا أنتم وان صعب الامر فتوكلوا
قوله تعالى ببدر ظرف والباء بمعنى في ويجوز أن يكون حالا و إذلة جمع ذليل وإنما مجيىء هذا البناء فرارا من تكرير اللام الذي يكون في ذللا
قوله تعالى إذ تقول يجوز أن يكون التقدير إذكر ويجوز أن يكون بدلا من إذ همت ويجوز أ يكون ظرفا لنصركم ألن يكفيكم همة الاستفهام إذا دخلت على النفي نقلته الا الاثبات ويبقى زمان الفعل على ما كان عليه و أن يمدكم فاعل يكفيكم بثلاثة الاف الجمهور على كسر الفاء وقد أسكنت في الشوإذ على أنه أجرى الوصل مجرى الوقف وهذه التاء إذا وقف عليها كانت بدلا من الهاء التي يوقف عليها ومنهم من يقول ان تاء التأنيث هي الموقوف عليها إلىوهي لغة وقرىء شإذ بهاء ساكنة وهو اجراء الوصل مجرى الوقف أيضا وكلاهما ضعيف لأن المضاف والمضاف إليه كالشيء الواحد مسومين بكسر الوأو أي مسومين خيلهم أو أنفسهم وبفتحها على ما لم يسم فاعله

قوله تعالى الا بشرى مفعول ثان لجعل ويجوز أن يكون مفعولا له ويكون جعل المتعدية إلى واحد والهاء في جعله تعود على امداد أو على التسويم أو على النصر أو على التنزيل ولتطمئن معطوف على بشرى إذا جعلتها مفعولا له تقديره ليبشركم ولتطمئن ويجوز يتعلق بفعل محذوف تقديره ولتمطئن قلوبكم بشركم
قوله تعالى ليقطع طرفا اللام متعلقة بمحذوف تقديره ليقطع طرفا أمدكم بالملائكة أو نصركم أو يكبتهم قيل أو بمعنى الوأو وقيل هي للتصيل أي كان القطع لبعضهم والكبت لبعضهم والتاء في يكبتهم أصل وقيل هي بدل من الدال وهو من كبدته أصبت كبده فتنقلبوا معطوف على يقطع أو يكبتهم
قوله تعالى ليس لك اسم ليس شيء ولك الخبر ومن الامر حال من شيء لأنها صفة مقدمة أو يتوب أو يعذبهم معطوفان على يقطع وقيل أو بمعنى الا أن
قوله تعالى اضعافا مصدر في موضع الحال من الربا تقديره مضاعفا
قوله تعالى وسارعوا يقرأ بالوأو وحذفها فمن أثبتها عطفه على ما قبله من الاوامر ومن لم يثبتها استأنف ويجوز امالة الاللف هنا لكسرة الراء عرضها السموات الجملة في موضع جر وفي الكلام حذف تقديره عرضها مثل عرض السموات أعدت يجوز أن يكون في موضع جر صفة للجنة وأن يكون حالا منها لأنها قد وصفت وأن يكون مستأنفا ولا يجوز أن يكون حالا من المضاف إليه لثلاثة أشياء أحدها أنه لا عامل وما جاء من ذلك متأول على ضعفه والثاني أن العرض هنا لا يراد به المصدر الحقيقي بل يراد به المسافة والثالث أن ذلك يلزم منه ألفصل بين الحال وبين صاحب الحال بالخبر
قوله تعالى الذين ينفقون يجوز أن يكون صفة للمتقين وأن يكون نصبا على إضمار أعنى وأن يكون رفعا على إضمارهم وأما الكاظمين فعلى الجر والنصب
قوله تعالى والذين إذا فعلوا يجوز أن يكون معطوفا على الذين ينفقون في أوجهه الثلاثة ويجوز أن يكون مبتدأ ويكون أولئك مبتدأ ثانيا وجزاؤهم ثالثا ومغفرة خبر الثالث والجميع خبر الذين و ذكروا جواب إذا ومن مبتدأ و يغفر خبره الا الله فاعل يغفر أو بدل من المضمر فيه وهو

الوجه لأنك إذا جعلت الله فاعلا احتجت إلى تقدير ضمير أي ومن يغفر الذنوب له غير الله وهم يعلمون في موضع الحال من الضمير في يصروا أو من الضمير في استغفروا ومفعول يعلمون محذوف أي يعلمون المؤاخذة بها أو عفوا الله عنها
قوله تعالى ونعم أجر المخصوص بالمد محذوف أي ونعم الاجر الجنة
قوله تعالى من قبلكم سنن يجوز أن يتعلق بخلت وأن يكون حالا من سنن ودخلت الفاء في سيروا لأن المعنى على الشرط أي ان شككتم فسيروا كيف خبر كان و عاقبة اسمها
قوله تعالى ولا تهنوا الماضي وهو وحذفت الوأو في المضارع لوقوعها بين ياء وكسرة و الاعلون واحدها أعلى حذفت منه الألف لالتقاء الساكنين وبقيت الفتحة تدل عليها
قوله تعالى قرح يقرأ بفتح القاف وسكون الراء وهو مصدر قرحته إذا جرحته ويقرأ بضم القاف وسكون الراء وهو بمعنى الجرح أيضا وقال ألفراء بالضم ألم الجراح ويقرأ بضمها على الاتباع كاليسر واليسر والطنب والطنب ويقرأ بفتحها وهو مصدر قرح يقرح إذا صار له قرحة وهو بمعنى دمى وتلك مبتدأ و الايام خبره و ندأولها جملة في موضع الحال والعامل فيها معنى الاشارة ويجوز أن تكون الايام بدلا أو عطف بيان وندأولها الخبر ويقرأ بدأولها بالياء والمعنى مفعوم و بين الناس ظرف ويجوز أن يكون حالا من الهاء وليعلم اللام متعلقة بمحذوف تقديره وليعلم الله دوالها وقيل التقدير ليتعظوا وليعلم الله وقيل الوأو زائدة و منكم يجوز أن يتعلق بيتخذ ويجوز أن يكون حالا من شهداء وليمحص معطوف على وليعلم
قوله تعالى أم حسبتم أم هنا منقطعة أي بل أحسبتم و أن تدخلوا أن والفعل يسد مسد المفعولين وقال الأخفش المفعول الثاني محذوف ويعلم الصابرين يقرأ بكسر الميم عطفا على الأولى وبضمها على تقدير وهو يعلم والاكثر في القراءة الفتح وفيه وجهان أحدهما أنه مجزوم أيضا لكن الميم لما حركت لالتقاء الساكنين حركت بالفتح اتباعا للفتحة قبلها والوجه الثاني أنه منصوب على إضمار أن والوأو هاهنا بمعنى الجمع كالتي في قولهم لا تأكل السمك وتشرب اللبن

والتقدير أظننتم أن تدخلوا الجنة قبل أن يعلم الله المجاهدين وأن يعلم الصابرين ويقرب عليك هذا المعنى أنك لو قدرت الوأو بمع صح المعنى والإعراب
قوله تعالى من قبل أن تلقوه الجمهور على الجر بمن واضافته إلى الجملة وقرىء بضم اللام والتقدير ولقد كنتم تمنون الموت أن تلقوه من قبل فأن تلقوه بدل من الموت بدل الاشتمال والمراد لقاء أسباب الموت لأنه قال فقد رأيتموه وأنتم تنظرون وإذا رأى الموت لم تبق بعده حياة ويقرأ تلاقوه وهو من المفاعلة التي تكون بين اثنين لأن مالقيك فقد لقيته ويجوز أن تكون من واحد مثل سافرت
قوله تعالى قد خلت من قبله الرسل في موضع رفع صفة لرسول ويجوز أن يكون حالا من الضمير في رسول وقرأ ابن عباس رسل نكرة وهو قريب من معنى المعرفة ومن متعلقة بخلت ويجوز أن يكون حالا من الرسل أفان مات الهمزة عند سيبويه في موضعها والفاء تدل على تعلق الشرط بما قبله وقال يونس الهمزة في مثل حقها أن تدخل على جواب الشرط تقديره أتنقلبون على أعقابكم ان مات لأن الغرض التنبيه أو التوبيخ على هذا الفعل المشروط ومذهب سيبويه الحق لوجهين أحدهما أنك لو قدمت الجواب لم يكن للفاء وجه إذ لا يصح أن تقول أتزورني فان زرتك ومنه قوله أفن مت فهم الخالدون والثاني أن الهمزة لها صدر الكلام وان لها صدر الكلام وقد وقعا في موضعها والمعنى يتم بدخول الهمزة على جملة الشرط والجواب لأنهما كالشيء الواحد على أعقابكم حال أي راجعين
قوله تعالى وما كان لنفس أن تموت أي تموت اسم كان و الا بإذن الله الخبر واللام للتبيين متعلقة بكان وقيل هي متعلقة بمحذوف تقديره الموت لنفس وأن تموت تبيين للمحذوف ولا يجوز أن تتعلق اللام بتموت لما فيه من تقديم الصلة على الموصول قال الزجاج التقدير وما كان نفس لتموت ثم قدمت اللام كتابا مصدر أي كتب ذلك كتابا ومن يرد ثواب الدنيا بالاظهار على الأصل وبالادغام لتقاربهما نؤته منها مثل يؤده إليك وسنجزي بالنون والياء والمعنى مفعوم
قوله تعالى وكأين الأصل فيه أي التي هي بعض من كل أدخلت عليها كاف التشبيه وصارا في معنى كم التي للتكثير كما جعلت الكاف مع ذا في قولهم كذا المعنى

لم يكن لكل واحد منهما وكما أن معنى لولا بعد التركيب لم يكن لهما قبله وفيها خمسة أوجه كلها قد قرىء به فالمشهور كأين بهمة بعدها ياء مشددة وهو الأصل والثاني كائن بألف بعدها همة مكسورة من غير ياء وفيه وجهان أحدهما هو فاعل من كان يكون حكى عن المبرد وهو بعيد الصحة لأنه لو كان ذلك لكان معربا ولم يكن فيه معنى التكثير والثاني أن أصله كأين قدمت الياء المشددة على الهمزة فصار كيئن فوزنه الان كعلف لأنك قدمت العين واللام ثم حذفت الياء الثانية لثقلها بالحركة والتضعيف كما قالوا في أيها أيهما ثم أبدلت الياء الساكنة ألفا كما أبدلت في آية وطائي وقيل حذفت الياء الساكنة وقدمت المتحركة فانقلبت ألفا وقيل لم يحذف منه شيء ولكن قدمت المتحركة وبقيت الاخرى ساكنة وحذفت بالتنوين مثل قاض والوجه الثالث كأن على وزن كعن وفيه وجهان أحدهما أنه حذف احدى الياءين على ما تقدم ثم حذفت الاخرى لأجل التنوين والثاني أنه حذف الياءين دفعة واحدة واحتمل ذلك لما امتزج الحرفان والوجه الرابع كأي بياء خفيفة بعد الهمزة ووجهه أنه حذف الياء الثانية وسكن الهمزة لاختلاط الكلمتين وجعلهما كالكلمة الواحدة كما سكنوا الهاء في لهو وفهو وحرك الياء لسكون ما قبلها والخامس كيئن بياء ساكنة قبل الهمزة وهو الأصل في كائن وقد ذكر فأما التنوين فأبقى في الكلمة على ما يجب لها في الأصل فمنهم من يحذفه في الوقف لأنه تنوين ومنهم من يثبته فيه لأن الحكم تغير بامتزاج الكلمتين وأما أي فقال ابن جني هي مصدر أوى يأوى إذا انضم واجتمع وأصله أوى فاجتمعت الوأو والياء وسبقت الأولى بالسكون فقلبت وأدغمت مثل جيء وشيء وأما موضع كأين فرفع بالابتداء ولا تكاد تستعمل الا وبعدها من وفي الخبر ثلاثة أوجه أحدها قتل وفي قتل الضمير للنبي وهو عائد على كأين لأن كأين في معنى نبي والجيد أن يعود الضمير على لفظ كأين كما تقول مائة نبي قتل والضمير للمائة إذ هي المبتدأ
فان قلت لو كان كذلك لأنثت فقلت قتلت قيل هذا محمول على المعنى لأن التقدير كثير من الرجال قتل فعلى هذا يكون معه ربيون في موضع الحال من الضمير في قتل والثاني أن يكون قتل في موضع جر صفة لنبي ومعه ربيون الخبر كقولك كم من رجل صالح معه مال والوجه الثالث أن يكون الخبر محذوفا أي في الدنيا أو صائر ونحو تلك فعلى هذا يجوز أن يكون قتل صفة لنبي ومعه ربيون حال على

ما تقدم ويجوز أن يكون قتل مستندا لربيين فلا ضمير فيه على هذا والجملة صفة نبي ويجوز أن يكون خبرا فيصير في الخبر اربعة أوجة ويجوز أن يكون صفة لنبي والخبر محذوف على ما ذكرنا ويقرأ قاتل فعلى هذا يجوز أن يكون صفة لبني والخبر محذوف على ما ذكرنا ويقرأ قاتل فعلى هذا يجوز أن يكون الفاعل مضمرا وما بعده حال وأن يكون الفاعل ربيون ويقرأ قتل بالتشديد فعلى هذا لاضمير في الفعل لأجل التكثير والواحد لا تكثير فيه كذا ذكر ابن جنى ولا يمتنع فيه أن يكون فيه ضمير الاول لأنه في معنى الجماعة وربيون بكسر الراء منسوب إلى الربة وهي الجماعة ويجوز ضم الراء في الربة أيضا وعليه قريء ربيون بالضم وقيل من كسر أتبع والفتح هو الأصل وهو منسوب إلى الرب وقد قرىء به فما وهنوا الجمهور على فتح الهاء وقرىء بكسرها وهي لغة والفتح أشهر وقريء باء سكانها على تخفيف المكسور و استكانوا استفعلوا من الكون وهو الذل وحكى عن ألفراء أن أصلها استكنوا أشبعت الفتحة فنشأت الألف وهذا خطأ لأن الكلمة في جميع تصاريفها ثبتت عينها تقول استكان يستكين استكانة فهو مستكين ومستكان له والاشباع لا يكون على هذا الحد
قوله تعالى وما كان قولهم الجمهور على فتح اللام على أن اسم كان ما بعد الا وهو أقوى من أن يجعل خبرا والاول اسما لوجهين أحدها أن أن قالوا يشبه المضمر في أنه لا يضمر فهو أعرف والثاني أن ما بعد الا مثبت والمعنى كان قولهم ربنا اغفر لنا دأبهم في الدعاء ويقرأ برفع الاول على أنه اسم كان وما بعد الا الخبر في أمرنا يتسعلق بالمصدر وهو اسرافنا ويجوز أن يكون حالا منه أي اسرافا واقعا في أمرنا
قوله تعالى بل الله مولاكم مبتدأ وخبر وأجاز ألفراء النصب وهي قراءة والتقدير بل أطيعوا الله
قوله تعالى الرعب يقرأ بسكون العين وضمها وهما لغتان بما أشركوا الباء تتعلق بنلقي ولا يمنع ذلك لتعلق في به أيضا لأن في ظرف والباء بمعنى السبب فهما مختلفان وما مصدرية والثانية نكرة موصوفة أو بمعنى الذي وليست مصدرية وبئس مثوى الظالمين اي النار فالمخصوص بالذم محذوف والمثوى مفعل من ثويت ولامه ياء
قوله تعالى صدقكم الله وعده صدق يتعدى إلى مفعولين في مثل هذا النحو وقد يتعدى إلى الثاني بحرف الجر فيقال صدقت زيدا في الحديث إذ

ظرف لصدق ويجوز أن يكون ظرفا للوعد حتى يتعلق بفعل محذوف تقديره دام ذلك إلى وقت فشلكم والصحيح أنها لا تتعلق في مثل هذا بشيء وأنها ليست حرف جر بل هي حرف تدخل على الجملة بمعنى الغاية كما تدخل الفاء والوأو على الجمل وجواب إذا محذوف تقديره بأن أمركم ونحو ذلك ودل على المحذوف
قوله تعالى منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة ثم صرفكم معطوف على الفعل المحذوف
قوله تعالى إذ تصعدون تقديره إذكروا إذ ويجوز أن يكون ظرفا لعصيتم أو تنازعتم أو فشلتم ولا تلوون الجمهور على فتح التاء وقد ذكرناه في قوله يلوون ألسنتهم ويقرأ بضم التاء وماضيه ألوى وهي لغة ويقرأ على أحد بضمتين وهو الجبل
قوله تعالى والرسول يدعوكم جملة في موضع الحال بغم التقدير بعد غم فعلى هذا يكون في موضع نصب صفة لغم وقيل المعنى بسبب الغم فيكون مفعولا به وقيل التقدير بدل غم فيكون صفة لغم أيضا لكيلا تحزنوا قيل لا لأن المعنى أنه غمهم ليحزنهم عقوبة لهم على تركهم مواقفهم وقيل ليست زائدة والمعنى على نفي الحزن عنهم بالتوبة وكي هاهنا هي العاملة بنفسها لأجل اللام قبلها
قوله تعالى أمنة المشهور في القراءة فتح الميم وهو اسم للأمن ويقرأ بسكونها وهو مصدر مثل الامر و نعاسا بدل ويجوزأن يكون عطف بيان ويجوز أن يكون تعاسا هو المفعول وأمنة حال منه والأصل أنزل عليكم نعاسا ذا أمنة لأن النعاس ليس هو الامن بل هو الذي حصل الامن به ويجوز أن يكون أمنة مفعولا يغشى يقرأ بالياء على أنه النعاس وبالتاء للأمنة وهو في موضع نصب صفة لما قبله و طائفة مبتدأ و قد أهمتهم خبره يظنون حال من الضمير في أهمتهم ويجوز أن يكون أهمتهم صفة ويظنون الخبر والجملة حال والعامل يغشى وتسمى هذه الوأو وأو الحال وقيل الوأو بمعنى إذ وليس بشيء و غير الحق المفعول الاول أي أمرا غير الحق وبالله الثاني و ظن الجاهلية مصدر تقديره ظنا يمثل ظن الجاهلية منن شيء من زائدة وموضعه رفع بالابتداء وفي الخبر وجهان أحدهما لنا فمن الامر على هذا حال

إذا الأصل هل شيء من الامر والثاني أن يكون من الامر هو الخبر ولنا تبيين وتتم الفائدة كقوله ولم يكن له كفوا أحد كله لله يقرأ بالنصب على التوكيد أو البدل ولله الخبر وبالرفع على الابتداء ولله الخبر والجملة خبر ان يقولون حال من الضمير في يخفون و شيء اسم كان والخبر لنا أو من الامر مثل هل لنا لبرز الذين بالفتح والتخفيف ويقرأ بالتشديد على ما لم يسم فاعله أي أخرجوا بأمر الله
قوله تعالى إذا ضربوا في الارض يجوز أن تكون إذا هنا تحكى بها حالهم فلا يراد بها المستقبل لا محالة فعلى هذا يجوز أن يعمل فيها قالوا وهو للماضي ويجوز أن يكون كفروا وقالوا ماضيين ويراد بها المستقبل المحكى به الحال فعلى هذا يكون التقدير يكفرون ويقولون لاخوانهم أو كانوا غزى الجمهور على تشدشد الزاي وهو جمع غاز والقياس غزاة كقاض وقضاة لكنه جاء على فعل حملا على الصحيح نحو شاهد وشهد وصائم وصوم ويقرأ بتخفيف الزاي وفيه وجهان أحدهما أن أصله غزاة فحذفت الهاء تخفيفا لأن التاء دليل الجمع وقد حصل ذلك من نفس الصفة والثاني أنه أراد قراءة الجماعة فحذف احدى الزايين كراهية التضعيف ليجعل الله اللام تتعلق بمحذوف أي ندمهم أو أوفع في قلوبهم ذلك ليجعله حسرة وجعل هنا بمعنى صير وقيل اللام هنا لام العاقبة أي صار أمرهم إلى ذلك كقوله فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا
قوله تعالى أو متم الجمهور على ضم الميم وهو الأصل لأن الفعل منه يموت ويقرأ بالكسر وهو لغة يقال مات يمات مثل خاف يخاف فكما تقول خفت تقول مت لمغفرة مبتدأ و من الله صفته ورحمة معطوف عليه والتقدير ورحمة لهم و خير الخبر وما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة والعائد محذوف ويجوز أن تكون مصدرية ويكون المفعول محذوفا أي من جمعهم المال
قوله تعالى لإلى الله اللام جواب قسم محذوف ولدخولها على حرف الجر جاز أن يأتي يحشرون غير مؤكد بالنون والأصل لتحشرون إلى الله
قوله تعالى فبما رحمة ما زائدة وقال الأخفش وغيره يجوز أن تكون نكرة بمعنى شيء ورحمة بدل منه والباء تتعلق بلنت وشأورهم في الامر الامر هنا جنس وهو عام يراد به الخاص لأنه لم يؤمر بمشأورتهم في ألفرائض

ولذلك قرأ ابن عباس في بعض الامر فإذا عزمت الجمهور على فتح الزاي أي إذا تخيرت أمرا بالمشأورة وعزمت على فعله فتوكل على الله ويقرأ بضم التاء أي إذا أمرتك بفعل شيء فتوكل على فوضع الظاهر موضع المضمر
قوله تعالى فمن ذا الذي هو مثل من ذا الذي يقرض وقد ذكر من بعده أي من بعد خذلانه فحذف المضاف ويجوز أن تكون الهاء ضمير الخذلان
قوله تعالى أن يغل يقرأ بفتح الياء وضم الغين على نسبى الفعل إلى النبي أي ذلك غير جائز عليه ويدل على ذلك قوله يأت بما غل ومفعول يغل محذوف أي يغل الغنيمة أو المال ويقرأ بضم الياء وفتح الغين على مالم يسم فاعله وفي المعنى ثلاثة أوجه أحدها أن يكون ماضيه أغللته أي نسبته إلى الغلول كما تقول أكذبته إذا نسبته إلى الكذب أي لا يقال عنه انه يغل أي يخون الثاني هو من أغللته إذا وجدته غالا كقولك أحمدت الرجل إذا أصبته محمودا والثالث معناه أن يغله غيره أي ما كان لنبي أن يخان ومن يغلل مستأنفة ويجوز أن تكون حالا ويكون التقدير في حال علم الغال بعقوبة الغلول
قوله تعالى أفمن ابتع من بمعنى الذي في موضع رفع بالابتداء و كمن الخبر ولا يكون شرطا لأن كمن لا يصلح أن يكون جوابا و بسخط حال
قوله تعالى هم درجات مبتدأ وخبر والتقدير ذو درجات فحذف المضاف و عند الله ظرف لمعنى درجات كأنه قال هم متفاضلون عند الله ويجوز أن يكون صفة لدرجات
قوله تعالى من أنفسهم في موضع نصب صفة لرسول ويجوز أن يتعلق ببعث وما في هذه الاية قد ذكر مثله في قوله وابعث فيهم رسولا منهم
قوله تعالى قد أصبتم مثليها في موضع رفع صفة لمصيبة
قوله تعالى وما أصابكم ما بمعنى الذي وهو مبتدأ والخبر فبإذن الله أي واقع بإذن الله وليعلم اللام متعلقة بمحذوف أي وليعلم الله أصابكم هذا ويجوز أن يكون معطوفا على معنى فبإذن الله تقديره فبإذن الله ولأن يعلم الله تعالوا قاتلوا انما لم يأت بحرف العطف لأنه أراد أن يجعل كل واحدة من الجملتين مقصودة بنفسها ويجوز أن يقال ان المقصود هو الامر بالقتال وتعالوا ذكر

مالو سكت عنه لكان في الكلام دليل عليه وقيل الامر الثاني حال هم للكفر اللام في قوله للكفر و للايمان متعلقة بأقرب وجاز أن يعمل أقرب فيهما لأنهما يشبهان الظرف وكما عمل أطيب في قولهم هذا بسرا أطيب منه رطبا في الظرفين المقدرين لأن أفعل يدل على معنيين على أصل الفعل وزيادته فيعمل في كل واحد منهما بمعنى غير الاخر فتقديره تزيد قربهم إلى الكفر على قربهم على الايمان واللام هنا على بابها وقيل هي بمعنى إلى يقولون مستأنف ويجوز أن يكون حالا من الضمير في أقرب أي قربوا إلى الكفر قائلين
قوله تعالى الذين قالوا يجوز أن يكون في موضع رفع على إضمار أعنى أو صفة للذين نافقوا أو بدلا منه وفي موضع جر بدلا من المجرور في أفواههم أو قلوبهم ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر قل فادرءوا والتقدير قل لهم وقعدوا ويجوز أن يكون معطوفا على الصلة معترضا بين قالوا ومعمولها وهو لو أطاعونا وأن يكون حالا وقد مرادة
قوله تعالى بل أحياء أي بل هم أحياء ويقرأ بالنصب عطفا على أمواتا كما تقول ظننت زيدا قائما بل قاعدا وقيل أضمر الفعل تقديره بل أحسبوهم أحياء وحذف ذلك لتقدم ما يدل عليه و عند ربهم صفة لأحياء ويجوز أن يكون ظرفا لأحياء لأن المعنى يحيون عند الله ويجوز أن يكون ظرفا ل يرزقون ويرزقون صفة لأحياء ويجوز أن يكون حالا من الضمير في أحياء أي يحيون مرزوقين ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الظرف إذا جعلته صفة
قوله تعالى فرحين يجوز أن يكون حالا من الضمير في يرزقون ويجوز أن يكون صفة لأحياء إذا نصب ويجوز أ ينتصب على المدح ويجوز أن يكون من الضمير في أحياء أو من الضمير في الظرف من فضله حال من العائد المحذوف في الظرف تقديره بما أتاهموه كائنا من فضله ويستبشرون معطوف على فرحين لأن اسم الفاعل هنا يشبه الفعل المضارع ويجوز أن يكون التقدير وهم يستبشرون فتكون الجملة حالا من الضمير في فرحين أو من ضمير المفعول في آتاهم من خلفهم متعلق بيلحقوا ويجوز أن يكون حالا تقديره متخلفين عنهم الا خوف عليهم أي بأن لا خوف عليهم فأن مصدرية وموضع الجملة بدل من الذين بدل الاشتمال أي ويستبشرون بسلامة الذين لم يلحقوا بهم ويجوز أن يكون التقدير لأنهم لا خوف عليهم فيكون مفعولا من أجله

قوله تعالى يستبشرون هو مستأنف مكرر للتوكيد وأن الله بالفتح عطفا على بنعمة من الله أي وبأن الله وبالكسر على الاستئناف
قوله تعالى الذين استجابوا في موضع جر صفة للمؤمنين أو نصب على إضمار أغنى أو رفع على إضمارهم أو مبتدأ وخبره للذين أحسنوا منهم واتقوا ومنهم حال من الضمير في أحسنوا و الذين قال لهم الناس بدل من الذين استجابوا أو صفة
قوله تعالى فزادهم ايمانا الفاعل مضمر تقديره زادهم القول حسبنا الله مبتدأ وخبر وحسب مصدر في موضع اسم الفاعل تقديره فحسبنا الله أي كافينا يقال أحسبني الشيء أي كفاني
قوله تعالى بنعمة من الله في موضع الحال ويجوز أن يكون مفعولا به لم يمسسهم حال أيضا من الضمير في انقلبوا ويجوز أن يكون العامل فيها بنعمة وصاحب الحال الضمير في الحال تقديره فانقلبوا منعمين بريئين من سوء واتبعوا معطوف على انقلبوا ويجوز أن يكون حالا أي وقد اتبعوا
قوله تعالى ذلكم مبتدأ والشيطان خبره و يخوف يجوز أن يكون حالا من الشيطان والعامل الاشارة ويجوز أن يكون الشيطان بدلا أو عطف بيان ويخوف الخبر والتقدير يخوفكم بأوليائه وقرىء في الشذوذ يخوفكم أولياؤه وقيل لا حذف فيه والمعنى يخوف من يتبعه فأما من توكل على الله فلا يخافه فلا تخافوهم انما جمع الضمير لأن الشيطان جنس ويجوز أن يكون الضمير للأولياء
قوله تعالى لا يحزنك الجمهور على فتح الياء وضم الزاي والماضي حزنه ويقرأ بضم الياء وكسر الزاي والماضي أحزن وهي لغة قليلة وقيل حزن حدث له الحزن وحزنته أحدثت له الحزن وأحزنته عرضته للحزن يسارعون يقرأ بالامالة والتفخيم ويقرأ يسرعون بغير ألف من أسرع شيئا في موضع المصدر أي ضررا
قوله تعالى ولا يحسبن الذين كفروا يقرأ بالياء وفاعله الذين كفروا وأما المفعولان فالقائم مقامهما قوله انما نملي لهم خير لأنفسهم فان وما عملت فيه تسد مسد المفعولين عند سيبويه وعند الأخفش المفعول الثاني محذوف

تقديره نافعا أو نحو ذلك وفي ما وجهان أحدهما هي بمعنى الذي والثاني مصدرية ولا يجوز أن تكون كافة ولا زائدة إذ لو كان كذلك لانتصب خير بنلي واحتاجت أن إلى خبر إذا كانت ما زائدة أو قدر الفعل يليها وكلاهما ممتنع وقد قرىء شإذا بالنصب على أن يكون لأنفسهم خبر ان ولهم تبيين أو حال من خير وقد قرىء في الشإذ بكسر ان وهو جواب قسم محذوف والقسم وجوابه يسدان مسد المفعولين وقرأ حمزة تحسبن بالتاء على الخطاب للنبي الذين كفروا المفعول الاول وفي المفعول الثاني وجهان أحدهما الجملة من أن وما عملت فيه والثاني أن المفعول الاول محذوف أقيم المضاف إليه مقامه والتقدير ولا تحسبن املاء الذين كفروا وقوله أنما نملي لهم بدل من المضاف المحذوف والجملة سدت مسد المفعولين والتقدير ولا تحسبن أن املاء الذين كفروا خير لأنفسهم ويجوز أن تجعل أن وما عملت فيه بدلا من الذين كفروا بدل الاشتمال والجملة سدت مسد المفعولين أنما نملي لهم ليزدادوا مستأنف وقيل أنما نملي لهم تكرير للأول وليزدادوا هو المفعول الثاني لتحسب على قراءة التاء والتقدير ولا تحسبن يا محمد املاء الذين كفروا خيرا ليزدادوا ايمانا بل ليزدادوا أنما ويروى عن بعض الصحابة أنه قرأه كذلك
قوله تعالى ما كان الله ليذر خبر كان محذوف تقديره ما كان الله مريدا لأن يذر ولا يجوز أن يكون الخبر ليذر لأن الفعل بعد اللام ينتصب بأن فيصير التقدير ما كان الله ليترك المؤمنين على ما أنتم عليه وخبر كان هو اسمها في المعنى وليس الترك هو الله تعالى وقال الكوفيون اللام زائدة والخبر هو الفعل وهذا ضعيف لأن ما بعدها قد انتصب فان كان النصب باللام نفسها فليست زائدة وان كان النصب بأن فسد لما ذكرنا وأصل يذر يوذر فحذفت الوأو تشبيها لها بيدع لأنها في معناها وليس لحذف الوأو في يذر علة إذا لم تقع بين ياء وكسرة ولا ما هو في تقديره الكسر بخلاف يدع فان الأصل يودع فحذفت الوأو لوقوعها بين الياء وبين ما هو في تقدير الكسرة إذ الأصل يودع مثل يوعد وإنما فتحت الدال من يدع لأن لامه حرف حلقي فيفتح له ما قبله ومثله يسع ويطأ ويقع ونحو ذلك ولم يستعمل من يذر ماضيا اكتفاء بترك يميز يقرأ بسكون الياء وماضيه ماز وبتشديدها وماضيه ميز وهما بمعنى واحد وليس التشديد لتعدي الفعل مثل فرح وفرحته لأن ماز وميز يتعديان إلى مفعول واحد

قوله تعالى ولا يحسبن يقرأ بالياء على الغيبة و الذين يبخلون الفاعل وفي المفعول الاول وجهان أحدهما هو وهو ضمير البخل الذي دل عليه يبخلون والثاني هو محذوف تقديره البخل وهو على هذا فصل ويقرأ تحسين بالتاء على الخطاب والتقدير ولا تحسبن يا محمد بخل الذين يبخلون فحذف المضاف وهو ضعيف لأن فيه إضمار البخل قبل ذكر ما يدل عليه وهو على هذا فصل أو توكيد والأصل في ميراث موراث فقلبت الوأو ياء لانكسار ما قبلها والميراث مصدر كالميعاد
قوله تعالى لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير العالم في موضع ان وما عملت فيه قالوا وهي المحكية به ويجوز أن يكون معمولا لقول المضاف لأنه مصدر وهذا يخرج على قول الكوفيين في اعمال الاول وهو أصل ضعيف ويزداد هنا ضعفا لأن الثاني فعل والاول مصدر واعمال الفعل أقوى سنكتب ما قالوا يقرأ بالنون وما قالوا منصوب به وقتلهم معطوف عليبه وما مصدرية أو بمعنى الذي ويقرأ بالياء وتسمية الفاعل ويقرأ بالياء على ما لم يسم فاعله وقتلهم بالرفع وهو ظاهر ونقول بالنون والياء
قوله تعالى ذلك مبتدأ بما خبره والتقدير مستحق بما قدمت و ظلام فعال من الظلم
فان قيل بناء فعال للتكثير ولا يلزم من نفي الظلم الكثير نفي الظلم القليل فلو قال بظالم لكان ادل على نفي الظلم قليله وكثيره
فالجواب عنه من ثلاثة أجوه أحدها أن فعالا قد جاء لا يراد به الكثرة كقوله طرفة
ولست بحلال التلاع مخافة ... ولكن متى يستر فد القوم أرفد
لا يريد هاهنا أنه قد يحل التلاع قليلا لأن ذلك يدفعه قوله متى يستر فد القوم أرفد وهذا يدل على نفي البخل في كل حال ولأن تمام المدح لا يحصل بارادته الكثرة والثاني أن ظلام هنا للكثرة لأنه مقابل للعباد وفي العباد كثرة وإذا قوبل بهم الظلم كان كثيرا والثالث أنه إذا نفي الظلم الكثير انتفى الظلم القليل ضرورة لأن الذي يظلم انما يظلم لانتفاعه بالظلم فإذا ترك الظلم الكثير مع زيادة نفعه في حق من يجوز عليه النفع والضر كان للظلم القليل المنفعة أترك وفيه وجه رابع وهو أن يكون على النسب أي لا ينسب إلى الظلم فيكون من بزاز وعطار

قوله تعالى الذين قالوا هو في موضع جر بدلا من قوله الذين قالوا ويجوز أن يكون نصبا بإضمار أعنى ورفعا على إضمارهم الا نؤمن يجوز أن يكون في موضع جر على تقدير بأن لا نؤمن لأن معنى عهد وصى ويجوز أن يكون في موضع نصب على تقدير حرف الجر وافضاء الفعل إليه ويجوز أن ينتصب بنفسي عهد لأنك تقول عهدت إليه عهدا لا على أنه مصدر لأن معناه ألزمته ويجوز أن تكتب أن مفصولة وموصولة ومنهم من يحذفها في الخط اكتفاء بالتشديد حتى يأتينا بقربان فيه حذف مضاف تقديره بتقريب قربان أي يشرع لنا ذلك
قوله تعالى والزبر يقرأ بغير باء اكتفاء بحرف العطف وبالباء على اعادة الجار والزبر جمع زبور مثل رسول ورسل والكتاب جنس
قوله تعالى كل نفس مبتدأ وجاز ذلك وان كان نكرة لنا فيه من العموم و ذائقة الموت الخبر وأنث على معنى كل لأن كل نفس نفوس ولو ذكر على لفظ كل جاز وإضافة ذائقة غير محضة لأنها نكرة يحكى بها الحال وقرىء شإذا ذائقة الموت بالتنوين والاعمال ويقرأ شإذا أيضا ذائقة الموت على جعل الهاء ضمير كل على اللفظ وهو مبتدأ وخبر وإنما ما هاهنا كافة فلذلك نصب أجوركم بالفعل ولو كانت بمعنى الذي أو مصدرية لرفع أجوركم
قوله تعالى لتبلون الوأو فيه ليست لام الكلمة بل وأو الجمع حركت لالتقاء الساكنين وضمة الوأو دليل على المحذوف ولم تقلب الوأو ألفا مع تحركها وانفتاح ما قبلها لأن ذلك عارض ولذلك لا يجوز همزها مع انضمامها ولو كانت لازمة لحاز ذلك
قوله تعالى لتبيننه ولا تكتمونه يقرآن بالياء على الغيبة لأن الراجع إليه الضمير اسم ظاهر وكل ظاهر يكنى عنه بضمير الغيبة ويقرآن بالتاء على الخطاب تقديره وقلنا لهم لتبيننه ولما كان أخذ الميثاق في معنى القسم جاء باللام والنون في الفعل ولم يأت بها في يكتمون اكمتفاء بالتوكيد في الفعل الاول لأن تكتمونه توكيد
قوله تعالى لا يحسبن الذين يفرحون يقرأ بالياء على الغيبة وكذلك فلا يحسبنهم بالياء وضم الباء وفاعل الاول الذين يفرحون وأما مفعولاه فمحذوفان اكتفاء بمعفولي يحسبانهم لأن الفاعل فيهما واحد فالفعل الثاني تكرير

للأول وحسن لما طال الكلام المتصل بالاول والفاء زائدة فليست للعطف ولا للجواب وقال بعضهم بمفازة هو مفعول حسب الاول ومفعوله الثاني محذوف دل عليه مفعول حسب الثاني لأن التقدير لا يحسبن الذين يفرحون أنفسهم بمفازة وهم في فلا يحسبنهم هو أنفسهم أي فلا يحسبن أنفسهم وأغنى بمفازة الذي هو مفعول الاول عن ذكره ثانيا لحسب الثاني وهذا وجه ضعيف متعسف عنه مندوحة بما ذكرنا في الوجه الاول ويقرأ بالتاء فيهما على الخطاب وبفتح الباء منهما والخطاب للنبي والقول فيه أن الذين يفرحون هو المفعول الاول والثاني محذوف لدلالة مفعول حسب الثاني عليه وقيل التقدير لا تحسبن الذين يفرحون بمفازة وأغنى المفعول الثاني هنا عن ذكره لحسب الثاني وحسب الثاني مكرر أو بدل لما ذكرنا في القراءة بالياء فيهما لأن الفاعل فيهما واحد أيضا وهو النبي ويقرأ بالياء في الاول وبالتاء في الثاني ثم في التاء في الفعل الثاني وجهان أحدهما الفتح على أنه خطاب لواحد والضم على أنه لجماعة وعلى هذا يكون مفعولا الفعل الاول محذوفين لدلالة مفعولي الثاني عليهما والفاء زائدة أيضا والفعل الثاني ليس ببدل ولا مكرر لأن فاعله غير فاعل الاول والمفازة مفعلة من ألفوز و من العذاب متعلق بمحذوف لأنه صفة للمفازة لأن المفازة مكان والمكان لا يعمل ويجوز أن تكون المفازة مصدر فتتعلق من به ويكون التقدير فلا تحسبنهم فائزين فالمصدر في مضوع اسم الفاعل
قوله تعالى الذين يذكرون الله في موضع جر نعتا لأولى أو في موضع نصب بإضمار أعنى أو رفع على إضمارهم ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف تقديره يقولون ربنا قياما وقعودا حالان من ضمير الفاعل في يذكرون وعلى جنوبهم حال أيضا وحرف الجر يتعلق بمحذوف هو الحال في الأصل تقديره ومضطجعين على جنوبهم ويتفكرون معطوف على يذكرون ويجوز أن يكون حالا أيضا أي يذكرون الله متفكرين باطلا مفعول من أجله والباطل هنا فاعل بمعنى المصدر مثل العاقبة والعافية والمعنى ما خلقتهما عبثا ويجوز أن يكون حالا تقديره ما خلقت هذا خاليا عن حكمة ويجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف أي خلقا باطلا
فان قيل كيف قال هذا والسابق ذكر السموات والارض والاشارة إليها بهذه ففي ذلك ثلاثة أوجه أحدها أن الاشارة إلى الخلق المذكور في قوله خلق السموات

وعلى هذا يجوز أن يكون الخلق مصدرا وأن يكون بمعنى المخلوق ويكون من إضافة الشيء إلى ما هو هو في المعنى والثاني أن السموات والاراضي بمعنى الجمع فعادت الاشارة إليه والثالث أن يكون المعنى ما خلقت هذا المذكور أو المخلوق فقنا دخلت الفاء لمعنى الجزاء فالتقدير إذا نزهناك أو وحدناك فقنا من تدخل النار في موضع نصب بتدخل وأجاز قوم أن يكون منصوبا بفعل دل عليه جواب الشرط وهو فقد أخزيته وأجاز قوم أن يكون من مبتدأ والشرط وجوابه الخبر وعلى جميع الاوجه الكلام كله في موضع رفع خبر ان
قوله تعالى ينادى صفة لمناديا أو حال من الضمير في مناديا
فان قيل ما الفائدة في ذكر الفعل مع دلالة الاسم الذي هو مناد عليه قيل فيه ثلاثة أوجه أحدها هو توكيد كما تقول قم قائما والثاني أنه وصل به ما حسن التكرير وهو قوله للايمان والثالث أنه لو اقتصر على الاسم لجاز أن يكون سمع معروفا بالنداء يذكر ما ليس بنداء فلما قال ينادى ثبت أنهم سمعوا نداءه في تلك الحال ومفعول ينادى محذوف أي نادى الناس أن آمنوا أن هنا بمعنى أي فيكون النداء قوله آمنوا ويجوز أن تكون أن المصدرية وصلت بالامر فيكون التقدير على هذا ينادى للايمان بأن آمنوا مع الابرار صفة للمفعول المحذوف تقديره أبرارا مع الابرار وأبرارا على هذا حال والابرار جمع بر وأصله برر ككتف وأكتاف ويجوز الامالة في الابرار تغليبا لكسرة الراء الثانية
قوله تعالى على رسلك أي على السنة رسلك وعلى متعلقة بوعدتنا ويجوز أن يكون ب ' تنا و الميعاد مصدر بمعنى الوعد
قوله تعالى عامل منكم منكم صفة لعامل و من ذكر أو أنثى بدل من منكم وهو بدل الشيء من الشيء وهما لغين واحدة ويجوز أن يكون من ذكر أو انثى صفة أخرى لعامل يقصد بها الايضاح ويجوز أن يكون من ذكر حالا من الضمير في منكم تقديره استقر منكم كائنا من ذكر أو أنثى و بعضكم من بعض مستأنف ويجوز أن يكون حالا أو صفة فالذين هاجروا مبتدأ و لأكفرن وما اتصل به الخبر وهو جواب قسم محذوف ثوابا مصدر وفعله دل عليه الكلام المتقدم لأن تكفير السيئات اثابة فكأنه قال لأثيبنكم ثوابا وقيل هو حال وقيل تمييز وكلا القولين كوفى والثواب بمعنى الاثابة وقد يقع بمعنى الشيء المثاب به كقولك هذا الدرهم ثوابك فعلى هذا يجوز أن يكون

حالا من الجنات أي مثابا بها أو حالا من ضمير المفعول في لأدخلنهم أي مثابين ويجوز أن يكون مفعولا به لأن معنى أدخلنهم أعطينهم فيكون على هذا بدلا من جنات ويجوز أن يكون مستأنفا أي يعطيهم ثوابا
قوله تعالى متاع قليل أى تقلبهم متاع فالمبتدأ محذوف
قوله تعالى لكن الذين اتقوا الجمهور على تخفيف النون وقرىء بتشديدها والإعراب ظاهر خالدين فيها حال من الضمير في لهم والعامل معنى الاستقرار وارتفاع جنات بالابتداء وبالجار نزلا مصدر وانصابه بالمعنى لأن معنى لهم جنات أي نزلهم وعند الكوفيين هو حال أو تمييز ويجوز أن يكون جمع نازل كما قال الاعشى أو ينزلون فانا معشر نزل وقد ذكر ذلك أبو علي في التذكرة فعلى هذا يجوز أن يكون حالا من الضمير في خالدين ويجوز إذا جعلته مصدرا أن يكون بمعنى المفعول فيكون حالا من الضمير المجرور في فيها أي منزولة من عند الله ان جعلت نزلا مصدرا كان من عند الله صفة له وان جعلته جمعا ففيه وجهان أحدهما هو حال من المفعول المحذوف لأن التقدير نزلا إياها والثاني أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي ذلك من عند الله أي بفعله وما عند الله ما بمعنى الذي وهو مبتدأ وفي الخبر وجهان أحدهما هو خير و للأبرار نعت لخير والثاني أن يكون الخبر للأبرار والنية به التقديم أي والذي عند الله مستقر للأبرار وخير على هذا خبر ثان وقال بعضهم للأبرار حال من الضمير في الظرف وخبر خير المبتدأ وهذا بعيد لأن فيه ألفصل بين المبتدأ والخبر بحال لغيره وألفصل بين الحال وصاحب الحال بخير المبتدأ وذلك لا يجوز في الاختيار
قوله تعالى لمن يؤمن من في موضع نصب اسم ان ومن نكرة موصوفة أو موصولة و خاشعين حال من الضمير في يؤمن وجاء جمعا على معنى من ويجوز أن يكون حالا من الهاء والميم في إليهم فيكون العامل أنزل و لله متعلق بخاشعين وقيل هو متعلق بقوله لا يشترون وهو في نية التأخير أي لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا لأجل الله أولئك مبتدأ و لهم أجرهم فيه أوجه أحدها أن قوله لهم خبر أجر وبالجملة خبر الاول و عند ربهم ظرف للأجر لأن التقدير لهم أن يؤجروا عند ربهم ويجوز أن يكون حالا من الضمير في لهم وهو ضمير الاجر والاخر أن يكون الاجر مرتفعا بالظرف ارتفاع

الفاعل بفعله فعلى هذا يجوز أن يكون عند ظرفا للأجر وحالا منه والوجه الثالث أن يكون أجرهم مبتدأ وعند ربهم خبره ويكون لم يتعلق بما دل عليه الكلام من الاستقرار والثبوت لأنه في حكم الظرف
سورة النساء بسم الله الرحمن الرحيم
قد مضى القول في قوله تعالى يا أيها الناس في أوائل البقرة من نفس واحدة في موضع نصب بخلقكم ومن لابتداء الغاية وكذلك منها زوجها و منهما رجالا كثيرا نعت لرجال ولم يؤنثه لأنه حمله على المعنى لأن رجالا بمعنى عدد أو جنس أو جمع كما ذكر الفعل المسند إلى جماعة المؤنث كقوله وقال نسورة وقيل كثيرا نعت لمصدر محذوف أي بثا كثيرا تساءلون يقرأ بتشديد السين والأصل تتساءلون فأبدلت التاء الثانية سينا فرارا من تكرير المثل والتاء تشبه السين في الهمس ويقرأ بالتخفيف على حذف التاء الثانيى لأن الباقية تدل عليها ودخل حرف الجر في المفعول لأن المعنى تتحألفون به والارحام يقرأ بالنصب وفيه وجهان أحدهما معطوف على اسم الله أي واتقوا الارحام أن تقطعوها والثاني هو محمول على موضع الجار والمجرور كما تقول مررت بزيد وعمرا والتقدير الذي تعظمونه والارحام لأن الحلف به تعظيم له ويقرأ بالجر قيل هو معطوف على المجرور وهذا لا يجوز عند البصريين وإنما جاء في الشعر على قبحه وأجازه الكوفيون على ضعف وقيل الجر على القسم وهو ضعيف أيضا لأن الاخبار وردت بالنهي عن الحلف بالاباء ولأن التقدير في القسم وبرب الارحام هذا قد أغنى عنه ما قبله وقد قرىء شإذا بالرفع وهو مبتدأ والخبر محذوف تقديره والارحام محترمة أو واجب حرمتها
قوله تعالى بالطيب هو المفعول الثاني لتتبدلوا إلى أموالكم إلى متعلقة بمحذوف وهو في موضع الحال أي مضافة إلى أموالكم وقيل هو مفعول به على المعنى لأن معنى لا تأكلوا أموالهم لا تضيعوا انه الهاء ضمير المصدر الذي دل عليه تأكلوا أي أن الاكل والاخذ والجمهور على ضم الحاء من حوبا وهو اسم للمصدر وقيل مصدر ويقرأ بفتحها وهو مصدر حاب يحوب إذا أثم

قوله تعالى وان خفتم في جواب هذا الشرط وجهان أحدهما هو قوله فانكحوا ما طاب لكم وإنما جعل جوابا لأنهم كانوا يتحرجون من الولاية في أموال اليتامى ولا يتحرجون من الاستكثار من النساء مع أن الجور يقع بينهن إذا كثرن فكأنه قال إذا تحرجتم من هذا فتحرجوا من ذاك والوجه الثاني أن جواب الشرط قوله فواحدة لأن المعنى ان خفتم أن لا تقسطوا في نكاح اليتامى فانكحوا منهن واحدة ثم أعاد هذا المعنى في قوله فان خفتم أن لا تعدلوا لما طال ألفصل بين الاول وجوابه ذكر هذا الوجه أبو علي أن لا تقسطوا الجمهور على ضم التاء وهو من أقسط إذا عدل وقرىء شإذا بفتحها وهو من قسط إذا جار وتكون لا زائدة ما طاب ما هنا بمعنى من ولها نظائر في القرآن ستمر بك أن شاء الله تعالى وقيل ما تكون لصفات من يعقل وهي هنا كذلك لأن ما طاب يدل على الطيب منهن وقيل هي نكرة موصوفة تقديره فانكحوا جنسا طيبا يطيب لكم أو عدد يطيب لكم وقيل هي مصدرية والمصدر المقدر بها وبالفعل مقدر باسم الفاعل أي انكحوا الطيب من النساء حال من ضمير الفاعل في طاب مثنى وثلاث ورباع نكرات لا تنصرف للعدل والوصف وهي بدل من ما وقيل هي حال من النساء ويقرأ شإذا وربع بغير ألف ووجهها أنه حذف الألف كما حذفت في خيم والأصل خيام وكما حذفت في قولهم أم والله والوأو في وثلاث ورباع ليست للعطف الموجب للجمع في زمن واحد لأنه لو كان كذلك لكان عبئا إذ من أدرك الكلام يفصل التسعة هذا التفصيل ولأن المعنى غير صحيح أيضا لأن مثنى ليس عبارة عن ثنتين فقط بل عن ثنتين ثنتين وثلاث عن ثلاث ثلاث وهذا المعنى يدل على أن المراد التخيير لا الجمع فواحدة أي فانكحوا واحدة ويقرأ بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي فالمنكوحة واحدة ويجوز أن يكون التقدير فواحدة تكفى أو ما ملكت أو للتخيير على بابها ويجوز أن تكون للاباحة و ما هنا بمنزلة ما في قوله ما طاب أن لا تعولوا أي إلى أن لا تعولوا وقد ذكرنا مثله في آية الدين
قوله تعالى نحلة مصدر لأن معنى آتوهن أنحلوهن وقيل هو مصدر في موضع الحال فعلى هذا يجوز أن يكون حالا من الفاعلين أي ناحلين وأن يكون من الصدقات وأن يكون من النساء أي منحولات نفسا تمييز والعامل فيه طبن والمفرد هنا في موضع الجمع لأن المعنى مفعوم وحسن ذلك أن

نفسا هنا في معنى الجنس فصار كدرهما في قولك عندي عشرون درهما فكلوه الهاء تعود على شيء والهاء في منه تعود على المال لأن الصدقات مال هنيئا مصدر جاء على فعيل وهو نعت لمصدر محذوف أي أكلا هنيئا وقيل هو مصدر في موضع الحال من الهاء والتقدير مهنأ أو طيبا و مريئا مثله والمريء فعيل بمعنى مفعل لأنك تقول أمرأني الشيء إذا لم تستعمله مع هناني فان قلت هناني ومراني لم تأت بالهمزة في مراني لتكون تابعة لهناني
قوله تعالى أموالكم التي الجمهور على افراد التي لأن الواحد من الاموال مذكر فلو قال اللواتي لكان جمعا كما أن الاموال جمع والصفة إذا جمعت من أجل أن الموصوف جمع كان واحدها كواحد الموصوف في التذكير والتأنيث وقرىء في الشإذ اللواتي جمعا اعتبارا بلفظ الاموال جعل الله أي صيرها فهو متعد إلى مفعولين والاول محذوف وهو العائد ويجوز أن يكون بمعنى خلق فيكون قياما حالا قياما يقرأ بالياء والألف وهو مصدر قام والياء بدل من الوأو وأبدلت منها لما أعلت في الفعل وكانت قبلها كسرة والتقدير التي جعل الله لكم سبب قيام أبدانكم أي بقائها ويقرأ قيما بغير ألف وفيه ثلاثة أوجه أحدها أنه مصدر مثل الحول والعوض وكان القياس أن تثبت الوأو لتحصنها بتوسطها كما صحت في الحول والعوض ولكن أبدلوها ياء حملا على قيام على اعتلالها في الفعل والثاني أنها جمع قيمة كديمة وديم والمعني أن الاموال كالقيم للنفوس إذ كان بقاؤها بها وقال أبو على هذا لا يصح لأنه قد قرىء في قوله دينا قيما ملة ابراهيم وفي قوله الكعبة البيت الحرام قيما ولا يصح معنى القيمة فيهما والوجه الثالث أن يكون الأصل قياما فحذفت الألف كما حذفت في خيم ويقرأ قواما بكسر القاف وبوأو وألف وفيه وجهان أحدهما هو مصدر قأومت قواما مثل لأوذت لوإذا فصحت في المصدر لما صحت في الفعل والثاني أنها اسم لما يقوم به الامر وليس بمصدر ويقرأ كذلك الا أنه بغير ألف وهو مصدر صحت عينه وجاءت على الأصل كالعوض ويقرأ بفتح القاف ووأو وألف وفيه وجهان أحدهما هو اسم للمصدر مثل السلام والكلام والدوام والثاني هو لغة في القوام الذي هو بمعنى القامة يقال جارية حسنة القوام والقوام والتقدير التي جعلها الله سبب بقاء قاماتكم وارزقوهم فيها فيه وجهان أحدهما أن في على أصلها والمعنى اجعلوا لهم فيها رزقا والثاني أنها بمعنى من

قوله تعالى حتى إذا بلغوا حتى هاهنا غير عاملة وإنما دخلت على الكلام لمعنى الغاية كما تدخل على المبتدأ وجواب إذا فان آنستم وجواب ان فادفعوا فالعامل في إذا ما يتلخص من معنى جوابها فالتقدير إذا بلغوا راشدين فادفعوا اسرافا وبدارا مصدران مفعول لهما وقيل هما مصدران في موضع الحال أي مسرفين ومبادرين والبدار مصدر بادرت وهو من باب المفاعلة التي تكون بين اثنين لأن اليتيم مار إلى الكبر والولي مار إلى أخذ ماله فكأنهما يستبقان ويجوز أن يكون من واحد أن يكبروا مفعول بدارا أي بدارا كبرهم وكفى بالله في فاعل كفى وجهان أحدهما هو اسم الله والباء زائدة دخلت لتدل على معنى الامر إذ التقدير اكتف بالله والثاني أن الفاعل مضمر والتقدير كفى الاكتفاء بالله فبالله على هذا في موضع نصب مفعول به و شهيدا حال وقيل تمييز وكفى يتعدى إلى مفعولين وقد حذفا هنا والتقدير كفاك الله شرهم ونحو ذلك والدليل على ذلك قوله فسيكفيكهم الله
قوله تعالى قل منه يجوز أن يكون بدلا مما ترك ويجوز أن يكون حالا من الضمير المحذوف في ترك أي مما تركه قليلا أو كثيرا أو مستقرا مما قل نصيبا قيل هو واقع موقع المصدر والعامل فيه معنى ما تقدم إذ التقدير عطاء أو استحقاقا وقيل هو حال مؤكدة والعامل فيها معنى الاستقرار في قوله للرجال نصيب ولهذا حسنت الحال عنها وقيل هو حال من الفاعل في قل أو كثر وقيل هو مفعول لفعل محذوف تقديره أوجب لهم نصيبا وقيل هو منصوب على إضمار أعنى
قوله تعالى فارزقوقهم منه الضمير يرجع إلى المقسم لأن ذكر القسمة عدل عليه
قوله تعالى من خلفهم يجوز أن يكون ظرفا لتركوا وأن يكون حالا من ذرية ضعافا يقرأ بالتفخيم على الأصل وبالامالة لأجل الكسرة وجاز ذلك مع حرف الاستعلاء لأنه مكسور مقدم ففيه انحدار خافوا يقرأ بالتفخيم على الأصل وبالامالة لأن الخاء تنكسر في بعض الاحوال وهو خفت وهو جواب لو ومعناها ان
قوله تعالى ظلما مفعول له أو مصدر في موضع الحال في بطونهم نارا قد ذكر في البقرة فيه شيء والذي يخص هذا الموضع أن في بطونهم حال من نارا

أي نارا كائنة في بطونهم وليس بظرف ليأكلون ذكره في التذكرة وسيصلون يقرأ بفتح الياء وماضيه صلى النار يصلاها ومنه قوله لا يصلاها الا الاشقى ويقرأ بضمها على مالم يسم فاعله ويقرأ بتشديد اللام على التكثير
قوله تعالى للذكر مثل حظ الانثيين الجملة في موضع نصب بيوصي لأن المعنى يفرض لكم أو يشرع في أولادكم والتقدير في أمر أولادكم فان كن الضمير للمتروكات أي فان كانت المتروكات ودل ذكر الاولاد عليه فوق اثنتين صفة النساء أي أكثر من اثنتين وان كانت واحدة بالنصب أي كانت الوارثة واحدة بالرفع على أن كان تامة و النصف بالضم والكسر لغتان وقد قرىء بهما فلأمه بضم الهمزة وهو الأصل وبكسرها اتباعا لكسرة اللام قبلها وكسر الميم بعدها وان كانوا اخوة الجمع هنا للاثنين لأن الاثنين يحجبان عند الجمهور وعند ابن عباس هو على بابه والاثنان لا يحجبان والسدس والثلث والربع والثمن بضم أوساطها وهي اللغة الجيدة وإسكانها لغة وقد قرىء بها من بعد وصية يجوز أن يكون حالا من السدس تقديره مستحقا من بعد وصية والعامل الظرف ويجوز أن يكون ظرفا أي يستقر لهم ذلك بعد اخراج الوصية ولا بد من تقدير حذف المضاف لأن الوصية هنا المال الموصى به وقيل تكون الوصية مصدرا مثل ألفريضة أو دين أو لأحد الشيئين ولا تدل على الترتيب إذ لا فرق بين قولك جاءني زيد أو عمرو وبين قولك جاء عمرو أو زيد لأن أو لأحد الشيئين والواحد لا ترتيب فيه وبهذا يفسر قول من قال التقدير من بعد دين أو وصية وإنما يقع الترتيب فيما إذا اجتمعا فيقدم الدين على الوصية آباؤكم وأبناؤكم مبتدأ لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا الجملة خبر المبتدأ وأيهم مبتدأ وأقرب خبره والجملة في موضع نصب بتدرون وهي معلقة عن العمل لفظا لأنها من أفعال القلوب ونفعا تمييز و فريضة مصدر لفعل محذوف أي فرض ذلك فريضة
قوله تعالى وان كان رجل في كان وجهان أحدهما هي تامة ورجل فاعلها و يورث صفة له و كلالة حال من الضمير في يورث والكلالة على هذا اسم للميت الذي لم يترك ولدا ولا والدا ولو قرىء كلالة بالرفع على أنه صفة أو بدل من الضمير في يورث لجاز غير أنى لم أعرف أحدا قرأ به فلا يقرآن الا بما نقل والوجهع الثاني أن كان هي الناقصة ورجل اسمها ويورث خبرها

وكلالة حال أيضا وقيل الكلالة اسم للمال الموروث فعلى هذا ينتصب كلالة على المفعول الثاني ليورث كما تقول ورث زيد مالا وقيل الكلالة اسم للورثة الذين ليس فيهم ولد ولا والد فعىل هذا لأوجه لهذا الكلام على القراءة المشهورة لأنه لا ناصب له الا ترى أنك لو قلت زيد يورث اخزة لم يستقم وإنما يصح على قراءة من قرأ بكسر الراء مخففة ومثقلة وقد قرىء بهما وقيل يصح هذا المذهب على تقدير حذف مضاف تقديره وان كان رجل يورث ذا كلالة فذا حال أو خبر كان ومن كسر الراء جعل كلالة مفعولا به اما الورثة واما المال وعلى كلا الامرين أحد المفعولين محذوف والتقدير يورث أهله مالا وله أخ أو أخت ان قيل قد تقدم ذكر الرجل والمرأة فلم أفرد الضمير وذكره قيل أما افراده فلأن أو لأحد الشيئين وقد قال أو امرأة فأفرد الضمير لذلك وأما تذكيره ففيه ثلاثة أوجه أحدها يرجع إلى الرجل لأنه مذكر مبدوء به والثاني أنه يرجع إلى أحدهما ولفظ أحد مذكر والثالث أنه راجع إلى الميت أو الموروث لتقدم ما يدل عليه فان كانوا الوأو ضمير الاخوة من الام المدلول عليهم بقوله أخ أو اخت و ذلك كتابة عن الواحد يوصى بها يقرأ بكسر الصاد أي يوصى بها المحتضر وبفتحها على مالم يسم فاعله وهو في معنى القراءة الأولى ويقرأ بالتشديد على التكثير غير مضار حال من ضمير الفاعل في يوصى والجمهور على تنوين مضار والتقدير غير مضار بورثته و وصية مصدر لفعل محذوف أي وصى الله بذلك ودل على المحذوف قوله غير مضار وقرأ الحسن غير مضار وصية بالاضافة وفيه وجهان أحدهما تقديره غير مضار أهل وصية أو ذي وصية فحذف المضاف والثاني تقديره غير مضار وقت وصية فحذف وهو من إضافة الصفة إلى الزمان ويقرب من ذلك قولهم هو فارس حرب أي فارس في الحرب ويقال هو فارس زمانه أي في زمانه كذلك التقدير للقراءة غير مضار في وقت الوصية
قوله تعالى يدخله في الايتين بالياء والنون ومعناهما واحد نارا خالدا فيها نارا مفعول ثان ليدخل وخالدا حال من المفعول الاول ويجوز أن يكون صفة لنار لأنه لو كان كذلك لبرز ضمير الفاعل لجريانه على غير من هوله ويخرج على قول الكوفيين جواز جعله صفة لأنهم لا يشترطون ابراز الضمير في هذا النحو
قوله تعالى واللاتي هو جمع التي على غير قياس وقيل هي صيغة موضوعة للجمع وموضعها رفع بالابتداء والخبر فاستشهدوا عليهن وجاز ذلك وان

كان أمرا لأنه صار في حكم الشرط حيث وصلت التي بالفعل وإذا كان كذلك لم يحسن النصب لأن تقدير الفعل قبل أداة الشرط لا يجوز وتقديره بعد الصلة يحتاج إلى إضمار فعل غير قوله فاستشهدوا لأن استشهدوا لا يصح أن يعمل النصب في اللاتي وذلك لا يحتاج إليه مع صحة الابتداء وأجاز قوم النصب بفعل محذوف تقديره اقصدوا اللاتي أو تعمدوا وقيل الخبر محذوف تقديره وفيما يتلى عليكم حكم اللاتي ففيما يتلى هو الخبر وحكم هو المبتدأ فحذفا لدلالة قوله فاستشهدوا لأنه الحكم المتلو عليهم أو يجعل الله أو عاطفة والتقدير أو إلى أن يجعل الله وقيل هي بمعنى الا أن وكلاهما مستقيم لهن يجوز أن يتعلق بيجعل وأن يكون حالا من سبيلا
قوله تعالى واللذان يأتيانها الكلام في اللذان كالكلام في اللاتي الا أن من أجاز النصب يصح أن يقدر فعلا من جنس المذكور تقديره إذوا اللذين ولا يجوز أن يعمل ما بعد الفاء فيما قبلها هاهنا ولو عرا من ضمير المفعول لأن الفاء هنا في حكم الفاء الواقعة في جواب الشرط وتلك تقطع ما بعدها عما قبلها ويقرأ اللذان بتخفيف النون على أصل التثنية وبتشديدها على أن احدى النونين عوض من اللام المحذوفة لأن الأصل اللذيان مثل العميان والشجيان فحذفت الياء لأن الاسم مبهم والمبهمات لا تثنى التثنية الصناعية والحذف مؤذن بأن التثنية هنا مخألفة للقياس وقيل حذفت لطول الكلام بالصلة فأما هذان وهاتين وفذانك فنذكرها في مواضعها
قوله تعالى انما التوبة مبتدأ وفي الخبر وجهان أحدهما هو على الله أي ثابتة على الله فعلى هذا يكون للذين يعملون السوء حالا من الضمير في الظرف وهو قوله على الله والعامل فيها الظرف أو الاستقرار أي كائنة للذين ولا يجوز أن يكون العامل في الحال التوبة لأنه قد فصل بينهما بالجار والوجه الثاني أن يكون الخبر للذين يعملون وأما على الله فيكون حالا من شيء محذوف تقديره انما التوبة إذ كانت على الله أو إذا كانت على الله فإذ أو إذا ظرفان العامل فيهما الذين يعملون السوء لأن الظرف يعمل فيه المعنى وان تقدم عليه وكان التامة وصاحب الحال ضمير الفاعل في كان ولا يجوز أن يكون على الله حالا يعمل فيها الذين لأنه عامل معنوي والحال لا يتقدم على المعنوي ونظير هذه المسألة قولهم هذا بسرا أطيب منه رطبا

قوله تعالى ولا الذين يموتون في موضعه وجهان أحدهما هو جر عطفا على الذين يعملون السيئات أي ولا الذين يموتون والوجه الثاني أن يكون مبتدأ وخبره أولئك أعتدنا لهم واللام لام الابتداء وليست لا النافية
قوله تعالى أن ترثوا في موضع رفع فاعل يحل و النساء فيه وجهان أحدهما هو المفعول الاول والنساء على هذا هن الموروثات وكانت الجاهلية ترث نساء آبائها وتقول نحن أحق بنكاحهن والثاني أنه المفعول الثاني والتقدير أن يرثوا من النساء المال و كرها مصدر في موضع الحال من المفعول وفيه الضم والفتح وقد ذكر في البقرة ولا تعضلوهن فيه وجهان أحدهما هو منصوب عطفا على ترثوا أي ولا أن تعضلوهن والثاني هو جزم بالنهي فهو مستأنف لتذهبوا اللام متعلقة بتعضلوا وفي الكلام حذف تقديره ولا تعضلوهن من النكاح أو من الطلاق على اختلافهم في المخاطب به هل هم الاولياء أو الازواج ما آتيتموهن العائد على ما محذوف تقديره ما آتيتموهن إياه وهو المفعول الثاني الا أن يأتين بفاحشة فيه وجهان أحدهما هو في موضع نصب على الاستثناء المنقطع والثاني هو في موضع الحال تقديره الا في حال اتيانهن ألفاحشة وقيل هو استثناء متصل تقديره ولا تعضلوهن في حال الا في حال اتيان ألفاحشة مبينة يقرأ بفتح الياء على مالم يسم فاعله أي أظهرها صاحبها وبكسر الياء والتشديد وفيه وجهان أحدهما أنها هي الفاعلة أي تبين حال مرتكبها والثاني أنه من اللازم يقال بأن الشيء وأبان وتبين واستبان وبين بمعنى واحد ويقرأ بكسر الباء وسكون الياء وهو على الوجهين في المشددة المكسورة بالمعروف مفعول أو حال أن تكرهوا فاعل عسى ولا خبر لها هاهنا لأن المصدر إذا تقدم صارت عسى بمعنى قرب فاستغنت عن تقدير المفعول المسمى خبرا
قوله تعالى وان أردتم استبدال زوج مكان زوج ظرف للاستبدال وفي قوله وآتيتم احداهن قنطارا اشكالان أحدهما أنه جمع الضمير والمتقدم زوجان والثاني أن التي يريد أن يستبدل بها هي التي تكون قد أعطاها مالا فينهاه عن أخذه فأما التي يريد أن يستحدثها فلم يكن أعطاها شيئا حتى ينهي عن أخذه ويتأيد ذلك بقوله وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض والجواب عن الاول أن المراد بالزوج الجمع لأن الخطاب لجماعة الرجال وكل منهم قد يريد الاستبدال ويجوز أن يكون جمعا لأن التي يريد أن يستحدثها يفضي حالها إلى أن

تكون زوجا وأن يريد أن يستبدل بها كما استبدل بالأولى فجمع على هذا المعني وأما الاشكال الثاني ففيه جوابان أحدهما أنه وضع الظاهر موضع المضمر والصل آتيتموهن والثاني أن المستبدل بها مبهمة فقال احداهن إذ لم تتعين حتى يرجع الضمير إليها وقد ذكرنا نحوا من هذا في قوله فتذكر احداهما الاخرى بهتانا فعلان من البهت وهو مصدر في موضع الحال ويجوز أن يكون مفعولا له
قوله تعالى وكيف تأخذونه كيف في موضع نصب على الحال والتقدير أتأخذونه جائرين وهذا يتبين لك بجواب كيف الا ترى أنك إذ قلت كيف أخذت مال زيد كان الجواب حالا تقديره أخذته ظالما أو عادلا ونحو ذلك وأبدا يكون موضع كيف مثل موضع جوابها وقد أفضى في موضع الحال أيضا وأخذن أي وقد أخذن لأنها حال معطوفة والفعل ماض فتقدر معه قد ليصبح حالا وأغنى عن ذكرها تقدم ذكرها منكم متعلق بأخذن ويجوز أن يكون حالا من ميثاق
قوله تعالى ما نكح مثل قوله فانكحوا ما طاب لكم وكذلك الا ما ملكت أيمانكم وهو يتكرر في القرآن من النساء في موضع الحال من ما أو من العائد عليها الا ما قد سلف في ما وجهان أحدهما هي بمعنى من وقد ذكر والثاني هي مصدرية والاستثناء منقطع لأن النهي للمستقبل وما سلف ماضي فلا يكون من جنسه وهو في موضع نصب ومعنى المنقطع أنه لا يكون داخلا في الاول بل يكون في حكم المستأنف وتقدر الا فيه بلكن والتقدير هنا ولا تتزوجوا من تزوجه آباؤكم ولا تطئوا من وطئه آباؤكم لكن ما سلف من ذلك فمعفو عنه كما تقول ما مررت برجل الا بامرأة أي لكن مررت بامرأة والغرض منه بيان معنى زائد المرور بامرأة أو نفيه فإذا قلت الا بامرأة كان إثباتا لمعنى مسكوت عنه غير معلوم بالكلام الاول نفيه ولا إثباته انه الهاء ضمير النكاح ومقتا تمام الكلام ثم يستأنف وساء سبيلا أي وساء هذا السبيل من نكاح من نكحهن الاباء وسبيلا تمييزه ويجوز أن يكون قوله وساء سبيلا معطوفا على خبر كان ويكون التقدير مقولا فيه ساء سبيلا
قوله تعالى أمهاتكم الهاء زائدة وإنما جاء ذلك فيمن يعتل فأما مالا يعقل فيقال أمات البهائم وقد جاء في كل واحد منهما ما جاء في الاخر قليلا فيقال

أمات الرجال وأمهات البهائم وبناتكم لام الكلمة محذوفة ووزنه فعاتكم والمحذوف وأو أو ياء وقد ذكرناه فأما ينت فالتاء فيها بدل من اللام المحذوفة وليست تاء التأنيث لأن تاء التأنيث لا يسكن ما قبلها وتقلب هاء في الوقف فينات ليس بجمع بنت بل بنه وكسرت الباء تنبيها على المحذوف هذا عند ألفراء وقال غيره أصلها الفتح وعلى ذلك جاء جمعها ومذكرها وهو بنون وهو مذهب البصريين وأما أخت فالتاء فيها بدل من الوأو لأنها من الاخوة فأما جمعها فأخوات
فان قيل لم رد المحذوف في أخوات ولم يرد في بنات قيل حمل كل واحد من الجمعين على مذكره فمذكر بنات لم يرد فيه المحذوف بل جاء ناقصا في الجمع فقالوا بنون وقالوا في جمع أخ اخوة واخوان فرج المحذوف والعمة تأنيث للعم والخالة تأنيث الخال وألفه منقلبة عن وأو لقولك في الجمع أخوال من الرضاعة في موضع الحال من أخواتكم أي وحرمت عليكم أخواتكم كائنات من الرضاعة اللاتي دخلتم بهن نعت لنسائكم التي تليها وليست صفة لنسائكم التي في قوله وأمهات نسائكم لوجهين أحدهما أن نساءكم الأولى مجرورة بالاضافة ونساءكم الثانية مجرورة بمن فالجران مختلفان وما هذا سبيله لا تجري عليه الصفة كما إذا اختلف العمل والثاني أن أم المرأة تحرم بنفس العقد عند الجمهور وبنتها لا تحرم الا بالدخول فالمعنى مختلف ومن نسائكم في موضع الحال من ربائبكم وان شئت من الضمير في الجار الذي هو صلة تقديره اللاتي استقررن في حجوركم كائنات من نسائكم وأن تجمعوا في موضع رفع عطفا على أمهاتكم و الا ما قد سلف استثناء منقطع في موضع نصب
قوله تعالى والمحصنات هو معطوف على أمهاتكم و من النساء حال منه والجمهور على فتح الصاد هنا لأن المراد بهن ذوات الازواج وذات الزوج محصنة بالفتح لأن زوجها أحصنها أي أعفها فأما المحصنات في غير هذا الموضع فيقرأ بالتفح والكسر وكلاهما مشهور فالكسر على أن النساء أحصن فروجهن أو أزواجهن والفتح على أنهن أحصن بالازواج أو بالاسلا واشتقاق الكلمة من التحصين وهو المنع الا ما ملكت استثناء متصل في موضع نصب والمعنى حرمت عليكم ذوات الازواج الا السبايا فانهن حلال وان كن ذوات أزواج كتاب الله هو منصوب على المصدر بكتب محذوفة دل عليه قوله حرمت لأن

التحريم كتب وقيل انتصابه بفعل محذوف تقديره الزموا كتاب الله و عليكم اغراء وقال الكوفيون هو اغراء والمفعول مقدم وهذا عندنا غير جائز لأن عليكم وبابه عامل ضعيف فليس له في التقديم تصرف وقرىء كتب عليكم أي كتب الله ذلك عليكم وعليكم على القول الاول متعلق بالفعل الناصب للمصدر لا بالمصدر لأن المصدر هنا فضلة وقيل هو متعلق بنفس المصدر لأنه ناب عن الفعل حيث لم يذكر معه فهو كقولك مرورا بزيد أي أمر وأحل لكم يقرأ بالفتح على تسمية الفاعل وهو معطوف على الفعل الناصب لكتاب وبالضم عطفا على حرمت ما وراء ذلكم في ما وجهان أحدهما هي بمعنى من فعلى هذا يكون قوله أن تبتغوا في موضع جر أو نصب على تقدير بأن تبتغوا أو لأن تبتغوا أي أبيح لكم غير ما ذكرنا من النساء بالمهور والثاني أن ما بمعنى الذي والذي كناية عن الفعل أي وأحل لكم تحصيل ما وراء ذلك الفعل المحرم وأن تبتغوا بدل منه ويجوز أن يكون أن تبتغوا في هذا الوجه مثله في الوجه الاول و محصنين حال من الفاعل في تبتغو فما استمتعتم في ما وجهان أحدهما هي بمعنى من والهاء في به تعود على لفظها والثاني هي بمعنى الذي والخب ر فآتوهن والعائد منه محذوف أي لأجله فعلى الوجه الاول يجوز أن تكون شرطا وجوابها فآتوهن والخبر فعل الشرط وجوابه أو جوابه فقط على ما ذكرناه في غير موضع ويجوز على الوجه الاول أن تكون بمعنى الذي ولا تكون شرطا بل في موضع رفع بالابتداء واستمتعتم صلة لها والخبر فآتوهن ولا يجوز أن تكون مصدرية لفساد المعنى ولأن الهاء في به تعود على ما والمصدرية لا يعود عليها ضمير منهن حال من الهاء في به فريضة مصدر لفعل محذوف أو في موضع الحال على ما ذكرنا في آية الوصية
قوله تعالى ومن لم يستطع شرط وجوابه فما ملكت و منكم حال من الضمير في يستطع طولا مفعول يستطع وقيل هو مفعول له وفيه حذف مضاف أي لعدم الطول وأما أن ينكح ففيه وجهان أحدهما هو بدل من طول وهو بدل الشيء من الشيء وهما لشيء واحد لأن الطول هو القدرة أو ألفضل والنكاح قوة وفضل والثاني أن لا يكون بدلا بل هو معمول طول وفيه على هذا وجهان أحدهما هو منصوب بطول لأن التقدير ومن لم يستطع أن ينال

نكاح المحصنات وهو من قولك طلته أي نلته ومنه قول ألفرزدق
ان ألفرزدق صخرة عادية ... طالت فليس ينالها الاوعالا
أي طالت الاوعالا والثاني أن يكون على تقدير حذف حرف الجر أي إلى أن ينكح والتقدير ومن لم يستطع وصلة إلى نكاح المحصنات وقيل المحذوف اللام فعلى هذا يكون في موضع صفة طول والطول المهر أي مهرا كائنا لأن ينكح وقيل هو مع تقدير اللام مفعول الطول أي طولا لأجل نكاحهن فمن ما في من وجهان أحدهما هي زائدة والتقدير فلينكح ما ملكت والثاني ليست زائدة والفعل المقدر محذوف تقديره فلينكح امرأة مما ملكت ومن على هذا صفة للمحذوف وقيل مفعول الفعل المحذوف فتيانكم ومن الثانية زائدة و والمؤمنات على هذه الاوجه صفة ألفتيات وقيل مفعول الفعل المحذوف المؤمنات والتقدير من فتياتكم ألفتيات المؤمنات وموضع من فتياتكم إذا لم تكن من زائدة حال من الهاء المحذوفة في ملكت وقيل في الكلام تقديم وتأخير تقديره فلينكح بعضكم من بعض ألفتيات فعلى هذا يكون قوله والله أعلم بايمانكم معترضا بين الفعل والفاعل و بعضكم فاعل الفعل المحذوف والجيد أن يكون بعضكم مبتدأ و من بعض خبره أي بعضكم من جنس بعض في النسب والدين فلا يترفع الحر عن الامة عند الحاجة وقيل فما ملكت خبر مبتدأ محذوف أي فالمنكوحة مما ملكت محصنات حال من المفعول في وآتوهن ولا متخذات معطوف على محصنات والاضافة غير محضة والاخدان جمع خدن مثل عدل وأعدال فإذا أحصن يقرأ بضم الهمزة أي بالازواج وبفتحها أي فروجهن فان أتين الفاء جواب إذا فعليهن جواب ان من العذاب في موضع الحال من الضمير في الجار والعامل فيها العامل في صاحبها ولا يجوز أن تكون حالا من ما لأنها مجرورة بالاضافة فلا يكون لها عامل ذلك مبتدأ لمن خشي الخبر أي جائز للخائف من الزنا وأن تصبروا مبتدأ و خير لكم خبره
قوله تعالى يريد الله ليبين لكم مفعول يريد محذوف تقديره يريد الله ذلك أي تحريم ما حرم وتحليل ما حلل ليبين واللام في ليبين متعلقة بيريد وقيل اللام زائدة والتقدير يريد الله أن يبين فالنصب بأن
قوله تعالى ويريد الذين يتبعون الشهوات معطوف على قوله والله

يريد أن يتوب عليكم الا أنه صدر الجملة الأولى بالاسم والثانيى بالفعل ولا يجوز أن يقرأ بالنصب لأن المعنى يصير والله يريد أن يتوب عليكم ويريد أن يريد الذين يتبعون الشهوات وليس المعنى على ذلك
قوله تعالى وخلق الانسان ضعيفا ضعيفا حال وقيل تمييز لأنه يجوز أن يقد بمن وليس بشيء وقيل التقدير وخلق الانسان من شيء ضعيف أي من طين أو من نطفة وعلقة ومضغة كما قال الله الذي خلقكم من ضعف فلما حذف الجار والموصوف انتصبت الصفة بالفعل نفسه
قوله تعالى الا أن تكون تجارة الاستثناء منقطع ليس من جنس الاول وقيل هو متصل والتقدير لا تأكلوها بسبب الا أن تكون تجارة وهذا ضعيف لأنه قال بالباطل والتجارة ليسب من جنس الباطل وفي الكلام حذف مضاف أي الا في حال كونها تجارة أو في وقت كونها تجارة وتجارة بالرفع على أن كان تامة وبالنصب على أنها الناقصة التقدير الا أن تكون المعاملة أو التجارة تجارة وقيل تقديره الا أن تكون الاموال تجارة عن تراض في موضع صفة تجارة ومنكم صفة تراض
قوله تعالى ومنكم يفعل من في موضع رفع بالابتداء والخبر فسوف نصليه وعدوانا وظلما مصدران في موضع الحال أو مفعول من أجله والجمهور على ضم النون من نصليه ويقرأ بفتحها وهما لغتان يقال أصليته النار وصليته
قوله تعالى مدخلا يقرأ بفتح الميم وهو مصدر دخل والتقدير وندخله فيدخل مدخلا أي دخولا ومفعل إذا وقع مصدرا كان مصدر فعل فأما أفعل فمصدره مفعل بضم الميم كما ضمت الهمزة وقيل مدخل هنا المفتوح الميم مكان فيكون مفعولا به مثل أدخلته بيتا
قوله تعالى ما فضل الله ما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة والعائد الهاء في به والمفعول بعضكم واسئلوا الله يقرأ سلوا بغير همزة واسئلوا بالهمزة وقد ذكر في قوله سل بني إسرائيل ومفعول اسئلوا محذوف أي شيئا من فضله
قوله تعالى ولكل جعلنا المضاف إليه محذوف وفيه وجهان أحدهما تقيره ولكل أحد جعلنا موالي يرثونه والثاني ولكل مال والمفعول الاول لجعل موالي والثاني لكل والتقدير وجعلنا وراثا لكل ميت أو لكل مال مما ترك فيه

وجهان هو صفة مال المحذوف أي من مال تركه الوالدان والثاني هو يتعلق بفعل محذوف دل عليه الموالي تقديره يرثون ما ترك وقيل ما بمعنى من أي لكل أحد ممن ترك الوالدان والذين عقدت في موضعها ثلاثة أوجه أحدها هو معطوف على موالي أي وجعلنا الذين عاقدت وارثا وكان ذلك ونسخ فيكون قوله فآتوهم نصيبهم توكيدا والثاني موضعه نصب بفعل محذوف فسره المذكور أي وآتوا الذين عاقدت والثالث هو رفع بالابتداء وفآتوهم الخبر ويقرأ عاقدت بالألف والمفعول محذوف أي عاقدتهم ويقرأ بغير ألف والمفعول محذوف أيضا هو والعائد تقديره عقدت حلفهم أيمانكم وقيل التقدير عقدت حلفهم ذو أيمانكم فحذف المضاف لأن العاقد لليمين الحألفون لا الايمان نفسها
قوله تعالى قوامون على النساء على متعلقة بقوامون و بما متعلقة به أيضا ولما كان الحرفان بمعنيين جاز تعلقهما بشيء واحد فعلى على هذا لها معنى غير معنى الباء ويجوز أن تكون الباء في موضع الحال فتتعلق بمحذوف تقديره مستحقين بتفضيل الله إياهم وصاحب الحال الضمير في قوامون وما مصدرية فأما ما في قوله وبما أنفقوا فيجوز أن تكون مصدرية فتتعلق من بأنفقوا ولا حذف في الكلام ويجوز أن تكون بمعنى الذي والعائد محذوف أي وبالذي أنفقوه فعلى هذا يكون من أموالهم حالا فالصالحات مبتدأ قانتات حافظات خبران عنه وقرىء فالصوالح قوانت حوافظ وهو جمع تكثير دل على الكثرة وجمع التصحيح لا يدل على الكثرة بوضعه وقد استعمل فيها كقوله تعالى وهم في الغرفات آمنون بما حفظ الله في ما ثلاثة أوجه بمعنى الذي ونكرة موصوفة والعائد محذوف على الوجهين ومصدرية وقرىء بما حفظ الله بنصب اسم الله وما على هذه القراءة بمعنى الذي أو نكرة والمضاف محذوف والتقدير بما حفظ أمر الله أو دين الله وقال قوم هي مصدرية والتقدير حفظهن الله وهذا خطأ لأنه إذا كان كذلك خلا الفعل عن ضمير الفاعل لأن الفاعل هنا جمع المؤنث وذلك يظهر ضميره فكان يجب أن يكون بما حفظهن الله وقد صوب هذا القول وجعل الفاعل فيه للجنس وهو مفرد مذكر فلا يظهر له ضمير واللاتي تخافون مثل قوله واللاتي يأتين ألفاحشة ومثل واللذان يأتيانها وقد ذكرا واهجروهن في المضاجع في في وجهان أحدهما هي ظرف للهجران أي اهجروهن في مواضع الاضطجاع أي اتركوا مضاجعهن دون ترك مكالمتهن

الثاني هي بمعنى السبب أي واهجروهن المضاجع كما تقول في هذه الجناية عقوبة فلا تبغو عليهن في تبغو وجهان أحدهما هو من البغي الذي هو الظلم فعلى هذا هو غير متعد و سبيلا على هذا منصوب على تقدير حذف حرف الجر أي بسبيل ما والثاني هو من قولك بغيت الامر أي طلبته فعلى هذا يكون متعديا وسبيلا مفعوله وعليهن من نعت السبيل فيكون حالا لتقدمه عليه
قوله تعالى شقاق بينهما الشقاق الخلاف فلذلك حسن اضافته إلى بين وبين هنا الوصل الكائن بين الزوجين حكما من أهله يجوز أن يتعلق من بابعثوا فيكون الابتداء غاية البعث ويجوز أن يكون صفة للحكم فيتعلق بمحذوف ان يريدا ضمير الاثنين يعود على الحكمين وقيل على الزوجين فعلى الاول والثاني يكون قوله يوفق الله بينهما للزوجين
قوله تعالى وبالوالدين إحسانا في نصب إحسانا أوجه قد ذكرناه في البقرة عند قوله وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل و الجنب يقرأ بضمتين وهو وصف مثل ناقة أجد ويد سجح ويقرأ الجيم وسكون النون وهو وصف أيضا وهو المجانب وهو مثل قولك رجل عدل والصاحب بالجنب يجوز أن تكون الباء بمعنى في وأن تكون على بابها وعلى كلا الوجهين هو حال من الصاحب والعامل فيها المحذوف
قوله تعالى الذين يبخلون فيه وجهان أحدهما هو منصوب بدل من من في قوله من كان مختلا فخورا وجمع على معنى من ويجوز أن يكون محمولا على قوله مختالا فخورا وهو خبر كان وجمع على المعنى أيضا أو على إضمار إذم والثاني أن يكون مبتدأ والخبر محذوف تقديره مبغضون ودل عليه ما تقدم من قوله لا يحب ويجوز أن يكون الخبر معذبون لقوله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا ويجوز أن يكون التقدير هم الذين ويجوز أن يكون مبتدأ والذين ينفقون معطوف عليه والخبر ان الله لا يظلم أي يظلمهم والبخل والبخل لغتان وقد قرىء بهما وفيه لغتان أخريان البخل بضم الخاء والباء والبخل بفتح الباء وسكون الخاء و من فضله حال من ما أو من العائد المحذوف
قوله تعالى والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس رئاء مفعول من أجله والمصدر مضاف إلى المفعول فعلى هذا يكون قوله ولا يؤمنون بالله معطوفا

على ينفقون داخلا في الصلة ويجوز أن يكون مستأنفا ويجوز أن يكون رئاء الناس مصدرا في موضع الحال أي ينفقون مرائين فساء قريبنا أي فساء هو والضمير عائد على من أو على الشيطان وقرينا تمييز وساء هنا منقولة إلى باب نعم وبئس ففاعلها والمخصوص بعدها بالذم مثل فاعل بئس ومخصوصها والتقدير فساء الشيطان والقرين فأما قوله والذين ينفقون ففي موضعه ثلاثة أوجه أحدها هو جر عطفا على الكافرين في قوله وأعتدنا للكافرين والثاني نصب على ما انتصب عليه الذين يبخلون والثالث رفع على ما ارتفع عليه الذين يبخلون وقد ذكرا فأما رئاى الناس فقد ذكرنا أنه مفعول له أو حال من فاعل ينفقون ويجوز أن يكون حالا من الذين ينفقون أي الموصول فعلى هذا يكون قوله ولا يؤمنون مستأنفا لئلا يفرق بين بعض الصلة وبعض بحال الموصول
قوله تعالى ومإذا عليهم فيه وجهان أحدهما ما مبتدأ و ذا بمعنى الذي وعليهم صلتها والذي وصلتها خبر ما وأجاز قوم أن تكون الذي وصلتها مبتدأ وما خبرا مقدما وقد الخبر لأنه استفهام والثاني أن ما وذا اسم واحد مبتدأ وعليهم الخبر وقد ذكرنا هذا في البقرة بأبسط من هذا و لو فيها وجهان أحدهما هي على بابها والكلام محمول على المعنى أي لو آمنوا لم يضرهم والثاني أنها بمعنى أن الناصبة للفعل كما ذكرنا في قوله لو يعمر ألف سنة وغيره ويجوز أن تكون بمعنى ان الشرطية كما جاء في قوله ولو أعجبتكم أي وأي شيء عليهم ان آمنوا وتقديره على الوجه الاخر أي شيء عليهم في الايمان
قوله تعالى مثقال ذرة فيه وجهان أحدهما هو مفعول ليظلم والتقدير لا يظلمهم أو لا يظلم أحدا ويظلم بمعنى ينتقص أي ينقص وهو متعد إلى مفعولين والثاني هو صفة مصدر محذوف تقديره ظلما قدر مثقال ذرة فحذف المصدر وصفته وأقام المضاف إليه مقامهما وان تك حسنة حذفت نون تكن لكثرة استعمال هذه الكلمة وشبه النون لغنتها وسكونها بالوأو فان تحركت لم تحذف نحو ومن يكن الشيطان ولم يكن الذين وحسنة بالرفع على أن كان التامة وبالنصب على أنها الناقصة و من لدنه متعلق بيؤت أو حال من الاجر
قوله تعالى فكيف إذا الناصب لها محذوف أي كيف تصنعون أو تكونوا وإذا ظرف لذلك المحذوف من كل أمة متعلق بجئنا أو حال من شهيد على قول من أجاز تقديم حال المجرور عليه وجئنا بك معطوف على جئنا الأولى

ويجوز أن يكون حالا وتكون قد مرادة ويجوز أن يكون مستأنفا ويكون الماضي بمعنى المستقبل و شهيدا حال وعلى يتعلق به ويجوز أن يكون حالا منه
قوله تعالى يومئذ فيه وجهان أحدهما هو ظرف ل يود فيعمل فيه والثاني يعمل فيه شهيدا فعلى هذا يكون يود صفة ليوم والعائد محذوف أي فيه وقد ذكر ذلك في قوله واتقوا يوما لا تجزى والأصل في إذا إذا وهي ظرف زمان ماض فقد استعملت هنا للسمتقبل وهو كثير في القرآن فزادوا عليها التنوين عوضا من الجملة المحذوفة تقديره يوم إذ تأتى بالشهداء وحركت الذال بالكسر لسكونها وسكون التنوين بعدها وعصوا الرسول في موضع الحال وقد مرادة وهي معترضة بين يود وبين مفعولها وهو لو تسوى ولو بمعنى أن المصدرية وتسوى على مالم يسم فاعله ويقرأ تسوى بالفتح والتشديد أي تتسوى فقلبت الثانية سينا وأدغم ويقرأ بالتخفيف أيضا على حذف الثانية ولا يكتمون فيه وجهان أحدهما هو حال والتقدير يودون أن يعذبوا في الدنيا دون الاخرة أو يكونوا كالارض ولا يكتمون الله في ذلك اليوم حيثا
قوله تعالى لا تقربوا الصلاة قيل المراد مواضع الصلاة فحذف المضاف وقيل لا حذف فيه وأنتم سكارة حال من ضمير الفاعل في تقربوا وسكارى جمع سكران ويجوز ضم السين وفتحها وقد قرىء بهما وقرىء أيضا سكرى بضم السين من غير ألف وبفتحها كذلك وهي صفة مفردة يفي موضع الجمع فسكرى مثل حبلى وسكرى مثل عطشى حتى تعلموا أي إلى أن وهي متعلقة بتقربوا و ما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة والعائد محذوف ويجوز أن تكون مصدرية ولا حذف ولا جنبا حال والتقدير لا تصلوا جنبا أو لا تقربوا مواضع الصلاة جنبا والجنب يفرد مع التثنية والجمع في اللغة ألفصحى يذهب به مذهب الوصف بالمصادر ومن العرب من يثنيه ويجمعه فيقول جنيان وأجاب واشتقاقه من المجانبة وهي المباعدة الا عابري سبيل هو حال أيضا والتقدير لا تقربوها في حال الجناية الا في حال السفر أو عبور المسجد على اختلاف الناس في المراد بذلك حتى تغتسلوا متعلق بالعامل في جنب منكم صفة لأحد و من الغائط مفعول جاء والجمهور يقرءون الغائط على فاعل والفعل منه غاط المكان يغوط إذا امأن وقرأ ابن مسعود بياء ساكنة من غير ألف وفيه وجهعان أحدهما هو مصدر يغوط وكان القياس غوطا فقلب الوأو ياء وأسكنت

وانفتح ما قبلها لخفتها والثاني أنه أراد الغيط فخففت مثل سيد وميت أو لمستم يقرأ بغير ألف وبألف وهما بمعنى وقيل لامستم ما دون الجماع أو لمستم الجماع فلم تجدوا الفاء عطفت ما بعدها على جاء وجواب الشرط فتيمموا وجاء معطوف على كنتم أي وان جاء أحد صعيدا مفعول تيمموا أي اقصدوا صعيدا وقيل هو على تقدير حذف الباء أي بصعيد بوجوهكم الباء زائدة أي امسحوا وجوهكم وفي الكلام حذف أي فاسمحوا وجوهكم به أو منه وقد ظهر ذلك في آية المائدة
قوله تعالى من الكتاب صفة لنصيب يشترون حال من الفاعل في أوتوا ويريدون مثله وان شئت جعلتهما حالين من الموصول وهو قوله من الذين أوتوا وهي حال مقدرة ويقال ضللت السبيل وعن السبيل وهو مفعول به وليس بظرف وهو كقولك أخطأ الطريق وليا و نصيرا منصوبان على التمييز وقيل عىل الحال
قوله تعالى من الذين هادوا فيه ثلاثة أوجه احدها أنة خبر مبتدأ محذوف وفي ذلك تقديران احدهما تقديره هم من الذين ف يحرفون على هذا حال من الفاعل في هادوا والثاني تقديره من الذين هادوا قوم فقوم هو المبتدأ وما قبله الخبر ويحرفون نعت لقوم وقيل التقدير من الذين هادوا من يحرفون كما قال وما منا الا له أي من له ومن هذه عندنا نكرة موصوفة مثل قوم وليست بمعنى الذي لأن الموصول لا يحذف دون صلته والوجه الثاني أن من الذين متعلق بنصير فهو في موضع نصب به كما قال فمن ينصرنا من بأس الله أي يمنعنا والثالث أنه حال من الفاعل في يريدون ولا يجوز أن يكون حالا من الضمير في ا , توا لأن شيئا واحدا لا يكون له أكثر من حال واحدة الا أن يعطف بعض الاحوال على بعض ولا يكون حالا من الذين لهذا المعنى وقيل هو حال من أعدائكم أي والله أعلم بأعدائكم كائنين من الذين وألفصل المعترض بينهما مسدد فلم يمنع من الحال وفي كل موضع جعلت فيه من الذين هادوا حالا فيحرفون فيه حال من الفاعل في هادوا و الكلم جمع كلمة ويقرأ الكلام والمعنى متقارب و عن مواضعه متعلق بيحرفون وذكر الضمير المضاف إليه حملا على معنى الكلم لأنها جنس ويقولون عطف على يحرفون و غير مسمع حال والمفعول الثاني محذوف أي لا أسمعت مكروها هذا ظاهر قولهم فأما ما أرادوا

فهو لا أسمعت خيرا وقيل أرادوا غير مسموع منك وراعنا قد ذكر في البقرة و ليا وطعنا مفعول له وقيل مصدر في موضع الحال والأصل في لي لوى فقلبت الوأو ياء وأدغمت و في الدين متعلق بطعن خيرا لهم يجوز أن يكون بمعنى أفعل كما قال وأقوم ومن محذوفة أي من غيره ويجوز أن يكنون بمعنى فاضل ويجد فلا يفتقر إلى من الا قليلا صفة مصدر محذوف أي ايمانا قليلا
قوله تعالى من قبل متعلق بآمنوا و على أدبارها حال من ضمير الوجوه وهي مقدرة
قوله تعالى ويغفر ما دون ذلك هو مستأنف غير معطوف على يغفر الأولى لأنه لو عطف عليه لصار منفيا
قوله تعالى بل الله يزكي من يشاء تقديره أخطئوا بل الله يزكي ولا يظلمون ضمير الجمع يرجع إلى معنى من ويجوز أن يكون مستأنفا أي من زكى نفسه ومن زكاه الله و فتيلا مثل مثقال ذرة في الإعراب وقد ذكر
قوله تعالى كيف يفترون كيف منصوب بيفترون وموضع الكلام نصب بانظروا و على الله متعلق بيفترون ويجوز أن يكون حالا من الكذب ولا يجوز أن يتعلق بالكذب لأن معمول المصدر لا يتقدم عليه فان جعل على التبيين جاز
قوله تعالى هؤلاء أهدى مبتدأ وخبر في موضع نصب بيقولون وللذين كفروا تخصيص وتبيين متعلق بيقولون أيضا ويؤمنون بالجبت ويقولون مثل يشترون الضلالة ويريدون وقد ذكر
قوله تعالى أم لهم نصيب أم منقطعة أي بل ألهم وكذلك أم يحسدون فإذن حرف ينصب الفعل إذا اعتمد عليه وله مواضع يلغي فيها وهو مشبه في عوامل الافعال بظننت في عوامل الاسماء والنون أصل فيه وليس بتنوين فلهذا يكتب بالنون وأجاز ألفراء أن يكتب بالألف ولم يعمل هنا من أجل حرف العطف وهي الفاء ويجوز في غير القرآن أن يعمل مع الفاء وليس المبطل لعمله لا لأن لا يتخطاها العامل
قوله تعالى من آمن به الهاء تعود على الكتاب وقيل على ابراهيم وقيل على محمد و سعيرا بمعنى مستعر نضجت جلودهم

يقرأ بالادغام لأنهما من حروف وسط ألفم والاظهار هو الأصل بدلناهم جلودا أي بجلود وقيل يتعدى إلى الثاني بنفسه
قوله تعالى والذين آمنوا يجوز أن يكون في موضع نصب عطفا على الذين كفروا وأن يكون رفعا على الموضع أو على الاستئناف والخبر سندخلهم خالدين فيها حال من المفعول في ندخلهم أو من جنات لأن فيهما ضمير الكل واحد منهما ويجوز أن يكون صفة لجنات على رأي الكوفيين و لهم فيها أزواج حال أو صفة
قوله تعالى وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل العامل في إذا وجهان أحدهما فعل محذوف تقديره يأمركم أن تحكموا إذا حكمتم وجعل أن تحكموا المذكورة مفسرة للمحذوف فلا موضع لأن تحكموا لأنه مفسر للمحذوف والمحذوف مفعول يأمركم ولا يجوز أن يعمل في إذا أن تحكموا لأن معمول المصدر لا يتقدم عليه والوجه الثاني أن تنصب إذا بيأمركم وأن تحكموا به أيضا والتقدير أن يكون حرف العطف مع أن تحكموا لكن فصل بينهما بالظرف كقول الاعشى
يوم يراها كشبه أردية الغضب ... ويوما أديمها ثفلا
وبالعدل يجوز أن يكون مفعولا به ويجوز أن يكون حالا نعما يعظكم به الجملة خبر ان وفي ما ثلاثة أوجه أحدها أنها بمعنى الشيء معرفة تامة ويعظكم صفة موصوف محذوف هو المخصوص بالمدح تقديره نعم الشيء شيء يعظكم به ويجوز أن يكون يعظكم صفة لمنصوب محذوف أي نعم الشيء شيئا يعظكم به كقولك نعم الرجل رجلا صالحا زيد وهذا جائز عند بعض النحويين والمخصوص بالمدح هنا محذوف والثاني أن ما بمعنى الذي وما بعدها صلتها وموضعها رفع فاعل نعم والمخصوص محذوف أي نعم الذي يعظكم بتأدية الامانة والحكم بالعدل والثالث أن تكون ما نكرة موصوفة والفاعل مضمر والمخصوص محذوف كقوله تعالى بئس للظالمين بدلا
قوله تعالى وأولي الامر منكم حال من أولي و تأويلا تمييز
قوله تعالى يريدون حال من الذين يزعمون أو من الضمير في يزعمون ويزعمون من أخوات ظننت في اقتضائها مفعولين وان وما عملت فيه تسد مسدها وقد أمروا في موضع الحال من الفاعل في يريدون والطاغوت يؤنث ويذكر

وقد ذكر ضميره هنا وقد تكلمنا عليه في البقرة أن يضهم ضلالا أي فيضلوا ضلالا ويجوز أن يكون ضلالا بمعنى اضلالا فوضع أحد المصدرين موضع الاخر
قوله تعالى تعالوا الأصل تعاليوا وقد ذكرنا ذلك في آل عمران ويقرأ شإذا بضم اللام ووجه أنه حذف الألف من تعالى اعتباطا ثم ضم اللام من أجل وأو الضمير يصدون مفي موضع الحال و صدودا اسم للمصدر والمصدر صد وقيل هو مصدر
قوله تعالى فكيف إذ أصابتهم مصيبة أي فكيف يصنعون ويحلفون حال
قوله تعالى في أنفسهم يتعلق بقل لهم وقيل يتعلق ب بليغا أي يبلغ في نفسوهم وهو ضعيف لأن الصفة لا تعمل فيما قبلها
قوله تعالى الا ليطاع في موضع نصب مفعول له واللام تتعلق بأرسلنا و بإذن الله حال من الضمير في يطاع وقيل هو مفعول به أي بسبب أمر الله و ظلموا ظرف والعامل فيه خبر ان وهو جاءوك واستغفر لهم للرسول ولم يقل فاستغفرت لهم لأنه رجع من الخطاب إلى الغيبة لما في الاسم الظاهر من الدلالة على أنه الرسول و وجدوا يتعدى إلى مفعولين وقيل هي المتعدية إلى واحد و توابا حال و رحيما بدل أو حال من الضمير في تواب
قوله تعالى فلا وربك فيه وجهان أحدهما أن لا الأولى زائدة والتقدير فوربك لا يؤمنون وقيل الثانية زائدة والقسم معترض بين النفي والمنفي والوجه الاخر أن لا نفي لشيء محذوف تقديره فلا يفعلون ثم قال وربك لا يؤمنون و بينهم ظرف لشجر أو حال من ما أو من فاعل شجر و ثم لا يجدوا معطوف على يحكموك و في أنفسهم يتعلق بيجدوا تعلق الظرف بالفعل و حرجا مفعول يجدوا ويجوز أن يكون في أنفسهم حالا من حرج وكلاهما على أن يجدوا المتعدية إلى مفعول واحد ويجوز أن تكون المتعدية إلى اثنين وفي أنفسهم أحدهما و مما قضيت صفة لحرج فيتعلق بمحذوف ويجوز أن يتعلق بحرج لأنك تقول حرجت من هذا الامر و ما يجوز أن تكنون بمعنى الذي ونكرة موصوفة ومصدرية

قوله تعالى أن أقتلوا فيه وجهان أحدهما هي أن المصدرية والامر صلتها وموضعهما نصب بكتبنا والثاني أن أن بمعنى أي المفسرة للقول وكتبنا قريب من معنى أمرنا أو قلنا أو اخرجوا يقرأ بكسر الوأو على أصل التقاء الساكنين وبالضم اتباعا لضمة الراء ولأن الوأو من جنس الضمة ما فعلوه الهاء ضمير أحد مصدري الفعلين وهو القتل أو الخروج ويجوز أن يكون ضمير المكتوب ودل المعنى فعله قليل منهم وبالنصب على أصل باب الاستثناء والأولى أقوى و منهم صفة قليل و تثبيتا تمميز وإذن جواب ملغاة و من لدنا يتعلق بآتيناهم ويجوز أن يكون حالا من أجرا و صراطا مفعول ثان
قوله تعالى من النبيين حال من الذين أو من المجرور في عليهم وحسن الجمهور على ضم السين وقرىء بإسكانها مع فتح الحاء على التخفيف كما قالوا في عضد عضد و أولئك فاعله و رفيقا تمميز وقيل هو حال وهو واحد في موضع الجمع أي رفقاء
قوله تعالى ذلك مبتدأ وفي الخبر وجهان أحدهما ألفضل و ف من الله حال والعامل فيها معنى ذلك والثاني أن ألفضل صفة ومن الله الخبر
قوله تعالى ثبات جمع ثبة وهي للجماعة وأصلها ثبوت تصغيرها ثبية فأما ثبة الحوض وهي وسطه فأصلها ثوبة من ثاب يثوب إذا رجع وتصغيرها ثويبة وثبات حال وكذلك جميعا
قوله تعالى لمن اسم ان وهي بمعنى الذي أو نكرة موصوفة و ليبطنن صلة أو صفة ومنكم خبر ان و إذ لم ظرف لأنعم
قوله تعالى ليقولن بفتح اللام على لفظ من وقرىء بضمها حملا على معنى من وهو الجمع كأن لم هي مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي كمأنه لم يكن بالياء لأن المودة والود بمعنى ولأنه قد فصل بينهما ويقرأ بالتاء على لفظ المودة وهو كلام معترض بين يقول وبين المحكى بها وهو قوله يا ليتني والتقدير يقول ياليتني وقيل ليس بمعترض بل هو محكي أيضا بيقول أي يقول كأن لم تكن ويا ليتني وقيل كأن لم وما يتصل بها حال من ضمير الفاعل في ليقولن يا ليتني المنادى محذوف تقديره يا قوم ليتني وأبو علي يقول في نحو هذا ليس في الكلام منادى

محذوف بل يدخل ياء على الفعل والحرف للتنبيه فأفوز بالنصب على جواب التمني وبالرفع على تقدير فأنا أفوز
قوله تعالى أو يغلب فسوف أدغمت الباء في الفاء لأنهما من الشفتين وقد أظهرها بعضهم
قوله تعالى وما لكم ما استفهام مبتدأ ولكم خبره و لا تقاتلون في موضع الحال والعامل فيها الاستقرار كما تقول مالك قائما و المستضعفين عطف على اسم الله أي وفي سبيل المستضعفين وقال المبرد هو معطوف على السبيل وليس بشيء الذين يقولون في موضع جر صفة لمن عقل من المذكورين ويجوز أن يكون نصبا بإضمار أعنى الظالم أهلها الألف واللام بمعنى التي ولم يؤنث اسم الفاعل وان كان نعتا للقريبة في اللفظ لأنه قد عمل في الاسم الظاهر المذكور وهو أهل وكل اسم فاعل إذا جرى على غير من هو له فتذكيره وتأنيثه على حسب الاسم الظاهر الذي عمل فيه
قوله تعالى إذا فريق منهم إذا هنا للمفاجأة والتي للمفاجأة ظرف مكان وظرف المكان في مثل هذا يجوز أن يكون خبر للاسم الذي بعده وهو فريق هاهنا ومنهم صفة فريق و ويخشون حال والعامل في الظرف على هذا الاستقرار ويجوز أن تكون إذا غير خبر فيكون فريق مبتدأ ومنهم صفته ويخشون الخبر وهو العامل في إذا وقيل إذا هنا الزمانية وليس بشيء لأن إذا الزمانية يعمل فيها اما ما قبلها أو ما بعدها وإذا عمل فيها ما قبلها كانت من صلته وهذا فاسد هاهنا لأنه يصير التقدير فلما كتب عليهم القتال في وقت الخشية فريق منهم وهذا يفتقر إلى جواب لما ولا جواب لها وإذا عمل فيها ما بعدها كان العامل فيها جوابا لها وإذا هنا ليس لها جواب بل هي جواب لما كخشية الله أي خشية كخشية الله والمصدر مضاف إلى المفعول أو أشد معطوف على الخشية وهو مجرور ويجوز أن يكون منصوبا عطفا على موضع الكاف والقول في قوله أشد خشية كالقول في قوله أو أشد ذكرا وقد ذكر
قوله تعالى أينما هي شرط هاهنا وما زائدة ويكثر دخولها على أين الشرطية لتقوى معناها في الشرط ويجوز حذفها و يدرككم الجواب وقد قرىء يدرككم بالرفع وهو شإذ ووجهه أنه حذف الفاء ولو كنتم بمعنى وان كنتم وقد ذكر مرارا قل كل مبتدأ والمضاف إليه محذوف أي كل ذلك و من عند الله الخبر لا يكادون

حال ومن القراء من يقف على اللام من قوله ما لهؤلاء وليس موضع وقف واللام في التحقيق متصلة بهؤلاء وهي خبر المبتدأ
قوله تعالى ما أصابك من حسنة ما شرطية واصابك بمعنى يصيبك والجواب فمن الله ولا يحسن أن تكون بمعنى الذي لأن ذلك يقتضي أن يكن المصيب لهم ماضيا مخصصا والمعنى عل العموم والشرط أشبه والتقدير فهو من الله والمراد بالاية الخصب والجدب ولذلك لم يقل أصبت رسولا حال مؤكدة أي ذا رسالة ويجوز أن يكون مصدرا أي ارسالا وللناس يتعلق بأرسلنا ويجوز أن يكون حالا من رسول
قوله تعالى حفيظا حال من الكاف وعليهم يتعلق بخفيظ ويجوز أن يكون حالا منه فيتعلق بمحذوف
قوله تعالى ت طاعة خبر مبتدأ محذوف أي أمرنا طاعة ويجوز أن يكون مبتدأ أي عندنا أو منا طاعة بيت الأصل أن تفتح التاء لأنه فعل ماض ولم تلحقه تاء التأنيث لأن الطائفة بمعنى النفر وقد قرىء بادغام التاء في الطاء على أنه سكن التاء لتمكن ادغامها إذ كانت من مخرج الطاء والطاء أقوى منها لاستعلائها وإطباقها وجهرها و تقول يجوز أن يكون خطابا للنبي وأن يكون للطائفة ما يبيتون يجوز أن تكون ما بمعنى الذي وموصولة ومصدرية
قوله تعالى إذاعوا به الألف في إذاعو بدل من ياء يقال ذاع الامر يذيع والباء زائدة أي إذاعوه وقيل حمل على معنى تحدثوا به يستنبطونه منهم حال من الذين أو من الضمير في يستنبطونه الا قليلا مستثنى من فاعل اتبعتم والمعنى لولا أن من الله علكيم لضللتم باتباع الشيطان الا قليلا منكم وهو من مات في ألفترة أو من كان غير مكلف وقيل هو مستثنى من قوله إذاعوا به أي أظهروا ذلك الامر أو الخوف الا القليل منهم وقيل هو مستثنى من قوله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا أي لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه التناقض الا القليل منهم وهو من لا يمعن النظر
قوله تعالى الفاء عاطفة لهذا الفعل على قوله فليقاتل في سبيل الله وقيل عىل وما لكم لا تقاتلون وقيل على قوله فقاتلوا أولياء الشطيان

لا تكلف في موضع نصب عىل الحال الا نفسك المفعول الثاني بأسا و تنكيلا تمييز
قوهل تعالى مقيتا الياء بدل من الوأو وهو مفعل من القوت
قوله تعالى بتحية أصلها تحيية وهي تفعلة من حييت فنقلت حركة الياء إلى الحاء ثم أدغمت و حيوا أصلها حييوا ثم حذفت الياء على ما ذكر في مواضع بأحسن أي بتحية أحسن أو ردوها أي ردوا مثلها فحذف المضاف
قوله تعالى الله لا اله الا هو قد ذكر في آية الكرسي ليجمعنكم جواب قسم محذوف فيجوز أن يكون مستأنفا لا موضع له ويجوز أن يكون خبرا آخر للمبتدأ إلى يوم القيامة قيل التقدير في يوم القيامة وقيل هي على بابها أي ليجمعنكم في القبور أو من القبور فعسىل هذا يجوز أن يكون مفعولا به ويجوز أن يكون حالا أي يجمعنكم مفضين إلى حساب يوم القيامة لا ريب فيه يجوز أن يكون حالا من يوم القيامة والهاء تعود على اليوم ويجوز أن سيكون صفة لمصدر محذوف أي جمعا لا ريب فيه والهاء تعود على الجمع و حديثا تمييز
قوله تعالى فما لكم مبتدأ وخبر و فئتين حال والعامل فيها الظرف الذي هو لكم أو العامل في الظرف وفي المنافقين يحتمل وجهين أحدهما أن يكون متعلقا بمعنى فئتين والمعنى ومالكم تفترقون في أمور المنافقين فحذف المضاف والثاني أن يكون حالا من فئتين أي فئتين مفترقتين في المنافقين فلما قدمه نصبه على الحال
قوله تعالى كما كفروا الكاف نعت لمصدر محذوف وما مصدرية سفتكونون عطف على تكفرون و سواء بمعنى مستوين وهو مصدر في موضع اسم الفاعل
الا الذين يصلون في موضع نصب استثناء من ضمير المفعول في فاقتلوهم بينكم وبينهم ميثاق يجوز أن ترفع ميثاق بالظرف لأنه قد وقع صفة وأن ترفع ميثاق باظرف لأنة قد وقع صفة وأن ترفعة بالابتداء والجملة في موضع جر حصرت فية وجهان أحدهما لاموضعلهإذة الجملة وهي دعاء عليهم بضيق صدورهم عن القتال والثاني لها وجهان أحدهما هو جر صفو لقوم وما بينهما صفة ايضا وجاءوكم معترض وقد قرأ بعض الصحابة بينكم وبينهم ميثاق حضرت بحذف

أو جاءوكم والثاني موضوعها نصب وفيه وجهان أحدهما موضعها حال وقد مرادة تقديره أو جاءوكم قد حصرت والثاني هو صفة لموصوف أي جاءوكم قوما حصرت والمحذوف حال موطئة ويقرأ حصرت بالنصب على الحال وبالجر صفة لقوم وان كان قد قرئ حصرت بالرفع فعلى أنه خبر وصدورهم مبتدأ والجملة حال أن يقاتلوكم أي عن أن يقاتلوكم فهو في موضع نصب أو جر على ما ذكرنا من الخلاف لكم عليهم سبيلا لكم يتعلق بجعل وعليهم حال من السبيل لأن التقدير سبيلا كائنا عليهم
قوله تعالى أركسوا الجمهور على إثبات الهمزة وهو متعد إلى مفعول واحد وقرىء ركسوا والتشديد للنقل والتكثير معا وفيها لغة أخرى وهي ركسة الله بغير همزة ولا تشديد ولم أعلم أحد قرأ به
قوله تعالى وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا أن يقتل في موضع رفع اسم كان ولمؤمن خبره الا خطأ استثناء ليس من الاول لأن الخطأ لا يدخل تحت التكليف والمعنى لكن ان قتل خطأ فحكمه كذا فتحرير رقبة فتحرير مبتدأ والخبر محذوف أي فعليه تحرير رقبة ويجوز أن يكون خبرا والمبتدأ محذوف أي فالواجب عليه تحرير والجملة خبر من وقرىء خطأ بغير همز وفيه وجهان أحدهما أنه خفف الهمزة فقلبها ألفا فصار كالمقصور والثاني أنه حذفها حذفا فبقي مثل دم ومن قبتل مؤمنا خطأ صفة مصدر محذوف أي قتلا خطأ ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال أي مخطئا وأصل دية ودية مثل عدة وزنة وهذا المصدر اسم للمؤدى به مثل الهبة في معنى الموهوب ولذلك قال مسلمة إلى أهله والفعل لا يسلم الا أن يصدقوا قيل هو استثناء منقطع وقيل هو متصل والمعنى فعليه دية في كل حال الا في حال التصدق عليه بها فان كان أي المقتول و من قوم خبر كان و لكم صفة عدو وقيل يتعلق به لأن عدوا في معنى معاد وفعول يعمل عمل فاعل فتحرير رقبة أي فعىل القاتل فصيام أي فعليه صيام ويجوز في غير القرآن النصب على تقدير فليصم شهرين توبة مفعول من أجله والتقدير شرع ذلك لكم توبة منه ولا يجوز أن يكون العامل فيه صوم الا على تقدير حذف مضاف تقديره لوقوع توبة أو لحصول توبة من الله وقيل هو مصدر منصوب بفعل محذوف تقديره تاب عليكم توبة منه ولا يجوز أن يكون في موضع الحال لأنك لو قلت فعليه صيام شهرين

تائبا من الله لم يجز فان قدرت حذف مضاف جاز أي صاحب توبة من الله و من الله صفة توبة ويجوز في غير القرآن توبة بالرفع أي ذلك توبة
قوله تعالى ومن يقتل من مبتدأ و متعمدا حال من ضمير القاتل فجزاؤه مبتدأ و جهنم خبره والجملة خبر من و خالدا حال من محذوف تقديره يجازها خالدا فيها فان شئت جعلته من الضمير المرفوع وان شئت من المنصوب وقيل التقدير جازاه بدليل قوله وغضب الله عليه ولعنه فعطف عليه الماضي فعلى هذا يكون خالدا حالا من المنصوب لا غير ولا يجوز أن يكون حالا من الهاء في جزاؤه لوجهين أحدهما أنه حال من المضاف إليه والثاني أنه فصل بين صاحب الحال والحال بخبر المبتدأ
قوله تعالى فتبينوا يقرأ بالباء والياء والنون من التبيين والبثاء والباء والتاء من التثبت وهما متقاربان في المعنى لمن القى من بمعنى الذي أو نكرة موصوفة وألقى بمعنى يلقى لأن النهي لا يصح الا في المستقبل والذي نزلت فيه الاية قالم لمن ألقى إليه السلام لست مؤمنا وقتله و السلام بالألف التحية ويقرأ بفتح اللام من غير ألف وبإسكانها مع كسرة السين وفتحها وهو الاستسلام والصلح لست مؤمنا في موضع نصب بالقول والجمهور على ضم الميم الأولى وكسر الثانية وهو مشتق من الايمان ويقرأ بفتح الميم الثانية وهو اسم المفعول من أمنته تبتغون حال من ضمير الفاعل في يقولوا كذلك الكاف خبر كان وقد تقدم عليها وعلى اسمها ان الله كان الجمهور على كسر ان على الاستئناف وقرىء بفتحها وهو معمول تبينوا
قوله تعالى من المؤمنين في موضع الحال وصاحب الحال القاعدون والعامل يستوي ويجوز أن يكون حالا من الضمير في القاعدين فيكون العامل فيه القاعدون لأن الألف واللام بمعنى الذي غير أولي الضرر بالرفع على أنه صفة القاعدون لأنه لم يقصد به قصد قوم بأعيانهم وقيل هو بدل من القاعدين ويقرأ بالنصب على الاستثناء من القاعدين أو من المؤمنين أو حالا وبالجر على الصفة للمؤمنين والمجاهدون معطوف على القاعدين بأموالهم يتعلق بالمجاهدين درجة قيل هو مصدر في معنى تفضيلار وقيل حال أي ذوي درجة وقيل هو على تقدير حذف الجار أي بدرجة وقيل هو واقع موقع الظرف أي في درجة ومنزلة وكلا المفعول الاول ل وعد و الحسنى هو الثاني وقرىء

وكل أي وكلهم والعائد محذوف أي وعده الله أجرا قيل هو مصدر من غير لفظ الفعل لأن معنى فضلهم أجرهم وقيل هو مفعول به لأن فضلهم أعطاهم وقيل التقدير بأجر
قوله تعالى درجات قيل هو بدل من أجرا وقيل التقدير ذوي درجات وقيل في درجات ومغفرة قيل هو معطوف على ما قبله وقيل هو مصدر أي وغفر لهم مغفرة و رحمة مثله
قوله تعالى توفاهم الأصل تتوفاهم ويجوز أن يكون ماضيا ويقرأ بالامالة ظالمي حال من ضمير الفاعل في تتوفاهم والاضافة غير محضة أي ظالمين أنفسهم قالوا فيه وجهان أحدهما هو حال من الملائكة وقد معه مقدرة وخبر ان فأولئك ودخلت الفاء لما في الذي من الايهام المشابه به الشرط وأن لا تمنع من ذلك لأنها لا تغير معنى الابتداء والثاني أن قالوا خبر ان والعائد محذوف أي قالوا لهم فيم كنتم حذفت الألف من ما في الاستفهام مع حرف الجر لما ذكرنا في قوله فلم تقتلون أنبياء الله والجار والمجرور خبر كنتم و في الارض يتعلق بمستضعفين ألم تكن استفهام بمعنى التوبيخ فتهاجروا منصوب على جواب الاستفهام لأن النفي صار إثباتا بالاستفهام وساءت في حكم بئست
قوله تعالى الا المستضعفين استثناء ليس من الاول لأن الاول قوله تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم وإليه يعود الضمير من مأواهم وهؤلاء عصاة بالتخلف عن الهجرة مع القدرة والا المستضعفين من الرجال هم العاجزون فمن هنا كان منقطعا و من الرجال حال من الضمير في المستضعفين أو من نفس المستضعفين لا يستطيعون يجوز أن يكون مستأنفا وأن يكون حالا مبينة عن معنى الاستضعاف
قوله تعالى مهاجرا حال من الضمير في يخرج ثم يدركه مجزوم عطفا على يخرج ويقرأ بالرفع على الاستئناف أي ثم هو يدركه وقرىء بالنصب على إضمار أن لأنه لم يعطفه على الشرط لفظا فعطفه عليه معنى كما جاء في الوأو والفاء
قوله تعالى أن تقصروا أي في أن تقصروا وقد تقدم نظائره ومن زائدة عند الأخفش وعند سبيويه هي صفة المحذوف أي شئيا من الصلاة عدوا

في موضع أعداء وقيل عدو مصدر على فعول مثل القبول والولوع فلذلك لم يجمع و لكم حال من عدو أو متعلق بكان
قوله تعالى لم يصلوا في موضع رفع صفة لطائفة وجاء الضمير على معنى الطائفة ولو قال لم تصل لكان على لفظها و لو تغفلو بمعنى أن تغفلوا و أن تضعوا أي في أن تضعوا
قوله تعالى قياما وقعودا وعلى جنوبكم أحوال كلها اطمأننتم الهمزة أصل ووزن الكلمة افعلل والمصدر الطمأنينة على فعليلة وأما قولهم طامن رأسه نفأصل آخر و موقوتا مفعول من وقت التخفيف
قوله تعالى ان تكونوا تألمون الجمهور على كسر ان وهي شرط وقرىء أن تكونوا بفتحها أي لأن تكونوا ويقرأ تيلمون بكسر التاء وقلب الهمزة ياء وهي لغة
قوله تعالى بالحق هو حال من الكتاب وقد مر نظائره أراك الهمزة هاهنا معدية والفعل من رأيت الشيء إذا ذهبت إليه وهو من الرأي وهو متعد إلى مفعول واحد وبعد الهمزة يتعدى إلى مفعولين أحدهما الكاف والاخر محذوف أي أراكه وقيل المعنى علمك وهو متعد إلى مفعولين أيضا وهو قيل التشديد متعد إلى واحد كقوله لا تعلمونهم خصيما بمعنى مخاصم واللام على بابها أي لأجل الخائنين وقيل هي بمعنى عن
قوله تعالى يستخفون بمعنى يطلبون الخفاء وهو مستأنف لا موضع له إذ يبيتون ظرف للعامل في معهم
قوله تعالى ها أنتم هؤلاء جادلتم قد ذكرناه في قوله ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم أم من هنا منقطعة
قوله تعالى أو يظلم نفسه أو لتفصيل ما أبهم وقد ذكرنا مثله في غير موضع
قوله تعالى ثم برم به بريئا الهاء تعود على الاثم وفي عودها عليه دليل على أن الخطيئة في حكم الاثم وقيل تعود على أحد الشيئين المدلول عليه بأو وقيل تعود على الكسب المدلول عليه بقوله ومن يكسب وقيل تعود على المكسوب والفعل يدل عليه

قوله تعالى ولو لا فضل الله في جواب لولا وجهان أحدهما قوله لهمت وعلى هذا لا يكون قد وجد من الطائفة المشار إليها هم باضلاله والثاني أن الجواب محذوف تقديره لأضلوك ثم استأنف فقال لهمت أي لقد همت تلك ومثل حذف الجواب هنا حذفه في قوله ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم وما يضرونك من شيء من زائدة وشيء في معنى ضرر فهو في موضع المصدر
قوله تعالى من نجواهم في موضع جر صفة لكثير وفي النجوى وجهان أحدهما هي التناجي فعلى هذا يكون في قوله الا من أمر وجهان أحدهما هو استثناء منقطع في موضع نصب لأن من للأشخاص وليست من جنس التناجي والثاني أن في الكلام حذف مضاف تقديره الا نجوى من أمر فعلى هذا يجوز أن يكون في موضع جر بدلا من نجواهم وأن يكون في موضع نصب على أصل باب الاستثناء ويكون متصلا والوجه الاخر أن النجوى القوم الذين يتناجون ومنه قوله وإذ هم نجوى فعلى هذا الاستثناء متصل فيكون أيضا في موضع جر أو نصب على ما تقدم بين الناس يجوز أن يكون ظرفا لاصلاح وأن يكون صفة له فيتعلق بمحذوف و ابتغاء مفعول له وألف مرضات من وأو فسوق نؤتيه بالنون والياء وهو ظاهر
قوله تعالى ومن يشاقق انما جاز اظهار القاف لأن الثانية سكنت بالجزم وحركتها عارضة لالتقاء الساكنين والهاء في قوله ونصله مثل الهاء في يؤده إليك وقد تكلمنا عليها
قوله تعالى لمن يشاء اللام تتعلق بيغفر
قوله تعالى الا اناثا هو جمع أنثى على فعال ويراد به كل مالا روح فيه من صخرة وشمس ونحوهما ويقرأ أنثى على الافراد ودل الواحد على الجمع ويقرأ انثا مثل رسل فيجوز أن تكون صفة مفردة مثل امرأة جنب ويجوز أن يكون جمع أنيث كقليب وقلب وقد قالوا حديد أنيث من هذا المعنى ويقرأ أثنا والواحد وثن وهو اصنم وأصله وثن في الجمع كما في الواحد الا أن الوأو قلبت همزة لما انضمت ضما لازما وهو مثل أسد وأسد ويقرأ بالوأو على الأصل جمعا ويقرأ بسكون الثاء مع الهمزة والوأو و مريدا فعيل من التمرد

قوله تعالى لعنه الله يجوز أن يكون صفة أخرى لشيطان وأن يكون مستأنفاعلى الدعاء وقال يحتمل ثلاثة أوجه أحدها أن تكون الوأو عاطفة لقال على لعنه الله وفاعل قال ضمير الشيطان والثاني أن تكون للحال أي وقد قال والثالث أن تكون الجملة مستأنفة
قوله تعالى ولا ضلنهم مفعول هذه الافعال محذوف أي لأضلنهم عن الهدى ولأمنينهم الباطل ولآمرنهم بالضلال
قوله تعالى يعدهم المفعول الثاني محذوف أي يعدهم النصر والسلامة وقرأ الاعمش بسكون الدال وذلك تخفيف لكثرة الحركات
قوله تعالى عنها هو حال من محيصا والتقدير محيصا عنها والمحيص مصدر فلا يصح أن يعمل فيما قبله ويجوز أن يتعلق عنها بفعل محذوف وهو الذي يسمى تبيينا أي أعنى عنها ولا يجوز أن يتعلق بيجدون لأنه لا يتعدى بعن والميم في المحيص زائدة وهو من حاص يحيص إذا تخلص
قوله تعالى والذين آمنوا مبتدأ والخبر سندخلهم ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف يفسره ما بعده أي وندخل الذين و وعد الله نصب على المصدر لأن قوله سندخلهم بمنزلة وعدهم و حقا حال من المصدر ويجوز أن يكون مصدر الفعل محذوف أي حق ذلك حقا
قوله تعالى ليس بأمانيكم اسم ليس مضمر فيها ولم يتقدم له ذكر وإنما دل عليه سبب الاية وذلك أن إليهود قالوا نحن أصحاب الجنة وقالت النصارى ذلك وقال المشركون لا نبعث فقال ليس بأمانيكم أي ليس ما ادعيتموه
قوله تعالى من ذكر أو أنثى في موضع الحال وفي صاحبها وجهان أحدهما ضمير الفاعل في يعمل والثاني من الصالحات أي كائنة من ذكر أو أنثى أو واقعة ومن الأولى زائدة عند الأخفش وصفة عند سيبويه أ شيئا من الصالحات وهو مؤمن حال أيضا
قوله تعالى ممن أسلم يعمل فيه أحسن وهو مثل قولك زيد أفضل من عمرو أي يفضل عمرا و لله يتعلق بأسلم ويجوةز أن يكون حالا من وجهه واتبع معطوف على أسلم و حنيفا حال وقد ذكر في البقرة ويجوز أن يكون هاهنا حالا من الضمير في اتبع واتخذ الله مستأنف

قوله تعالى وما يتلى في ما وجوه أحدها موضعها جر عطفا على الضمير المجرور بفي وعلى هذا قول الكوفيين لأنهم يجيزون العطف على الضمير المجرور من غير اعادة الجار والثاني أن يكون في موضع نصب على معنى ونبين لكم ما يتلى لأن يفتيكم يبين لكم والثالث هو في موضع رفع وهو المختار وفي ذلك ثلاثة أوجه أحدها هو معطوف على ضمير الفاعل في يفتيكم وجرى الجار والمجرور مجرى التوكيد والثاني هو معطوف على اسم الله وهو قل الله والثالث أنه مبتدأ والخبر محذوف تقديره وما يتلى عليكم في الكتاب يبين لكم وفي تتعلق بيتلى ويجوز أن تكون حالا من الضمير في يلتى و في يتامى تقديره حكم يتامى ففي الثانية تتعلق بما تعلقت به الأولى لأن معناها مختلف فالأولى ظرف والثانية بمعنى الباء أي بسبب اليتامى كما تقول جئتك في يوم الجمعة في أمر زيد وقيل الثانية بدل من الأولى ويجوز أن تكون الثانية تتعلق بالكتاب أي ما كتب في حكم اليتامى ويجوز أن تكون الأولى ظرفا والثانية حالا فتتعلق بمحذوف ويتامى النساء أي في اليتامى منهن وقال الكوفيون التقدير في النساء اليتامى فأضاف الصفة إلى المصوف ويقرأ في ييامى بياءين والأصل أيامى فأبدلت الهمزة ياء كما قالوا فلان ابن أعسر ويعصر وفي الايامى كلام نذكره في موضعه ان شاء الله وترغبون فيه وجهان أحدهما هو معطوف على تؤتون والتقدير ولا ترغبون والثاني هو حال أي وأنتم ترغبون في أن تنكحوهن والمستضعفين في موضع جر عطفا على المجرور في يفتيكم فيهن وكذلك وأن تقوموا وهذا أيضا عطف على الضمير المجرور من غير اعادة الجار وقد ذكره الكوفيون ويجوز أن يكون في موضع نصب عطفا على موضع فيهن والتقدير ويبين لكم حال المستضعفين وبهذا التقدير يدخل في مذهب البصريين من غير كلفة والجيد أن يكون معطوفا على يتامى النساء وأن تقوموا معطوف عليه أيضا أي وفي أن تقوموا
قوله تعالى وان امرأة امرأة مرفوع بفعل محذوف أي وان خافت امرأة واستغنى عنه بخافت المذكور وقال الكوفيون هو مبتدأ وما بعده الخبر وهذا عندنا خطأ لأن حرف الشرط لا معنى له في الاسم فهو مناقض للفعل ولذلك جاء الفعل بعد الاسم مجزوما في قول عدي
ومتى واغل ينبهم يحيوه ... ويعطف عليه كأس الساق

من بعلها يجوز أن يكون متعلقا بخافت وأن يكون حالا من ن نشوزا و صلحا على هذا مصدر واقع موقع تصالح ويجوز أن يكون التقدير أن التاء صادا وأدغمت فيها الأولى ويقرأ بتشديد الصاد من غير ألف وأصله يصطلحا فأبدلت في موضع اصطلااح وقرىء بضم الياء وإسكان الصاد وماضيه أصلح وصلحا على هذا فيه وجهان أحدهما هو مصدر في موضع اصلاح والمفعول به بينهما ويجوز أن يكون ظرفا والمفعول محذوف والثاني أن يكون صلحا مفعولا به وبينهما ظرف أو حال من صلح وأحضرت الانفس الشح أحضرت يتعدى إلى مفعولين تقول أحضرت زيدا الطعام والمفعول الاول الانفس وهو القائم مقام الفاعل وهذا الفعل منقول بالهمزة من حضر وحضر يتعدى إلى مفعول واحد كقولهم حضر القاضي اليوم امرأة
قوله تعالى كل الميل انتصاب كل على المصدر لأن لها حكم ما تضاف إليه فان أضيفت إلى مصدر كانت مصدرا وان أضيفت إلى ظرف كانت ظرفا فتذروها جواب النهي فهو منصوب ويجوز أن يكون معطوفا على تميلوا فيكون مجزوما كالمعلقة الكاف في موضع نصب على الحال
قوله تعالى وإياكم معطوف على الذين وحكم الضمير المعطوف أن يكون مفصلا و أن اتقوا الله في موضع نصب عند سيبويه وجر عند الخليل والتقدير بأن اتقوا الله وأن على هذا مصدرية ويجوز أن تكون بمعنى أي لأن وصينا في معنى القول فيصح أن يفسر بأي التفسيرية
قوله تعالى شهداء خبر ثان ويجوز أن يكون حالا من الضمير في قوامين على أنفسكم يتعلق بفعل دل عليه شهداء أي ولو شهدتم ويجوز أن يتعلق بقوامين ان يكن غنيا اسم كان مضمر فيها دل عليه تقدم ذكر الشهادة أي ان كان الخصم أو ان كان كل واحد من المشهود عليه والمسهود له وفي أو وجهان أحدهما هي بمعنى الوأو وحكى عن الأخفش فعلى هذا يكون الضمير في بهما عائدا على لفظ غني وفقير والوجه الثاني أن أو على بابها وهي هنا لتفصيل ما أبهم في الكلام وذلك أن كل واحد من المشهود عليه والمشهود له يجوز أن يكون غنيا وأن يكون فقيرا فقد يكونان غنيين وقد يكونان فقيرين وقد يكون أحدهما غنيا والاخر فقيرا فلما كانت الاقسام عند التفصيل على ذلك ولم تذكر

أتى بأو لتدل على هذا التفصيل فعلى هذا يكون الضمير في بهما عائدا على المشهود له والمشهود عليه على أي وصف كانا عليه لا على الصفة وقيل الضمير عائد إلى ما دل عليه الكلام والتقدير فالله أولى بالغني وألفقير وقي يعود على الغني وألفقير لدلالة الاسمين عليه أن تعدلوا فيه ثلاثة أوجه أحدها تقديره في أن لا تعدلوا فحذف لا أي لا تتبعوا الهوى في ترك العدل والثاني تقديره ابتغاء أن تعدلوا عن الحق والثالث تقديره مخافة أن تعدلوا عن الحق وعلى الوجهين هو مفعول له وان تلووا يقرأ بوأوين الأولى منهما مضمومة وهو من لوى يلوي ويقرأ بوأو واحدة ساكنة وفيه وجهان أحدهما أصله تلووا كالقراءة الأولى الا أنه أبدل الوأو المضمومة همزة ثم ألقى حركتها على اللام وقد ذكر مثله في آل عمران والثاني أنه من ولى الشيؤ أي وان تتولوا الحكم أو تعرضوا عنه أو ان تتولوا الحق عن الحكم
قوله تعالى لم يكن الله ليغفر لهم قد ذكر في قوله ما كان الله ليذر المؤمنين
قوله تعالى جميعا هو حال من الضمير في الجار وهو قوله لله
قوله تعالى وقد نزل يقرأ على ما لم يسم فاعله والقائم مقام الفاعل أن وما هو تمام لها وأن هي المخففة من الثقيلة أي أنه إذا سمعتم آيات الله ويقرأ نزل على تسمية الفاعل وأن في موضع نصب وتلخيص المعنى وقد نزل عليكم المنع من مجالستهم عند سماع الكفر منهم و ويكفر بها في موضع الحال من الايات وفي الكلام حذف تقديره يكفر بها أحد فحذف الفاعل وأقام الجار مقامه والضمير في معهم عائد على المحذوف فلا تفعلوا محمول على المعنى أيضا لأن هاهنا ملغاة لوقوعها بين الاسم والخبر ولذلك لم يذكر لم يذكر بعدها الفعل وأفرد مثلا لأنها في معنى المصدر ومثله أنؤمن لبشرين مثلنا وقد جمع في قوله ثم لا يكونوا أمثالكم وقرىء شإذا مثلهم بالفتح وهو مبني لاضافته إلى المبهم كما بني في قوله مثل ما أنكم تنطقون ويذكر في موضعه ان شاء الله تعالى وقيل نصب على الظرف كما قيل في بيت ألفرزدق
وإذ ما مثلهم بشر ... أي أنكم في مثل حالهم

قوله تعالى الذين يتربصون في موضع جر صفة للمنافقين والكافرين ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هم ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر فان كان لكم فتح من الله وما يتصل به ويجوز أن يكون في موضع نصب عن إضمار أعنى نستحوذ هو شإذ في القياس والقياس نستحذ على المؤمنين يجوز أن يتعلق بيجعل وأن يكون حالا من سبيل
قوله تعالى وهو خادعهم و كسإلى حالان يراءون يقرأ بالمد وتخفيف الهمزة ويقرأ بحذف الألف وتشديد الهمزة أي يحملون غيرهم على الرياء وموضعه نصب على الحال من الضمير في كسإلى ويجوز أن يكون بدلا من كسإلى ويجوز أن يكون مستأنفا الا قليلا نعت لمصدر محذوف أو زمان محذوف
قوله تعالى مذبذبين هو منصوب على الذم وقيل هو حال من الضمير في يذكرون والجمهور على فتح الذال على ما لم يسم فاعله أي أن نفاقعهم حملهم على التقلب ويقرأ بكسر الذال الثانية أي منقلبين وليست الذال الثانية بدلا عند البصريين بل ذبذب أصل بنفسه وقال الكوفيون الأصل ذبب فأبدل من الباء الأولى ذالا وذلك في موضع بينهما أي بين الايمان والكفر أو بين المسلمين وإليهود لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء وإلى يتعلق بفعل محذوف أي لا ينتسبون إلى هؤلاء بالكلية ولا إلى هؤلاء بالكلية وموضع لا إلى هؤلاء نصب على الحال من الضمير في مذبذبين أي يتذبذبون متلونين
قوله تعالى في الدرك يقرأ بفتح الراء وإسكانها وهما لغتان و من النار في موضع الحال من الدرك والعامل فيه معنى الاستقرار ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الاسفل
قوله تعالى الا الذين تابوا في موضع نصب استثناء من الضمير المجرور في قوله ولن تجد لهم ويجوز أن يكون من قوله في الدرك وقيل هو في موضع رفع بالابتداء والخبر فأولئك مع المؤمنين
قوله تعالى
ما يفعل الله في ما وجهان أصحهما أنهما استفهام في موضع نصب بيفعل و بعذابكم متعلق بيفعل والثاني أنها نفي والتقدير ما يفعل الله بعذابكم والمعنى لا يعذبكم
قوله تعالى بالسوء الباء تتعلق بالمصدر وفي موضعهما وجهان أحدهما نصب

تقديره لا يحب أن تجهروا بالسوء والثاني رفع تقديره أن يجهر بالسوء و من القول حال من السوء الا من ظلم استثناء منقطع في موضع نصب وقيل هو متصل والمعنى لا يحب أن يجهر أحد بالسوء الا من يظلم فيجهر أي يدعو الله بكشف السوء الذي أصابه أو يشكو ذلك إلى امام أو حاكم فعلى هذا يجوز أن يكون في موضع نصب وأن يكون في موضع رفع بدلا من المحذوف إذ التقدير أن يجهر أحد وقرىء ظلم بفتح الظاء على تسمية الفاعل وهو منقطع والتقدير لكن الظالم فانه مفسوح لمن ظلمه أن ينتصف منه وهي قراءة ضعيفة
قوله تعالى بين ذلك سبيلا ذلك يقع بمعنى المفرد والتثنية والجمع وهو هنا بمعنى التثنية أي بينهما
قوله تعالى حقا مصدر أي حق ذلك حقا ويجوز أن يكون حالا أي أولئك هم الكافرون غير شك
قوله تعالى أكبر من ذلك أي شيئا أو سؤالا أكبر جهرة مصدر في موضع الحال أي مجاهرين وقيل التقدير قولا جهرة وقيل رؤية جهرة
قوله تعالى ورفعنا فوقهم فوقهم يجوز أن يكون ظرفا لرفعنا وأن يكون حالا من ال الطور بميثاقهم في موضع نصب متعلق برفعنا تقديره بنقض ميثاقهم والمعنى ورفعنا فوقهم الجبل تخويفا لهم بسبب نقضهم الميثاق و سجدا حال لا تعدوا يقرأ بتخفيف الدال وإسكان العين يقال عدا يعدو إذا تجأوز الحد ويقرأ بتشديد الدال وسكون العين وأصله تعتدوا فقلب التاء دالا وأدغم وهي قراءة ضعيفة لأنه جمع بين ساكنين وليس الثاني حرف مد
قوله تعالى فبما نقضهم ما زائدة وقيل هي نكرة تامة ونقضهم بدل منها وفيما تتعلق به الباء وجهان أحدهما هو مظهر وهو قوله بعد ثلاث آيات حرمنا علهم وقوله فبظلم بدل من قوله فبما نقضهم وأعاد ألفاعء في البدل لما طال ألفصل والثاني أن ما يتعلق به محذوف وفي الاية دليل عليه والتقدير فبنقضهم ميثاقهم طبع على قلوبهم أو لعنوا وقيل التقدير فبما نقضهم ميثاقهم لا يؤمنون والفاء زائدة بل طبع الله عليها أي لس كما ادعوا من أن قلوبهم أوعية للعلم و بكفرهم أي بسبب كفرهم ويجوز أن يكون المعنى أن كفرهم صار مغطيا على قلوبهم كما تقول طبعت على الكيس بالطين أي جعلته الطابع الا قليلا أي ايمانا أو زمانا قليلا

قوله تعالى وبكفرهم معطوف على وبكرفهم الاول و بهتانا مصدر يعمل فيه القول لأنه ضرب منه فهو كقولهم قعد القرفصاء فهو على هذا بمثابة القول في الانتصاب وقال قوم تقديره قولا بهتانا وقيل التقدير بهتوا بهتانا وقيل هو مصدر في موضع الحال مباهتين
قوله تعالى وقولهم انا قتلنا هو معطوف على وكفرهم و عيسى بدل أو عطف بيان من المسيح و رسول الله كذلك ويجوز أن يكون رسول الله صفة لعيسى وأن يكون على إضمار أعنى لفي شك منه منه في موضع جر صفة لشك ولا يجوز أن يتعلق بشك وإنما المعنى لفي شك حادث منه أي من جهته ولا يقال شككت منه فان ادعى أن من بمعنى في فليس بمستقيم عندنا ما لهم به من علم يجوز أن يكون موضع الجملة المنفية جرا صفة مؤكدة لشك تقديره لفي شك منه غير علم ويجوز أن تكون مستأنفة ومن زائدة وفي موضع من علم وجهان أحدهما هو رفع بالابتداء وما قبله الخبر وفيه وجهان أحدهما هو به ولهم فضلة مبينة مخصصة كالتي في قوله ولم يكن له كفوا أحد فعلى هذا يتعلق به الاستقرار والثاني أن لهم هو الخبر وفي به على هذا عدة أوجه أحدهما أن يكون حالا من الضمير المستكن في الخبر والعامل فيه الاستقرار والثاني أن يكون حالا من العلم لأن من زائدة فلم تمنع من تقديم الحال على أن كثيرا من البصريين يجيز تقديم حال المجرور عليه والثالث أنه على التبيين أي ما لهم أعنى به ولا يتعلق بنفس علم لأن معمول المصدر لا يتقدم عليه والوجه الاخر أن يكون موضع من علم رفعا بأنه فاعل والعامل فيه الظرف اما لهم أو به الا اتباع الظن استثناء من غير الجنس وما قتلوه الهاء ضمير عيسى وقيل ضمير العلم أي وما قتلوا العلم يقينا كما يقال قتلته علما و يقينا صفة مصدر محذوف أي قتلا يقينا أو علما يقينا ويجوز أن يكون مصدرا من غير لفظ الفعل بل من معناه لأن معنى ما قتلوه ما عملوا وقيل التقدير تيقنوا ذلك يقينا بل رفعه الله الجيد ادغام اللام في الراء لأن مخرجهما واحد وفي الراء تكرير فهي أقوى من اللام وليس كذلك الراء إذا تقدمت لأن ادغامها يذهب التكرير الذي فيها وقد قرىء بالاظهار هنا
قوله تعالى وان من أهل الكتاب ان بمعنى ما والجار والمجرور في موضع رفع بأنه خبر المبتدأ والمبتدأ محذوف تقديره وما من أهل الكتاب أحد وقيل المحذوف من وقد مر نظيره الا أن تقدير من هاهنا بعيد لأن الاستثناء يكون بعد

تمام الاسم ومن الموصولة والموصوفة غير تامة ليؤمنن جواب قسم محذوف وقيل أكد بها في غير القسم كما جاء في النفي والاستفهام والهاء في موته تعود على أحد المقدر وقيل تعود على عيسى ويوم القيامة ظرف لشهيد ويجوز أن يكون العامل فيه يكون
قوله تعالى فبظلم الباء تتعلق بحرمنا وقد ذكرنا حكم الفاء قبل كثيرا أي صدا كثيرا أو زمانا كثيرا
قوله تعالى وأخذهم وأكلهم معطوف على صدهم والجميع متعلق برحمنا والمصادر مضافة إلى الفاعل وقد نهوا عنه حال
قوله تعالى لكن الراسخون الراسخون مبتدأ و في العلم متعلق به و منهم في موضع الحال من الضمير في الراسخون والمؤمنون معطوف على الراسخون وفي خبر الراسخون وجهان أحدهما يؤمنون وهو الصحيح والثاني هو قوله أولئك سنؤتيهم والمقيمين قراءة الجهور بالياء وفيه عدة أوجه أحدها أنه منصوب على المدح أي وأعنى المقيمين وهو مذهب البصريين وإنما يأتي ذلك بعد تمام الكلام والثاني أنه معطوف على ما أي يؤمنون بما أنزل إليك وبالمقيمين والمراد بهم الملائكة وقيل التقدير وبدين المقيمن فيكون المراد بهم المسلمين والثالث أنه معطوف على قبل تقديره ومن قبل المقيمين فحذف قبل وأقيم المضاف إليه مقامه والرابع أنه معطوف على الكاف في قبلك والخامس أنه معطوف على الكاف في إليك والسادس أنه معطوف على الهاء والميم في منهم وهذه وهذه الاوجه الثلاثة عندنا خطأ لأن فيها عطف الظاهر على المضمر من غير اعادة الجار وأما المؤتون الزكاة ففي رفعه أوجه أحدها هو معطوف على الراسخون والثاني هو معطوف على الضمير في الراسخون والثالث هو معطوف على الضمير في المؤمنون والرابع هو معطوف على الضمير في يؤمنون والخامس هو خبر مبتدأ محذوف أي وهم المؤتون والسادس هو مبتدأ والخبر أولئك سنؤتيهم وأولئك مبتدأ وما بعده الخبر ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف أي ونؤتي أولئك
قوله تعالى كما أوحينا الكاف نعت لمصدر محذوف وما مصدرية ويجوز أن تكون ما بمعنى الذي فيكون مفعولا به تقديره أوحينا إليك مثل الذي أوحينا

إلى نوح من التوحيد وغيره و من بعده في موضع نصب متعلق بأوحينا ولا يجوز أن يكون حالا من النبيين لأن ظروف الزمان لا تكون أحوالا للجثث ويجوز أن يتعلق من النبيين وفي يونس لغات أفصحها ضم النون من غير همز ويجوز فتحها وكسرها مع الهمز وتركه وكل هذه الاسماء أعجمية الا الاسباط وهو جمع سبط والزبور فعول من الزبر وهو الكتابة والاشبه أن يكون فعول بمعنى مفعول كالركوب والحلوب ويقرأ بضم الزاي وفيه وجهان أحدهما هو جمع زبور على حذف الزائد مثل فلس وفلوس والثاني أنه مصدر مثل القعود والجلوس وقد سمي به الكتاب المنزل على دأود
قوله تعالى ورسلا منصوب بفعل محذوف تقديره وقصصنا رسلا ويجوز أن يكون منصوبا بفعل دل عليه أوحينا أي وأمرنا رسلا ولا موعض لقوله قد قصصناهم و لم نقصصهم على الوجه الاول لأنه مفسر للعامل وعلى الوجه الثاني هما صفتان و تكليما مصدر مؤكد رافع للمجاز
قوله تعالى رسلا يجوز أن يكون بدلا من الاول وأن يكون مفعولا أي أرسلنا رسلا ويجوز أن يكون حالا موطئة لما بعدها كما تقول مررت بزيد رجلا صالحا ويجوز أن يكون على المدح أي أعنى رسلا واللام في لئلا يتعلق بما دل عليه الرسل أي أرسلناهم لذلك ويجوز أن تتعلق بمنذرين وعلى الله حال من حجة والتقدير للناس حجة كائنة على الله ويجوز أن يكون الخبر على الله وللناس حال ولا يجوز أن يتعلق على الله بحجة لأنها مصدر و بعد ظرف لحجة ويجوز أن يكون صفة لها لأن ظرف الزمان يوصف به المصادر كما يخبر به عنها
قوله تعالى أنزله لا موضع له و بعلمه حال من الهاء أي أنزله معلوما أو أنزله وفيه علمه أي معلومه ويجوز أن يكون حالا من الفاعل أي أنزله عالما به والملائكة يشهدون يجوز أن يكون لا موضع له ويكون حكمه كحكم لكن الله يشهد ويجوز أن يكون حالا أي أنزله والملائكة شاهدون بصدقه
قوله تعالى لم يكن الله ليغفر لهم قد ذكر مثله في قوله وما كان الله ليضيع و ما كان الله ليذر

قوله تعالى الا طريق جهنم استثناء من جنس الاول لأن الاول في معنى العموم ا كان في سياق النفي و خالدين حال مقدرة
قوله تعالى قد جاء الرسول بالحق بالحق في موضع الحال أي ومعه الحق أو متكلما بالحق ويجوز أن يكون متعلقا بجاء أي جاء بسبب اقامة الحق و من حال من الحال ويجوز أن تكون متعلقة بجاء أي جاء الرسول من عند الله فآمنوا خيرا تقديره عند الخليل وسيبويه وأتوا خيرا فهو مفعول به لأنه لما أمرهم بالايمان فهو يريد إخراجهم من أمر وادخالهم فيما هو خير منه وقيل التقدير ايمانا خيرا فهو نعت لمصدر محذوف وقيل هو خبر كان المحذوف أي يكن الايمان خيرا وهو غير جائز عند البصريين لأن كان لا تحذف هي واسمها ويبقى خبرها الا فيما لا بد منه ويزيد ذلك ضعفا أن يكون المقدرة جواب الشرط محذوف فيصير المحذوف للشرط وجوابه وقيل هو حال ومثله انتهوا خيرا في جميع وجوهه
قوله تعالى ولا تقولوا على الله الا الحق الحق مفعول تقولوا أي ولا تقولوا الا القول الحق لأنه بمعنى لاتذكروا ولا تعتقدوا والقول هنا هو الذي تعبر عنه الجملة في قولك قلت زيد منطلق ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف و المسيح مبتدأ و عيسى بدل أو عطف بيان و رسول الله خبره وكلمته عطف على رسول و ألقاها في موضع الحال وقد معه مقدرة وفي العامل في الحال ثلاثة أوجه أحدها معنى كلمته لأن معنى وصف عيسى بالكلمة المكون بالكلمة من غير أب فكأنه قال ومنشؤه ومبتدعه والثاني أن يكون التقدير إذ كان ألقاها فإذا ظرف للكلمة وكان تامة وألقاها حال من فاعل كان وهو مثل قولهم ضربى زيدا قائما والثالث أن يكون حالا من الهاء المجرور والعامل فيها معنى الاضافة تقديره وكلمة الله ملقيا إياها وروح منه معطوف على الخبر أيضا و ثلاثة خبر مبتدأ محذوف أي الهنا ثلاثة أو الاله ثلاثة انما الله مبتدأ و اله خبره و واحد توكيد أن يكون أي من أن يكون أو عن أن يكون وقد مر نظائره ومثله لن يستنكف المسيح أن يكون ولا الملائكة معطوف على المسيح وفي الكلام حذف أي أن يكونوا عبيدا
قوله تعالى برهان من ربكم ان شئت جعلت من ربكم نعتا لبرهان أو متعلقا بجاء

قوله تعالى صراطا مستقيما هو مفعول ثان ليهدي وقيل هو مفعول ليهدي على المعنى لأن المعنى يعرفهم
قوله تعالى في الكلالة في يتعلق بيفيتكم وقال الكوفيون بيستفتونك وهذا ضعيف لأنه لو كان كذلك لقال يفتيكم فيها في الكلالة كما لو تقدمت ان امرؤ هلك هو مثل وان امرأة خافت ليس له ولد الجملة في موضع الحال من الضمير في هلك وله أخت جملة حالية أيضا وجواب الشرط فلها وهو يرثها مستأنف لا موضع له وقد سدت هذه الجملة مسد جواب الشرط الذي هو قوله ان لم يكن لها ولد فان كانتا اثنتين الألف في كانتا ضمير الاختين ودل على ذلك قوله وله أخت وقيل هو ضمير من التقدير فان كان من يرث ثنتين وحمل ضمير من على المعنى لأنها تستعمل في الافراد والتثنية والجمع بلفظ واحد
فان قيل من شرط الخبر أن يفيد مالا يفيده المبتدأ والألف قد دلت على الاثنين قيل الفائدة في قوله اثنتين بيان أن الميراث وهو الثلثان هاهنا مستحق بالعدد مجردا عن الصغر والكبر وغيرهما فلهذا كان مفيدا مما ترك في موضع الحال من الثلثان فان كانوا الضمير للورثة وقد دل عليه ما تقدم فللذكر أي منهم أن تضلوا فيه ثلاثة أوجه أحدها هو مفعول يبين أي يبين لكم ضلالكم لتعرفوا الهدى والثاني هو مفعول له تقديره مخافة أن تضلوا والثالث تقديره لئلا تضلوا وهو قول الكوفيين ومفعول يبين على الوجهين محذوف أي يبين لكم الحق
سورة المائدة بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى الا ما يتلى عليكم في موضع نصب على الاستثناء من بهيمة الانعام والاستثناء متصل والتقدير أحلت لكم بهيمة الانعام الا الميتة وما أهل لغير الله به وغيره مما ذكر في الاية الثالثة من السورة غير حال من الضمير المجرور عليكم أو لكم وقيل هو حال من ضمير الفاعل في أوفوا و محلى اسم فاعل مضاف إلى المفعول وحذفت النون للإضافة و الصيد مصدر بمعنى المفعول أي المصدر ويجوز أن يكون على بابه هاهنا أي غير محلين الاصطياد في حال الاحرام

قوله تعالى ولا القلائد أي ولا ذوات القلائد لأنها جمع قلادة والمراد تحريم المقلدة لا القلادة ولا آمين أي ولا قتال آمين أو إذى آمين وقرىء في الشإذ ولا آمي البيت بحذف النون والاضافة يبتغون في موضع الحال من الضمير في آمين ولا يجوز أن يكون صفة لآمين لأن اسم الفاعل إذا وصف لم يعمل في الاختيار فاصطادوا قرىء في الشإذ بكسر الفاء وهي بعيدة من الصواب وكأنه حركها بحركة همزة الوصل ولا يجرمنكم الجمهور على فتح الياء وقرىء بضمها وهما لغتان يقال جرم وأجرم وقيل جرم متعد إلى مفعول واحد وأجرم متعد إلى اثنين والهمزة للنقل فأما فاعل هذا الفعل فهو شنآن ومفعوله الاول الكاف والميم و أن تعتدوا هو المفعول الثاني على قول من عداه إلى مفعولين ومن عداه إلى واحد كأنه قدر حرف الجر مرادا مع أن تعتدوا والمعنى لا يحملنكم بغض قوم على الاعتداء والجمهور على فتح النون الأولى من شنآن وهو مصدر كالغليان والنزوان ويقرأ بسكونها وهو صفة مثل عطشان وسكران والتقدير على هذا لا يحملنكم بغيض قوم أي عدأوة بغيض قوم وقيل من سكن أراد المصدر أيضا لكنه خفف لكثرة الحركات وإذا حركت النون كان مصدرا مضافا إلى المفعول أي لا يحملنكم بغضكم لقوم ويجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل أي بغض قوم اياكم أن صدوكم يقرأ بفتح الهمزة وهي مصدرية والتقدير لأن صدوكم وموعه نصب أو جر على الاختلاف في نظائره ويقرأ بكسرها على أنها شرط والمعنى أن يصدوكم مثل ذلك الصد الذي وقع منهم أو يستديموا الصد وإنما قدر بذلك لأن الصد كان قد وقع من الكفار للمسلمين ولا تعأونوا يقرأ بتخفيف التاءين على أنه حذف التاء الثانية تخفيفا أو بتشديدها إذا وصلتها بلا على ادغام احدى التاءين في الاخرى وساغ الجمع بين ساكنين لأن الاول منهما حرف مد
قوله تعالى الميتة أصلها الميتة والدم أصله دمى وما أهل لغير الله به قد ذكر ذلك كله في البقرة والنطيحة بمعنى المنطوحة ودخلت فيها الهاء لأنها لم تذكر الموصوفة معها فصارت كالاسم فان قلت شاة نطيح لم تدخل الهاء وما أكل السبع ما بمعنى الذي وميوضعه رفع عطفا على الميتة والاكثر ضم الباء من السبع وتسكينها لغة وقد قرىء به الا ما ذكييتم في موضع نصب استثاء من الموجب قبله والاستثناء راجع إلى المتردية والنطيحة وأكيلة السبع

وما ذبح مثل وما أكل السبع على النصب فيه وجهان أحدهما هو متعلق بذبح تعلق المفعول بالفعل أي ذبح على الحجارة التي تسمى نصبها أي ذبحت في ذلك الموضع والثاني أن النصب الاصنام فعلى هذا في على وجهان أحدهما هي بمعنى اللام أي لأجل الاصنام فتكون مفعولا له والثاني أنها على أصلها وموضعه حال أي وما ذبح مسمى على الاصنام وقيل نصب بضمتين ونصب بضم النون وإسكان الصاد ونصب بفتح النون وإسكان الصاد وهو مصدر بمعنى المفعول وقيل يجوز فتح النون والصاد أيضا وهو اسم بمعنى المنصوب كالقبض والنقض بمعنى المقبوض والمنقوض وأن تستقسموا في موضع رفع عطفا على الميتة و الازلام جمع زلم وهو القدح الذي كانوا يضربون به على أيسار الجزور ذلكم فسق مبتدأ وخبر ولكم اشارة إلى جميع المحرمات في الاية ويجوز أن يرجع إلى الاستقسام اليوم ظرف ل يئس و اليوم الثاني ظرف ل أكملت و عليكم يتعلق بأتممت ولا يتعلق ب نعمتي فان شئت جعلته على التبيين أي أتممت أعنى عليكم و رضيت يتعدى إلى مفعول واحد وهو هنا الاسلام و دينا حال وقيل يتعدى إلى مفعولين لأن معنى رضيت هنا جعلت وصيرت ولكم يتعلق برضيت وهي للتخصيص ويجوز أن يكون حالا من الاسلام أي رضيت الاسلام لكم فمن اضطر شرط في موضع رفع بالابتداء و غير حال والجمهور على متجانف بالألف والتخفيف وقرىء مجنف بالتشديد من غير ألف يقال تجانف وتجنف لاثم متعلق بمتجانف وقيل اللام بمعنى إلى أي مائل إلى اثم فان الله غفور رحيم أي له فحذف العائد على المبتدأ
قوله تعالى مإذا أحل لهم قد ذكر في البقرة وما علمتم ما بمعنى الذي والتقدير صيد ما علمتم أو تعليم ما علمتم و من الجوارح حال من الهاء المحذوفة أو من ما والجوارح جمع جارحة والهاء فيها للمبالغة وهي صفة غالبة إذ لا يكاد يذكر معها الموصوف مكلبين يقرأ بالتشديد والتخفيف يقال كلبت الكلب وأكلبته فكلب أي أرغيته على الصيد وأسدته فاستأسد وهو حال من الضمير في علمتم تعلمونهن فيه وجهان أحدهما هو مستأنف لا موضع له والثاني هو حال من الضمير في مكلبين ولا يجوز أن يكون حالا ثانية لأن

العامل الواحد لا يعمل في حالين ولا يحسن أن يجعل حالا من الجوارح لأنك قد فصلت بينهما حال لغير الجوارح مما أي شيئا مما علمكم الله
قوله تعالى وطعام الذين مبتدأ و حل لكم خبره ويجوز أن يكون معطوفا على الطيبات وحل لكم خبر مبتدأ محذوف وطعامكم حل لهم مبتدأ وخبر والمحصنات معطوف على الطيبات ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف أي والمحصنات من المؤمنات حل لكم أيضا وحل مصدر بمعنى الحلال فلا يثني ولا يجمع و من المؤمنات حال من الضمير في المحصنات أو من نفس المحصنات إذا عطفتها على الطيبات إذا آتيتموهن طرف لأحل أو لحل المحذوفة محصنين حال من الضمير المرفوع في آتيتموهن فيكون العالم آتيتم ويجوز أن يكون العامل أحل أو حل المحذوفة غير صفة لمحصنين أو حال من الضمير الذي فيها ولا متخذي معطوف على غير فيكون منصوبا ويجوز أن يعطف على مسافحين وتكون لا لتأكيد النفي ومن يكفر بالايمان أي بالمؤمن به فهو مصدر في موضع المفعول كالخلق بمعنى المخلوق وقيل التقدير بموجب الايمان وهو الله وهو في الاخرة من الخاسرين اعرابه مثل اعراب وانه في الاخرة لمن الصالحين وقد ذكر في البقرة
قوله تعالى إلى المرافق قيل إلى بمعنى مع كقوله ويزدكم قوة إلى قوتكم وليس هذا المختار والصحيح أنها على بابها وأنها لانتهاء الغاية وإنما وجب غسل المرافق بالسنة وليس بينهما تناقض لأن إلى تدل على انتهاء الفعل ولا يتعرض بنفي المحدود إليه ولا بإثباته الا ترى أنك إذا قلت سرت إلى الكوفة فغير ممتنع أن تكون بلغت أول حدودها ولم تدخلها وأن تكون دخلتها فلو قام الدليل على أنك دخلتها لم يكن مناقضا لقولك سرت إلى الكوفة فعلى هذا تكون إلى متعلقة باغسلوا ويجوز أن تكون في موضع الحال وتتعلق بمحذوف والتقدير وأيدكم مضافة إلى المرافق برءوسكم الباء زائدة وقال من لا خبرة له بالعربية الباء في مثل هذا للتبعيض وليس بشيء يعرفه أهل النحو ووجه دخولها أنها تدل على الصاق المسح بالرأس وأرجلكم يقرأ بالنصب وفيه وجهان أحدهما هو معطوف على الوجوه والايدي أي فاغسلوا وجوهكم وأيديكم وأرجلكم وذلك جائز في العربية بلا خلاف والسنة الدلالة على وجوب غسل الرجلين تقوى ذلك والثاني أنه معطوف على موضع برءوسكم والاول أقوى لأن العطف على اللفظ أقوى من العطف على الموضع

ويقرأ في الشذوذ بالرفع على الابتداء أي وأرجلكم مغسولة أو كذلك ويقرأ بالجر وهو مشهور أيضا كشهرة النصب وفيها وجهان أحدهما أنها معطوفة على الرءوس في الإعراب والحكم مختلف فالرءوس ممسوحة والارجل مغسولة وهو الإعراب الذي يقال هو على الجوار وليس بممتنع أن يقع في القرآن لكثرته فقد جاء في القرآن وتالشعر فمن القرآن قوله تعالى وحور عين على قراءة من جر وهو معطوف على قوله بأكواب وأباريق والمعنى مختلف إذ ليس المعنى يطوف عليهم ولدان مخلدون بحور عين قال الشاعر وهو النابغة
لم يبق الا أسير غير منفلت ... أو موثق في حبال القيد مجنوب
والقول في مجرورة والجوار مشهور عندهم في الإعراب وقلب الحروف ببعضها إلى بعض والتأنيث وغير ذلك فمن الإعراب ما ذكرنا في العطف ومن الصفات قوله عذاب يوم محيط واليوم ليس بمحيط وإنما المحيط العذاب وكذلك قوله في يوم عاصف واليوم ليس بعاصف وإنما العاصف الريح ومن قلب الحروف قوله عليه الصلاة و السلام
ارجعن مأزورات غير مأجورات والأصل موزورات ولكن أريد التآخي وكذلك قولهم انه لا يأتينا بالغدايا والعشايا ومن التأنيث قوله فله عشر أمثالها فحذفت التاء من عشر وهي مضافة إلى الامثال وهي مذكرة ولكن لما جأورت الامثال الضمير المؤنث أجرى عليها حكمه وكذلك قول الشاعر
لما أتى خبر الزبير تضعضعت ... سور المدينة والجبال الخشع
وقولهم ذهبت بعض أصابعه ومما راعتب العرب فيه الجوار قولهم قامت هند فلم يجيزوا حذف التاء إذا لم يفصل بينهما فان فصلوا بينهما أجازوا حذفها ولا فرق بينهما الا المجأورة وعدم المجأورة ومن ذلك قولهم قام زيد وعمرا كلمته استحسنوا النصب بفعل محذوف لمجأورة الجملة اسما قد عمل فيه الفعل ومن ذلك قلبهم الوأو المجأورة للطرف همزة في قولهم أوائل كما لو وقعت طرفا وكذلك إذا بعدت عن الطرف لا تقلب نحو طوأويس وهذا موضع يحتمل أن يكتب فيه أوراق من الشواهد وقد جعل النحويون له بابا ورتبوا عليه مسائل ثم أصلوه بقولهم جحر ضب خرب حتى اختلفوا في جواز جر التثنية والجمع فأجاز الاتباع فيهما جماعة من حذاقهم قياسا على المفرد المسموع ولو كان لا وجه له في القياس بحال لاقتصروا فيه على المسموع فقط ويؤيد ما ذكرناه أن الجر في الاية قد أجيز غيره وهو

النصب والرفع والنصب غير قاطعين ولا ظاهرين على أن حكم الرجلين المسح وكذلك الجر يجب أن يكون كالنصب والرفع في الحكم دون الإعراب والوجه الثاني أن يكون جر الارجل بجار محذوف تقديره وافعلوا بأرجلكم غسلا وحذف الجار وإبقاء الجر جائز قال الشاعر
مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة ... ولا ناعب الا ببين غربها
وقال زهير
بدا لي أني لست مدرك ما مضى ... ولا سابق شيئا إذا كان جائيا
فجر بتقدير الباء وليس بموضع ضرورة وقد أفردت لهذه المسألة كتابا إلى الكعبين مثل إلى المرافق وفيه دليل على وجوب غسل الرجلين لأن المسموح ليس بمحدود والتحديد في المغسول الذي أريد بعضه وهو قوله وأيديكم إلى المرافق ولم يحدد الوجه لأن المراد جميعه وأيدكم منه منه في موضع نصب بامسحوا ليجعل اللام غير زائدة ومفعول يريد محذوف تقديره ما يريد الله الرخصة في التيمم ليجعل عليكم حرجا وقيل اللام زائدة وهذا ضعيف لأن أن غير ملفوظ بها وإنما يصح أن يكون الفعل مفعولا ليريد بأن ومثله ولكن يريد ليطهركم أي يريد ذلك ليطهركم عليكم يتعلق بيتم ويجوز أن يتعلق بالنعمة ويجوز أن يكون حالا من النعمة
قوله تعالى إذ ظرف لواثقكم ويجوز أن يكون حالا من الهاء المجرورة وأن يكون حالا من الميثاق
قوله تعالى شهداء بالقسط مثل قوله تعالى شهداء لله وقد ذكرناه في النساء هو أقرب هو ضمير العدل وقد دل عليه أعدلوا وأقرب للتقوى قد ذكر في البقرة
قوله تعالى وعد الله وعد يتعدى إلى معفولين يجوز الاقتصار على أحدهما والمفعول الاول هنا الذين آمنوا والثاني محذوف استغنى عنه بالجملة التي هي قوله لهم مغفرة ولا موضع لها من الإعراب لأن وعد لا يعلق عن العمل كما تعلق ظننت وأخواتها
قوله تعالى نعمت الله عليكم يتعلق بنعمة ويجوز أن يكون حالا منها
211 - فيتعلق بمحذوف و إذ ظرف للنعمة أيضا وإذا جعلت عليكم حالا جاز أن يعمل في إذ أن يبسطوا أي بأن يبسطوا وقد ذكرنا الخلاف في موضعه
قوله تعالى منهم اثنى عشر يجوز أن يتعلق منهم ببعثنا وأن يكون صفة لاثني عشر تقدمت فصارت حالا وعزرتموهم يقرأ بالتشديد والتخفيف والمعنى واحد قرضا يجوز أن يكون مصدرا محذوف الزوائد والعامل فيه أقرضتم أي اقراضا ويجوز أن يكون القرض بمعنى المقرض فيكون مفعولا به لأكفرن جواب الشرط فمن كفر بعد ذلك منكم في موضع الحال من الضميرؤ في لأكفرن و سواء السبيل قد ذكر في البقرة
قوله تعالى فبما نقضهم الباء تتعلق ب لمعناهم ولو تقدم الفعل لدخلت الفاء عليه وما زائدة أو بمعنى شيء وقد ذكر في النساء وجعلنا يتعدى إلى مفعولين بمعنى صيرنا و قاسية المفعول الثاني وياؤه وأو في الأصل لأنه من القسوة ويقرأ قسية على فعيلة قلبت الوأو ياء وأدغمت فيها ياء فعيل وفعيلة في لعناهم وأن يكون حالا من الضمير في قاسية ولا يجوز أن يكون حالا من هنا للمبالغة بمعنى فاعلة يحرفون مستأنف ويجوز أن يكون حالا من المفعول في لعناهم وأن يكون حالا من الضمير في قاسية ولا يجوز أن يكون حالا من القلوب لأن الضمير في يحرفون لا يرجع إلى القلوب ويضعف أن يجعل حالا من الهاء والميم في قلوبهم عن مواضعه قد ذكر في النءا على خائنة أي على طائفة خائنة ويجوز أن تكون فاعلة هنا مصدرا كالعاقبة والعافية و منهم صفة لخائنة ويقرأ خيانة وهي مصدر والياء منقلبة عن وأو لقولهم يخون وفلان أخون من فلان وهو خوان الا قليلا منهم استثناء من خائنة ولو قرىء بالجر على البدل لكان مستقيما
قوله تعالى ومن الذين قالوا من تتعلق بأخذنا تقديره وأخذنا من الذين قالوا انا نصارى ميثاقهم والكلام معطوف على قوله ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل والتقدير وأخذنا من الذين قالوا انا نصارى ميثاقهم ولا يجوز أن يكون التقدير وأخذنا ميثاقهم من الذين قالوا انا نصارى لأن فيه إضمارا قبل الذكر لفظا وتقديرا والياء في وأغرينا من وأو واشتقاقه من الغراء وهو الذي يلصق به يقال سهم مغرو و بينهم ظرف لأغرينا أو حال من العدأوة ولا يكون ظرفا للعدأوة لأن المصدر لا يعمل فيما قبله إلى يوم القيامة يتعلق بأغرينا أو بالبغضاء أو بالعدأوة أي تباغضوا إلى يوم القيامة

قوله تعالى يبين لكم حال من رسولنا و من الكتاب حال من الهاء المحذوفة في يخفون قد جاءكم لا موضع له من الله يتعلق بجاءكم أو حال من نور
قوله تعالى يهدي به الله يجوز أن يكون حالا من رسولنا بدلا من يبين وأن يكون حالا من الضمير في يبين ويجوز أن يكون صفة لنور أو لكتاب والهاء في به تعود على من جعل يهدي حالا منه أو صفة له فلذلك أفرد و من بمعنى الذي أو نكرة موصوفة و سبل السلام المفعول الثاني ليهدي ويجوز أن يكون بدلا من رضوانه والرضوان بكسر الراء وضمها لغتان وقد قرىء بهما وسبلي بضم الباء والتسكين لغة وقد قرىء به بإذنه أي بسبب أمره المنزل على رسوله
قوله تعالى فمن يملك أي قل لهم ومن استفهام تقير و من الله يجوز أن يكون حالا متعلقا بيملك وأن يكون حالا من و شيئا و جميعا حال من المسيح وأمه ومن في الارض ويجوز أن يكون حالا من من وحدها ومن هاهنا عام سبقه خاص من جنسه وهو المسيح وأمه يخلق مستأنف
قوله تعالى قل فلم يعذبكم أي قل لهم بل أنتم رد لقوهلم نحن أبناء الله وهو محكي بقل
قوله تعالى على فترة في موضع الحال من الضمير في يبين ويجوز أن يكون حالا من الضمير المجرور في لكم و من الرسل نعت لفترة أن تقولوا أي مخألفة أن تقولوا ولا نذير معطوف على لفظ بشير ويجوز في الكلام الرفع على موضع من بشير
قوله تعلاى نعمت الله عليكم إذ جعل هو مثل قوله نعمة الله عليكم إذ هم قوم وقد ذكر
قوله تعالى على أدباركم حال من الفاعل في ترتدوا فتنقلبوا يجوز أن يكون مجزوما عطفا على ترتدوا وأن يكون منصوبا على جواب النهي
قوله تعالى فانا داخلون أي داخلوها فحذف المفعول لدلالة الكلام عليه
قوله تعالى من الذين يخافون في موضع رفع صفة لرجلين ويخافون صلة الذين والوأو العائد ويقرأ بضم الياء على مالم يسم فاعله وله معنيان أحدهما

هو من قولك خيف الرجل أي خوف والثاني أن يكون المعنى يخافهم غيرهم كقولك فلان مخوف أي يخافه الناس أنعم الله صفة أخرى لرجلين ويجوز أن يكون حالا وقد معه مقدرة وصاحب الحال رجلان أو الضمير في الذين
قوله تعالى ما داموا هو بدل من أبدا لأن ما مصدرية تنوب عن الزمان وهو بدل بعض و هاهنا ظرف ل قاعدون والاسم هنا وها للتنبيه مثل التي في قولك هذا وهؤلاء
قوله تعالى وأخى في موضعه وجهان أحدهما نصب عطفا على نفسي أو على اسم ان والثاني رفع عطفا على الضمير في أملك أي ولا يملك أخي الا نفسه ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف أي وأخي كذلك وبين القوم ألفاسقين الأصل أن لا تكرر بين وقد تكرر توكيدا كقولك المال بين زيد وبين عمرو وكررت هنا لئلا يعطف على الضمير من غير اعادة الجار
قوله تعالى أربعين سنة ظرف لمحرمة فالتحريم على هذا مقدر و يتيهون حال من الضمير المجرور وقيل هي ظرف ليتيهون فالتحريم على هذا غير مؤقت فلا تأس ألف تأسا بدل من وأو لأنه من الاسى الذي هو الحزن وتثنيته أسوان ولا حجة في أسيت عليه لانكار السين ويقال رجل أسوان بالوأو وقيل هي من الياء يقال رجل أسيان أيضا
قوله تعالى نبأ ابنى آدم الهمزة في ابنى همزة وصل كما هي في الواحد فأما همزة أبناء في الجمع فهمزة قطع لأنها حادثة للجمع إذ قربا ظرف لنبأ أو حال منه ولا يكون ظرفا لاتل وبالحق حال من الضمير في اتل أي محقا أو صادقا قربانا هو في الأصل مصدر وقد وقع هنا موضع المفعول به والأصل إذ قربا قربانين لكنه لم يثن لأن المصدر لا يثنى وقال أبو علي تقديره إذ قرب كل واحد منهما قربانا كقوله فاجلدوهم ثمانين جلدة أي كل واحد منهم قال لأقتلنك أي قال المردود عليه للمقبول منه ومقعلو يتقبل محذوف أي يتقبل من المتقين قرابينهم وأعمالهم
قوله تعالى باثمي واثمك في موضع الحال أي ترجع حاملا للاثمين
قوله تعالى فطوعت الجمهور على تشديد الوأو ويقرأ طأوعت بالألف

والتخفيف وهما لغتان والمعنى زينت قال قوم طأوعت تتعدى بغير لام وهذا خطأ لأن التي تتعدى بغير اللام تتعدى إلى مفعول واحد وقد عداه هاهنا إلى قتل أخيه وقيل التقدير طأوعته نفسه على قتل أخيه فزاد اللام وحذف على
قوله تعالى كيف يوارى كميف في موضع الحال من الضمير في يوارى والجملة في موضع نصب بيرى والسوأة يجوز تخفيف همزتها بإلقاء حركتها على الوأو فتبقى سوأة أخيه ولا تقلب الوأو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها لأن حركتها عارضة والألف في ويلتي بدل من ياء المتكلم والمعنى يا ويله احضري فهذا وقتك فأوارى معطوف على أكون وذكر بعضهم أنه يجوز أن ينتصب على جواب الاستفهام وليس بشيء إذ ليس المعنى أيكون مني عجز فمواراة الا ترى أن قولك أين بيتك فأزورك معناه لو عرفت لزرت وليس المعنى هنا لو عجزت لواريت
قوله تعالى من أجل من تتعلق ب كتبنا ولا تتعلق بالنادمين لأنه لا يحسن الابتداء بكتبنا هنا والهاء في انه للشان و من شرطية و بغير حال من الضمير في قتل أي من قبتل نفسا ظالما أو فساد معطوف على نفس وقرىء في الشإذ بالنصب أي أو عمل فسادا أو أفسد فسادا أي افساد فوضعه موضع المصدر مثل العطاء و بعد ذلك ظرف ل مسرفون ولا تمنع لام لتوكيد ذلك
قوله تعالى يحاربون الله أي أولياء الله فحذف المضاف و أن يقتلوا خبر جزاء وكذلك المعطوف عليه وقد قرىء فيهن بالتخفيف و من خلاف حال من الايدي والارجل أي مختلفة أو ينفوا من الارض أي من الارض التي يريدون الاقامة بها فحذف الصفة و ذلك مبتدأ و لهم خزي مبتدأ وخبر في موضع خبر ذلك و في الدنيا صفة خزي ويجوز أن يكون ظرفا له ويجوز أن يكون خزي خبر ذلك ولهم صفة مقدمة فتكون حالا ويجوز أن يكون في الدنيا ظرفا للاستقرار
قوله تعالى الا الذين استثناء من الذين يحاربون في موضع نصب وقيل يجوز أن يكون في موضع رفع بالابتداء والعائد عليه من الخبر محذوف أي فان الله غفور لهم أو رحيم بهم
قوله تعالى إليه الوسيلة يجوز أن يتعلق إلى بابتغوا وأن يتعلق بالوسيلة

لأن الوسيلة بمعنى المتوسل به فيعمل فيما قبله ويجوز أن يكون حالا أي الوسيلة كائنة إليه
قوله تعالى من عذاب يوم القيامة العذاب اسم للتعذيب وله حكمه في العمل وأخرجت اضافته إلى يوم يوما عن الظرفية
قوله تعالى والسارق والسارقة مبتدأ وفي الخبر وجهان أحدهما هو محذوف تقديره عند سيبيويه وفيما يتلى عليكم ولا يجوز أن يكون عنده فاقطعوا هو الخبر من أجل الفاء وإنما يجوز ذلك فيما إذا كان المبتدأ الذي وصلته بالفعل أو الظرف لأنه يشبه الشرط والسارق ليس كذلك والثاني الخبر فاقطعوا أيديهما لأن الألف واللام في السارق بمنزلة الذي لا يراد به سارق بعينه وأيديهما بمعنى يديهما لأن المقطوع من السارق والسارقة يميناهم فوضع الجمع موضع الاثنين لأنه ليس في الانسان سوى يمين واحدة وما هذا سبيله يجعل الجمع فيه مكان الاثنين ويجوز أن يخرج على الأصل وقد جاء في بيت واحد قال الشاعر
ومهمهين فد فدين مرتين ... ظهراهما مثل ظهور الترسين
جزاء مفعول من أجله أو مصدر لفعل محذوف أي جازهما جزاء وكذلك نكالا
قوله تعالى لا يحزنك نهى والجيدي فتح الياء وضم الزاي ويقرأ بضم الياء وكسر الزاي من أحزنني وهي لغة من الذين قالوا في موضع نصب على الحال من الضمير في يسارعون أو من الذين يسارعون بأفواههم يتعلق بقالوا أي قالوا بأفواههم آمنوا ولم تؤمن قلوبهم الجملة حال ومن الذين هادوا معطوف على قوله من الذين قالوا آمنوا و سماعون خبر مبتدأ محذوف أي هم سماعون وقبل سماعون مبتدأ ومن الذين هادوا خبره للكذب فيه وجهان أحدهما اللام زائدة تقديره سماعنون الكذب والثاني ليست زائدة والمفعول محذوف والتقدير سماعون أخباركم للكذب أي ليكذبوا عليكم فيها و سماعون الثانية تكريرا للأولى و لقوم متعلق به أي لأجل قوم ويجوز أن تتعلق اللام في لقوم بالكذب لأن سماعون الثانية مكررة والتقدير ليكذبوا لقوم آخرين و لم يأتوك في موضع جر صفة أخرى لقوم يحرفون فيه وجهان أحدهما هو مستأنف لا موضع له أو في موضع رفع خبر لمبتدأ محذوف أي هم يحرفون والثاني ليست بمستأنف بل هو صفة لسماعون أي سماعون محرفون ويجوز أن يكون

حالا من الضمير في سماعون ويجوز أن يكون صفة أخرى لقوم أي محرفين و من بعد مواضعه مذكور في النساء يقولون مثل يحرفون ويجوز أن يكون حالا من الضمير في يحرفون من الله شيئا في موضع الحال التقدير شيئا كائنا من أمر الله
قوله تعالى سماعون للكذب أي هم سماعون ومثله أكالون للسحت والسحت والسحت لغتان وقد قرىء بهما فلن يضروك شيئا في موضع المصدر أي ضررا
قوله تعالى وكيف يحكمونك كيف في موضع نصب على الحال من الضمير الفاعل في يحكمونك وعندهم التوراة جملة في موضع الحال والتوراة مبتدأ وعندهم الخبر ويجوز أن ترفع التوراة بالظرف فيها حكم الله في موضع الحال والعامل فيها ما في عند من معنى الفعل وحكم الله مبتدأ أو معمول الظرف
قوله تعالى فيها هدى ونور في موضع الحال من التوراة يحكم بها النبيون جملة في الحال من الضمير المجرور في فيها للذين هادوا اللام تتعلق بيحكم والربانيون والاحبار عطف على النبيون بما استحفظوا يجوز أن يكون بدلا من قوله بها في قوله يحكم بها وقد أعاد الجار لطول الكلام وهو جائز أيضا وان لم يطل وقيل الربانيون مرفوع بفعل محذوف والتقدير ويحكم الربانوين والاحبار بما تسحفظوا وقيل هو مفعول به أي يحكمون بالتوراة بسبب استحفاظهم ذلك و ما بمعنى الذي أي بما استحفظوه من كتاب الله حال من المحذوف أو من ما و عليه يتعلق ب شهداء
قوله تعالى النفس بالنفس بالنفس في موضع رفع خبر أن وفيه ضمير وأما العين إلى قوله والسن فيقرأ بالنصب عطفا على ما عملت فيه أن وبالرفع وفيه ثلاثة أوجه أحدها هو مبتدأ والمجرور خبره وقد عطف جملا على جملة والبثاني أن المرفوع منها معطوف على الضمير في قوله بالنفس والمجررات على هذا أحوال مبينة للمعنى لأن المرفوع على هذا فاعل للجار وجاز العطف من غير توكيد كقوله تعالى ما أشركنا ولا آباؤنا والثالث أنها معطوفة على المعنى لأن معنى كتبنا عليهم قلنا لهم النفس بالنفس ولا يجوز أن يكون معطوفا على أن وما عملت فيه لأنها وما عملت فيه في موضع نصب وأما قوله والجروح فيقرأ بالنصب حملا على على النفس وبالرفع وفيه الاوجه الثلاثة ويجوز أن يكون مستأنفا أي والجروح

قصاص في شريعة محمد والهاء في به للقصاص و فهو كناية عن التصدق والهاء في له للمتصدق
قوله تعالى مصدقا الأولى حال من عيسى و من التوراة حال من ما أو من الضمير في الظرف و فيه هدى جملة في موضع الحال من الانجيل ومصدقا الثاني حال أخرى من الانجيل وقيل من عيسى أيضا وهدى وموعظة حال من الانجيل أيضا ويجوز أن يكون من عيسى أي هاديا وواعظا أو ذا هدى وذا موعظة ويجوز أن يكون مفعولا من أجله أي قفينا للهدى أو وآتيناه الانجيل للهدى وقد قرىء في الشإذ بالرفع أي وفي الانجيل هدى وموعظة وكرر الهدى توكيدا
قوله تعالى وليحكم يقرأ بسكون اللام والميم على الامر ويقرأ بكسر اللام وفتح الميم على أنها لام كي أي وقفينا ليؤمنوا وليحكم
قوله تعالى بالحق حال من الكتاب مصدقا حال من الضمير في قوله بالحق ولا يكون حالا من الكتاب إذ لا يكون حالان لعامل واحد ومهيمنا حال أيضا ومن الكتاب حال من ما أو من الضمير في الظرف والكتاب الثاني جنس وأصل ميهيمن ميمن لأنه مشتق من الامانة لأن المهيمن الشاهد وليس في الكلام همن حتى تكون الهاء أصلا عما جاءك في موضع الحال أي عادلا عما جاءك و من الحق حال من الضمير في جاءك أو من ما لكل جعلنا منكم لا يجوز أن يكون منكم صفة لكل لأن ذلك يوجب ألفصل بين الصفة والموصوف بالاجنبي الذي لا تشديد فيه للكلام ويوجب أيضا أن يفصل بين جعلنا وبين معمولها وهو شرعة وإنما يتعلق بمحذوف تقديره أعنى وجعلنا هاهنا ان شئت جعلتها المتعدية إلى مفعول واحد وان شئت جعلتها بمعنى صيرنا ولكن ليبلوكم اللام تتعلق بمحذوف تقديره ولكن فرقكم ليبلوكم مرجعكم جميعا حال من الضمير المجرور وفي العامل وجهان أحدهما المصدر المضاف لأنه في تقدير إليه ترجعون جميعا والضمير المجرور فاعل في المعنى أو قائم مقام الفاعل والثاني أن يعمل فيه الاستقرار الذي ارتفع به مرجعكم أو الضمير الذي في الجار
قوله تعالى وأن احكم بينهم في أن وجهان أحدهما هي مصدرية والامر صلة لها وفي موضعها ثلاثة أوجه أحدها نصب عطفا على الكتاب

في قوله وأنزلنا إليك الكتاب أي وأنمزلنا إليك الحكم والثاني جر عطفا على الحق أي أنزلنا إليك وبالحكم ويجوز على هذا الوجه أن يكون نصبا لما حذف الجار والثالث أن يكون في موضع رفع تقديره وأن احكم بينهم بما نزل الله أمرنا أو قولنا وقيل أن بمعنى أي وهو بعيد لأن الوأو تمنع من ذلك والمعنى يفسد ذلك لأن أن التفسيرية ينبغي أن يسبقها قول يفسر بها ويمكن تصحيح هذا القول على أن يكون التقدير وأمرناك ثم فسر هذا الامر باحكم أن يفتنوك فيه وجهان أحدهما هو بدل من ضمير المفعول بدل الاشتمال أي احذرهم فتنتهم والثاني أن يكون مفعولا من أجله أي مخافة أن يفتنوك
قوله تعالى أفحكم الجاهلية يقرأ بضم الحاء وسكون الكاف وفتح الميم والناصب له يبغون ويقرأ بفتح الجميع وهو أيضا منصوب بيبغون أي احكم حكم الجاهلية ويقرأ تبغون بالتاء على الخطاب لأن قبله خطايا ويقرأ بضم الحاء وسكون الكاف وضم الميم على أنه مبتدأ والخبر يبغون والعائد محذوف أي يبغونه وهو ضعيف وإنما جاء في الشعر الا أنه ليس بضرورة في الشعر والمستشهد به على ذلك قول أبي النجم
قد أصبحت أم الخيار تدعى ... على ذنبا كله لم أصنع
فرفع كله ولو نصب لم يفسد الوزن ومن أحسن مبتدأ وخبر وهو استفهام في معنى النفي و حكما تمييز و لقوم هو في المعنى عند قوم يوقنون وليس المعنى أن الحكم لهم وإنما المعنى أن الموقن يتدبر حكم الله فيحسن عنده ومثله ان في ذلك لآية للمؤمنين ولقوم يوقنون ونحو ذلك وقيل هي على أصلها والمعنى ان حكم الله للمؤمنين على الكافرين وكذلك الاية لهم أي الحجة لهم
قوله تعالى بعضهم أولياء بعض مبتدأ وخبر لا موضع له
قوله تعالى فترى الذين يجوز أن يكون من رؤية العين فيكون يسارعون في موضع الحال ويجوز أن يكون بمعنى تعرف فيكون يسارعون حالا أيضا ويجوز أن يكون من رؤية القلب المتعدية إلى مفعولين فيكون يسارعون المفعول الثاني وقرىء في الشإذ بالياء والفاعل الله تعالى و يقولون حال من ضمير الفاعل في يسارعون و دائرة صفة غالبة لا يذكر معها الموصوف أن يأتي في موضع

نصب خبر عسى وقيل هو في موضع رفع بدلا من اسم الله فيصبحوا معطوف على يأتي
قوله تعالى ويقول يقرأ بالرفع من غير وأو العطف وهو مستأنف ويقرأ بالوأو كذلك ويقرأ بالوأو والنصب وفي النصب أربعة أوجه أحدها أنه معطوف على يأتي حملا على المعنى لأن معنى عسى الله أن يأتي وعسى أن يأتي الله واحد ولا يجوز أن يكون معطوفا على لفظ أن يأتي لأن أن يأتي خبر عسى والمعطوف عليه في حكمه فيفتقر إلى ضمير يرجع إلى اسم عسى ولا ضمير في قوله ويقول الذين آمنوا فيصير كقولك عسى الله أن يقول الذين آمنوا والثاني أنه معطوف على لفظ يأتي على الوجه الذي جعل فيه بدلا فيكون داخلا في اسم عسى واستغنى عن خبرها بما تضمنه اسمها من الحدث والوجه الثالث أن يعطف على لفظ يأتي وهو خبر ويقدر مع المعطوف ضمير محذوف تقديره ويقول الذين آمنوا به والرابع أن يكون معطوفا على الفتح تقديره فعسى الله أن يأتي بالفتح وبأن يقول الذين آمنوا جهد إيمانهم فيه وجهان أحدهما أنه حال وهو هنا معرفة والتقدير وأقسموا بالله يجهلون جهد إيمانهم فاحال في الحقيقة مجتهدين ثم أقيم الفعل المضارع مقامه ثم أقيم المصدر مقام الفعل لدلالته عليه والثاني أنه مصدر يعمل فيه أقسموا وهو من معناه لا من لفظه
قوله تعالى من يرتد منكم يقرأ بفتح الدال وتشديدها على الادغام وحرك الدال بالفتح لالتقاء الساكنين ويقرأ يرتدد بفك الادغام والجزم على الأصل ومنكم في موضع الحال من ضمير الفاعل يحبهم في موضع جر صفة لقوم ويحبونه معطوف عليه ويجوز أن يكون حالا من الضمير المنصوب تقديره وهم يحبونه إذلة و أعزة صفتان أيضا يجاهدون يجوز أن يكون صفة لقوم أيضا وجاء بغير وأو كما جاء إذلة وأعزة ويجوز أن يكون حالا من الضمير في أعزة أي يعزون مجاهدين ويجوز أن يكون مستأنفا
قوله تعالى الذين يقيمون الصلاة صفة للذين آمنوا وهم راكعون حال من الضمير في يؤتون
قوله تعالى فان حزب الله هم الغالبون قيل هو خبر المبتدأ الذي هو من ولم يعد منه ضمير إليه لأن الحزب من في المعنى فكأنه قال فانهم هم الغالبون

قوله تعالى من الذين أوتوا الكتاب في موضع الحال من الذين الأولى أو من الفاعل في اتخذوا والكفار يقرأ بالجر عطفا على الذين المجرورة وبالنصب عطفا على الذين المنصوبة والمعنيان صحيحان
قوله تعالى ذلك بأنهم ذلك مبتدأ وما بعده الخبر أي ذلك بسبب جهلهم أي واقع بسبب جهلهم
قوله تعالى هل تنقمون يقرأ باظهار اللام على الأصل وبادغامها في التاء لقربها منها في المخرج ويقرأ تنقمون بكسر القاف وفتحها وهو مبني على الماضي وفيه لغتان نقم ينقم ونقم ينقم و منا مفعول تنقمون الثاني وما بعد الا هو المفعول الاول ولا يجوز أن يكون منا حالا من أن والفعل لأمرين أحدهما تقدم الحال على الا والثاني تقدم الصلة على الموصول والتقدير هل تكرهون منا الا ايماننا
وأما قوله وأن أكثركم فاسقون ففي موضعه وجهان أحدهما أنه معطوف على أن آمنا والمعنى على هذا انكم كرهتم ايماننا وامتناعكم أي كرهتم مخألفتنا اياكم وهذا كقولك للرجل ما كرهت مني الا أنني محبب إلى الناس وأنت مبغض وان أن آمنا بالله وبأن أكثركم فاسقون
قوله تعالى مثوبة منصوب على التمييز والمميز بشر ويقرأ مثوبة بسكون الثاء وفتح الوأو وقد ذكر في البقرة و عند الله صفة لمثوبة من لعنه في موضع من ثلاثة أوجه أحدها هو في موضع جر بدلا من شر والثاني هو في موضع نصب بفعل دل عليه أنبئكم أي أعغرفكم من لعنه الله والثالث هو في موضع رفع أي هو من لعنه الله وعبد الطاغوت يقرأ بفتح العين والباء ونصب الطاغوت على أنه فعل معطوف على لعن ويقرأ بفتح العين وضم الباء وجر الطاغوت وعبد هنا اسم مثل يقظ وحدث وهو في معنى الجمع وما بعده مجرور باضافته إليه وهو منصوب بجعل ويقرأ بضم العين والباء ونصب الدال وجر ما بعده وهو جمع عبد مثل سقف وسقف أو عبيد مثل قتيل وقتل أو عابد مثل نازل ونزل أو عباد مثل كتاب وكتب فيكون جمع جمع مثل ثمار وثمر ويقرأ عبد الطاغوت بضمش العين وفتعح الباء وتشديها مثل ضارب وضرب ويقرأ عباد الطاغوت مثل صائم وصوام ويقرأ عباد الطاغوت وهو ظاهر مثل صائم

وصيام ويقرأ وعابد الطاغوت و عبد الطاغوت على أنه صفة مثل حطم ويقرأ وعبد الطاغوت على أنه فعل مالم يسم فاعله والطاغوت مرفوع ويقرأ وعبد مثل ظرف أي صار ذلك للطاغوت كالغريزي ويقرأ وعبدوا على أنه فعل والوأو فاعل والطاغوت نصب ويقرأ وعبدى الطاغوت وهو جمع عابد مثل قاتل وقتلة
قوله تعالى وقد دخلوا في موضع شالحال من الفاعل في قالوا أو من الفاعل في آمنا و بالكفر في موضع شالحال من الفاعل في دخلوا أي دخلوا كفارا وهم قد خرجوا حال أخرى ويجوز أن يكون التقدير وقد كانوا خرجوا به
قوله تعالى وأكلهم المصدر مضاف إلى الفاعل و السحت مفعوله ومثله عن قولهم الاثم
قوله تعالى ينفق مستأنف ولا يجوز أن يكون حالا من الهاء لشيئين أحدهما أن الهاء مضاف إليها والثاني أن الخبر يفصل بينهما ولا يجوز أن يكون حالا من اليدين إذ ليس فيها ضمير يعود إليهما للحرب يجوز أن يكون صفة لنار فيتعلق بمحذوف وأن يكون متعلقا بأوقدوا و فسادا مفعول من أجله
قوله تعالى لأكلوا من فوقهم مفعول أكلوا محذوف ومن فهوقهم نعت له تقديره رزقا كائنا من فوقهم أو مأخوذا من فوقهم ساء ما يعملون ساء هنا بمعنى بئس وقد ذكر فيما تقدم
قوله تعالى فما بلغت رسالته يقرأ على الافراد وهو جنس في معنى الجمع وبالجمع لأن جنس الرسالة مختلف
قوله تعالى والصابئن يقرأ بتحقيق الهمزة على الأصل وبحذفها وضم الباء والأصل على هذا صبا بالألف المبدلة من الهمزة ويقرأ بياء مضمومة ووجهه أنه أبدل الهمزة ياء لانكسار ما قبلها ولم يحذفها لتدل على أن أصلها حرف يثبت ويقرأ بالهمزة والنصب عطفا على الذين وهو شإذ في الرواية صحيح في القياس وهو مثل الذي في البقرة والمشهور في القراءة الرفع وفيها أقوال أحدها قول سيبيويه وهو أن النية به التأخير بعد خبر ان وتقديره و ولا هم يحزنون والصابئون كذلك فهو مبتدأ والخبر محذوف ومثله
فانى وقيار بهما لغريب

أي فاني لغريب وقيار بها كذلك والثاني أنه معطوف على موضع ان كقولك ان زيدا وعمرو قائمان وهذا خطأ لأن خبر ان لم يتم وقائمان ان جعلته خبر ان لم يبق لعمرو خبر وان جعلته خبر عمرو لم يبق لان خبر ثم هو ممتنع من جهة المعنى لأنك تخبر بالمثنى عن المفرد فأما قوله تعالى ان الله وملائكته يصلون على النبي على قراءة من رفع ملائكته فخبر ان محذوف تقديره ان الله يصلي وأغنى عنه خبر الثاني وكذلك لو قلت ان عمرا وزيد قائم فرفعت زيدا جاز على أن يكون مبتدأ وقائم خبره أو خبر ان والقول الثالث أن الصابئون معطوف على الفاعل في هادوا وهذا فاسد لوجهين أحدهما أنه يوجب كون الصابئين هودا وليس كذلك والثاني أن الضمير لم يؤكد والقول الرابع أن يكون خبر الصابئين محذوفا من غير أن ينوي به التاير وهو ضعيف أيضا لما فيه من لزوم الحذف وألفصل والقول الخامس أن ان بمعنى نعم فما بعدها في موضع رفع فالصابئون كذلك والسادس أن الصابئون في موضع نصب ولكنه جاء على لغة بلحرث الذين يجعلون التثنية بالألف على كل حال والجمع بالوأو على كل حال وهو بعيد والقول السابع أن يجعل النون حرف الإعراب فان قيل فأبو على انما أجاز ذلك مع الياء لا مع الوأو قيل قد أجازه غيره والقياس لا يدفعه فأما النصارى فالجيد أن يكون في موضع نصب على القياس المطرد ولا ضرورة تدعوا إلى غيره
قوله تعالى فريقا كذبوا فريقا الاول مفعول كذبوا والثاني مفعول يقتلون وكذبوا جواب كلما ويقتلون بمعنى قتلوا وإنما جاء كذلك لتتوافق رءوس الاى
قوله تعالى أن لا تكون يقرأ بالنصب على أن أن الناصبة للفعل وحسبوا بمعنى الشك ويقرأ بالرفع على أن أن المخففة من الثقيلة وخبرها محذوف وجاز ذلك لما فصلت لا بينها وبين الفعل وحسبوا على هذا بمعنى علموا وقد جاء الوجهان فيها ولا يجوز أن تكون المخففة من الثقيلة مع أفعال الشك والطبع ولا الناصبة للفعل مع علمت وما كان في معناها وكان هناي التامة فعموا وصموا هذا هو المشهور ويقرأ بضم العين والصاد وهو من باب زكم وأزكمه الله ولا يقال عميته وصممته وإنما جاء بغير همزة فيما لم يسم فاعله وهو قليل واللغة ألفاشية أعمى وأصم كثير منهم هو خبر مبتدأ محذوف أي العمى والصم كثير وقيل هو بدل منضمير الفاعل في صموا وقيل هو مبتدأ والجملة قبله خبر عنه أي كثير منهم

عموا وهو ضعيف لأن الفعل قد وقع في موضعه فلا ينوي به غيره وقيل الوأو علامة جمع لا اسم وكثير فاعل صموا
قوله تعالى ثالث ثلاثة أي أحد ثلاثة ولا يجوز في مثل هذا الا الاضافة وما من اله من زائدة واله في موضع مبتدأ والخبر محذوف أي وما للخلق اله الا الله بدل من اله ولو قرىء بالجر بدلا من لفظ اله كان جائزا في العربية لمسن جواب قسم محذوف وسد مسد جواب الشرط الذي هو وان لم ينتهوا و منهم في موضع الحال اما من الذين أو من ضمير الفاعل في كفروا
قوله تعالى قد خلت من قبله الرسل في موضع رفع صفة لرسول كانا يأكلان الطعام لا موضع له من الإعراب أنى بمعنى كيف في موضع الحال والعامل فيها يؤفكون ولا يعمل فيها نظرا لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله
قوله تعالى مالا يملك يجوز أن تكون ما نكرة موصوفة وأن تكون بمعنى الذي
قوله تعالى تغلوا فعل لازم و غير الحق صفة لمصدر محذوف أي غلوا غير الحق ويجوز أن يكون حالا من ضمير الفاعل أي لا تغلوا مجأوزين الحق
قوله تعالى من بني إسرائيل في موضع الحال من الذين كفروا أو من ضمير الفاعل في كفروا على لسان دأود متعلق بلعن كقولك جاء زيد على ألفرس ذالك بما عصوا قد تقدم ذكره في غير موضع وكذلك و لبئس ما كانوا و لبئس ما قدمت لهم
قوله تعالى أن سخط الله عليهم أن والفعل في تقدير مصدر مرفوع خبر ابتداء محذوف أي هو سخط الله وقيل في موضع نصب بدلا من ما أي بئس شيئا سخط الله عليهم وقيل هو في موضع جر بلام محذوفة أي لأن سخط
قوله تعالى عدأوة تمييز والعامل فيه أشد و للذين آمنوا متعلق بالمصدر أو نعت له إليهود المفعول الثاني لتجد ذلك مبتدأ و بأن منهم الخبر أي ذلك كائن بهذه الصفة
قوله تعالى وإذا سمعوا الوأو هاهنا عطفت إذا على خبر أن وهو قوله لا يستكبون فصار الكلام داخلا في صلة أن وإذا في موضع نصب ب ترى وإذا

وجوابها في موضع رفع عطفا على خبر أن الثانية ويجوز أن يكون مستأنفا في ألفظ وان كان له تعلق بما قبله في المعنى و تفيض في موضع نصب على الحال لأن ترى من رؤية العين و من الدمع فيه وجهان أحدهما أن من لابتداء الغاية أي فيضها من كثرة الدمع والثاني أن يكون حالا والتقدير تفيض مملوءة من الدمع وأما مما عرفوا فمن لابتداء الغاية ومعناها من أجل الذي عرفوه و من الحق حال من العائد المحذوف يقولون حال من ضمير الفاعل في عرفوا
قوله تعالى وما لنا ما في موضع رفع بالابتداء ولنا الخب رو لا نؤمن حال من الضمير في الخبر والعمل فيه الجار أي مالنا غير مؤمنين كما تقول مالك قائما وما جاءنا يجوز أن يكون في موضع جر أي وبما جاءنا من الحق حال من ضمير الفاعل ويجوز أن تكون لابتداء الغاية أي ولما جاءنا من عند الله ويجوز أن يكون مبتدأ ومن الحق الخبر والجملة في موضع الحال ونطمع يجوز أن يكون معطوفا على نؤمن أي ومالنا لا نطمع ويجوز أن يكون التقدير ونحن نطمع فتكونه الجملة حالا من ضمير الفاعل في نؤمن و أن يدخلنا أي في أن يدخلنا فهو في موضع نصب أو جر على الخلاف بين الخليل وسيبيوية
قوله تعالى حلالا فيه ثلاثة أوجه أحدها هو مفعول كلوا فعلى هذا يكون مما في موضع الحال لأنه صفة للنكرة قدمت عليها ويجوز أن تكون من لابتداء غاية الاكل فتكون متعلقة بكلوا كقولك أكلت من الخبز رغيفا إذا لم ترد الصفة والوجه الثاني أن يكون حالا من ما لأنها بمعنى الذي ويجوز أن يكون حالا من العائد المحذوف فيكون العامل رزق والثالث أن يكون صفة لمصدر محذوف أي أكلا حلالا ولا يجوز أن ينصب حلالا برزق على أنه مفعوله لأن ذلك يمنع من أن يعود إلى ما ضمير
قوله تعالى باللغو في أيمانكم فيه ثلاثة أوجه أحدهما أن تكون متعلقة بنفس اللغو لأنك تقول لغا في يمينه وهذا مصدر بالألف واللام يعمل ولكن معدي بحرف الجر والثاني أن تكون حالا من اللغو أي باللغو كائنا أو واقعا في أيمانكم والثالث أن يتعلق في بيؤاخذكم عقدتم يقرأ بتخفيف القاف وهو الأصل وعقد اليمين هو قصد الالتزام بها ويقرأ بتشديدها وذلك لتوكيد اليمين

كقوله والله الذي لا اله الا هو ونحوه وقيل التشديد يدل على تأكيد العزم بالالتزام بها وقيل انما شدد لكثرة الحألفين وكثرة الايمان وقيل التشديد عوض من الألف في عاقد ولا يجوز أن يكون التشديد لتكرير اليمين لأن الكفارة تجب وان لم تكرر ويقرأ عاقدتم بالألف وهي بمعنى عقدتم كقولك قاطعته وقطعته من الهجران فكفارته الهاء ضمير العقد وقد تقدم الفعل الدال عليه وقيل تعود على اليمين بالمعنى لأن الحألف واليمين بمعنى واحد و اطعام مصدر مضاف إلى المفعول به والجيد أن يقدر بفعل قد سمي فاعله لأن ما قبله وما بعده خطاب ف عشرة على هذا في موضع نصب من أوسط صفة لمفعول محذوف تقديره ان تطعموا عشرة مساكين طعاما أو قوتا من أوسط أي متوسطا ما تطعمون أي الذي تطعمون منه أو تطعمونه أو كسوتهم معطوف على اطعام ويقرأ شإذا أو كاسوتهم فالكاف في موضع رفع أي أو مثل أسوة أهليكم في الكسوة أو تحرير معطوف على اطعام وهو مصدر مضاف إلى المفعول أيضا إذا حلفتم العامل في إذا كفارة أيمانكم لأن المعنى ذلك يكفر أيمانكم وقت حلفكم كذلك الكاف صفة مصدر محذوف أي يبين لكم آياته تبيينا مثل ذلك
قوله تعالى رجس انما أفرد لأن التقدير انما عمل هذه الاشياء رجس ويجوز أن يكون خبرا عن الخمر واخبار المعطوفات محذوف لدلالة خبر الاول عليها و من عمل صفة لرجس أو خبر ثان والهاء في اجتنبوه ترجع إلى الفعل أو إلى الرجس والتقدير رجس من جنس عمل الشيطان
قوله تعالى في الخمر والميسر في متعلقة بيوقع وهي بمعنى السبب أي بسبب شرب الخمر وفعل الميسر ويجوز أن تتعلق في بالعدواة أو بالبغضاء أي أن تتعادوا وأن تتباغضوا بسبب الشرب وهو على هذا مصدر بالألف واللام معمل والهمزة في البغضاء للتأنيث وليس مؤنث أفعل إذ ليس مذكر البغضاء أبغض وهو مثل البأساء والضراء فهل أنتم منتهون لفظه استفهام ومعناه الامر أي انتهوا لكن الاستفهام عقيب ذكر هذه المعايب أبلغ من الامر
قوله تعالى إذا ما اتقوا العامل في إذا معنى ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح أي لا يأثمون إذا ما اتقوا
قوله تعالى من الصيد في موضع جر صفة لشيء ومن لبيان الجنس

وقيل للتبعيض إذ لا يحرم الا الصيد في حال الاحرام وفي الحرم وفي البر والصيد في الأصل مصدر وهو هاهنا بمعنى المصيد وسمي مصيدا وصيدا لماآله إلى ذلك وتوفر الدواعي إلى صيده فكأنه لما أعد للصيد صار كأنه مصيد تناله صفة لشيء ويجوز أن يكون حالا من شيء لأنه قد وصف وأن يكون حالا من الصيد لشيء ويجوز أن يكون حالا من شيء لأنه قد وصف وأن يكون حالا من الصيد ليعلم اللام متعلقة بليبلونكم بالغيب يجوز أن يكون في موضع الحال من من أو من ضمير الفاعل في يخافه أي يخافه غائبا عن الخلق ويجوز أن يكون بمعنى في أي في الموضع الغائب عن الخلق والغيب مصدر في موضع فاعل
قوله تعالى وأنتم حرم في موضع الحال من ضمير الفاعل في تقتلوا و متعمدا حال من ضمير الفاعل في قتله فجزاء مبتدأ والخبر محذوف وقيل التقدير فالواجب جزاء ويقرأ بالتنوين فعلى هذا يكون مثل صفة له أو بدلا ومثل هنا بمعنى مماثل ولا يجوز على هذه القراءة أن يعلق من النعم بجزاء لأنه مصدر وما يتعلق به من صلته وألفصل بين الصلة والموصول بالصفة أو البدل غير جائز لأنه الموصول لم يتم فلا يوصف ولا يبدل منه ويقرأ شإذا جزاء بالتوين ومثل بالنصب وانتصابه بجزاء ويجوز أن ينتصب بفعل دل عليه جزاء أي يخرج أو يؤدي وهذا أولى فان الجزاء يتعدى بحرف الجر ويقرأ في المشهور بإضافة جزاء إلى المثل واعراب الجزاء على ما تقدم ومثل في هذه القراءة في حكم الزائدة وهو كقولهم مثلى لا يقول ذلك أي أنا لا أقول وإنما دعا إلى هذا التقدير أن الذي يجب به الجزاء المقتول لا مثله وأما من النعم ففيه أوجه أحدها أن تجعله حالا من الضمير في قتل لأن المقتول يكون من النعم والثاني أن يكون صفة لجزاء إذا نونته أي جزاء كائن من النعم والثالث أن تعلقها بنفس الجزاء إذا أضفته لأن المضاف إليه داخل في المضاف فلا يعد فصلا بين الصلة والموصول وكذلك ان نونت الجزاء ونصبت مثلا لأنه عامل فيهما فهما من صلته كما تقول يعجبني ضربك زيدا بالسوط يحكم به في موضع رفع صفة لجزاء إذا نونته وأما على الاضافة فهو في موضع الحال والعامل فيه معنى الاستقرار المقدر في الخبر المحذوف ذوا عدل اللف للتثنية ويقرأ شإذا ذو على الافراد والمراد به الجنس كما تكون من محمولة على المعنى فتقديره على هذا فريق ذو عدل أو حاكم ذو عدل و منكم صفة لذوا ولا يجوز أن يكون صفة العدل لأن عدلا هنا مصدر غير وصف هديا حال من الهاء في به وهو بمعنى

مهدي وقيل هو مصدر أي يهديه هديا وقيل على التمييز و بالغ الكعبة صفة لهدى والتنوين مقدر أي بالغا الكعبة أو كفارة معطوف على جزاء أي أو عليه كفارة إذا لم يجدل المثل و طعام بدل من كفارة أو خبر مبتدأ محذوف أي هي طعام ويقرأ بالاضافة والاضافة هنا لتبيين المضاف و صياما تمييز ليذوق اللام متعلقة بالاستقرار أي عليه الجزاء ليذوق ويجوز أن تتعلق بصيام وبطعام فينتقم الله جواب الشرط وحسن ذلك لما كان فعل الشرط ماضيا في اللفظ
قوله تعالى وطعامه الهاء ضمير البحر وقيل ضمير الصيد والتقدير واطعام الصيد يأنفسكم والمعنى أنه أباح لهم صيد البحر وأكل صيده بخلاف صيده البر متاعا مفعول من أجله وقيل مصدر أي متعتم بذلك تمتيعا ما دمتم يقرأ بضم الدال وهو الأصل وبكسرها وهي لغة يقال دمت تدام حرما جمع حرام ككتاب وكتب وقرىء في الشإذ حرما بفتح الحاء والراء أي ذوي حرم أي احرام وقيل جعلهم بمنزلة المكان الممنوع منه
قوله تعالى جعل الله هي بمعنى صير فيكون قياما مفعولا ثانيا وقيل هي بمعنى خلق فيكون قياما حالا و البيت بدل من الكعبة ويقرأ قياما بالألف أي سببا لقيام دينهم ومعاشهم ويقرأ قيما بغير ألف وهو محذوف من قيام كخيم في خيام ذلك في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف أي الحكم الذي ذكرناه ذلك أي لا غيره ويجوز أن يكون المحذوف هو الخبر ويجوز أن يكون في موضع نصب أي فعلنا ذلك أو شرعنا واللام في لتعملموا متعلقة بالمحذوف
قوله تعالى عن أشياء الأصل فيها عند الخليل وسيبيوه شيئا بهمزتين بينهما ألف وهي فعلاء من لفظ شيء وهمزتها الثانية للتأنيث وهي مفردة في ألفظ ومعناها الجمع مثل قصباء وطرفاء ولأجل همزة التأنيث لم تنصرف ثم ان الهمزة الأولى التي هي لام الكلمة قدمت فجعلت قبل الشين كراهية الهمزتين بيننهما ألف خصوصا بعد الياء فصار وزنها لفعاء وهذا قول صحيح لا يرد عليه اشكال وقال الأخفش وألفراء أصل الكلمة شيء مثل هين على فعل ثم خففت ياؤه كما خففت ياء هين فقيل شيء كما قيل هين ثم جمع على أفعلاء وكان الأصل أشياء كما قالوا هين وأهوناء ثم حذفت الهمزة الأولى فصار وزنها أفعاء فلامها محذوفة وقال آخرون الأصل في شيء شيء مثل صديق ثم جمع على أفعلاء كأصدقاء وأنبياء ثم حذفت

الهمزة الأولى وقيل هو جمع شيء من غير تغيير كبيت وأبيات وهو غلط لأن مثل هذا الجمع ينصرف وعلى الاقوال الاول يمتنع صرفه لأجل همزة التأنيث ولو كان أفعالا لا نصرف ولم يسمع أشياء منصرفة البتة وفي هذه المسألة كلام طويل فموضعه التصريف ان تبد لكم تسؤكم الشرط وجوابه في موضع جر صفة لأشياء عفا الله عنها قيل هو مستأنف وقيل هو في موضع جر أيضا والنية به التقديم أي عن أشياء قد عفا الله لكم عنها
قوله تعالى من قبلكم هو متعلق بسألها ولا يجوز أن يكون صفة لقوم ولا حالا لأن ظرف الزمان لا يكون صفة للجثة ولا حالا منها ولا خبرا عنها
قوله تعالى ما جعل الله من بحيرة من زائدة وجعل هاهنا بمعنى سمي فعلى هذا يكون بحيرة أحد المفعولين والاخر محذوف أي ما سمى الله حيوانا بحيرة ويجوز أن تكون جعل متعدية إلى مفعول واحد بمعنى ما شرع ولا وضع وبحيرة فعيلة بمعنى مفعولة والسائبة فاعلة من ساب يسيب إذا جرى وهو مطأوع سيبه فساب وقيل هي فاعلة بمعنى مفعولة أي مسيبة والوصيلة بمعنى الواصلة والحامي فاعل من حمى ظهره يحميه
قوله تعالى حسبنا هو مبتدأ وهو مصدر بمعنى اسم الفاعل و ما وجدنا هو الخبر وما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة والتقدير كافينا الذي وجدناه ووجدنا هنا يجوز أن تكون بمعنى علمنا فيكون عليه المفعول الثاني ويجوز أن تكون بمعنى صادفنا فتتعدى إلى مفعول واحد بنفسها وفي عليه على هذا وجهان أحدهما هي متعلقة بالفعل معدية له كما تتعدى ضربت زيدا بالسوط والثاني أن تكون حالا من الاباء وجواب أو لو كان محذوف تقديره أو لو كانوا يتبعونهم
قوله تعالى عليكم أنفسكم عليكم هو اسم للفعل هاهنا وبه انتصب أنفسكم والتقدير احفظوا أنفسكم والكاف والميم في عليكم في موضع جر لأن اسم الفعل هو الجار والمجرور وعلى وحدها لم تستعمل اسما للفعل بخلاف رويدكم فان الكاف والميم هناك للخطاب فقط ولا موضع لهما لأن رويدا قد استعملت اسما للأمر للمواجه من غير كاف الخطاب وهكذا قوله مكانكم أنتم وشركاؤكم الكاف والميم في موضع جر أيضا ويذكر في موضعه ان شاء الله تعالى لا يضركم يقرأ بالتشديد والضم على أنه مستأنف وقيل حقه الجزم على جواب الامر ولكنه حرك بالضم اتباعا لضمة الضاد ويقرأ بفتح الراء على أن حقه الجزم وحرك بالفتح

ويقرأ بتخفيف الراء وسكونها وكسر الضاد وهو من ضاره يضيره ويقرأ كذلك الا أنه بضم الضاد وهو من ضاره يضوره وكل ذلك لغات فيه و إذا ظرف ليضر ويبعد أن يكون ظرفا لضل لأن المعنى لا يصح معه
قوله تعالى شهادة بينكم يقرأ برفع الشهادة واضافتها إلى بينكم والرفع على الابتداء والاضافة هنا إلى بين على أن تجعل بين مفعولا به على السعة والخبر اثنان والتقدير شهادة اثنين وقيل التقدير ذوا شهادة بينكم اثنان فحذف المضاف الاول فعلى هذا يكون إذا حضر ظرفا للشهادة وأما حين الوصية ففيه على هذا ثلاثة أوجه أحدها هو ظرف للموت والثاني ظرف لحضر وجاز ذلك إذ كان المعنى حضر أسباب الموت والثالث أن يكون بدلا من إذا وقيل شهادة بينكم مبتدأ وخبره إذا حضر وحين على الوجوه الثلاثة في الإعراب وقيل خبر الشهادة حين وإذا ظرف للشهادة ولا يجوز أن يكون إذا خبرا للشهادة وحين ظرفا لها إذ في ذلك ألفصل بين المصدر وصلته بخبره ولا يجوز أن تعمل الوصية في إذا لأن المصدر لا يعمل فيما قبله ولا المضاف إليه في الإعراب يعمل فيما قبله وإذا جعلت الظرف خبرا عن الشهادة فاثنان خبر مبتدأ محذوف أي الشاهدان اثنان وقيل الشهادة مبتدأ وإذا وحين غير خبرين بل هما على ما ذكرنا من الظرفية واثنان فاعل شهادة وأغنى الفاعل عن خبر المبتدأ و ذوا عدل صفة لاثنين وكذلك منكم أو آخران معطوف على اثنان و من غيركم صفة لآخران و ان أنتم ضربتم في الارض معترض بين آخران وبين صفته وهو تحبسونهما أي أو آخران من غيركم محبوسان و من بعد متعلق بتحبسون وأنتم مرفوع بأنه فاعل فعل محذوف لأنه واقع بعد ان الشرطية فلا يرتفع بالابتداء والتقدير ان ضربتم فلما حذف الفعل وجب أن يفصل الضمير فيصبر أنتم ليقوم بنفسه وضربتم تفسير للفعل المحذوف لا موضع له فيقسمان جملة معطوفة على تحبوسنهما و ان ارتبتم معترض بين يقسمان وجوابه وهو لا نشتري وجواب الشرط محذوف في الموضعين أغنى عنه معنى الكلام والتقدير ان ارتبتم فاحبوسهما أو فحلفوهما وان ضربتم في الارض فأشهدوا اثنين ولا نشتري جواب يقسمان لأنه يقوم مقام اليمين والهاء في به تعود إلى الله تعالى أو على القسم أو اليمين أو الحلف أو على تحريف الشهادة أو على الشهادة لأنها قول و ثمنا مفعول نشتري ولا حذف فيه لأن

الثمن يشتري كما يشتري به وقيل التقدير ذا ثمن ولو كان ذا قربى أي ولو كان المشهود له لم يشتر ولا نكتم معطوف على لا نشتري وأضاف الشهادة إلى الله لأنه أمر بها فصارت له ويقرأ بشهادة بالتنوين والله بقطع الهمزة من غير مد وبكسر الهاء على أنه جره بحرف القسم محذوفا وقطع الهمزة تنبيها على ذلك وقيل قطعها عوض من حرف القسم ويقرأ كذلك الا أنه بوصل الهمزة والجر على القسم من غير تعويض ولا تنبيه ويقرأ كذلك الا أنه يقطع الهمزة ومدها والهمزة على هذا عوض من حرف القسم ويقرأ بتنوين الشهادة ووصل الهمزة ونصب اسم الله من غير مد على أنه منصوب بفعل القسم محذوفا
قوله تعالى فان عثر مصدره العثور ومعناه اطلع فأما مصدر عثر في مشيه ومنطقه ورأيه فالعثار و على أنهما في موضع رفع لقيامه مقام الفاعل فآخران خبر مبتدأ محذوف أي فالشاهدان آخران وقيل فاعل فعل محذوف أي فليشهد آخران وقيل هو مبتدأ والخبر يقومان وجاز الابتداء هنا بالنكرة لحصول الفائدة به وقيل الخبر الاوليان وقيل المبتدأ الاوليان وآخران خبر مقدم ويقومان صفة آخران إذا لم تجعله خبرا و مقامهما مصدر و من الذين صفة أخرى لآخران ويجوز أن يكون حالا من ضمير الفاعل في يقومان استسحق يقرأ بفتح التاء على تسمية الفاعل والفاعل الاوليان والمفعول محذوف أي وصيتهما ويقرأ بضمها على مالم يسم فاعله وفي الفاعل وجهان أحدهما ضمير الاثم لتقدم ذكره في قوله استحقا اثما أي استحق عليهم الاثم والثاني الاوليان أي اثم الاوليين وفي عليهم ثلاثة أوجه أحدها هي على بابها كقولك وجب عليه الاثم والثاني هي بمعنى في أي استحق فيهم الوصية ونحوها والثالث هي بمعنى من أي استحق منهم الاوليان ومثله اكتالوا على الناس يستوفون أي من الناس الاوليان يقرأ بالألف على تثنية أولى وفي رفعه خمسة أوجه أحدها هو خبر مبتدأ محذوف أي هما الاوليان والثاني هو مبتدأ وخبره آخران وقد ذكر والثالث هو فاعل استحق وقد ذكر أيضا والرابع هو بدل من الضمير في يقومان والخامس أن يكون صفة لآخران لأنه وان كان نكرة فقد وصف والاوليان لم يقصد بهما قصد اثنين بأعيانهما وهذا محكي عن الأخفش ويقرأ الاولين وهو جمع أول وهو صفة للذين استحق أو بدل من الضمير في عليهم ويقرأ الاولين وهو جمع أولى واعرابه كاعراب الاولين ويقرأ الاولان تثينة الاول واعرابه

كاعراب الاوليان فيقسمان عطف على يقومان لشهادتنا أحق مبتدأ وخبر وهو جواب يقسمان
قوله تعالى ذلك أدنى أن يأتوا أي من أن يأتوا أو إلى أن يأتوا وقد ذكر نظائره و على وجهها في موضع الحال من الشهادة أي محققة أو صحيحة أو يخافوا معطوف على يأتوا و بعد إيمانهم ظرف لترد أو صفة الايمان
قوله تعالى يوم يجمع الله العامل في يوم يهدي أي لا يهديهم في ذلك اليوم إلى حجة أو إلى طريق الجنة وقيل هو مفعول به والتقدير واسمعوا خبر يوم يجمع الله فحذف المضاف مإذا في موضع نصب ب أجبتم وحرف الجر محذوف أي بمإذا أجبتم وما وذا هنا بمنزلة اسم واحد ويضعف أن يجعل ذا بمعنى الذي هاهنا لأنه لا عائد هنا وحذف العائد مع حرف الجر ضعيف انك أنت علام الغيوب و انك أنت العزيز الحكيم مثل انك أنت العليم الحكيم وقد ذكر في البقرة
قوله تعالى إذ قال الله يجوز أن يكون بدلا من يوم والتقدير إذ يقول ووقعت هنا إذ هي للماضي على حكاية الحال ويجوز أن يكون التقدير إذكر إذ يقول يا عيسى ابن يجوز أن يكون على الألف من عيسى فتحة لأنه قد وصف بابن وهو بين علمين وأن يكون عليها ضمة وهي مثل قولك يا زيد بن عمر بفتح الدال وضمها فإذا قدرت الضم جاز أن تجعل ابن مريم صفة وبيانا وبدلا إذ أيدتك علامل في إذ نعمتي ويجوز أن يكون حالا من نعمتي وأن يكون مفعولا به على السعة وأيدتك وآيدتك قد قرىء بهما وقد ذكر في البقرة تكلم الناس في موضع الحال من الكاف في أيدتك و في المهد ظرف لتكلم أو حال من ضمير الفاعل في تكلم وكهلا حال منه أيضا ويجوز أن يكون من الكاف في أيدتك وهي حال مقدرة وإذ علمتك وإذ تخلق وإذ تخرج معطوفات على إذ أيدتك من الطين يجوز أن يتعلق بتخلق فتكون من لابتداء غاية الخلق وأن يكون حالا من هيئة الطير على قول من أجاز تقديم حال المجرور عليه والكاف مفعول تخلق وقد تكلمنا على قوله هيئة الطير في آل عمران فتكون طيرا يقرأ بياء ساكنة من غير ألف وفيه وجهان أحدهما أنه مصدر في معنى الفاعل والثاني أن يكون أصله طيرا مثل سيد ثم خفف الا أن ذلك يقل فيما عينه

ياء وهو جائز ويقرأ طائرا وهي صفة غالبة وقيل هو اسم للجمع مثل الحامل والباقر و تبرىء معطوف على تخلق إذ جئتهم ظرف لكففت سحر مبين يقرأ بغير ألف على أنه مصدر ويشار به إلى ما جاء به من الايات ويقرأ ساحر بالألف والاشارة به إلى عيسى وقيل هو فاعل في معنى المصدر كما قالوا عائذا بالله منك أي عوذا أو عيإذا
قوله تعالى وإذ أو حيت معطوف على إذ أيدتك أن آمنوا يجوز أن تكون أن مصدرية فتكون في موضع نصب بأوحيت وأن تكون بمعنى أي وقد ذكرت نظائره
قوله تعالى إذ قال الحواريون أي إذكر إذ قال ويجوز أن يكون ظرفا لمسلمون هل يستطيع ربك يقرأ بالياء على أنه فعل وفاعل والمعنى هل يقدر ربك أو يفعل وقيل التقدير هل يطيع ربك وهما بمعنى واحد مثل استجاب وأجاب واستجب وأجب ويقرأ بالتاء وربك نصب والتقدير هل يستطيع سؤال ربك فحذف المضاف فأما قوله أن ينزل فعلى القراءة الأولى هو مفعول يستطيع والتقدير على أن ينزل أو في أن ينزل ويجوز أن لا يحتاج إلى حرف جر على أن يكون يستطيع بمعنى يطيق وعلى القراءة الاخرى يكون مفعولا لسؤال المحذوف
قوله تعالى أن قد صدقتنا أن مخففة من الثقيلة واسمها محذوف وقد عوض منه وقيل أن مصدرية وقد لا تمنع مع ذلك نكون صفة لمائدة و لنا يجوز أن يكون خبر كان ويكون عيدا حالا من الضمير في الظرف أو حالا من الضمير في كان على قول من ينصب عنها الحال ويجوز أن يكون عيدا الخبر وفي لنا على هذا وجهان أحدهما أن يكون حالا من الضمير في تكون والثاني أن تكون حالا من عيد لأنه صفة له قدمت عليه فأما لأولنا وآخرنا فإذا جعلت لنا خبرا أو حالا من فاعل تكون فهو صفة لعيد وان جعلت لنا صفة لعيد كان لأولنا وآخرنا بدل من الضمير المجرور باعداة الجار ويقرأ لأولنا وأخرانا على تأنيث الطائفة أو ألفرقة وأما من السماء فيجوز أن يكون صفة لمائدة وأن يتعلق بينزل وآية عطف على عيد و منك صفة لها
قوله تعالى منكم في موضع الحال من ضمير الفاعل في يكفر عذابا اسم للمصدر الذي هو التعذيب فيقع موقعه ويجوز أن يجعل مفعولا به على السعة

وأما قوله لا أعذبه يجوز أن تكون الهاء للعذاب وفيه على هذا وجهان أحدهما أن يكون حذف حرف الجر أي لا أعذب به أحدا والثاني أن يكون مفعولا به على السعة ويجوز أن يكون ضمير المصدر المؤكد كقولك ظننته زيدا منطلقا ولا تكون هذه الهاء عائدة على العذاب الاول
فان قلت لا أعذبه صفة لعذاب فعلى هذا التقدير لا يعود من الصفة إلى الموصوف شيء قيل ان الثاني لما كان واقعا موقع المصر والمصدر جنس وعذابا نكرة كان الاول داخلا في الثاني والثاني مشتمل على الاول وهو مثل زيد نعم الرجل ويجوز أن تكون الهاء ضمير من وفي الكلام حذف أي لا أعذب الكافر أي مثل الكافر أي مثل عذاب الكافر
قوله تعالى اتخذوني هذه تتعدى إلى مفعولين لأنهما بمعنى صيروني و من دون الله في موضع صفة الهين ويجوز أن تكون متعلقة باتخذوا أن أقول في موضع رفع فاعل يكون ولي الخبر و ما ليس بمعنى الذي أو نكرة موصوفة وهو مفعول أقول لأن التقدير أن أدعى أو إذكر واسم ليس مضمر فيها وخبرها لي و بحق في موضع الحال من الضمير في الجار والعامل فيه الجار ويجوز أن يكون بحق مفعولا به تقديره ما ليس يثبت لي بسبب حق فالباء تتعلق بالفعل المحذوف لا بنفس الجار لأن المعاني لا تعمل في المفعول به ويجوز أن يجعل بحق خبر ليس ولي تبيين كما في قولهم سقيا له ورعيا ويجوز أن يكون بحق خبر ليس ولي صفة بحق قدم عليه فصار حالا وهذا يخرج على قول من أجاز تقديم حال المجرور عليه ان كنت قلته كنت لفظها ماض والمراد المستقبل والتقدير ان يصح دعواي لي وإنما دعا هذا لأن ان الشرطية لا معنى لها الا في المستقبل فآل حاصل المعنى إلى ما ذكرناه
قوله تعالى ما قلت لهم الا ما أمرتني به ما في موضع نصب بقلت أي ذكرت أو أديت الذي أمرتني به فيكون مفعولا به ويجوزأن تكون ما نكرة موصوفة وهو مفعول به أيضا أن اعبدوا الله يجوز أن تكون أن على إضمار هو والنصب على إضمار أعنى أو بدلا من موضع به ولا يجوز أن تكون بمعنى أن المفسرة لأن القول قد صرح به وأي لا تكون مع التصريح بالقول ربى صفة لله أو بدل منه و عليهم يتعلق شهيدا ما دمت ما هنا مصدرية والزمان معها محذوف أي مدة ما دمت ودمت هنا يجوز أن تكون

الناقصة و فيهم خبرها ويجوز أن تكون التامة أي ما أقمت فيهم فيكون فيهم ظرفا للفعل و الرقيب خبر كان وأنت فصل أو توكيد للفاعل ويقرأ بالرفع على أ يكون مبتدأ وخبرا في موضع نصب
قوله تعالى ان تعذبهم فانهم عبادك الفاء جواب الشرط وهو محمول على المعنى أي ان تعذبهم تعدل وان تغفر لهم تتفضل
قوله تعالى هذا يوم هذا مبتدأ ويوم خبره وهو معرب لأنه مضاف إلى معرب فبقى على حقه من الإعراب ويقرأ يوم بالفتح وهو منصوب على الظرف وهذا فيه وجهان أحدهما هو مفعول قال أي قال الله هذا القول في يوم والثاني أن هذا مبتدأ ويوم ظرف للخبر المحذوف أي هذا يقع أو يكون يوم ينفع وقال الكوفيون يوم في موضع رفع خبر هذا ولكنه بنى على الفتح لاضافته إلى الفعل وعندهم يجوز بناؤه وان أضيف إلى معرب وذلك عندنا لا يجوز إلى إذا أضيف إلى مبنى و صدقهم فاعل ينفع وقد قرىء شإذا صدقهم بالنصب على أن يكون الفاعل ضمير اسم الله وصدقهم بالنصب على أربعة أوجه أحدها أن يكون مفعولا له أي لصدقهم والثاني أن يكون حذف حرف الجر أي بصدقهم والثالث أن يكون مصدرا مؤكدا أي الذين يصدقون صدقهم كما تقول تصدق الصدق والرابع أن يكون مفعولا به والفاعل مضمر في الصادقين أي يصدقون الصدق كقوله صدقته القتال والمعنى يحققون الصدق
سورة الانعام بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى بربهم الباء تتعلق ب يعدلون أي الذين كفروا يعدلون بربهم غيره والذين كفروا مبتدأ ويعدلون الخبر والمفعول محذوف ويجوز على هذا أن تكون الباء بمعنى عن فلا يكون في الكلام مفعول محذوف بل يكون يعدلون لازما أي عدلون عنه إلى غيره ويجوز أن تتعلق الباء بكفروا فيكون المعنى الذين جحدوا ربهم مائلون عن الهدى
قوله تعالى خلقكم من طين في الكلام حذف مضاف أي خلق أصلكم ومن طين متعلق بخلق ومن هنا لابتداء الغاية ويجوز أن تكون حالا أي خلق اصلكم كائنا من طين وأجل مسمى مبتدأ موصوف و عنده الخبر
أقسام الكتاب 1 2 3 4 5
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج32.سنن النسائي *الأحاديث من 5401 إلى حديث رقم -5758-{النهاية}

سنن النسائي *الأحاديث من 5401 إلى حديث رقم - 5758 - حديث رقم -5401 - أخبرنا عمرو بن علي قال حدثنا يحيى قال حدثنا هشام بن عروة قال حدث...